أحدث الأخبار مع #وكلود


وطنا نيوز
٠٢-٠٥-٢٠٢٥
- علوم
- وطنا نيوز
عندما يسلم الكاتب قلمه إلى الآلة
بقلم د. محمد عبد الله القواسمة غيّر الذكاء الاصطناعي من طريقة عمل الإنسان، وأسلوب حياته، وتفاعله وتواصله مع غيره. وبدأنا نتلمس من خلال تطور الذكاء الاصطناعي واستخدامه مخاطره على الإنسان ومستقبله. فلم يكتف بعض الناس باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي مثل شات جي بي تي (ChatGPT)،وجي بي تي-4 (GPT-4)، وكلود+ (Claude+) وغيرها وسائل وأدوات للبحث، والوصول إلى المعلومات، وتصحيح الأعمال الكتابية وتدقيقها، بل تخطى ذلك إلى تكليف الذكاء الاصطناعي بإنتاج الأبحاث والأعمال الإبداعية، مثل الرواية، والمقالة، والخاطرة، والقصة القصيرة. وتبلغ الخطورة أوجها حين ينسب الإنسان لنفسه ما أنتجته الآلة، ويعلن بأنه هو الكاتب وهو الأديب. على ضوء التجربة الشخصية قدّم لي أحد الباحثين دراسة عن شاعر معاصر، ورجا أن أقرأها، وأقدّم ملاحظات عليها. أعجبني من النظرة الأولى عنوان الدراسة، وحسن صياغة الفقرة الأولى من مقدمتها. ومع القراءة بدأ الإعجاب يتحول إلى ملل، ثم يتحول الملل إلى استياء، ثم تحول الاستياء، مع تلاحق المصطلحات دون ضرورة، وسريان الأسلوب على نمط واحد ودون علامات ترقيم إلى غضب. أسرعت في القراءة، والقفز عن الصفحات حتى انتهيت؛ فرميت البحث إلى حيث سلة القمامة. انتابني الشك في أن البحث ليس من عمل بشري بل هو من عمل الآلة، وأزلت الشك باليقين عندما عرضت أجزاء منه على مواقع الكشف عن الذكاء الاصطناعي؛ فهالتني النتيجة بأن 96% من البحث من إنتاج الذكاء الاصطناعي. كررت الكشف أكثر من مرة، وكانت النتائج متقاربة. اتصلت بالباحث واعتذرت عن إبداء ملاحظات عن البحث، ولم أحرجه بذكر جريمته التكنولوجية. من غرائب المصادفات أني كنت في اليوم التالي من تلك الحادثة عند أحد الأصدقاء الناشرين، فحدثني عن مجموعة قصصية قُدمت له من إنتاج الذكاء الاصطناعي، وعندما كاشف كاتبها المزيف اعترف له بذلك، وأنه أقدم على فعلته ليحقق رغبته بأن يصبح كاتبًا، نصحه بأن يبحث عمن يكتبها له من جديد، أو من يقربها لتكون من عمل مخلوق بشري. هكذا وصلت الحالة ببعض الكتاب إلى تسليم أقلامهم إلى الآلة لتكتب لهم ما شاؤوا من أجناس كتابية، ليضعوا أسماءهم عليها مع اعتزازهم بما فعلوه، يعتقدون بأنهم سينجحون في خداع القراء، وهم في الحقيقة لا يخدعون إلا أنفسهم. فلا يمر هذا النوع من الكتابة حتى على القارئ العادي؛ لأنها ببساطة كتابة بلا روح، بلا مشاعر، بلا عواطف إنسانية. لكن ما نخشاه أن تعم هذه الحالة، وتنتشر بين الكتاب والأدباء انطلاقًا من اتباع الطريق السهل؛ ففي ساعات يُصدر الكاتب أو الأديب الذي يتقن استخدام الذكاء الاصطناعي كتابًا في النقد، أو يصدر رواية، أو