
تامر أفندي يكتب: تأملات في وفاة فيلسوف الوجودية
السبت، 22 مارس 2025 07:40 مـ بتوقيت القاهرة
لن تستطيع إقناع أحد بالبقاء معك، وحتى إن استطعت ذلك سيكون حضورًا باهتًا يضيع ما كان من ذكريات، وربما كان في الغياب فضيلة.. لكن عليك إبقاء شخص واحد.. قلب واحد يحبك ويراك كما تحب أن يراك.. شخص يكون الونس والبقاء بعد الفناء.
لعلك يا صديقي لا تعرف عبد الرحمن بدوي، فيلسوف الوجودية الذي مات وحيدًا، برغم أن ترتيبه الخامس عشر من بين 21 شقيقًا وشقيقة.
رسالة الماجستير كتبها بالفرنسية عن «مشكلة الموت في الفلسفة الوجودية» وكانت عرضًا لمذهبه في الفلسفة، فتناول مشكلة الموت في الفلسفة الوجودية وبخاصة عند مارتن هايدجر، وانتهي في الفصل الأخير منها إلي عرض مخطط لفلسفة تتخذ نقطة إشعاعها من واقعة الموت، ثم حصل على الدكتوراه من الجامعة نفسها بعنوان: «الزمان الوجودي»، التي علق عليها طه حسين أثناء مناقشته لها قائلا: «لأول مرة نشاهد فيلسوفًا مصريًا».
بلغت أعمال الدكتور عبد الرحمن بدوي سواء المنشورة أو غير المنشورة أكثر من 150 كتابًا، فضلًا عن مئات المقالات منها أعمال منشورة بالفرنسية والإسبانية والألمانية والإنجليزية.
توفي في مستشفي معهد ناصر 25 يوليو 2002 عن عمر يقارب 85 سنة، حيث كان قد عاد من فرنسا إلى مصر قبل وفاته بأربعة أشهر، بسبب إصابته بوعكة صحية حادة حيث سقط مغشيًا عليه في أحد شوارع باريس واتصل مسؤولو فندق لوتيسيا بالقنصلية المصرية بأن لديهم شخصًا مريضًا يقول إنه فيلسوف مصر.
لم ينل الاحتفاء اللائق بمسيرته ربما لأنه فعل كل شئ إلا أن يجعل له تلميذًا مثلما فعل أفلاطون مع أرسطو وفعل سقراط مع أفلاطون.
معادلة صعبة يا صديقي لخصها نيتشه في قوله: ذاتك تأكلك إذا كنت لوحدك، والناس يأكلونك إذا كنت بصحبتهم.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


بوابة الأهرام
منذ يوم واحد
- بوابة الأهرام
صنع الله إبراهيم.. الوجه الآخر
كالعهد به, يهتم السيد الرئيس عبدالفتاح السيسي، بكل مايهم الإنسان، مواطنا بسيطا كان أو ذا بصمة واضحة على طريق التنمية والإبداع، وكم كان لاطلاع الرئيس على الحالة الصحية للروائى الكبير صنع الله إبراهيم، ومتابعة ما اتخذته وزارة الصحة والسكان من إجراءات ورعاية طبية شاملة منذ بداية حدوث إصابة المبدع الكبير من أثر طيب فى نفس كل إنسان يعيش على هذه الأرض ويقدر ما أنبتته من مثقفين حقيقيين. ومن لا يعرف من صنع الله إبراهيم إلا وجه الكاتب الدءوب المتفرغ لكتاباته الحرة فقد فاته الكثير، لأن صنع الله كاتب حقيقى تنسجم أفعاله مع كتاباته وأقواله وإن كان مقلا فى الأخيرين إلا أن بصمته واضحة وترجماته فى العالم الغربى تشهد على عمق تأثيره عبر الجغرافيا لا فى بيئته المصرية فقط. بيت صنع الله بمصر الجديدة لطالما كان قبلة الكتاب الشبان قبل الكبار، فلقد رأوا فيه القدوة والمثل والطموح والأمل وبيته على تواضعه يحمل ،بفضل رفيقة عمر صنع الله السيدة ليلى عويس رفيعة الثقافة العاملة بمجال الإرشاد السياحى لفترة طويلة، يحمل مع مئات الكتب الكاسية للجدران، ذوقا رفيعا متسقا مع التراث والحضارة المصرية هاضمة الحضارات. ويرد صنع الله