logo
#

أحدث الأخبار مع #يونيفرسالإنفستمنتز

كيف سحبت قرارات ترمب الغليان من فقاعة أسواق الأسهم؟
كيف سحبت قرارات ترمب الغليان من فقاعة أسواق الأسهم؟

Independent عربية

time٠٦-٠٤-٢٠٢٥

  • أعمال
  • Independent عربية

كيف سحبت قرارات ترمب الغليان من فقاعة أسواق الأسهم؟

في اليومين التاليين لإعلان الرئيس الأميركي دونالد ترمب قرارات التعريفة الجمركية على شركاء بلاده التجاريين هوت مؤشرات الأسهم في الأسواق الكبرى حول العالم، لكن النصيب الأكبر من الهبوط كان لأسواق "وول ستريت"، وهذا طبيعي، ليس لأنها أكبر سوق أسهم، لكن أيضاً لأن معدلات ارتفاع مؤشراتها السنوية في الأعوام الثلاثة الأخيرة بالمتوسط السنوي كانت أكبر من بقية الأسواق حول العالم بكثير. خلال الأسبوع الماضي خسر مؤشر "أس أند بي 500" القياسي في بورصة "وول ستريت" أكثر من 9 في المئة من قيمته، بينما فقدت بقية المؤشرات نسب متفاوتة هبطت بها عن مستويات نهاية العام الماضي بالقدر الذي جعلها تفقد كل مكاسبها في الأشهر الأخيرة. وإجمالاً، تشير بيانات نشرة "داو جونز" إلى أن 6.4 تريليون دولار تبخرت من قيمة الأسهم المسجلة على مؤشرات السوق. قد يبدو هذا الرقم كبيراً جداً بما يصنع عناوين مثيرة في الأخبار، لكن الحقيقة أنه لا يتجاوز نسبة 10 في المئة من القيمة السوقية للشركات الكبرى. فمؤشر "راسل 3000" الذي يضم غالب الشركات الأميركية وصلت قيمته أخيراً إلى 64 تريليون دولار، وهو رقم قياسي بالفعل. في رأي كثير من المحللين والمعلقين والاقتصاديين أن الأسواق، وبخاصة "وول ستريت"، وصلت إلى مرحلة غليان لفقاعة الأسهم، بل وتنبأ كثر منذ العام قبل الماضي بأن تلك الفقاعة على وشك الانفجار، قبل أن تأتي قرارات ترمب لتسحب كثيراً من حرارة الغليان في السوق. توقعات الانفجار في يوليو (تموز) 2023 نقلت صحيفة "وول ستريت جورنال" عن أحد أكبر المستثمرين الذين يستفيدون من انهيار الأسواق مارك سبيتزناجل الذي تكسب شركته الاستثمارية "يونيفرسال إنفستمنتز" المليارات من كل أزمة انهيار في سوق الأسهم، أن الانفجار القادم لفقاعة الأسهم سيهوي بنصف قيمتها، أي هبوطها بنسبة 50 في المئة. توقع المستثمر أن يستمر منحى الارتفاع في أسعار الأسهم لفترة، لكنه سينتهي بانفجار الفقاعة وانهيار الأسواق نتيجة عمليات البيع الهائلة فجأةً، بحسب تعبيره. وأشار في تصريحاته إلى مصطلح "بجعة سوداء" الذي استخدمه للمرة الأولى نسيم طالب أستاذ المالية في كتابه الشهير بهذا العنوان عام 2007، أي قبل انهيار سوق قروض الرهن العقاري والأزمة المالية العالمية في 2008. وقدر سبيتزناجل وقتها أن تراجع معدلات التضخم وبدء البنوك المركزية في خفض أسعار الفائدة سيزيد من غليان السوق وكبر حجم الفقاعة، بالتالي سيستمر منحى الارتفاع في المؤشرات الذي بدأ مع "فورة أسهم شركات الذكاء الاصطناعي". أما العامل المحفز لانفجار الفقاعة فهو الارتفاع الهائل في الدين العام الأميركي الذي تجاوز 34 تريليون دولار، وفي رأيه أن هذا سيجعل من الصعب على بنك الاحتياطي الفيدرالي (البنك المركزي) الأميركي التدخل لتخفيف حدة الوضع في ظل توقعاته بدخول أكبر اقتصاد في العالم في ركود. لم يحدث ما توقعه المستثمر الشهير، لكن بعد عام، وفي يوليو 2024 توقع أحد كبار المستثمرين المخضرمين في السوق أن يكون انفجار فقاعة الأسهم القادم أكبر بكثير من انهيارات سابقة، وأن ينتهي الارتفاع المستمر منذ فترة في المؤشرات إلى فقاعة قابلة للانفجار، مما يؤدي إلى انهيار السوق بصورة "تدمي القلوب". وحذر جون هوسمان رئيس صندوق "هوسمان إنفستمنت تراست"، في مذكرة لعملائه