#أحدث الأخبار مع #يمناتسنانبيرقيمنات الأخباريمنذ 6 أيامسياسةيمنات الأخباريصفقة القرن… حين تصافح المجد بالأمن والنفوذيمنات سنان بيرق حين حطّت طائرة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في قلب الخليج العربي، لم تكن مجرد زيارة بروتوكولية، بل كانت لحظة سياسية واقتصادية بحجم التاريخ. زيارة أعادت رسم معادلات القوة، وشهدت اصطفاف المصالح الكبرى تحت مظلة من الحنكة والدبلوماسية الفذة. وبينما كانت الكاميرات تلاحق خطوات الزعيم الأمريكي، كانت العقول تقرأ ما هو أعمق: إنها صفقة المصالح، حيث لا خاسر… والجميع منتصر. الخليج… عندما يتكئ الطموح على الكبار ثلاث دول خليجية، المملكة العربية السعودية، دولة الإمارات العربية المتحدة، ودولة قطر، التقت مع الإدارة الأمريكية في نقطة مفصلية: الأمن مقابل الاستثمار، التكنولوجيا مقابل الاستقرار، التحالف مقابل التمكين. ولم تكن هذه معادلة فرضتها القوة، بل توازن دقيق بين من يملك مفاتيح المستقبل ومن يتقن صياغة الحاضر. السعودية، بثقلها الجيوسياسي والديني والاقتصادي، خرجت من الزيارة بشراكات نوعية عززت مسار رؤيتها 2030، وجددت تأكيد واشنطن على الشراكة الدفاعية معها في ظل التحديات القادمة من الجنوب والشرق. لم يكن ذلك مجرد تأييد، بل إقرار بدور الرياض القيادي في رسم سياسات الإقليم. أما الإمارات، فقد عبّرت عن فلسفتها العصرية في الحوكمة والابتكار من خلال مشاريع الذكاء الاصطناعي والطاقة النظيفة، فحصدت ثقة أمريكية متبادلة، وتجاوزت التعاون العسكري إلى تصدير التسامح عبر مبادرة 'بيت العائلة الإبراهيمية' التي زارها ترامب، كرسالة للعالم بأن أبوظبي اليوم ليست فقط عاصمة السياسة، بل معقل التعايش العالمي. وقطر، الدولة التي تجيد لعبة التوازنات الدقيقة، رفعت رصيدها الدبلوماسي عالميًا، مدعومةً بقوة قاعدتها العسكرية 'العديد'، وتعزيزًا لمكانتها كمركز تفاوض وحوار، لا سيّما بعد تجربتها المميزة في مفاوضات أفغانستان. كما عمّقت تعاونها مع واشنطن في مجالات الغاز والتعليم والتقنيات، لتُثبت أنها ليست مجرد دولة صغيرة في الجغرافيا، بل ثقيلة في الحسابات الدولية. أمريكا… حين يُثمر الذكاء السياسي لكن هل كانت زيارة أحادية المكاسب؟ بالطبع لا. الولايات المتحدة هي الأخرى خرجت من الخليج بكنز من الفوائد. مليارات الدولارات صُبت في الاقتصاد الأمريكي، شركات عملاقة في التكنولوجيا والطاقة أبرمت صفقات غير مسبوقة، والمستثمر الخليجي قدّم للعالم رسالة مفادها: 'ثقتنا في واشنطن مستمرة، ما دامت شراكتنا عادلة ومثمرة'. ترامب، من جهته، عاد إلى بلاده وفي جعبته ما يتجاوز الملفات. عاد بصورة الزعيم الذي يُبرم الاتفاقات، ويعيد لأمريكا هيبتها الاقتصادية والسياسية. استثمر الزيارة انتخابيًا ببراعة، ملوّحًا بجملة واحدة إلى ناخبيه: 'أعدنا المال والنفوذ والهيبة، دون رصاصة واحدة'. الزيارة لم تكن زيارة، بل كانت رسماً جديداً للخارطة. رسمًا بالابتسامات تارة، وبالصفقات الضخمة تارة أخرى. الخليج كسب الأمن والتقنية والمكانة، وأمريكا كسبت المال، والنفوذ، وحلفاءً يدركون لغة العصر. لقد أدرك الجميع، في لحظة نادرة من تقاطع المصالح، أن الحنكة ليست في رفع الشعارات، بل في الترجمة الذكية للمصالح على الأرض. من يفهم السياسة كصراع، رأى الزيارة مشهدًا محيّرًا. أما من يفهمها كفنّ، فقد رأى فيها سيمفونية دقيقة، كل نغمة فيها تمضي باتجاه واحد: مستقبل لا يُصنع إلا بالشراكة الذكية.
