الدور الفرنسي في سوريا على إيقاع المتغيّرات!
لم تخف فرنسا اهتمامها بالمتغيّرات في سوريا، ورغبتها في العودة إلى هذا البلد الذي كان لها فيه وجود سياسي، اقتصادي، وثقافي بارز، بدأ منذ القرن السادس عشر الميلادي، مع وصول الإرساليات إليه، بلوغاً إلى مطالع عشرينات القرن المنصرم، على إثر انتهاء الحرب الكونية الأولى، ووقوعه تحت الانتداب الفرنسي إلى جانب لبنان، تبعاً لاتفاقية سايكس- بيكو التي حدّدت مناطق النفوذ في البلدان العربية التي كانت خاضعة للاستعمار العثماني، وعُهدت إلى كل من فرنسا وبريطانيا حكمها إلى حين التأكّد من أهليتها في إمساك زمام السلطة فيها والنهوض بها.
وانطلاقاً من هذه النظرة التاريخية في علاقة باريس ودمشق، ومعرفة الأولى بدقائق الديموغرافيا السورية، والعوامل الجيوسياسية التي تحملها على صوغ مقاربة جديدة في التعامل مع الواقع المستجد بعد سقوط نظام بشار الاسد، فإنّ الرئيس إيمانويل ماكرون حرص على فتح الباب أمام الرئيس الانتقالي لسوريا أحمد الشرع ومحاورته في شأن مستقبل العلاقة بين البلدين، خصوصاً انّ الأخير- وعلى رغم من الحذر الذي أشاعه وجوده على رأس السلطة في عاصمة الأمويين- يحظى بدعم أميركي مباشر، مصحوباً بحرص على تغيير «اللوك» الذي أثّر عليه، وإبرازه وجهاً مدنياً متقدّماً ليس فيه اي أثر من صورة «الجولاني». ولكن لفرنسا في سوريا تاريخاً من التواصل مع الأقليات فيها، عندما كانت تتشكّل ملامح الدولة فيها، وكانت يومها مقسّمة إلى مناطق عدة، وهناك وثائق تؤكّد مطالبة زعماء العلويين بالالتحاق بـ»دولة لبنان الكبير»، ومطالبات أخرى مماثلة من فاعليات مسيحية، لكن خيار السير بسوريا الواحدة الموحّدة هو الغالب.
ويقول مصدر ديبلوماسي واكب محادثات ماكرون ـ الشرع، إنّ الأول لم يكتم خوفه على مصير الأقليات الإسلامية والمسيحية، خصوصاً بعد الأحداث التي وقعت في الساحل السوري وطاولت العلويين والمسيحيين، وتلك التي تعرّض لها الدروز في جرمانا وصحنايا والسويداء، عدا ما أصاب المواطنين الشيعة في مناطق عدة وأدى إلى تهجير كثيرين منهم، وإنّ الرئيس الفرنسي شدّد على أمرين:
الاول، الحرّيات العامة. والثاني، حماية الأقليات.
ويضيف هذا المصدر، أنّ فرنسا ترى وجوب إعطاء الشرع فرصة، وتسهيل مهمّته، لأنّ المطلوب منه ليس القبض على زمام السلطة في كل أنحاء البلاد فحسب، بل لجم التنظيمات الإسلامية المتطرفة التي لا تزال خارجة عن قبضتها، وحملها على الانخراط في أجهزة الدولة وإداراتها، والسير بمنطقه بعيداً من إيديولوجيتها المتعددة.
