logo
المنطقة مكشوفة ونقل الأزمات للداخل الأردني جريمة

المنطقة مكشوفة ونقل الأزمات للداخل الأردني جريمة

عمونمنذ 3 أيام
‏في هذه المرحلة، لا يوجد في منطقتنا دولة محصنة من ‏محاولات العبث والتفتيت، نحن أمام «جرافات» سياسية تتحرك في كل اتجاه؛ تشق الطرقات كما تشاء، وتعيد رسم الخرائط ‏والأدوار، تماماً كما فعل سايكس بيكو قبل نحو 100 عام، الأخطر أن عملية التقسيم والتجزئة لا تتعلق، فقط، بالجغرافيا وترسيم الحدود، كما حصل سابقاً، وإنما بتقسيم الوجدان العربي ثم الوطني، جراحات ودمامل العقود المنصرفة في كل دولة تفجرت وحولت بلداننا إلى جزر معزولة، تتبادل العداوات، حركة المال الأسود الذي ‏موّل المليشيات أصبح يتحرك، الآن، لتمويل الصراعات والعبث بوحدة المجتمعات : إسرائيل حاضرة في المشهد، تديره، في تقديري، بمنتهى الدهاء.
‏لا يوجد لدي ما يكفي من معلومات، لكن ثمة مؤشرات كاشفة؛ ما حدث في «السويداء «تحديداً، ثم امتداداته إلى بلدنا من خلال إصدار بيانات من جهات مجهولة المصدر، وضعت نفسها ندّاً للدولة، وتقمصت أزمات كبيرة في بلاد مجاورة، وأعطت نفسها الحق بالتهديد وإعلان الحرب، يشكل نقطة تحول تستدعي الحذر والانتباه، الدولة الأردنية، فقط، هي صاحبه الحق الحصري بإعلان السلم والحرب، وتحديد بوصلة التعامل مع ‏الخارج، وامتلاك القوة والتصرف بها، لا يجوز، أبداً، لأي جهة تحت لافتة عشيرة أو تيار أو حزب أن تخرج عن سياق الدولة.
‏بصراحة أكثر، المنطقة ونحن جزء منها أصبحت مكشوفة تماما، ما حدث في لبنان وسوريا وإيران يكفي لفهم ذلك، عمليات اختراق المجتمعات ومحاولة العبث بها تمت من خلال استخدام المال والتكنولوجيا قبل أن تباشر الماكينة العسكرية حركتها، ما حدث في سوريا هو الحلقة الثانية من العبث بالداخل، وهي بروفة قابلة للاستنساخ في بلدان أخرى، واجب الأردنيين، أقصد إدارات الدولة وقوى المجتمع الحية، أن يفتحوا أعينهم على هذا المشهد الخطير، سلاح الوعي هو الأهم في هذه المواجهة، أي محاولة لنقل أزمات الخارج إلى الداخل الأردني، أو استخدامها وتوظيفها، تحت أي شعار، ليس فقط مغامرة، وإنما جريمة تصب في خانة مخططات المحتل وحلفائه.
‏يجب أن نثق، دائماً، بالدولة الأردنية، جيشنا الباسل الذي يرابط على حدودنا، أجهزتنا الأمنية التي تترصد بأعين مفتوحة كل خطر يواجهنا، لكن هذا الجهد الكبير يحتاج من الأردنيين الحريصين على أمن بلدهم إلى دعم وإسناد، العشائر الأردنية يجب أن تكون -كما كانت على الدوام- جبهة واحدة عصية على أي اختراق، الأحزاب السياسية يجب أن تخرج من حالة الصمت والعجز وتتحدث في السياسة، مؤسساتنا الوطنية لابد أن تنهض بدورها وتخاطب الأردنيين وتصارحهم، إذا لم نفعل ذلك سيملأ الفراغ آخرون بالتضليل واللعب على أوتار العواطف، وترويج الشعارات التي عفا عليها الزمن.
‏منذ 7 أكتوبر وأنا أكرر: بلدنا يمر بأخطر مرحلة منذ تأسيس الدولة، كل ما زرعته الحرب الممتدة حتى الآن ستحصده السياسة، هذه التي يقررها المنتصرون والأقوياء، سقطت قاعدة الاستثناء ومعها التحالفات القديمة، سقطت المعاهدات والأدوار، نحن أمام واقع جديد بدأ يتشكل وملامحه تشير إلى أن أقدام الجميع «في الفلكة»، لا يوجد أمة عربية خالدة نستند إليها، ولا قيم إنسانية وقوانين دولية تكبح جماح المحتل الغاشم، يوجد، فقط، إرادة أردنية عصية على العبث، يوجد دولة أردنية قوية يجب أن يلتف حولها كل الأردنيين، يوجد وطن اسمه الأردن ما زال واقفاً في منطقة تم تدميرها، لا خيار أمام الأردنيين إلا أن يتوحدوا لحمايته، لكي يظل واقفاً في وجه العاديات والمخططات الخبيثة.

