
الأردن وعلاقاته العربية: دعم فلسطين وتوازنات إقليمية
الجزء الثاني
ثالثًا: العلاقة مع فصائل المقاومة الفلسطينية والإخوان المسلمين .
شهدت العلاقة بين الأردن والمقاومة الفلسطينية ، وتحديدًا الفصائل الفلسطينية المسلحة ، تحولات جذرية منذ أحداث "أيلول الأسود" عام 1970 ، التي أدت إلى خروج الفصائل الفلسطينية المسلحة من الأردن ، وانتقال مركز عملياتها إلى لبنان ، ومنذ ذلك الحين ، انتهج الأردن سياسة فصل واضحة بين دعمه للقضية الفلسطينية ورفضه العمل الفصائلي المسلح انطلاقًا من أراضيه ، بما يتوافق مع مصالحه الأمنية والتزاماته الإقليمية والدولية.
أما الإخوان المسلمين ، فقد شكلوا لفترة طويلة تيارًا سياسيًا مؤثرًا داخل الأردن ، إلا أن الدولة قامت بتقليص دورهم تدريجيًا ، لا سيما بعد صعود الإسلام السياسي في العالم العربي وما تبعه من تداعيات على المشهد الإقليمي ، وتأثر موقف الأردن تجاه حركة حماس - التي تنتمي أيديولوجيًا لتيار الإخوان - بعوامل متعددة ، من بينها التوازن في العلاقة مع السلطة الفلسطينية ، ومتطلبات العلاقة مع الدول الغربية ، والضغوط الإقليمية.
رابعًا: صورة الأردن في الوعي الفلسطيني .
تحمل صورة الأردن في وعي الشعب الفلسطيني طابعًا مزدوجًا ، ففي الضفة الغربية ، يُنظر إلى الأردن بوصفه داعمًا ثابتًا للقضية ، وشريكًا في النسيج الاجتماعي والسياسي ، أما في قطاع غزة وبعض أوساط المقاومة الفلسطينية ، فتسود رؤى أكثر نقدًا ، لا سيما فيما يتعلق بمحدودية الدور الأردني في دعم المقاومة ، مقارنة بدول مثل قطر أو إيران ، و على الرغم ذلك ، فإن الدور الأردني يُقدَّر على نطاق واسع باعتباره دورًا واقعيًا يسعى للحفاظ على استقرار المنطقة ، خصوصًا في ظل ما يواجهه الأردن من تحديات اقتصادية وضغوط خارجية.
وما زالت صورت الانزالات الجوية الاردنية لطرود الخير بواسطة الطائرات عالقه في الاذهان ، وكذلك فأن الخدمات الطبية تغطي الاراضي الغزاوية في مختلف المدن منها ، ورحمة الله على المجاهد الكبير الشيخ احمد ياسين ودور الملك حسين طيب الله ثراه في الزام القادة الاسرائليين بأحضار الترياق له بعد ان سمموه ، وما زالت الة الخير الاردنية تعمل في دعم الاشقاء الغزوين على مختلف الصعد ، وهذا غيظ من فيض بعيدا عن تحميل الجميل ، وفي الحقيقه اننا في خندق و احد مع الاشقاء الفلسطينيين ، مهما حاول المرجفون من التقارب الاردني الفلسطيني فعل الافاعيل التي لا يستحقها الاردن ولاشعبه ولا قيادتها الهاشمية التي قدمت و تقدم للقضية الفلسطينية و القضايا العربية ، حتى بلغ بنا الحال وفي كثير من الاحيان ان نوصف بأننا صهاينة و احيانا اخرى يقال اننا بعنا القضية ونعمل على تصفيتها كما يقولون وكاننا نصفي شركة من الشركات الاردنية ، وفي المقابل لاتزال صورة الحملة المليونية من العشائر الاردنية التي تجمعت بغور الاردن بنية الهجوم على الحدود مع الكيان الاسرائلي ، بعد ان لبو استغاثة اخوانهم في فلسطين/ الضفة الغربية عندما اشتد التنكيل بهم من الجيش الاسرائلي و على الفور توقف التنكيل و القمع ، ولكن لايمكن ان يطلب من الاردن فوق طاقته وطاقة شعبه لما يعرفه العرب الشرفاء والفلسطينيين الاشقاء من حالة الدولة الاردنية ، المعروفة الموصوفة بانها المتوازنة في مواقفها و الحريصة على قضية فلسطين و الشعب الفلسطيني .
