
تحت شعار «الإسفاف طريقك للنجومية».. سر سحب الأغانى الهابطة البساط من الطرب الراقى
لم تعد الموهبة وحدها تكفي للوصول إلى الشهرة، فمع صعود أسماء مثل «كزبرة» بسبب طابعه الكوميدي، و«توليت» لغموض هويته، و«صولا عمر» التي تنازلت عن فنها وقدمت أغنية «أبو أحمد» التي كانت طريقها للجمهور وجعلتها نجمة بمقاييس السوشيال ميديا، بات تقديم محتوى صادم أو مثير للجدل وسيلة سريعة للانتشار.
ما حدث -مؤخرا- بسوق الأغنية من انتشار الأعمال الهابطة، طرح عدة تساؤلات تحاول «النبأ» الإجابة عنها خلال السطور التالية، فهل أصبح الإسفاف مفتاح النجاح، أم أننا أمام تحول جديد في صناعة الموسيقى؟
وفي هذا الصدد، يرى الناقد الموسيقي أحمد السماحي، أن الموضوع يحمل أوجه متعددة، قائلا إن هذا الموضوع جدلي بطبيعته.
وأشار إلى أن الجمهور يميل إلى كل ما هو جميل وراقي، وما يُقدّم له بجودة، والدليل على ذلك الإقبال الكبير على حفلات الأوبرا والموسيقى الكلاسيكية.
ولفت إلى أن نجاح بعض الظواهر الغنائية مثل «كزبرة» وغيرهم من المؤدين يعود إلى عدة أسباب، متابعا: «جميعهم مؤدون، باستثناء صولا التي يمكن اعتبارها مغنية نوعًا ما، لكن الباقين لا علاقة لهم بالغناء، نجاحهم يعود إلى أنهم خاطبوا التفاهة في أذن المستمع، فالإنسان لديه جوانب مختلفة».
واستكمل «السماحي»: «جيل ضائع لا يجد عملًا ولا يستطيع الزواج، وفي الوقت نفسه ملّ من الأغاني التقليدية التي تتناول الحب والهجر والخصام، فالشباب الذي يمثل أكثر من 60% من الشعب المصري، وجد ضالته في هؤلاء المؤدين، الذين يقدمون أغانٍ ذات مضمون صادم، تعبر عن حالتهم».
وتابع: «هؤلاء الشباب ألقوا بأنفسهم في التهلكة مع هذه الأغاني، لكن هؤلاء المؤدين لا يستمرون طويلًا، وسرعان ما يختفون، فقد رأينا كيف كان مؤدو المهرجانات يسيطرون على المشهد الغنائي حتى تفوقوا على عمرو دياب في فترة معينة، لكن أين هم الآن؟ لا أحد يسمع عنهم، ومن بقي منهم، فهو موجود على استحياء، بلا السطوة التي كان يملكها منذ خمس سنوات».
واستطرد: «لا يمكن القول أن الفن الهابط يصنع الشهرة، بل الفن الدارج الذي يقدم كلمات مختلفة وغير متداولة هو ما يجذب الجمهور، فلو قُدمت اليوم أغنية مثل "الأطلال"، لن يهتم بها أحد، لأن الناس سمعوا مثلها والأفضل منها مرارًا، الجمهور يريد المختلف، وهذا ينجح مع البعض ويفشل مع آخرين».
واختتم «السماحي» حديثه قائلا: «على سبيل المثال، توليت كان موجودًا منذ فترة، لكنه لم يُعرف إلا عندما أخفى هويته، لأنه بذلك قدَّم شيئًا مختلفًا».
كلاشيهات وقولبة
فيما رفض الناقد الموسيقي محمد شميس تصنيف الأغاني بوصف «هابطة»، مؤكدًا أن لكل شخص الحرية في التعبير عن نفسه من خلال الغناء.
