logo
بوتين يستقبل الشيباني ودمشق وموسكو يعيدان صياغة علاقاتهما بعد الأسد

بوتين يستقبل الشيباني ودمشق وموسكو يعيدان صياغة علاقاتهما بعد الأسد

الجزيرةمنذ يوم واحد
استقبل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، اليوم الخميس، وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني في الكرملين، في خطوة تعكس تحولا في العلاقات الثنائية بين البلدين.
وقالت وكالة الأنباء السورية الرسمية "سانا" إن بوتين استقبل الشيباني والوفد المرافق له في العاصمة الروسية، دون الكشف عن تفاصيل اللقاء، الذي يأتي في ظل متغيرات سياسية وأمنية كبيرة تشهدها سوريا والمنطقة.
وبالإضافة إلى ذلك، عقد كل من وزير الخارجية أسعد الشيباني، والدفاع مرهف أبو قصرة مباحثات مع مسؤولين روس في العاصمة الروسية، وذلك في أول زيارة رسمية لمسؤولين سوريين إلى موسكو منذ سقوط نظام الرئيس المخلوع بشار الأسد.
وذكرت وزارة الخارجية السورية أن ما وصفته بـ"اللقاء التاريخي بين الرئيس فلاديمير بوتين ووزير الخارجية أسعد الشيباني أكد انطلاق مرحلة جديدة من التفاهم السياسي والعسكري بين البلدين تقوم على احترام سيادة سوريا ودعم وحدة أراضيها".
وأضافت أن بوتين شدد خلال اللقاء "على رفض روسيا القاطع لأي تدخلات إسرائيلية أو محاولات لتقسيم سوريا وأكد التزام موسكو بدعمها في إعادة الإعمار واستعادة الاستقرار".
كما ذكرت أن الشيباني أكد "التزام سوريا بتصحيح العلاقات مع روسيا على أسس جديدة تراعي مصالح الشعب السوري وتفتح آفاق شراكة متوازنة".
لقاءات ورسائل سياسية
فقبل استقباله من طرف الرئيس الروسي، عقد الشيباني سلسلة اجتماعات مع كبار المسؤولين الروس، من بينهم وزير الخارجية سيرغي لافروف، ووزير الدفاع أندريه بيلوسوف ، حيث بحث الجانبان ملفات التعاون السياسي والعسكري، وإعادة تقييم الاتفاقيات السابقة التي أُبرمت خلال حكم النظام السابق.
إعلان
وفي مؤتمر صحفي مشترك مع لافروف، أعلن الشيباني أنه تم الاتفاق مع موسكو على إعادة النظر في كل الاتفاقيات السابقة، وعلى تشكيل لجنتين للقيام بتلك المهمة، وإعادة تقييم الاتفاقات السابقة مع نظام الأسد بما يصب في مصلحة السوريين.
وأكد أنّ التعاون بين دمشق وموسكو لا يقوم على إرث الماضي، بل على الاحترام المتبادل والسيادة.
لا عداء مع إسرائيل
وقال الشيباني في تصريحاته خلال مؤتمر صحفي مشترك مع لافروف، إنه "لا نية عدوانية لسوريا تجاه إسرائيل، ولكن لا نقبل التدخل في شؤوننا ولا استخدام ورقة الأقليات".
وأكد أن ما يجري في محافظة السويداء من اشتباكات وتوترات هو نتيجة "قصف ممنهج من إسرائيل خلال الأسبوعين الماضيين أجبر القوات السورية على الانسحاب من بعض المواقع"، مما خلق فراغا استغلته مجموعات مسلحة مرتبطة بالخارج.
وأشار الشيباني إلى أن "الحل يقتضي أن تكون الدولة السورية هي من تحمي المنطقة وتحصر السلاح بيد الأجهزة الرسمية"، محذرا من أن أي تدخل خارجي ستكون نتيجته الفوضى.
وحول الأحداث في السويداء، قال لافروف إن بلاده "تدعم مبادرة الصليب الأحمر الدولي بالتوافق مع الحكومة السورية للمساعدة في هذه المدينة"، مشددا على ضرورة إيجاد حل من خلال سيطرة الدولة بدلا من التدخلات الخارجية.
وفي ختام تصريحاته، قال الشيباني: "نحن نبني سوريا جديدة تتذكر شهداءها وتحفظ دماءهم"، مؤكدا أن البلاد تحتاج إلى بيئة "استقرار وشركاء صادقين"، معتبرا أن صفحة جديدة بدأت عنوانها "التعاون والسيادة غير القابلة للتجزئة".
لافروف: ندعم وحدة سوريا
ومن جهته، قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، إن موسكو تتطلع لحضور الرئيس السوري أحمد الشرع، القمة الروسية العربية التي ستعقد في روسيا في أكتوبر/تشرين الأول المقبل.
وأعرب لافروف، في مؤتمر صحفي مع نظيره السوري أسعد الشيباني بموسكو اليوم، عن رفض بلاده استخدام الأراضي السورية في أي تنافس جيوسياسي أو لتصفية الحسابات.
وأكد لافروف على استمرار دعم موسكو لوحدة الأراضي السورية، داعيا إلى دعم دولي لإعادة إعمار سوريا ورفع العقوبات المفروضة عليها.
كما أشار لافروف إلى أن "موسكو تتفهم تطلع دمشق لتوسيع تمثيل جميع المكونات السورية"، مشددا على أهمية وجود تمثيل كردي في الحكومة، كجزء من الحل الوطني الشامل.
محادثات بين وزيري الدفاع
وفي السياق ذاته، أجرى وزير الدفاع الروسي أندريه بيلاوسوف، مباحثات مع نظيره السوري، مرهف أبو قصرة، في العاصمة الروسية، موسكو.
وقالت وزيرة الدفاع الروسية إن اللقاء الذي يعد الأول من نوعه منذ سقوط نظام الأسد، بحث آفاق التعاون الثنائي بين وزارتي دفاع البلدين، والوضع في الشرق الأوسط.
وحضر اللقاء عن الجانب السوري أيضا وزير الخارجية أسعد الشيباني الذي يقوم بأول زيارة رسمية إلى روسيا منذ سقوط نظام الأسد، مما يعكس اتجاها نحو إعادة هيكلة وتوسيع العلاقات السورية الروسية، لا سيما في ضوء التحديات الأمنية والسياسية التي تواجه سوريا داخليا وإقليميا.
وتُعد هذه الزيارة مؤشرا على رغبة دمشق في تعزيز التنسيق العسكري مع موسكو، خصوصا مع وجود قواعد عسكرية روسية في الساحل السوري، أبرزها قاعدة حميميم الجوية وقاعدة طرطوس البحرية، اللتين تشكلان ركيزتين أساسيتين للدور الروسي في شرق المتوسط.
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

