
تبادل ثان للسجناء بين موسكو وواشنطن
واشنطن (أ ف ب) – أجرت الولايات المتحدة وروسا الخميس ثاني عملية تبادل سجناء منذ وصول دونالد ترامب إلى البيت الأبيض، في إشارة إضافية إلى تحسن العلاقات بين القوتين العظميين بمبادرة من واشنطن.
وتزامن التبادل مع انعقاد لقاء روسي أميركي جديد في إسطنبول، وهو علامة أخرى على التقارب.
تم في أبوظبي بالإمارات العربية المتحدة تبادل المواطنة الروسية الأميركية كسينيا كاريلينا التي حُكم عليها بالسجن لمدة 12 عاما بتهمة 'الخيانة' في روسيا في عام 2024، بالمواطن الألماني الروسي آرثر بتروف.
وقال وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو في منشور على منصة إكس إن 'الأميركية كسينيا كاريلينا استقلت الطائرة التي تعيدها الى الولايات المتحدة. لقد سجنتها روسيا ظلما لأكثر من عام ونجح الرئيس (دونالد) ترامب في الإفراج عنها'، من دون أن يشير إلى عملية تبادل سجناء.
وأكد محاميها ميخائيل موشايلوف لوكالة فرانس برس الإفراج عنها.
بدوره، أعلن جهاز الأمن الفدرالي الروسي الخميس تبادل كسينيا ببتروف الذي أوقف في 2023 بتهمة تصدير مكونات إلكترونية الى روسيا في شكل غير قانوني.
ورحبت وزارة الخارجية الإماراتية باختيار أبوظبي، ما يعكس 'علاقات الصداقة الوثيقة' مع القوتين العظميين، معربة في بيان عن أملها في المساهمة في 'دعم مساعي خفض التوتر'.
– اجتماع في اسطنبول –
أفادت صحيفة وول ستريت جورنال أن مدير وكالة الاستخبارات المركزية (سي آي إيه) جون راتكليف ومسؤولا كبيرا في الاستخبارات الروسية قادا المفاوضات بشأن عملية التبادل.
وقالت متحدثة باسم 'سي آي إيه' للصحيفة الأميركية إن 'هذا التبادل يظهر أهمية الحفاظ على التواصل مع روسيا، رغم الصعوبات الجمة التي تواجه علاقاتنا الثنائية'. وأضافت 'ننظر إلى هذا التبادل باعتباره خطوة إيجابية إلى الأمام'.
عملية تبادل السجناء هذه هي الثانية منذ عودة دونالد ترامب إلى البيت الأبيض في كانون الثاني/يناير، بعد أن قاد تقاربا بين البلدين مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين.
واتفقت القوتان على إصلاح شامل لعلاقاتهما الثنائية المتضررة بشدة بسبب سنوات من التوترات التي بلغت ذروتها منذ عام 2022 وبداية الهجوم الروسي على أوكرانيا المدعومة من واشنطن.
وعقدت عدة اجتماعات ثنائية بالفعل، وبدأت محادثات جديدة بين الروس والأميركيين بشأن تفعيل البعثات الدبلوماسية للبلدين الخميس في إسطنبول خلف أبواب مغلقة في القنصلية الروسية، وفق ما أفاد صحافي من وكالة فرانس برس خارج المبنى.
وقال مصدر روسي لوكالة أنباء ريا نوفوستي الخميس 'ستكون المناقشات معمقة وستستمر عدة ساعات، ولكن من غير المرجح أن تكون مطولة' مثل تلك التي جرت في 27 شباط/فبراير.
– 50 دولارا –
ولدت كسينيا كاريلينا عام 1991، وحُكم عليها في عام 2024 بالسجن لمدة 12 عاما بسبب تبرعها بحوالى خمسين دولارا لمنظمة أوكرانية.
وقالت محكمة روسية إن هذه الأموال 'استخدمت لشراء معدات طبية وأسلحة وذخيرة من قبل القوات المسلحة الأوكرانية'.
