logo
#

أحدث الأخبار مع #‬عبد‬الرحمنعلى

سينما مصر .. هل تستعيد السينما المصرية بريقها ؟
سينما مصر .. هل تستعيد السينما المصرية بريقها ؟

مصرس

time٢٦-٠٢-٢٠٢٥

  • ترفيه
  • مصرس

سينما مصر .. هل تستعيد السينما المصرية بريقها ؟

دراسة ‬يكتبها :‬علي ‬عبد ‬الرحمنعلى مدار قرن من الزمان، مثلت السينما المصرية شهادة حية على تطور المجتمع المصري وتحولاته العميقة، وبدأت هذه الرحلة في عام 1896 مع أول عرض سينمائي في الإسكندرية، حيث كانت البداية البسيطة تتسم بفضولية وافتتان الأفراد بجديد هذا الفن الناشئ ومنذ ذلك الحين، لم تتوقف السينما عن التفاعل مع التحولات الاجتماعية والثقافية في مصر، مقدمةً مرآة عاكسة لمجريات الأحداث وتطورات المجتمع.صعود وهبوط عبر العقود: سيرة الأرقام والأفلامتجسد السينما المصرية على مدار قرنٍ من الزمان مسيرةً غنيةً مليئةً بالتقلبات والصعودوالهبوط، من بداياتها المتعثرة في العشرينيات إلى الحقبة الرقمية الحالية، شهدت هذهالصناعة تحولات بارزة تعكس التغيرات الاجتماعية والثقافية والاقتصادية التي مرت بها البلاد. في هذا السياق، نستعرض مسيرة السينما المصرية عبر العقود، متناولين أبرز المحطات والنقاط الفارقة التي شكلت تطور هذه الصناعة.العقد الأول: البدايات المتعثرة (-1927 1929)في أواخر عشرينيات القرن الماضي، كانت السينما المصرية في مرحلة التجريب والتكوين، تم إنتاج 7 أفلام فقط خلال الفترة من 1927 إلى 1929، مما يعكس بدايات متعثرة تسعى لتأسيس صناعة فنية متكاملة. كانت هذه الأفلام تجريبية في طبيعتها، تحاول اكتشاف إمكانيات هذا الفن الجديد في مصر، وعلى الرغم من محدودية الإنتاج، فإن هذه الفترة كانت تمهيداً لظهور ما سيصبح لاحقاً صناعة سينمائية مزدهرة.العقد الثانى: الانطلاقة الحقيقية (-1927 1939)بحلول نهاية الثلاثينيات، بدأت السينما المصرية في إرساء أسس قوية لنموها، وارتفعت أعداد الأفلام المنتجة إلى 99 فيلمًا بين 1927 و1939، وتميزت هذه الفترة بظهور العديد من الرواد الذين ساهموا في تشكيل هوية السينما المصرية، مثل نجيب الريحاني وأمينة رزق. كانت هذه الأفلام تعكس تطلعات المجتمع المصري وتواكب التغيرات الاجتماعية والسياسية التي كانت تجري في ذلك الوقت، مما ساعد في وضع حجر الأساس لصناعة سينمائية متطورة.العقد الثالث: الحرب والازدهار (1949-1940)رغم التحديات التي فرضتها الحرب العالمية الثانية، شهدت الأربعينيات قفزة كبيرة في الإنتاج السينمائي، حيث تم إنتاج 322 فيلمًا خلال هذه الفترة، بدأت السينما تجد جمهورها الواسع وتصبح جزءًا أساسيًا من الثقافة المصرية، وقدمت الأفلام في هذه الحقبة مزيجًا من الأعمال التي تتناول القضايا الاجتماعية والوطنية، مما ساعد في تعزيز دور السينما كمؤثر ثقافي رئيسي في المجتمع.