زيارات مريديه بزيارات ودودة حسب الموقف . فطبيعى جدا أن تجده مواسيا أحد الكتاب الذين للتو ظهروا على الساحة الأدبية ولايعرفون لضياء الشهرة سبيلا. تجده فى سرادق العزاء فجأة يشد على الأيدى ويضمد جراح الفراق بكلماته التلقائية البسيطة. ومرة تجده فى تجمع شبابى لمؤازرة كاتب اجتمع عليه أعداء النور والتنوير لسبب أو لآخر ومرة يرسل ألبسة شتوية لكاتب اغترب فى شتاء أوروبا لمجرد حسه الإنسانى المسئول! لم يصدر صنع الله بجرأته « تلك الرائحة» ولا نجمة أغسطس ولا ذات ولا شرف ولا وردة ولا أمريكانلى ولا ... لكنه أصدر شعورا عاما بأن الكاتب الحقيقى موجود وبيانا غير معلن بأن الحسابات الضيقة سعيا للشهرة من أجل الشهرة غير مرحب بها فى عالم أصحاب المبادئ. سقط جسد صنع الله على الأرض وانكسرت عظمة من عظامه لكنه أبدا لم يسقط فى موقف تطلب كلمة حق أو إعرابا عن رأي. ومن ذا الذى ينسى موقفه فى دار الأوبرا المصرية رافضا جائزة كبرى لها شق مادى ضخم هو الذى يصعد سبعة أدوار على الدرج حتى يصل لشقته فإذا مافتح ضلفة خزانة وقعت لأن الأثاث تهالك ويحتاج الى صيانة؟!! من لا يعرف الوجه الآخر لصنع الله الكاتب الإنسان عليه أن يراجع نفسه فهذا رجل قلما نجد مثله ومن هنا كانت لفتة الرئيس مؤثرة وكانت توجيهاته باستمرار المتابعة وتقديم جميع أوجه الرعاية الخاصة للروائى الكبير حتى يتم الله عليه الشفاء فى قلب كل غيور على مبدعى هذا الوطن. صنع الله إبراهيم الذى تعرض فى الأول من مايو الجارى للسقوط بمنزله فانكسر عنق عظمة الفخذ الأيمن، جرى التعامل مع حالته فور وصوله إلى مستشفى معهد ناصر من قبل مجموعة من الاستشاريين الكبار،وكان التدخل الجراحى اللازم، حتى خرج من غرفة العمليات إلى قلوب المنتظرين أمامها.


تحيا مصر
منذ يوم واحد
- تحيا مصر
وداعًا الشيخ السيد سعيد.. مسيرة قارئ من طراز فريد في دولة التلاوة
وُلد القارئ الشيخ السيد سعيد في عام 1943 بقرية ميت مرجا سلسيل بمحافظة الدقهلية، ليبدأ منذ صغره رحلة متميزة مع القرآن الكريم. تميز الشيخ منذ نعومة أظافره بذكاء لافت وصوت عذب أسر قلوب كل من سمعه، حتى صار لاحقًا أحد أعلام دولة التلاوة في مصر والعالم الإسلامي. حفظه للقرآن الكريم وبزوغ نجمه حفظ الشيخ السيد سعيد القرآن الكريم كاملًا وهو في التاسعة من عمره، وذاع صيته في محافظة دمياط والمحافظات المجاورة، قبل أن يبدأ رحلاته الخارجية لتلاوة القرآن في العديد من دول العالم. بفضل أدائه المتزن وصوته المؤثر، كسب محبة جمهور واسع داخل مصر وخارجها. محنة المرض ولفتة إنسانية من الرئيس السيسي في يناير 2021، كشف الشيخ السيد سعيد عن مروره بوعكة صحية شديدة نتيجة إصابته بمرض الكلى، حيث كان يخضع لجلسات غسيل كلى منتظمة. ووسط هذه المعاناة، جاءت لفتة إنسانية من الرئيس عبد الفتاح السيسي، الذي قرر علاجه على نفقة الدولة، مما كان له بالغ الأثر في تخفيف معاناته. قال الشيخ السيد سعيد آنذاك: "أنا معرفش الرئيس السيسي عرف إني تعبان إزاي، لكن مدير مكتبه كلمني وقال: أي حاجة محتاجها سيتم توفيرها". وتم نقله إلى مستشفى معهد ناصر لتلقي العلاج المناسب، حيث أعرب عن امتنانه للرئيس على اهتمامه الكبير