وتشدّد باريس على ضرورة منح الشرع فرصة السعي إلى تثبيت سلطته في سوريا، وعدم مواجهته بالتشكيك، وإطلاق أحكام مسبقة في حقه، لأنّ مرحلة ما بعد الاسد ستكون صعبة ومعقّدة على غير مستوى وصعيد، وأنّ كل تقدّم في سوريا سينسحب إيجاباً على لبنان، وأنّ تسليم ماكرون الشرع الوثائق الخاصة بالحدود اللبنانية - السورية التي ترقى إلى العام 1920، وتزويد الجانب اللبناني نسخة منها، هو من باب مساعدة البلدين على تجاوز المشكلات الحدودية المزمنة بينهما، ومساعدتهما في ضبط التهريب وإسقاط كل أسباب الشكاوى التي تتذرّع بها بعض الجهات ومنها إسرائيل لتبرير اعتداءاتها على لبنان. ويبدو أنّ الطريق سالكة حالياً بين باريس ودمشق، بدليل حصول الشركة العالمية CMA - CGM التي يملكها فرنسي- لبناني من أصل سوري، على التزام تشغيل محطة الحاويات في مرفأ اللاذقية لمدة ثلاثين سنة، لأنّ مثل هذا الأمر لا يمكن أن يتمّ بمعزل عن الحسابات السياسية آلانية والبعيدة المدى. وإذا كانت باريس تدرك أنّ سوريا الجديدة دخلت في المدار الأميركي، وأنّ الرئيس دونالد ترامب يتابع ملف التطورات فيها ويدرس حدود اهتمام واشنطن بها، فإنّها تجد أنّ ثمة فسحة لها تمكّنها من الحضور في المشهد السياسي- الاقتصادي- الأمني فيها، ولذلك قرّرت التهيئة للعودة الديبلوماسية إلى دمشق، ومهّدت لها ببعثة فرنسية يرأسها السفير جان باتيستا فيفر، تتابع الشأن السوري من مكاتب خُصّصت لها في مقر السفارة الفرنسية في بيروت، على أمل الانتقال إلى العاصمة السورية بعد زيارة الرئيس إيمانويل ماكرون للمنطقة، والتي ستشمل لبنان وسوريا، في حال كانت نتيجة الزيارة إيجابية، وإذا لم تطرأ معوقات غير متوقعة. ومن دلائل حرص فرنسا على أن تبقى سوريا بلد التنوع، زار سفيرها في لبنان هيرفيه ماغرو أركان الطائفة العلوية في طرابلس في حضور ممثلين عن النازحين العلويين إلى العاصمة الثانية بعد فرارهم من الساحل السوري على إثر المجازر التي حلّت بهم، واستمع إلى معاناتهم، واعداً بنقل ما تناهى إليه إلى دولته الحريصة على الحرّيات وضمان حقوق الأقليات. إنّ فرنسا تسعى إلى تثبيت موطئ قدم لها في منطقة الشرق الاوسط، وسع ما تسمح به قدراتها، في ضوء المتغيّرات التي حصلت في المشهد الإقليمي، خصوصاً في لبنان وسوريا، والتي هي نتاج الحرب الإسرائيلية على الأول وسقوط نظام الحكم في الثانية، وما تلاه من اعتداءات صهيونية، ومحاولات قضم لوحدتها الجغرافية.
فإلى أي حدّ تنجح في انتزاع الدور الذي تتشبث به؟
جوزف القصيفي
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآن
شاركنا رأيك في التعليقات
تابعونا على وسائل التواصل Twitter Youtube WhatsApp Google News

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


شبكة النبأ
منذ يوم واحد
- شبكة النبأ
كيف حدثت النكبة ومن المسؤول؟
