أحدث الأخبار مع #يوسفمسلم


الدستور
منذ 2 أيام
- سياسة
- الدستور
اقرأ فى «الدستور» غدًا.. كيف تحولت المراكز غير المرخصة لعلاج الإدمان إلى سلخانات تعذيب؟
تنشر جريدة «الدستور» في عددها الصادر غدًا الإثنين 19 مايو، مجموعة من الملفات الموسعة والتقارير الحصرية التي ترصد أبرز التحولات المتسارعة في المشهدين المصري والإقليمي، وسط تصاعد التوترات في غزة وتنامي التحركات الدبلوماسية العربية، وذلك من خلال تغطيات معمقة تشمل الأبعاد السياسية والاجتماعية والدينية والاقتصادية. مصر.. العزيمة والموقف الثابت في تقرير موسّع، أبرزت «الدستور» تحليل عدد من الخبراء العرب لكلمة الرئيس عبد الفتاح السيسي في القمة العربية، واصفين إياها بالأكثر قوة ووضوحًا، لما تضمنته من مواقف صريحة حيال أزمات المنطقة، مؤكدين أن تأثير الكلمة سيمتد سياسيًا وإقليميًا خلال المرحلة المقبلة. صرخات في الظلام.. مراكز الإدمان غير المرخصة تتحول إلى أوكار تعذيب وفي تحقيق صادم، تكشف الجريدة كيف تحولت بعض المراكز غير المرخصة لعلاج الإدمان إلى أوكار لتعذيب المرضى وبيع المخدرات، تحت ستار تقديم العلاج. ويستعرض التحقيق شهادات ضحايا وذويهم من مختلف المحافظات، في إطار جهود الدولة لملاحقة تلك الكيانات غير القانونية والتشجيع على الإبلاغ عنها. رحيل يوسف مسلم.. وداع يليق بالمبدعين وفي ملف ثقافي، ترصد «الدستور» لحظات وداع الكاتب والمسرحي الراحل يوسف مسلم، الذى وُصف بأنه أحد الأصوات الإبداعية المتمردة، والذي قاوم الواقع القاسي بالإبداع والكلمة، تاركًا إرثًا أدبيًا وإنسانيًا لم ينل حقه في حياته. 20 متنافسًا في انتخابات «الطرق الصوفية».. والدعاية تبدأ من الموالد كما ترصد الجريدة أجواء انتخابات المجلس الأعلى للطرق الصوفية، المقررة خلال أيام، وسط حالة من الترقب والمنافسة بين 20 مرشحًا، وبدء حملات الدعاية من داخل الموالد الشعبية، في مشهد يُعيد الزخم إلى البيت الصوفي. يُذكر أن العدد يتضمن أيضًا تغطيات وتحقيقات أخرى تتناول تطورات الشأن الداخلي، وتحليلات لمستقبل المنطقة في ظل المتغيرات المتلاحقة.


الدستور
منذ 2 أيام
- ترفيه
- الدستور
كتّاب يودّعون المسرحى يوسف مسلم: قاوم بالإبداع مآسى الواقع
فاجأنا رحيل يوسف مسلم كأنه طائر، انتظرنا كثيرًا عودته ليحط على غصن قريب، لكنه طار إلى غصن بعيد جدًا بحيث لا تطاله أيدينا، يوسف هو الكاتب والشاعر الذى لم يحظَ بالتقدير الملائم لحجم إبداعه وموهبته فى حياته، لكنه وبمجرد رحيله انتبه الجميع بأن ثمة كاتبًا وإنسانًا استثنائيًا عاش بيننا... لم يكن عاديًا، ولم يكتب ما هو معتاد، ولم يعش اليومىّ العادىّ، وحتى رحيله لم يكن رحيلًا كما اعتدناه. رحل يوسف مسلم مبكرًا، تاركًا لنا إرثًا وأثرًا أدبيًا وفكريًا، أثرًا كأثر الفراشة كما يقول فيه محمود درويش: «أثر الفراشة لا يُرى... أثر الفراشة لا يزول». يوسف، الذى كان استثنائيًا مثلما كانت كتابته، يضىء فنانون وأدباء، اقتربوا منه، أعماله ليجلوا لنا هذا الأثر، ويشاركونه مع قراء وأجيال قادمة... ربما لم تكن محظوظة لتعرف يوسف مسلم. الشعراء لا يموتون.. بل يسافرون بعيدًا سافر يوسف مسلم إلى مجازه الأخير مساء العاشر من مايو ٢٠٢٥، شاعرًا بليغًا ومحِبًا كبيرًا لكل ما هو فن وجميل، بعد أن احترق ريشه بنار الألم والمعاناة والرفض لكل ما هو قبيح ومؤذٍ فى عالمنا الراهن، وسيُبعث يوسف فى كل قراءة جديدة لقصائد شعره ومسرحياته الملهمة. لا يكتمل الشاعر إلا بموته الفيزيائى، والشاعر الحقيقى لا يموت أبدًا، بل يبقى فى ذاكرة أهله وأمته التى تفاخر بوجوده ونبوغه، إنه يحترق فى كل قصيدة وكل مقطع من مقاطع أعماله الفنية لكى يُبعث من جديد فى قراءات عديدة ومتنوعة بعدد قرائه ومحبيه، يُبعث الشاعر كعنقاء تتلألأ فى ريشها الذهبى اللامع من بين كومة الرماد. ترك يوسف للمسرح مسرحيات: الحارس «٢٠٠٧»، والشبيهان «٢٠٠٩»، وليمة عيد «٢٠١١»، ومن أعماله التى لم تُنشر: شكاوى الشحاذ الفصيح، وسالومى، والتقرير، مع مسرحيات قصيرة أخرى. كما ترك لنا أربعة دواوين منشورة، هى: كتابوت يسعل بشدة «٢٠١٣»، وفقه الغضب «٢٠١٤»، وسيرة شاعر يموت شاهرًا إصبعه الوسطى فى وجه العالم «٢٠١٧»، وحقائب منسية بقصد «٢٠٢٥». وأُضيف أيضًا لهذا الإبداع محاولاته الرقيقة والمبهرة فى القصة القصيرة، وهى محاولات تستدعى منا العمل على جمعها ونشرها من على صفحته فى «فيسبوك». الحقيقة أن الرصيد الإبداعى الذى تركه على مدار سنواته العشرين الماضية يؤكد أنه لم يتوقف لحظة واحدة عن المحاولة أو المقاومة بالإبداع فى وجه الواقع الراهن بكل مآسيه ومشكلاته، وأنه كان مقاتلًا صلبًا، رغم ما كان يعتمل فى نبرات صوته من أسى وألم وإحباط أحيانًا، لكنه من وجهة نظرى كان شجاعًا فى مواجهة العالم، باختياره عدم التوقف عن الكتابة، سواء للمسرح أو للشعر. رحيل يوسف المؤثر والمفجع لجيلنا يحملنا مسئولية وأمانة الوقوف فى صف الجمال ومقاومة القبح، ضد كل المعوقات الحاصلة فى المشهد الفنى والإبداعى. علينا أن نقاوم ونكتب ونمارس عملنا من أجل تحقيق صوته الشعرى المميز، وإيصاله لجمهوره وقرائه المستقبليين، والسعى لإنتاج مسرحياته الناجحة فنيًا فى رأيى، وإن اختلف معى كثيرون حول طبيعتها الجادة والمأساوية التى لا تصلح بمعايير السوق التجارية الرائجة فى وقتنا الصعب هذا، وهو ما يُعد إثباتًا حقيقيًا لفنية وأصالة وقوة أعماله الدرامية فى وجه القبح الحاصل فوق خشبات بعض المسارح. وأخيرًا، الشعراء لا يموتون، إنهم يرحلون بعيدًا، يسافرون وراء عالمنا، لأنهم لا يطيقون عالمنا بكل ما فيه من قسوة وكراهية وانتشار للموت على ساحة المشهد الإنسانى. لا تستطيع إلا أن ترى جزءًا منك فيه مسلم.. هذا الولد العابر فوق رءوس من عرفهم، رغم طوله الفارع إلا أنه يمر عليهم مثل شريط حفلات «ستان» ملون، يرقص فوق رءوسهم بتعاريج الهواء، ومحاولات قفز منّا أن نلتقطه، لكن: هيهات! هو يعبر ويرقص ويبهج، فقط، ولا تستطيع الإمساك به. ثم يطير ويختفى فى نوبات رياح عاتية، يمد طرفه للأسفل، ينادى: «أمسكوا بى!» فنتمسك جيدًا، تهدأ العاصفة، فيتملص منّا مرة أخرى، ويطير ويرقص ويبهج، إما بشعره رغم حزنه، أو بإبداعه وعشقه الأول