logo
صفقة القرن… حين تصافح المجد بالأمن والنفوذ

صفقة القرن… حين تصافح المجد بالأمن والنفوذ

يمنات
سنان بيرق
حين حطّت طائرة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في قلب الخليج العربي، لم تكن مجرد زيارة بروتوكولية، بل كانت لحظة سياسية واقتصادية بحجم التاريخ. زيارة أعادت رسم معادلات القوة، وشهدت اصطفاف المصالح الكبرى تحت مظلة من الحنكة والدبلوماسية الفذة. وبينما كانت الكاميرات تلاحق خطوات الزعيم الأمريكي، كانت العقول تقرأ ما هو أعمق: إنها صفقة المصالح، حيث لا خاسر… والجميع منتصر.
الخليج… عندما يتكئ الطموح على الكبار
ثلاث دول خليجية، المملكة العربية السعودية، دولة الإمارات العربية المتحدة، ودولة قطر، التقت مع الإدارة الأمريكية في نقطة مفصلية: الأمن مقابل الاستثمار، التكنولوجيا مقابل الاستقرار، التحالف مقابل التمكين. ولم تكن هذه معادلة فرضتها القوة، بل توازن دقيق بين من يملك مفاتيح المستقبل ومن يتقن صياغة الحاضر.
السعودية، بثقلها الجيوسياسي والديني والاقتصادي، خرجت من الزيارة بشراكات نوعية عززت مسار رؤيتها 2030، وجددت تأكيد واشنطن على الشراكة الدفاعية معها في ظل التحديات القادمة من الجنوب والشرق. لم يكن ذلك مجرد تأييد، بل إقرار بدور الرياض القيادي في رسم سياسات الإقليم.
أما الإمارات، فقد عبّرت عن فلسفتها العصرية في الحوكمة والابتكار من خلال مشاريع الذكاء الاصطناعي والطاقة النظيفة، فحصدت ثقة أمريكية متبادلة، وتجاوزت التعاون العسكري إلى تصدير التسامح عبر مبادرة 'بيت العائلة الإبراهيمية' التي زارها ترامب، كرسالة للعالم بأن أبوظبي اليوم ليست فقط عاصمة السياسة، بل معقل التعايش العالمي.
وقطر، الدولة التي تجيد لعبة التوازنات الدقيقة، رفعت رصيدها الدبلوماسي عالميًا، مدعومةً بقوة قاعدتها العسكرية 'العديد'، وتعزيزًا لمكانتها كمركز تفاوض وحوار، لا سيّما بعد تجربتها المميزة في مفاوضات أفغانستان. كما عمّقت تعاونها مع واشنطن في مجالات الغاز والتعليم والتقنيات، لتُثبت أنها ليست مجرد دولة صغيرة في الجغرافيا، بل ثقيلة في الحسابات الدولية.
أمريكا… حين يُثمر الذكاء السياسي
لكن هل كانت زيارة أحادية المكاسب؟ بالطبع لا. الولايات المتحدة هي الأخرى خرجت من الخليج بكنز من الفوائد. مليارات الدولارات صُبت في الاقتصاد الأمريكي، شركات عملاقة في التكنولوجيا والطاقة أبرمت صفقات غير مسبوقة، والمستثمر الخليجي قدّم للعالم رسالة مفادها: 'ثقتنا في واشنطن مستمرة، ما دامت شراكتنا عادلة ومثمرة'.
ترامب، من جهته، عاد إلى بلاده وفي جعبته ما يتجاوز الملفات. عاد بصورة الزعيم الذي يُبرم الاتفاقات، ويعيد لأمريكا هيبتها الاقتصادية والسياسية. استثمر الزيارة انتخابيًا ببراعة، ملوّحًا بجملة واحدة إلى ناخبيه: 'أعدنا المال والنفوذ والهيبة، دون رصاصة واحدة'.
الزيارة لم تكن زيارة، بل كانت رسماً جديداً للخارطة. رسمًا بالابتسامات تارة، وبالصفقات الضخمة تارة أخرى. الخليج كسب الأمن والتقنية والمكانة، وأمريكا كسبت المال، والنفوذ، وحلفاءً يدركون لغة العصر.
لقد أدرك الجميع، في لحظة نادرة من تقاطع المصالح، أن الحنكة ليست في رفع الشعارات، بل في الترجمة الذكية للمصالح على الأرض. من يفهم السياسة كصراع، رأى الزيارة مشهدًا محيّرًا. أما من يفهمها كفنّ، فقد رأى فيها سيمفونية دقيقة، كل نغمة فيها تمضي باتجاه واحد: مستقبل لا يُصنع إلا بالشراكة الذكية.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

