
هل انهارت مفاوضات الدوحة؟
يبدو أن مبعوث ترامب، لجأ لنفس الحيلة هذه المرة، بإعلان انسحاب واشنطن من مفاوضات الدوحة، بعد جولة استمرت نحو ثلاثة أسابيع. ترامب كرر نفس السيناريو، إذا خرج بتصريحات يهدد فيها بالموت والدمار، ويحث إسرائيل على التحرك للقضاء على حركة حماس.
لكن الأمر مختلف هذه المرة، فقد بدا أن جميع الأطراف بمن فيهم إسرائيل قد فوجئوا بإعلان ويتكوف الانسحاب من المفاوضات. صحيح أن حكومة نتنياهو كانت قد أعلنت سحب طاقمها من الدوحة، لكنها أعلنت أن هدف الخطوة، التشاور، بالنظر لاقتراب المفاوضات من مرحلة الحسم النهائي.
واللافت أيضا أن إعلان ويتكوف، جاء بعد اجتماع منسق في مدينة سردينيا مع رئيس الوزراء القطري، ووزير نتنياهو الأكثر قربا، رون ديرمر، وسط انطباع كان سائدا بأن اللقاء يمهد لإعلان وشيك عن هدنة في غزة.
ولقد تردد الحديث عن الاتفاق الوشيك على ألسنة المسؤولين الأميركيين والإسرائيليين خلال الأيام الماضية مرات عديدة.
ووسط حيرة المراقبين في تفسير سر الانقلاب في الموقف الأميركي، لم يتأخر التوضيح من جانب مسؤولين إسرائيليين، ومقربين من دائرة ترامب. بوضوح بالغ صرح أكثر من مسؤول إسرائيلي، إن هدف الخطوة الأميركية الضغط على حماس للموافقة على الصيغة المقدمة من الوسطاء. وجاء التأكيد الأهم على صحة هذا التقدير من طرف المبعوث الأميركي بشارة بحبح، الذي قال لقناة العربية إن "ويتكوف انحاز لنتنياهو ربما كوسيلة ضغط على حماس"!
ما من شك أن حركة حماس المضطربة داخليا، قد تلكأت في الرد على مقترحات الوسطاء لاعتبارات تتعلق بصعوبات التواصل مع القيادات الميدانية في غزة، وما تسرب من معلومات عن خلافات بين القيادات في الدوحة وغزة، حول شروط الهدنة ووقف إطلاق النار.
لكن هذا العامل لم يكن حاسما لجهة إفشال حماس لمفاوضات الدوحة، نظرا للوضع الكارثي الذي يعيشه سكان القطاع، وما تتحمله الحركة من مسؤولية عما آلت إليه الأوضاع هناك. وحاجتها الماسة لوقف فوري لإطلاق النار، ودخول المساعدات الإنسانية للتخفيف من الأزمة تلام عليها.
نتنياهو لم يكن تحت ضغوط داخلية تستدعي تدخلا أميركا لمساعدته، وحركة حماس لم تعد تملك قدرة واسعة على المناورة تسمح لها برفض اتفاق تدعمه قطر ومصر والولايات المتحدة، وقيادات الحركة في الدوحة. فلماذا إذن اتخذ ويتكوف هذا الموقف المتهور، وأهدر فرصة كانت وشيكة لتسجيل نجاح دبلوماسي لإدارة صديقه ترامب؟!.
قد لا تعدو الخطوة الأميركية، مجرد استعراض إعلامي، لتسريع المفاوضات، خاصة وأن المبعوث الأميركي مثل رئيسه سرعان ما يصاب بالملل من الدبلوماسية المتأنية، وجولات التفاوض. وقد ظهر ذلك جليا في ملف الأزمة الأوكرانية الروسية، حيث لم يعد ويتكوف يكترث فيها مع أنه عين في الأصل مبعوثا خاصا بهذا الملف.
المرجح وفق، مراقبين، أن تصريحات ترامب وويتكوف عن الانسحاب من المفاوضات، مجرد كلام يتطاير في الهواء مثل كثير من تصريحات ترامب التي لا تتوقف على مدار الساعة. وأن المفاوضين سيعودون إلى الدوحة من جديد، هذا إن غادروها أصلا.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


