
مقابر احتضنت الأحياء.. قصة جبل الموتى و3 آلاف مدفن بسيوة
في قلب واحة سيوة، حيث تمتزج الرمال بالحكايات، وتهمس النخيل بأسرار الزمن البعيد، يقف "جبل الموتى" شامخًا كحارس صامت لتاريخ مدفون لا يشبه سواه.
في عام 1944، بينما كانت نيران الحرب العالمية الثانية تزحف نحو الحدود، لجأ أهالي سيوة إلى جبل صخري يبعد قرابة كيلومترين عن المدينة، بحثًا عن مأوى يقيهم شر القنابل وصوت البنادق، لكنهم لم يجدوا فقط الأمان هناك، بل اكتشفوا ما لم يتخيله عقل.
فبين تجاويف الجبل وكهوفه الصغيرة، عثر السكان على سراديب طويلة وممرات تؤدي إلى قاعات محفورة بدقة، تخبئ في جدرانها آلاف الحكايات.. لقد كانوا في قلب مقبرة أثرية ضخمة، تضم ما يقرب من 3 آلاف مقبرة من مختلف العصور: فرعونية، بطلمية، ورومانية.
أطلقوا عليه اسم "جبل الموتى".. لكن المكان لم يكن موحشًا، بل نابضًا بالحياة القديمة، حيث تروي جدرانه ما عاشه أصحابها، من فرح وموت، حب وولاء، وإيمان عميق بالحياة بعد الموت.
من أشهر تلك المقابر، كانت مقبرة "سي آمون"، ذلك الرجل ذو الأصول اليونانية الذي اختار أن يتخلى عن هويته الإغريقية ويتقمص روح المصريين. حلق لحيته وشعره، ووقف أمام "أوزوريس" يقدم القرابين، كما يظهر في النقوش المحفورة على جدران المقبرة. أحب الحضارة المصرية حتى آخر لحظة، وتزوج من مصرية، ليُدفن بين أهلها كما لو كان واحدًا منهم.
في داخل المقبرة، تبرز رسومات للإلهة "إيزيس" وهي تحمل مفتاح الحياة، و"نفتيس" و"حورس"، فيما يقف "أنوبيس" في ركن آخر، يجهّز "سي آمون" لرحلته الأبدية نحو الحساب. وعلى السقف، تسبح الإلهة "نوت" كأم للكون، تبتلع الشمس كل مساء وتلدها من جديد مع شروق كل يوم، في دورة لا تنتهي.
لكن الغموض لا يتوقف هنا، فأهالي المنطقة يهمسون بأسطورة لا تزال تُروى حتى اليوم: سكان الجبل لا يزيدون ولا ينقصون. دائمًا، هم ٣٤٠ شخصًا فقط، لا أكثر ولا أقل. وكأن أرواح المكان تحفظ توازنه وتحرس أسراره.
هكذا يبقى "جبل الموتى" شاهدًا لا يموت على حضارة ما زالت تنبض في رمالها، تحكي لمن يصغي، وتخفي الكثير لمن لا يجرؤ على السؤال.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


نافذة على العالم
منذ 2 ساعات
- نافذة على العالم
ثقافة : الأهلى في كأس العالم للأندية.. نجيب محفوظ أديب نوبل العالمي
الخميس 19 يونيو 2025 05:50 مساءً نافذة على العالم - يستعد فريق الأهلى المصري لمواجهة نظيره بالميراس البرازيلي في ثاني مباريات دور المجموعات لبطولة كأس العالم للأندية 2025، ويسعى المارد الأحمر لتحقيق نتيجة إيجابية تؤهله للإنتقال للدور الـ 16 من البطولة، ولا يقتصر التفوق المصري على المجال الرياضي فقط، حيث يشمل عدة مجالات على رأسها الحقل الأدب إذ يوجد بمصر عمالقة من الكتاب والأدباء الذين أثروا الحياة الثقافية، ليس داخل الحدود فقط بل وخارجها، ومن بينهم أديب نوبل العالمي نجيب محفوظ. وُلِد نجيب محفوظ في القاهرة، مصر، عام 1911، وعاش فيها طوال حياته، بالتوازي مع مسيرته الأدبية، عمل محفوظ موظفًا حكوميًا في وزارة الثقافة لسنوات طويلة، كان قارئًا نهمًا منذ صغره، بعد إتمامه تعليمه الثانوي، التحق بجامعة القاهرة، حيث درس الفلسفة، بعد تخرجه عام 1934، قرر عدم مواصلة الدراسة، راغبًا في احتراف الكتابة. تتناول أعمال نجيب محفوظ بعضًا من أسئلة الحياة الجوهرية، بما في ذلك مرور الزمن، والمجتمع والأعراف، والمعرفة والإيمان، والعقل والحب، وكثيرًا ما يتخذ من مسقط رأسه القاهرة خلفيةً لقصصه، وتدور أحداث بعض أعماله المبكرة في مصر القديمة، لاحقًا، أصبح العصر الحديث والحياة في مجتمع متغير محور كتاباته، مع أن بعض أعماله اللاحقة اتسمت بطابع أكثر صوفية أو ميتافيزيقيًا، وتضم أعمال محفوظ أكثر من 30 رواية و350 قصة قصيرة، وقد تم تحويل العديد من قصصه إلى أفلام. وقد قدَّم "نجيب محفوظ" صورةً حية للمجتمع المصري أثناء الحرب العالمية الثانية، ممثَّلًا في زقاق المدق، الواقع في حارة الصنادقية بمنطقة الحسين، فجاء وصفه دقيقًا وحقيقيًّا ومُعبرًا عن الزقاق الذي كان مسرحًا للكثير من الأحداث المتداخلة لسكانه؛ ومنهم "حميدة" التي جاءت شخصيتُها مُناقِضةً لاسمها، فهي ناقمةٌ على حياة الزقاق وتَتُوق إلى الخروج منه ومُواكَبة المدنية والحياة الفارهة، حتى إن كان ذلك مقابل أن تعمل مُومسًا؛ والقَوادُ "فرج" الذي جاء اسمه توظيفًا لدوره، فهو الانفراجة التي ستُخرِج "حميدة" من كرب الزقاق إلى رغد الحياة؛ و«البوشي» الذي يَنبش مقابرَ الأثرياء علَّه يجد فيها ما ينفعه؛ والدكتورُ "زيطة" الذي يقوم بعملِ عاهاتٍ جسدية تساعد المتسوِّلين في تسوُّلهم. وفي مقابل هذه الشخصيات توجد شخصية "رضوان الحسيني"، رمز النقاء والفضيلة وطاقة النور والمُحافِظ على توازن القِيَم في الزقاق. وحسب ما ذكره موقع جائزة نوبل الرسمي، قد مُنحت جائزة نوبل في الأدب عام 1988 لنجيب محفوظ "الذي، من خلال أعمال غنية بالفروق الدقيقة - تارة واقعية برؤية واضحة، وتارة غامضة بشكل مثير - شكّل فنًا سرديًا عربيًا ينطبق على البشرية جمعاء".


مصراوي
منذ 9 ساعات
- مصراوي
مقابر احتضنت الأحياء.. قصة جبل الموتى و3 آلاف مدفن بسيوة
في قلب واحة سيوة، حيث تمتزج الرمال بالحكايات، وتهمس النخيل بأسرار الزمن البعيد، يقف "جبل الموتى" شامخًا كحارس صامت لتاريخ مدفون لا يشبه سواه. في عام 1944، بينما كانت نيران الحرب العالمية الثانية تزحف نحو الحدود، لجأ أهالي سيوة إلى جبل صخري يبعد قرابة كيلومترين عن المدينة، بحثًا عن مأوى يقيهم شر القنابل وصوت البنادق، لكنهم لم يجدوا فقط الأمان هناك، بل اكتشفوا ما لم يتخيله عقل. فبين تجاويف الجبل وكهوفه الصغيرة، عثر السكان على سراديب طويلة وممرات تؤدي إلى قاعات محفورة بدقة، تخبئ في جدرانها آلاف الحكايات.. لقد كانوا في قلب مقبرة أثرية ضخمة، تضم ما يقرب من 3 آلاف مقبرة من مختلف العصور: فرعونية، بطلمية، ورومانية. أطلقوا عليه اسم "جبل الموتى".. لكن المكان لم يكن موحشًا، بل نابضًا بالحياة القديمة، حيث تروي جدرانه ما عاشه أصحابها، من فرح وموت، حب وولاء، وإيمان عميق بالحياة بعد الموت. من أشهر تلك المقابر، كانت مقبرة "سي آمون"، ذلك الرجل ذو الأصول اليونانية الذي اختار أن يتخلى عن هويته الإغريقية ويتقمص