هاشتاغز

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

إسرائيل تتلف عشرات آلاف الأطنان من مساعدات غزة
إسرائيل تتلف عشرات آلاف الأطنان من مساعدات غزة

خبرني

timeمنذ 18 دقائق

  • خبرني

إسرائيل تتلف عشرات آلاف الأطنان من مساعدات غزة

خبرني - أفادت هيئة البث الإسرائيلية، أن جيش الاحتلال أتلف عشرات الآلاف من مواد الإغاثة تشمل كميات كبيرة من الغذاء كانت مخصصة لسكان غزة، وسط حالة غير مسبوقة من المجاعة في القطاع المحاصر. ونقلت الهيئة الإسرائيلية عن مصادر عسكرية أن المساعدات المتلفة تشمل حمولة ألف شاحنة من المواد الغذائية والطبية. وأضافت هذه المصادر أن "هناك آلاف الطرود تحت الشمس، وإذا لم تنقل إلى غزة فسنضطر إلى إتلافها". واعتبرت أن إتلاف المواد الإنسانية سببه خلل في آلية توزيع المساعدات في غزة حسب زعمها. ويأتي إتلاف الجيش الإسرائيلي لآلاف الأطنان من المساعدات المخصصة لغزة، بينما يتضور القطاع جوعا، وتفتك المجاعة بسكانه البالغ عدهم نحو 2.3 مليون نسمة. كما يأتي وسط مظاهرات ونداءات عالمية من قادة سياسيين ومنظمات دولية بالضغط على إسرائيل للسماح بدخول المساعدات للقطاع ووقف حربها على غزة التي تتواصل منذ نحو عامين. وخلال الأيام الماضية شهد العديد من مدن العالم مظاهرات حاشدة للتنديد بالحصار الإسرائيلي المفروض على قطاع غزة وتجويع سكانه، وسط دعوات متزايدة لوقف فوري لإطلاق النار، وضمان تدفق المساعدات الإنسانية من دون قيود. وفي أحدث التصريحات المنددة بتجويع سكان القطاع، دعا المقرر الأممي المعني بالحق في الغذاء مايكل فخري للجزيرة، إلى فرض عقوبات على إسرائيل، مؤكدا أن عبارات الشجب لم تكن كافية.

عون يكشف عن اتصالات شخصية مع حزب الله لحل مسألة السلاح
عون يكشف عن اتصالات شخصية مع حزب الله لحل مسألة السلاح

خبرني

timeمنذ 18 دقائق

  • خبرني

عون يكشف عن اتصالات شخصية مع حزب الله لحل مسألة السلاح

خبرني - كشف الرئيس اللبناني جوزف عون اليوم الجمعة، عن قيامه شخصياً بإجراء اتصالات مع "حزب الله" لحل مسألة السلاح، مشيراً إلى أن المفاوضات تتقدم ولو ببطء، بحسب بيان صادر عن الرئاسة اللبنانية. وأكد عون خلال استقباله اليوم في قصر بعبدا، وفداً من نادي الصحافة برئاسة رئيسه بسام أبو زيد "عندما تكون الأجهزة الأمنية والإرادة السياسية متفقون على هدف واحد، فلا خوف على لبنان". وتابع، "الجيش والقوى الأمنية يعملون على توقيف شبكات إرهابية، ويقومون بعملهم على أكمل وجه، ويجب التنبه من الأخبار المفبركة التي تهدف إلى إثارة البلبلة والخوف من أمور غير موجودة بالأصل". وشدد عون "على دعمه للقضاء في فتح أي ملف متعلق بالفساد، بمعزل عن أي خلفية طائفية كانت أو حزبية". ولفت إلى أن "ملفات الفساد التي فتحت إلى الآن، متعلقة بأشخاص من مختلف الطوائف والانتماءات الحزبية. وقال: "سأسير في ملف الفساد إلى النهاية، شاء من شاء وأبى من أبى". وعن الخلافات الحاصلة حول موضوع اقتراع المنتشرين في الخارج في الانتخابات النيابية، أوضح الرئيس عون "أن هذا النقاش يحسمه مجلس النواب، وأن الحكومة قامت بما عليها". وأشار إلى أن "هناك بعض الإعلام ينحو الى الإضاءة على السلبيات دون الإيجابيات، والتي هي ليست قليلة إلى الآن. فمنذ زيارتكم الأخيرة الى قصر بعبدا في فبراير (شباط) الماضي، تشكلت الحكومة، وتم تعيين حاكم لمصرف لبنان، ورؤساء الأجهزة الأمنية، ومجلس القضاء الأعلى، كما جرت الانتخابات البلدية، وغيرها من الأمور التي تحققت. ولا يجب أن نغفل أيضاً، إعادة العلاقات مع الدول العربية إلى نصابها الصحيح". ونفى عون ما تردد من شائعات "عن وقوع مواجهات في الهرمل بين الجيش اللبناني والسوريين"، مؤكداً أنه "اتصل بقائد الجيش العماد رودولف هيكل للوقوف على حقيقة الموضوع، فتبين أنه غير صحيح".

