logo
#

أحدث الأخبار مع #يوسفالعساف

الذكاء الاصطناعي شريكًا للحياة
الذكاء الاصطناعي شريكًا للحياة

عمون

timeمنذ 7 أيام

  • علوم
  • عمون

الذكاء الاصطناعي شريكًا للحياة

في الأسبوع الماضي، لم يكن أسبوع الذكاء الاصطناعي في دبي مجرد حدث عابر، بل كان نافذة واسعة فتحتها المدينة على ملامح مستقبل جديد يتشكل بهدوء... وبذكاء. ومن بين فعاليات هذا الأسبوع اللافت، جاء إصدار تقرير مهم حمل عنوان "حالة الذكاء الاصطناعي في دبي 2025"، صادر عن "دبي الذكية"، ليكشف كيف تتحول دبي من مدينة ذكية... إلى مدينة تعرفك قبل أن تعرفها، وتفهم احتياجاتك قبل أن تطلبها وما يطلق علية البرفسور يوسف العساف "المدينة المدركة". يأخذنا التقرير في رحلة داخل عقل مدينة اختارت ألا تنتظر المستقبل، بل تصنعه. فبينما تسابق دول العالم لإيجاد موطئ قدم في سباق الذكاء الاصطناعي، كانت دبي تبني منظومة متكاملة لا تقوم على مجرد استيراد التقنية، بل على إعادة صياغة العلاقة بين الإنسان والآلة. بعيون استراتيجية، وضعت دبي الإنسان في قلب خطتها، فجعلت من الذكاء الاصطناعي أداة لتعزيز "الكرامة الإنسانية"، لا لاستبدالها. تؤمن دبي أن الذكاء الاصطناعي يجب أن يكون أكثر من مجرد تسريع للمعاملات، بل فرصة لإعادة ابتكار الخدمات بطريقة تجعل كل فرد يشعر بأنه مركز الاهتمام. لم تبنِ دبي رؤيتها على الأوهام. فهي تدرك جيدًا أن الذكاء الاصطناعي يحمل وعودًا عظيمة، لكنه يخفي أيضًا تحديات جسيمة. ومن هنا جاء تصميمها على أن تكون معايير "الخصوصية"، و"العدالة"، و"شفافية الخوارزميات" جزءًا لا يتجزأ من مشروعها الطموح. حين تمشي في دبي خلال سنوات قليلة من الآن، لن تتفاجأ إذا وجدت أن "التشخيص المبكر للأمراض" يتم عبر أنظمة ذكية في العيادات، وأن "إشارات المرور" تتنبأ بالاختناقات قبل حدوثها، وأن معاملاتك الحكومية تنجزها أنظمة تفهمك بسلاسة دون تعقيد أو تأخير. في دبي، لم تعد "الرقمنة" غاية، بل أصبحت "اللغة الطبيعية للمدينة". لكن القصة الأجمل لا تكمن فقط في التطبيقات التقنية، بل في الرؤية الكبرى التي رسمها التقرير: مدينة تديرها "عقول اصطناعية" نعم "عقول اصطناعية ذكية" متصلة بالبيئة والناس معًا، حيث التعليم يصبح رحلة مصممة خصيصًا لكل طفل بفضل "الذكاء التوليدي"، وحيث كل مشروع جديد يخضع لاختبار رقمي مسبق عبر ما يسمى بـ"التوائم الرقمية"، لتُحاكى آثاره قبل أن يُبنى. ورغم بريق المستقبل، لم تُغفل دبي التحديات الكبرى التي تواكب التحول الرقمي. فهي تدرك أن الطريق نحو الذكاء الاصطناعي محفوف بمخاوف مشروعة: من تحيّز الخوارزميات، إلى فقدان الوظائف، وصولًا إلى تساؤلات أخلاقية تتزايد يومًا بعد يوم. ولهذا جاء رهانها واضحًا: بناء بيئة من الثقة المتبادلة بين الإنسان والآلة، تجعل الذكاء الاصطناعي امتدادًا للعقل البشري لا خصمًا له. ويختتم التقرير برسالة صريحة: الذكاء الاصطناعي في دبي ليس مجرد مشروع تقني، ولا سباقًا نحو الحداثة، بل التزام حضاري بأن تكون التكنولوجيا في خدمة الإنسان، لا أن يتحول الإنسان إلى خادم للتكنولوجيا. وفي الوقت الذي تنشغل فيه مدن العالم بملاحقة التغيير، تواصل دبي رسم معالم المستقبل بثقة. فهي لا تنتظر الزمن، ولا تلهث خلفه... بل تصنعه. ولأن الإنسان هو الغاية، لم تُغفل دبي الجانب الإنساني من الحياة الحضرية؛ فزاد الاهتمام بالحدائق، وأماكن اللقاء الاجتماعي، والشواطئ، ومرافق الترفيه، لتظل المدينة مساحة نابضة بالحياة، توازن بين الذكاء والتقنية من جهة، والطبيعة والراحة والإنسان من جهة أخرى. دبي تصوغ للعالم مستقبلًا أكثر ذكاءً... وإنسانيةً... وجمالًا.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store