وأضاف «شميس»: «أنا من الداعمين لتقديم أشكال مختلفة من الموسيقى، ولكن يبقى السؤال هنا: ما مفهوم الأغنية القيمة؟ وما أعظم الأغاني التي تُصنَّف على أنها ذات قيمة؟ على سبيل المثال، تعتبر أغنية "ألف ليلة وليلة" واحدة من أنجح أغاني أم كلثوم، ولكن إذا تأملنا في معاني كلماتها، سنجد فيها إيحاءات رومانسية قوية، وكذلك الحال مع أغنية "أنت عمري"، التي تصف امرأة حبيبها بأنه كل حياتها، فما القيمة المضافة في ذلك؟ في النهاية، يبقى الأمر مرتبطًا بفكرة الحب والتعبير عنه».
وأشار إلى أن طريقة التعبير عن المشاعر تختلف من شخص لآخر، وفقًا لظروفه الاجتماعية والمادية، فالفرد الذي ينتمي إلى طبقة أكثر فقرًا أو يعاني من ضغوط اقتصادية سيعبّر عن مشاعره وحياته بطريقة مختلفة عن شخص آخر يعيش في ظروف مريحة.
وأضاف: «على سبيل المثال، نجد أن كلمات أغاني كزبرة تحتوي على عبارات شعبية مؤثرة، مثل "عليا الطلاق كله بيكدب"، وهي تحمل نفس المعنى الذي قالته شيرين عبد الوهاب في أغنيتها "في الزمن ده الكذابين اتمكنوا وكتّروا". الناس تشيد بهذه العبارات، ولكن الفرق يكمن في هوية المغني ومن هو الذي يقولها».
وأوضح «شميس»، أن المجتمعات العربية، وخاصة المجتمع المصري، تعاني من «كلاشيهات» ونظرة نمطية مقولبة يجب أن توضع فيها الموسيقى، وهو ما يجعل المجتمع لا يقبل التنوع.
واستكمل: «مؤخرًا، هناك محاولات لتكسير هذا الجمود، ولكننا ما زلنا في مجتمع الحزب الواحد، والدين الواحد، والنادي الواحد، والممثل الواحد، والمغني الواحد. لا نقبل التعددية».
أسباب الانحدار
من جانبه، يرى الدكتور أشرف عبد الرحمن، رئيس قسم النقد الموسيقي بأكاديمية الفنون، أن المشكلة الأساسية التي تواجه الذوق العام في مصر خلال العشرين سنة الأخيرة تكمن في الانحدار الكبير، بدءًا من ظهور الكليبات المثيرة، مرورًا بالمهرجانات، وصولًا إلى الأغاني التي نسمعها اليوم.
وأوضح أن كل مطرب أصبح يمتلك منصة خاصة به على وسائل التواصل الاجتماعي، مما يتيح له تحقيق التريند بطرق مختلفة عن الماضي، وهو ما أدى إلى توقف شركات الإنتاج التقليدية عن العمل تمامًا.
وأضاف «عبد الرحمن»، أن ظهور هؤلاء المغنين في السينما والتلفزيون ليس دليلًا على موهبتهم، وإنما هو استغلال من قبل شركات الإنتاج لشهرتهم الرقمية لتحقيق أرباح مادية، دون الاهتمام بالقيمة الفنية.
وأشار إلى أن هذا الواقع دفع البعض إلى السعي وراء التريند بأي وسيلة، إلا أن المغني الحقيقي يجب أن يتمسك بالقيم ولا ينحدر إلى مستوى الأغاني الهابطة من أجل الشهرة والمال، مؤكدا أن هؤلاء المغنين، بمجرد توقفهم عن الغناء، سيتم نسيانهم سريعًا، وليس فقط بعد وفاتهم.
وانتقد «عبد الرحمن» محاولات تشبيه الأغاني الحالية بأغاني أم كلثوم، معتبرًا ذلك ظلمًا كبيرًا، إذ إن كوكب الشرق قدمت «الغزل العفيف»، بينما تتسم الأغاني الحديثة بغزل صريح، بل وجنسي في بعض الأحيان.
وأكد أن أحد أسباب نجومية هؤلاء المطربين هو انحدار الذوق العام في عصر الانفتاح الرقمي، حيث أصبح الإنترنت والفيديوهات والاختلاط بالثقافة الغربية عاملًا رئيسيًا في تغيير المفاهيم والقيم.