العقد الرابع: العصر الذهبي (1959-1950)تميزت الخمسينيات بأنها العصر الذهبي للسينما المصرية، مع إنتاج 529 فيلمًا، كانت هذه الأفلام تمثل ذروة الإبداع الفني، حيث قدمت أعمالًا تتنوع بين الدراما والرومانسية والكوميديا، واستطاعت أن تعكس طموحات المجتمع المصري في فترة ما بعد ثورة .1952 شهدت هذه الفترة بروز أسماء لامعة مثل فاتن حمامة، وعبد الحليم حافظ، وأحمد مظهر، الذين شكلوا جزءًا أساسيًا من هوية السينما المصرية وتركوا بصمة دائمة في تاريخها.العقد الخامس: التحديات السياسية (1969-1960)على الرغم من التوترات السياسية والاجتماعية التي مرت بها مصر في الستينيات، حافظت السينما على قوتها الإنتاجية، حيث تم إنتاج 455 فيلمًا، هذه الفترة شهدت استمرارية السينما كوسيلة للتعبير عن القضايا الاجتماعية والسياسية، وركزت الأفلام في هذه الحقبة على القضايا الوطنية والاجتماعية، مع التركيز على تعزيز الهوية القومية ومواجهة التحديات التي كانت تمر بها البلاد.العقد السادس: تغيير الأذواق(1979-1970)شهدت السبعينيات تراجعًا طفيفًا في عدد الأفلام، مع إنتاج 460 فيلمًا، ويمكن أن يُعزى هذا التراجع إلى التغيرات الاجتماعية والسياسية، وكذلك ظهور أنماط جديدة من الترفيه، وكانت الأفلام التي أُنتِجَت في هذه الفترة تعكس التغيرات التي شهدها المجتمع المصري، من حيث القضايا الاجتماعية والاقتصادية، وتميزت الأفلام بالاهتمام بالموضوعات التي تعكس التحديات والتطلعات الجديدة التي كانت تواجهها البلاد.العقد السابع: عودة قوية(1989-1980)كانت الثمانينيات فترة انتعاش بارز للسينما المصرية، مع إنتاج 574 فيلمًا، كان عام 1986 تحديدًا من أبرز السنوات، حيث شهد أعلى إنتاج في عام واحد عبر التاريخ السينمائي المصري، مع إنتاج 96 فيلمًا، وتميزت هذه الفترة بالتنوع في الموضوعات والألوان السينمائية، حيث عادت السينما المصرية إلى تحقيق النجاح والانتعاش بعد فترة من التراجع شهدت هذه الحقبة بروز جيل جديد من المخرجين والفنانين الذين ساهموا في تجديد صناعة السينما وتوسيع نطاقها.العقد الثامن: التراجع التدريجي (1999-1990)رغم النجاح الكبير في الثمانينيات، شهدت التسعينيات تراجعًا ملحوظًا في أعداد الأفلام، حيث بلغ عددها 392 فيلمًا. كانت سنة 1997 الأكثر تأثيرًا في هذا التراجع، حيث سجلت أقل عدد أفلام في سنة واحدة، وهو 16 فيلمًا، ويعكس هذا التراجع مجموعة من التحديات الاقتصادية والاجتماعية التي واجهت صناعة السينما، مما أثر على الإنتاج والتنوع في الأفلام المقدمة، وبالرغم من هذه الصعوبات، فإن بعض الأفلام التي أُنتِجَت في هذه الفترة كانت تعكس الجهود المبذولة لإعادة إحياء الصناعة وتحقيق النجاح على مستوى الجمهور والنقاد.العقد التاسع: بداية الألفية(2009-2000)مع دخول الألفية الجديدة، استمر التراجع في الإنتاج، حيث بلغ عدد الأفلام 330 فيلمًا، ويعكس هذا التراجع التغيرات الاقتصادية والاجتماعية وأشكال الترفيه الجديدة التي طرأت في ذلك الوقت، كما شهدت هذه الفترة ظهور جيل جديد من الفنانين والمخرجين الذين حاولوا التعامل مع التحديات الحديثة والتكيف مع متطلبات الجمهور المتغير، وكانت هذه الحقبة مرحلة انتقالية، حيث سعت صناعة السينما إلى التكيف مع التغيرات الرقمية والتكنولوجية التي بدأت تؤثر على الإنتاج وتوزيع الأفلام.