logo
#

أحدث الأخبار مع #يوهانشتراوس

فيينا تستعد لإرسال مقطوعة "الدانوب الأزرق" إلى الفضاء.. قصة تصحيح خطأ فني عمره نصف قرن!
فيينا تستعد لإرسال مقطوعة "الدانوب الأزرق" إلى الفضاء.. قصة تصحيح خطأ فني عمره نصف قرن!

مجلة هي

time١٤-٠٤-٢٠٢٥

  • ترفيه
  • مجلة هي

فيينا تستعد لإرسال مقطوعة "الدانوب الأزرق" إلى الفضاء.. قصة تصحيح خطأ فني عمره نصف قرن!

تستعد فيينا لحدث غير مسبوق يجمع بين الفن والتكنولوجيا ويتخطى حدود كوكب الأرض. حيث سيقوم مجلس السياحة في فيينا، بالتعاون مع وكالة الفضاء الأوروبية(ESA)، بإرسال مقطوعة "الدانوب الأزرق" الشهيرة للمؤلف الموسيقي ليوهان شتراوس الثاني إلى الفضاء الخارجي. تأتي هذه المبادرة الفريدة ضمن إطار احتفالات "شتراوس 2025" التي تٌقام تكريماً للذكرى السنوية على مرور قرنين على ميلاد الملحن والمؤلف الموسيقي والمايسترو النمساوي يوهان شتراوس "الثاني"، وتتزامن مع الذكرى الخمسين لتأسيس وكالة الفضاء الأوروبية ومرور 125 عاماً على تأسيس أوركسترا فيينا السيمفونية. وتهدف هذه الخطوة إلى ـ"سد فجوة تاريخية بحسب وصف المنظمين، حيث لم تُدرج هذه المقطوعة ضمن السجلات الذهبية التي أرسلها مسباري "فوياجر 1" و"فوياجر 2" عام 1977. مشهد تاريخي منتظر لـ أوركسترا فيينا السيمفونية ستقوم أوركسترا فيينا السيمفونية في 31 مايو 2025 عند الساعة 20:30 بتوقيت وسط أوروبا وبقيادة المايسترو الرئيسي بيتر بوبلكا بعزف المقطوعة الخالدة "الدانوب الأزرق" في مشهد تاريخي يجمع بين الموسيقى والفضاء وسط حفل خاص في متحف الفن التطبيقي بفيينا، حيث سيتم بث المعزوفة مباشرة عبر هوائي الفضاء العميق التابع لوكالة الفضاء الأوروبية في إسبانيا. ستنطلق الإشارة الموسيقية بسرعة الضوء عبر الفضاء عن طريق وكالة الفضاء الأوروبية (ESA)، نحو مسبار "فوياجر 1" وتتجاوزه بعد 23 ساعة وثلاث دقائق لتواصل رحلتها عبر الفضاء إلى الأبد. هذه اللحظة الرمزية ستعيد مقطوعة شتراوس الشهيرة إلى مكانتها المستحقة في قلب الرسائل الموسيقية التي تمثل الحضارة البشرية في الكون، مصححة بذلك غيابها عن السجلات الذهبية التي أرسلت مع مسباري فوياجر1،2 عام 1977. يوهان شتراوس رغم شهرة مقطوعة "الدانوب الأزرق" باعتبارها واحدة من أشهر المقطوعات الموسيقية المرتبطة بالفضاء، إلا أنها غابت عن التسجيلات الذهبية التي حملها مسباري "فوياجر1 وفوياجر 2" عام 1977. اكتسبت المقطوعة مكانتها الفضائية من خلال ظهورها في الفيلم الأيقوني "2001: أوديسة الفضاء" الشهير لستانلي كوبريك، حيث بدت محطة الفضاء وكأنها ترقص على أنغامها. كما عُزفت على متن محطة الفضاء السوفيتية "مير" عام 1991، مما عزز ارتباطها بالاستكشافات الفضائية. ورغم أن السجلات الذهبية التي