مسرحية، أو مجموعة قصصية في غاية الأناقة، خالية من الأخطاء اللغوية والطباعية. والأخطر من ذلك أن يستمرئ الناس هذا النوع من الكتابة، ويقبلون على القراءة، فيكثر عدد الكتاب المزيفين، ويغدو الأدب مثل الجماد لا حياة فيه، ويصبح الإنسان قريبًا من الروبوت، فاقدًا الإحساس بالجمال. على الإنسان في خضم هذا التطور الهائل في تقنيات الذكاء الاصطناعي وتطبيقاته أن يبقى سيد هذه التكنولوجيا، يراقبها، ويتحكم فيها، ويستخدمها، لتيسير حياته، والارتقاء بعقله ووجدانه. ويجب على النقاد والأكاديميين التنبيه إلى مخاطر إساءة استخدام الذكاء الاصطناعي في مجالات البحث المختلفة، وعدم التساهل بل فضح من يتخطى قواعده وقوانينه العلمية والأخلاقية، كما أن على عاتق الأديب ألا يسلم قلمه إلى الآلة؛ فيكون كمن يسلم سلاحه لعدوه، أو كمن يسلم روحه للشيطان، كما فعل فاوست في مسرحية غوته المشهورة


الدستور
٠١-٠٥-٢٠٢٥
- علوم
- الدستور
عندما يسلم الكاتب قلمه إلى الآلة
د. محمد عبدالله القواسمة غيّر الذكاء الاصطناعي من طريقة عمل الإنسان، وأسلوب حياته، وتفاعله وتواصله مع غيره. وبدأنا نتلمس من خلال تطور الذكاء الاصطناعي واستخدامه مخاطره على الإنسان ومستقبله. فلم يكتف بعض الناس باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي مثل شات جي بي تي (ChatGPT)،وجي بي تي-4 (GPT-4)، وكلود+ (Claude+) وغيرها وسائل وأدوات للبحث، والوصول إلى المعلومات، وتصحيح الأعمال الكتابية وتدقيقها، بل تخطى ذلك إلى تكليف الذكاء الاصطناعي بإنتاج الأبحاث والأعمال الإبداعية، مثل الرواية، والمقالة، والخاطرة، والقصة القصيرة. وتبلغ الخطورة أوجها حين ينسب الإنسان لنفسه ما أنتجته الآلة، ويعلن بأنه هو الكاتب وهو الأديب. على ضوء التجربة الشخصية قدّم لي أحد الباحثين دراسة عن شاعر معاصر، ورجا أن أقرأها، وأقدّم ملاحظات عليها. أعجبني من النظرة الأولى عنوان الدراسة، وحسن صياغة الفقرة الأولى من مقدمتها. ومع القراءة بدأ الإعجاب يتحول إلى ملل، ثم يتحول الملل إلى استياء، ثم تحول الاستياء، مع تلاحق المصطلحات دون ضرورة، وسريان الأسلوب على نمط واحد ودون علامات ترقيم إلى غضب. أسرعت في القراءة، والقفز عن الصفحات حتى انتهيت؛ فرميت البحث إلى حيث سلة القمامة. انتابني الشك في أن البحث ليس من عمل بشري بل هو من عمل الآلة، وأزلت الشك باليقين عندما عرضت أجزاء منه على مواقع الكشف عن الذكاء الاصطناعي؛ فهالتني النتيجة بأن 96% من البحث من إنتاج الذكاء الاصطناعي. كررت الكشف أكثر من مرة، وكانت النتائج متقاربة. اتصلت بالباحث واعتذرت عن إبداء ملاحظات عن البحث، ولم أحرجه بذكر جريمته التكنولوجية. من غرائب المصادفات أني كنت في اليوم التالي من تلك الحادثة عند أحد الأصدقاء الناشرين، فحدثني عن