العقد العاشر: العقد الرقمى (2019-2010)شهد العقد الثاني من الألفية استقرارًا نسبيًا، مع إنتاج 342 فيلمًا، أدخلت التقنيات الرقمية تغييرات كبيرة في أساليب الإنتاج، مما ساهم في تحديث الصناعة والتوسع في استخدام التكنولوجيا الحديثة ومع ذلك، كانت التحديات من المنصات الرقمية واضحة، حيث بدأت تتزايد المنافسة مع وسائل الترفيه الرقمية الأخرى، وتميزت هذه الفترة بالتنوع في الأنماط الفنية والتجريب، حيث قدمت السينما المصرية مجموعة متنوعة من الأفلام التي تراوحت بين الكوميديا والدراما والتشويق.العقد الحالى: التحولات الجديدة(2023-2020)مع انتشار المنصات الرقمية وتأثير جائحة كورونا، تراجعت أعداد الأفلام إلى 107 أفلام فقط بين 2020 و2023، ويعكس هذا التراجع التغيرات الكبيرة في صناعة السينما على مستوى العالم، حيث أصبح من الضروري التكيف مع التغيرات الرقمية وتأثير الجائحة على الإنتاج والتوزيع. شهدت هذه الفترة تحولًا كبيراً في كيفية استهلاك الأفلام، مع التركيز على المنصات الرقمية كوسيلة رئيسية لعرض الأفلام والتفاعل مع الجمهور، كما برزت تحديات جديدة في مواجهة المنافسة مع المحتوى الرقمي وسرعة التغير في تفضيلات الجمهور.الخلاصة من خلال هذه الرحلة عبر العقود، يظهر بوضوح كيف أن السينما المصرية كانت مرآة تعكس التغيرات الاجتماعية والسياسية والاقتصادية التي مرت بها البلاد، من البدايات المتعثرة إلى الازدهار الكبير، ومن التحديات السياسية إلى التحولات الرقمية، كانت السينما المصرية شاهدةً على تطورات كبيرة وساهمت في تشكيل الثقافة والفن في مصر، وعلىالرغم من التحديات المستمرة، فإن السينما المصرية تظل رمزًا للإبداع والتنوع، حيث تسعى دائمًا للتكيف مع المتغيرات وتحقيق النجاح في عالم يتغير بسرعة.هل ستستعيد السينما المصرية بريقها؟في عصر تتسارع فيه التغيرات التكنولوجية وتفور فيه الابتكارات الرقمية، تبرز تساؤلات جوهرية حول مستقبل السينما المصرية، وخاصةً في ظل المنافسة الشديدة التي تفرضها المنصات الرقمية. تأتي هذه التساؤلات في سياق مشهد ديموغرافي متغير، يشمل تغييرات كبيرة في التركيبة السكانية وتطورات اجتماعية واقتصادية لذا، يبقى السؤال المحوري: هل ستتمكن السينما المصرية التقليدية من استعادة بريقها في ظل هذه التحولات، أم ستظل المنصات الرقمية هي القوة المهيمنة؟النمو ‬الديموغرافى ‬وتأثيره ‬على ‬المشهد ‬السينمائىعبر تاريخها، تواصلت السينما المصرية مع النسيج الاجتماعي والاقتصادي للبلاد، وتأثرت بشكل عميق بالتحولات الديموغرافية التي مرت بها، ومن بداية القرن العشرين حتى العقد الثاني من القرن الحادي والعشرين، شهدت مصر تغييرات سكانية ملحوظة، وكان لهذه التغيرات تأثيرات ملموسة على صناعة السينما في البلاد.