
بين الدعم والتحفظ.. أوروبا تؤيد إسرائيل وتخشى التصعيد مع طهران.. فرنسا: لا نشارك في الهجوم.. لكننا مع تقليص قدرات إيران النووية
رغم التوترات المتصاعدة بين الدول الأوروبية وإسرائيل بسبب الحرب المستمرة في غزة، أعلنت كل من فرنسا والمملكة المتحدة وألمانيا دعمها "حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها" ضد التهديد النووي الإيراني. هذا الموقف الأوروبي جاء ليعكس معادلة دقيقة تجمع بين الإقرار بحقوق إسرائيل الأمنية والتمسك بالدعوة إلى ضبط النفس وتفضيل الخيار الدبلوماسي.
في تطور لافت يوم الجمعة، سارعت الدول الأوروبية الثلاث إلى إعلان تضامنها مع إسرائيل عقب الهجوم الإسرائيلي الواسع على أهداف داخل إيران. جاء هذا في وقت لا تزال العلاقات بين أوروبا ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو تعاني من توترات واضحة، خصوصًا بسبب العمليات العسكرية الإسرائيلية في قطاع غزة، التي أثارت انتقادات متزايدة في العواصم الأوروبية.
المستشار الألماني فريدريش ميرز كان من أوائل القادة الذين أكدوا "حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها"، مشددًا في ذات الوقت على ضرورة منع إيران من امتلاك أسلحة نووية. من جانبه، أشار رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر إلى أن المملكة المتحدة تتفهم "القلق المزمن" من البرنامج النووي الإيراني. أما الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، فقد أبدى دعم بلاده "لعمليات الحماية والدفاع" عن إسرائيل في حال وقوع هجمات انتقامية، مع التأكيد على أن فرنسا لن تنخرط في أي عمليات هجومية.
موقف مزدوج
ماكرون أوضح أن دعم فرنسا لإسرائيل ليس "دعمًا غير مشروط ولا غير محدود"، في إشارة إلى أن باريس تحتفظ بمسافة معينة عن السياسة الإسرائيلية، رغم الاعتراف بحق تل أبيب في حماية أمنها. وأكد ماكرون أن الضربات الإسرائيلية الأخيرة "قلّصت قدرات التخصيب النووي الإيراني"، وحققت – بحسب وصفه – "تأثيرات إيجابية" في تعطيل البرنامج الإيراني.
ومع ذلك، لم يتردد ماكرون في الإشارة إلى أن بلاده "لم تشارك" في تلك الضربات ولم توافق على "الحاجة إلى عملية عسكرية"، متمسكًا بالموقف الفرنسي التقليدي الذي يُفضل الحلول الدبلوماسية على التصعيد العسكري. وأكد أن العالم "لا يمكن أن يتعايش مع إيران نووية"، خاصة في ظل دعم طهران لموسكو في الحرب ضد أوكرانيا.
أوروبا بين الحل الدبلوماسي ودعم إسرائيل
الموقف الأوروبي بدا متناقضًا مع جهود باريس ولندن وبرلين السابقة التي كانت تدعو صراحة إلى استئناف المفاوضات مع طهران، بهدف إحياء الاتفاق النووي المبرم عام ٢٠١٥. الأوروبيون كانوا من أبرز الأطراف الذين سعوا خلال السنوات الماضية إلى منع إسرائيل من شن هجوم عسكري على إيران، حتى في حال غياب الدعم الأمريكي.
لكن في الأسابيع الأخيرة، وبعد استبعاد الأوروبيين من قنوات التفاوض المباشر بين واشنطن وطهران، بدأ الموقف يتغير تدريجيًا، أصبح الحذر الأوروبي من اتفاق "سطحي ومتسرع" يتفاوض عليه البيت الأبيض من دون تنسيق مع الحلفاء الأوروبيين واضحًا، لا سيما مع تولي المبعوث الأمريكي ستيف ويتكوف ملف التفاوض، وهو شخصية لا تحظى باحترام كبير في الأوساط الدبلوماسية الأوروبية، على عكس المفاوضين الإيرانيين المخضرمين.
