أحدث الأخبار مع #وكالةأونروا


الدستور
منذ 3 أيام
- سياسة
- الدستور
"حشد": خطة عربات جدعون تهدف لاحتلال غزة وفرض معسكرات اعتقال جماعية (خاص)
حذر الدكتور صلاح عبد العاطي، رئيس الهيئة الدولية لدعم حقوق الشعب الفلسطيني 'حشد'، من المخاطر الكارثية التي تمثلها خطة "عربات جدعون" التي ينفذها الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة، معتبرًا أنها تشكل تصعيدًا غير مسبوق في مسار جريمة الإبادة الجماعية بحق الشعب الفلسطيني. وأوضح عبد العاطي في تصريحات خاصة لـ"الدستور"، أن الخطة الإسرائيلية تهدف إلى التوغل البري واحتلال أجزاء واسعة من غزة، ودفع المدنيين الفلسطينيين إلى التمركز في مناطق محددة بين محور فيلادلفيا ومحور ميراج، الذي شُيّد على نحو أشبه بـ"معسكر اعتقال"، تُديره شركات أميركية في تجاوز صارخ للدورين المصري والدولي في توزيع المساعدات. وأشار عد العاطي إلى أن هذه الخطوة تمهد لتغيير ديموجرافي وجغرافي في القطاع، محذرًا من أن النازحين قسرًا قد يُتركون داخل هذه المناطق لتتحمل مصر مسؤوليتهم لاحقًا، بينما يُقتل أو يُعتقل من يرفض دخول هذه المعسكرات. وأضاف عبدالعاطي أن هذه الممارسات تمثل انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي، داعيًا إلى تحرك عالمي عاجل للضغط من أجل وقف جرائم الإبادة، وضمان إدخال المساعدات الإنسانية الممنوعة من الدخول منذ أكثر من 78 يومًا. حشد تدين المجازر الإسرائيلية الوحشية واستهداف المدنيين وجدد عبد العاطي إدانته للمجازر الإسرائيلية الوحشية واستهداف المدنيين والممتلكات واستخدام المساعدات كسلاح حرب، داعيًا إلى وقف عسكرة المساعدات، ورفض الخطة الأميركية-الإسرائيلية التي تعرقل عمل وكالة "أونروا" والمنظمات الإنسانية الأخرى. كما حمّل عبد العاطي الاحتلال الإسرائيلي والإدارة الأميركية المسؤولية الكاملة عن الانتهاكات الجسيمة، التي تمثل خرقًا لاتفاقية منع الإبادة الجماعية وميثاق روما، داعيًا إلى محاكمة القادة الإسرائيليين وشركائهم أمام المحاكم الدولية. وفي ختام تصريحه، طالب عبد العاطي المجتمع الدولي والعربي، خاصة القمة العربية، والاتحاد الأوروبي، ومنظمة التعاون الإسلامي، بتنفيذ قراراتها السابقة، وفرض عقوبات على إسرائيل، ووقف تصدير السلاح لها، ودعم خطة إعادة إعمار غزة، وتوفير حماية دولية عاجلة للفلسطينيين.