في ثلاثينيات القرن الماضي، كان تعداد السكان في مصر 15.8 مليون نسمة، وهي فترة تميزت بتزايد الاهتمام بالسينما كوسيلة ترفيهية واجتماعية جديدة.جاء هذا التزايد في عدد السكان في وقت كان فيه المجتمع المصري يشهد تحولات اجتماعية واقتصادية جذرية. كانت السينما في هذا العقد لا تزال في مراحلها التكوينية، وجاءت كوسيلة لتوثيق الحياة اليومية وتعبير عن تطلعات المجتمع المصري المتغير.مع دخول الأربعينيات، ارتفع عدد السكان إلى 18.4 مليون نسمة، مما أسهم في توسع صناعة السينما. كانت هذه الفترة صعبة على مستوى الحرب العالمية الثانية، حيث تأثرت الصناعة بصعوبة الحصول على المواد الخام وازدياد الانقسامات السياسية والاجتماعية.ومع ذلك، فإن الانتعاش الاقتصادي النسبي الذي تلى الحرب ساعد على تعزيز إنتاج الأفلام،وتوسيع جمهورها ليشمل شريحة أكبر من المجتمع المصري، مما أتاح للسينما أن تصبح جزءًا أساسيًا من الحياة الثقافية.في الخمسينيات، سجلت مصر زيادة سكانية ملحوظة، حيث ارتفع عدد السكان إلى 20 مليون نسمة، وجاءت هذه الزيادة في وقت شهدت فيه البلاد تحولات سياسية كبيرة بعد ثورة 1952 وتأسيس الجمهورية، وتأثرت السينما بهذه التغيرات، حيث انتقلت من تقديم أفلام ذات طابع ترفيهي بسيط إلى معالجة قضايا اجتماعية وسياسية تعكس التطلعات الجديدة للمجتمع المصري، وكان هذا العقد بمثابة فترة تكوين لأساليب سينمائية جديدة تعكس الهموم والمشاغل اليومية للمصريين في ظل التغيرات الكبرى التي شهدتها البلاد.في الستينيات، زاد عدد السكان إلى 26.1 مليون نسمة، متزامنًا مع طموحات سياسية كبيرة، هذه الفترة كانت مليئة بالتحديات والتغيرات، مما أثر بشكل كبير على السينما، وساهم المخرجون في تقديم أعمال تعكس الطموحات الوطنية والأزمات الاجتماعية، مثل الأفلام التي تناولت الثورات والنضال ضد الاستعمار.كانت السينما في هذه الحقبة مرآة للتغيرات الكبرى التي طرأت على المجتمع، حيث شهدت بروز جيل جديد من المبدعين الذين ساهموا في توسيع حدود الفن السابع.في السبعينيات، ارتفع تعداد السكان إلى 35 مليون نسمة، مما أدى إلى مزيد من التوسع في صناعة السينما، وكانت هذه الفترة فترة تأمل وتجديد، حيث أصبحت الأفلام تعكس التحديات الاقتصادية والاجتماعية التي واجهتها البلاد، بالإضافة إلى محاولة تقديم صورة جديدة للمجتمع المصري في ظل التغيرات السياسية والاجتماعية التي أعقبت حرب أكتوبر .1973تسارع النمو السكاني في الثمانينيات إلى 42 مليون نسمة، وأدى هذا التزايد إلى تغييرات ملحوظة في كيفية تناول السينما للمجتمع، وظهرت أنواع جديدة من الأفلام تعكس الواقع الاجتماعي المتغير، بما في ذلك أفلام تناولت قضايا الهجرة الداخلية والتفاوت الاقتصادي، كما شهدت هذه الحقبة دخول عناصر جديدة إلى صناعة السينما، مما أسهم في توسيع نطاق الإنتاج وتنوعه.في التسعينيات، تخطى عدد السكان 48 مليون نسمة، ومع هذا النمو، أصبحت السينما المصرية تواجه تحديات جديدة، بما في ذلك الحاجة إلى تلبية متطلبات جمهور متزايد ومتغير. كما واجهت الصناعة صعوبات في التكيف مع التغيرات الاقتصادية والسياسية، مما انعكس في نوعية الأفلام التي تم إنتاجها.