
جائزة الصحافة
لقد أصبح تقليدا سنويا ذلك الذي يحتفي فيه الجسم الصحافي بالمملكة بجائزة ولي العهد رئيس مجلس الوزراء للصحافة. لقد أصبح اليوم الأول من يونيو كل عام، عيدًا للصحافيين، ويومًا سعيدًا لهم، ليس لأنهم سوف يفوزون جميعًا بالجوائز والتقديرات، إنما سيكون هناك من يمثلونهم في الفوز بالتقدير والتكريم والمكانة الصحافية التي يبحث عنها كل صحافي وكل محترف للمهنة، وكل منتظر للتصفيق الحاد.
اليوم الأحد، الموافق الأول من يونيو، هو يوم آخر للصحافة البحرينية، هو يوم التقدير لأصحاب مهنة المتاعب، وهو يوم يظل دائما ماثلا في الأذهان وينتظره صحافيونا بفارغ الصبر والشوق مرة واحدة كل سنة. ولعل في تقدير صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة، ولي العهد رئيس مجلس الوزراء حفظه الله ورعاه، لصحافيينا ما يؤكد على الموقف الثابت من الدولة تجاه صناع الرأي، وحاملي أمانة الكلمة، ومسؤولية التأثير في تشكيل هوية الوطن وبناء وعيه المجتمعي المستنير.
الصحافي يحتاج بالفعل للدعم، بقدر ما يبذل من جهود لأجل المحافظة على سمعة ومكانة وطنه عالية مرفرفة، ورايات بلاده مرفوعة الهامة أمام الشعوب والأمم. الصحافي بكل ما يمر به من ظروف وتحديات شأنه في ذلك شأن حامل السلاح الذي يدافع عن أمن وطنه القومي، وعن حدود بلاده مترامية الأطراف، وعن سمعة قومه التي يحاول البعض النيل منها ببث الشائعات المغرضة، والبرامج المدسوسة، والمعلومات المشوهة. الصحافي هو الذي يستطيع أن يُشكل الصورة الذهنية لبلاده أمام العالم، وهو الذي يكتشف حسن النوايا من سيئها، وهو الذي يفرز المواقف ويحولها لصالح بلاده وأمته.
الصحافي هو الذي ينقل مواقف ساسته ومثقفيه وقياداته إلى الدنيا بأسرها، هو الذي يؤكد لهم أننا أمة تعايش وتسامح ومحبة وسلام، وهو الذي يذود عن ثوابت وطنه ويعبر عن عاداته وتقاليده بالأسلوب الذي يتناغم مع مفاهيم الواقع الدولي الجديد، والثورة التكنولوجية الهائلة الراهنة، وهو الذي يمكنه قبل غيره اكتساب المهارات التي تمكنه من استخدام التقنية وتصويبها نحو الهدف الصحيح في الوقت الصحيح، لذلك فإننا كثيرًا ما نجد الصحافي وهو يلهث خلف الأخبار، يعرض نفسه للخطر من أجل أن يصل بالأحداث الصحيحة والمشاهد الواضحة إلى بني أمته، وإلى شعبه والعالم بأسره، لكي يقول لهذا العالم: 'هذا موقفنا الواضح من كذا وكذا، وتلك قضيتنا المحورية والوطنية الأولى تجاه كذا وكذا'. وهو الذي يستطيع دون غيره أن يقف في وجه حملات التشويه و 'الشوشرة' والإساءة لبلادنا من أعدائنا المتربصين وهؤلاء الذين لديهم مشاريع مضادة لمشاريعنا التنموية والوطنية المجيدة، وهو الذي يحمي الاستقرار ويدافع عن الثوابت، ويساهم في بناء الهوية الوطنية بل وترسيخها في الذهنية الجمعية داخل وخارج الوطن.
