logo
وداعًا الشيخ السيد سعيد.. مسيرة قارئ من طراز فريد في دولة التلاوة

وداعًا الشيخ السيد سعيد.. مسيرة قارئ من طراز فريد في دولة التلاوة

تحيا مصرمنذ 5 ساعات

وُلد القارئ الشيخ السيد سعيد في عام 1943 بقرية ميت مرجا سلسيل بمحافظة الدقهلية، ليبدأ منذ صغره رحلة متميزة مع القرآن الكريم. تميز الشيخ منذ نعومة أظافره بذكاء لافت وصوت عذب أسر قلوب كل من سمعه، حتى صار لاحقًا أحد أعلام دولة التلاوة في مصر والعالم الإسلامي.
حفظه للقرآن الكريم وبزوغ نجمه
حفظ الشيخ السيد سعيد القرآن الكريم كاملًا وهو في التاسعة من عمره، وذاع صيته في محافظة دمياط والمحافظات المجاورة، قبل أن يبدأ رحلاته الخارجية لتلاوة القرآن في العديد من دول العالم.
بفضل أدائه المتزن وصوته المؤثر، كسب محبة جمهور واسع داخل مصر وخارجها.
محنة المرض ولفتة إنسانية من الرئيس السيسي
في يناير 2021، كشف الشيخ السيد سعيد عن مروره بوعكة صحية شديدة نتيجة إصابته بمرض الكلى، حيث كان يخضع لجلسات غسيل كلى منتظمة. ووسط هذه المعاناة، جاءت لفتة إنسانية من الرئيس عبد الفتاح السيسي، الذي قرر علاجه على نفقة الدولة، مما كان له بالغ الأثر في تخفيف معاناته.
قال الشيخ السيد سعيد آنذاك: "أنا معرفش الرئيس السيسي عرف إني تعبان إزاي، لكن مدير مكتبه كلمني وقال: أي حاجة محتاجها سيتم توفيرها". وتم نقله إلى مستشفى معهد ناصر لتلقي العلاج المناسب، حيث أعرب عن امتنانه للرئيس على اهتمامه الكبير بحالته.
رحيله في صمت ووداع رسمي من نقابة القراء
في يوم السبت 24 مايو 2025، أُعلن عن وفاة الشيخ السيد سعيد، ليغيب صوته العذب وتخسر دولة التلاوة علمًا من أعلامها البارزين. وقد نعت نقابة القراء برئاسة الشيخ محمد صالح حشاد الراحل بكلمات مؤثرة، جاء فيها:
"نسأل المولى العلي القدير أن يتغمده بواسع رحمته، مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين، وحسن أولئك رفيقًا. ونتقدم بخالص العزاء للأمة الإسلامية، داعين لأهله بالصبر والسلوان. إنا لله وإنا إليه راجعون".
إرث خالد وصوت باقٍ في القلوب
برحيل الشيخ السيد سعيد، تنطوي صفحة مشرقة من صفحات التلاوة المصرية الأصيلة، لكن صوته سيظل يرنّ في آذان محبيه من خلال تسجيلاته، التي ستبقى مرجعًا لأجيال من محبي التلاوة وطلاب علم التجويد.
لقد كان الشيخ السيد سعيد أكثر من مجرد قارئ، بل كان رمزًا للخشوع، وقدوة في حب القرآن وتبليغه بصوتٍ يدخل القلوب بلا استئذان. رحمه الله وأسكنه فسيح جناته.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

نسرين طافش بإطلالة صيفية وجوري بكر جريئة.. لقطات نجوم الفن خلال 24 ساعة
نسرين طافش بإطلالة صيفية وجوري بكر جريئة.. لقطات نجوم الفن خلال 24 ساعة