بحلول عام 2020، سجلت الأرقام عدد سكان يصل إلى 101.4 مليون نسمة، ويعكس هذا الرقم الزيادة السكانية الكبيرة التي شهدتها البلاد، ويشكل تحديات وفرصًا جديدة لصناعة السينما، ومع هذا العدد الكبير من السكان، أصبح من الضروري أن تتطور السينما لتلبية احتياجات جمهور متنوع ومتشعب، واحتضان التغيرات الثقافية والاجتماعية التي ترافق هذه الزيادة. كما تبرز أهمية استخدام وسائل التواصل الاجتماعي والتكنولوجيا الحديثة في الوصول إلى الجمهور وتحقيق النجاح في السوق المتغير.إجمالًا، فإن النمو الديموغرافي في مصر كان له تأثيرات عميقة ومتعددة الأوجه على السينما. من مرحلة النشوء والتكوين في الثلاثينيات إلى مرحلة التحديات الجديدة في العقد الثاني من القرن الحادي والعشرين، كانت السينما المصرية مرآة تعكس التغيرات الكبيرة التي مرت بها البلاد، مع تقديم أعمال تعكس تطلعات وآمال وتحديات المجتمع المصري عبر الزمن.اقرأ أيضا: سينما مصر .. مرآة التحولات الاجتماعية و الفكرية عبر قرن من الزمان

مرآة التحولات الاجتماعية والفكرية عبر قرن من الزمان
مرآة التحولات الاجتماعية والفكرية عبر قرن من الزمان

مصرس

time٠٨-٠٢-٢٠٢٥

  • ترفيه
  • مصرس

مرآة التحولات الاجتماعية والفكرية عبر قرن من الزمان

دراسة ‬يكتبها :‬علي ‬عبد ‬الرحمنعلى مدار قرن من الزمان، مثلت السينما المصرية شهادة حية على تطور المجتمع المصري وتحولاته العميقة، وبدأت هذه الرحلة في عام 1896 مع أول عرض سينمائي في الإسكندرية، حيث كانت البداية البسيطة تتسم بفضولية وافتتان الأفراد بجديد هذا الفن الناشئ ومنذ ذلك الحين، لم تتوقف السينما عن التفاعل مع التحولات الاجتماعية والثقافية في مصر، مقدمةً مرآة عاكسة لمجريات الأحداث وتطورات المجتمع.سحر الرواية و معالم مهمةشهدت حقبة الستينيات في تاريخ السينما المصرية تحولًا كبيرًا، تجلى في تراجع إنتاج الأفلام وانخفاض عدد دور العرض، نتيجة لقرار الدولة بتأميم السينما وتحويلها إلى قطاع عام عبر المؤسسة المصرية العامة للسينما التي أُنشئت في عام 1962 ورغم هذا التراجع، حيث بلغ عدد الأفلام المنتجة 455 فيلمًا موزعة على 255 دار عرض، فقد كانت هذه الفترة شاهدة على إنتاج العديد من الأفلام التي تُعد من أبرز ما قدمته السينما المصرية على مر تاريخها.التحول الذي شهدته السينما في الستينيات لم يكن مجرد تغيير إداري أو تنظيمي، بل كان له تأثيرات عميقة على نوعية الأفلام ومنهجيات الإنتاج.أفرزت هذه الحقبة إسهامات كبيرة من قبل الكتاب الروائيين البارزين، الذين ساهموا في إثراء السينما من خلال الاقتباس الفني من أعمالهم الأدبية، وكان من أبرز هؤلاء الكتاب إحسان عبد القدوس ويوسف إدريس، الذين قدموا رواياتهم للأفلام بطريقة أثرت بشكل كبير في السينما المصرية نجيب محفوظ، الحائز على جائزة نوبل في الأدب، دخل أيضًا مجال الكتابة السينمائية، مما منح السينما المصرية ثراءً أدبيًا غير مسبوق.