الفلسطينيين يدفعون ثمن هزيمة سبع جيوش عربية في حرب 1948 حيث أدت الهزيمة لفقدان ثلثي أرض فلسطين ثم دفعوا مرة أخرى ثمن هزيمة العرب في حرب 1967 حيث فقدوا بقية فلسطين، حتى الانقسام الذي حدث في يونيو 2007 ما كان أن يكون لولا تآمر إسرائيلي أمريكي مع أطراف... قد يبدو هذا التساؤل مستغربا بعد 77 عام على نكبة 1848 حتى يعرف الجيل الجديد ما جرى بالفعل وردا على الذين يزعمون أن الفلسطينيين باعوا أراضيهم لليهود أو قصروا في الدفاع عن وطنهم، ولأن ما يجرى اليوم مع الفلسطينيين على يد الحكومات العربية غير منقطع الصلة بما جرى في الماضي. ولنعد للبدايات، ففي رسالة وجهها الشريف حسين بن علي (شريف مكة) وزعيم العرب أنداك عام 1918 بعد محادثاته مع هنري مكماهون ممثل بريطانيا العظمى، وافق على الرأي البريطاني بأن فلسطين ليست مشمولة بوعد بريطانيا له بإقامة دولة عربية، وهذا ما تأكد لاحقاً في الوثيقة أو الاتفاق بين الأمير فيصل ابن الشريف حسين مع الزعيم الصهيوني وايزمان على هامش مؤتمر باريس للسلام 1919، حيث وافق الأول على أن بعض المناطق العربية ومنها فلسطين لا تدخل ضمن الدولة العربية الموعودة للعرب، وقد وظف البريطانيون والحركة الصهيونية هاتين الوثيقتين في دعم جهودهم لتثبيت وعد بلفور في عصبة الأمم. لم يقف تخاذل وتواطؤ الزعامات العربية عند هذا الحد، حيث واصلوا تواطؤهم حتى بعد أن خذلت بريطانيا العرب بتوقيعها اتفاق سايكس- بيكو 1916 حيث تفاهم البريطانيون والفرنسيون على تقاسم المنطقة العربية بينهم وهي الاتفاقية التي تم كشفها لاحقاً من طرف روسيا القيصرية. فأثناء الإضراب الكبير الذي امتد لستة أشهر والثورة الشاملة التي تبعته 1936-1939 رفضا لهجرة اليهود واستمرار مشاريعهم الاستيطانية بدعم من جيش الانتداب البريطاني، وما أدت له من شلل في المرافق البريطانية العسكرية والمدنية وسقوط خسائر عند اليهود وفي الجيش البريطاني، وخوفاً من تداعيات هذه الثورة على الجماهير العربية وأن تنتفض دفاعاً عن فلسطين وخصوصاً أن كثيراً من المتطوعين العرب بدأوا بالتوافد على فلسطين تحت قيادة العراقي فوزي القاوقجي، تجنباً لذلك طلبت بريطانيا من الزعماء العرب الحاكمين في السعودية والعراق وشرق الأردن واليمن بالتدخل لدى القيادات الفلسطينية لوقف الثورة والإضراب، وللأسف بدلاً من الوقوف إلى جانب الثورة أرسلوا رسالة تطمين للفلسطينيين تطلب منهم: «الإخلاد إلى السكينة حقناً للدماء، معتمدين على حسن نوايا صديقتنا الحكومة البريطانية، ورغبتها المعلنة لتحقيق العدل، وثقوا بأننا سنواصل السعي في سبيل مساعدتكم'. وكان نتيجة هذا التدخل الذي تعاملت معه القيادات اليمينية التقليدية الفلسطينية أن تم إجهاض الثورة مما مكن اليهود من توسيع مجال هجرتهم ومشاريع استيطانهم ثم كانت الحرب العالمية الثانية التي وظفها الصهاينة باقتدار لصالحهم. مع استمرار المواجهات بين الفلسطينيين والعصابات الصهيونية المدعومة عسكرياً وسياسياً من بريطانيا صدر القرار 181 عن الجمعية العامة في يوم 15 نوفمبر 1947 الذي يقضي بتقسيم فلسطين بين اليهود والعرب 55% لليهود و 44% للعرب ويتم وضع القدس تحت وصاية دولية، وفي 15 مايو 1948 أعلنت بريطانيا عن