ورقة تحليلية: لماذا غابت اليمن عن زيارة ترامب للمنطقة؟
ورقة تحليلية: لماذا غابت اليمن عن زيارة ترامب للمنطقة؟

اليمن الآن

timeمنذ 4 ساعات

  • اليمن الآن

ورقة تحليلية: لماذا غابت اليمن عن زيارة ترامب للمنطقة؟

تطرّقت ورقة تحليلية صادرة عن مركز المخا للدراسات الاستراتيجية إلى الأسباب التي دفعت بالملف اليمني إلى الخلفية خلال زيارة الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، إلى المملكة العربية السعودية وعدد من دول الخليج، خلال شهر مايو 2025، رغم تصاعد التوترات الأمنية في البحر الأحمر والضربات العسكرية الأمريكية الواسعة لمناطق سيطرة الحوثيين. وقالت الورقة إن تجاهل الأزمة اليمنية أثار استغراب وحنق العديد من اليمنيين، خصوصًا مع آمالهم بأن تُشكّل الزيارة منطلقًا لعملية عسكرية حاسمة ضد الحوثيين، تشارك فيها دول المنطقة بدعم أمريكي مباشر، على غرار ما حدث في سوريا. وأوضحت الورقة أن الزيارة، التي امتدت يومي 13 و14 مايو، تمحورت حول ملفات اقتصادية بالدرجة الأولى، إذ أُبرمت صفقات استثمارية وعسكرية تتجاوز قيمتها 2 تريليون دولار، الأمر الذي دفع بقضايا ذات طابع أمني وإنساني، كالملف اليمني، إلى هامش الأولويات. كما أشارت الورقة إلى أن الرئيس ترامب أعلن في خطاباته عن رفع العقوبات عن النظام السوري بعد لقائه بالرئيس السوري الجديد، فيما لم يُتح لرئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني، د. رشاد العليمي، أي دور معلن أو لقاء رسمي، رغم تواجده في الرياض أثناء الزيارة. وتوقفت الورقة عند تحولات مهمة في المشهد الإقليمي خلال العام الماضي، أبرزها الانهيار المفاجئ لنظام الأسد في سوريا، وتراجع النفوذ الإيراني، وتصاعد المزاج الشعبي العربي الداعم لإنهاء الانقلاب الحوثي. كل هذه العوامل خلقت توقعات بأن تكون اليمن في صدارة أجندة الزيارة، إلا أن الواقع خالف تلك التوقعات. وأكدت الورقة أن أحد الأسباب الجوهرية لتراجع الملف اليمني هو النهج التبادلي الذي تتبعه إدارة ترامب، والذي يركز على المكاسب المباشرة والصفقات السريعة، بالإضافة إلى رغبة السعودية – على ما يبدو – في إبقاء الملف في حالة جمود مؤقت، ربما في انتظار ظروف أكثر ملاءمة. كما رصدت الورقة ما وصفته بـ"الطبيعة الأمنية المغلقة" للملف اليمني، ما قد يكون سببًا آخر لغيابه عن التصريحات العلنية، رغم أن المؤشرات تؤكد أنه كان حاضرًا في اللقاءات الثنائية المغلقة. واختتمت الورقة بالإشارة إلى أن الأزمة اليمنية تظلّ واحدة من أعقد الملفات في المنطقة، ولا يمكن القفز عليها أو تجاهلها طويلًا، خاصة مع استمرار الحوثيين في تهديد الملاحة الدولية، وتوسع نطاق الصراع في البحر الأحمر.