كانت كاريلينا تقيم في كاليفورنيا، وأوقفت أثناء زيارة عائلتها في روسيا، وقد أنكرت الاتهامات التي وجهها لها القضاء الروسي.
من جانبه، اتهم القضاء الأميركي آرثر بتروف الحامل للجنسيتين الألمانية والروسية بتصدير مكونات إلكترونية بشكل غير قانوني إلى روسيا للاستخدام العسكري، في انتهاك للعقوبات التي فرضتها واشنطن على موسكو بسبب النزاع في أوكرانيا.
وبحسب السلطات الأميركية، كان بتروف يمتلك شركة واجهة في قبرص حيث أوقف في آب/أغسطس 2023 قبل تسليمه إلى الولايات المتحدة.
في منتصف شباط/فبراير، وبعد أول مكالمة بين فلاديمير بوتين ودونالد ترامب منذ عودة الملياردير إلى البيت الأبيض، تم إطلاق سراح كالوب واين بايرز، وهو أميركي يبلغ 28 عاما أوقف في مطار موسكو لنقله حلوى تحتوي على القنب.
وفي أوائل شباط/فبراير، قامت واشنطن وموسكو بتبادل المدرس الأميركي مارك فوغل بخبير الكمبيوتر الروسي ألكسندر فينيك.
ثم في الأول من آب/أغسطس 2024، جرت أكبر عملية تبادل منذ نهاية الحرب الباردة بين القوتين المتنافستين، وأسفرت عن إطلاق سراح صحافيين، من بينهم مراسل صحيفة وول ستريت جورنال إيفان غيرشكوفيتش، ومعارضين محتجزين في روسيا مقابل إطلاق سراح جواسيس روس مفترضين محتجزين في الغرب.
ولا يزال عدد من الأميركيين محتجزين في السجون الروسية، وتدين واشنطن 'احتجاز الرهائن' لتأمين إطلاق سراح روس من بينهم جواسيس مفترضون مسجونون في الغرب.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


موقع كتابات
منذ 2 ساعات
- موقع كتابات
'الكاتب' الإيرانية تكشف .. ظلال 'إسرائيل' الثقيلة على المفاوضات !
خاص: ترجمة- د. محمد بناية: تبدأ اليوم في 'روما' جلسات الجولة الخامسة من المفاوضات بين 'إيران' و'الولايات المتحدة الأميركية'، وهي جولة بالغة الأهمية والحساسية؛ لا سيّما بعد تصاعد وتيرة الاختلاف بين الطرفين بشأن تخصيّب (اليورانيوم). بحسّب ما استهل 'صابر گل عنبري'؛ تحليله المنشور على قناة (الكاتب) الإيرانية على تطبيق (تلغرام). كذا يتخذ وجود المتغيَّر الإسرائيلي في هذه الجولة شكلين وإطارين؛ ويبدو أكثر بروزًا وثقلًا من أي وقت مضى، الأول: تسّريب معلومات (موجهة) على مشارف هذه الجولة من المفاوضات حول نية 'إسرائيل' قصف المنشآت النووية الإيرانية حال فشل المفاوضات، والثاني: وجود مسؤولين رفيعي المستوى هما: رئيس (الموساد) ووزير الشؤون الاستراتيجية في 'روما'، ولقاء 'ستيف ويتكوف'؛ على هامش المفاوضات 'الإيرانية-الأميركية'. إسرائيل داخل المباحثات النووية.. ومما لا شك فيه إن 'إسرائيل' تُعارض دبلوماسية؛ 'دونالد ترمب'، مع 'إيران'، ووصّف 'بنيامين نتانياهو' انطلاق مارثون المفاوضات: بـ'الضربة السياسية للشرق الأوسط'، لكن هذا لا يعني أن 'ترمب' تخلى تمامًا عن 'إسرائيل'، وتجاهل أمنها، أو أنه سيوقّع اتفاقًا يضَّر بمصالحها. لكن يبدو أنه استطاع اقناع 'نتانياهو' و'إسرائيل' بضرورة التفاوض والدبلوماسية، في المقابل يبدو أنه قدم وعدًا بعدم التوقّيع على