logo
إعلان مبادئ بشأن الكونغو.. بصمة جديدة لقطر في صناعة الحلول

إعلان مبادئ بشأن الكونغو.. بصمة جديدة لقطر في صناعة الحلول

الجزيرة٢٠-٠٧-٢٠٢٥
الدوحة- مرة أخرى تقفز دولة قطر إلى بؤرة الأحداث فيما يتعلق ببذل الجهود من أجل حل النزاعات العالمية بالطرق السلمية، وذلك انطلاقا من إيمانها بأهمية الحوار باعتباره وسيلة لحل النزاعات.
فقد شهدت العاصمة القطرية الدوحة أمس السبت توقيع إعلان مبادئ بين الحكومة الكونغولية وحركة "إم 23" المتمردة ينص على وقف دائم لإطلاق النار، في خطوة مهمة على طريق إحلال السلام والمصالحة الوطنية بجمهورية الكونغو الديمقراطية.
وجاء التوقيع بعد سلسلة من المفاوضات المعقدة استضافتها قطر منذ مارس/آذار الماضي، وشهدت مشاركة مباشرة من الطرفين المتنازعين برعاية قطرية وبدعم دولي واسع تتصدره الولايات المتحدة.
كما جاء تتويجا لجهود سياسية ودبلوماسية بدأت قبل شهور، أبرزها توقيع اتفاق واشنطن بين جمهورية الكونغو الديمقراطية ورواندا في 27 يونيو/حزيران الماضي، والذي شكّل أساسا للتنسيق الذي سبق إعلان الدوحة.
وتحدث وزير الدولة في وزارة الخارجية القطرية محمد بن عبد العزيز الخليفي خلال مراسم توقيع إعلان المبادئ، مؤكدا أن الإعلان يمهد لمرحلة جديدة من الشراكة بين جميع مكونات المجتمع الكونغولي ويؤسس لخريطة طريق عملية من أجل المصالحة الوطنية.
وبشأن الجهود القطرية في هذا الملف، أوضح الخليفي أنها بدأت منذ استضافة الدوحة لقاء جمع رئيسي رواندا والكونغو الديمقراطية في مارس/آذار الماضي، والذي شكّل نقطة انطلاق حقيقية للحوار.
وأضاف الوزير أن إعلان المبادئ لا يقتصر على وقف العنف فحسب، بل يفتح الطريق لمفاوضات مباشرة ترمي للتوصل إلى سلام شامل يعالج الجذور العميقة للنزاع، مؤكدا أن قطر لعبت دورا محوريا في تقريب وجهات النظر.
من جانبه، أشاد المبعوث الرئاسي الأميركي للشؤون الأفريقية مسعد بولس بالدور الحيوي الذي لعبته قطر في تسهيل الاتفاق، قائلا "إن دولة قطر معروفة بدورها الريادي في حل النزاعات حول العالم"، وعبر عن شكره للدوحة على جهودها الأساسية في هذا الملف.
وأضاف المبعوث الأميركي أن الحرب في الكونغو تسببت في نزوح أكثر من 8 ملايين شخص، لافتا إلى أن معظم المبادرات السابقة لإنهاء الصراع لم تفض إلى نتائج إيجابية، وهو ما يجعل اتفاق الدوحة اليوم بمنزلة فرصة نادرة ومهمة للسلام.
أهم البنود
أما فيما يتعلق بأبرز بنود إعلان المبادئ فقد أوضح وزير الدولة في وزارة الخارجية القطرية محمد بن عبد العزيز الخليفي أن الإعلان يفتح الطريق لمفاوضات مباشرة ترمي إلى التوصل لسلام شامل يعالج الجذور العميقة للنزاع ويبني الثقة بين الجانبين من خلال إجراءات عملية، منها تبادل الأسرى والمعتقلين، واستعادة سلطة الدولة، وتأمين العودة الكريمة للنازحين واللاجئين.
وأضاف الخليفي أن الاتفاق يشكل أيضا خارطة طريق عملية نحو المصالحة الوطنية، ويؤسس لمرحلة جديدة من الشراكة بين مختلف مكونات المجتمع في الكونغو الديمقراطية، بما في ذلك الحركات المسلحة التي اختارت تغليب المصلحة العليا، كما يتيح للمجتمع الدولي دورا محوريا في دعم جهود السلام و التنمية المستدامة.