تجلت روعة هذه الحقبة في الأعمال التي اقتبست من الروايات الأدبية الكبرى، مثل فيلم "القاهرة "30 و"ميرامار"، والتي حققت نجاحًا كبيرًا وأثرت في الذاكرة الثقافية للسينما المصرية، وكان لهذه الأفلام القدرة على تقديم رؤية عميقة للحياة الاجتماعية والاقتصادية في مصر، معززةً بدقة التصوير وسلامة التقدير الفني.كما برزت هذه الفترة بوجود مخرجين ذوي وعي سينمائي كبير، الذين استطاعوا توجيه السينما المصرية نحو العالمية، ومن أبرز هذه الإنجازات كان الفيلم التاريخي "الناصر صلاح الدين"، الذي لاقى إشادة واسعة وأظهر قدرة السينما المصرية على تقديم إنتاجات ذات طابع عالمي، هذا الفيلم لم يكن فقط علامة فارقة في تاريخ السينما المصرية، بل ساهم في تسليط الضوء على إمكانيات الإبداع السينمائي المصري على الصعيد الدولي.علاوة على ذلك، شهدت الستينيات ظهور حوالي 25 فيلمًا ضمن قائمة ال 100 أفضل فيلم في تاريخ السينما المصرية، مما يعكس مدى أهمية هذه الحقبة في تشكيل المشهد السينمائي، ولكن بالرغم من هذا الثراء الفني، فإن الفترة التي تلت نكسة يونيو 1967 جلبت معها تغييرات ملحوظة في توجهات السينما.بعد نكسة يونيو، اتجهت السينما إلى إنتاج أفلام ذات طابع كوميدي هزيل في محاولة لإلهاء الشعب عن آثار الهزيمة، كانت هذه الأفلام تهدف إلى تقديم التسلية والهروب من الواقع المرير، لكن في الوقت نفسه، فقدت السينما بعضًا من طابعها الفني العميق الذي ميزها في السنوات السابقة. كانت هذه الأفلام تعكس محاولة للتخفيف من أثر الهزيمة من خلال الفكاهة، لكن ذلك لم يكن كافيًا لتعويض فقدان الاتجاه الجاد في الإنتاج السينمائي.بالمجمل، شكلت الستينيات فترة مليئة بالتناقضات في تاريخ السينما المصرية، وعلى الرغم من التحديات الكبيرة والتغيرات في الهيكل الإداري، فقد قدمت هذه الحقبة بعضًا من أعظم الأفلام التي شكلت معالم هامة في تاريخ السينما المصرية، كما أثبتت قوة وقدرة السينما المصرية على التكيف والابتكار، مما جعلها تظل جزءًا لا يتجزأ من تاريخ الثقافة والفن في مصر.سينما التليفونات البيضاءتعد فترة الخمسينيات من القرن العشرين مرحلة ذهبية في تاريخ السينما المصرية، حيث شهدت هذه الحقبة غزارة إنتاجية غير مسبوقة، إذ بلغت الأفلام المنتجة 529 فيلمًا توزعت على 360 دار عرض في أنحاء مختلفة من مصر، وتميزت السينما في تلك الفترة بتنوع سماتها ومواضيعها، مما جعلها مرآة تعكس التحولات الاجتماعية والسياسية التي شهدها البلد.خلال السنوات الخمس الأولى من الخمسينيات، كانت السينما المصرية تستعرض طبقة الأغنياء وصراعاتها الاجتماعية والثقافية، هذا النوع من الأفلام كان يعكس جانبًا من الرفاهية والحياة الراقية، لكنه في الوقت نفسه كان يسلط الضوء على التوترات والتحديات التي تواجهها هذه الطبقة بجانب ذلك، برزت الأفلام الاستعراضية الغنائية التي قام ببطولتها عمالقة الغناء في تلك الفترة، مثل محمد فوزي وليلى مراد وفريد الأطرش. كانت هذه الأفلامبمثابة منصة للنجوم لتوسيع شهرتهم وانتشارهم، واعتُبرت بمثابة وسيلة للبحث عن الشهرة السريعة في عالم الفن.