لذلك، أدركت قيادتنا الحكيمة أهمية الصحافة فخصصت لها يومًا تحتفي فيه بالأوائل في مايو من كل عام، ويومًا للجائزة التقديرية من سمو رئيس الوزراء لكل من يجيد في محرابه، ويتفوق في أدائه، ويقول كلمة حق لا يُراد بها باطل.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


البلاد البحرينية
منذ 23 دقائق
- البلاد البحرينية
ريادة مملكة البحرين وتميّزها في مختلف المجالات قائم على سواعد كوادرها الوطنية المتفانية
أكد صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد رئيس مجلس الوزراء أن ريادة مملكة البحرين وتميّزها في مختلف المجالات قائم على سواعد كوادرها الوطنية المتفانية الذين أثبتوا كفاءتهم وجدارتهم في كافة الميادين والمحافل الدولية بفضل ما يتمتعون به من طموح حدوده السماء وشغف دائم بالنجاح، ومعهم تتواصل مسيرة البناء والتطوير نحو تحقيق التطلعات والأهداف المنشودة التي ترفد المسيرة التنموية الشاملة بقيادة حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البلاد المعظم حفظه الله ورعاه، لافتًا سموه إلى أن مملكة البحرين تواصل جهودها لتبني وتنفيذ المبادرات الإبداعية والمبتكرة التي ترسخ مكانتها الرائدة ومشاركاتها الفاعلة في المحافل الثقافية العالمية. جاء ذلك لقاء سموه حفظه الله، في قصر القضيبية اليوم، بحضور الفريق أول الشيخ راشد بن عبدالله آل خليفة وزير الداخلية، والشيخ سلمان بن خليفة آل خليفة وزير المالية والاقتصاد الوطني، الشيخ خليفة بن أحمد بن عبدالله آل خليفة رئيس هيئة البحرين للثقافة والآثار، وأعضاء الفريق المشارك في المعرض الدولي التاسع عشر للعمارة - بينالي البندقية، وذلك بمناسبة فوز جناح مملكة البحرين عن فئة المشاركات الوطنية في المعرض، حيث أشار سموه إلى اعتزازه بهذا الفوز الذي يجسد التقدير الدولي الذي تحظى به جهود البحرين نحو تحقيق التوازن بين التطوير العمراني ومواجهة مختلف التحديات البيئية، معربًا عن شكره وتقديره لكافة القائمين على جناح مملكة البحرين في المعرض الدولي التاسع عشر للعمارة - بينالي البندقية ولجهودهم المخلصة التي أثمرت عن تحقيق هذا التميز والنجاح، مشيدًا سموه بما قدمه الجناح من مضمون وفكر إبداعي يعكس الهوية البحرينية وإرثها المعماري ويطرح رؤية معمارية تستجيب لمختلف التحديات البيئية العالمية. وأشار سموه إلى التزام مملكة البحرين الراسخ بدعم الجهود والمساعي الدولية الرامية إلى صياغة حلول نوعية ومستدامة لمواجهة التحديات البيئية في ظل رؤية معمارية استراتيجية تسهم في تحقيق الأمن المناخي وتدعم التطوير المعماري والحضري وضمان مستقبل أكثر ازدهارًا للأجيال القادمة. وقال صاحب السمو الملكي ولي العهد رئيس مجلس الوزراء إن مملكة البحرين تزخر بإرث معماري غني ومتنوع نحرص على الحفاظ عليه وتوريثه للأجيال القادمة، وتقديمه للمجتمع الثقافي الدولي ضمن مبادرات هادفة ورؤى نوعية. من جانبه، أعرب الشيخ خليفة بن أحمد بن عبدالله آل خليفة رئيس هيئة البحرين للثقافة والآثار عن بالغ شكره وتقديره لصاحب السمو الملكي ولي العهد رئيس مجلس الوزراء على دعمه المتواصل لقطاع الثقافة والآثار، مؤكدًا أن هذه الجائزة تعكس ما يحظى به القطاع من دعم ورعاية من حضرة صاحب الجلالة ملك البلاد المعظم حفظه الله ورعاه، وتوجيهات صاحب السمو الملكي ولي العهد رئيس مجلس الوزراء حفظه الله، لتعزيز مكانة البحرين في مختلف المحافل الدولية.