وتطرق «عبد الرحمن»، إلى ضرورة تفعيل دور وزارة الثقافة بشكل حقيقي، من خلال إنتاج أعمال غنائية تحمل القيم والمبادئ والتقاليد.
وأكد أن السوشيال ميديا لعبت دورًا خطيرًا في إفساد الذوق العام، وأن غياب النقاد أدى إلى انعدام التوجيه الصحيح للجمهور.
واختتم «عبد الرحمن» حديثه بالإشارة إلى الفرق بين رموز الفن قديمًا والآن، لافتا إلى أن أم كلثوم وعبد الوهاب وعبد الحليم كانوا سفراء للثقافة المصرية على مستوى العالم، بينما أصبح رموز الثقافة اليوم هم «حمو بيكا» و«شاكوش»، وهو أمر مؤسف.
مبدأ خالف تعرف
وفي سياق آخر، أكد الدكتور جمال فرويز، استشاري الطب النفسي، أن انتشار الأغاني المثيرة للجدل والاهتمام بمن يغنيها يعود إلى مبدأ «خالف تُعرف»، حيث إن كل ما هو مختلف أو صادم يحقق انتشارًا واسعًا.
وأشار إلى أن هذا المبدأ ليس جديدًا، مستشهدًا بالأديب نجيب محفوظ، الذي لم يحصل على جائزة نوبل عن أعماله الأدبية الشهيرة مثل الثلاثية، بل نالها عن رواية أولاد حارتنا، التي أثارت جدلًا واسعًا بسبب شخصية «الجبلاوي»، التي رأى البعض أنها تحمل دلالات دينية مثيرة للجدل عن ان الله ظالم للناس، وكانت هذه الضجة أحد الأسباب التي جعلت الرواية تفوز بجائزة نوبل.
وأوضح «فرويز» أن المحتوى السطحي أصبح الأكثر انتشارًا على وسائل التواصل الاجتماعي، حيث يبحث كثيرون عن الترفيه والهروب من الواقع، مما جعل النجاح مرتبطًا أكثر بالإثارة والجدل بدلًا من القيمة الفنية أو الأدبية.
وأضاف أن الأشخاص الذين يعانون من حرمان عاطفي أو فراغ نفسي هم الأكثر انجذابًا إلى المحتويات العنيفة أو المثيرة، حيث يجدون فيها تعويضًا لنقص داخلي أو وسيلة للهروب من الواقع.
وأشار إلى أن محاولات اختراق المجتمع المصري ثقافيًا بدأت منذ عقود، مستشهدًا بأغنية «الطشت قاللي» التي أُنتجت في السبعينيات وقوبلت حينها برفض شديد، إذ اعتبرها المجتمع خروجًا عن الذوق العام.
وأشار إلى أن هذا التدهور القيمي ليس عشوائيًا، بل نتيجة خطط ممنهجة تهدف إلى تفكيك المجتمع المصري وإبعاده عن طبيعته المتماسكة، ومع ذلك، الشعب المصري يظل قادرًا على استعادة هويته الحقيقية رغم كل المحاولات لإضعافه..

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الأسبوع
منذ 8 ساعات
- الأسبوع
جريمة نبش القبور الأدبية: عندما نصحو على فضائح الراحلين.. !