تهديدات الضم الإسرائيلي لغزة بين وهم الردع وحقيقة الإخفاق
تهديدات الضم الإسرائيلي لغزة بين وهم الردع وحقيقة الإخفاق

الجزيرة

timeمنذ ساعة واحدة

  • الجزيرة

تهديدات الضم الإسرائيلي لغزة بين وهم الردع وحقيقة الإخفاق

القدس المحتلة- وسط تصاعد العزلة السياسية التي تواجهها إسرائيل وتعالي الأصوات الدولية المطالبة بالاعتراف بالدولة الفلسطينية في سبتمبر/أيلول المقبل برز مجددا على لسان مسؤولين في حكومة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو المطلوب للمحكمة الجنائية الدولية بتهمة ارتكاب جرائم حرب في غزة تهديد بضم أجزاء من القطاع، وربطه بمصير مفاوضات تبادل الأسرى مع حركة المقاومة الإسلامية (حماس). وتطرح هذه التهديدات المتكررة علامات استفهام واسعة بشأن أهدافها الحقيقية، ومدى نجاعتها في تغيير مواقف حماس أو التأثير على مسار الحرب. وبحسب قراءات محللين سياسيين، لا تمثل هذه التهديدات سوى محاولة أخرى لصرف الانتباه عن الفشل السياسي والعسكري الإسرائيلي المستمر في غزة، بعد نحو 22 شهرا من الحرب دون تحقيق أهداف إستراتيجية واضحة. حيلة إعلامية ويصف بعضهم التهديد بأنه "حيلة إعلامية مثيرة للشفقة" لا تتجاوز كونها وسيلة لطمأنة الشارع اليميني الإسرائيلي، وتهدئة وزراء مثل بتسلئيل سموتريتش وإيتمار بن غفير اللذين عبّرا عن غضبهما من استئناف إدخال المساعدات الإنسانية إلى القطاع. ويُجمع محللون على أن هذا التهديد لن يدفع حماس إلى تقديم تنازلات، لا في ملف الأسرى أو الحرب، بل قد يعزز قناعتها بأن الحكومة الإسرائيلية غارقة في مأزق داخلي يزداد عمقا مع الوقت. ويرى بعضهم أن طرح مثل هذا الخيار في هذا التوقيت في ظل المتغيرات الدولية وضغوط المجتمع الدولي إنما يهدف إلى تحويل الأنظار عن إخفاقات الحكومة في إدارة الحرب، وطرح "السيادة" كإنجاز وهمي لجمهور يميني فقد الثقة في قيادته. ومنذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 تخوض إسرائيل حربا في غزة دون إستراتيجية واضحة أو تصور لليوم التالي كما يقول اللواء احتياط غيورا آيلاند الرئيس السابق لقسم العمليات وقسم التخطيط في الجيش الإسرائيلي الرئيس السابق لمجلس الأمن القومي. إعلان وفي تقدير موقف نُشر على موقع "والا" تحت عنوان "أي نصر هذا؟ وأي نصر مطلق؟ من المستحيل خوض حرب دون إستراتيجية شاملة"، أوضح آيلاند أن إسرائيل تخوض حربا في غزة دون أي نقاش جدي بشأن كيفية تحقيق هدفها المعلن، وهو "إسقاط حماس". وأشار آيلاند إلى أن العمليات العسكرية السابقة أثبتت فشلها، وأن الجيش يجد نفسه اليوم منخرطا في قتال داخل بيئة مدنية شديدة التعقيد، مما يجعل الحسم العسكري السريع أمرا مستحيلا. واعتبر أن غياب التخطيط الإستراتيجي والتفكير في "اليوم التالي" يعكس أزمة عميقة في قيادة الحرب، ويزيد تكلفة استمرارها دون أفق واضح. فشل عميق في المقابل، يتهرب المستوى السياسي -خاصة نتنياهو- من حسم قضية "اليوم التالي" خوفا من تفكك الائتلاف الحاكم. ويقول آيلاند إن هذا التهرب أدى إلى تجاهل فرص سياسية حقيقية، مثل صفقة شاملة للأسرى ومبادرات عربية ودولية لإعادة إعمار غزة، بسبب حسابات حزبية وسياسية ضيقة. ولفت إلى أن تجزئة صفقات المحتجزين جعلت حماس تتشدد، في حين تستنزف إسرائيل أرواح الجنود دون تقدم ملموس، والنتيجة "لا نصر عسكري، ولا أفق سياسي، ولا نقاش إستراتيجي". وأضاف "حين تقدم