اتفاق لا يُراعي المخاوف الإسرائيلية. ولا يمكن الحكم الآن على مدى التزامه بهذا الوعد؛ وسوف يُظهر مسّار المفاوضات ومصّيرها في المستقبل؛ لكن المطالبة بتصّفير تخصيّب (اليورانيوم)، خاصة منذ الجولة الثالثة من المفاوضات، بعكس مواقف 'ويتكوف' الأولية يؤشر إلى التحرك في هذا الاتجاه. ومن غير الواضح أيضًا طبيعية قرار 'ترمب' نفسه مستقبلًا للخلاص من عقدة تخصّيب (اليورانيوم)، لكن من المنظور الإسرائيلي فقد سلكت 'الولايات المتحدة' المسّار الدبلوماسي، ومن ثم فإن أي اتفاق قد يكون خيارًا مطلوبًا كبديل عن الخيار العسكري ضد المنشآت النووية الإيرانية وتصّفير التخصيّب، وهو ما تراه 'إسرائيل' كمرحلة انتقالية نحو إنهاء البرنامج النووي الإيراني. رسائل إسرائيلية مؤثرة.. وتسّريب (أكسيوس) وغيرها من وسائل الإعلام؛ 'معلومات' بشأن اقتراب موعد الهجوم الإسرائيلي، بالتزامن مع الجولة الخامسة من المفاوضات، يُمثّل للوهلة الأولى محاولة لدفع أجندة تحقيق الشرط المذكور سلفًا من خلال هذه الرسالة التي مفادها أنه إذا لم توافق 'طهران' على تصّفير (اليورانيوم)، وبالتالي انهيار المفاوضات، فسوف تتعرض للهجوم. والأكثر من هذه التهديدات؛ أن 'إسرائيل' لم تغبّ مطلقًا عن المفاوضات 'الإيرانية-الأميركية'، ولطالما كانت مشاركة بشكلٍ غير مباشر؛ إما عن طريق أن يضعها 'البيت الأبيض' في قلب التفاصيل، أو عبر الحصول على المعلومات، لكن اتخذ وجود 'إسرائيل' منذ بداية مفاوضات إدارة 'ترمب' مع 'إيران' شكلًا مختلفًا يُعتبر غير مسبّوق نسبيًا. الاطلاع الدائم والحضور المستمر.. فكل يوم من جولة المفاوضات الثانية في 'روما'، التقى رئيس (الموساد) ووزير الشؤون الاستراتيجية، في 'باريس'، 'ويتكوف'، كما كشفت مصادر أميركية عن نزول؛ 'ران درمر'، يوم 19 نيسان/إبريل الماضي، في نفس الفندق محل إقامة 'ويتكوف' في 'روما'. واليوم أيضًا يتواجد هذان المسؤولان الإسرائيليان البارزان في 'روما'. وهذا الوجود قد يعكس للوهلة الأولى خوف 'تل أبيب' الكبير من احتمال تحرك فريق 'ترمب' على مسّار إبرام اتفاق غير مرغوب مع 'طهران'، ولذلك تسّعى إلى مراقبة مسّار المفاوضات عن كثب، والمسَّاهمة عبر المشاورات أثناء المفاوضات الإيرانية مع 'ويتكوف' في الحيلولة دون انحراف المفاوضات عن المسّار الإسرائيلي المرغوب. لكن بالوقت نفسه؛ قد تكون موافقة 'الولايات المتحدة' على الحضور المكثف للفريق الإسرائيلي في محل إجراء المفاوضات، والمشاورات مع 'ويتكوف' خطوة تهدف إلى طمأنة 'تل أبيب' بعدم التوقّيع على أي اتفاق مع 'إيران' يتجاهل المصالح الإسرائيلية، وأن هذا ما يمكن أن يتابعوه عن كثب. من هذا المنطلق، فإن لغز ضغط 'الولايات المتحدة' لتغيّير مكان المفاوضات من 'مسقط'؛ (مكان إيران المفضل)، إلى مكان آخر في 'أوروبا'، كان يهدف (بعكس بعض التبريرات والمزاعم الأولية بما في ذلك بُعد مسقط وقرب أوروبا لتنقل 'ويتكوف' وغيرها)، إلى تسهيّل حضور الفريق الإسرائيلي، وبالفعل تحقق ذلك منذ الجولة الثانية. مما سبق يمكن القول: إن ظلال 'إسرائيل' على المفاوضات 'الإيرانية-الأميركية' أثقل من ذي قبل، والآن علينا انتظار ما تتمخض عنه الجولة الخامسة من المفاوضات، هل تنتهي كالجولة الرابعة بالاتفاق على استمرار المفاوضات ؟.. أم يتحقق تقدم مهم من خلال طرح أفكار وعملية لحل المشكلة الخلافية الأساسية وهي تخصّيب (اليورانيوم) ؟.. أم نشهد طريقًا مسدودًا وبالتالي توقف المفاوضات ؟