رؤيا
منذ 39 دقائق
- رؤيا
القوات المسلحة الأردنية تنفذ إنزالات جوية جديدة للمساعدات على غزة بمشاركة دولية
نفذت القوات المسلحة الأردنية، اليوم الجمعة، عملية إنزال جوي جديدة لإيصال مساعدات غذائية وإنسانية إلى قطاع غزة، من خلال سبع طائرات، اثنتان تابعتان لسلاح الجو الملكي الأردني، بالإضافة إلى طائرة لكل من جمهورية ألمانيا الاتحادية، ودولة الإمارات العربية المتحدة، ومملكة بلجيكا، ومملكة هولندا، وجمهورية فرنسا، محمّلة بنحو (67) طناً من المواد الإغاثية. وبذلك يرتفع عدد الإنزالات الجوية التي نفذتها القوات المسلحة الأردنية على قطاع غزة إلى ( 146) إنزالاً جوياً، و(308) إنزالاً نُفذت بالتعاون مع دول شقيقة وصديقة، حملت على متنها ( 507) طناً منذ عودة الإنزالات الجوية في ٢٧ من شهر تموز الماضي

عمون
منذ 39 دقائق
- عمون
روسيا: خطة إسرائيل لاحتلال كامل غزة انتهاك لقرارات الأمم المتحدة
عمون - أدانت وزارة الخارجية الروسية، اليوم الجمعة، خطط إسرائيل لاحتلال كامل قطاع غزة، مبينة أن تلك الخطط تعتبر انتهاكا واضحا لجميع قرارات الأمم المتحدة والقانون الدولي. وقالت الخارجية الروسية في بيان صحفي، إن "نائب المندوب الروسي الدائم لدى الأمم المتحدة دميتري بوليانسكي، أكد موقف روسيا واعتبارها أن خطة إسرائيل لاحتلال قطاع غزة بالكامل ستكون خطوة في الاتجاه الخاطئ.. إن موقف روسيا هو نفسه موقف معظم الدول الأعضاء في مجلس الأمن الدولي، الذي تعتبر هذه الخطة سيئة للغاية وفي الاتجاه الخاطئ.. إن حل الدولتين هو الخيار الوحيد لتحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة".


رؤيا
منذ 39 دقائق
- رؤيا
ميرتس: ألمانيا ستوقف تصدير المعدات العسكرية لتل ابيب رداً على خطة السيطرة على غزة
ميرتس: لن تسمح الحكومة الألمانية بأي صادرات للمعدات العسكرية التي يمكن أن تستخدم في قطاع غزة علن السياسي الألماني البارز، فريدريش ميرتس، يوم الجمعة، بأن ألمانيا ستوقف تصدير المعدات العسكرية التي قد تستخدم في حرب غزة، لتل ابيب، وذلك رداً على خطة الدولة العبرية للسيطرة على مدينة غزة. ويمثّل هذا الموقف تحوّلاً جذرياً في التوجهات السياسية الألمانية تجاه الاحتلال التي كانت برلين من أبرز حلفائها الدوليين. وقال ميرتس إن فهم كيف يمكن لخطة جيش الاحتلال المساعدة في تحقيق أهداف مشروعة هو أمر "يزداد صعوبة". وأضاف: "في ظل هذه الظروف، لن تسمح الحكومة الألمانية بأي صادرات للمعدات العسكرية التي يمكن أن تستخدم في قطاع غزة حتى إشعار آخر". وتابع أنه "مع العملية المخطط لها، تتحمّل حكومة الاحتلال مسؤولية أكبر" لتقديم المساعدات للمدنيين في غزة، مجدداً الدعوة للسماح لـ"منظمات الأمم المتحدة وغيرها من المؤسسات غير الحكومية" بالوصول بشكل شامل إلى القطاع. يأتي هذا التصريح في وقت تتفاقم فيه المخاوف الدولية حيال معاناة الفلسطينيين في غزة، حيث تحذّر الأمم المتحدة ومنظمات إغاثية من خطر المجاعة.