المصلحة الشخصية على العامة تخسر الدولة في النهاية، لقد حان الوقت لوضع حد لحرب تدار بالشعارات والتكتيكات لا بالإستراتيجية والعقلانية". من جانبه، كتب المحلل الإسرائيلي المتخصص في الشؤون العربية بصحيفة يديعوت أحرونوت مقالا تحت عنوان "استعراض الحمق لا ينتهي"، وجّه فيه انتقادا لاذعا إلى تصريحات حكومة نتنياهو بشأن ضم أجزاء من قطاع غزة. واعتبر يسخاروف أن هذا التلويح بالضم لن يُحدث أي تغيير في مواقف حركة حماس، بل يعكس عمق الفشل السياسي والعسكري للحكومة في إدارتها للحرب. وأوضح أن الهدف الحقيقي من هذه التصريحات هو تهدئة القاعدة اليمينية المتطرفة، وخدمة مصالح نتنياهو الائتلافية، وليس تحقيق مكاسب إستراتيجية. وبرأي يسخاروف، فإن إسرائيل في ظل هذه السياسات تغرق في عزلة دولية متزايدة، وتلوّح بأوهام السيادة كوسيلة لصرف الانتباه عن إخفاقاتها، في حين لا تزال الحرب في غزة تراوح مكانها دون تحقيق أهدافها، ولا سيما استعادة المحتجزين أو إضعاف حماس فعليا. واعتبر أن مواصلة الحكومة الإسرائيلية التلويح بضم أجزاء من القطاع مجرد حيلة إعلامية لا تؤثر على مواقف حماس، بل تهدف إلى تهدئة اليمين المتطرف في الداخل بعد استئناف إدخال المساعدات لغزة. أهداف نتنياهو ولفت يسخاروف إلى أن الواقع على الأرض وبعد 22 شهرا من الحرب يكشف فشلا سياسيا وعسكريا متواصلا "لا انهيار للحركة، ولا عودة للأسرى، والحلول البديلة التي طرحتها الحكومة كمحور موراغ وعربات جدعون لم تحقق شيئا"، وفي المقابل تزداد المجاعة في غزة وتعزز حماس شروطها التفاوضية. أما دوليا فيقول إن صورة إسرائيل تدهورت إلى حد تجاوز كوريا الشمالية وإيران في بعض الأوساط، مع تصاعد دعوات المقاطعة والاعتراف المتزايد بدولة فلسطينية. والقراءة ذاتها استعرضها المحلل السياسي حاييم ليفينسون الذي نشر مقالة تحليلية في صحيفة هآرتس لما وصفها بـ"خطة نتنياهو الحقيقية" إطالة أمد الحرب على غزة، ليس لهزيمة حماس، بل لطمس ذكرى فشل 7 أكتوبر/تشرين الأول من الذاكرة الجماعية للإسرائيليين وتجاوز المطالب السياسية الداخلية بالمساءلة. إعلان وأوضح أنه رغم فشل خطة منع المساعدات الإنسانية وانهيار مقترحات المناطق العازلة فإن نتنياهو يصر على المضي في الحرب كوسيلة للبقاء السياسي، وسط تدهور عسكري واضح ونفاد الجنود وخيارات الضغط، فالتصعيد المتكرر لم يحقق أيا من أهدافه "لم يعد المحتجزون، ولا حماس انهارت". ويتابع ليفينسون أنه بينما يروج نتنياهو لخطط مثل "الهجرة الطوعية" و"ضم أجزاء من غزة" يدرك الجميع داخل الحكومة أنها محاولات لشراء الوقت وتهدئة اليمين المتطرف مثل سموتريتش وبن غفير، وليست خططا قابلة للتنفيذ "جميع الأطراف تكذب على بعضها البعض، لكن لا أحد مستعد لدفع ثمن انهيار الحكومة". في الأثناء، تراوح المفاوضات بشأن صفقة الأسرى مكانها وفقا لليفينسون، في حين يستعد البيت الأبيض لاحتمال التحول إلى مفاوضات شاملة بدلا من الصفقات المرحلية. لكن الشروط التي تطرحها إسرائيل بنزع سلاح حماس وطرد قادتها وتطبيق خطة الرئيس الأميركي دونالد ترامب تعد شروطا لتفجير أي تسوية، وليست أرضية للحل. وخلص ليفينسون إلى أن الحرب استنفدت خياراتها العسكرية والسياسية، ولم يتبق لنتنياهو سوى الخطاب والمراوغة، وبينما يطالب شركاؤه بالمزيد من "التطرف" تواصل إسرائيل الغرق في عزلة دولية، في حين يدفع المحتجزون وعائلات الجنود الثمن.

