
أخبار العالم : أزمة طلاب هارفارد الأجانب: الخوف والقلق ومعركة من أجل حرية التعليم الأكاديمي
الجمعة 30 مايو 2025 11:00 مساءً
نافذة على العالم - صدر الصورة، EPA
Article information Author, نادية الهريمي
Role, بي بي سي - واشنطن
قبل 46 دقيقة
ترفرف رايات هارفارد القرمزية الشهيرة فوق مبان الحرم الجامعي خلال أسبوع التخرج. ففي الوقت الذي كان يُفترض فيه أن يحتفل آلاف الطلاب بتخرجهم، يجد الطلاب الأجانب أنفسهم وسط عاصفة من التوتر السياسي والمعارك القانونية وغموض عميق بشأن مستقبلهم في الولايات المتحدة.
بذلت إدارة ترامب جهوداً واسعة لمنع جامعة هارفارد من تسجيل طلاب أجانب، متهمة إياها بتشجيع معاداة السامية، وانتهاك القوانين الفيدرالية، وعدم الامتثال لشروط برنامج تأشيرات الطلاب. وقد ألغت وزارة الأمن الداخلي اعتماد هارفارد ضمن برنامج الطلاب والزوار الأجانب، ما يعني عملياً حرمانها من استضافة طلاب أجانب.
وقالت قاضية فيدرالية في بوسطن يوم الخميس إنها ستصدر أمراً بوقف تنفيذ هذا الحظر مؤقتاً، ما منح هارفارد مهلة قصيرة. في المقابل، منحت إدارة ترامب الجامعة مهلة 30 يوماً لتقديم مستندات وأدلة تثبت تعاونها مع مطالب الحكومة.
تصاعد الضغوط من البيت الأبيض
شهد يوم التخرج هذا الأسبوع في هارفارد مظاهر احتجاج رمزية، حيث ارتدى الطلاب زهوراً بيضاء تضامناً مع زملائهم الأجانب. وعلى عكس العام الماضي، عندما واجه قادة الجامعة انتقادات بسبب طريقة تعاملهم مع الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين، قوبل الرئيس آلان جاربر بتصفيق حار لدفاعه عن الجامعة.
لكن الضغوط من واشنطن تتصاعد. فقد أعلن وزير الخارجية ماركو روبيو أن الولايات المتحدة ستبدأ بإلغاء تأشيرات بعض الطلاب الصينيين ضمن حملة أوسع تستهدف الطلاب الأجانب في جميع أنحاء الولايات المتحدة. وعلى الرغم من أن القرار لا يقتصر على هارفارد، إلا أنه يزيد من حالة الخوف وعدم اليقين في الحرم الجامعي.
وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قد طالب جامعة هارفارد مؤخراً بتسليم معلومات عن طلابها الأجانب، قائلاً: "نريد قائمة بأسماء هؤلاء الطلاب الأجانب وسنحدد ما إذا كانوا يشكلون خطراً. البعض سيكون جيداً على الأرجح، وأعتقد أنه في حالة هارفارد سيكون هناك الكثير من السيئين. كما أن لديهم مشكلة خطيرة في معاداة السامية، وهذا يجب أن يتوقف فوراً."
"نُعامَل كأدوات في صراع سياسي"
التعليق على الصورة،
ماتياس إيسمان، طالب دنماركي
بالنسبة للطلاب مثل ألفريد ويليامسون، وهو طالب دنماركي في جامعة هارفارد، فإن هذه الإجراءات تمسهم شخصياً. يقول: "نُستخدم كأدوات في لعبة لا نتحكم فيها. نحن عالقون بين إدارة الجامعة والبيت الأبيض."
ماتياس إيسمان، طالب دنماركي آخر يدرس الماجستير في الإدارة العامة، عبّر عن خيبة أمله قائلاً: "لقد عشت في أمريكا ثلاث مرات، وكنت أشعر بالترحيب دائماً، حتى الآن. لا زلت أؤمن بأمريكا، وأعتقد أن الأمور ستتغير، لكن عندما يُقال لي إن الجامعة التي استضافتني لم يعد مسموحاً لها بذلك، فمن الصعب البقاء."