في المقابل، عززت باريس ولندن وبرلين مشاوراتها مع إسرائيل، ووفق مصادر دبلوماسية أوروبية، هناك قناعة متزايدة بأن البرنامج النووي الإيراني وصل إلى مرحلة متقدمة تستدعي اتخاذ إجراءات صارمة. داخل بعض الدوائر السياسية في باريس تحديدًا، بدأت تبرز مواقف لا تستبعد تأييد ضربات إسرائيلية محدودة إذا كانت كفيلة بتجميد البرنامج الإيراني لعقد من الزمن دون أن تشعل حربًا إقليمية شاملة.
موقف فرنسي يثير الجدل
لكن هذا التحول لم يمر من دون انتقادات. هيلويز فاييه، الباحثة في المعهد الفرنسي للعلاقات الدولية والمتخصصة في قضايا الردع النووي، اعتبرت أن الموقف الفرنسي يثير "الشكوك"، خاصة أن الضربات استهدفت منشآت نووية داخل دولة ذات سيادة، وهو أمر محفوف بالمخاطر الجيوسياسية.
جزء من هذا التغير غير المتوقع في الموقف الفرنسي يعود إلى تعثر المساعي الأوروبية لإعادة إحياء الاتفاق النووي الموقع في فيينا عام ٢٠١٥.
فالاتفاق الذي يُفترض أن تنتهي صلاحيته في أكتوبر المقبل يتضمن إعادة فرض عقوبات على طهران في حال عدم إحراز تقدم ملموس. ومع ذلك، يبدو أن طهران لم تعد تخشى هذا السيناريو، حيث رجّحت تحليلات غربية أن ترد إيران بالانسحاب من معاهدة حظر الانتشار النووي إذا أعيد فرض العقوبات عليها.
الاتفاق لم يعد كافيًا
في السياق ذاته، ترى كيلسي دافنبورت، مديرة سياسة منع الانتشار النووي في جمعية الحد من التسلح الأمريكية، أن التهديد الإيراني بالانسحاب من معاهدة حظر الانتشار النووي لم يعد تهديدًا نظريًا، بل احتمال واقعي إذا استمر التصعيد الحالي.
ويخلص بعض الخبراء إلى أن المفاوضات التي كانت تراهن عليها باريس ولندن وبرلين لم تكن لتؤدي إلى تفكيك حقيقي للبرنامج النووي الإيراني، بل كان أقصى ما يمكن تحقيقه هو استعادة عمليات التفتيش الروتينية وتمديد المدة الزمنية المتاحة أمام القوى الغربية للتصرف في حال تجاوزت طهران حدود التخصيب المسموحة.
في المحصلة، الموقف الأوروبي الحالي يعكس براجماتية مقلقة: دعم لإسرائيل في الدفاع عن نفسها مع الاحتفاظ بتحفظات سياسية، وشكوك متزايدة حول جدوى الحلول الدبلوماسية مع إيران. أوروبا تبدو اليوم وكأنها تقف على خيط رفيع بين دعم الحليف الإسرائيلي والبحث عن حل سياسي يمنع المنطقة من الانزلاق إلى مواجهة كبرى.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الاتحاد
منذ 18 دقائق
- الاتحاد
ترامب يحضر عرضاً عسكرياً في واشنطن
حضر الرئيس الأميركي دونالد ترامب في واشنطن عرضاً عسكرياً وتزامنت إقامته مع عيد ميلاده الـ79. وأدى ترامب التحية العسكرية مع صعوده والسيدة الأولى ميلانيا إلى منصة ضخمة أمام البيت الأبيض. وأقيم العرض احتفالا بالذكرى الـ250 لتأسيس الجيش الأميركي والذي صادف أيضا أن أنه يوم عيد ميلاد ترامب. وخرجت تظاهرات إلى الشوارع في نيويورك ولوس أنجلوس وشيكاغو وفيلادلفيا وهيوستن وأتلانتا ومئات المدن الأميركية الأخرى. وبدأ العرض بإطلاق 21 طلقة مدفعية تحية لترامب، تلاها تقديم علم وطني له من قبل فريق مظليين تابع للجيش هبط من السماء. وتمركزت دبابتان ضخمتان من طراز أبرامز أمام المنصة التي كان يجلس عليها ترامب. ومر بعد ذلك جنود بأزياء وأسلحة تمثل عصورا مختلفة من تاريخ الولايات المتحدة، وكان المذيع يروي الانتصارات في الحروب الماضية.وكان ترامب قد اعتبر على شبكته الاجتماعية "تروث سوشيال" بأن هذا يوم "عظيم لأميركا".