إنهاء انتدابها على فلسطين، وما بين قرار التقسيم وإعلان نهاية الانتداب البريطاني وإعلان اليهود عن استقلال دولتهم وبداية الحرب العربية الإسرائيلية تم نسج خيوط المؤامرة على فلسطين التي شاركت فيها الزعامات العربية كما فعلوا سابقاً. كان قرار التقسيم الصادر عن الأمم المتحدة غير ملزم لأنه صادر عن الجمعية العامة، فكيف ستقوم دولة إسرائيل وآنذاك كان عدد سكان فلسطين 2.065.000 نسمة، منهم 1.415.000 نسمة من العرب و 650.000 نسمة من اليهود أي ما نسبته 31.5% من إجمالي السكان وما يحوزنهم من أراضي لا يتعدى 19% من أراضي فلسطين الانتدابية والفلسطينيون يواصلون قتالهم دفاعاً عن أرضهم كما أن المتطوعين العرب في جيش الإنقاذ وغيره يشكلون تهديداً وخطراً على اليهود والبريطانيين والزعامات العربية نفسها؟ كان لا بد من حرب كبيرة تؤدي لتغييرات جغرافية وسكانية يمكن من خلالها تهجير العدد الأكبر من الفلسطينيين وتمكين اليهود من مساحات شاسعة ليقيموا عليها دولتهم الموعودة، وهذا ما أكده عضو الكنيست السابق يشعياهو بن فورت عندما تطرق لأحداث تلك المرحلة بقوله: 'لا دولة يهودية بدون إخلاء العرب من فلسطين ومصادرة أراضيهم وتسييجها'. وبدأت خيوط المؤامرة بتحريض بريطانيا الزعماء العرب على رفض قرار التقسيم وأشرفت على تشكيل الكتائب العربية التي ستخوض الحرب تحت عنوان رفض التقسيم ومنع قيام دولة اليهود، وتم وضع هذه الجيوش تحت قيادة الجنرال البريطاني غلوب باشا الذي كان قائداً للجيش الأردني كما كان أغلب قادة الفرق العسكرية من الضباط الإنجليز!! ولم تتوقف المهزلة عند هذا الحد بل تجاوزت ذلك بالتحكم بعدد الجنود ونوعية سلاحهم وبمجريات المعركة. حسب الوثائق الرسمية التي تم الإعلان عنها آنذاك، كان مجموع جنود الجيوش العربية السبعة التي خاضت الحرب في حدود 26 ألف جندي وزاد قليلاً بعد بدء المعارك، بدون خبرة قتالية وأسلحة متواضعة وبدون تنسيق مسبق بينها أو إرادة حقيقية للقتال عند أغلبهم، بينما دفعت الحركة الصهيونية لساحة القتال حوالي 100 ألف مقاتل مجهزين بأحدث الأسلحة وبتجربة قتالية اكتسبوها من خلال مشاركتهم في الحرب العالمية الثانية الى جانب الحلفاء. كل ما سبق حقائق أكدها شهود عيان وممن شاركوا في الحرب كالقائد عبد الله التل وعارف العارف وفوزي القاوقجي وعزة دروزة، كما تطرق جمال عبد الناصر في مذكراته عن حرب فلسطين وما صاحبها من خيانات حيث يقول: (لم يكن معقولاً أن تكون هذه حرباً... لا قوات تحتشد، لا استعدادات في الأسلحة والذخائر، لا خطط، لا استكشافات، ولا معلومات! ومع ذلك فهم هنا في ميدان قتال.. إذن فهي حرب سياسية.. هي إذن حرب ولا حرب؛ تقدم بلا نصر، ورجوع بلا هزيمة.. هي حرب سياسية فقط ….) يجب ألا يستغرب البعض من هذه الوقائع لأنه بالعقل والمنطق لا يُعقل أن بريطانيا التي صنعت وعد بلفور ومدت الحركة الصهيونية بكل أشكال الدعم السياسي والعسكري حتى أنها تركت للصهاينة مطاراتها وموانئها في فلسطين، وهي التي في نفس الوقت تشرف على الجيوش العربية