من أن التقييم المبالغ فيه للأصول و"عوامل داخلية في السوق" ستقود إلى "موجة مضاربات هائلة" تنتهي بانهيار الأسواق. قدر هوسمان أن ينهار المؤشر القياسي في "وول ستريت" بنسبة 64 في المئة نتيجة انفجار الفقاعة و"الهبوط الحر" لمؤشرات الأسهم، وذكر ثلاثة عوامل أساسية لتوقعاته وهي، المبالغة في قيمة الأصول، وعوامل داخلية سيئة في السوق، والتطرف في توجه المنحنى. ومر العام الماضي ولم يحدث انفجار الفقاعة، بل على العكس واصلت مؤشرات الأسهم الارتفاع. تصحيح ضروري في مارس (آذار) الماضي وفي مقابلة مع "بلومبيرغ" قال المستثمر البريطاني يريمي غرانثام الذي توقع أزمات الأسواق الشهيرة السابقة بدقة إن السوق الأميركية الآن في وضع ما قبل انفجار الفقاعة. اقرأ المزيد يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field) وسبق أن تنبأ غرانثام بدقة بأزمة أسواق اليابان عام 1989 وبأزمة السوق المعروفة بانهيار "دوت كوم" عام 2000، وكذلك بأزمة انهيار السوق العقارية الأميركية عام 2008 وما تبعه من أزمة مالية عالمية. وقال المستثمر البريطاني، وهو الشريك المؤسس لشركة إدارة الاستثمارات "جي أم أو"، في مقابلته عن السوق الأميركية، "كثيراً ما نظرت إليها من منظور أنها كلما ارتفعت وزاد حجمها لمدة أطول أصبحت مثيرة وعالية الخطورة، وهي الآن قد تجاوزت مستوى الفقاعة الهائلة". إذا أخذنا في الاعتبار أن مؤشر "أس أند بي 500" يواصل الارتفاع بمتوسط سنوي يتجاوز نسبة 10 في المئة منذ أزمة وباء كورونا فلك أن تتخيل حجم التصحيح الضروري ليعود المؤشر للتوازن. ففي النهاية لا يمكن أن تواصل مؤشرات الأسهم الارتفاع طوال الوقت، وللسوق دورات من ارتفاع وهبوط، لكن ما حدث في السنوات الأخيرة كان مبالغة هائلة في قيمة الأصول، بما فيها الأسهم. يعني ذلك ارتفاع أسعار الأسهم نتيجة المضاربات وليس بسبب الزيادة في القيمة المادية للشركات التي تطرحها، وهذا ما يولد ما تسمى "الثروة الورقية"، أي مئات المليارات لحملة تلك الأسهم لا تعكس عائدات ولا أرباح للشركات. ونتيجة فترة غليان فقاعة الأسهم الطويلة تراكمت تريليونات من تلك الثروة الورقية، تشكل تلك التريليونات "جرثومة أزمة" في النظام المالي وتحتاج الأسواق إلى هبوط تصحيحي للتخلص من تلك الزيادة شبه الوهمية في القيمة. التعريفة وسيلة تبريد صحيح أن عمليات الهبوط التصحيحي لا تكون بنسب كبيرة في وقت قصير، إنما كلما تضخمت الفقاعة زادت نسبة الهبوط، وهناك أسباب كثيرة تؤدي إلى عمليات البيع الهائلة التي تهوي بأسعار الأسهم، منها ما يتعلق بأسعار الفائدة وتوقعات النمو الاقتصادي ومعدلات التضخم أو الأزمات المفاجئة مثل الحروب واسعة النطاق أو الأوبئة الكاسحة كما حدث مع جائحة "كوفيد-19". ربما جاءت عملية "تبريد غليان فقاعة" السوق هذه المرة بصورة مختلفة، لكن ما أعلنه الرئيس ترمب من تعريفة جمركية بهذه الصورة وعلى هذا النطاق الواسع كان بمثابة "أزمة" من نوع ما للنظام التجاري العالمي، مما دفع المستثمرين إلى البيع الكبير للأسهم ونقل استثماراتهم إلى ملاذات آمنة كالذهب وغيره. ليس فرض التعريفة الجمركية في حد ذاته ما سبب هلع البيع في أسواق الأسهم، إنما توقعات المستثمرين لتأثير تلك القرارات على الاقتصاد الأميركي من احتمالات زيادة معدلات التضخم ودخول أكبر اقتصاد في العالم مرحلة ركود. وإذا أثبتت الأيام المقبلة أن تلك التوقعات مبالغ فيها، سيتوقف الهبوط في مؤشرات الأسهم، حتى مع أن الفقاعة تحتاج إلى تبخر مزيد من التريليونات من الأسواق لتهدئة غليان قيمة الأصول.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store