العين الإخبارية
منذ 2 ساعات
- العين الإخبارية
«فوردو».. سر طلب إسرائيل مساعدة أمريكية ضد إيران
كشف موقع "أكسيوس" الأمريكي أن إسرائيل تسعى لإقناع واشنطن بالانخراط في المواجهة مع إيران للقضاء على برنامجها النووي. وأوضح أن إسرائيل طلبت من إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب خلال الـ48 ساعة الماضية "الانضمام إلى الحرب مع إيران"، وفقًا لما أكده مسؤولان إسرائيليان. وذكر "أكسيوس" أن إسرائيل تفتقر إلى القنابل الخارقة للتحصينات والطائرات القاذفة الثقيلة اللازمة لتدمير موقع التخصيب في "فوردو" المحصن الذي يقع في عمق الأرض وداخل جبل في قم. وفي المقابل، تمتلك الولايات المتحدة هذه القدرات. وأضاف "أكسيوس": "لكن إدارة ترامب حتى الآن نأت بنفسها عن العملية الإسرائيلية، واعتبرت أن أي رد إيراني باستهداف مصالح أمريكية سيكون غير مشروع. أي هجوم مباشر على إيران ولو اقتصر الدور الأمريكي على قصف موقع واحد من شأنه أن يورّط الولايات المتحدة مباشرة في الحرب". وقال مسؤول إسرائيلي لموقع "أكسيوس" إن الولايات المتحدة قد تنضم إلى العملية، مشيرًا إلى أن ترامب ألمح خلال محادثة حديثة مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى استعداده لفعل ذلك إذا لزم الأمر. لكن مسؤولًا في البيت الأبيض نفى ذلك. وأكد مسؤول أمريكي ثانٍ يوم السبت أن إسرائيل حثّت الإدارة على الانخراط في الحرب، لكن واشنطن لا تدرس هذا الخيار حاليًا. وقال مسؤول كبير في البيت الأبيض لموقع "أكسيوس": "لدينا القدرة على التفاوض من أجل حل سلمي ناجح لهذا الصراع إذا كانت إيران مستعدة. الطريق الأسرع لتحقيق السلام هو أن تتخلى إيران عن برنامجها النووي". وقال سفير إسرائيل لدى الولايات المتحدة، يحيئيل لايتر، لشبكة "فوكس نيوز": "العملية بأكملها يجب أن تكتمل فعليًا بالقضاء على منشأة فوردو". وقد أثار مسؤولون إسرائيليون فكرة مشاركة الولايات المتحدة في ضرب "فوردو" مع نظرائهم الأميركيين منذ بداية العملية. وأكد مصدر إسرائيلي أن الولايات المتحدة تدرس الطلب، وأن تل أبيب تأمل في أن يوافق ترامب على الانضمام. لكن ترامب قال بعد اتصال هاتفي مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتن أمس السبت إن "الحرب بين إسرائيل وإيران يجب أن تنتهي". ماذا نعرف عن "فوردو"؟ موقع فوردو للتخصيب موجود تحت الأرض وداخل جبل في قم، وبالتالي ربما يكون محميا بشكل أفضل. لم يسمح الاتفاق الذي تسنّى التوصل إليه عام 2015 مع القوى الكبرى لإيران بالتخصيب في فوردو على الإطلاق. لدى إيران الآن أكثر من ألفي جهاز طرد مركزي تعمل هناك، ومعظمها من أجهزة آي.آر-6 المتقدمة التي يعمل 350 جهازا منها على التخصيب حتى نسبة نقاء 60%. في عام 2009، أعلنت الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا أن إيران كانت تبني منشأة فوردو سرا لسنوات، وأنها تقاعست عن إبلاغ وكالة الطاقة الذرية. قال الرئيس الأمريكي الأسبق باراك أوباما: "لا يتفق حجم منشأة فوردو وتكوينها مع برنامج سلمي". aXA6IDgyLjI2LjIzMC4xNzgg جزيرة ام اند امز LV


سبوتنيك بالعربية
منذ 7 ساعات
- سبوتنيك بالعربية
ترامب يبلغ نتنياهو باحتمال انضمام أمريكا إلى العملية العسكرية ضد إيران
