
خطة نتنياهو لـ"اليوم التالي" في غزة تقود إسرائيل إلى مأزق استراتيجي آخر
بدت خطة نتنياهو كأنها رد على الإعلان المشترك الذي صدر الأسبوع الماضي عن جامعة الدول العربية والاتحاد الأوروبي، وتضمّن تأكيد الدور المركزي للسلطة الفلسطينية، ودعوة لـ"حماس" كي تسلم أسلحتها للسلطة، "بانخراط ودعم دوليين، انسجاماً مع هدف قيام دولة فلسطينية مستقلة وذات سيادة".
وأكد وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي قبل أيام أن بلاده منفتحة على فكرة قيام قوة عربية بحفظ السلام في غزة، لكن بشرط أن يتم ذلك في سياق عملية سياسية تؤدي إلى قيام دولة فلسطينية، لا نتيجة للأعمال العسكرية.
وعملياً، تتطلب الخطة الإسرائيلية استدعاء عشرات الآلاف من جنود الاحتياط، ورصد أكثر من ستة مليارات دولار لتمويل العمليات العسكرية، فضلاً عن أوامر إخلاء لنحو 800 ألف فلسطيني من مدينة غزة وحدها.
وفوق هذا وذاك، لا تحظى خطة الحكومة بتأييد رئيس الأركان الجنرال إيال زامير، الذي حذر من أن تنفيذها لا يهدّد مصير 20 أسيراً إسرائيلياً لا يزالون على قيد الحياة فحسب، بل يعني السير نحو "الفخ الذي نصبته حماس". وكذلك يواجه الجيش الإسرائيلي مشاكل عدة، مثل تناقص أعداد جنود الاحتياط الذين يلبّون الاستدعاءات المتكررة إلى الخدمة على مدى 22 شهراً، إضافة إلى نقص في الذخائر وارتفاع نسبة الجنود الذين يقدمون على الانتحار بعد انتهاء خدمتهم في غزة.
وبالأرقام، ثبت أن 148 أسيراً إسرائيلياً، من أصل 250 نُقلوا إلى غزة في 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023، قد أُفرج عنهم أحياءً بواسطة الديبلوماسية، مقارنة مع 8 فقط نجح الجيش الإسرائيلي في استعادتهم في عمليات خاصة.
ومما يعزز فرضية البعد السياسي لقرار توسيع الحرب، أنه ليست المرة الأولى التي يعد فيها نتنياهو بشن عمليات جديدة بزعم إجبار "حماس" على إطلاق الأسرى وتسليم سلاحها والخروج من القطاع. حدث ذلك في نيسان/أبريل 2024، عندما جرف الجيش الإسرائيلي رفح ومحيطها واقتحم مجدداً شمال غزة، وحدث ذلك أيضاً في آذار/مارس الماضي، عند استئناف نتنياهو العمليات العسكرية بعد انتهاء هدنة الشهرين.
في مواجهة هذا المأزق الاستراتيجي، لجأ نتنياهو إلى سلاح التجويع، الذي ارتدّ على إسرائيل بعد انتشار صور مرعبة لأجساد أطفال وشيوخ يتساقط عنها اللحم بفعل الجوع، ما جعل دولاً غربية وأخرى داعمة لإسرائيل تقرر الاعتراف بدولة فلسطين في الخريف. وحتى ألمانيا، التي تُعدّ من أكثر الدول تردداً في اتخاذ قرارات تستفز إسرائيل بسبب الماضي النازي، قررت بعد الإعلان عن خطة احتلال مدينة غزة الجمعة فرض حظر على إرسال أسلحة إلى تل أبيب من الممكن استخدامها في الهجوم. وأعقب ذلك صدور بيان السبت عن وزراء خارجية إيطاليا وأستراليا وألمانيا ونيوزيلندا وبريطانيا، ينتقد مجدداً قرار السيطرة على مدينة غزة. وكذلك فعلت روسيا والصين.
وعلى رغم مصادقة المجلس الوزاري المصغر على احتلال مدينة غزة، يرى بعض المراقبين أن المدة الفاصلة بين استكمال الاستعدادات اللازمة والشروع في التنفيذ قد يتحقق خلالها اختراق ما على صعيد الجهود الديبلوماسية. وللمرة الأولى منذ إعلان واشنطن انسحابها من مساعي الوساطة، التقى رئيس الوزراء القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني المبعوث الأميركي الخاص ستيف ويتكوف في إسبانيا السبت، وبحث معه السبل الآيلة إلى وقف الحرب، بحسب وسائل إعلام أميركية وإسرائيلية.
هل لا يزال ثمة مكان للديبلوماسية قبل الحريق الكامل؟ ليس من اليسير العثور على جواب حاسم.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