"تذكر.. لدينا نووي" قصة التراشق بين ميدفيديف وترامب
"تذكر.. لدينا نووي" قصة التراشق بين ميدفيديف وترامب

الجزيرة

timeمنذ ساعة واحدة

  • الجزيرة

"تذكر.. لدينا نووي" قصة التراشق بين ميدفيديف وترامب

بشكل سريع ومفاجئ، تصاعدت سخونة الأجواء بين الولايات المتحدة وروسيا على وقع تصريحات حادة صدرت عن الرئيس الأميركي دونالد ترامب من جهة والرئيس الروسي السابق ديمتري ميدفيديف الذي يتولى حاليا منصب نائب رئيس مجلس الأمن القومي. المثير أن لهجة ترامب منذ عودته للبيت الأبيض مطلع العام الجاري في ولاية جديدة، كانت تصالحية وودودة إلى حد كبير تجاه روسيا ورئيسها فلاديمير بوتين ، لدرجة أثارت حيرة دول المعسكر الغربي التي تعتقد أن الولايات المتحدة يجب أن تكون على الجانب المضاد لروسيا خصوصا فيما يتعلق بالحرب التي تخوضها الأخيرة ضد أوكرانيا الراغبة في الالتحاق بالركب الغربي بعد أن كانت في السابق جزءا من الاتحاد السوفياتي الذي ورثته روسيا. لكن الحال انقلب في الأسابيع الماضية وبدأ ترامب في استخدام لهجة حادة تجاه موسكو حيث عبّر عما وصفه بـ"خيبة أمل كبيرة" بسبب استمرارها في ضرب أهداف مدنية في أوكرانيا، مضيفا أنه لم يعد مهتما بالحديث إلى نظيره الروسي فلاديمير بوتين. وسريعا تصاعد التوتر ووصل إلى حد الحديث عن مهلة زمنية، حيث قال ترامب في منتصف يوليو/تموز إنه يمهل روسيا 50 يوما لإيقاف عملياتها العسكرية في أوكرانيا وإلا سيفرض عقوبات اقتصادية قاسية تشمل رسوما جمركية بنسبة 100% على واردات بلاده من روسيا وكذلك على مشتريات النفط منها. وبعد أسبوعين فقط، إذا بترامب يقول إن مهلته لروسيا ستصبح 10 أيام، مشيرا إلى أنه لم يسمع أي رد من نظيره الروسي على إنذاره السابق واصفا ذلك بأنه "أمر معيب". لكن الرد الروسي جاء أخيرا وإن لم يكن على لسان الرئيس بوتين، وإنما على لسان ديمتري ميدفيديف الذي كان رئيسا للبلاد بين عامي 2008 و2012، ولا يزال صاحب تأثير مهم في روسيا حيث يتولى حاليا منصب نائب رئيس مجلس الأمن القومي. ميدفيديف انتقد لهجة الإنذار من جانب ترامب وقال إنها تمثل تهديدا وخطوة نحو الحرب. ليس بين روسيا وأوكرانيا، بل مع بلاده (الولايات المتحدة)، وأضاف في منشور على منصة إكس أن "روسيا ليست إسرائيل أو حتى إيران"، في إشارة إلى الحرب القصيرة التي اندلعت بين البلدين الشهر الماضي، التي شنت خلالها الولايات المتحدة ضربات على إيران لدعم إسرائيل. إعلان ترامب بدوره لم يتأخر في الرد، وقال أمس الخميس إن ميدفيديف "يدخل منطقة خطرة جدا عبر تصريحاته التي يدلي بها"، مطالبا إياه بأن ينتبه لكلامه. وحسب موقع روسيا اليوم، فقد وجّه الرئيس الأميركي كلاما أشبه بالتهديد إلى الرئيس الروسي السابق مبديا انزعاجه من تصريحاته، وكتب عبر