هيئة البث: خطة إسرائيلية جديدة لتطويق غزة واستنزاف حماس والسكان
هيئة البث: خطة إسرائيلية جديدة لتطويق غزة واستنزاف حماس والسكان

خبرني

timeمنذ 18 دقائق

  • خبرني

هيئة البث: خطة إسرائيلية جديدة لتطويق غزة واستنزاف حماس والسكان

خبرني - نقلت هيئة البث الإسرائيلية عن مصادر أن الأجهزة الأمنية قدمت للقيادة السياسية خطة عسكرية لتطويق قطاع غزة. ومع أن المصادر التي تحدثت لهيئة البث الإسرائيلية لم تكشف عن تفاصيل الخطة التي قدمتها الأجهزة الأمنية، فإنها ذكرت أنها تتضمن تقسيما إضافيا واسع النطاق لقطاع غزة. وأكدت أن الخطة تهدف إلى استنزاف حركة المقاومة الإسلامية (حماس) وسكان قطاع غزة بشكل عام. وقالت إن الأجهزة الأمنية تعارض حتى الآن تنفيذ عمليات برية في مناطق يوجد بها أسرى إسرائيليون. وذكرت أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو -المطلوب للعدالة الدولية- أجرى اليوم مشاورات أمنية محدودة لبحث خطة أجهزة الأمن للتعامل مع غزة. وقد ارتفعت الخسائر التي تكبدها الجيش الإسرائيلي مؤخرا خلال المعارك المحتدمة مع المقاومة الفلسطينية داخل قطاع غزة، ليسجل أكبر عدد قتلى في صفوفه منذ عدة أشهر. وترى أوساط سياسية وأمنية إسرائيلية أن العمليات العسكرية في غزة استنفدت أهدافها، وذلك بعد مرور نحو 22 شهرا على الحرب، وهو ما دفع عضو الكنيست عن حزب الليكود عميت هاليفي للقول في مطلع الشهر الجاري إن "عربات جدعون" لم تحقق شيئا من أهدافها، وإن الخطط العسكرية التي وضعها رئيس الأركان إيال زامير لا تعكس فهمًا لكيفية القتال ضد "حرب العصابات"، لأن حركة حماس لا تزال تسيطر سيطرة كاملة على معظم الأراضي والموارد والسكان. يُذكر أن الجيش الإسرائيلي أعلن، يوم 16 مايو/أيار الماضي، توسيع عمليته العسكرية في غزة، وبدْء شن ضربات واسعة ضمن ما سماها "حملة عربات جدعون". وقال حينها إن عمليته تمر بـ3 مراحل: الأولى: توسيع الحرب. الثانية: عملية جوية وبرية بهدف نقل معظم السكان إلى رفح جنوبي قطاع غزة. الثالثة: دخول قوات عسكرية برا لاحتلال أجزاء واسعة من غزة بشكل تدريجي، والإعداد لوجود عسكري طويل الأمد في القطاع بهدف القضاء على حركة حماس، والعمل على هدم أنفاقها بشكل كامل. ومنذ استئناف العمليات العسكرية الإسرائيلية في مارس/آذار الماضي، باتت الكمائن واحدة من أبرز أساليب المواجهة الميدانية للمقاومة الفلسطينية، خاصة في المناطق التي سبق أن اقتحمتها قوات الاحتلال أكثر من مرة. وقبل أيام، أفادت هيئة البث الإسرائيلية بأن جيش الاحتلال رصد زيادة في الحوادث العملياتية خلال القتال في غزة، بما في ذلك انفجارات الذخائر والنيران الصديقة وحوادث السير. وحسب الهيئة، فإن 17% من قتلى الجيش الإسرائيلي في غزة منذ بدء المناورات العسكرية سقطوا في حوادث عملياتية، مما يعكس تزايد المخاطر غير المباشرة التي يتعرض لها الجنود.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store