حلم في مهب الريح
التعليق على الصورة،
خالد إمام، وهو زميل تدريسٍ مصري يبلغ من العمر 30 عامًا في كلية كينيدي بجامعة هارفارد
بالنسبة لخالد إمام، وهو زميل تدريس مصري يبلغ من العمر 30 عاماً في كلية كينيدي بجامعة هارفارد، فإن قرارات الإدارة تمس حلماً طالما راوده. قال للبي بي سي: "في مايو أيار 2024 حصلت على درجة الماجستير في الإدارة العامة من هارفارد. لم يكن الطريق سهلاً، لكنني اخترت هارفارد لجودة التعليم والتزامها بالقيادة العامة."
بعد التخرج، بقي خالد كزميل تدريسي في هارفارد ساعياً لنقل المعرفة التي يكتسبها إلى الشرق الأوسط. وأثناء عطلته الصيفية الحالية في مصر لزيارة عائلته، وجد نفسه فجأة في حالة من عدم اليقين بشأن مستقبله في جامعة هارفارد، " عندما سمعت عن قرار الإدارة بحظر قبول الطلاب والباحثين الأجانب، شعرت بإحباط شديد. وحتى الآن، لا أعلم ما إذا كان بإمكاني العودة لمواصلة عملي."
حرية التعليم الأكاديمي تحت التهديد
التعليق على الصورة،
أستاذ العلوم الحكومية في هارفارد ستيف ليفيتسكي
يقول أستاذ العلوم الحكومية في هارفارد ستيف ليفيتسكي إن اتهامات الإدارة ما هي إلا مبررات سياسية، "ما نشهده هو محاولة منهجية لإضعاف استقلال التعليم الأكاديمي." ويؤكد أن مستوى معاداة السامية في هارفارد أقل من المعدلات العامة في الولايات المتحدة، بما في ذلك مؤسسات كبرى مثل الحزب الجمهوري، "لا يوجد دليل موثوق على انتشار معاداة السامية في الجامعة."
"خسارة لأمريكا أيضًا"
التعليق على الصورة،
نيكولا فاون، طالب دراسات عليا فرنسي
نيكولا فاون، وهو طالب دراسات عليا فرنسي، قرر هو الآخر مغادرة الولايات المتحدة عائداً إلى أوروبا مع أسرته. قال: "جئنا إلى هنا ونحن نفكر في البقاء، لكن الوضع أصبح غير مستقر للغاية." مضيفاً: "نعرف طلاباً قرروا بالفعل عدم الالتحاق بهارفارد بسبب حالة عدم اليقين." يعتقد فاون أن مهاجمة مؤسسة مثل هارفارد قد يُرضي شريحة من الناخبين الأمريكيين، لكنه يرى أن هذه السياسة ستُضر بمكانة البلاد على المدى البعيد، حيث تعتمد الولايات المتحدة منذ فترة طويلة على جذب المواهب العالمية.
أبعد من هارفارد
تتجاوز التداعيات حدود حرم الجامعة في كامبريدج. إذ يساهم الطلاب أجانب بما يُقدّر بــ 40 مليار دولار سنوياً في الاقتصاد الأمريكي. وفي جامعة هارفارد، يشكلون حوالي 25 بالمئة من إجمالي الطلاب، وتزيد النسبة في بعض البرامج الدراسية العليا.
وأشار البروفيسور ليفيتسكي إلى أن الأمر لا يتعلق بهارفارد فقط، بل بمستقبل التعليم والديمقراطية أمريكا. محذراً من أن السماح للحكومة بمعاقبة الجامعات لأسباب سياسية يمثل سابقة خطيرة.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


المشهد العربي
منذ 36 دقائق
- المشهد العربي
البيت الأبيض يرسل مقترحا إلى إيران بشأن اتفاق
أرسلت الولايات المتحدة الى إيران مقترحا بشأن اتفاق نووي وصفه البيت الأبيض بأنه "مقبول" و "من مصلحتها" قبوله، بحسب وسائل إعلام أميركية السبت. ويأتي هذا بعد تقرير للوكالة الدولية للطاقة الذرية اتهم طهران بتسريع وتيرة إنتاج اليورانيوم العالي التخصيب. وأعلن وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي أنه تلقّى "عناصر مقترح أميركي" من نظيره العماني خلال زيارته لطهران السبت. وأوردت صحيفة نيويورك تايمز أن كارولاين ليفيت المتحدثة باسم البيت الأبيض قالت "أرسل المبعوث الخاص ويتكوف اقتراحا مفصلا ومقبولا للنظام الإيراني، ومن مصلحته قبوله". وأشارت الصحيفة نقلا عن مسؤولين مطلعين على المحادثات الدبلوماسية أن الاقتراح عبارة عن سلسلة من النقاط الموجزة وليس مسودة كاملة.