بحالته. رحيله في صمت ووداع رسمي من نقابة القراء في يوم السبت 24 مايو 2025، أُعلن عن وفاة الشيخ السيد سعيد، ليغيب صوته العذب وتخسر دولة التلاوة علمًا من أعلامها البارزين. وقد نعت نقابة القراء برئاسة الشيخ محمد صالح حشاد الراحل بكلمات مؤثرة، جاء فيها: "نسأل المولى العلي القدير أن يتغمده بواسع رحمته، مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين، وحسن أولئك رفيقًا. ونتقدم بخالص العزاء للأمة الإسلامية، داعين لأهله بالصبر والسلوان. إنا لله وإنا إليه راجعون". إرث خالد وصوت باقٍ في القلوب برحيل الشيخ السيد سعيد، تنطوي صفحة مشرقة من صفحات التلاوة المصرية الأصيلة، لكن صوته سيظل يرنّ في آذان محبيه من خلال تسجيلاته، التي ستبقى مرجعًا لأجيال من محبي التلاوة وطلاب علم التجويد. لقد كان الشيخ السيد سعيد أكثر من مجرد قارئ، بل كان رمزًا للخشوع، وقدوة في حب القرآن وتبليغه بصوتٍ يدخل القلوب بلا استئذان. رحمه الله وأسكنه فسيح جناته.


الدستور
منذ 5 أيام
- الدستور
بعد إجرائه جراحة تغيير مفصل الحوض.. محمد أبو الغار يزور الكاتب صنع الله إبراهيم
زار الكاتب الدكتور محمد أبو الغار الكاتب صنع الله إبراهيم في معهد ناصر للاطمئنان على حالته الصحية بعد إجرائه جراحة تغيير مفصل الحوض بنجاح وخضع "إبراهيم" للعلاج الطبيعي في أعقاب الجراحة في معهد ناصر بالقاهرة بعد تعرضه لكسر في الحوض. مشروع كتاب عن صنع الله إبراهيم.. ويروى ذكرياته في نادى الكتاب ومع خيري شلبي وكتب "أبو الغار" عبر حسابه بموقع "فيس بوك":" انتظرت صنع الله في حجرته حتى عاد من جلسة العلاج الطبيعي وابتدينا ندردش، سألني على أخبار صديقنا المشترك فكري أندراوس والمقيم في هاواي وقلت له كويس وهو ينهي حاليا الإعداد لكتاب عن صنع الله إبراهيم، كتب فيه مجموعة من أصدقاء صنع الله، فكري راجل جميل ومخلص. وبدأنا الدردشة عن ذكريات نادي الكتاب الذي استمر يعقد في بيتنا لمدة ١٠ سنوات آخر جمعة من كل شهر ما عدا يوليو وأغسطس، وكان يحضره ٤٠-٥٠ واحدا ومنهم معظم أدباء مصر، وتكلمنا عن صبر صنع الله وتحمله للنقد حين نوقشت رواياته، على عكس عمنا الراحل خيري شلبي الذي لم يتحمل النقد وجرى ورا واحد عايز يضربه بالشلوت لأنه انتقد كتابه. كانت أيام، سلامتك يا عم صنع الله". نبذة عن صنع الله إبراهيم صنع الله إبراهيم روائي مصري وأحد كتاب الرواية العربية الكبار وواحد من أبرز نجوم 'جيل الستينات' في الرواية العربية المعاصرة. تميز بغزارة الإنتاج والكتابات المتنوعة التي تجمع بين السيرة الذاتية والوثائقية والريبورتاج الصحفي والنقد الاجتماعي وخاصة نقد الظواهر والأنظمة المختصة بالنظام الرأسمالي، كما أن أعماله وثيقة التشابك مع سيرته من جهة ومع تأريخ مصر من جهة أخرى. من أشهر روايات صنع الله إبراهيم رواية اللجنة التي نشرت عام 1981، وهي هجاء ساخر لسياسة الانفتاح التي أنتُهجت في عهد السادات. صوّر صنع الله إبراهيم أيضًا الحرب الأهلية اللبنانية في روايته «بيروت بيروت» الصادرة سنة 1984. اختيرت روايته شرف كثالث أفضل رواية عربية حسب تصنيف اتحاد الكتاب العرب، بالإضافة إلى سيرته الذاتية مذكرات سجن الواحات.