البلاد البحرينية
منذ 43 دقائق
- البلاد البحرينية
رئيس جمعية الصحفيين: نستمد العزم من المبادرات الملكية الكريمة تجاه الصحافة
أكد الأستاذ عيسى الشايجي، رئيس جمعية الصحفيين البحرينية، أن الصحافة البحرينية شهدت يومًا حافلًا في مسيرتها العريقة، يؤرّخ لانطلاقة جديدة نستمد خلالها العزم والإرادة من توجيهات حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، عاهل البلاد المعظم حفظه الله ورعاه، ودعم ومساندة صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة، ولي العهد رئيس مجلس الوزراء حفظه الله. وقال إن حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، حفظه الله ورعاه، تفضّل مشكورًا باستقبال رئيس وأعضاء مجلس إدارة جمعية الصحفيين بمناسبة اليوبيل الفضي للجمعية، وقد كان هذا تقديرًا كبيرًا للأسرة الصحفية بكافة أفرادها في البحرين، الذين يملؤهم الفخر والاعتزاز بهذه المكانة المميزة للصحافة الوطنية لدى جلالة الملك حفظه الله ورعاه. وأضاف أن جلالة الملك المعظم، حفظه الله ورعاه، وفي كل المناسبات التي يتفضل فيها جلالته باستقبال الأسرة الصحفية والإعلامية في البحرين، يؤكد على المضي قدمًا في ترسيخ حرية الرأي والتعبير، لتكون هذه المبادئ دائمًا هي العناوين الرئيسية ومحور هذه اللقاءات، بما يعكس تمسك جلالته بهذه المبادئ باعتبارها العامل الأبرز في تطور الصحافة في المملكة وازدهارها. وأوضح الشايجي أن تأكيد جلالة الملك المعظم على هذه المبادئ في رسالته السامية بمناسبة اليوم العالمي للصحافة وفي مناسبات مختلفة، إلى جانب ترسيخ مبادئ الموضوعية والمصداقية والمهنية والأمانة، تنطلق من إدراك واعٍ لأهمية وتأثير الكلمة الصادقة والصحافة الموضوعية ككل، وبالتالي فإن الكلمة يجب أن تكون شرفًا ومسؤولية في المقام الأول، إذا ما أردنا تطوير منجزاتنا ومكتسباتنا التنموية والحضارية وصيانتها. وقال إننا في جمعية الصحفيين البحرينية تشرفنا بالتهاني الكريمة التي تفضل بها جلالة الملك المعظم، حفظه الله ورعاه، بمناسبة اليوبيل الفضي للجمعية، مؤكدًا أن هذه المبادرة الملكية الكريمة ستكون دافعًا كبيرًا لنا لمواصلة العمل من أجل تحقيق إنجازات ومكتسبات أكبر للأسرة الصحفية البحرينية وللصحافة الوطنية. وأكد أن صحافتنا الوطنية تعاهد جلالة الملك المعظم على أن تواصل القيام بدورها في خدمة المجتمع، ودعم مسيرة التنمية، وصيانة مكتسبات الوطن وأمنه واستقراره. وأعرب رئيس جمعية الصحفيين، عيسى الشايجي، عن خالص الشكر والامتنان إلى صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة، ولي العهد رئيس مجلس الوزراء حفظه الله، على رعاية سموه لاحتفال جمعية الصحفيين باليوبيل الفضي، والذي كان له أكبر الأثر في النجاح الكبير الذي تميز به هذا الاحتفال، وكان بمثابة أحد أعياد الصحافة البحرينية، ليرعى سموه في اليوم التالي مباشرةً، وشخصيًا، الاحتفال بجائزة رئيس مجلس الوزراء للصحافة، وسط حضور كبير من الصحفيين، تجلّت خلاله بوضوح روح الأسرة الصحفية والإعلامية الواحدة. وقال الشايجي إننا نفتخر بما يؤكد عليه دائمًا سمو ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، باعتبار الصحافة شريكًا في مسيرة التنمية والتطوير، وبأن تكون مكونًا أساسيًا في فريق البحرين، الذي يقوده سموه دائمًا إلى النجاح والتفوق، بما يتناسب مع مكانة البحرين ودورها الريادي. وقال إن تفضل سمو ولي العهد رئيس مجلس الوزراء برعاية حفل جائزة رئيس مجلس الوزراء للصحافة سنويًا، هو حدث هام وسعيد تترقبه الأسرة الصحفية في كل عام باستعدادات كبيرة، فهو يوم مميز لصحافتنا الوطنية، لما يمثله من حافز على مزيد من العطاء وبذل الجهد في تطوير العمل الصحفي والإعلامي، خاصة في ظل التطورات الكبيرة التي يشهدها هذا المجال الحيوي. وأوضح أن جمعية الصحفيين البحرينية سوف تعكف خلال المرحلة القادمة على تنفيذ توجيهات سمو ولي العهد رئيس مجلس الوزراء في تعزيز أداء الكوادر الوطنية في المؤسسات الإعلامية والصحفية، والارتقاء بالمعايير المهنية والكفاءة، شاكرًا لسموه وضع هذا الهدف ضمن الأولويات الراسخة التي تحظى بكل الاهتمام، خاصة في ظل التحديات الكبيرة التي تواجهها الصحافة في كل دول العالم، إلى جانب التطورات التكنولوجية التي تشهدها المهنة، وضرورة التكيف معها من خلال إعداد كوادر صحفية وإعلامية تتميز بالكفاءة.