مصرس

timeمنذ ساعة واحدة

  • مصرس

نسرين طافش بإطلالة صيفية وجوري بكر جريئة.. لقطات نجوم الفن خلال 24 ساعة

حرص عدد من نجوم الفن، على مشاركة جمهورهم لحظاتهم المميزة، خلال ال 24 ساعة الماضية، عبر حساباتهم الرسمية بمواقع التواصل الاجتماعي. مصراوي يعرض لكم لقطات نجوم الفن خلال 24 ساعة:دينا فؤادخطفت الفنانة دينا فؤاد، الأنظار إليها بإطلالة أنيقة، عبر حسابها على إنستجرام، نالت من خلالها إعجاب متابعيها.مي كسابنشرت الفنانة مي كساب، إطلالة أنيقة لها، عبر حسابها على إنستجرام، وعلقت: "وصعب لما أروح أنام، ما أفضلش أراجع القديم".عبير صبريظهرت الفنانة عبير صبري، بقفطان مغربي، عبر حسابها على إنستجرام، وذلك من أحدث ظهور لها على السوشيال ميديا.نسرين طافشخطفت الفنانة نسرين طافش، الأنظار إليها بإطلالة صيفية، عبر حسابها على إنستجرام، ونالت من خلالها إعجاب متابعيها.دانا الحلانيظهرت دانا الحلاني ابنة المطرب عاصي الحلاني مع خطيبها أمام البحر، عبر حسابها على إنستجرام، وعلقت: "منذ عام مضى، جعلت قلبي ينبض بقوة".جوري بكرالفنانة الشابة جوري بكر، ظهرت بإطلالة جريئة عبر حسابها على إنستجرام، وذلك من داخل غرفتها.لاميتا فرنجيهتألقت الفنانة لاميتا فرنجيه، بفستان أنيق، عبر حسابها على إنستجرام، وذلك خلال حضورها فعاليات مهرجان كان السينمائي.مايان السيدظهرت الفنانة مايان السيد، بفستان أبيض، عبر حسابها على إنستجرام، خطفت من خلالها الأنظار إليها.رامز جلالنشر الفنان رامز جلال، صورة له من أحدث ظهور مع طفلة صغيرة، عبر حسابه على إنستجرام، وعلق: "ملاكي الصغير ليلى.. أحبك".محمود حجازيظهر الفنان محمود حجازي، وسط الطبيعة بأحدث ظهور له، عبر حسابه على إنستجرام، وعلق: "يومكم حلو إن شاء الله".

رمضان عبد المعز: التقوى هي سر السعادة.. وبالصبر والتقوى تُلين الحديد
رمضان عبد المعز: التقوى هي سر السعادة.. وبالصبر والتقوى تُلين الحديد

مصرس

timeمنذ ساعة واحدة

  • مصرس

رمضان عبد المعز: التقوى هي سر السعادة.. وبالصبر والتقوى تُلين الحديد

قال الشيخ رمضان عبدالمعز، الداعية الإسلامي، إن التقوى هي مفتاح السعادة وراحة القلب، مؤكدًا أن أهل التقوى هم الذين يحبهم الله، وهم الذين يكون الله معهم ويؤيدهم وينصرهم. وأضاف الشيخ رمضان عبدالمعز، خلال حلقة برنامج "لعلهم يفقهون"، المذع على قناة "dmc": أن كثيرًا من الناس يظنون أن السعادة في المال، بينما الحقيقة أن "معانا فلوس وبنتخنق"، لأن القلب لم يتزين بالتقوى، موضحًا: "ولست أرى السعادة جمع مال.. ولكن التقي هو السعيد.وأكد أن تقوى الله هي خير زاد للآخرة، مستشهدًا بقول الله تعالى: "وتزودوا فإن خير الزاد التقوى"، مضيفًا: "العاقبة للمتقين، والفوز والفلاح والنعيم في الدنيا والآخرة لمن خافوا الله وراقبوه في السر والعلن.وأشار عبدالمعز إلى أن المؤمن إذا أصابه الكرب أو الضيق، فعليه أن يتذكر سورة الانشراح، لأنها دواء القلوب، قائلاً: "المؤمن إذا ضاقت به الدنيا وسعته سورة الانشراح.. اقرأها تحس بالأنس والسكينة، فالله قال لنبيه: (ألم نشرح لك صدرك).وتوقف الشيخ عبدالمعز عند قصة سيدنا موسى عليه السلام، وكيف أن أول ما طلبه من الله عز وجل عند تكليفه بالرسالة هو: "رب اشرح لي صدري ويسر لي أمري"، قائلاً: "الانشراح الحقيقي لا يكون إلا من عند الله، ومهما كان في حياتك من همّ، طالما أن صدرك منشرح بتقوى الله، ستتغلب عليه.وشدد على أن الصبر والتقوى طريقان لا يُخذلان صاحبهما أبدًا، مرددًا: "إلا بالصبر تبلغ ما تريد.. وبالتقوى يلين لك الحديد.