شفق نيوز
منذ 6 ساعات
- شفق نيوز
إدارة ترامب تطرد عشرات الموظفين في مجلس الأمن القومي بشكل مفاجئ
شفق نيوز/ أفادت وسائل إعلام أمريكية، يوم السبت، بقيام إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، إعطاء أكثر من 100 مسؤول في مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض، إجازة إدارية، وذلك في إطار إعادة هيكلة المجلس تحت قيادة مستشار الأمن القومي المؤقت، وزير الخارجية ماركو روبيو. ونقلت وسائل إعلام أمريكية عن مسؤولين، قولهم إن "إدارة ترامب طردت عشرات الموظفين من مجلس الأمن القومي الأمريكي بشكل مفاجئ، أمس الجمعة"، مشيرين إلى أن "ترامب يريد إبقاء روبيو، في منصب مستشار الأمن القومي بالإنابة لأطول فترة ممكنة". وأضاف المسؤولون أن "خطط إعادة هيكلة مجلس الأمن القومي الأمريكي تشمل خفض عدد العاملين إلى أقل من 150 موظفا، وتتضمن أيضا تقليص عدد اللجان التابعة للمجلس". ونقلت الوسائل، عن المسؤولين الأمريكيين، إن "ترامب وروبيو، يسعيان إلى إجراء إصلاح شامل لمجلس الأمن القومي التابع للبيت الأبيض"، مشيرين إلى أن "روبيو يخطط لخفض عدد موظفي مجلس الأمن القومي الأمريكي إلى النصف من أصل 350 موظفا حاليا". وأردف المسؤولون أن "روبيو يخطط لنقل العديد من صلاحيات مجلس الأمن القومي الأمريكي إلى وزارة الخارجية والبنتاغون"، لافتين إلى أن "مهام مجلس الأمن القومي بعد إصلاحه ستكون التنسيق والتشاور وليس تنفيذ السياسة الأمريكية". وكان جيه دي فانس، نائب الرئيس الأمريكي، قد صرح بأن الرئيس دونالد ترامب، "لم يفقد الثقة في مايك والتز، الذي رشحه ممثلًا دائمًا له لدى الأمم المتحدة، بعد إعفائه من منصبه مستشارا للأمن القومي". وقال فانس في تصريحات لشبكة "فوكس نيوز" الأمريكية، إن والتز "موضع ثقة مني ومن الرئيس. والرئيس معجب بوالتز في الواقع". وأضاف روبيو أن "ترامب يعتقد بأن والتز، سيكون أكثر فائدة بصفته مندوبًا لواشنطن لدى الأمم المتحدة"، مؤكدًا أن تغيير منصبه لا علاقة له بفضيحة الدردشة عبر تطبيق "سيغنال". وأشار فانس أيضًا إلى أن المنصب المعروض على والتز "يمكن اعتباره ترقية، نظرًا لأن المرشحين لمنصب الممثل الدائم للأمم المتحدة، يتم الموافقة عليهم من قبل مجلس الشيوخ، على عكس مستشار الأمن القومي". وعقب قرار ترامب، كتب والتز، في منشور عبر حسابه على منصة "إكس": "يشرفني أن أواصل خدمتي للرئيس ترامب وأمتنا العظيمة". فيما ذكرت شبكة "سي بي إس" الأمريكية، نقلًا عن مصادرها، أنه من المقرر أن يترك مستشار الأمن القومي الأمريكي مايك والتز، ونائبه