كانت على متن مسباري "فوياجر1 وفوياجر 2" ضمت أعمالاً لباخ وبيتهوفن وموزارت، وكذلك تشاك بيري ولوي أرمسترونغ إلا أنها أغفلت هذا العمل الموسيقي الذي أصبح يُعرف عالمياً بـ "النشيد غير الرسمي للفضاء". تتميز هذه المقطوعة القصيرة، التي تستغرق عزفها حوالي عشر دقائق، بجمالها وحيويتها وإيقاعها الراقص، مما جعلها من أشهر وأجمل إيقاعات الفالس في العالم. مشهد تاريخي منتظر لـ أوركسترا فيينا السيمفونية رحلة شهرة مقطوعة "الدانوب الأزرق" بهذا الصدد قال نوربرت كيتنر، مدير مجلس السياحة في فيينا: "صنع فيلم ستانلي كوبريك "2001: أوديسة الفضاء" من مقطوعة "الدانوب الأزرق" إلى نشيد غير رسمي للفضاء. فقد ظهرت المقطوعة في مشهد شهير حيث بدت محطة الفضاء وكأنها ترقص على أنغامها. لكن غيابها عن السجلات الذهبية لمسبار "فوياجر 1" عام 1977 اعتُبر خطأً كوني، نسعى الآن لتصحيح هذا الخطأ بإرسال مقطوعة "الدانوب الأزرق" الرائعة إلى الفضاء. وكجزء من مهمتنا مع وكالة الفضاء الأوروبية سيتم توجيه المقطوعة نحو مسبار "فوياجر 1" أثناء سفره عبر الفضاء بين النجوم، يعد المسبار أبعد جسم من صنع الإنسان في الفضاء، على مسافة تتجاوز 25 مليار كيلومتر من الأرض. تهدف هذه المبادرة، إلى ترك أثر يتخطى نظامنا الشمسي ويسعى لإلهام الناس على الأرض لاستكشاف الثراء الثقافي لفيينا، موطن المقطوعة الشهيرة. سيُبث هذا الحدث الموسيقي الفريد، الذي يستمر لمدة ساعة كاملة، مباشرة في ثلاثة مواقع رئيسية: ستراندبار هيرمان في فيينا، وحديقة براينت بالقرب من تايمز سكوير في نيويورك، وأمام هوائي الفضاء العميق في مدريد، اسبانيا. بالإضافة إلى ذلك، يمكن للجمهور العالمي متابعة الحدث عبر البث المباشر على الموقع الإلكتروني أو عبر قناة مجلس السياحة في فيينا على إنستغرام. امتلك نوتة موسيقية وأرسل اسمك للفضاء كما يوضح فيلم المهمة الذي أطلقه مجلس السياحة في فيينا قصة غياب مقطوعة "الدانوب الأزرق" عن السجلات الذهبية لمسبار فوياجر 1 عام 1977 ، أطلق المجلس حملة تفاعلية عالمية تتيح للأفراد المشاركة من مختلف انحاء العالم في "رحلة الدانوب الأزرق إلى الفضاء" عبر تبني نوتة موسيقية من المقطوعة يتألف العمل من 13,743 نوتة موسيقية وقد تم فتح باب المشاركة مجانا على الموقع لمن يرغب بأن يكون جزءا من هذه اللحظة التاريخية ويرسل اسمه كسفير إلى الفضاء مع هذه الأيقونة الموسيقية، سيحصل السفراء على شهادات مخصصة ويصبحون جزءا أساسيا من المشروع وكان عمدة فيينا مايكل لودفيغ من أوائل المشاركين في الحملة بالإضافة إلى جوزيف أشباتشر المدير العام لوكالة الفضاء الأوروبية وكارا تالفي من عائلة سيمبسون وبراين دبليو كوك مساعد المدير السابق لستانلي كوبريك وكارمن بوسنيغ رائدة فضاء