ترامب يبلغ نتنياهو باحتمال انضمام أمريكا إلى العملية العسكرية ضد إيران ترامب يبلغ نتنياهو باحتمال انضمام أمريكا إلى العملية العسكرية ضد إيران سبوتنيك عربي كشف مسؤول إسرائيلي، اليوم الأحد، أن "إسرائيل طلبت من الولايات المتحدة الانضمام إلى الحرب ضد إيران من أجل القضاء على برنامجها النووي". 14.06.2025, سبوتنيك عربي 2025-06-14T23:10+0000 2025-06-14T23:10+0000 2025-06-14T23:11+0000 بنيامين نتنياهو دونالد ترامب أخبار إسرائيل اليوم إسرائيل إيران أخبار إيران الحرس الثوري الإيراني الولايات المتحدة الأمريكية العالم وقال مسؤول إسرائيلي لموقع "أكسيوس" الأمريكي، إن "الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أبلغ رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن الولايات المتحدة قد تنضم إلى العملية العسكرية ضد إيران إذا لزم الأمر".وأوضح المسؤول أن "الولايات المتحدة قد تنضم إلى العملية، فقد اقترح الرئيس ترامب أنه سيفعل ذلك إذا لزم الأمر في محادثة هاتفية مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو"، مشيرا إلى أن "مسؤولاً كبيرًا في البيت الأبيض أكد أمس، أن هذا الاحتمال قائمًا".وشنت إسرائيل، فجر أمس الجمعة، ضربات جوية مفاجئة ضد إيران في عملية أطلقت عليها اسم "الأسد الصاعد"، استهدفت مواقع عسكرية ومنشآت نووية، أهمها منشأة نطنز الرئيسية لتخصيب اليورانيوم.وأدت الضربات إلى مقتل عدد من العلماء النوويين والقادة العسكريين البارزين والمسؤولين الإيرانيين، أبرزهم قائد الحرس الثوري حسين سلامي، ورئيس أركان الجيش محمد باقري، وقائد القوات الجوية والفضائية في الحرس الثوري أمير علي حاجي زاده.وردا على الهجمات الجوية التي شنتها إسرائيل ضد أهداف إيرانية، أعلنت إيران بدء عملية "الوعد الصادق 3" التي تضمنت قصف تل أبيب بمئات الصواريخ.وأظهرت لقطات متداولة مشاهد لدمار وصفته بعض التقارير بأنه غير مسبوق في تل أبيب، بينما قال وزير الدفاع الإسرائيلي إن إيران خرقت الخطوط الحمراء بإطلاق الصواريخ على مناطق مدنية، على حد وصفه، مضيفا: "مستمرون في الدفاع عن مواطني إسرائيل والنظام الإيراني سيدفع ثمنا كبيرا لقاء أفعاله".وأكد الحرس الثوري الإيراني أن العملية تضمنت قصف عشرات الأهداف والمواقع العسكرية في إسرائيل، ردًا على الهجوم الإسرائيلي واسع النطاق على إيران اليوم.وجاء في بيان للحرس الثوري الإيراني: "في أعقاب العدوان والعمليات العدوانية التي قام بها الكيان الإرهابي الصهيوني الوحشي هذا الصباح ضد مناطق إيرانية... بدأ الحرس الثوري الإسلامي رده الساحق والدقيق ضد عشرات الأهداف والمراكز العسكرية والقواعد الجوية للكيان الصهيوني الغاصب في الأراضي المحتلة، وأطلق على هذه العملية "الوعد الصادق 3". إسرائيل إيران أخبار إيران الولايات المتحدة الأمريكية سبوتنيك عربي +74956456601 MIA 'Rossiya Segodnya' 252 60 2025 سبوتنيك عربي +74956456601 MIA 'Rossiya Segodnya' 252 60 الأخبار ar_EG سبوتنيك عربي +74956456601 MIA 'Rossiya Segodnya' 252 60 1920 1080 true 1920 1440 true 1920 1920 true سبوتنيك عربي +74956456601 MIA 'Rossiya Segodnya' 252 60 سبوتنيك عربي بنيامين نتنياهو, دونالد ترامب, أخبار إسرائيل اليوم, إسرائيل, إيران, أخبار إيران, الحرس الثوري الإيراني, الولايات المتحدة الأمريكية, العالم