وتتحكم بتسليحها وتمويلها… لا يُعقل أن تسمح لضباطها بأن يقودوا حرباً على كيان صنعته وتعهدته حتى آخر لحظة إلا إذا كانت حرباً تكون نتيجتها مضمونة لصالح ربيبتها وصنيعتها دولة اليهود. مباشرة عند دخول الجيوش العربية لفلسطين سقطت مدينتي اللد والرملة بيد الصهاينة وكان الجيش الأردني مسؤولاً عن الدفاع عن هاتين المدينتين المهمتين، ففي مذكرات عبد الله التل قائد جبهة القدس في حرب 48 يقول: 'إن أحد القادة العرب قدّم اقتراحًا للملك الأردني عبد الله ابن الحسين بتبديل قيادة الجيش البريطانية والاستغناء تمامًا عن الفريق غلوب (المعروف باسم غلوب باشا)، والضباط الإنجليز الذين كانوا معه، لأنّهم ودون شكّ يعملون على تمكين القوات الصهيونية من تجاوز حدود التقسيم' لكنّ الملك، وبرأي التلّ، لم يكن يستطيع أن يوافق على مقترح كهذا، لأنّه يعلم أنّ بريطانيا لن تقبل فكرة الاستغناء عن غلوب. ووسط الحرب وبعد أن حقق اليهود انتصارات كبيرة وتجاوزوا حدود التقسيم وباتوا يستولون على 78% من مساحة فلسطين وشردوا غالبية الفلسطينيين حوالي ثمانون ألف فلسطيني وتدمير 500 قرية تحرك حلفاء الحركة الصهيونية ولجأوا لمجلس الأمن ليصدر قرارا بوقف المعارك وفرض هدنة على الطرفين، وجاء قرار مجلس الأمن بفرض الهدنة الثانية تكريساً للنصر اليهودي على الجيوش العربية ونجحت القوات الصهيونية، من طرد كل القوات العسكرية العربية من فلسطين، باستثناء الجيش الأردني الذي احتفظ بالضفة الغربية ومصر التي استمر تواجدها العسكري في قطاع غزة، وبذلك تم القضاء على مشروع الأمم المتحدة للتقسيم. يتحدث عبدالله التل عن تداعيات الحرب وحالة الغضب الشعبي العربي مما جرى فيقول: 'ما جرى دفع جامعة الدول العربية المشاركة في الحرب المصطنعة وحتى تخفي تواطؤها أن تطلب من الملك عبدالله، بعد الهزيمة، الاستغناء عن الضباط الإنكليز وعلى رأسهم كلوب باشا، أو إبعادهم عن قيادة الجيش العربي الأردني على الأقل، باعتبارهم المسؤولين العسكريين عن الهزيمة، طبعاً لخلق مشجب يعلقون عليه أمام شعوبهم جريمتهم المفضوحة، ويخرجوا ببعض ماء الوجه، ويبرّئون أنفسهم أمام شعوبهم من الاشتراك بالجريمة/ الهزيمة، رفض الملك عبدالله ذلك، مع أن طلبهم يمكن أن يكون صك براءة له ولهم، لو تم استخدامه، وهندسته كما تم هندسة حرب الهزيمة، وبنفس الخبث والمكر والخديعة، وكان جواب الملك عبدالله، في جلسة عامة بقصر (رغدان): 'أنا لا أستطيع تغيير سرجي في المعركة باعتبار أن معركته لم تنته، فقد بقي منها الفصل الأخير، وهو فصل وضم وإلحاق (الضفة الغربية) بعرشه الهاشمي، وهذا الفصل الأخير هو عاجز لوحده عن تنفيذه، فلا بد والحالة هذه من الحفاظ على سرجه وخيوله، حتى لو كانت تشرب من دماء الشعب الأردني والفلسطيني على حد سواء'. ويستطرد عبد الله التل قائلا:' الحقيقة التي لا تقبل الشك، أن جنود وضباط الجيش الأردني، دخلوا فلسطين صادقين لتحريرها، وتسليمها لأهلها ولأصحابها، وخاضوا المعارك الدفاعية بشرف، وقدموا استناداً إلى بيانات قيادة