شيفرة "8647" تُفجّر الغضب: هل دعا مدير الـFBI السابق لاغتيال ترامب؟
شيفرة "8647" تُفجّر الغضب: هل دعا مدير الـFBI السابق لاغتيال ترامب؟

اليمن الآن

timeمنذ 5 ساعات

  • اليمن الآن

شيفرة "8647" تُفجّر الغضب: هل دعا مدير الـFBI السابق لاغتيال ترامب؟

في حادثة أثارت موجة من التساؤلات والاتهامات، وجد المدير السابق لمكتب التحقيقات الفيدرالي (FBI)، جيمس كومي، نفسه وسط عاصفة إعلامية وسياسية بعد أن نشر صورة غامضة على إنستغرام تضمنت رقمًا مشفرًا مكتوبًا بأصداف بحرية: "8647". الصورة التي بدت عادية للوهلة الأولى، تحولت إلى مادة اتهام خطيرة، بعدما ربطها بعض المتابعين والمحللين بـ"دعوة مبطنة لاغتيال" الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، الذي يُتوقع أن يكون الرئيس الـ47 في حال فوزه بولاية جديدة. ما سر الرقم 8647؟: كومي أوضح لاحقًا أنه لم يكن يقصد أي رسالة عنف، بل نشر الأصداف كنوع من التلميح السياسي الذكي، مستعينًا برمز شائع في عالم المطاعم. "86": في لغة المطاعم تعني "إلغاء صنف من القائمة". "47": إشارة إلى أن ترامب قد يصبح الرئيس الـ47 للولايات المتحدة. وأوضح كومي أن زوجته، التي كانت نادلة في السابق، نبهته إلى أن الرمز "86" يحمل دلالات عنيفة في بعض الأوساط، مما دفعه إلى حذف المنشور فورًا تجنبًا لسوء الفهم. ترامب يرد: "حتى الأطفال يعرفون ما تعنيه": رد ترامب جاء غاضبًا وحادًا، إذ اتهم كومي صراحةً بأنه "كان يعلم تمامًا ما يعنيه هذا الرمز"، مضيفًا: "إذا كنت مديرًا سابقًا للـFBI ولا تفهم معنى هذا الرمز، فأنت غير مؤهل على الإطلاق... لقد كانت دعوة واضحة لاغتيال رئيس الولايات المتحدة". تفسيرات مرعبة وشيفرات محتملة: وساهمت بعض التفسيرات المتداولة على الإنترنت في إشعال الجدل، حيث أشار البعض إلى أن "86" يُستخدم في لغة الشوارع بمعنى "التخلص من شخص"، فيما يمثل الرقم "47" رمزًا لترامب باعتباره المرشح الرئاسي المقبل. روايات أخرى ذهبت أبعد من ذلك، وفسرت الرقم 8647 بأنه: "8 أقدام طول × 6 أقدام عمق": الأبعاد القياسية لقبر في أمريكا، ما يعني "ادفنه". بينما "47" يشير إلى هوية الهدف المحتمل — ترامب. رمز بريء أم رسالة مموهة؟: الواقعة طرحت أسئلة جدية حول الخطوط الفاصلة بين التعبير السياسي والترميز الخطير، خصوصًا عندما تصدر عن شخصيات رفيعة سابقة في جهاز أمني حساس. ويبقى السؤال: هل كانت مجرد زلّة رمزية غير محسوبة؟ أم تلميحًا مقصودًا أُسيء فهمه عن قصد أو دون قصد؟. المصدر مساحة نت ـ رزق أحمد

ترامب يكشف ما قاله بوتين عن زوجته ميلانيا: أنا لا أمانع!
ترامب يكشف ما قاله بوتين عن زوجته ميلانيا: أنا لا أمانع!

اليمن الآن

timeمنذ 5 ساعات

  • اليمن الآن

ترامب يكشف ما قاله بوتين عن زوجته ميلانيا: أنا لا أمانع!

نشرت مارغو مارتن، المساعدة الخاصة ومستشارة الاتصالات للرئيس الأميركي دونالد ترامب، مقطع فيديو ردّ فيه الأخير على ما قاله الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، عن زوجته، ميلانيا ترامب. صرّح ترامب: "قال بوتين للتو إنهم يحترمون زوجتك كثيراً... فقلتُ: ماذا عني؟ إنهم معجبون بميلانيا أكثر. أنا لا أمانع!". وفي مقطع فيديو منفصل، نشرت مارتن مقطع فيديو لسيدة أميركا الأولى مع أطفال في البيت الأبيض، قائلة: "أميركا محظوظة جداً بوجود (ميلانيا ترامب) كسيدة أولى". وفي تدوينة ثالثة، نشرت مارغو لقطة للرئيس الأميركي وهو يمسك مقعداً كي تجلس ميلانيا، قائلة بتعليق: "الرئيس ترامب لا ينسى إطلاقاً سحب الكرسي لسيدة أميركا الأولى".

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store