قساوسة ويهود في منزل الشيخ محمد رفعت (3)
قساوسة ويهود في منزل الشيخ محمد رفعت (3)

اليوم السابع

timeمنذ ساعة واحدة

  • اليوم السابع

قساوسة ويهود في منزل الشيخ محمد رفعت (3)

لا مجال هنا للاندهاش والاستغراب، ففي ذلك الزمان لم تفرق الأديان بين المصريين، الوطن اتسع للجميع والكل انصهر في بوتقة واحدة هي بوتقة الوطنية المصرية وارهاصات مرحلة جديدة من التغيير السياسي والاجتماعي والثقافي. ومولانا الشيخ محمد رفعت لم يكن بعيدا عن تلك التحولات بل كان في القلب منها فهو ابن مرحلة شديدة الأهمية في تاريخ مصر ورمز من رموزها. كان طبيعيا أن يصبح منزله، وهو قارئ القرآن الأول في مصر والعالم الإسلامي عبارة عن مجمع أديان، وملتقى فنانين، وأدباء وشعراء وقساوسة، ويهود تحول منزله في حارة الأغوات بحي المغربلين إلى ملتقى وصالون ثقافي، اجتمعت فيه كل الأطياف والأديان بعدما ذاعت شهرته، فالتف حوله الفنانون، والأدباء، والمفكرون، وعلماء الأزهر، والقساوسة، واليهود. فالمنزل كان مكونًا من 3 طوابق، الطابق الأول منه عبارة عن 3 منادر واسعة، يعقد بها صالون ثقافي، يحضره فكري أباظة، الشاعر أحمد رامي، ومحمد التابعي، والشيخ زكريا أحمد، ومحمد عبد الوهاب، وأم كلثوم، ووالدها الشيخ إبراهيم، وليلى مراد، ووالدها اليهودي زكي مراد قبل دخولها الإسلام ونجيب الريحاني. فقد كان قيثارة السماء صديقًا للعديد من الأقباط الذين عشقوا صوته. ويذكر أنه في عام 1938 توقف الشيخ رفعت عن القراءة للإذاعة؛ لأن سعيد لطفي باشا رئيس الإذاعة رفع أجر الشيخ عبدالفتاح الشعشاعي من 12 جنيهًا إلى 14 جنيهًا في التلاوة الواحدة، ولم يرفع أجر الشيخ رفعت إلى الرقم نفسه، رغم أن الشيخ رفعت هو من افتتح الإذاعة بصوته، والتف حوله المصريون بكافة طوائفهم وانتماءاتهم وأديانهم. غضب الكثير من الأقباط، وطالبوا بإعادة الشيخ رفعت إلى قراءة القرآن في الإذاعة لأنهم يحبون الاستماع إلى سورة مريم بصوته!! يقول الكاتب الصحفي الراحل لويس جريس " الشيخ رفعت عايش أحداثًا وطنية مهمة، منها فترة الزعيم مصطفى كامل، وواقعة دنشواي، وثورة 1919،أثرت فيه وتأثر بها، وعندما جئت إلى القاهرة، وجدت عددًا كبيرًا من الأقباط، يسيرون وراء الشيخ في كل سرادق يرتل فيه". ويضيف جريس:"إن الشيخ محمد رفعت بتلاوته أدى دورًا وطنيًا مهمًا جدًا أكثر مما فعلته خطب الساسة، أو أغاني المطربين، وقرّب القبطي من المسلم أكثر مما فعلته خطب الساسة، فصوته حنون جدًا، يجعلك إنسانًا رقيقًا تحب من أمامك". ربطته علاقة قوية بنجيب الريحاني وكان الريحاني يبكي عندما يستمع إلى القرآن منه، وقيل أنه عندما يكون عنده مسرح، والشيخ رفعت يقرأ في الإذاعة، لا يفتح الستارة حتى ينتهي الشيخ رفعت من القراءة. و كتب الريحاني مقالًا في احدى المجلات بعنوان«نزهة الحنطور مع الشيخ رفعت» يشير فيه الريحاني إلى فضل القرآن عليه وما تعلمه منه، بعد قراءته مترجمًا بالفرنسية، وسماعه بصوت الشيخ رفعت قائلًا:"ما كاد هذا الصوت ينساب إلى صدري حتى هز كياني، وجعلني أقدس هذه الحنجرة الغالية الخالدة، وهي ترتل أجمل المعاني وأرقها وأحلاها، صممت على لقاء الشيخ رفعت، فالتقيته أكثر من مرةٍ وتصادقنا". ووصف الريحاني الشيخ رفعت بالعالم الكبير، وأن صوته هو الخلود بعينه، مؤكدًا أن نبراته احتار في فهمها العلماء، وأنه عندما سأل عبد الوهاب عن سر حلاوة هذا الصوت، قال إنها منحة إلهية وعبقرية لن تتكرر. وظل الريحاني