logo
تفخيخ الأحياء السكنية بمخازن السلاح.. خطر حوثي دائم وكوارث تهدد حياة المدنيين

تفخيخ الأحياء السكنية بمخازن السلاح.. خطر حوثي دائم وكوارث تهدد حياة المدنيين

الصحوةمنذ 2 أيام

ووقعت الانفجارات في مبنيين صغيرين محاطين بحوش في منطقة صرف على بعد نحو مائة متر من نقطة "خشم البكرة" في مديرية بني الحارث شرقي صنعاء، وفرضت ميلشيات الحوثي تكتم شديد على الحادثة ومنعت أي تناول لها.
يروي "محمد" أحد سكان الحي الذي نجا بأعجوبة مع أسرته لحظة الانفجار بالقول "سمعت دويًا كأنه زلزال ثم رأيت النار تبتلع المنازل واحدًا تلو الآخر، وكان أشدهن تضررا هو بيت الكندري الذي توفي عددا منهم".
وأضاف في حديث لـ"الصحوة نت"، "تم انتشال جثث الذين توفوا وكانت لحظة صادمة لكافة سكان الحي، ولحظة الانفجار الأولى كان الجميع يعتقد أن هناك غارة جوية استهدفت منطقة سكنهم".
وقال محمد "في الواقع لم يكن هناك أي آثار لغارة جوية، والانفجار حدث من الأسفل، ولأول مرة اعرف ان تحت منازلنا مستودعات للأسلحة والذخيرة، وهذه جريمة تهدد حياتنا جميعا لا يمكن لأي عاقل قبول تخزين أسلحة في أحياء سكنية".
وفي إحدى مستشفيات امانة العاصمة كانت أم نبيل" على كرسي متكئة على عصاها وعينيها تحدق نحو السماء بصوت باكي تقول في روايتها للحادث "كنت أعد الفطور شعرت أن الأرض قد انشقت، وبعد أصوات الانفجارات المرعبة استوعبنا ما يحدث توفي زوجي وأصيب أطفالي"
ويرقد طفلاها في المستشفى أحدهما بقدم مبتورة، والآخر مصاب بحروق تملأ نصف جسمه، تساءلت بحرقه "هل سيعيشون حياتهم مثل بقية البشر؟ كانوا نائمين لا ذنب لهم وفي غمضة عين حل الدمار والموت في منزلنا".
ما الذي حدث في صنعاء؟
لا يوجد إلى الآن أي رواية دقيقة للحادثة ومازالت المعلومات متضاربة في ظل تكتم الحوثيين، لكن مقاطع الفيديو التي التقطها سكان المنطقة ولقطات كاميرات المراقبة للحظات الانفجار الأولى، كشفت أن اللهب والدخان انبثقا من باطن الأرض بشكل عمودي قبل أن ينتشرا في الجو.
وقال أحد سكان الحي -طلب عدم ذكر اسمه- قال "انه شاهد دخانًا أزرق اللون يتصاعد من حفرة عملاقة بعد الانفجار، وكانت رائحة الدخان غريبة ومزعجة كلما اقترب السكان من ذلك المكان شعروا بالاختناق".
ورصد شهود عيان حركة غير اعتيادية لشاحنات الذخيرة في منطقة خشم البكرة ليلة الانفجار، ما يشير إلى احتمال وجود خلل في تخزين المواد المتفجرة أو عمليات نقل خاطئة أدت إلى الكارثة. وفق مصادر متطابقة.
وأشارت مصادر أخرى إلى "أن المعلومات تشير إلى أن الانفجار حدث في منشأة تحت الأرض محفورة بين المنازل وتستخدم لتخزين الأسلحة وربما مواد كيميائية قاتلة إضافة إلى صواريخ دفاع جوي وهذا أحدث دماراً واسعاً".
وكان المستودع يحتوي على صواريخ للدفاع الجوي وكميات كبيرة من المواد شديدة الانفجار، مثل نترات الصوديوم (NaNO₃)، ونترات البوتاسيوم (KNO₃)، ومادة C4 العسكرية. وفق ما نقل المركز الأمريكي للعدالة عن مصادر ميدانية.