الجيش، (363) شهيداً منهم (11) ضابطاً، والباقي من رتب عسكرية مختلفة'. نستخلص من كل ما جرى عدم صحة ما يزعمه البعض من الموتورين من غير الفلسطينيين بأن الفلسطينيين باعوا أرضهم وأن العرب خاضوا عدة حروب وسقط لهم الآلاف دفاعاً عن فلسطين والفلسطينيين، والحقيقة أن تدخل الأنظمة العربية كان وبالاً على الشعب الفلسطيني ولو لم يتدخلوا ما كانت النكبة أولا ثم النكسة ثانياً ثم التطبيع أخيراً، ولكان 15 مليون فلسطيني حتى الآن يقاتلون الصهاينة على أرض فلسطين بدلا من 7 مليون المتواجدين حاليا وما كانت الهجرة والشتات. نُذَكِر دوما أن الفلسطينيين يدفعون ثمن هزيمة سبع جيوش عربية في حرب 1948 حيث أدت الهزيمة لفقدان ثلثي أرض فلسطين ثم دفعوا مرة أخرى ثمن هزيمة العرب في حرب 1967 حيث فقدوا بقية فلسطين، حتى الانقسام الذي حدث في يونيو 2007 ما كان أن يكون لولا تآمر إسرائيلي أمريكي مع أطراف عربية وإسلامية في سياق ما يسمى الشرق الأوسط الجديد، دون أن نسقط من الحسبان أخطاء الفلسطينيين أنفسهم وهي ليس في فداحة الأخطاء العربية. إن تجاوز النكبة والهزيمة لن يكون إلا من خلال مراجعة جذرية لخطاب النكبة تؤسس لفهم جديد لها بكل مراحلها. صحيح ان نكبتنا متواصلة طوال 77 عاما ولكن صحيح أيضا أن العدو الصهيوني لم يتمكن طوال هذه السنوات بالرغم من كل ممارساته الإرهابية أن بلغي وجود الشعب الفلسطيني على ارضه ولا يلغي انتماء نصف الشعب الفلسطيني الذي يعيش في الشتات لأرضه، ولم يتمكن من التأثير على عدالة القضية الفلسطينية حيث درجة التأييد العالمي الشعبي والرسمي يتزايد. صحيح أن الانقسام الداخلي والتآمر المتواصل على قضيتنا والإرهاب الصهيوني المتواصل يصعب من حياتنا ويهدد مشروعنا الوطني ويزيد من احساسنا بالنكبة، إلا أن كل ذلك يزيد من إحساسنا بالانتماء للوطن، لأن الانتماء للوطن حالة تتجاوز الجغرافيا والأحزاب والنخب المأزومة وتتجاوز حسابات من يختزلون الوطن بحكومة أو سلطة أو أيديولوجيا مزعومة. ليس هذا الكلام مجرد تعزية للذات أو رفع للمعنويات أو الهروب من واقع الاعتراف بالتحديات الكبيرة التي تواجه المشروع الوطني التحرري. قد يكون في قولنا بعض مما سبق ولكنه في مجمله كلام مبني على تجارب الشعوب ومسار التاريخ البشري وعلى التحليل والفهم العلمي للعلاقات الدولية والنظام الدولي وموازين القوى، فالتاريخ يُعلمنا بأن في حياة الأمم مراحل مد وجزر وانتصارات وهزائم، كما يُعلمنا بأن موازين القوى غير ثابتة، وأن مناط الحكم على الشعوب وقضاياها الوطنية لا يكون من خلال لحظة انتكاسة في مسار صراعها مع العدو الخارجي أو فشل في تدبير أمورها الداخلية أو انفضاض الحلفاء من حولها، بل من خلال مدى استمرار تمسك الشعب بحقوقه وثوابته الوطنية ومدى استعداده للنضال من أجلها، أيضا قدرة الشعب الفلسطيني على تغيير واقعه الداخلي قبل مطالبة العرب وغيرهم بالالتفاف حول قضيته العادلة.


ليبانون 24
منذ 3 أيام
- ليبانون 24
بالفيديو... شاهدوا ما فعله اردوغان بالرئيس الفرنسيّ!