مرافقًا للشيخ رفعت في أيام مرضه الأخيرة، وقد توفي قبله بعامٍ تقريبًا. أصعب الفترات التي مرت على الشيخ محمد رفعت هي فترة مرضه، ورغم شهرته الواسعة فإنه لم يقرأ في الإذاعة إلا سنوات قليلة، خلال الفترة من عام 1934 وحتى عام 1939؛ حيث أصيب بورمٍ في الحنجرة، وخاف أن تفاجئه النوبات وهو يرتل على الهواء، واكتفى بالقراءة في مسجد فاضل، حتى آخر يومٍ احتجب فيه صوته تمامًا في عام 1940، ليبقى في بيته 8 سنوات وتتدهور حالته. يروي الكاتب، والناقد، والمؤرخ الفني كمال النجمي واحد شهود الحدث الجلل، في كتابه (أصوات وألحان عربية)، قائلًا:"كان يتلو سورة الكهف في مسجد فاضل باشا، يوم الجمعة كعادته منذ 30 عامًا، فلما بلغ الآية:«واضرب لهم مثلًا رجلين جعلنا لأحدهما جنتين من أعناب وحففناهما بنخل وجعلنا بينهما زرعًا»، غص صوته واحتبس في كلمتين أو ثلاث، فسكت قليلًا يقاوم ما ورد عليه من الغصة والاحتباس، ثم عاد يتلو تلاوة متقطعة حتى ملأت الغصة حلقه وحبست صوته تمامًا، هنا أحنى الشيخ العظيم رأسه جريح القلب، لا يدري ماذا يصنع، ثم أخرج من جيبه زجاجة صغيرة فيها سائل أحمر، يبدو أنه دواء أحضره له بعض الصيادلة، فاحتسى قليلًا ثم انتظر برهة، وعاد يحاول التلاوة، فأطاعه صوته في آيتين أو ثلاث، ثم قهرته الغصة وكسرت شوكة الدواء الأحمر، فتوقف الشيخ العظيم حائرًا بعض الوقت ثم غادر مجلسه تاركًا إياه لشيخٍ آخر يتلو ما تيسر من السور. كانت لحظة قاسية عنيفة، اهتزت لها أعصاب الحاضرين في المسجد، فضجوا بالبكاء ولطم بعضهم الخدود حزنًا وأسفًا، وارتفع صراخ المقرئين الشبان، الذين كانوا يلتفون حول الشيخ العظيم كل جمعةٍ، يحاولون أن يتلقنوا بعض أسرار صناعته وفنه وطريقته. وبعد الصلاة خرج الناس وعيونهم فيها الدموع، وقلوبهم تحف بالشيخ الحزين، لا يدرون أيواسونه؟ أم يواسون أنفسهم؟. احتبس صوت رفعت بمرض الفواق(الزغطة) بعد سنواتٍ عمت شهرته البلاد وطبقت الآفاق، كان مرضه ابتلاءً أكبر مما ابتلى به الشيخ بفقده بصره. واشتد عليه وتقبله راضيًا، وأبت عليه عزة نفسه أن يمد يده لأحد طالبًا العون في مصاريف العلاج الباهظة، باع بيته وقطعة أرض يملكها، ولم يقبل التبرعات التي جمعها المحبون له، ووصلت إلى ٢٠ ألف جنيه، وبضغط وإلحاح تلميذه وصديقه الشيخ أبوالعينين شعيشع، وافق على قبول المعاش الشهري الذي خصصه له وزير الأوقاف الدسوقي باشا أباظة. وقبل وفاته بأقل من عام، وفي يوليو ١٩٤٩نشرت مجلة المصور تحقيقين عن مرض الشيخ ومعاناته، وتبنى الكاتب الصحفي أحمد الصاوي محمد، حملةً لعلاج الشيخ من خلال اكتتابٍ شعبي، ونجح في جمع ٥٠ ألف جنيه من طواف الشعب مسلمين ومسيحيين، ولما علم الشيخ كتب إليه:"أنا مستور والحمد لله ولست في حاجةٍ إلى هذه التبرعات، والأطباء يعالجونني، ولكنهم لم يستطيعوا وقف هذا المرض ومنعه، كما أن هذه المبالغ أصحابها أولى بها مني؛ فهم الفقراء والمحبون لصوتي حقًا، لكني الحمد لله لست في حاجة إلى هذا المال؛ لأن الشيخ رفعت غني بكتاب الله، ولا تجوز عليه الصدقة، وأعتذر عن عدم قبول هذه التبرعات، ومرضي بيد الله سبحانه وتعالى وهو القادر على شفائي، وإني أشكر الأستاذ الصاوي، وأشكر كل من أسهم فى هذه التبرعات على روحهم الطيبة وحبهم لي". بعد١٠ أشهر، رحل في ٩ مايو ١٩٥٠، اليوم نفسه الذي وُلد فيه سنة 1882، الفارق فقط أنه وُلد لحظة أذان الظهر، ومات لحظة أذان الفجر.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store