البلاد البحرينية
منذ ساعة واحدة
- البلاد البحرينية
نجاح دبلوماسي جديدة لمملكة السلام ودور مؤثر في صناعة القرار الدولي
يشكل ترشح مملكة البحرين للعضوية غير الدائمة في مجلس الأمن الدولي للفترة (2026 – 2027) تأكيدًا دوليًا جديدًا على الثقة المتنامية التي تحظى بها السياسة الخارجية التي تتبناها المملكة، في ظل الرؤى السديدة والنهج الحكيم الذي يقوده حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البلاد المعظم حفظه الله ورعاه، وبدعم ومساندة من صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد رئيس مجلس الوزراء حفظه الله، في دعم السلام وتعزيز الحوار، وترسيخ مبادئ التعايش والتسامح والتعاون الدولي. ويكتسب اختيار مملكة البحرين لهذه العضوية أهمية متزايدة من حيث التوقيت والدلالات، حيث إنها تأتي في مرحلة دقيقة تمر بها المنطقة والعالم، تتشابك فيها التحديات الأمنية والاقتصادية والإنسانية في كل أرجاء العالم، وبخاصة في منطقة الشرق الأوسط، وهو الأمر الذي يتطلب من أطراف المجتمع الدولي العمل الحثيث على تعزيز قنوات العمل المشترك، والبحث عن حلول جماعية لكل هذه الأزمات والتحديات، وذلك يتطابق بشكل تام مع المبادئ الراسخة التي تتبناها مملكة البحرين وتترجمها قولًا وفعلًا في مجمل سياستها الخارجية. ويعد ترشح مملكة البحرين لمقعد غير دائم في مجلس الأمن نجاحًا دبلوماسيًا مميزًا ومستحقًا بجدارة، ويمثل تقديرًا دوليًا لما تبذله مملكة البحرين عبر عقود من جهود في سبيل نشر قيم السلام والتعايش والمحبة، وكذلك حضورها الفاعل والمؤثر في كل المحافل الدولية، وما تنتهجه من مواقف وسياسات تقوم على الاعتدال والاتزان ومساندة القضايا العادلة، انطلاقًا من إيمانها بهويتها العربية والإسلامية، وحرصها على الالتزام بمبادئ ميثاق الأمم المتحدة والقوانين الدولية، ولا سيما القانون الدولي الإنساني. وكل ذلك يستند على أساس متين هو النهج السامي والرؤى الحكيمة لجلالة الملك المعظم حفظه الله، وإيمانه بأن نجاح المجتمعات في تحقيق أهدافها التنموية مقرون باستتباب الأمن والاستقرار، وهو ما عبر عنه جلالته في كلمته أمام أعمال الدورة الخامسة والسبعين للجمعية العامة للأمم المتحدة في سبتمبر 2020 حين قال: "إن نجاح المجتمعات وازدهارها مقرون باستتباب الأمن والاستقرار فيها، وهذا ما انتهجته مملكة البحرين على الدوام، وتؤكد كدولة فاعلة ضمن مجتمعها الدولي الأكبر، على ضرورة تسريع الجهود من أجل تحقيق ازدهارنا الإنساني من خلال تقوية مجالات التضامن والتوافق تحت مظلة الأهداف العالمية، التي التزمنا بها منذ تأسيس هذا الصرح العريق". وعلى مر التاريخ، حافظت مملكة البحرين على نهجها في الانفتاح على العالم، مما أسهم في بناء دبلوماسية متوازنة تستند على قيم السلام والحوار والتعايش، والتي تعد قيمًا متجذرة في هوية البحرين، وجزءًا أصيلًا من ثقافة وممارسة شعبها على مدى قرون، كذلك تعكس مواقف البحرين على مختلف المستويات المحلية والإقليمية والدولية، والتزامها