لـ«أبوالفنون»، لكن تلك المرة، ربط مسلم طرف شريطه الناعم بالسحاب. كان صديقى بارعًا لدرجة أنه جعل خشبة مسرحه فى عرضه الأخير كل أرض وطئها، وكانت شخوصه: كل من عرفهم وعبر عليهم حتى لو بكلمة «سلام». إنه «المشخصاتى» يوسف مسلم، الشاعر والمخرج المسرحى... حسنًا، توقفى يا عزة، لا أحب تلك الصيغة. هكذا تصورت أنه يهاتفنى الآن فى أذنى، أن أستبدلها: «يوسف بتاع المسرح»، أحبها أكثر. يوسف الذى حملت ملامح وجدانه لمحة من كل مَن عرفهم، فلا تستطيع إلا أن ترى جزءًا منك فيه، وهو يرى الكل فى ذاته. أربكنا رحيله وكأن الموت جديد علينا أربكنا رحيل الشاعر والكاتب المسرحى يوسف مسلم، وسبّب لنا صدمة جماعية غريبة ومحيرة، وكأن الموت جديد علينا، أو أن يوسف كان معصومًا منه. هناك شخصيات من الصعب أن نتصور أن تموت، ويوسف مسلم أحد هذه الشخصيات، لا سبب لذلك إلا الحضور الطاغى والخفة اللذين يتميز بهما هذا الإنسان، ومهما اختلفنا معه فى آرائه الحادة الصادقة والحقيقية والصادمة، إلا أننا بحاجة إليه، وإلى آرائه وغضبه واحتجاجه وتفرده الإبداعى فى الشعر وفى الكتابة المسرحية. فهو من ضمن جيل يتميز بالرفض ورفع راية العصيان ضد القبح والرداءة وغياب العقل. الشاعر والكاتب المسرحى يوسف مسلم ليس مجرد شاعر عابر أو كاتب مسرحى تقليدى، فالعالم الشعرى لدى مسلم له خصوصية شديدة من حيث فضاءاته الجمالية وخطابه غير التقليدى، ومن حيث كونه يضم مجموعة من العناصر اللغوية، والصور والتراكيب شديدة الإلهام والتفرد. إنه يكتب العادى ليحيله إلى الشاعرى والوجدانى، وقد لا أكون مبالغًا إذا اعتبرت أن العالم الفنى لدى يوسف مسلم يصلح لأن يكون مصدرًا للإلهام، ليس فقط للقارئ العادى، بل وأيضًا للشعراء من أجيال مختلفة، نظرًا لتفرد عالمه الشعرى، وإلمامه بالعادى والتقليدى والمبتذل واليومى، ولكن عندما يضع يوسف مسلم كل هذه المتغيرات فى معادلته الجمالية، يتحول عالمه الشعرى إلى مرآة نرى من خلالها فضائحنا المدوية وكل المناطق المظلمة فى أرواحنا. أما عالمه الدرامى- المسرحى، فيتميز بخصوصية الرؤية وزاوية النظر والتناول، حيث استطاع فى أعماله التى تم عرضها على خشبة المسرح، أو التى لم يُقدَّر لها الظهور، أن يتعرض لقضايا تتعلق بالقيم الإنسانية العامة من خلال تفاصيل اجتماعية ونظرية تخص المجتمع المصرى. المقاتل الذى ذهب للموت كدون كيشوت يوسف مسلم، الشاعر المقاتل، الذى ذهب للموت كدون كيشوت، مؤلم أن يذهب يوسف دون وداع، فهو لم يكن يحب تفاصيل الوداع ويكتفى باللقاء صدفة، والحديث الكثير حين نتورط فى الأمور الشخصية، يمكنه البوح عن مشاعره أو عن العالم، لكن لن يخبرك عن احتياجه للنقود، وربما يسخر من حاله، لأنه يختار طريق حياته ويدفع الثمن راضيًا مقابل مواقفه أو رأيه. كنت أود أن أحدثه لينفى الخبر بنفسه، لكننى أدعى معرفته، وأدعى أنه كان يخوض مغامرات فى مواجهة الموت بشجاعة وبمداومة كأنها وظيفة. الرقيق جدًا والحاد كسيف جاهز للمعركة، يلمع بموهبة استثنائية تخص نفسها ولا تقلد أحدًا. كان رائعًا فى مراجعة نفسه والاعتراف بتلك المراجعة وإعلان رأيه