تُعرف هذه الفترة بمصطلح "سينما التليفونات البيضاء"، وهو تعبير يعكس فترة ذهبية شهدت فيها السينما المصرية تطورًا ملحوظًا في إنتاج الأفلام وتنوعها، ومع قيام ثورة يوليو عام 1952 وإعلان الجمهورية المصرية، شهدت السينما تحولًا جذريًا في توجيهها وموضوعاتها.إذ انتقلت من التركيز على الصراعات الطبقية والترف إلى تناول القضايا الاجتماعية والهموم اليومية للمجتمع المصري، وأعطت الثورة السينما دفعة جديدة نحو تقديم صورة أكثر واقعية للمجتمع، حيث ركزت الأفلام على طموحات المصريين وتطلعاتهم في ظل الأوضاع الجديدة.برزت في هذه الفترة أيضًا الأفلام التي تناولت تمرد المرأة المصرية وحلمها في التغيير، خاصة في المناطق النائية مثل صعيد مصر، وكانت هذه الأفلام تعبر عن طموحات المرأة في أن تكون جزءًا فعالًا من المجتمع، وتحقيق أحلامها في ظل التغيرات الاجتماعية والسياسية.من جهة أخرى، لم تغب مبادئ وأهداف ثورة يوليو عن الفن السابع، حيث تم إنتاج حوالي خمس أفلام تعبر عن الثورة وتمجدها، وتبرز المبادئ التي قامت عليها، وكان من أبرز هذه الأعمال فيلم "جميلة بوحريد" الذي عرض عام 1958، والذي قدم صورة نضالية للشخصيات التي قاومت الاحتلال، وهو تجسيد لأول مرة في السينما المصرية لشخصيات مقاومة ضد الاستعمار.كما شهدت الخمسينيات تحولًا ديموغرافيًا في الذوق العام للأفلام، حيث تم إنتاج أفلام ذات طابع كوميدي كانت تحمل رسائل سياسية مبطنة، وكانت هذه الأفلام تهدف إلى إلهاء الشعب وعدم التشكيك في مؤسسات الدولة بعد العدوان الثلاثي على مصر عام .1956تميزت هذه الفترة بظهور سلسلة أفلام كوميدية، كان من أبرزها تلك التي قام ببطولتها إسماعيل ياسين، والتي تناولت حياة الشباب في القوات المسلحة. قدمت هذه الأفلام لقطاتترويجية صريحة لقوة الجيش المصري وتأكيدًا على قدراته، مدعومةً من المؤسسة العسكرية.بالمجمل، شكلت فترة الخمسينيات مرحلة حيوية في تطور السينما المصرية، حيث تعايشت فيها التغيرات السياسية والاجتماعية مع الابتكار الفني، مما ساهم في تشكيل الذاكرة الثقافية والتاريخية للسينما المصرية في تلك الحقبة.مرحلة التحولات الدراميةتميزت حقبة السبعينيات في تاريخ السينما المصرية بسمات متعددة وتعكس تحولًا درامياً في المشهد الفني والاجتماعي، على الصعيد الديموغرافي، شهدت مصر هجرة جماعية لسكان محافظات القناة إلى القاهرة والإسكندرية وبعض محافظات الدلتا، حيث بلغ عددهم حوالي 7 مليون نسمة من أصل 35 مليون نسمة، وذلك نتيجة حالة الحرب بين الدولة المصرية وإسرائيل في شبه جزيرة سيناء، هذه الهجرة الجماعية لم تكن مجرد حركة سكانية، بل كانت انعكاساً للوضع الاجتماعي المضطرب والصعوبات الاقتصادية التي واجهها المصريون.