أليكس وونغ، منصبيهما، وذلك على خلفية تسريب محادثات سرية بين كبار المسؤولين الأمريكيين تتعلق بخطط عسكرية أمريكية حول الضربات على اليمن، فيما بات يعرف إعلاميا بـ"فضيحة سيغنال". وفي وقت سابق، أطلق مكتب المفتش العام لوزارة الدفاع الأمريكية، تحقيقًا في استخدام وزير الدفاع الأمريكي بيت هيغسيث، لتطبيق "سيغنال"، في أعقاب الفضيحة التي أحاطت بتسريب مناقشات أجراها مسؤولون في إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بشأن الضربات في اليمن. وفي 24 مارس/آذار الماضي، قال رئيس تحرير مجلة "أتلانتيك"، جيفري غولدبرغ، إنه تلقى في 11 مارس/آذار الماضي، طلبًا عبر تطبيق "سيغنال" وانتهى به الأمر في دردشة ناقشت فيها الحكومة الأمريكية توجيه ضربات لجماعة "أنصار الله" في شمال اليمن. وبحسب غولدبرغ، فإن المجموعة التي يطلق عليها "مجموعة الحوثيين المقربة من السياسيين"، كانت تستضيف "مناقشة سياسية شملت حسابات تحت أسماء نائب الرئيس الأمريكي جيه دي فانس، ووزير الدفاع الأمريكي بيت هيغسيث، والمستشار السابق للأمن القومي في البيت الأبيض مايك والتز، ومسؤولين آخرين". وأكد العديد منهم تواجدهم في الدردشة، لكنهم أصروا على عدم تبادل أي معلومات سرية عبر التطبيق.


شفق نيوز
منذ 7 ساعات
- شفق نيوز
الفوضى تتفشى في غزة بينما ينتظر "السكان اليائسون" وصول الطعام
تسببت كمية الغذاء المحدودة التي وصلت إلى غزة بعد رفع الحصار الإسرائيلي جزئياً، في انتشار الفوضى، مع استمرار انتشار الجوع بين سكان القطاع. فقد اكتظت المخابز التي توزع الطعام بالحشود وأُجبرت على الإغلاق يوم الخميس، وفي الليل هاجم لصوص مسلحون قافلة مساعدات، ما أدى إلى تبادل إطلاق النار مع مسؤولي أمن حماس، الذين استهدفتهم غارة لطائرة إسرائيلية مُسيرة، بحسب شهود عيان. وتؤكد الحادثة التي وقعت في وسط غزة، ورواها شهود عيان وصحفيون محليون ومسؤولون من حماس لبي بي سي، على تدهور الوضع الأمني في غزة، حيث انهارت حكومة حماس وعمّت الفوضى. ووقعت الحادثة أثناء توجه قافلة مكونة من 20 شاحنة تحمل الدقيق من معبر كرم أبو سالم إلى مستودع تابع لبرنامج الغذاء العالمي في مدينة دير البلح، ودخلت القطاع بتنسيق من برنامج الغذاء العالمي. ورافق القافلة ستة عناصر من أمن حماس عندما تعرضت لكمين نصبه خمسة مسلحين مجهولين، أطلقوا النار على إطارات الشاحنة وحاولوا الاستيلاء على حمولتها. وقال شهود عيان لبي بي سي نيوز إن فريق التأمين التابع لحماس اشتبك مع المهاجمين في تبادل إطلاق نار قصير. وبعد وقت قصير من بدء الاشتباك، استهدفت طائرات إسرائيلية مُسيرة فريق حماس بأربعة صواريخ، ما أدى إلى مقتل ستة ضباط وإصابة آخرين. EPA وأصدرت حماس بياناً أدانت فيه الهجوم ووصفته بأنه "مجزرة مروعة"، متهمة إسرائيل باستهداف الأفراد المكلفين بحماية المساعدات الإنسانية عمداً. بينما رد الجيش الإسرائيلي ببيان قال فيه إن إحدى طائراته حددت هوية "عدد من المسلحين، من بينهم إرهابيون من حماس"، بالقرب