بوابة اللاجئين
منذ 3 أيام
- سياسة
- بوابة اللاجئين
القمة العربية الـ 34 في بغداد: دعوات لوقف فوري للحرب على غزة
على وقع المجازر المتواصلة والإبادة الجماعية التي يرتكبها الاحتلال "الإسرائيلي" في قطاع غزة، والتي أودت بحياة عشرات الآلاف وسط دمار شامل ونزوح جماعي، انطلقت أعمال القمة العربية الرابعة والثلاثين، اليوم السبت 17 أيار/مايو، في العاصمة العراقية بغداد، بحضور عدد من القادة والزعماء العرب والأمناء العامين لمنظمات دولية وإقليمية. وتصدّرت الأزمة الإنسانية المتفاقمة في غزة جدول أعمال القمة، وسط دعوات لتحرك عربي فاعل لوقف العدوان وضمان تدفّق المساعدات وإنهاء الحصار. وفي كلمته الافتتاحية، دعا رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني إلى تحرك عربي جاد لإنقاذ غزة، مؤكدًا أن الإبادة الجماعية في القطاع بلغت مرحلة بشعة لم يشهدها التاريخ فيما تعهد بتقديم 40 مليون دولار في إطار الجهود لإعادة إعمار قطاع غزة ولبنان. كما أعلن السوداني عن تأسيس صندوق عربي لإعادة إعمار غزة، متعهدًا بتقديم 20 مليون دولار لدعم القطاع، في خطوة تهدف إلى تثبيت سكان غزة في أراضيهم ورفضًا لسياسات التهجير القسري، على حد قوله، ودعا إلى تفعيل دور وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل لاجئي فلسطين "أونروا" في القطاع وفي الضفة الغربية. ومن جهته، عبّر الرئيس العراقي عبد اللطيف رشيد في كلمة له خلال افتتاح أعمال القمة العربية في بغداد عن رفضه محاولات تهجير الشعب الفلسطيني "تحت أي ظروف أو مسمى مؤكداً على إدانته للعدوان "الإسرائيلي" على قطاع غزة. السيسي طالب ترامب للضغط من أجل وقف إطلاق النار في غزة من جانبه، شدد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي على أن السلام العادل لن يتحقق إلا بقيام دولة فلسطينية، مؤكدا أن شعب فلسطين يتعرض لجرائم ممنهجة وممارسات وحشية تهدف لإنهاء وجوده في قطاع غزة. ودعا السيسي، الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى "بذل كل ما يلزم من جهود وضغوط" لوقف إطلاق النار في قطاع غزة. وقال في هذا الصدد: "أطالب الرئيس الأميركي دونالد ترامب بصفته قائدا يهدف إلى ترسيخ السلام، في بذل كل ما يلزم من جهود وضغوط لوقف إطلاق النار في قطاع غزة تمهيدا لإطلاق عملية سياسية جادة يكون فيها وسيطا وراعيا". غوتيريش يجدد رفضه للحديث عن أي تهجير للفلسطينيين من غزة وفي سياق متصل، أعلن الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش رفضه أي كلام عن تهجير الفلسطينيين من غزة والضم غير القانوني في الضفة الغربية، فيما أكد أنه من الضروري إنعاش الانخراط متعدد الأطراف من أجل وقف المجاعة في السودان والتهجير الجماعي. وقال في كلمته: "أن لا شيء يبرر العقاب الجماعي للفلسطينيين"، مشيرًا إلى أن الوضع الإنساني في غزة يتطلب تحركًا دوليًا عاجلًا. وكان غوتيريش قد عّبر في وقت سابق عن قلقه إزاء ما تردد عن خطط "إسرائيلية" لتوسيع العمليات البرية في غزة مؤكداً أن الأمم المتحدة لن تشارك في أي عملية لا تلتزم بالقانون الدولي والمبادئ الإنسانية - الإنسانية والنزاهة والاستقلال والحياد. وكرر غوتيريش مناشدته للدعم الكامل لعمل