الدستور
منذ ساعة واحدة
- الدستور
وسط رفض بيئي.. ترامب يعتزم إعادة إحياء مشروع غاز طبيعي في ألاسكا
يزور ثلاثة مسئولين في الإدارة الامريكية 'ألاسكا' هذا الأسبوع، في إطار سعيها لحفر آبار النفط في محمية الحياة البرية الوطنية في القطب الشمالي، وإعادة إحياء مشروع غاز طبيعي مُتعثر منذ سنوات، وذلك وسط رفض من جماعات البيئة. خطط ترامب ويزور اليوم الأحد، ألاسكا كلا من وزير الداخلية دوغ بورغوم، ووزير الطاقة كريس رايت، ومدير وكالة حماية البيئة لي زيلدين، بعد أن وقّع الرئيس الامريكي دونالد ترامب أمرًا تنفيذيًا في وقت سابق من هذا العام يهدف إلى تعزيز حفر آبار النفط والغاز والتعدين وقطع الأشجار في ألاسكا. ووفقا لما نقلته وكالة اسوشيتدبرس فإن قرار ترامب يأتي في الوقت الذي فرض فيه رسوم جمركية مع الدول الآسيوية، والتي تُعتبر وسيلة ضغط محتملة للإدارة لتأمين استثمارات في مشروع الغاز الطبيعي المُسال المُقترح في ألاسكا. يتضمن برنامج اليوم الأحد، اجتماعا مع مجموعات تنمية الموارد وعضوي مجلس الشيوخ الأمريكي دان سوليفان وليزا موركوفسكي في أنكوريج، قبل التوجه إلى أوتكياجفيك، وهي بلدة قطبية تقع على المنحدر الشمالي الغني بالنفط، حيث يرى العديد من قادة سكان ألاسكا الأصليين أن تطوير النفط أمر حيوي اقتصاديًا للمنطقة. كما يخطط المسؤولون الفيدراليون لزيارة حقل نفط برودهو باي يوم الإثنين - بالقرب من ساحل المحيط المتجمد الشمالي، وعلى بُعد أكثر من 850 ميلًا (1368 كيلومترًا) شمال أنكوريج - وإلقاء كلمة في المؤتمر السنوي للطاقة الذي ينظمه الحاكم الجمهوري مايك دنليفي يوم الثلاثاء في أنكوريج. رفض بيئي ومن المتوقع أن يشارك ممثلون حكوميون وصناعيون من عدد من الدول الآسيوية، بما فيها اليابان، في جزء من الرحلة، مما يعكس ضغوطًا من الولايات المتحدة للاستثمار في خط الأنابيب - على الرغم من تشكيك ومعارضة الجماعات البيئية. في ألاسكا، انتقد بعض دعاة حماية البيئة جدول أعمال مؤتمر دنليفي. وصرح آندي موديورو، كبير مديري السياسات في رابطة ألاسكا للحياة البرية، بأن تسليط الضوء على الوقود الأحفوري إلى جانب الطاقة المتجددة أو البديلة 'يجعل مصادر الطاقة القديمة تبدو أكثر شرعية في مؤتمر كهذا'. وأضاف: "أعتقد أنه ينبغي علينا البحث عن حلول مناخية تناسب سكان ألاسكا، لا محاولة فتح آفاق جديدة في أماكن تتجاهلها الصناعة، وتحديدًا ملجأ القطب الشمالي".