الراسخ بهذه القيم، واحترامها الكامل لمبادئ القانون الدولي. ومنذ انضمامها إلى الأمم المتحدة في العام 1971 م كانت مملكة البحرين، ولا تزال، عضوًا فاعلًا ومسؤولًا في المجتمع الدولي، حاملةً قيم السلام والتعاون، وتقوم بمسئوليتها تجاه المجتمع الدولي من خلال دعمها للجهود الرامية إلى حفظ السلام، ومكافحة الإرهاب، وتحقيق أهداف التنمية المستدامة، فضلًا عن دعمها لتكريس احترام حقوق الإنسان، وهو ما تجسد جليًا خلال شغل مملكة البحرين لمقعد غير دائم في مجلس الأمن في الفترة (1998 - 1999). ومع تولي حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البلاد المعظم حفظه الله ورعاه، مقاليد الحكم في 6 مارس 1999، واصلت مملكة البحرين مساعيها لتعزيز التعاون مع كل الدول شرقًا وغربًا، ومع المنظمات الإقليمية والدولية، وقادت نهجًا دبلوماسيًا يهدف إلى إعلاء وتكريس قيم الأمن والاستقرار والتعايش والسلام، باعتبارها ركائز أساسية لتحقيق الرخاء للبشرية، وخيارًا استراتيجيًا لنماء ونهضة الشعوب. ولقد تجسدت هذه الرؤية في العديد من المبادرات الرائدة، وأبرزها: "إعلان مملكة البحرين لدعم التسامح والتعايش"، الذي تم تبنيه دوليًا كوثيقة مرجعية، إضافة إلى إنشاء مركز الملك حمد العالمي للتعايش والتسامح، الذي يقوم بدور رائد في نشر ثقافة التعايش بين الشعوب والأديان، إلى جانب تنظيمها سنويًا لحوار المنامة، وتنظيمها في 4 نوفمبر 2022 لملتقى البحرين للحوار، والذي أقيم برعاية سامية من جلالة الملك المعظم تحت شعار (الشرق والغرب من أجل التعايش السلمي)، بمشاركة قداسة البابا فرانسيس بابا الفاتيكان الراحل، وفضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف، وأكثر من 30 متحدثًا من الشخصيات الفكرية البارزة وممثلي الأديان من 79 دولة. كذلك، وفي ظل العهد الزاهر لجلالته رعاه الله، حرصت مملكة البحرين على تعزيز شراكتها مع الأمم المتحدة وهيئاتها المتخصصة، من خلال المشاركة الفاعلة في أعمال الجمعية العامة، ومجلس حقوق الإنسان، واللجان المتخصصة، كما أن المملكة تستضيف العديد من الفعاليات الأممية على مدار العام، ولديها شراكات فعالة مع الأمم المتحدة في العديد من المجالات مثل تمكين المرأة، التعليم، والتكنولوجيا، والأمن السبراني والغذائي والمائي، ومكافحة التطرف والإرهاب والاتجار بالبشر والجريمة المنظمة وغيرها، إلى جانب جهودها على صعيد الاستجابة للأزمات والكوارث من خلال المساعدات الإنسانية التي تقدمها المؤسسة الملكية للأعمال الإنسانية، والتي تعمل بشراكة مع منظمات الأمم المتحدة، فضلاً عن أن مملكة البحرين تحتضن العديد من مقرات وكالات الأمم المتحدة المتخصصة ومنها: برنامج الأمم المتحدة الإنمائي (UNDP)، ومنظمة الصحة العالمية (WHO)، و"اليونيسف"، وغيرها. وفي ذات النهج، تعمل مملكة البحرين على تكريس قيم الحوار بين الأديان والتعايش من خلال العديد من المبادرات والمؤتمرات، ومن أبرز هذه الفعاليات انعقاد مؤتمر حرية الدين والمعتقد الذي أقيم بالتعاون