وكالة "أونروا" مشدداً على رفضه التهجير المتكرر للسكان إلى جانب أي مسألة تهجير قسري خارج غزة. مشروع قرار إسباني لمحاكمة "إسرائيل" رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز، بدوره شدد على ضرورة "مضاعفة الضغط" على إسرائيل "لوقف المجزرة في غزة"، لافتا إلى أن بلده سيقدّم مشروع قرار في الأمم المتحدة يطلب من محكمة العدل الدولية "الحكم على مدى امتثال إسرائيل لالتزاماتها الدولية". وقال سانشيز في كلمته خلال القمة: "علينا أن نضاعف ضغطنا على إسرائيل لوقف المجزرة في غزة، لا سيّما عبر القنوات التي يوفرها لنا القانون الدولي ". واعتبر أن "عدد (الضحايا) غير المقبول" في القطاع الفلسطيني ينتهك "مبدأ الإنسانية". وفي كلمة الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود وصف فيها القضية الفلسطينية بأنها اختبار حقيقي لدولنا العربية في وحدة الصف داعياً العمل على إقامة الدولة الفلسطينية على حدود عام 1967. كما دعا رؤساء وزراء كل من الأردن والسعودية لوقف الحرب على قطاع غزة وثبات الشعب الفلسطيني على أرضه رافضين لخطط التهجير ومؤكدين على تكاتف كل الجهود وإدخال المساعدات الإنسانية الكافية والفورية إلى غزة. الأمين العام للجامعة العربية أكد ضرورة إقامة دولة فلسطينية مستقلة ومن ناحيته أكد الأمين العام للجامعة العربية أحمد أبو الغيط، أن قضية الشعب الفلسطيني وحقه في إقامة دولة مستقلة ما تزال القضية الرئيسية للجامعة العربية. وقال أبو الغيط في كلمة له: "إن القضية الفلسطينية لا تزال تمثل قضية العرب الأولى وقضية الجامعة العربية"، مؤكداً أن "محاولات اليمين المتطرف الإسرائيلي للهيمنة على الأراضي الفلسطينية وتنفيذ إبادة جماعية لشعبها يمثل وصمة عار في جبين العالم". من جهته، دعا رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، القادة والرؤساء العرب المشاركين في القمة العربية الـ34 المنعقدة في العاصمة العراقية بغداد، إلى تبنّي خطة عربية شاملة لإنهاء الحرب وتحقيق السلام، تشمل وقفاً دائماً لإطلاق النار، والإفراج عن جميع الرهائن والأسرى، وضمان تدفّق المساعدات الإنسانية، إلى جانب الانسحاب الكامل لقوات الاحتلال من قطاع غزة. وقال عباس في كلمته أمام القمة، إن الخطة تتضمن كذلك تمكين السلطة من تولّي مسؤولياتها المدنية والأمنية في قطاع غزة، إلى جانب تخلي حركة حماس عن سيطرتها على القطاع، وتسليمها، وجميع الفصائل، السلاح إلى "السلطة الشرعية"، بالإضافة إلى إعادة هيكلة الأجهزة الأمنية الفلسطينية في غزة وفق أسس مهنية، وبمساعدة عربية ودولية. كما دعا إلى عقد مؤتمر دولي في العاصمة المصرية القاهرة، لتمويل وتنفيذ خطة شاملة لإعادة إعمار قطاع غزة، إلى جانب التوصل إلى هدنة شاملة، ووقف جميع الإجراءات الإسرائيلية الأحادية التي تنتهك القانون الدولي. وطالب عباس بإطلاق عملية سياسية تبدأ وتنتهي خلال فترة زمنية محددة، تهدف إلى تنفيذ حل الدولتين وتجسيد الدولة الفلسطينية المستقلة على أرض دولة فلسطين، مع الاعتراف الدولي بها، استناداً إلى قرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية. وجدّد عباس التأكيد على الاستعداد لإجراء انتخابات رئاسية وتشريعية خلال العام