محمد سعد عبد اللطيف كاتب وباحث في الجيوسياسية بقلم - محمد سعد عبد اللطيف في زمنٍ اختلط فيه الترفيه بالإعلام، وتحول النقد إلى حفريات في مقابر الرموز، بات من المألوف أن نصحو على "فضيحة جديدة" من حياة راحلٍ عظيم، وكأن الأموات لم ينالوا ما يكفيهم من الإنهاك في حياتهم، حتى يأتي دورنا لنُكمِل عليهم بعد مماتهم. من عبد الحليم حافظ إلى سعاد حسني، من أم كلثوم إلى جمال عبد الناصر، أصبحنا في زمن لا يبحث عن حقيقة، ولا عن تاريخ، بل عن شبهة، وصورة، و"بوست" قابل لإعادة التدوير في ساحة المحكمة الكبرى المسماة: وسائل التواصل الاجتماعي. في هذا المقال الساخر - الجاد في مرآته - أكتب بمرارةٍ وغضب، وشيءٍ من السخرية النبيلة، عن هوايتنا القومية الجديدة: نبش القبور.. هوايتنا القومية الجديدة! من عجائب هذا الزمان أن تتحوّل الكتابة إلى حفّار قبور، وأن يرتدي القارئ عباءة "النيابة العامة" في محكمة التاريخ، لا لشيء سوى محاكمة الموتى بتهمٍ لم تُسجَّل في دفاترهم ولا على شواهدهم. بات النقد عندنا أقرب إلى برنامج فضائحي لا يحتاج إلا إلى "بوست" مفبرك، أو فيديو مجتزأ، وتغريدة منسيّة يُعاد تدويرها تحت عناوين مثيرة: "السر الذي أخفاه عبد الحليم"، أو "صندوق أسرار أم كلثوم"، أو "من كان ناصر يخشاه؟". في بلادنا، لا تكتمل مائدة الإفطار إلا بصحنٍ ممتلئٍ بفضائح قديمة، ومعلّبات من حياة الراحلين. أصبح لدينا طقسٌ جديد أشبه بمراسم عاشوراء، لكن بدلاً من اللطم، نحن "ننبش" ونحلل ونتساءل: هل تزوّج عبد الحليم حافظ من سعاد حسني؟ هل كان جمال عبد الناصر يعرف من كتب البيان الأول؟ هل كانت أم كلثوم ترتدي نظارتها الشمسية لتُخفي دمعة حب أم سخطاً سياسياً؟ جيلٌ بأكمله - بعضه لم يُولد بعد، أو كان لا يزال يرضع من ثدي الإعلام الرسمي - يتقمّص الآن دور المحقق كونان، لكن بمصادره الخاصة: "قرأت بوست"، "شاهدت فيديو على تيك توك"، "قال لي أحدهم في المقهى". تحوّل التاريخ إلى مساحةٍ للثرثرة، والأعراض إلى فقراتٍ للترفيه، والسيرة الذاتية إلى فقرةٍ مسلية قبل النوم. نحن لا نقرأ، نحن نتلصص. لا نبحث عن الحقيقة، بل عن الإثارة، عن الشبهة، عن صورة تُستخدم كدليل إدانة في محكمة فيسبوك الكبرى. ربما تكمن المشكلة في تعريفنا للبطولة والقدوة. حين يغيب المشروع الجماعي، يصبح كل فرد مشروع قاضٍ، أو بالأحرى مشروع مؤرخ حَشري، يحشّ في سيرة العظماء، ويشكك في كل شيء: هل كتب نزار قباني أشعاره وحده؟ هل ماتت أمينة رزق عذراء فعلاً؟ هل كان توفيق الحكيم مؤمناً بالله أم فقط بالريجيم؟ نعيش عصر "ما بعد القبر". مات عبد الناصر؟ لنفتّش في مراسلاته مع هيكل. ماتت سعاد؟ فلنبحث عن صورة لعقد الزواج.. ! غاب عبد الحليم؟ لنُكمل ما بدأته الصحف الصفراء: من دفن أسراره؟ ومن نكأ الجراح؟ الفلسفة هنا أن الحياة لم تعد تُرضينا، فنبحث عن الإثارة في الموتى. السياسة مملة، الاقتصاد موجع، والواقع شحيح.. فلا بأس من إثارة الغبار فوق رفات من رحلوا. لكن مهلاً، أليس هذا إرثاً ثقافياً متجذّراً؟ ألم يبدأ كل شيء منذ جلسات النميمة الريفية تحت ضوء القمر، حين كان الناس يتحدثون عن من هربت مع من، ومن تزوّج سراً، ومن أكل "ورقة الطلاق"؟ الفرق الوحيد الآن أن القمر أصبح شاشة هاتف، والقرية تحوّلت إلى قريةٍ افتراضية. في النهاية، قد نُصاب بشللٍ فكري. فمن يبحث عن فضيحة لا يصنع بطولة، ومن يُفتّش في أوراق الأمس لا يكتب سطور الغد. فلندع عبد الحليم يغني، وسعاد تضحك، وناصر يحلم، ولتَنَم قبورهم في سلام، لأنهم - على الأقل - حاولوا أن يحيوا في زمنٍ كان يستحق الحياة. أما نحن، فنحيا لنحاكم الأموات! ولعل أصدق ما في هذه السخرية أنها كُتبت بمداد الغضب لا الهزل. ففي زمنٍ كهذا، وحدها الكتابة الساخرة تصلح مرآةً لعقلٍ مأزوم.. .أو وطنٍ يعيد تدوير ماضيه في سوق النميمة! محمد سعد عبد اللطيف - كاتب وباحث في الجيوسياسية والصراعات الدولية [email protected]


النهار المصرية
منذ 12 ساعات
- النهار المصرية
المرأة تُسيطر علي لجان تحكيم الدورة 25 من مهرجان روتردام للفيلم العربي
تماشيًا مع تركيز مهرجان روتردام للفيلم العربي هذا العام على تكريم أم كلثوم ورائدات السينما العربية واحتفاله بيوبيله الفضي ومع إعلان مدينة روتردام عام 2025 "سنة المرأة"، قررت إدارة المهرجان في دورته الـ 25 التي تقام في الفترة من 28 مايو الجاري إلي 1 يونيو 2025 أن تتكوّن غالبية لجان التحكيم من النساء البارزات في مجالات التمثيل والإخراج والإنتاج، في دلالة رمزية على الدور الريادي للمرأة في صناعة السينما وعلى التزام المهرجان بإبراز صوتها ومكانتها. سيطرة نسائية وتضم لجان التحكيم في مهرجان روتردام شخصيات بارزة من العالم العربي وأوروبا، حيث تضم مسابقة الأفلام الروائية الطويلة النجمة السورية أمل عرفة، والمخرج والمنتج المغربي خليل بنكيران، والنجمة السعودية فاطمة البنوي، كما يشارك في لجنة تحكيم مسابقة الأفلام القصيرة الفنانة المصرية سلوى محمد علي والمخرج والمنتج السوري أحمد الحاج، والمخرجة والمنتجة السعودية رزان الصغير. ويشارك في لجنة تحكيم مسابقة الأفلام الوثائقية المخرجة الهولندية إليزبيث فرانيا، والمنتج السينمائي العراقى د. حكمت البيضاني، والممثلة والمخرجة المغربية زكية الطاهري، والمهرجان يحتفي بأم كلثوم ورائدات الفن السابع في دورته الجديدة، حيث يكرم المرأة العربية في السينما، مسلطًا الضوء على رموز فنية تركت بصمات خالدة في تاريخ الفن العربي. أم كلثوم صوت لا يُنسى وقال مدير المهرجان "روش عبد الفتاح": هذا العام نحتفي بكوكب الشرق أم كلثوم، فهي من أبرز الأصوات التي لا تنسى في تاريخ الموسيقى العربية، وما قدمته من أغنيات سيظل خالدا فمن منا لم يستمتع بأغنيات مثل "الأطلال"، "إنت عمري"، و"ألف ليلة وليلة"، وغيرها من الأغاني التي لا تزال تُردد حتى اليوم. عاشقات السينما وأضاف "روش": تتميّز دورة هذا العام بالتركيز على إبراز التنوع والثراء الفني الذي تقدّمه السينما العربية، عبر منصة تعبّر عن الأحلام والرؤى الاجتماعية والإنسانية للمخرجين العرب سواء من داخل العالم العربي أو من المهجر، حيث سيُعرض خلال المهرجان الفيلم الوثائقي "عاشقات السينما" للمخرجة ماريان خوري. واستكمل "روش عبد الفتاح" حديثه قائلاً: الفيلم الوثائقي "عاشقات السينما" يوثق حياة 6 نساء رائدات في السينما المصرية منذ بداياتها في العشرينيات، ومن بينهن المنتجة والممثلة البنانية الأصل آسيا داغر التي ساهمت في إنتاج العديد من