خامسًا: القيود التي تكبّل الدور الأردني .
يعاني الأردن من قيود هيكلية تحد من قدرته على لعب أدوار أكثر حيوية في الملف الفلسطيني اكثر مما قام به ،/ ولكنه في نفس السياق كان فاعلا ومنخرطا بالقدر الذي تسمح به امكاناته الاقتصادية والتعقيدات السياسية و الاجتماعية و التزاماته كدوله ، والتي تشكل بالتالي مواقفه كدولة مسؤلة عن ملايين الارواح داخل حدوده الاقليمة ، و ليس فصيل مسلح يناور من هنا تارة ومن هناك تارة اخرى و من هذه القيود على وجه التحديد :
1. الاتفاقيات الدولية: خاصة معاهدة السلام مع إسرائيل (وادي عربة، 1994)، والتي تضع سقفًا لتحركات الأردن في ملفات المقاومة والدعم العسكري.
2. الضغوط الاقتصادية: يعتمد الأردن بشكل كبير على المساعدات الخارجية ، خاصة الأمريكية والخليجية ، مما يجعله مضطرًا للتعامل بحذر مع الملفات الحساسة.
3. الاعتبارات الأمنية: التوازن الديمغرافي بين الأردنيين من أصول فلسطينية والشرق أردنيين، يجعل الملف الفلسطيني محوريًا في الاستقرار الداخلي.
4. التحالفات الإقليمية: مجاراة السياسات الإقليمية لدول كمصر والإمارات والسعودية، التي ترفض التمدد السياسي للفصائل المرتبطة بالإسلام السياسي.
ومع ذلك لم يتوان الاردن في دعم الاشقاء الفلسطينيين رغم هذه القيود وعلى مختلف الصعد ، و الشرفاء المنصفين الذين يقفون مع الحق وهم بذات الوقت يقدرون الاوضاع وينصفون الاردن هم و اصحاب الشرف المخلصين لقضيتهم ويقدمون لها بصمت ، ان الاردن بكليته لم ولن يبخل عليهم بكل ماهو واجب ، ويظل الأردن يمثل نموذجًا لدولة صغيرة الحجم ، لكن ذات تأثير سياسي ملموس في قضايا الإقليم ، خصوصًا القضية الفلسطينية ، وبينما يُقدّر له دوره في دعم الحقوق الفلسطينية والوصاية على القدس، يواجه تحديات جمّة في التوفيق بين التزاماته الإقليمية والدولية ، وطموحات الشعوب في العدالة والحرية ، تبقى سياسته الخارجية مرآة لواقعه الداخلي وضرورات توازن القوى في الشرق الأوسط ، يا ايها المتنطعين ، هذا غيظ من فيظ عن وطن الاردنيين من شتى الاصول و المنابت ، وسيظل هذا الوطن يمثل الصورة الحقيقية مع الاشقاء الفلسطينيين للوحدة العربية الحقيقية ، بعيدا عن المزايدات الفرغه و التي تصب في خانة الصهاينه .
حمى الله الاردن وسدد على طريق الخير خطاة .
مراجع والمصادر:
o مركز دراسات الشرق الأوسط (الأردن): أبحاث ومقالات تحليلية حول دور الأردن في القضية الفلسطينية والعلاقات مع الفصائل.
o - مركز الجزيرة للدراسات أبو رمان، محمد. أزمة الإخوان المسلمين بالأردن: نهاية الصراع الدائري وبداية التعويم السياسي.
o - مركز ستراتيجيكس للدراسات (الأردن) الشرفات، سعود. التجربة الهجينة للإخوان المسلمين في الأردن. https://strategiecs.com
o - العربي الجديد مقالات تحليلية عن الوصاية الهاشمية على القدس والعلاقة الأردنية–الفلسطينية. https://www.alaraby.co.uk
* المرصد السياسي – معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى (نسخة عربية): دراسات عن سياسات الأردن الخارجية وتحليل علاقاته مع حماس والسلطة الفلسطينية.