المقبل، كما جرت في السابق، وذلك فور توافر الظروف الملائمة في كل من غزة والضفة الغربية والقدس. وأكد في ختام كلمته على المضي في عملية إصلاح مؤسسات الدولة ومنظمة التحرير الفلسطينية، والعمل من أجل توحيد الصف الفلسطيني على أساس الاعتراف بمنظمة التحرير ممثلاً شرعياً ووحيداً للشعب الفلسطيني، وعلى أساس برنامجها السياسي، ومرجعية الشرعية الدولية، ومبدأ النظام الواحد، والقانون الواحد، والسلاح الشرعي الواحد. وعلى هامش انعقاد القمة دعت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) القمة العربية إلى تحمّل مسؤولياتها التاريخية واتخاذ خطوات عملية فورية لوقف العدوان على قطاع غزة، ورفع الحصار، وفرض عقوبات عاجلة على الاحتلال "الإسرائيلي" ومحاسبة قادته كمجرمي حرب. وقالت الحركة في بيان صحفي: "بينما تنعقد القمة العربية في بغداد، يتعرّض قطاع غزة لإحدى أبشع الهجمات الدموية، إذ يواصل الاحتلال ارتكاب المجازر بحق المدنيين، مستهدفًا الأحياء السكنية ومراكز الإيواء، ما أدى إلى ارتقاء مئات الشهداء والجرحى، وسط حصار خانق وانقطاع كامل للمساعدات الإنسانية". وأشارت إلى أن شمال القطاع يشهد حملة إبادة ممنهجة، تتصاعد فيها وتيرة القصف الجوي والمدفعي، ما أجبر مئات العائلات على النزوح القسري من منازلها هرباً من الموت والقذائف. وأضاف البيان أن "ما يجري في غزة هو جريمة إبادة جماعية مكتملة الأركان تُرتكب أمام أعين العالم الذي يقف عاجزًا، بينما يُذبح أكثر من مليونين ونصف المليون إنسان في القطاع المحاصر". وطالبت الحركة القمة العربية بتنفيذ قرارات قمة الرياض، ولا سيما المتعلقة بكسر الحصار وضمان إدخال المساعدات إلى القطاع، داعية إلى مواقف سياسية حازمة تترجم الغضب العربي إلى خطوات ملموسة على المستوى الإقليمي والدولي. كما دعت "حماس" الشعوب العربية والإسلامية وقوى الحرية في العالم إلى تصعيد حملات التضامن العالمية مع غزة، وفضح جرائم الاحتلال، وكشف سياساته القائمة على الإبادة الجماعية والتجويع. بوابة اللاجئين الفلسطينيين


فلسطين أون لاين
منذ 4 أيام
- صحة
- فلسطين أون لاين
تقرير صرخات لا تُسمع.. الحصار يجلد أجساد الأطفال في غزة
غزة/ عبد الرحمن يونس: في مراكز الإيواء المكتظة في غزة، لا يقتصر الألم على الجوع والخوف، بل يمتد إلى معاناة يومية صامتة يعيشها الرضّع وذووهم، بعدما حوّل الحصار حفاضات الأطفال إلى ترف نادر، وأجبر الأهالي على استخدام القماش والنايلون، ما أدى إلى تفشي أمراض جلدية مؤلمة بين الصغار. داخل أحد الصفوف الدراسية في مدرسة غربي مدينة غزة، والتي تحوّلت إلى مأوى مؤقت لعشرات العائلات النازحة، يجلس نعيم عوض (37 عامًا) إلى جوار طفلته الرضيعة، يحاول تهدئتها بعدما انفجرت في بكاء متواصل منذ الفجر. لم يكن الجوع هذه المرة، بل الجلد المحترق تحت قطعة نايلون استخدمها بديلاً عن الحفاضة. يقول نعيم بصوت يملؤه الإحباط لصحيفة "فلسطين": "البحث عن حفاضات للأطفال أصبح مهمة شبه مستحيلة. لا توجد في السوق، وإذا وُجدت فأسعارها تجاوزت كل منطق. أُجبرنا على استبدالها بقطع قماش قديمة ونايلون، لكن النتيجة كانت كارثية: الطفلة أصيبت بتسلخات حادة والتهابات جلدية مؤلمة". هذه المعاناة