الأفلام المصرية، وبهيجة حافظ أول امرأة مصرية تؤلف الموسيقى التصويرية للأفلام، وكانت أيضًا مخرجة وممثلة، وكذلك المنتجة والفنانة ماري كويني التي ساهمت في تطوير صناعة السينما المصرية، وعزيزة أمير أول منتجة ومخرجة وممثلة مصرية، وقدمت أول فيلم مصري صامت بعنوان "ليلى"، والفنانة والمخرجة فاطمة رشدي الملقبة بـ"سارة برنار الشرق"، والتي أسست فرقة مسرحية خاصة بها والفنانة والمنتجة أمينة محمد التي ساهمت في إثراء السينما المصرية بأعمالها المميزة. ويُسلط الفيلم الوثائقي "عاشقات السينما" الضوء على التحديات التي واجهتها هؤلاء الرائدات في مجتمع محافظ، وكيف تمكنّ من ترك بصمة لا تُنسى في تاريخ السينما المصرية. ضيوف الشرف وسيشهد المهرجان حضورًا مميزًا لعدد من النجمات والسينمائيات العربيات ومنهنّ النجمة المصرية ليلى علوي ضيفة شرف المهرجان، وسيُعرض فيلمها "سمع هوس"، والفنانة هنا شيحة والفنانة سلوي محمد علي والفنانة السورية أمل عرفة والفنانة التونسية درة زروق وسيُعرض فيلمها "وين صرنا"، والفنانة السعودية فاطمة البنوي والفنانة التونسية عفاف بن حمود والفنانة المغربية زكية الطاهري. ويعد هذا التكريم والاحتفاء بالمرأة العربية في السينما خطوة مهمة لتسليط الضوء على إسهاماتها وتاريخها الغني في هذا المجال. وأعلن مهرجان روتردام للفيلم العربي مؤخراً عن قائمة الأفلام المشاركة في دورته الخامسة والعشرين، وتُعد هذه الدورة استثنائية بكل المقاييس، إذ تأتي احتفالًا بمرور ٢٥ عامًا على انطلاقة المهرجان، وتحمل في طيّاتها العديد من المفاجآت والمبادرات الخاصة. وسيقدم المهرجان هذا العام ٣٧ فيلمًا ضمن برامجه المتنوعة في صالات العرض، وإلى جانب العروض السينمائيّة يقدّم المهرجان أيضًا ٣٢ فيلمًا قصيرًا عبر الإنترنت من خلال منصة وذلك لتوسيع دائرة الوصول إلى جمهور أوسع داخل هولندا وسيتم الإعلان عن مفاجآت دورة هذا العام تباعاً خلال الأيام المقبلة.


بوابة الفجر
منذ 17 ساعات
- بوابة الفجر
المرأة تُسيطر على لجان تحكيم الدورة 25 من مهرجان روتردام للفيلم العربي
تماشيًا مع تركيز مهرجان روتردام للفيلم العربي هذا العام على تكريم أم كلثوم ورائدات السينما العربية واحتفاله بيوبيله الفضي ومع إعلان مدينة روتردام عام 2025 "سنة المرأة"، قررت إدارة المهرجان في دورته الـ 25 التي تقام في الفترة من 28 مايو الجاري إلي 1 يونيو 2025 أن تتكوّن غالبية لجان التحكيم من النساء البارزات في مجالات التمثيل والإخراج والإنتاج، في دلالة رمزية على الدور الريادي للمرأة في صناعة السينما وعلى التزام المهرجان بإبراز صوتها ومكانتها. سيطرة نسائية وتضم لجان التحكيم في مهرجان روتردام شخصيات بارزة من العالم العربي وأوروبا، حيث تضم مسابقة الأفلام الروائية الطويلة النجمة السورية أمل عرفة، والمخرج والمنتج المغربي خليل بنكيران، والنجمة السعودية فاطمة البنوي، كما يشارك في لجنة تحكيم مسابقة الأفلام القصيرة الفنانة المصرية سلوى محمد علي والمخرج والمنتج السوري أحمد الحاج، والمخرجة والمنتجة السعودية رزان الصغير. ويشارك في لجنة تحكيم مسابقة الأفلام الوثائقية المخرجة الهولندية إليزبيث فرانيا، والمنتج السينمائي العراقى د. حكمت