بدوره، قال بولس إن إعلان المبادئ يمثل خطوة أولى مهمة تتعلق بعدد من الأمور الأساسية التي أبرزها الالتزام بوقف فوري ودائم لأعمال العنف والهجمات، وتبادل الأسرى والمعتقلين، واستعادة سلطة الدولة على جميع أراضيها، وفتح المجال أمام دعم المجتمع الدولي جهود المصالحة الوطنية والتنمية المستدامة في المناطق المتأثرة بالنزاع.
سجل حافل
وفي تصريح خاص للجزيرة نت، قال رئيس تحرير جريدة لوسيل القطرية محمد حجي "لم تلعب قطر دورا مهما في هذا الحدث فقط، بل تفتخر قطر بسجلها الحافل في مجال فض النزاعات ومبادرات إحلال السلام في كثير من مناطق العالم على مدى سنين طويلة".
وحسب حجي، فقد حفل سجل الوساطات القطرية بنجاحات متعددة في هذا الصدد، سواء على مستوى الصراعات بين دول متنازعة أو جماعات سياسية أو جماعات مسلحة أو قوى معارضة.
أبرز الملفات التي قادت فيها قطر وساطات مهمة:
2007: الإفراج عن الممرضات البلغاريات في ليبيا.
2008: "اتفاق الدوحة" الخاص بلبنان.
2011: وثيقة سلام دارفور.
2011: ملف المصالحة بين جيبوتي وإريتريا.
2014: تبادل أسرى بين طالبان وأميركا.
2015: اتفاق التبو والطوارق في ليبيا.
2019: محادثات أميركا مع طالبان للخروج من أفغانستان.
2021: مفاوضات بين كينيا والصومال.
2022: مفاوضات بشأن الملف النووي الإيراني.
2022: اتفاق سلام للمصالحة في تشاد.
2025-2024 الوساطة لتبادل أسرى ولمّ شمل أطفال روس وأوكرانيين مع عائلاتهم.
2025-2024 الوساطة بين جمهورية الكونغو الديمقراطية ورواندا.
وقال رئيس تحرير جريدة لوسيل القطرية "غيرت قطر الصورة النمطية عن دول المنطقة وليس صورتها فحسب، من دول عُرفت بتصدير الغاز والبترول فقط إلى دول داعية للسلام والاهتمام بأمن الشعوب لتحقيق الاستقرار العالمي".
أما عن النتائج المتوقعة فصرّح حجي بأن هذه الخطوة هي خطوة مبدئية لبدء الحوار على أرض الواقع بين الأطراف المتنازعة تمهيدا للتوصل إلى اتفاق نهائي يرضي جميع الأطراف في المستقبل القريب لوقف الخسائر المادية والبشرية.
الدولة والحركة
يذكر أن جمهورية الكونغو الديمقراطية هي إحدى دول وسط القارة الأفريقية، واستقلت عن الاحتلال البلجيكي في عام 1960، حيث حملت اسم الكونغو ثم تحول اسمها في عام 1970 إلى زائير، ثم تغير إلى جمهورية الكونغو الديمقراطية ابتداء من عام 1997.
أما حركة "إم 23" فهي حركة مسلحة تنشط شرق جمهورية الكونغو وأُسست عام 2012 بعد فشل اتفاق جرى توقيعه عام 2009 بين الحكومة والمتمردين، وتوصف بأنها الجناح المسلح لإثنية التوتسي التي يواجه قادتها اتهامات بأن لهم ارتباطات بحكومة رواندا المجاورة.
وبعد أشهر من السيطرة على مناطق واسعة من منطقة كيفو الشمالية شرق الكونغو تعرضت هذه الحركة لهزائم ساحقة عام 2013، ثم عادت للظهور بقوة سنوات 2021 و2022 و2023.
كما خاضت "إم 23" معارك ضارية ضد الجيش الكونغولي طوال عام 2024 وارتفعت وتيرتها في ديسمبر/كانون الأول، وتسببت في نزوح نحو ربع مليون شخص حتى النصف الأول من يناير/كانون الثاني 2025، وخلفت معاناة إنسانية كبيرة.
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