بين مملكة البحرين والاتحاد الأوروبي في مايو 2022، ومؤتمر الكونجرس الدولي "إيجاد الجمال في الآخر" في أكتوبر 2024، كما تعكس الزيارات الأخيرة، ومنها زيارة جلالة الملك المعظم إلى الفاتيكان في أكتوبر 2023، التزام المملكة الثابت بتحقيق الاستقرار الإقليمي وتعزيز التعاون بين الثقافات والأديان. وتحرص مملكة البحرين في كل المواقف والمحافل على التأكيد على دبلوماسيتها الفاعلة وثوابتها الراسخة، وإعلاء صوت العقل في زمن الصراعات، ودعم الأمن والسلم الدوليين، والتنمية المستدامة، وحقوق الإنسان، ودفع مسيرة العمل الجماعي الدولي إلى كل ما من شأنه تحقيق هذه الأهداف النبيلة، ولعل أخر هذه الجهود ما بذلته المملكة خلال رئاستها لمؤتمر القمة العربية الثالثة والثلاثين التي عقدت في المنامة في مايو 2024، من جهود لتحقيق تلك الرؤى. ولقد تضمنت الكلمة السامية التي ألقاها جلالة الملك المعظم في افتتاح هذه القمة عددًا من المبادرات التي ترمي إلى الإسهام في خدمة القضايا الجوهرية لاستقرار المنطقة وتنميتها، وفي مقدمتها الدعوة إلى مؤتمر دولي للسلام في الشرق الأوسط، ودعم الاعتراف الكامل بدولة فلسطين وقبول عضويتها في الأمم المتحدة، والمقترح الخاص بتوفير الخدمات التعليمية والصحية للمتأثرين من الصراعات والنزاعات في المنطقة، بالإضافة إلى مبادرة تطوير التعاون العربي في مجال التكنولوجيا المالية والتحول الرقمي. وسبق تلك المبادرة الحكيمة العديد من المبادرات التي تهدف إلى بناء عالم أكثر سلامًا واستقرارًا، ومنها إطلاق جلالة الملك المعظم دعوة عالمية لإقرار اتفاقية دولية لتجريم خطابات الكراهية الدينية والطائفية والعنصرية بجميع صورها، وذلك في كلمة سامية وجهها جلالته في افتتاح اجتماعات الجمعية العامة للاتحاد البرلماني الدولي في دورتها السادسة والأربعين بعد المئة، التي استضافتها البحرين في مارس 2023. وهناك أيضًا الأمر الملكي السامي بإنشاء "جائزة الملك حمد للتعايش والتسامح"، والتي تهدف إلى تشجيع الأشخاص والمنظمات على جهودهم الرائدة في مجال حوار الحضارات والتعايش، وتكريم ودعم الأعمال الجليلة الرامية إلى تعزيز قيم التسامح والتعايش والتضامن العالمي في سبيل تحقيق العيش المشترك والتنوع الإنساني، ونبذ التطرف والعنف والكراهية، والحفاظ على المكتسبات الإنسانية. إن ترشح مملكة البحرين للعضوية غير الدائمة بمجلس الأمن الدولي (2026 – 2027) يأتي تكريسًا لمسيرة طويلة من الشراكة الفاعلة والمؤثرة لمملكة البحرين مع منظومة الأمم المتحدة، وتعبيرًا عن مدى تطابق رؤى المجتمع الدولي مع ما تمثله المملكة من نموذج متقدم لدبلوماسية عصرية تجمع بين الالتزام بالمبادئ الدولية والقدرة على التفاعل مع التحديات العالمية، وتبنيها لمبادرات وممارسات ميدانية عززت من مكانتها المتميزة، لتساهم مملكة البحرين بهذه العضوية بشكل مؤثر في صناعة القرار الدولي، وتنسيق الجهود في كل ما يخدم قيم الحوار والتعايش والمحبة والسلام من أجل رخاء البشرية واستقراراها في الحاضر والمستقبل.