احتياطية في وكالة الفضاء الأوروبية. تُسلط الأضواء في الفيلم الوثائقي القصير "نشيد الفضاء" (Space Anthem)، الذي أنتجه مجلس السياحة في فيينا بالتعاون مع وكالة الفضاء الأوروبية (ESA) وشخصيات بارزة من مجالات الموسيقى والسينما والسفر الفضائي، على الروابط العميقة بين مقطوعة "الدانوب الأزرق" والفضاء الخارجي. يعرض الفيلم رحلة هذه المقطوعة الشهيرة التي أُلِّفت عام 1866، واعتمدها ستانلي كوبريك بعد قرن من الزمن في فيلمه الأيقوني "2001: أوديسة الفضاء"، وصولاً إلى استخدامها من قبل وكالة ناسا عام 2001 عند رسو مكوك الفضاء ديسكفري في محطة الفضاء الدولية (ISS)، مما يعكس أهمية هذه المهمة التي طال انتظارها. بمناسبة الذكرى السنوية لمرور قرنين على ميلاد ملك الفالس يوهان شتراوس الثاني، صرح ميشيل لودفيغ، عمدة فيينا: "ستحتفل فيينا بملك الفالس في 2025 عبر تنظيم 65 عرضاً على مدى 250 يوماً تحت شعار 'ملك الفالس - ملكة الموسيقى' وسيبلغ هذا التكريم ذروته بإرسال مقطوعة "الدانوب الأزرق" إلى الفضاء مما يؤكد مكانة العاصمة النمساوية كمركز موسيقي مبدع عالمياً لا يحافظ على تراثه فحسب بل يستشرف المستقبل برؤى مبتكرة" عام واحد، خمسة احتفالات انتظر العالم نصف قرن تقريباً لتصحيح خطأ حصل عام 1977 ولكن لا يمكن أن يكون عام 2025 وقتا أكثر ملاءمة لاستضافة فيينا لفعاليات عام "ملك الفالس - ملكة الموسيقى" فإلى جانب أنه ذكرى ميلاد شتراوس الـــ 200 ومرور 125 عاما على تأسيس أوركسترا فيينا السمفونية ومرور 50 عاما على تأسيس وكالة الفضاء الأوروبية (ESA) يحتفل أيضا الهوائي العميق DSA 2 الذي سيُستخدم في البث بمرور 20 عام على تأسيسه وكذلك محطة تتبع شبكة إسترناك التي تضم الهوائيات تحتفل بعيد ميلادها الـ50 هذا التزامن الفريد للأحداث يجعل من عام 2025 فرصة استثنائية لإرسال مقطوعة "الدانوب الأزرق" إلى الفضاء مصححاً غيابها عن السجلات الذهبية لمسباري فوياجر 1،2 ومحتفيا بإرث شتراوس الموسيقي وتاريخ فيينا العريق في عالم الموسيقى الكلاسيكية. بهذه المناسبة، صرّح جوزف أشباتشر، المدير العام لوكالة الفضاء الأوروبية، قائلاً: " نحتفل بذكرى مزدوجة استثنائية في عام 2025: الذكرى الــــــ 200 لميلاد يوهان شتراوس الثاني والذكرى الــــــ 50 لتأسيس وكالة الفضاء الأوروبية. يسعدني أننا نستطيع دمج هذين الحدثين من خلال بث مباشر لمقطوعة الدانوب الأزرق إلى الفضاء من محطة سيبرييروس الأرضية التابعة لنا. هذا الحدث يُظهر قدرة تقنياتنا على نقل البيانات العلمية والفن البشري عبر مسافات شاسعة. كما أن هذا العام يمثل الذكرى الـ50 لشبكتنا العالمية لمحطات الأرض، مما يجعل هذا البث لحظة فريدة تُبرز كيف أن الموسيقى، مثل الفضاء، قادرة على توحيد البشرية".

