أحدث الأخبار مع #ومجلسالأمنالقومىالأمريكى


بوابة الأهرام
منذ 6 أيام
- سياسة
- بوابة الأهرام
هدوء حذر فى طرابلس بعد يومين من التظاهرات ضد الدبيبة
خيم الهدوء الحذر على العاصمة الليبية «طرابلس» بعد يومين من المظاهرات التى خرجت إلى الشوارع للمطالبة برحيل عبد الحميد الدبيبة، رئيس الحكومة المعترف بها من قبل الأمغزة م المتحدة فى العاصمة الليبية. وتجمع المتظاهرون فى ميدان الشهداء وسط المدينة، الذى شهد الأسبوع الماضى أعمال عنف دامية، وتوجهوا إلى مقر الحكومة القريب. حيث حاول بعض المحتجين اقتحام المقر مما أدى إلى مقتل عنصر أمن قبل أن يخيم الهدوء الحذر على العاصمة. وأعلنت الحكومة أن الأجهزة الأمنية أحبطت محاولة اقتحام نفذّتها مجموعة ضمن المتظاهرين، استهدفت مبنى الحكومة، معتبرة استهداف مقرها تعديا مباشرا على مؤسسات الدولة. يذكر أن الاشتباكات كانت قد بدأت ليل الاثنين الماضي، عقب مقتل عبد الغنى الككلي، المعروف باسم غنيوة، قائد «جهاز دعم الاستقرار» على يد فصائل متحالفة مع الدبيبة. وظهر الدبيبة أمس، لأول مرة، منذ تفجر المواجهات، داعيا المتظاهرين إلى دعم جهود الدولة لتجنب أى عودة إلى الفوضى وحكم الجماعات المسلحة. كما تعهد بإنهاء نفوذ الميليشيات والقضاء على الفساد. كذلك استقبل وفدا من كبار الشخصيات من مسقط رأسه «مصراتة»، الذين أعربوا «عن دعمهم القوى والثابت لرؤيته التى تهدف إلى إنهاء سلطة الجماعات المسلحة وتعزيز سلطة الدولة». وقال الدبيبة، إنَّ بعض الميليشيات فى البلاد أصبحت أكبر وأقوى من الدولة، فى إشارة إلى جهاز «دعم الاستقرار» الذى يقوده الككلي، مضيفا: أن تلك الميليشيات سيطرت على 6 مصارف وتقوم بابتزاز الدولة والوزراء وسجن وتعذيب وإعدام كل من يخالفها الرأى. وأضاف ـ فى كلمة وجهها للشعب الليبى ـ أن حكومته عرضت على الميليشيات الدخول فى مؤسسات الدولة الليبية. وأكد الدبيبة أن الميليشيات استغلت نفوذها وقامت بابتزاز المصالح الحكومية؛ مما أدى إلى اتخاذ إجراءات لتعديل بعض القيادات الأمنية التى تقوم بالانتهاكات فى ليبيا». واعتبر الدبيبة أن الكثير من التظاهرات كانت مدفوعة وخرجت لأغراض سياسية. من جانبها، نفت السفارة الأمريكية فى ليبيا، أمس التقارير المنتشرة بشأن خطة واشنطن لنقل سكان غزة إلى ليبيا. وأوضحت السفارة ـ فى منشور لها عبر صفحتها على «إكس» أن التقرير حول خطط مزعومة لنقل سكان غزة إلى ليبيا، تقرير عار عن الصحة. وأرفقت السفارة مع تعليقها منشورا لشبكة «إن بى سى نيوز» الأمريكية على منصة إكس يقول: «لم ترد وزارة الخارجية الأمريكية ومجلس الأمن القومى الأمريكى على طلبات متكررة للتعليق قبل نشر هذا المقال». وكانت قناة (إن بى سى نيوز) نقلت فى وقت سابق عن 5 أشخاص مطلعين قولهم إن إدارة الرئيس الأمريكى دونالد ترامب تعمل على خطة لتهجير نحو مليون فلسطينى من قطاع غزة إلى ليبيا بشكل دائم. وفى غضون ذلك، أجلت تركيا الداعمة للحكومة فى طرابلس، 82 من مواطنيها بسبب النزاع و«انعدام الأمن»، وفق ما أكد مصدر فى الخارجية التركية.