جيروزاليم بوست عن مصدر: مسؤولون بإدارة ترامب يرون الوقت مناسبا لصفقة شاملة تؤدي لإطلاق كل الرهائن وإنهاء الحرب
جيروزاليم بوست عن مصدر: مسؤولون بإدارة ترامب يرون الوقت مناسبا لصفقة شاملة تؤدي لإطلاق كل الرهائن وإنهاء الحرب

الجزيرة

timeمنذ 4 ساعات

  • الجزيرة

جيروزاليم بوست عن مصدر: مسؤولون بإدارة ترامب يرون الوقت مناسبا لصفقة شاملة تؤدي لإطلاق كل الرهائن وإنهاء الحرب

جيروزاليم بوست عن مصدر: مسؤولون بإدارة ترامب يرون الوقت مناسبا لصفقة شاملة تؤدي لإطلاق كل الرهائن وإنهاء الحرب جيروزاليم بوست عن مصدر: الاتصالات استمرت في اليومين الماضيين بين إسرائيل والوسطاء بقطر ومصر لإحياء المفاوضات

مستشار ماكرون: مندهشون لزوبعة إسرائيل تجاه الاعتراف بفلسطين
مستشار ماكرون: مندهشون لزوبعة إسرائيل تجاه الاعتراف بفلسطين

الجزيرة

timeمنذ 4 ساعات

  • الجزيرة

مستشار ماكرون: مندهشون لزوبعة إسرائيل تجاه الاعتراف بفلسطين

عبّر أوفير برونشتاين، مستشار الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لشؤون الشرق الأوسط ، عن استغرابه الشديد من ردّ الفعل الإسرائيلي الحاد تجاه إعلان فرنسا نيتها الاعتراف بالدولة الفلسطينية، معتبرا أن تلك الخطوة تأتي امتدادا لمسار سياسي بدأ منذ أشهر ولا يحمل ما يستدعي كل هذا التصعيد الدبلوماسي. وقال برونشتاين، في مقابلة مع قناة الجزيرة، إن باريس فوجئت من حجم الاستياء الإسرائيلي واستدعاء سفيرها لجلسة توبيخ، رغم أن المبادرة الفرنسية ليست مفاجئة وتمثل استمرارا لموقف ثابت منذ أكثر من 4 عقود يدعو لحل الدولتين. وأوضح أن المساعي الفرنسية جاءت في إطار محاولة وضع حد للحرب المستمرة في غزة، لا سيما أن هذه الحرب باتت بلا جدوى وتُلحق الضرر بالجميع، مشيرا إلى أن الجيش الإسرائيلي يخسر جنودا بشكل يومي دون أن يتمكن من تحرير الرهائن. ولفت إلى أن فرنسا طالبت مرارا بوقف إطلاق النار وإطلاق سراح الرهائن، وأنها تجد صعوبة في فهم أسباب الغضب الإسرائيلي من تصريحات الرئيس ماكرون، الذي جدّد دعم بلاده لقيام الدولة الفلسطينية كسبيل وحيد لإنهاء الصراع. وأضاف أن القيادة الفلسطينية نفسها باتت أكثر وضوحا في توجهها نحو إعادة بناء السلطة الوطنية وتوسيع شرعيتها، مما يعزز من مصداقية المسار الدبلوماسي الذي تتبناه فرنسا، ويؤكد أن المبادرة الفرنسية ليست انحيازا بل استجابة لرؤية دولية متماسكة. تحريك المبادرات وفي معرض رده على سؤال حول قدرة فرنسا على التأثير، شدد برونشتاين على أن بلاده ليست طرفا هامشيا، بل دولة دائمة العضوية في مجلس الأمن، وقادرة على تحريك المبادرات، خاصة إذا تعلق الأمر بوقف المجاعة في غزة ووقف عمليات التهجير القسري. وأوضح أن مفتاح التحرك الفعلي يبدأ بوقف الحرب، وهو ما يتطلب من الأطراف كافة التحرك دون تأخير، معتبرا أن إصرار إسرائيل على مواصلة العمليات العسكرية رغم الكلفة البشرية الباهظة يجب أن يخضع للمساءلة الدولية. وأشار إلى أن إسرائيل تصرّ على ربط وقف الحرب بتحرير الرهائن، فيما تواصل حركة حماس هجماتها التي تسفر عن سقوط جنود إسرائيليين، مما يضع الاحتلال أمام اختبار حقيقي بشأن أهدافه من استمرار القتال. وقال إن فرنسا ترفض تجاهل انتهاك القانون الدولي تحت أي ذريعة، وتدعو إلى ممارسة الضغط على إسرائيل من أجل احترام التزاماتها، مضيفا أن الصمت الدولي لم يعد مبررا في ظل تفاقم الكارثة الإنسانية في غزة. وردا على سؤال حول الرسالة التي توجهها فرنسا لإسرائيل، شدد برونشتاين على أن الموقف الفرنسي واضح ومكرّر منذ أشهر: يجب وقف الحرب، وتحرير الرهائن، وإدخال المساعدات الإنسانية فورا، دون شروط. موقف واضح وأعرب عن أسفه لأن أحدا لا ينصت، لا في إسرائيل ولا في حماس، رغم وضوح الموقف الفرنسي، مضيفا أن تبادل الاتهامات بين الطرفين يفرض ضرورة العودة إلى الوسطاء في مصر وقطر للوقوف على حقيقة ما يجري. وقال إن المطلوب من إسرائيل الآن هو الالتزام بما وعدت به من قبل، والانخراط في الاتفاق، لا سيما بعد تصفيتها لعدد من قادة حماس، معربا عن أمله في أن توافق بقية القيادة على مغادرة القطاع إلى دول عرضت استقبالهم. وأثار قرار فرنسا الاعتراف بدولة فلسطينية عند انعقاد الجمعية العامة للأمم المتحدة في سبتمبر/أيلول تنديدا من إسرائيل والولايات المتحدة، وسط استمرار حرب الإبادة الجماعية التي ترتكبها قوات الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة. وبعث الرئيس الفرنسي برسالة إلى رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس شدد فيها على أن باريس باتخاذها خطوة الاعتراف تنوي "تقديم مساهمة حاسمة من أجل السلام في الشرق الأوسط" و"ستحشد كل شركائها الدوليين الراغبين في المشاركة".