النمسا تحتفل بمرور 200 عام على «ملك الفالس» يوهان شتراوس الثاني
النمسا تحتفل بمرور 200 عام على «ملك الفالس» يوهان شتراوس الثاني

مصرس

time١٧-٠٢-٢٠٢٥

  • ترفيه
  • مصرس

النمسا تحتفل بمرور 200 عام على «ملك الفالس» يوهان شتراوس الثاني

من الموسيقى الخلفية في الطائرات إلى حفلات فيينا الراقصة، تحضر مقطوعات يوهان شتراوس الثاني في كل مناحي الحياة في النمسا التي تحتفل سنة 2025 بالذكرى المئوية الثانية ل"ملك الفالس". ولاحظت السائحة البريطانية هيلين فوستر بحماسة خلال زيارتها المتحف المخصص لشتراوس في عاصمة الموسيقى الكلاسيكية العالمية أنه فنان "محبوب من الجميع على مر العصور".اقرأ أيضا| تسجيل أعلى زيادة في الطلب على المنازل في النمساوتُقدّم أعمال شتراوس بكل الأشكال في فيينا، حيث لا تزال ألحانه الجذّابة تحظى بشعبية كبيرة، وتُعَد مقطوعة "الدانوب الأزرق" بمنزلة النشيد غير الرسمي للنمسا.وستكون الذكرى المئوية الثانية لميلاده في 25 أكتوبر 1825 مناسبة لإقامة عدد كبير من الأنشطة، من حفلات موسيقية ومعارض وسواها، حتى أن شركة الخطوط الجوية النمسوية وضعت صورته على إحدى طائرتها.- رفع المعنوياتوتستحضر نغمات شتراوس المبهجة والحيوية صورا احتفالية وفَرِحة، في أجواء من "الحقبة الجميلة" ترتدي فيها النساء اثواب الموسلين متأبطات رجالا بمعاطف طويلة.وهذه الألحان وُضِعَت لتكون في متناول الجميع و"لرفع معنويات الناس"، بحسب القاضي المتقاعد إدوارد شتراوس (69 عاما)، حفيد شقيق الفنان.ففيينا التي كانت في زمنه عنوانا للحداثة وعاصمة مكتظة ومتعددة الأعراق لإمبراطورية استبدادية في طور التداعي، كانت تواجه في الوقت نفسه أوبئة الكوليرا والصعوبات الاقتصادية لأوروبا الغارقة في الحرب.وأضاف سليل العائلة المرموقة "على عكس اليوم، لم يكن يوجد نظام للضمان الاجتماعي أو التقاعد"، وحتى في أسرة شتراوس، كان على الناس أن يعملوا بكدّ لتأمين حياة كريمة.يضاف إلى ذلك أن رب العائلة يوهان شتراوس الأول، الذي لم يكن يريد لأبنائه أن يسيروا على خطاه، لم يلبث أن انفصل عن زوجته من أجل امرأة أخرى، تاركا للأم آنّا مهمة توجيه مسيرة يوهان وشقيقيه يوزف وإدوارد اللذين كانا موهوبين أيضا.- نجم البوبلم تتقدم آنّا بطلب الطلاق إلا في عام 1844، عندما اطمأنت إلى أن في وسع نجلها يوهان إعالة الأسرة. وفي العام نفسه، خطا يوهان الذي كان في الثامنة عشرة خطواته الأولى في عالم الموسيقى ليصبح بين ليلة وضحاها المنافس المباشر لوالده.وترك يوهان وراءه إنتاجا غزيرا يتجاوز 500 من مقطوعات الفالس والبولكا والرباعيات والأوبريتات، كانت تتناسب تماماً مع حاجات المجتمع.وشبّهته المرشدة في متحف شتراوس كلارا كوفمان "بنجوم البوب اليوم"، إذ أحسَنَ الإفادة من فن التصوير الفوتوغرافي الجديد آنذاك لتسويق نفسه، فكان يسرّح مثلا شعره "باستخدام مكواة التجعيد"، وكان يصبغ لحيته.وبرز ملحّن أوبريت "دي فليديرماوس" ("الخفّاش") أيضا كقائد أورسكترا موهوب نجح في استقطاب كل فئات الجمهور.فهو كان ذا حضور قوي على المسرح، وكان يعزف على الكمان ببراعة ويوجه الموسيقيين بقوسه بحماسة.وقال عالم الموسيقى توماس إيغنر إن "الناس لا يزالون يرقصون على أنغام مقطوعاته، ولكن يمكن أيضا سماعها في الحفلات الموسيقية، وهنا يكمن أكبر نجاح له".- تزوير النازيةوعلى غرار جولات نجوم اليوم التي تستقطب حفلاتها أعدادا كبيرة من الجمهور، عزف في مهرجان حضره عشرات الآلاف في مدينة بوسطن الأميركية، ومع أنه كان يكره السفر، لم يتردد في إحياء حفلات للنبلاء في روسيا.وأدخل يوهان شتراوس الإبن تحسينات على موسيقى الرقص البسيطة التي ألّفها والده يوهان شتراوس الأول ذو الأصول اليهودية المجرية والذي اشتهر بمقطوعة الموسيقى العسكرية "مارش راديتزكي" المفعمة بالحيوية.لكنّ شخصية يوهان شتراوس الإبن على المسرح كانت على نقيض شخصيته في الحياة.فالوجه الآخر للفنان كان رجلا يعاني الرهاب ويشعر باستمرار بانعدام الأمان، وفقا لحفيد أخيه. وشتراوس الشديد التعلق بأمّه، كان يتمتع بقدرة على إغواء النساء، وتزوج ثلاثا منهنّ، لكنه لم يُرزق أولادا.وأصبح شتراوس الذي توفي بسبب التهاب رئوي في مطلع القرن العشرين عن 73 عاما أحد أبرز وجوه الثقافة النمسوية، إلى جانب موزار وسيسي، إلى درجة أن النازيين حتى لم يجرؤوا على المسّ بإرثه.ففي عام 1941، زوّروا سجلات قيود الأحوال الشخصية لإزالة الإشارة إلى معمودية جده الأكبر اليهودية، للإيحاء بأن موسيقاه التي كانت مرغوبة جدا من الرايخ الثالث "جرمانية" بحتة.