يمنات الأخباريمنذ 6 أيامسياسةيمنات الأخباريصفقة القرن… حين تصافح المجد بالأمن والنفوذيمنات سنان بيرق حين حطّت طائرة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في قلب الخليج العربي، لم تكن مجرد زيارة بروتوكولية، بل كانت لحظة سياسية واقتصادية بحجم التاريخ. زيارة أعادت رسم معادلات القوة، وشهدت اصطفاف المصالح الكبرى تحت مظلة من الحنكة والدبلوماسية الفذة. وبينما كانت الكاميرات تلاحق خطوات الزعيم الأمريكي، كانت العقول تقرأ ما هو أعمق: إنها صفقة المصالح، حيث لا خاسر… والجميع منتصر. الخليج… عندما يتكئ الطموح على الكبار ثلاث دول خليجية، المملكة العربية السعودية، دولة الإمارات العربية المتحدة، ودولة قطر، التقت مع الإدارة الأمريكية في نقطة مفصلية: الأمن مقابل الاستثمار، التكنولوجيا مقابل الاستقرار، التحالف مقابل التمكين. ولم تكن هذه معادلة فرضتها القوة، بل توازن دقيق بين من يملك مفاتيح المستقبل ومن يتقن صياغة الحاضر. السعودية، بثقلها الجيوسياسي والديني والاقتصادي، خرجت من الزيارة بشراكات نوعية عززت مسار رؤيتها 2030، وجددت تأكيد واشنطن على الشراكة الدفاعية معها في ظل التحديات القادمة من الجنوب والشرق. لم يكن ذلك مجرد تأييد، بل إقرار بدور الرياض القيادي في رسم سياسات الإقليم. أما الإمارات، فقد عبّرت عن فلسفتها العصرية في الحوكمة والابتكار من خلال مشاريع الذكاء الاصطناعي والطاقة النظيفة، فحصدت ثقة أمريكية متبادلة، وتجاوزت التعاون العسكري إلى تصدير التسامح عبر مبادرة 'بيت العائلة الإبراهيمية' التي زارها ترامب، كرسالة للعالم بأن أبوظبي اليوم ليست فقط عاصمة السياسة، بل معقل التعايش العالمي. وقطر، الدولة التي تجيد لعبة التوازنات الدقيقة، رفعت رصيدها الدبلوماسي عالميًا، مدعومةً بقوة قاعدتها العسكرية 'العديد'، وتعزيزًا لمكانتها كمركز تفاوض وحوار، لا سيّما بعد تجربتها المميزة في مفاوضات أفغانستان. كما عمّقت تعاونها مع واشنطن في مجالات الغاز والتعليم والتقنيات، لتُثبت أنها ليست مجرد دولة صغيرة في الجغرافيا، بل ثقيلة في الحسابات الدولية. أمريكا… حين يُثمر الذكاء السياسي لكن هل كانت زيارة أحادية المكاسب؟ بالطبع لا. الولايات المتحدة هي الأخرى خرجت من الخليج بكنز من الفوائد. مليارات الدولارات صُبت في الاقتصاد الأمريكي، شركات عملاقة في التكنولوجيا والطاقة أبرمت صفقات غير مسبوقة، والمستثمر الخليجي قدّم للعالم رسالة مفادها: 'ثقتنا في واشنطن مستمرة، ما دامت شراكتنا عادلة ومثمرة'. ترامب، من جهته، عاد إلى بلاده وفي جعبته ما يتجاوز الملفات. عاد بصورة الزعيم الذي يُبرم الاتفاقات، ويعيد لأمريكا هيبتها الاقتصادية والسياسية. استثمر الزيارة انتخابيًا ببراعة، ملوّحًا بجملة واحدة إلى ناخبيه: 'أعدنا المال والنفوذ والهيبة، دون رصاصة واحدة'. الزيارة لم تكن زيارة، بل كانت رسماً جديداً للخارطة. رسمًا بالابتسامات تارة، وبالصفقات الضخمة تارة أخرى. الخليج كسب الأمن والتقنية والمكانة، وأمريكا كسبت المال، والنفوذ، وحلفاءً يدركون لغة العصر. لقد أدرك الجميع، في لحظة نادرة من تقاطع المصالح، أن الحنكة ليست في رفع الشعارات، بل في الترجمة الذكية للمصالح على الأرض. من يفهم السياسة كصراع، رأى الزيارة مشهدًا محيّرًا. أما من يفهمها كفنّ، فقد رأى فيها سيمفونية دقيقة، كل نغمة فيها تمضي باتجاه واحد: مستقبل لا يُصنع إلا بالشراكة الذكية.