مجموعة قصصية قُدمت له من إنتاج الذكاء الاصطناعي، وعندما كاشف كاتبها المزيف اعترف له بذلك، وأنه أقدم على فعلته ليحقق رغبته بأن يصبح كاتبًا، نصحه بأن يبحث عمن يكتبها له من جديد، أو من يقربها لتكون من عمل مخلوق بشري. هكذا وصلت الحالة ببعض الكتاب إلى تسليم أقلامهم إلى الآلة لتكتب لهم ما شاؤوا من أجناس كتابية، ليضعوا أسماءهم عليها مع اعتزازهم بما فعلوه، يعتقدون بأنهم سينجحون في خداع القراء، وهم في الحقيقة لا يخدعون إلا أنفسهم. فلا يمر هذا النوع من الكتابة حتى على القارئ العادي؛ لأنها ببساطة كتابة بلا روح، بلا مشاعر، بلا عواطف إنسانية. لكن ما نخشاه أن تعم هذه الحالة، وتنتشر بين الكتاب والأدباء انطلاقًا من اتباع الطريق السهل؛ ففي ساعات يُصدر الكاتب أو الأديب الذي يتقن استخدام الذكاء الاصطناعي كتابًا في النقد، أو يصدر رواية، أو مسرحية، أو مجموعة قصصية في غاية الأناقة، خالية من الأخطاء اللغوية والطباعية. والأخطر من ذلك أن يستمرئ الناس هذا النوع من الكتابة، ويقبلون على القراءة، فيكثر عدد الكتاب المزيفين، ويغدو الأدب مثل الجماد لا حياة فيه، ويصبح الإنسان قريبًا من الروبوت، فاقدًا الإحساس بالجمال. على الإنسان في خضم هذا التطور الهائل في تقنيات الذكاء الاصطناعي وتطبيقاته أن يبقى سيد هذه التكنولوجيا، يراقبها، ويتحكم فيها، ويستخدمها، لتيسير حياته، والارتقاء بعقله ووجدانه. ويجب على النقاد والأكاديميين التنبيه إلى مخاطر إساءة استخدام الذكاء الاصطناعي في مجالات البحث المختلفة، وعدم التساهل بل فضح من يتخطى قواعده وقوانينه العلمية والأخلاقية، كما أن على عاتق الأديب ألا يسلم قلمه إلى الآلة؛ فيكون كمن يسلم سلاحه لعدوه، أو كمن يسلم روحه للشيطان، كما فعل فاوست في مسرحية غوته المشهورة.


سواليف احمد الزعبي
٢٠-٠٣-٢٠٢٥
- علوم
- سواليف احمد الزعبي
لماذا يعجز الذكاء الاصطناعي عن معرفة الوقت؟
#سواليف أحدث #الذكاء_الاصطناعي #ثورة_كبيرة في #العالم_الرقمي وغيّر الطريقة التي ننظر بها إلى التكنولوجيا، ولكن رغم أن هذه التقنية قادرة على توليد الصور وكتابة الروايات وأداء الواجبات المنزلية والتحليل العاطفي، فإنها غالبا ما تفشل في معرفة الوقت أو تحديده. وفي دراسة نُشرت على موقع 'أركايف' (arXiv) -وهو أرشيف مفتوح المصدر للمقالات العلمية- اختبر باحثون في جامعة إدنبرة قدرات 7 أنواع مختلفة من نماذج اللغة الكبيرة 'إل إل إم' (LLM) لمعرفة قدرتها على تحديد الوقت. وشمل اختبارهم أسئلة متنوعة حول صور لساعات وتقويمات مختلفة، وأظهرت الدراسة التي ستصدر بشكل رسمي في شهر أبريل/نيسان المقبل أن هذه النماذج تواجه صعوبة في فهم ومعرفة هذه المهام والتي تُعتبر أساسية في حياتنا اليومية. وكتب الباحثون في الدراسة: 'إن القدرة على تفسير