200 عام على ولادة شتراوس الإبن: ملك "الفالس" الذي أبهج فيينا والعالم
200 عام على ولادة شتراوس الإبن: ملك "الفالس" الذي أبهج فيينا والعالم

النهار

time١٧-٠٢-٢٠٢٥

  • ترفيه
  • النهار

200 عام على ولادة شتراوس الإبن: ملك "الفالس" الذي أبهج فيينا والعالم

من الموسيقى الخلفية في الطائرات إلى حفلات فيينا الراقصة، تحضر مقطوعات يوهان شتراوس الثاني في كلّ مناحي الحياة في النمسا التي تحتفل سنة 2025 بالذكرى المئوية الثانية لـ"ملك الفالس". ولاحظت السائحة البريطانية هيلين فوستر بحماسة خلال زيارتها المتحف المخصص لشتراوس في عاصمة الموسيقى الكلاسيكية العالمية أنه فنان "محبوب من الجميع على مرّ العصور". تُقدَّم أعمال شتراوس بكلّ الأشكال في فيينا، حيث لا تزال ألحانه الجذّابة تحظى بشعبية كبيرة، وتُعَدّ مقطوعة "الدانوب الأزرق" بمنزلة النشيد غير الرسمي للنمسا. وستكون الذكرى المئوية الثانية لميلاده في 25 تشرين الأول/أكتوبر 1825 مناسبة لإقامة عدد كبير من الأنشطة، من حفلات موسيقية ومعارض وسواها، حتى أنّ شركة الخطوط الجوية النمسوية وضعت صورته على إحدى طائرتها. "رفع المعنويات" تستحضر نغمات شتراوس المبهجة والحيوية صوراً احتفالية وفَرِحة، في أجواء من "الحقبة الجميلة" ترتدي فيها النساء أثواب الموسلين متأبطات رجالاً بمعاطف طويلة. وهذه الألحان وُضِعَت لتكون في متناول الجميع و"لرفع معنويات الناس"، بحسب القاضي المتقاعد إدوارد شتراوس (69 عاماً)، حفيد شقيق الفنان. ففيينا التي كانت في زمنه عنواناً للحداثة وعاصمة مكتظة ومتعدّدة الأعراق لإمبراطورية استبدادية في طور التداعي، كانت تواجه في الوقت نفسه أوبئة الكوليرا والصعوبات الاقتصادية لأوروبا الغارقة في الحرب. وأضاف سليل العائلة المرموقة: "على عكس اليوم، لم يكن يوجد نظام للضمان الاجتماعي أو التقاعد"، وحتى في أسرة شتراوس، كان على الناس أن يعملوا بكدّ لتأمين حياة كريمة. يضاف إلى ذلك أنّ رب العائلة يوهان شتراوس الأول، الذي لم يكن يريد لأبنائه أن يسيروا على خطاه، لم يلبث أن انفصل عن زوجته من أجل امرأة أخرى، تاركاً للأم آنّا مهمة توجيه مسيرة يوهان وشقيقيه يوزف وإدوارد اللذين كانا موهوبين أيضاً. لم تتقدّم آنّا بطلب الطلاق إلا في عام 1844، عندما اطمأنّت إلى أنّ في وسع نجلها