عشرات الضحايا
وتتضارب الأرقام بشأن ضحايا الانفجار في منطقة ضرف بصنعاء. وأفادت مصادر أن الانفجار، أسفر عن60 ضحية بين قتيل وجريح، كثير منهم من النساء، وتعرض أكثر من 20 منزلاً للاضرار. وهذه أرقام أولية ولم يتم التحقق من دقتها وربما قد يكون الضحايا أكبر بكثير.
وكشف الصحفي حارث حميد -أحد سكان المنطقة- "أن سبع عوائل من أبناء منطقة وصاب بذمار أُفنيت بالكامل جراء الانفجار الذي حدث في منطقة صرف". وقال: "سبع عائلات من وصاب انتهت بشكل كامل، ثلاثة أجيال قُتلت؛ الأب والابن والحفيد".
وقال حميد "إن أساليب مليشيا الحوثي الإرهابية تؤكد تعمّدها ارتكاب الجريمة بحق السكان من خلال تخزين الأسلحة في الأحياء السكنية مؤخراً".
وعن سبب تخزين الأسلحة في الأحياء السكنية، أوضح حميد أن الصراع بين الأجنحة الحوثية وأيضا القصف الجوي الأخير للمعسكرات، أدى إلى إخراج الأسلحة من المعسكرات وتخزينها في الأحياء، وهناك 60 حيًا سكنيًا في صنعاء مهددة بالانفجار نتيجة تخزين الأسلحة فيها".
وأفادت مصادر طبية في صنعاء لـ"الصحوة نت"، "أن المستشفيات استقبلت جثثاً مشوهة وأجساداً محترقة، بعضها تعذر التعرف عليه إلا من خلال بقايا الملابس أو الاوراق الشخصية، فيما ظلت عشرات العائلات تبحث عن مفقوديها بين أكياس الجثث المجهولة الهوية".
وأضافت المصادر "أن معظم الضحايا لقوا حتفهم بسبب الصدمات الانفجارية والحروق الشديدة، بينما توفي آخرون مختنقين تحت الأنقاض".
من جهته أشار خبير جيولوجي -طلب عدم ذكر اسمه- إلى "أن حادث انفجار مستودع خشم البكرة مساوي في القوة التدميرية لزلزال بقوة 3.5 درجة على مقياس ريختر، حيث بلغت قوة التفجير الأولي ما يعادل 5 أطنان من مادة TNT ".
وأوضح في حديث خاص لـ"الصحوة نت"، "أن الانفجار تلاه 17 انفجاراً ثانوياً خلال 8 دقائق و42 ثانية، وبلغ قطر الحفرة الناتجة عن الانفجار الرئيسي 47 متراً بعمق 12 متراً، محولةً الأرض إلى "جحيم".
جريمة الحوثيين
عقب حادث الانفجار فرضت ميلشيات الحوثي حالة رقابة صارمة على السكان من توثيق أي تفاصيل للجريمة أو الضحايا، ومعنت وسائل الإعلام وفرق الإغاثة من دخول المنطقة، ونشرت مسلحيها في المنطقة.
كما أجبرت مليشيات الحوثي أهالي الضحايا على دفن ذويهم بعيداً عن الاعلام ومنع إقامة مراسم عزاء. ووفق ما نقلت الشبكة اليمنية للحقوق عن مصادر ميدانية أنه تم "دفن عدد من ضحايا انفجار مخزن السلاح في حي "صرف" شمال شرق صنعاء، في أجواء من التكتم التام، ومنعت المليشيا وسائل الإعلام والأهالي من تصوير الجنازات أو إصدار أي تصريحات بشأن الحادثة".
وليست المرة الأولى ان تحدث جريمة انفجار مخزن الأسلحة ففي إبريل 2019، تطايرت صواريخ من مخزن الحوثيين إلى مدر بجوار مدرسة الراعي في سعوان بصنعاء وأسفرت عن وفاة 20 طالبة.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