قام الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ، خلال قمة المجموعة السياسية الأوروبية في عاصمة ألبانيا أمس، بالإمساك بإصبع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ولم يتركه. وكتب عن ذلك الصحفي التركي إبراهيم هاسكولوغلو على منصة التواصل الاجتماعي X، وقال: "بعد أن وضع ماكرون يده على يد أردوغان ، لم يترك الرئيس التركي إصبع نظيره الفرنسي". (روسيا اليوم) أردوغان يتمسّك بالإصبع الأوسط ليد ماكرون اليُسرى وبقي هكذا لمدة 13 ثانية حاول خلالها الرئيس الفرنسي الإفلات حتى تركه في النهاية. الحادثة كانت خلال اجتماع المجموعة السياسية الأوروبية في ألبانيا وقال بعض الأتراك إن هذا دليل هيمنة أردوغان على ماكرون. — إياد الحمود (@Eyaaaad) May 17, 2025


لبنان اليوم
منذ 3 أيام
- لبنان اليوم
إسرائيل تبدأ المرحلة الأولى من هجومها البري الواسع على غزة… وتأكيدات على 'السيطرة الكاملة'
بدأ الجيش الإسرائيلي ما وصفها بالمرحلة الأولى من هجومه الواسع في قطاع غزة، عبر شن غارات مكثفة وحشد المزيد من القوات للسيطرة على مناطق استراتيجية داخل القطاع، في إطار عملية أطلق عليها اسم 'مركبات جدعون'. وفي بيان رسمي، أكد الجيش أن الهجمات تهدف إلى 'تحقيق جميع أهداف الحرب'، مشيراً إلى أن الخطة تشمل فرض سيطرة عسكرية مباشرة على كامل القطاع، ودفع السكان نحو جنوبه. تصعيد ميداني وسقوط ضحايا وفي تصعيد متواصل خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية، نفذ الجيش الإسرائيلي هجمات واسعة أسفرت عن مقتل ثلاثة فلسطينيين في قصف استهدف منزلاً في تل الزعتر شمال القطاع، بالإضافة إلى خمسة آخرين في قصف بطائرة مسيّرة شرق خانيونس. وأكد الدفاع المدني الفلسطيني أن عشرات المدنيين لا يزالون تحت الأنقاض وفي الطرقات، في ظل قصف كثيف يستهدف أي تحرك في شمال القطاع. كما أفادت مصادر طبية في غزة بسقوط أكثر من 130 قتيلاً جراء الغارات الإسرائيلية المكثفة التي طالت مناطق متفرقة شمالاً وجنوباً. الأمم المتحدة: جاهزون لتقديم المساعدات فورًا وفي ظل كارثة إنسانية متفاقمة، أكد مسؤول الشؤون الإنسانية في الأمم المتحدة أن المنظمة الدولية تمتلك الخبرة والموارد اللازمة لتقديم المساعدات بالحجم المطلوب لسكان غزة. وأضاف أن الخطة الأممية المدعومة من المانحين والمجتمع الدولي يمكن أن تبدأ فور السماح بإدخال المساعدات، مشيراً إلى وجود نحو 160 ألف شحنة إغاثية جاهزة للتحرك. ماكرون: الوضع في غزة 'غير محتمل' دولياً، وصف الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الوضع في غزة بأنه 'غير محتمل'، مؤكداً عزمه مناقشة الأمر مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، كما سبق أن ناقشه مع نظيره الأميركي دونالد ترمب. جاءت تصريحاته خلال مشاركته في اجتماع لقادة أوروبا في ألبانيا. مفاوضات الدوحة: لا تقدم حتى الآن وفي السياق الدبلوماسي، نقل موقع 'أكسيوس' عن مسؤول إسرائيلي قوله إن فريق التفاوض الإسرائيلي سيبقى في الدوحة حتى مساء السبت على الأقل، رغم غياب التقدم الملموس. وأشار مسؤول كبير في الفريق إلى أن التوصية لنتنياهو هي مواصلة المحادثات، لأن 'فرص الوصول إلى اختراق لم تصل إلى الصفر بعد'. ومن المتوقع أن يعقد المجلس السياسي والأمني الإسرائيلي اجتماعًا يوم الأحد لبحث توسيع العمليات العسكرية في غزة، وسط ترجيحات باتخاذ قرارات مفصلية. ترمب: غزة يجب أن تتحول إلى 'منطقة حرة' وفي تصريح أثار الانتباه، قال الرئيس الأميركي دونالد ترمب في مقابلة مع قناة 'فوكس نيوز' إن على المجتمع الدولي العمل على تحويل غزة إلى 'منطقة حرة'، معتبراً أن 'الأوضاع الحالية لا يمكن أن تستمر بهذا الشكل'.