واستنتاج الوقت من المدخلات البصرية أمر بالغ الأهمية للعديد من التطبيقات في العالم الحقيقي، بدءا من جدولة الأحداث إلى الأنظمة المستقلة، ورغم التقدم في نماذج اللغة الكبيرة متعددة الوسائط، فإن معظم الأبحاث ركزت على اكتشاف الأشياء وتسمية الصور وفهم المشاهد، ولكنها لم تُركز على الاستنتاج الزمني وهذا ما جعل عامل الوقت مُهملا بالنسبة لهذه الأنظمة'. واختبر فريق البحث نماذج من مختلف الشركات مثل 'شات جي بي تي -4أو' من أوبن إيه آي و'جيميني' من غوغل و'كلود' من أنثروبيك، و'لاما' من ميتا والنموذج الصيني 'كوين 2″ من علي بابا و'ميني سي بي إم' من مودل بيست، وقدموا صورا ذات ألوان وأشكال مختلفة لساعات جدارية عادية وساعات بأرقام رومانية وساعات دون عقرب الثواني، بالإضافة إلى صور لتقويم يُظهر الأيام والأشهر لآخر 10 سنوات. وفي اختبار الساعات، سأل الباحثون نماذج اللغة الكبيرة: 'ما الوقت الموضح في الصورة المرفقة؟'، أما بالنسبة لاختبار التقويم فقد طرحوا أسئلة بسيطة مثل 'ما اليوم الذي يوافق رأس السنة الميلادية؟' وأسئلة صعبة مثل 'ما اليوم رقم 153 من السنة؟'. وقال الباحثون: 'إن قراءة الساعات وفهم التقويم يتطلب خطوات معرفية معقدة، وتحتاج إلى تمييز بصري دقيق -لمعرفة موضع عقارب الساعة وتخطيط التقويم- كما تحتاج إلى تفكير عددي دقيق لحساب عدد الأيام بين تاريخين'. وبشكل عام لم تُحقق نماذج الذكاء الاصطناعي نتائج مرضية، فقد قرأت الوقت على الساعة بشكل صحيح في أقل من 25% من الحالات، وواجهت صعوبة في فهم الساعات التي تحمل أرقاما رومانية أو العقارب التي تملك تصميما مُبتكرا بنفس القدر الذي واجهته مع الساعات التي تفتقر إلى عقرب الثواني، وهنا يشير الباحثون إلى أن المشكلة قد تكمن في اكتشاف العقارب وتفسير الزوايا على ميناء الساعة. ومن الجدير بالذكر أن نموذج 'جيميني' حصل على أعلى درجة في اختبار قراءة الساعات، بينما تفوق نموذج 'شات جي بي تي -4أو' في قراءة التقويم وتحديد الوقت بنسبة 80%، وبالمقابل فإن معظم نماذج اللغات الكبيرة الأخرى ارتكبت أخطاء في اختبار التقويم بنسبة 20% تقريبا. وقال روهيت ساكسينا أحد مؤلفي الدراسة وطالب دكتوراه في كلية المعلوماتية بجامعة إدنبرة في بيان صادر عن الجامعة: 'يستطيع معظم الناس معرفة الوقت واستخدام التقويمات في سن مبكرة، ولكن نتائجنا تُظهر الفجوة الكبيرة في قدرة الذكاء الاصطناعي على تنفيذ ما يُعتبر مهارات أساسية جدا للبشر، ويجب ألا نغفل عن هذه المشاكل في حال أردنا دمج أنظمة الذكاء الاصطناعي في التطبيقات الواقعية الحساسة للوقت مثل الجدولة والأتمتة والتكنولوجيا المساعدة'. وأضاف 'رغم أن الذكاء الاصطناعي قادر على إنجاز أغلب واجباتك المنزلية، ولكن لا أنصحك بالاعتماد عليه في الالتزام بأي مواعيد نهائية'.