البيضاني، والممثلة والمخرجة المغربية زكية الطاهري، والمهرجان يحتفي بأم كلثوم ورائدات الفن السابع في دورته الجديدة، حيث يكرم المرأة العربية في السينما، مسلطًا الضوء على رموز فنية تركت بصمات خالدة في تاريخ الفن العربي. أم كلثوم صوت لا يُنسى، وقال مدير المهرجان "روش عبد الفتاح": هذا العام نحتفي بكوكب الشرق أم كلثوم، فهي من أبرز الأصوات التي لا تنسى في تاريخ الموسيقى العربية، وما قدمته من أغنيات سيظل خالدا فمن منا لم يستمتع بأغنيات مثل "الأطلال"، "إنت عمري"، و"ألف ليلة وليلة"، وغيرها من الأغاني التي لا تزال تُردد حتى اليوم. عاشقات السينما وأضاف "روش": تتميّز دورة هذا العام بالتركيز على إبراز التنوع والثراء الفني الذي تقدّمه السينما العربية، عبر منصة تعبّر عن الأحلام والرؤى الاجتماعية والإنسانية للمخرجين العرب سواء من داخل العالم العربي أو من المهجر، حيث سيُعرض خلال المهرجان الفيلم الوثائقي "عاشقات السينما" للمخرجة ماريان خوري. واستكمل "روش عبد الفتاح" حديثه قائلًا: الفيلم الوثائقي "عاشقات السينما" يوثق حياة 6 نساء رائدات في السينما المصرية منذ بداياتها في العشرينيات، ومن بينهن المنتجة والممثلة البنانية الأصل آسيا داغر التي ساهمت في إنتاج العديد من الأفلام المصرية، وبهيجة حافظ أول امرأة مصرية تؤلف الموسيقى التصويرية للأفلام، وكانت أيضًا مخرجة وممثلة، وكذلك المنتجة والفنانة ماري كويني التي ساهمت في تطوير صناعة السينما المصرية، وعزيزة أمير أول منتجة ومخرجة وممثلة مصرية، وقدمت أول فيلم مصري صامت بعنوان "ليلى"، والفنانة والمخرجة فاطمة رشدي الملقبة بـ "سارة برنار الشرق"، والتي أسست فرقة مسرحية خاصة بها والفنانة والمنتجة أمينة محمد التي ساهمت في إثراء السينما المصرية بأعمالها المميزة. ويُسلط الفيلم الوثائقي "عاشقات السينما" الضوء على التحديات التي واجهتها هؤلاء الرائدات في مجتمع محافظ، وكيف تمكنّ من ترك بصمة لا تُنسى في تاريخ السينما المصرية. ضيوف الشرف وسيشهد المهرجان حضورًا مميزًا لعدد من النجمات والسينمائيات العربيات ومنهنّ النجمة المصرية ليلى علوي ضيفة شرف المهرجان، وسيُعرض فيلمها "سمع هوس"، والفنانة هنا شيحة والفنانة سلوي محمد علي والفنانة السورية أمل عرفة والفنانة التونسية درة زروق وسيُعرض فيلمها "وين صرنا"، والفنانة السعودية فاطمة البنوي والفنانة التونسية عفاف بن حمود والفنانة المغربية زكية الطاهري. ويعد هذا التكريم والاحتفاء بالمرأة العربية في السينما خطوة مهمة لتسليط الضوء على إسهاماتها وتاريخها الغني في هذا المجال. وأعلن مهرجان روتردام للفيلم العربي مؤخرًا عن قائمة الأفلام المشاركة في دورته الخامسة والعشرين، وتُعد هذه الدورة استثنائية بكل المقاييس، إذ تأتي احتفالًا بمرور ٢٥ عامًا على انطلاقة المهرجان، وتحمل في طيّاتها العديد من المفاجآت والمبادرات الخاصة. وسيقدم المهرجان هذا العام ٣٧ فيلمًا ضمن برامجه المتنوعة في صالات العرض، وإلى جانب العروض السينمائيّة يقدّم المهرجان أيضًا ٣٢ فيلمًا قصيرًا عبر الإنترنت من خلال منصة وذلك لتوسيع دائرة الوصول إلى جمهور أوسع داخل هولندا وسيتم الإعلان عن مفاجآت دورة هذا العام تباعًا خلال الأيام المقبلة.