منصة "تروث سوشيال": "أخبروا ميدفيديف، الرئيس السابق الفاشل لروسيا، الذي يعتقد أنه لا يزال رئيسا، أن يراقب كلماته. إنه يدخل منطقة خطيرة جدا!". وبعد ساعات قليلة، عاد ميدفيديف بدوره إلى الرد بشكل ساخر معتبرا أن تعليق ترامب الغاضب يؤكد أن روسيا على حق وأنها تسير على الطريق الصحيح. وطلب ميدفيديف من ترامب أن يتذكر أن موسكو تمتلك قدرات نووية تعود للحقبة السوفياتية والتي تعتبرها كملاذ أخير. حرب النجوم واليد المميتة وحسب موقع "روسيا اليوم" كتب ميدفيديف على "تليغرام": "بصدد التهديدات التي وجهها ترامب إليّ عبر منصته "تروث" التي منعها هو من العمل في بلادنا.. إذا كانت كلمات رئيس روسيا السابق تثير رد فعل عصبيا بهذا الشكل من رئيس الولايات المتحدة "الجبار"، فهذا يعني أن روسيا على حق وتسير على الطريق الصحيح الذي اختارته لنفسها". وأضاف: "أما بالنسبة لاقتصاد روسيا والهند الميتين واقترابي نحو منطقة خطرة، فليتذكر ترامب أفلامه المفضلة عن الموتى الأحياء، وكيف يمكن لليد المميتة غير الموجودة في الطبيعة أن تكون خطيرة". ولكن ما هذه اليد المميتة التي استخدمها المسؤول الروسي الكبير في تحذيره لترامب؟ "اليد المميتة" كانت الاسم الرمزي لمبادرة ردت بها روسيا على مبادرة الدفاع الإستراتيجي الأميركية التي أعلنها الرئيس الأميركي رونالد ريغان في مارس/آذار من عام 1983 لإقامة نظام دفاع صاروخي واسع النطاق على الأرض وفي الفضاء قادر على اعتراض وتدمير الصواريخ السوفياتية الباليستية. وحملت المبادرة اسم "حرب النجوم" على غرار فيلم بهذا الاسم كان قد ظهر على شاشات السينما قبل 6 سنوات من خطاب ريغان الذي أعلن فيه عن المبادرة الجديدة. أما الرد المضاد من جانب روسيا فتمثل في إقامة ما يعرف بمنظومة "اليد الميتة" التي تضمنت إطلاق الصواريخ النووية السوفياتية حتى لو تمكن العدو من تدمير القيادة العليا للبلاد والاتصالات والقيادة العسكرية بأكملها. وجاءت هذه المنظومة ضمن اتجاه عام يركز على تحييد التهديد عبر زيادة قدرة القوات النووية الإستراتيجية السوفياتية على التغلب على نظام الدفاع الصاروخي متعدد الطبقات. كما تضمنت إستراتيجية روسيا للرد على حرب النجوم التخطيط لزيادة أمن منصات إطلاق الصواريخ الباليستية وحاملات الصواريخ النووية الإستراتيجية، علاوة على تعزيز القدرات الشاملة لنظام التحكم في القوات الإستراتيجية السوفياتية. لكن ما يجب الإشارة إليه في النهاية هو أن مبادرة الدفاع الإستراتيجي الأميركية لم تدخل حيز التنفيذ، وتسببت عقبات تقنية وعملية في تقليص البرنامج بعد 10 سنوات من الإعلان عنه. فهل ينتهي الأمر إلى خفض التوتر بين أكبر قوتين في العالم أم نعود مجددا إلى عصر تسود فيه مصطلحات مثل حرب النجوم واليد المميتة وما إلى ذلك؟

