
الدكتور المولد لـ« 26 سبتمبر »: تسهم المراكز الصيفية في تعليم الطلاب القيم الإسلامية
اكد وزير الشباب والرياضة- نائب رئيس اللجنة العليا للأنشطة والدورات الصيفية الدكتور/ محمد علي المولد أهمية الدورات الصيفية في تنشئة الأجيال وفق الهوية الإيمانية واكسابهم العلوم والمعارف النافعة التي تسهم في تعزيز قدراتهم العلمية والمهنية واستغلال العطلة الصيفية فيما يعود بالنفع عليهم.
وأوضح في حوار مع "26سبتمبر" الى ان هناك العديد من الأنشطة الرياضية التي يتم اقامتها للطلاب الدارسين في المراكز الصيفية في اطار الحرص على تنمية واكتشاف المواهب المختلفة في الرياضة والرسم غيرها من الأنشطة.. قضايا هامة تناولها الحوار الى التفاصيل:
حوار/ عفاف الشريف
ما هي أهداف الدورات الصيفية لأبنائنا الطلاب؟
تهدف الدورات الصيفية إلى تربية الجيل الناشئ على التمسك بهويته الإيمانية وتنويره بالهدى والوعي والبصيرة والمعرفة والعلم النافع، وتنشئته على مكارم الأخلاق، وعلى العزة الإيمانية والشعور بالمسؤولية.
كيف يتم اختيار البرامج والأنشطة التي تُقدم في الدورات الصيفية؟
يتم اختيارها وفق توجيهات قائد الثورة السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي-يحفظه الله- وبما يعزز لديهم الهوية الإيمانية، أيضا يتم اختيارها وفق ما يحقق أهداف هذه الدورات وينسجم مع التوجهات الإيمانية والاجتماعية والثقافية التي يجب أن نغرسها في نفوس النشء والشباب.
ما هي الفئة العمرية المستهدفة من الدورات الصيفية؟
تركز الدورات الصيفية بشكل اساسي على النشء من سن 8 سنوات حتى 18سنة.
كما انها تستهدف الكبار والصغار، الرجال والنساء من خلال حضور الفعاليات ومتابعة الدروس المسجلة التي تبثها القنوات لمن لا يستطيع الحضور الى المدارس والمساجد.
الأنشطة والبرامج
ما هي الأنشطة والبرامج التي تُقدم في الدورات الصيفية؟
• لدينا أنشطة إيمانية تركز على الصلاة والمحافظة عليها، وتلاوة القرآن، وتجويده، وتأدية برنامج رجال الله والإحسان، وغير ذلك.
• أنشطة اجتماعية تهتم بتقوية الروابط الأخوية والعلاقات الطيبة بين الطلاب ومحيطهم الاجتماعي وتشتمل على تبادل الزيارات والهدايا وصلة الرحم وغير ذلك.
• أنشطة ثقافية مثل المحاضرات وإقامة الفعاليات والأمسيات، وتدريب الطلاب على الإلقاء والخطابة، ومشاهدة الأفلام العلمية النافعة وغيرها.
• أنشطة رياضية مثل كرة القدم والسباحة وكرة الطائرة والسلة وتنس الطاولة والعاب القوى المختلفة والألعاب الشعبية، وغيرها.
• أنشطة مهارية مثل التصنيع الغذائي والأشغال اليدوية للبنات، وأنشطة مهنية للبنين.
• أنشطة إبداعية مثل الابتكارات وصناعة المجسمات وإقامة المعارض وإعادة تدوير الأشياء والمخلفات.
• أنشطة ترفيهية مثل الرحلات للمتنزهات والأماكن الطبيعية والحدائق والنوادي السياحية.
• أنشطة فنية مثل الرسم والخط والإنشاد والمسرح.
• أنشطة زراعية تهتم بتعليم الزراعة والعناية بالنباتات.
إضافة إلى أنشطة المسابقات في حفظ وتلاوة القرآن الكريم والمسابقة المنهجية والدوري الرياضي على مستوى المديريات والمحافظات.
كما أن هناك أنشطة تنفذها الفرق والجماعات الطلابية كل منها بحسب تخصصها.