العرب اليوم
١٦-٠٣-٢٠٢٥
- سياسة
- العرب اليوم
الربح والخسارة فى حربى أوكرانيا وغزة!
بتوقيت واحد طرحت الإدارة الأمريكية مقترح وقف إطلاق نار مؤقت فى حربى أوكرانيا وغزة. المقترح بذاته قفز فوق استغلاق الحلول السياسية، أو التفاف حول تعقيداتها ريثما يتم التوصل إلى مخارج ما. فى الحالتين تصاعد دور الملياردير «ستيف ويتكوف» مبعوثا خاصا للرئيس «دونالد ترامب» على حساب أى أدوار تقليدية لوزارة الخارجية ومجلس الأمن القومى الأمريكى. إنها دولة «ترامب».. السياسات كلها تتمحور حول شخصه ونوازعه. نشأت فكرة وقف إطلاق نار لمدة (30) يوما فى الحرب الأوكرانية دون أن يكون واضحا ما بعدها، أو إذا ما كانت هناك قواعد سوف تحكم المفاوضات المقترحة. إذا لم يحصد الرئيس الروسى «فلاديمير بوتين» على ما يطلبه من ضم الأراضى التى اكتسبها بالسلاح فى حرب تمددت لأكثر من ثلاث سنوات، أنهكت اقتصاده بفداحة وأضرت بأدوار روسيا فى محيطها وعالمها، فإنها خسارة يستحيل عليه قبولها. السلام الذى يطلبه هو: «ما يضمن أمن روسيا على المدى الطويل وتنميتها المستدامة» - كما صرح حرفيا. بالإرث التاريخى هناك أحقية روسية فى مناطق عديدة تتحدث لغتها وانتمت إليها فى حقب سابقة. من ناحية أخرى فإن تغيير الخرائط وضم الأراضى بقوة السلاح يعتبر خرقا فاضحا للقانون الدولى. فى التناقض بين الحقين التاريخى والقانونى فإن أحدا لا يأبه بالثانى. اللافت هنا أن الرئيس الأوكرانى «فلوديمير زيلينسكى» يرفض باعتبارات القانون الدولى ونص الدستور ضم أى أراض لروسيا، فيما هو شخصيا يؤيد إسرائيل فى سياساتها التوسعية على حساب الأراضى الفلسطينية المحتلة بذرائع توراتية! «ترامب» نفسه يقر أن يكون موضوع التفاوض: «الأراضى التى تضم إلى روسيا والأراضى التى تعود إلى أوكرانيا». نقطة البدء الفعلية الاعتراف السياسى بهزيمة أوكرانيا فى الحرب، وعليها أن تدفع الثمن كاملا. لا تمانع روسيا فى انضمام أوكرانيا إلى الاتحاد الأوروبى، لكنها ترفض قطعيا انضمامها إلى حلف «الناتو»، أو أن تتمركز قوات تابعة له على حدودها المباشرة. هذه مسألة خارج أى نقاش الآن. إنه انتصار آخر واضح وصريح لأهم الأهداف الروسية من الحرب. لأول مرة منذ الحرب العالمية الثانية بدت القارة الأوروبية بلا غطاء سياسيا وعسكريا أمريكيا، وثبت فى التجربة الأوكرانية أن فكرة إنشاء قوة عسكرية أوروبية بعيدا عن الولايات المتحدة غير ممكنة بأى مدى منظور أو متوسط. أملى «ترامب» إرادته وتصوراته لإنهاء الحرب على الأوروبيين والأوكرانيين، لكنه لم يكن بوسعه إعلان القطيعة مع أوروبا، فالمعنى فى هذه الحالة خسارة الولايات المتحدة لصفة الدولة العظمى، التى تقود الغرب كله. مشكلته أنه يريد إثبات قوته القاهرة دون أن يكون لديه أى تصورات سياسية لليوم التالى. لم يمانع