بوتين يؤكد تقدم قواته في أوكرانيا وزيلينسكي يدعوه إلى حوار مباشر
بوتين يؤكد تقدم قواته في أوكرانيا وزيلينسكي يدعوه إلى حوار مباشر

الجزيرة

timeمنذ 2 ساعات

  • الجزيرة

بوتين يؤكد تقدم قواته في أوكرانيا وزيلينسكي يدعوه إلى حوار مباشر

أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ، أن القوات الروسية تتقدم على طول خط التماس شرقي أوكرانيا، وأن القيادة في كييف"ليست على علم كاف بالأحداث"، بينما دعاه الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إلى الانتقال إلى "حوار بين القادة". وقال بوتين -في تصريحات للصحفيين اليوم الجمعة أثناء لقائه نظيره البيلاروسي ألكسندر لوكاشينكو – إن خصوم روسيا "كانوا يتحدثون عن إلحاق هزيمة إستراتيجية بنا، واليوم يتحدثون عن وقف التقدم الروسي فقط". وأكد سيطرة القوات الروسية على مدينة تشاسيف يار، وهي مركز عسكري مهم شمال غربي منطقة دونيتسك شرقي أوكرانيا. وقال إن "القيادة الأوكرانية ليست على علم كاف بالأحداث على الجبهة لأنها تنفي تحرير قواتنا مدينة تشاسيف يار". وكان الرئيس الأوكراني نفى، مساء أمس الخميس، سقوط تشاسيف يار، وقال إن إعلان وزارة الدفاع الروسية السيطرة عليها يعد تضليلا، وأشار إلى أن أعنف المعارك في دونيتسك تجري حول مدينة بوكروفسك. مسار التفاوض ودعا بوتين إلى التوصل لسلام عادل ودائم على أسس متينة ترضي كلا من روسيا وأوكرانيا وتضمن حقوق الجميع، وفق تعبيره. وأضاف "مستعدون للانتظار إذا رأت أوكرانيا أن الوقت غير مناسب لإجراء مفاوضات". في الوقت نفسه، أكد الرئيس الروسي أن الاتحاد الأوروبي"فقد سيادته السياسية بالكامل ويتجه أيضا إلى فقدان سيادته الاقتصادية". وعقب تصريحات بوتين، كتب الرئيس الأوكراني في منشور على موقع إكس "إذا كانت هذه إشارات على استعداد حقيقي لإنهاء الحرب بكرامة وإرساء سلام حقيقي دائم… فإن أوكرانيا تؤكد مرة أخرى استعدادها لعقد لقاء على مستوى القادة في أي وقت". وأضاف زيلينسكي "تدعو أوكرانيا إلى تجاوز مرحلة تبادل التصريحات وعقد اجتماعات على المستوى الفني والوصول إلى مرحلة المحادثات بين القادة". وفي وقت سابق، أعلن زيلينسكي أن حصيلة الهجمات الروسية على كييف صباح أمس، ارتفعت إلى 31 قتيلا، منهم 5 أطفال و159 مصابا. وقد تصاعدت في الآونة الأخيرة الضربات المتبادلة بالمسيّرات والصواريخ بين روسيا وأوكرانيا، وأعلن كل طرف ضرب أهداف إستراتيجية لدى الطرف الآخر، تشمل مواقع أو مصانع عسكرية، وتوازيا مع ذلك توسعت الجبهة لتشمل مناطق جديدة في شرق وجنوب وشمال شرقي أوكرانيا.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store