38 قتيلا في هجوم على كنيسة بالكونغو الديمقراطية
38 قتيلا في هجوم على كنيسة بالكونغو الديمقراطية

الجزيرة

timeمنذ 5 ساعات

  • الجزيرة

38 قتيلا في هجوم على كنيسة بالكونغو الديمقراطية

قتل 38 شخصا في هجوم شنته "القوات الديمقراطية المتحالفة"، التي توصف بأنها موالية لتنظيم الدولة الإسلامية ، على كنيسة كاثوليكية في مدينة كوماندا بمقاطعة إيتوري شمال شرق الكونغو الديمقراطية. وقال مسؤولون -اليوم الأحد- إن مسلحين من الفصيل الذي شكله متمردون أوغنديون سابقون وبايع تنظيم الدولة، هاجموا الكنيسة بواسطة الأسلحة النارية والبيضاء. وأشاروا إلى أن المهاجمين اقتحموا الكنيسة التي كان يقام فيها قداس وقتلوا المتواجدين فيها بالرصاص والفؤوس. وأسفر الهجوم عن إصابة 15 شخصا آخرين، في حين ما يزال عدد من الأشخاص مفقودين، وفقا للمصادر نفسها. وأكد متحدث باسم الجيش في إيتوري الهجوم، وقال إنه تم تحديد المهاجمين بأنهم من متمردي القوات الديمقراطية المتحالفة. وتعد مدينة كوماندا التي وقع فيها الهجوم الدامي مركزا تجاريا يربط 3 مقاطعات أخرى هي تشوبو وشمال كيفو ومانيما في شرق الكونغو الديمقراطية. ووقع آخر هجوم نفذته القوات الديمقراطية المتحالفة في فبراير/شباط وأسفر عن مقتل 23 شخصا في منطقة مامباسا. ومنذ 2019، أعلن تنظيم الدولة الإسلامية مسؤوليته عن عدد من هجمات هذا الفصيل الذي يطلق عليه "الدولة الإسلامية- ولاية وسط أفريقيا". ومنذ العام 2021، بدأت عملية عسكرية مشتركة بين القوات الكونغولية والأوغندية لاستهداف عناصر القوات الديمقراطية المتحالفة في الأراضي الكونغولية، لكن الهجمات الدامية لم تتوقف، ويقدر ضحاياها بالآلاف.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store