ليست استثناءً، بل جزء من واقع يومي يعيشه آلاف الآباء والأمهات في مراكز الإيواء، بعد أن هجّرهم القصف وتركهم الحصار دون أبسط مقومات الحياة، ومنها حق الطفل في حفاض نظيف. منذ مطلع مارس/آذار 2025، ومع توقف إدخال المساعدات إثر انهيار اتفاق الهدنة، أُغلقت المعابر لأكثر من شهرين، في أطول فترة إغلاق تشهدها غزة. تسببت هذه القيود الخانقة في أزمة إنسانية شاملة، لا سيما في المواد الأساسية الخاصة بالأطفال. أصبحت الحفاضات سلعة نادرة، وإن وُجدت فهي تُباع بأسعار تفوق قدرة الأسر المنهكة؛ إذ وصل سعر الكيس الواحد إلى أكثر من 100 شيكل (نحو 27 دولارًا)، في وقت لم تعد فيه معظم العائلات تملك حتى قوت يومها، بعد انهيار السوق المحلية، وتوقف الرواتب، وانعدام السيولة النقدية. أنس الهبيل (40 عامًا)، نازح في مخيم داخلي وسط غزة، يتحدث عن معاناة ابنه البالغ عامًا ونصف، والذي لم ينجُ من آثار البدائل الخطرة للحفاضات. يقول لـ"فلسطين": "مع ارتفاع درجات الحرارة هذه الأيام، أصبحت بدائل الحفاضات خطرًا كبيرًا على ابني. النايلون والقماش يسببان تسلخات غريبة، وطفلي يبكي طوال الليل. لا توجد حفاضات في الأسواق، وإن توفرت فهي بأسعار خيالية لا أقدر عليها". يشير أنس إلى أن صيدليات عديدة أغلقت أبوابها، وأن الإغاثات باتت شبه معدومة، بينما يُترك الأطفال يواجهون مضاعفات صحية قد تتطور إلى أمراض جلدية مزمنة أو التهابات بكتيرية خطيرة، في ظل غياب العلاج الطبي. على الضفة الأخرى من المأساة، تلقى محمد الخطيب (29 عامًا) رسالة قصيرة عبر هاتفه المحمول من وكالة "أونروا" تطلب منه التوجه إلى مدرسة لتسلُّم حصة من المساعدات. لم تكن الرسالة تحمل طعامًا أو دواء، بل ما هو أثمن في تلك اللحظة: كيس حفاضات. يقول محمد والابتسامة لا تفارق وجهه رغم الإرهاق: "طار قلبي من الفرح! هذا الباكيت أنقذ طفلي ذا التسعة أشهر من التسلخات والأمراض الجلدية. كنت أرى بشرته تتقرح يومًا بعد يوم، ولا أملك له شيئًا. أشعر الآن بالخوف من أن ينفد الباكيت قبل أن تُفتح المعابر أو تنخفض الأسعار". ويتابع بنبرة حزينة: "كل أمنيتنا أن تنتهي هذه الحرب، أن تفتح المعابر، أن ترخص الأسعار، أن يعود أبناؤنا لحياتهم الطبيعية. لا نطلب أكثر من حفاض نظيف، وغذاء بسيط، وسرير آمن لأطفالنا". في ظل هذه الكارثة الصامتة، تواصل المنظمات الدولية دقّ ناقوس الخطر. فقد حذّرت وكالة "أونروا" مرارًا من أن استمرار الحصار ومنع دخول المساعدات يُشكّل خطرًا لا يمكن إصلاحه على الأطفال، مؤكدة في بيانها الأخير أن لديها آلاف الشاحنات الجاهزة للدخول، لكن القيود الإسرائيلية تمنعها من الوصول. وبحسب تقرير التصنيف المتكامل لمراحل الأمن الغذائي الصادر هذا الأسبوع، يُتوقَّع أن يعاني أكثر من 71 ألف طفل في غزة من سوء تغذية حاد خلال الأشهر المقبلة، في ظل انهيار النظام الصحي، وإغلاق مراكز العلاج، وغياب المواد الأساسية، ومنها الحفاضات والمستلزمات الصحية الخاصة بالأطفال. ويقول عز الحسني، ممرض في مركز طبي خيري شمال غزة: "لم يعد هناك متّسع للخصوصية أو للراحة. الأمهات يأتين كل يوم وهن يحملن أطفالًا مصابين بتقرحات جلدية حادة بسبب إعادة استخدام نفس الحفاضة مرارًا، أو استخدام أكياس