روح المصريين. حلق لحيته وشعره، ووقف أمام "أوزوريس" يقدم القرابين، كما يظهر في النقوش المحفورة على جدران المقبرة. أحب الحضارة المصرية حتى آخر لحظة، وتزوج من مصرية، ليُدفن بين أهلها كما لو كان واحدًا منهم. في داخل المقبرة، تبرز رسومات للإلهة "إيزيس" وهي تحمل مفتاح الحياة، و"نفتيس" و"حورس"، فيما يقف "أنوبيس" في ركن آخر، يجهّز "سي آمون" لرحلته الأبدية نحو الحساب. وعلى السقف، تسبح الإلهة "نوت" كأم للكون، تبتلع الشمس كل مساء وتلدها من جديد مع شروق كل يوم، في دورة لا تنتهي. لكن الغموض لا يتوقف هنا، فأهالي المنطقة يهمسون بأسطورة لا تزال تُروى حتى اليوم: سكان الجبل لا يزيدون ولا ينقصون. دائمًا، هم ٣٤٠ شخصًا فقط، لا أكثر ولا أقل. وكأن أرواح المكان تحفظ توازنه وتحرس أسراره. هكذا يبقى "جبل الموتى" شاهدًا لا يموت على حضارة ما زالت تنبض في رمالها، تحكي لمن يصغي، وتخفي الكثير لمن لا يجرؤ على السؤال.

مصرس
منذ 11 ساعات
- مصرس
ماهيتاب ماجد المصري.. جولة بحساب أحدث عروس بالوسط الفني على انستجرام
ماهيتاب ماجد المصري، ابنة الفنان ماجد المصري شغلت السوشيال ميديا بفيديوهات وصور حفل زفافها أمس الأربعاء، والذي ظهر فيه النجم ماجد المصري وهو متأثرا حيث فاضت مشاعره وغلبته أثناء تسليم ابنته ماهيتاب لزوجها وسط فرحة كبيرة، وهو الحفل الذي اقتصر على الأهل والأصدقاء. لزوماهيتاب ماجد المصري وعريسها ماهيتاب ماجد المصري وزوجها ماهيتاب ماجد المصري ماهيتاب ماجد المصري في جلسة تصوير فرحها ماهيتاب ماجد المصري ماهيتاب ماجد المصري ماهيتاب ماجد المصري ماهيتاب ماجد المصري ماهيتاب ماجد المصري ماهيتاب ماجد المصري ماهيتاب ماجد المصري ماهيتاب ماجد المصري وفي سياق متصل ينشغل النجم ماجد المصري لتصوير مشاهده فى فيلم "الست لما" مع النجمة يسرا ويجسد خلال الأحداث شخصية زوج يسرا ويواجهان العديد من المواقف خلال حياتهما.فيلم "الست لما من بطولة يسرا، ماجد المصرى، درة، ياسمين رئيس، محمود البزاوى، رانيا منصور، دنيا سامي، انتصار، مى حسن، وعدد آخر من الفنانين، والفيلم من تأليف كيرو أيمن ومحمد بدوي وإخراج خالد أبو غريب وإنتاج ندى ورنا السبكى، وتدور أحداثه في إطار اجتماعى لايت حول أكثر من قضية تخص المرأة.ماجد المصرى يستمر فى تواجده السينمائى القوى خلال الفترة الأخيرة، حيث يعمل حالياً على تصوير فيلم "السلم والثعبان: أحمد وملك" حيث يشارك فى بطولته إلى جانب عمرو يوسف وأسماء جلال، حاتم صلاح، فدوى عابد، هبة عبد العزيز، وآية سليم وعدد آخر من الفنانين، والعمل قصة وإخراج طارق العريان وتأليف أحمد حسني، وتدور أحداثه فى اطار رومانسى اجتماعى.ماجد المصرى انتهى مؤخراً من تصوير فيلم "الغربان" مع عمرو سعد والمرشح للعرض في السينمات نهاية العام الجارى، ويشارك في بطولة الفيلم مى عمر، أسماء أبو اليزيد، محمد علاء، صفاء الطوخى، ميرهان حسين، عبد العزيز مخيون وفارس رحومة، وتأليف وإخراج ياسين حسن، وتدور أحداث الفيلم في حقبة زمنية مختلفة تحديدا في 1941 عن الحرب العالمية الثانية ومعركة رومل في العلمين، في إطار من الأكشن والتشويق.