الدستور
١٩-٠٣-٢٠٢٥
- علوم
- الدستور
الذكاء الاصطناعي التوليدي: هل يُوسّع الإدراك أم يُضعف التفكير؟
أصبحت أدوات الذكاء الاصطناعي التوليدي، مثل شات جيبيتي (ChatGPT) وجيميناي (Gemini) وكلود (Claude) وغيرها، منتشرة بشكل كبير وتُستخدم في مختلف المجالات. وفي قطاع التعليم تحديدا، أثارت هذه الأدوات جدلًا واسعًا حول دورها: هل تُعزّز التعلم أم تُعيق التفكير النقدي؟ ولا شك أن هذه التكنولوجيا تُوفّر إمكانات هائلة، لكنها تظل وسيلة، وقيمتها الحقيقية لا تتحقق إلا بتكاملها مع المبادئ التربوية الأساسية وأصول التدريس. ويمنح الذكاء الاصطناعي إمكانيات فريدة للتعلم الشخصي، إذ أن لديه القُدرة على التكيّف مع الاحتياجات الفردية لكل متعلم وتزويده بملاحظات وموارد تعليمية مُصمّمة خصيصًا له. كما أنه يشجع الفضول الفكري ويتيح التعليم عالي الجودة لشريحة أوسع من المتعلمين. ويستطيع رفع الكفاءة من خلال أتمتة المهام الروتينية، مما يمنح المعلمين والطلاب فرصة للتركيز على التحليل والأنشطة الفكرية العميقة. ورغم هذه الفوائد، فقد يؤدي الاعتماد المُفرط على الذكاء الاصطناعي إلى تآكل مهارات التفكير النقدي لدى المتعلمين، وتُظهر الدراسات أن الاعتماد على محتوى الذكاء الاصطناعي دون مراجعة نقدية يُقلّل من مستوى التفاعل العقلي لدى المستخدمين. كذلك تبرز تحديات أخلاقية عديدة مثل خطر السرقة الأدبية، والتحيّز في مخرجات الذكاء الاصطناعي، والتأثير المحتمل على الأصالة الفكرية. ولا يخلو الذكاء الاصطناعي من الأخطاء، إذ قد يُولّد معلومات غير دقيقة أو مُضلّلة، مما يتطلب من المستخدمين فحصًا دقيقًا قبل اعتماد مخرجاته. ولضمان أن يكون الذكاء الاصطناعي أداة تعليمية فعالة وليس عائقًا، يجب أن تُبنى استراتيجيات استخدامه على مبادئ تربوية سليمة، وهذا يشمل المعلمين، المتعلمين، والمطورين. وفيما يتعلق بالمعلمين، فيجب عليهم توظيف الذكاء الاصطناعي كأداة تُحفّز التفكير والنقاش، وليس كبديل للمهارات الأساسية. فعلى سبيل المثال، بدلًا من السماح للطلاب باستخدامه في صياغة المقالات مباشرة، يمكن تدريب الطلاب على تحليل المحتوى المُولّد وتنقيحه لتطوير مهاراتهم النقدية. ومن الضروري أيضًا التركيز على مراحل العملية التعليمية كالبحث والتقييم والتأمل، وليس على النتائج النهائية فحسب. كما أن تطبيق قواعد مثل التصريح باستخدام الذكاء الاصطناعي يُسهم في تعزيز الوعي والمسؤولية عند استخدامه. أما المتعلمين، فعليهم الحذر من قبول المحتوى الذي يقدمه الذكاء الاصطناعي دون تقييم نقدي. ويجب عليهم طرح الأسئلة باستمرار، والتحقق من دقة معلوماته باستخدام أدوات أخرى، وبذل جهد للتعرف على أي تناقضات أو فجوات منطقية. وكلما كانت الخلفية المعرفية للطالب أقوى، ازدادت قدرته على تحديد نقاط القوة والضعف في محتوى الذكاء الاصطناعي. ولا تقتصر مسؤولية المطورين على بناء أنظمة ذكية، بل تمتد إلى ضمان أنها تعزز التفكير النقدي لدى المستخدمين ولا تحل محله. ومن المهم تصميم أدوات تشجع على تحليل المحتوى المولد من الذكاء الاصطناعي بدلًا من قبوله بشكل آلي. كما أن الشفافية في بيان مصادر البيانات ومدى الدقة واحتمالات التحيز تعد عنصرًا جوهريًا في تعزيز ثقة المستخدمين. ختاما، فمن أجل تحقيق مستقبل تعليمي أفضل، من الضروري إنشاء بيئات تعليمية تضع الذكاء الاصطناعي في سياق مُحفّز للتفكير النقدي ولتوسيع آفاق العقل، وليس استبداله. فالهدف الأسمى لا يكمن في المفاضلة بين الإنسان والتكنولوجيا، بل في تكامل ذكي ومتوازن يجمع بين القدرات البشرية والإمكانات التقنية. * مساعد الأمين العام للشؤون العلمية والتكنولوجية المجلس الأعلى للعلوم والتكنولوجيا