يوهان إعالة الأسرة. وفي العام نفسه، خطا يوهان الذي كان في الثامنة عشرة خطواته الأولى في عالم الموسيقى ليصبح بين ليلة وضحاها المنافس المباشر لوالده. وترك يوهان وراءه إنتاجاً غزيراً يتجاوز 500 من مقطوعات الفالس والبولكا والرباعيات والأوبريتات، كانت تتناسب تماماً مع حاجات المجتمع. وشبّهته المرشدة في متحف شتراوس كلارا كوفمان "بنجوم البوب اليوم"، إذ أحسَنَ الإفادة من فن التصوير الفوتوغرافي الجديد آنذاك لتسويق نفسه، فكان يسرّح مثلاً شعره "باستخدام مكواة التجعيد"، وكان يصبغ لحيته. وبرز ملحّن أوبريت "دي فليديرماوس" ("الخفّاش") أيضاً كقائد أورسكترا موهوب نجح في استقطاب كلّ فئات الجمهور. فهو كان ذا حضور قوي على المسرح، وكان يعزف على الكمان ببراعة ويوجه الموسيقيين بقوسه بحماسة. وقال عالم الموسيقى توماس إيغنر إنّ "الناس لا يزالون يرقصون على أنغام مقطوعاته، ولكن يمكن أيضاً سماعها في الحفلات الموسيقية، وهنا يكمن أكبر نجاح له". تزوير النازية على غرار جولات نجوم اليوم التي تستقطب حفلاتها أعداداً كبيرة من الجمهور، عزف في مهرجان حضره عشرات الآلاف في مدينة بوسطن الأميركية، ومع أنه كان يكره السفر، لم يتردّد في إحياء حفلات للنبلاء في روسيا. وأدخل يوهان شتراوس الإبن تحسينات على موسيقى الرقص البسيطة التي ألّفها والده يوهان شتراوس الأول ذو الأصول اليهودية المجرية، والذي اشتهر بمقطوعة الموسيقى العسكرية "مارش راديتزكي" المفعمة بالحيوية. لكنّ شخصية يوهان شتراوس الإبن على المسرح كانت على نقيض شخصيته في الحياة. فالوجه الآخر للفنان كان رجلاً يعاني الرهاب ويشعر باستمرار بانعدام الأمان، وفقاً لحفيد أخيه. وشتراوس الشديد التعلق بأمّه، كان يتمتّع بقدرة على إغواء النساء، وتزوج ثلاثاً منهنّ، لكنه لم يُرزق أولاداً. وأصبح شتراوس الذي توفي بسبب التهاب رئوي في مطلع القرن العشرين عن 73 عاماً أحد أبرز وجوه الثقافة النمسوية، إلى جانب موزار وسيسي، إلى درجة أنّ النازيين حتى لم يجرؤوا على المساس بإرثه. ففي عام 1941، زوّروا سجلات قيود الأحوال الشخصية لإزالة الإشارة إلى معمودية جدّه الأكبر اليهودية، للإيحاء بأنّ موسيقاه التي كانت مرغوبة جدّاً من الرايخ الثالث "جرمانية" بحتة.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store