• دراسات من موقع "السبيل" و"عمون الإخباري": تغطيات وتحليلات سياسية عن العلاقة بين الأردن والإخوان المسلمين، وتأثير ذلك على سياساته الإقليمية.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة

سرايا الإخبارية
منذ 2 ساعات
- سرايا الإخبارية
ديوان المحاسبة يقيم احتفالاً بمناسبة عيد الاستقلال التاسع والسبعين
سرايا - اقام ديوان المحاسبة اليوم احتفالاً بمناسبة عيد الاستقلال التاسع والسبعين، حيث القى رئيس الديوان الدكتور راضي الحمادين كلمة بهذه المناسبة الوطنية الغالية على الأردنيين هنأ فيها باسم أسرة ديوان المحاسبة جلالة الملك عبد الله الثاني ابن الحسين المعظم حفظه الله ورعاه وصاحب السمو الملكي الأمير الحسين بن عبد الله الثاني ولي العهد المعظم وأبناء الأسرة الاردنية الواحدة. واستعرض الحمادين في كلمته معاني الاستقلال، مؤكداً بأن الاحتفال بالاستقلال يعطينا الحافز لخدمة الوطن بكل تفاني وإخلاص، وتحقيق الإنجازات التي تعود بالخير على الوطن والمواطن. وانه ما بين احتفال بعيد الاستقلال وآخر نشعر بالإنجازات التي تتحقق للوطن في ظل قيادة جلالة الملك حفظه الله وبمتابعة حثيثة من سمو ولي العهد حفظه الله. وأكد الحمادين على الإنجازات التي تحققت خلال العام في ديوان المحاسبة سواء على صعيد تطوير ورفع القدرات المهنية لموظفي الديوان، أو على صعيد مساهمة الديوان من خلال مخرجاته الرقابية في تطوير القطاع العام مع باقي مؤسسات الدولة. كما اشتمل الحفل على كلمة لأحد الزملاء ممثلاً عن موظفي ديوان المحاسبة، وقصيدة شعرية القاها أحد الزملاء تغنت بالاستقلال والجيش وأجهزتنا الأمنية. واحتفاءً بالمناسبة، كرّم الحمادين نخبة من الزملاء الذين حصلوا على شهادات مهنية متخصصة مؤخراً، مؤكداً أن تعزيز الكفايات وتحفيز المدققين للحصول على المؤهلات المهنية، أصبح نهجاً في ديوان المحاسبة. كما شاركت فرقة امانة عمان للفنون الشعبية احتفال الديوان من خلال تقديم الأغاني والاهازيج الوطنية وحلقات الدبكة ابتهاجاً بهذه المناسبة السعيدة.

سرايا الإخبارية
منذ 4 ساعات
- سرايا الإخبارية
عاطف ابو حجر يكتب: تحالف الزوجات
بقلم : عاطف أبو حجر - في زمنٍ أصبح فيه الزواج مرة واحدة يُعتبر بطولة وطنية، هناك من قرر أن يفتح على نفسه "أربع جبهات"، ويخوض معركة الحياة الزوجية بـ"فِرقة كاملة"! لكن المفاجأة؟ أن هذا الخيار، رغم ما يقال عنه، قد يحمل في طياته وجهاً مشرقًا… نعم، نحن نتحدث عن تحالف الزوجات: تلك المنظومة الفريدة التي تجمع بين المنافسة، والرعاية، والمراقبة الجماعية! في بيت الرجل المتعدد، المهام لا تتراكم، بل تتوزع كما تتوزع المناصب الوزارية في حكومة وفاق. واحدة تُعد الطعام، والأخرى تُلبّس الأطفال، والثالثة تنظّف وهي تغنّي، أما الرابعة فتنتظر الزوج عند الباب بابتسامة دبلوماسية وكوب عصير، وكأنها سكرتيرة في مكتب تنفيذي رفيع المستوى. الزوج في هذا البيت لا يمشي، بل يُحمل على الأكتاف (مجازيًا طبعًا)! كل زوجة تسعى لإثبات أنها الألطف، والأجمل، والأجدر بالقلب والمعدة معًا. فإحداهن