تفاصيل مخفية عن انفجار صرف.. صحفي من بنى الحارث يكشف تفاصيل الكارثة التي تتستر عليها مليشيا الحوثي
تفاصيل مخفية عن انفجار صرف.. صحفي من بنى الحارث يكشف تفاصيل الكارثة التي تتستر عليها مليشيا الحوثي

اليمن الآن

timeمنذ 12 ساعات

  • اليمن الآن

تفاصيل مخفية عن انفجار صرف.. صحفي من بنى الحارث يكشف تفاصيل الكارثة التي تتستر عليها مليشيا الحوثي

كشف الصحفي المحرر من سجون مليشيا الحوثي وأحد وجهاء مديرية بني الحارث في صنعاء، حارث حميد، عن معلومات صادمة تتعلق بجريمة انفجار مخزن الأسلحة في حي صرف، بالعاصمة المختطفة صنعاء. وأكد حميد أن الحادثة لم تكن عرضية، بل جريمة متعمدة نفذتها مليشيا الحوثي الإرهابية بحق المدنيين، مضيفًا أن الانفجار الحوثي تسبب في واحدة من أبشع صور المأساة، حيث أُبيدت سبع عائلات من أبناء منطقة وصاب بمحافظة ذمار بالكامل، و "ثلاثة أجيال انتهت، الأب والابن والحفيد، لم يبقَ منهم أحد". وأوضح عبر حسابه في "فيسبوك" إن الانفجار الذي أودى بحياة أكثر من 250 شخصًا بين قتيل وجريح، يندرج ضمن سلسلة طويلة من الجرائم الحوثية التي تستهدف السكان، مشددًا على أن هذه ليست الحادثة الأولى، بل تكرار لنهج دموي ممنهج. وكشف حميد أن مخزن الأسلحة الذي انفجر في منطقة صرف كان بجوار مدرسة الراعي، التي راح ضحيتها 20 طالبة بريئة، إضافة إلى جريمة اختطاف الصحفيين عبد الله قابل، ويوسف العيزري، والشيخ أمين الرجوي، الذين احتجزتهم المليشيا داخل مخزن سلاح تعرض لاحقًا للقصف. وأضاف حميد أن الأهالي رصدوا أكثر من 250 مخزنًا للسلاح منتشرة في عدة مناطق مدنية، مشيرًا أن الصراع الداخلي بين أجنحة الحوثيين منذ عام 2015، دفع المليشيا إلى نقل مخازن الأسلحة من المعسكرات إلى الأحياء السكنية، ما حول العاصمة صنعاء إلى قنبلة موقوتة. وقال حميد أن المليشيا حاولت التستر على الجريمة، إذ زعمت في البداية أن الانفجار ناجم عن قصف خارجي، قبل أن تسارع إلى مصادرة هواتف السكان، ومنع التصوير، وإخفاء معالم المأساة، بما في ذلك حظر إقامة العزاء في العاصمة. منوهًا أن هناك 60 حيًا سكنيًا في صنعاء معرضة لخطر الانفجار في أي لحظة، بفعل انتشار ورش تصنيع الأسلحة داخل الأحياء تحت واجهات تجارية كاذبة مثل "محلات زجاج"، وتخزين الذخائر في الطوابق الأرضية. ودعا حميد سكان العاصمة صنعاء إلى عدم الصمت أمام جرائم الحوثيين، مطالبًا بتوثيقها ونشرها، مؤكدًا أن "الفضاء مفتوح، والإعلام لا يمكن تكميمه، وعلى الشعب أن يرفع صوته قبل أن تُفنى أجيالٌ أخرى تحت أنقاض الجريمة الحوثية."

كشف معلومات جديدة بشأن كارثة انفجار مخزن السلاح بحي "صرف" بصنعاء: 250 ضحية وسبع عائلات أُبيدت بالكامل
كشف معلومات جديدة بشأن كارثة انفجار مخزن السلاح بحي "صرف" بصنعاء: 250 ضحية وسبع عائلات أُبيدت بالكامل

اليمن الآن

timeمنذ 12 ساعات

  • اليمن الآن

كشف معلومات جديدة بشأن كارثة انفجار مخزن السلاح بحي "صرف" بصنعاء: 250 ضحية وسبع عائلات أُبيدت بالكامل