بلاستيكية لا تصلح حتى لتغليف الطعام". وتختم طبيبة تعمل في نفس المركز بمرارة: "تخيّل أن تُجبر أم على غسل قماشة حفاض في مياه ملوثة، ثم تعيد استخدامها على جسد رضيعها المصاب... هذه ليست حربًا فقط، هذه إبادة بطيئة". ورغم قتامة المشهد، لا يزال الأهالي في غزة يتمسكون بخيط الأمل، ينتظرون فتح المعابر، ووصول المساعدات، وتحقيق الحد الأدنى من كرامة الحياة. لكن، حتى ذلك الحين، ستظل الطفولة في غزة محاصرة، تُجلد كل يوم تحت لهيب الحرب، وشظايا الحر، وقطعة نايلون لا تصلح حتى لتغطية جرح، لكنها اليوم تغطي براءة. المصدر / فلسطين أون لاين


Independent عربية
١٢-٠٢-٢٠٢٥
- سياسة
- Independent عربية
حذف مناهج دراسية فلسطينية يضع "أونروا" في دائرة الاتهام
باعتباره "انتهاكاً للاتفاقات بين وكالة 'أونروا' والدول المستضيفة للاجئين الفلسطينيين" طالبت "منظمة التحرير" الفلسطينية الوكالة بالتراجع عن قرارها القاضي بسحب بعض المواد من المنهاج التعليمي في مدارسها، الذي يأتي تتويجاً لحملة ضد المنهاج التعليمي الفلسطيني بدعوى "تحريضه على الكراهية ضد الإسرائيليين". ومع بداية الفصل الدراسي الثاني تلقى مديرو المدارس في وكالة "أونروا" في الضفة الغربية تعليمات إدارية بسحب كتاب اللغة العربية للصف الخامس الابتدائي من التدريس واستبدال كتاب آخر به، وفق مصادر "اندبندنت عربية". "التحريض على العنف" وأشارت تلك المصادر إلى أن ذلك الطلب "يأتي بعد أعوام من الجدل في شأن المناهج التعليمية الفلسطينية، واتهام بعض الدول الممولة وكالة 'أونروا' بالمشاركة في 'التحريض على العنف، وكراهية إسرائيل'". وبحسب تلك المصادر فإن إجراء الوكالة يهدف إلى "إرضاء مموليها الماليين في ظل وقف دعم الولايات المتحدة الأميركية باعتبارها الممول الرئيس للوكالة إضافة إلى السويد". بلغ عدد الطلبة بمدارس "أونروا" في قطاع غزة أكثر من 290 ألفاً (أ ف ب) وعلى رغم طلب "اندبندنت عربية" الحصول على تعليق من وكالة "أونروا"، فإن ذلك لم يتوفر. ويتلقى أكثر من 47 ألف طالب وطالبة تدريسهم في 97 مدرسة تابعة لوكالة "أونروا" بالضفة الغربية، فيما بلغ عدد الطلبة بمدارس الوكالة في قطاع غزة أكثر من 290 ألفاً. وفي عام 2018 أجبرت الاحتجاجات الفلسطينيين إدارة وكالة "أونروا" على التراجع عن خططها لتغيير كامل في مناهجها التدريسي. وينص نظام وكالة "أونروا" على التزامها قانون الدولة المستضيفة ومناهجها التدريسية، حيث تقدم الوكالة خدماتها التعليمية في الضفة الغربية بما فيها القدس، وقطاع غزة ولبنان وسوريا والأردن. واعتبر عضو اللجنة التنفيذية لـ"منظمة التحرير" الفلسطينية، رئيس دائرة شؤون اللاجئين فيها أحمد أبو هولي، خطوة الوكالة "خرقاً لذلك الاتفاق، وبأنه من غير المسموح لأحد العبث بهذا المنهاج بشطب بعض فصوله". إملاءات أميركية؟ وأشار أبو هولي في حديث إلى "اندبندنت عربية" إلى أن خطوة "'أونروا' خضوع للإملاءات الأميركية الإسرائيلية، واشتراطات بعض الدول المانحة، ويتعارض مع مبادئ حقوق الإنسان والديمقراطية والعالم الحر". وقال أبو هولي إن المنهاج التعليمي الفلسطيني "يخلو من التحريض ونشر الكراهية، ومنسجم مع مبادئ اليونيسكو، وحقوق الإنسان وقيم الأمم المتحدة". كما لفت إلى تلك المناهج تتضمن "الحد الأدنى من الذاكرة الجماعية حيال الثوابت والمقدسات الوطنية والدينية"، مضيفاً أن تلك الثوابت "لا يمكن حذفها أو تعديلها أو استبدالها". ويراجع مفتشون تابعون للوكالة المناهج الدراسية في مدارسها بصورة دورية، وبحسب مراجعة "اندبندنت عربية" كتاب اللغة العربية للصف الخامس، فإنه يتضمن إشادة بالمقاومة الفلسطينية دلال المغربي التي نفذت هجوماً مسلحاً عام 1978، أسفر عن مقتل 38 إسرائيلياً في جنوب حيفا، كذلك يتضمن الكتاب المدرسي إشادة بخالد بن الوليد وصلاح الدين الأيوبي وعز الدين القسام وياسر عرفات. وفي رسالة رسمية إلى مفوض عام وكالة "أونروا" فيليب لازاريني، طالب أبو هولي بإلغاء قرار "سحب كتاب اللغة العربية للصف الخامس، واستبدال ملف مواد التعلم الذاتي به". الذاكرة الجماعية ودعا أبو هولي الوكالة التابعة للأمم المتحدة إلى "ضمان حق الشعب الفلسطيني في الحفاظ على وعيه وثقافته وذاكرته الجماعية في شأن أرضهم وحقهم ومقدساتهم وثوابتهم الوطنية". وطالبت الرسالة "أونروا" بـ"مناصرة المناهج الفلسطينية، وحمايتها والدفاع عنها، والحفاظ على دورها وتفويضها وفقاً للقرار 302، وليس الخضوع للشروط الإسرائيلية". وعبر أبو هولي عن استيائه من قرار الوكالة "فمن غير المقبول تعميمها على مدارسها إلغاء بعض المواد التدريسية، من دون التواصل مع وزارة التربية والتعليم الفلسطينية". واعتبر أبو هولي "أن حرب الإبادة الجماعية لإسرائيل ضد الفلسطينيين في قطاع غزة والضفة الغربية أكبر محرض عليها، وليس المناهج التعليمية". ورأى مدير مركز "إعلام حقوق الإنسان والديمقراطية" عمر رحال أن قرار حذف مادة اللغة العربية للصف الخامس في مدارس وكالة "'أونروا' مبني على ادعاءات باطلة، ويأتي في إطار التحريض على الوكالة من إسرائيل وأميركا". وبحسب رحال فإن تلك "الادعاءات تستهدف تجفيف منابع دعم 'أونروا' على طريق حلها، بهدف القضاء على قضية اللاجئين الفلسطينيين وحقهم في العودة إلى ديارهم التي هجرتهم منها إسرائيل"، وأوضح رحال أن تلك المناهج "وضعها خبراء فلسطينيون بإشراف دولي، ولا تتضمن أي تحريض أو معاداة للسامية"، لكن المحاضر الإسرائيلي في جامعة "بار إيلان" مردخاي كيدار رفض ذلك، وأشار إلى أن المناهج التعليمية الفلسطينية "تنكر وجود إسرائيل ولا تعترف بها". اقرأ المزيد يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field) منهاج أردني؟ وبحسب كيدار فإن "الكتب المدرسية بخاصة مواد الجغرافيا لا يوجد فيها ذكر لإسرائيل، بل إنها خريطة فلسطين التاريخية لا تظهر فيها إسرائيل، وحتى بعد إقامة السلطة الفلسطينية واعترافها بإسرائيل، وتأسيس منهج تدريسي خاص بها قبل 30 عاماً". وروى كيدار قصة زيارته وهو جندي في الجيش الإسرائيلي إلى إحدى المدارس في مخيم الأمعري برام الله عام 1994، وملاحظته عدم وجود اسم إسرائيل على خريطة فلسطين التاريخية، ووفق كيدار فإن مدير المدرسة أبلغه حينها بأن المنهاج التدريسي أردني، وليس فلسطينياً. وقال كيدار إن "ذلك الإنكار هو منبع المشكلات، فكيف ستقيم سلاماً مع طرف وأنت تنكر وجوده، فإسرائيل وفق الفلسطينيين كيان سيزول مع الوقت كما تذكر المناهج التعليمية المدرسية".