في الوقت ذاته، تصاعدت الحركات الاحتجاجية والصدامات بين التيارات السياسية، وبخاصة الحركة الطلابية الجامعية، مع قرارات الدولة، هذه الصدامات كانت متصلة بمواقف الدولة تجاه الحرب، بالإضافة إلى القضايا المتعلقة بالحريات ومهاجمة ثورة يوليو، مما ساهم في خلق حالة من الظلامية السياسية والاجتماعية.على الصعيد الفني، شهدت السبعينيات إنتاج 460 فيلماً موزعة على 105 دور عرض، ومن أبرز سمات هذه الحقبة ظهور ما يعرف ب"أفلام البغاء والهوي"، التي كانت تعبيرًا فنيًا عن الوضع السياسي الذي عاشته البلاد بعد هزيمة يونيو .1967هذه الأفلام كانت بمثابة إسقاط فني على حالة القلق والاضطراب التي اجتاحت المجتمع المصري، ودخلت إلى دائرة الضوء في ظل ظهور منتجي الظل الذين كانوا يسعون لتحقيق مكاسب سريعة من خلال تقديم محتوى مثير وجذاب، وأطلق السينمائيون على هذه الظاهرة مصطلح "أكسب واجري"، والتي عبرت عن طابع السرعة والانتشار السريع لتلك الأفلام.قدمت السينما في تلك الفترة ما يقرب من 120 فيلمًا من هذا النوع، منها "حمام الملاطيلي" و"ثرثرة فوق النيل"، بالإضافة إلى العديد من الأفلام التي تم تصويرها خارج مصر في دول مثل لبنان والعراق والكويت، هذه الأفلام لم تقتصر على تقديم محتوى سينمائي فقط، بل كانت تعبيرًا عن حالة الاحتقان السياسي والاجتماعي التي سادت في البلاد.اقرأ أيضا: سينما مصر.. مرآة التحولات الاجتماعية و الفكرية عبر قرن من الزمانفي المقابل، ظهرت موجة من الأفلام ذات الطابع السياسي، ولكنها كانت خالية من المحتوى السياسي الحقيقي، تلك الأفلام اقتصرت على تعظيم العهد الجديد بعد الثورة، خلال فترة حكم الرئيس أنور السادات، وجاءت هذه الأفلام بتدخل مباشر من الدولة المصرية، والتي كانت تسعى لتعزيز صورة الحكم الجديد وتقديمه بشكل إيجابي، ومن بين هذه الأفلام، برزت أعمال مثل "الصعود إلى الهاوية" للمخرج كمال الشيخ و"الكرنك" للمخرج سمير سيف، هذه الأفلام كانت جزءًا من محاولة الدولة لإعادة تشكيل الصورة العامة للأحداث التاريخية والسياسية التي شهدتها البلاد.كذلك، حاولت السبعينيات تقديم أفلام توثيقية للنصر بعد انتصار الدولة المصرية على إسرائيل في حرب أكتوبر .1973 رغم الجهود المبذولة، لم تنجح هذه الأفلام في توثيق النصر بالشكل الذي كان متوقعًا، وذلك بسبب مجموعة من الأسباب السياسية والاقتصادية، وقدمت هذه الحقبة فقط خمسة أفلام توثيقية، والتي لم تستطع أن تعكس بعمق وواقعية الأبعاد الحقيقية للانتصار العسكري وأثره على الشعب المصري.بالمجمل، تعكس فترة السبعينيات حالة من الاضطراب والتحولات العميقة في السينما المصرية، حيث انتقلت من طابع فني متنوع إلى تناول قضايا سياسية واجتماعية ساخنة، لكن مع تباين واضح في مستوى التجسيد والتوثيق للأحداث. هذه الفترة كانت شاهدًا على تقلبات كبيرة في المشهد السينمائي، الذي حاول التكيف مع الظروف السياسية والاجتماعية المتغيرة.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store