تطبخ المنسف، والثانية تجهّز الحمام المغربي، والثالثة تبتكر نكتة لتضحكه، أما الرابعة فتكتب له شعرًا وتختمه: "زوجي، يا تاج العز في قلبي!" لا يغترّن أحد بهذا النعيم الظاهري، لأن ما خفي أعظم! تحالف الزوجات هو اتحادٌ أنثوي لا يُستهان به، فيه مراقبة دقيقة، وتحليلات نفسية، وتقارير تُرفع أولاً بأول. أي تصرف مريب من الزوج سيُرصد، وسيناقَش في اجتماع مغلق داخل المطبخ، وسيتلقى الزوج بعدها "نظرات موحّدة" كأنهن لجنة تحقيق عليا. وفي دولة الصومال الشقيقة، لا يُعتبر التعدد خيارًا، بل فرض كفاية اجتماعي! الشاب هناك يتزوج في الثامنة عشرة، وإن بلغ العشرين دون زواج، تتحرّك القبيلة وتُحاسب أهله: "كيف تسمحون له أن يعارَس؟!" وبعد أول مولود، تُفاجئه والدته قائلة: "حان وقت الزوجة الثانية، وهذه اختياري!" ثم في الثلاثين، تُقام له حفلة استقبال للزوجة الثالثة. أما الكارثة الكبرى؟ أن يبلغ الأربعين بلا زوجة رابعة… فهنا تنعقد المجالس، وتُرفع التقارير، وقد يُنزع منه لقب "رجل" حتى إشعار آخر! وأنا، شخصيًا، لا أرى في التعدد عيبًا ولا فضيحة، بل أقولها علنًا: أنا مع تعدد الزوجات، وبكل فخر. لكن بشروط واضحة لا لبس فيها: أن تكون مقتدرًا ماليًا، صحيًا سليمًا، نفسيا مستقرًا، والأهم: أن تكون عادلاً بكل ما تعنيه الكلمة. فلا تعيش بين أربع نساء وتوزّع الظلم كما توزّع الورود! لأن الله تعالى قالها صريحة في كتابه: "ولن تعدلوا". ومن لا يقدر على العدل، فليبقَ على واحدة… ويُكثر من الشاي والهدوء. في النهاية، أن تكون في قلب إن أحسنتَ التعامل، فأنت هارون الرشيد… وإن أسأت الإدارة، فأنت هاربٌ من العدالة النسائية!


سواليف احمد الزعبي
منذ 4 ساعات
- سواليف احمد الزعبي
'حماس': دعوة نائب أمريكي لقصف غزة نوويا تحريض على الإبادة وجريمة ضد الإنسانية
#سواليف أعربت حركة ' #حماس ' عن إدانتها لتصريحات #عضو_الكونغرس الأمريكي عن الحزب الجمهوري #راندي_فاين، التي دعا فيها إلى #قصف_غزة بالسلاح النووي. واعتبرت الحركة هذه 'الدعوة المتطرفة جريمة مكتملة الأركان، ودليلا على العنصرية الفاشية التي تحكم تفكير بعض الساسة الأمريكيين، وهو ما يستوجب الإدانة من الإدارة الأمريكية ومن الكونغرس، الذي بات منصة لتبرير #جرائم_الاحتلال وتشجيعها، عندما استقبل #مجرم_الحرب #نتنياهو'. وأضافت: 'تمثل هذه التصريحات انتهاكا صارخا لمبادئ القانون الدولي الإنساني، واتفاقيات جنيف، وتحريضا علنيا على استخدام #أسلحة_الدمار الشامل ضد أكثر من مليوني مدني'. وأكد أنه 'ورغم هذه الدعوات الوحشية، فإنها لن تُضعف عزيمة شعبنا، ولا إيمانه بعدالة قضيته، بل تفضح مجددا الوجه الحقيقي للاحتلال وداعميه'. ووصف فاين في وقت سابق القضية الفلسطينية بـ'الشريرة'. وقال: 'في الحرب العالمية الثانية، لم نتفاوض على استسلام مع النازيين، ولم نتفاوض مع اليابانيين. لقد استخدمنا #القنابل_النووية مرتين ضد اليابان من أجل تحقيق استسلام غير مشروط'. وأضاف: 'ينبغي أن يكون الموقف ذاته في هذا السياق، فهناك خلل عميق جداً في هذه الثقافة ويجب القضاء عليه'.