من شاحنات مساعدات إنسانية في وسط غزة "وضربت المسلحين بعد التعرف عليهم". وأضاف الجيش الإسرائيلي أنه سيبذل "كل الجهود الممكنة لضمان عدم وصول المساعدات الإنسانية إلى أيدي المنظمات الإرهابية". وسمحت إسرائيل بمرور كمية صغيرة من الغذاء إلى غزة هذا الأسبوع؛ حيث عبرت حوالي 130 شاحنة محملة بالمساعدات إلى داخل القطاع في الأيام الثلاثة الماضية، بعد أن رفع الجيش الإسرائيلي جزئياً الحصار المستمر منذ 11 أسبوعاً. وتقول الأمم المتحدة إن غزة تحتاج إلى ما بين 500 إلى 600 شاحنة من الإمدادات يومياً. وحذرت وكالات دولية، منها الأمم المتحدة وبرنامج الأغذية العالمي، مرارا وتكرارا من أن انعدام الأمن المتزايد يعوق توصيل الإمدادات الغذائية والطبية التي يحتاجها السكان بشدة، ومعظمهم من النازحين داخل غزة. وتقول إسرائيل إن الحصار يهدف إلى الضغط على حماس لإطلاق سراح الرهائن الذين ما زالوا محتجزين في غزة، كما اتهمت حماس أيضاً بسرقة الإمدادات، وهو ما نفته الحركة. وأكد برنامج الأغذية العالمي نهب 15 شاحنة مساعدات تابعة له مساء الخميس، قائلاً إن "الجوع واليأس والقلق حول إمكان وصول المساعدات الغذائية يساهم في تفاقم انعدام الأمن". ودعت المنظمة الدولية إسرائيل إلى المساعدة في ضمان المرور الآمن للإمدادات. وكتب فيليب لازاريني، رئيس وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، على منصة إكس، أنه لا ينبغي أن "يتفاجأ" أحد "أو يشعر بالصدمة" من نهب المساعدات؛ لأن "أهل غزة يعانون الجوع والحرمان من الأساسيات مثل المياه والأدوية لأكثر من 11 أسبوعاً". وقبل دخول قافلة المساعدات يوم الخميس، تجمع فلسطينيون غاضبون وجائعون خارج المخابز في غزة، في محاولة يائسة للحصول على الخبز، لكن سرعان ما تحول الوضع إلى حالة من الفوضى، ما اضطر السلطات إلى وقف التوزيع. كما اضطرت معظم المخابز لتعليق عملياتها، مشيرة إلى انعدام الأمن. وأعرب العديد من السكان في مختلف أنحاء غزة عن شعورهم بالإحباط المتزايد، بسبب طريقة توزيع المساعدات، وانتقدوا برنامج الأغذية العالمي الذي يشرف على تسليم الأغذية. وطالب البعض بتوزيع الدقيق مباشرة على السكان بمعدل كيس واحد لكل أسرة، بدلاً من توزيعه على المخابز لإنتاج الخبز وتوزيعه على السكان. ويقول السكان المحليون إن توزيع الدقيق سوف يسمح للأسر بالخبز في المنازل أو في الخيام، ما سيكون "أكثر أماناً من الانتظار في مراكز المساعدات المزدحمة." EPA كما تحدث فلسطينيون على الأرض عن انهيار الخدمات الأساسية وتفاقم الأزمة الإنسانية، التي يواجهها من يعيشون وسط القتال أو أجبروا على ترك منازلهم، في ظل استمرار الجيش الإسرائيلي في تصعيد عملياته العسكرية ضد حماس. ومن داخل أحد مخيمات النازحين في المواصي جنوبي قطاع غزة، قال عبد الفتاح حسين لبي بي سي، عبر تطبيق واتساب، إن الوضع "يزداد سوءاً" بسبب عدد الموجودين في المنطقة. وأضاف، وهو أب لطفلين، أنه "لا توجد مساحة" في المواصي، كما أن الجيش الإسرائيلي أمر