كشف الصحفي اليمني حارث حميد، وهو أحد وجهاء مديرية بني الحارث وأحد المحررين من سجون الحوثيين، عن تفاصيل مروعة تتعلق بانفجار مخزن أسلحة في حي صرف شمال شرق العاصمة صنعاء، والذي وقع مؤخرًا، متسببًا في خسائر بشرية جسيمة. وقال حميد، في بث مباشر عبر صفحته على "فيسبوك"، إن الانفجار أسفر عن أكثر من 250 ضحية بين قتيل وجريح، بينهم 20 طالبة من مدرسة الراعي المجاورة لموقع الانفجار، وراح ضحيته أيضًا سبع عائلات من أبناء منطقة وصاب بمحافظة ذمار، أُبيدت بالكامل "من الأب إلى الحفيد". وأكد حميد أن الحادثة ليست عرضية، بل "جريمة متعمدة" نتجت عن تخزين الأسلحة والذخائر في أحياء سكنية مكتظة، مشيرًا إلى أن الانفجار وقع بجوار مدرسة ومبانٍ مدنية، الأمر الذي فاقم الخسائر في الأرواح. وبحسب شهادته، فإن الحوثيين سارعوا بعد الحادث إلى منع التصوير، ومصادرة هواتف المواطنين، وإخفاء معالم الكارثة، بل حظروا إقامة العزاء في العاصمة، في محاولة للتكتم على الحادثة. وكشف حميد عن وجود أكثر من 250 مخزنًا مشابهًا داخل أحياء مدنية في صنعاء، محذرًا من أن 60 حيًا سكنيًا مهددة بانفجارات مشابهة في أي لحظة، نظرًا لوجود ورش تصنيع سلاح تعمل تحت غطاء "محلات زجاج" أو أنشطة تجارية وهمية. وربط حميد بين الحادثة وصراعات داخلية في صفوف جماعة الحوثي منذ عام 2015، قائلاً إن هذه الصراعات دفعت الجماعة إلى نقل مخازن السلاح من المعسكرات إلى الأحياء السكنية. ودعا في ختام رسالته سكان العاصمة إلى توثيق هذه الجرائم ونشرها، قائلاً: "لا يجب أن نصمت، الإعلام لا يمكن تكميمه، وعلى الشعب أن يرفع صوته قبل أن تُفنى أجيال أخرى تحت أنقاض صمتنا".

مليشيا الحوثي تجبر أهالي ضحايا "انفجار صرف" بدفنهم سرا وتمنع إقامة مراسيم عزاء
مليشيا الحوثي تجبر أهالي ضحايا "انفجار صرف" بدفنهم سرا وتمنع إقامة مراسيم عزاء

اليمن الآن

timeمنذ يوم واحد

  • اليمن الآن

مليشيا الحوثي تجبر أهالي ضحايا "انفجار صرف" بدفنهم سرا وتمنع إقامة مراسيم عزاء

أجبرت مليشيا الحوثي الإرهابية، أهالي ضحايا انفجار مخزن السلاح بمنطقة صرف بصنعاء، على دفن أقاربهم سرا وبعيدا عن وسائل الإعلام. ونقلت الشبكة اليمنية للحقوق والحريات عن شهود عيان أن الميليشيا أجبرت أهالي الضحايا على دفن ذويهم بعيدًا عن الإعلام، في أجواء من التكتم التام، كما منعت تصوير الجنازات أو إصدار أي تصريحات بشأن الحادثة. وأوضح بلاغ تلقته الشبكة ن الميليشيا اشترطت على أهالي الضحايا دفن ذويهم دون أي تغطية إعلامية، كما لم تسمح للأهالي بإقامة قاعات عزاء او التصريح للإعلام، وسط تواجد أمني مشدد حول مواقع الدفن. واعتبرت الشبكة اليمنية للحقوق والحريات هذه السلوك الاجرامي جريمة جديدة تضاف الى سلسلة جرائم مليشيات الحوثي اليومية. وخلف انفجار المخزن التابع للمليشيات في منطقة صرف نحو 100 قتيل وجريح، فضلاً عن تدمير عدد من المنازل والمحال التجارية. وبحسب المركز الامريكي للعدالة، فإن المخزن يقع في منشأة تحت الأرض، وكان يحتوي على صواريخ للدفاع الجوي وكميات كبيرة من المواد شديدة الانفجار، مثل نترات الصوديوم ( NaNO₃ )، نترات البوتاسيوم ( KNO₃ )، ومادة C4 العسكرية. وشدد المركز في بيان سابق، على ضرورة محاسبة كافة القيادات الحوثية المتورطة في تخزين الأسلحة داخل الأحياء السكنية، مطالبا بإخلاء المناطق السكنية من جميع مخازن الأسلحة والمتفجرات، وتوفير ضمانات حقيقية لحماية أرواح المدنيين من هذه الممارسات غير المسؤولة.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store