دون خوف، ودون أن يعنيه رأى الآخرين فيه، تحدثنا مرة حين أعلنوا عن عرض له، وكنت أحب نصه «وليمة عيد» كقصيدة ساخرة موجعة، وكلما قُدِّم النص، كانت روحه طاغية دائمًا على العرض، سخرية تعرى الواقع وتضرب وتدمى داخلك، فتضحك وأنت تتحسر. هكذا كان يوسف، وهكذا كانت روعته، فلن تتذكره سوى كبطل فارع الطول يظهر بابتسام رغم معاناة بادية، وكأنه دومًا خارج من معركة ما، منتصرًا أو ليقول: «لا تبهوا، أعود دائمًا منتصرًا، ولو انهزمت فسيكون قرارى المباغت للموت». ربما كانت تلك القدرة هى ما كانت تدفعنا لأن نطمئن على بعضنا البعض عبر ما نكتب على وسائل التواصل فقط، وإن تورطنا كل فترة فى حديث شخصى مطول، أجده هو الداعم. ربما استراح يوسف من معاركه، لكنه تركنا مهزومين... إلى لقاء يا صديق. عليك أن تشرب من نهر الجنون إذا أردت العيش آمنًا فى عالم مجنون مسرحية «وليمة عيد» ليوسف مسلم متماسكة البناء، لغتها بسيطة رغم فصاحتها، وحوارها يكشف عن شخوصها، خاصة شخصيتها الرئيسية «عيد». هنا يقدم الكاتب عبثًا مصريًا، لكنه ليس كعبث بيكيت أو يونسكو- على سبيل المثال- فعبثهما غالبًا يأتى مجردًا، لكن عبث يوسف مسلم يأتى من الواقع نفسه، انعكاسًا له، فالرؤية ذاتها واقعية وليست عبثية، بمعنى أن الواقع نفسه صار عبثيًا، والعبث صار واقعيًا. هذا المفهوم الذى تعكسه المعالجة، هو ما يجعل تلك التجربة بعبثيتها تختلف عن تجارب الآخرين الذين أشرت إليهم. العبارة العبثية التى تقول: «عليك أن تشرب من نهر الجنون إذا أردت العيش آمنًا فى عالم مجنون» تُرجمت مسرحيًا من خلال المعالجة الفنية، بدون مباشرة، أو خطابية، أو زعيق، لماذا؟ لأن الكاتب يملك أدوات الكتابة المسرحية، ويُسيطر عليها، وتدفعه رؤيته الفنية وموقفه من الواقع دفعًا نحو احتضان الرسالة التى تصل إلينا بسهولة. يقول إنها «كوميديا سوداء»، وأضيف: إنها سوداء وعبثية، برغم واقعيته، هكذا أؤكد على هذا المعنى، المشهد الأول منها يضعنا مباشرة أمام ذلك العبث الواقعى، حين يجلس عيد فوق الطاولة فى وضع التجهيز كطعام، وتظهر الزوجة والابن والابنة والضابط، وهم يتأهبون للجلوس إلى الطاولة، يتقاسمون فيما بينهم جثة عيد، وهذا المشهد هو نفسه مشهد النهاية، حين نرى عيدًا فى وضع أشبه بالدجاجة المشوية، ويتم التهامه بالفعل. وما بين المشهدين، تأتى بقية المشاهد لتكشف أزمة بطلها، وتوضح درجات تصاعدها، ودلائل انهيار قيم وسلوك كل المحيطين به. هو زوج وأب ومدرس، يعيش فى عالم يحكمه جنون الفعل والسلوك، ولأنه يخالف القاعدة، ويصبح استثناء، هنا نرى الاستثناء اتهامًا، والمُستثنى متهمًا! يرصد الكاتب- دراميًا- مظاهر العبث ويحددها من خلال الحوار بين شخوص المسرحية، والكل يشتركون فى اتهامه بالجنون، لكنه لم يشرب من نهره، وتمسك بعقله، ورفض منظومة القيم المختلة، وقَبِل النتائج، ولم يستسلم لجنونهم، ودفع الثمن، كما يدفعه كل الذين يتمسكون بمواقفهم، تمسك بقيمه، ولم يعمل بمقولة أخرى ذكرها المؤلف على لسان شخص من شخوص المسرحية: «إن كنت فى روما فافعل ما يفعله أهل روما، ومن يتزوج أمى يصبح عمى».