صدى البلد
منذ 35 دقائق
- صدى البلد
أمل الحناوي: مصر تقود خطة عربية إسلامية لإعمار غزة بتكلفة 53 مليار دولار
قالت الإعلامية أمل الحناوي، إن ملف مستقبل قطاع غزة يتصدر أجندة التحركات العربية والدولية وسط جهود حثيثة لصياغة رؤية شاملة، تضمن إعادة إعمار ما دمرته آلة الحرب الإسرائيلية، ووضع ترتيبات إدارية تحفظ وحدة الأرض والقرار الفلسطينيين. وأضافت الحناوي، خلال تقديمها لبرنامج «عن قرب مع أمل الحناوي»، المذاع على فضائية «القاهرة الإخبارية»، أن في قلب هذه الجهود تتحرك الدولة المصرية بخطة عربية إسلامية طموحة لإعادة البناء، إلى جانب طرح تصور لإدارة القطاع، في مرحلة انتقالية لمواجهة أي محاولات لفرض واقع مغير على الأرض. وأشارت إلى أن الخطط العربية الإسلامية الساعية لإعادة إعمار قطاع غزة التي طرحتها مصر في مارس الماضي، تتضمن إعادة بناء القطاع الذي دمرته الحرب الإسرائيلية، مع التركيز على تجنب أي شكل من أشكال التهجير القسري للسكان، وبتكلفة تقديرية تصل إلى 53 مليار دولار. وأكدت أن الخطة تشمل إعادة تأهيل البنية التحتية وتطوير المرافق الصحية والتعليمية، بما يضمن عودة الحياة الطبيعية للفلسطينيين مع الالتزام برفض أي شكل من أشكال التهجير القسري لأهل غزة.


صدى البلد
منذ 35 دقائق
- صدى البلد
من أجل حلم إسرائيل الكبرى.. هند الضاوي: نتنياهو يسعى لتهجير سكان غزة
أكدت الكاتبة الصحفية المصرية هند الضاوي، أن الهدف الأساسي لرئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو منذ اندلاع الحرب هو تهجير سكان قطاع غزة خارج الأراضي الفلسطينية، معتبرة أن هذه هي المرحلة التي يستغلها لتحقيق مشروع «إسرائيل الكبرى» بأي ثمن، حتى لو كان ذلك على حساب جرائم إنسانية بحق الشعب الفلسطيني، موضحة أن نقل السكان من وسط القطاع إلى جنوبه ليس سوى خطوة في سياق مخطط أكبر يهدف إلى حشر الفلسطينيين في مناطق ضيقة تشبه «الجيتوهات» تمهيدًا لتهجيرهم لاحقًا. وأضافت الضاوي، خلال مداخلة مع الإعلامية أمل الحناوي، ببرنامج «عن قرب مع أمل الحناوي»، المذاع على قناة «القاهرة الإخبارية»، أن بنيامين نتنياهو يواصل الحرب لأهداف شخصية، لكنه أيضًا يحاول القفز على المساعي الدولية الرامية للتوصل إلى تهدئة تؤدي لوقف دائم لإطلاق النار، مشيرة إلى أن ذلك يرتبط بتخوفه من اعتراف دولي واسع بالدولة الفلسطينية المتوقع في سبتمبر المقبل، وهو ما يدفعه إلى التصعيد العسكري داخل غزة لمنع هذا الاعتراف. ولفتت إلى أن التدخل البري الإسرائيلي في غزة منذ بداية الحرب كبّد الاحتلال خسائر بشرية وعسكرية كبيرة، فضلًا عن أزمة حادة في تجنيد جنود الاحتياط وتداعيات اقتصادية خطيرة، موضحة أن المواقف الدولية متباينة، حيث أشار الرئيس الأمريكي الأسبق جو بايدن إلى أن إسرائيل لا تستطيع الاستمرار طويلًا دون دعم خارجي، بينما يتعامل دونالد ترامب بمنطق الصفقات ولا يريد خسائر في حرب طويلة، في حين يواصل نتنياهو محاولاته دون أي ضمانات بالنجاح.


IM Lebanon
منذ 2 ساعات
- IM Lebanon
باسيل يقدم 'الملف الأسود': لتضع اللجنة التحقيق يدها عليه!
أعلن رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل أنه 'قدّم الأسبوع الماضي إلى لجنة التحقيق البرلمانية في ملف الاتصالات، 'الملف الأسود' الذي كنت قد أودعته لدى كافة الجهات القضائية المعنية منذ عام 2009، والذي لم يُحرّك رغم الكتب المتكرّرة التي وجّهتها لعدّة جهات لمتابعته'. وأضاف: 'يتضمّن هذا الملف مخالفات وهدرًا يفوق المليار دولار، وهو مدعّم بالأدلّة والمستندات الرسمية'. وقال: 'على أمل ان تضع اللجنة البرلمانية يدها عليه الآن بموجب صلاحيّاتها وبحسب ما تمّت الاتفاق عليه في الهيئة العامّة'.