أخبار اليوم المصرية
منذ ساعة واحدة
- أخبار اليوم المصرية
«العين المصابة» تسرق الأضواء من وداع إيلون ماسك للبيت الأبيض
هيمن سؤال واحد على مؤتمر توديع إيلون ماسك الصحفي في المكتب البيضاوي: كيف حصل أغنى رجل في العالم على تلك العين المصابة ؟ وبحسب صحيفة «ذا تليجراف» البريطانية، فإن الكدمة السوداء حول عين ماسك كانت بمثابة "الباندا في الغرفة" التي طغت على كل شيء آخر خلال مؤتمره الوداعي بعد انتهاء فترة الـ130 يوماً التي قضاها على رأس إدارة الكفاءة الحكومية. الكدمة الغامضة تهيمن على 41 دقيقة طوال 41 دقيقة كاملة من المؤتمر الصحفي، بقي السؤال الأهم معلقاً في الهواء دون إجابة، كما ذكرت "ذا تليجراف". الصحفيون المتمرسون في البيت الأبيض ركزوا على أسئلة سياسية حول خطط الميزانية ومحادثات أوكرانيا، بينما وجهوا لماسك أسئلة مجاملة حول صعوبة استعمار المريخ مقارنة بتقليص الإنفاق الحكومي. وسط هذا التجاهل المؤقت للموضوع الأبرز، تضاربت التكهنات حول سبب الإصابة، هل كانت نتيجة مشادة مع زوجة الرئيس الفرنسي على متن طائرة؟ أم بسبب اشتباك جسدي مع وزير الخزانة الأمريكي كما ترددت بعض التقارير؟ أم أن وجهه ببساطة "الأكثر قابلية للضرب في واشنطن" كما تساءلت الصحيفة البريطانية بسخرية. تفسير ماسك البسيط يثير الشكوك وأخيراً، وبشكل شبه اعتذاري، طُرح السؤال المنتظر حول "موضوع الكدمة". أجاب ماسك بهدوء: "كنت ألعب مع X الصغير"، مشيراً إلى ابنه البالغ خمس سنوات، "وقلت له: تعال، اضربني في وجهي. وفعل ذلك،" لكن "ذا تليجراف" علقت ساخرة: "وإذا كنت تصدق ذلك، فلدي عملة دوجي كوين لأبيعها لك". هذا التفسير البسيط لم يقنع المراقبين، خاصة وأن التوقيت جاء وسط تكهنات حول علاقة ماسك بالإدارة وإشاعات حول صراعات داخلية في البيت الأبيض. ترامب يسرق الأضواء من "رفيقه الأول" رغم أن المناسبة كانت مخصصة رسمياً لتوديع ماسك والاحتفال بإنجازاته، إلا أن ترامب حوّلها إلى منصة لعرض نجاحاته الشخصية، إذ طلب إحضار حاسوب محمول لعرض مقطع إخباري من شبكة " سي ان بي سي" يشيد بأدائه الاقتصادي، حيث قال المحرر ريك سانتيلي: "لا أعتقد أنني رأيت من قبل عجز التجارة ينخفض إلى النصف في شهر واحد". وبينما كان ترامب يستمتع بالثناء، جلس ماسك بجانبه مرتدياً قبعة سوداء وقميص "دوجي فاذر" الأسود، يبدو كما وصفته "ذا تليجراف" وكأنه "حكم في دوري البيسبول الصغير". وخلال المؤتمر، تطرق ترامب لمواضيع متنوعة شملت نصائح زوجية وفرص السلام في غزة وإمكانية العفو عن ديدي، بينما بقي ماسك في الخلفية. الأمر الأكثر إثارة للانتباه هو التغيير الجذري في دور ماسك مقارنة ببداية فترته. فعندما قُدم للإعلام في فبراير الماضي، هيمن على المشهد في المكتب البيضاوي، متحدثاً مع الصحفيين وجاعلاً الرئيس مجرد مراقب في مقر سلطته الخاص، بحسب "ذا تليجراف". لكن يوم الجمعة، قضى ماسك معظم وقت وداعه كـ"ممثل دور ثانوي في عرض أكبر"، حيث طغت عليه كدمته وإنجازات ترامب المعلنة، وحتى عندما أكد الأخير أن "الرفيق الأول" سيستمر في تقديم النصح لإدارة "دوجي"، قائلاً "لدي شعور بأنها طفله"، بدا الأمر وكأنه محاولة لتهدئة الأجواء أكثر من اعتراف حقيقي بأهمية ماسك.