الرئيس الروسى فى فكرة وقف مؤقت لإطلاق النار، لكنه اشترط أن تكون هناك إجابات على قضايا ومخاوف كثيرة معلقة أهمها: ألا تستخدم الهدنة المؤقتة لإعادة تسليح الجيش الأوكرانى، ولعله يريد اكتساب بعض الوقت لحسم معركة «كورسك» حتى يكون انتصاره مؤكدا فى أية مفاوضات منتظرة. لم يصطدم اللاعب الروسى مع نرجسية «ترامب»، لكنه لم يقع فى أفخاخ أفكاره المبهمة كان ذلك كافيا لأن يقول الأخير: «رد بوتين إيجابى، لكنه غير مكتمل». على نحو مقارب يدير «ويتكوف» تعقيدات الحرب على غزة. اقترح خطة لاتفافية أخرى تمدد الهدنة حتى (20) أبريل المقبل مقابل إطلاق سراح عدد محدود من الأسرى وبعض الجثث. إنه تحلل كامل من استحقاقات المرحلة الثانية لاتفاق وقف إطلاق النار، الذى وقعت عليه إسرائيل وكان «ويتكوف» مهندسه وراعيه! فى حقيقته هو اقتراح إسرائيلى يستجيب لطلب «بنيامين نتنياهو» بتمديد المرحلة الأولى للتهرب من استحقاقات الثانية، خشية تقويض حكومته اليمينية المتطرفة. إنها الهزيمة كما يراها. بصياغة أخرى فهو الفشل فى تحقيق أى من أهدافه المعلنة للحرب، لا «حماس» اجتُثت ولا الرهائن عادوا دون صفقات. المعضلة الأمريكية فى غزة، كما فى أوكرانيا، أن «ترامب» يدير أزمات معقدة دون أية رؤية، أو أهداف معروفة يسعى إليها. يقول الرأى وعكسه ويناقض نفسه من وقت لآخر. بدا تصريحه الأخير أن أحدا لا يستطيع تهجير فلسطينى واحد من غزة مناقضا بصورة كاملة لدعوته «تطهير القطاع» من سكانه، دون أن يعنى ذلك تبنيه للورقة المصرية عن إعمار غزة، التى باتت عربية بعد تصديق القمة الطارئة عليها. فتح قنوات حوار مع «حماس» فى الدوحة دون أن يتوقف عن التلويح بقمعها وفتح بوابات الجحيم عليها. بصورة، أو أخرى، تبدت فجوات بين «ترامب» و«نتنياهو» لا تستبعد الصدام بين الحليفين السابقين. ذلك مجرد سيناريو، يصعب التعويل عليه بالنظر إلى طبيعة إدارة «ترامب» الأكثر انحيازا لإسرائيل فى التاريخ الأمريكى. أخطر ما تنطوى عليه مفاوضات الدوحة قضيتان ملغمتان بالحسابات المتناقضة: الأولى، نزع سلاح «حماس»، أو أن تحصد إسرائيل بالتفاوض ما فشلت فيه بالحرب على مدى خمسة عشر شهرا. لم يكن أحد من الوسطاء العرب مستعدا أن يضغط فى هذا الاتجاه. والثانية، من يدير غزة فى اليوم التالى؟ الإجابة العربية، المصرية بالأساس، أن تتولى المهمة لجنة تكنوقراط، لمدة محددة، لا تشارك فيها «حماس»، وأن تكون هناك شرطة فلسطينية احترافية لحفظ الأمن يجرى تدريبها فى القاهرة. «حماس» لا تمانع والسلطة تتهمها بالاتصال بالأمريكيين دون إذن منها! كان ذلك اتهاما بالخيانة العظمى دون سند أو نظرة فى المرآة لما ترتكبه السلطة نفسها من جرائم بحق شعبها بذريعة التنسيق الأمنى مع إسرائيل. فى حربى أوكرانيا وغزة الحسابات كلها سائلة وملغمة وبلا أفق سياسى.