سكان المنطقة بمغادرة منازلهم التوجه إلى مكان آمن. وأكد أنه "لا يوجد كهرباء ولا طعام ولا مياه شرب كافية ولا أدوية متاحة"، والغارات الجوية المتكررة، خاصة أثناء الليل، تفاقم المعاناة". ووصف حسين شاحنات المساعدات القادمة بأنها "قطرة في بحر احتياجات سكان غزة." وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، قد أعلن في وقت سابق من هذا الأسبوع أنه سيُسمح أخيراً بدخول بعض الإمدادات "الأساسية" فقط من الاحتياجات إلى القطاع. وحذرت المنظمات الإنسانية من أن كمية الغذاء التي دخلت غزة في الأيام الأخيرة لا تقترب حتى من الكمية المطلوبة لإطعام نحومليوني فلسطيني يعيشون هناك، في حين قالت الأمم المتحدة إن نحو 500 شاحنة كانت تدخل القطاع في المتوسط يومياً قبل الحرب. وحذرت منظمات إنسانية من مجاعة "تهدد قطاع غزة على نطاق واسع." وقال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، إن 400 شاحنة حصلت على الموافقة لدخول غزة هذا الأسبوع، لكن الإمدادات التي دخلت جُمِعت من 115 شاحنة فقط، مضيفا أنه لم يصل شيء "إلى الشمال المحاصر" حتى الآن. ورغم وصول بعض الطحين/الدقيق وأغذية الأطفال والإمدادات الطبية إلى غزة، وبدء بعض المخابز في الجنوب العمل مرة أخرى، قال غوتيريش إن ذلك يعادل "ملعقة صغيرة من المساعدات بينما هناك حاجة إلى طوفان من المساعدات". وأضاف أن "هناك إمدادات محملة على 160 ألف منصة متنقلة، تكفي لملء نحو 9 آلاف شاحنة، مازالت في الانتظار". وقالت رضا، وهي قابلة تعمل على توليد الحوامل من خلال جمعية مشروع الأمل الخيرية في دير البلح، إن النساء يأتين إليها في حالة إغماء، ويلجأن إلى طلب مساعدتها بسبب عدم تناول أي طعام حتى وجبة الإفطار. وأضافت أن الكثير من النساء يحصلن على وجبة واحدة فقط في اليوم، ويعيشن على البسكويت عالي الطاقة الذي تقدمه لهم الجمعية الخيرية. وتضيف القابلة: "بسبب سوء التغذية، دائماً ما تشكو النساء من عدم حصول أطفالهن على ما يكفي من المكملات الغذائية من الرضاعة، ولا يتوقفوا عن البكاء. إنهم يحتاجون دائماً إلى الرضاعة الطبيعية، لكن الصدور خالية من اللبن". أما صبا ناهض النجار، فهي مراهقة تعيش في خان يونس، حيث أمر الجيش الإسرائيلي بإخلاء جماعي للمنطقة في وقت سابق من هذا الأسبوع، تمهيداً لعملية عسكرية "غير مسبوقة" هناك، بحسبه. وقالت صبا إن عائلتها بقيت في منزلها المدمر جزئياً، مضيفة "صدر أمر إخلاء لمنطقتنا، لكننا لم نغادر لأننا لا نجد مكاناً آخر نذهب إليه". وتابعت: "لا يوجد عدد كبير من المواطنين في المنطقة. النازحون ينامون في الشارع ولا يوجد طعام. الظروف متدهورة وصعبة للغاية". وقالت المراهقة الفلسطينية في رسالة عبر تطبيق واتساب، وهي تكاد تكون الطريقة الوحيدة للتحدث إلى الناس في غزة لأن الجيش الإسرائيلي يمنع الصحفيين من دخولها، إن "القصف مستمر بطريقة وحشية". وأكدت أنه لم يتبق لها ولأسرتها سوى القليل، مضيفة: "ليس لدينا طعام، ولا دقيق، ولا أي ضروريات أساسية للحياة".