كيف تُساهم الدورات الصيفية في تنمية مهارات الأطفال والشباب والهائهم عن الحرب الناعمة التي يحاول العدو ان يهدم بها عقولهم؟
تعمل المراكز الصيفية على استثمار أوقات فراغ الطلاب في العطلة الصيفية فيما ينفعهم ويزكيهم وينمي قدراتهم من خلال الأنشطة المتنوعة التي ذكرناها ومن خلال المعارف الصحيحة التي تكسبهم الوعي والحكمة وتنمي لديهم الشعور بالمسؤولية في استثمار طاقاتهم وأوقاتهم فيما يرضي الله سبحانه وتعالى.
هل هناك برامج خاصة لدعم التعليم أو التوعية بالصحة والزراعة؟
نعم لدينا هذا العام برنامج وأنشطة متعددة، ومن ذلك: برنامج القاعدة اليمانية لتعليم قراءة القرآن الكريم والذي يساعد أيضا في التغلب على الضعف في القراءة لدى الطلاب، كما أن لدينا أنشطة زراعية تهتم بتعليم الطلاب والطالبات الزراعة والعناية بالنباتات والأشجار والاستفادة منها، بالنسبة للصحة لدينا حرص واهتمام بنشر الوعي الصحي من خلال أنشطة جماعة الصحة المدرسية ومن خلال الاهتمام بتوفير بيئة صحية في المراكز الصيفية، وبرامج توعية صحية مصاحبة.
التحديات والفرص
ما هي التحديات التي تواجه الدورات الصيفية؟
الدعايات المضللة التي يشنها العدوان الأمريكي الإسرائيلي وادواته ضد الدورات الصيفية والتي تهدف لثني المجتمع عن إلحاق أبنائهم بالمراكز الصيفية، هناك أيضا تحديات في جانب توفر الجانب المالي لتمويل أنشطة الدورات في مختلف المحافظات.
كيف تُحاول الدورات الصيفية التغلب على هذه التحديات؟
بالنسبة لمواجهة الحملات العدائية تقوم اللجنة العليا وبالتعاون مع كافة الجهات الرسمية والمجتمعية بالتحشيد للدورات والإعلان عن برامجها وأنشطتها عبر وسائل الإعلام المختلفة كما تم التحشيد للدورات في المراكز من خلال البروشورات الترويجية وتقديم مادة للتعريف بالدورات الصيفية وأهميتها وأنشطتها لأولياء الأمور وللطلاب .
أما بالنسبة للجانب المالي فيتم تحشيد المجتمع أفرادا ومؤسسات، للتعاون والإسهام في إنجاح الدورات كل بقدر استطاعته، والحمد لله المجتمع اليمني مجتمع معطاء وكريم.
ما هي الفرص المتاحة للمراكز الصيفية لهذا العام والمستقبل؟
أهم الفرص المتاحة هي تربية هذا الجيل الناشئ ليكون جيلاً واعياً مؤمناً قرآنياً، عزيزاً كريماً، عملياً حراً ينهض بدوره في تغيير الواقع نحو الأفضل.
المشاركة المجتمعية
كيف تُساهم الدورات الصيفية في تعزيز المشاركة المجتمعية؟
من معايير فتح مدرسة صيفية تشكيل لجنة اجتماعية من سكان الحي وأولياء أمور الطلاب تشارك في توفير الدعم اللازم للمدرسة الصيفية، سواء أكان الدعم ماديا أم معنويا، وتحضر فعاليتها وتشارك في أنشطتها بما يحقق شراكة مجتمعية وتكامل في الأدوار بين المدرسة الصيفية والمجتمع.
ما هو دور المجتمع المحلي في دعم الدورات الصيفية؟
للمجتمع دور كبير وفاعل ، ومن ذلك: المساهمة في توفير المستلزمات للمدارس، تنفيذ زيارات وتشجيع المعلمين والطلاب، بالإضافة إلى حضور الفعاليات والأمسيات.
كيف تُساعد الدورات الصيفية في بناء جسور التواصل بين الأجيال؟
يتم في المدارس الصيفية التركيز على تعلم القيم الإسلامية ومكارم الأخلاق والتي تتضمن بر الوالدين واحترام الكبير وصلة الأرحام.
التأثير والنتائج
ما هو تأثير الدورات الصيفية على الأطفال والشباب؟
للدورات الصيفية تأثير كبير ينعكس على النشء والشباب، ومن ذلك: تعزيز الصلة الإيمانية بينهم وبين الله عز وجل، امتلاك الوعي والحكمة، واستشعار المسؤولية للقيام بدورهم الحضاري في هذه الحياة.
المداكز الصيفية
كيف تُقيم الدورات الصيفية نجاح برامجها وأنشطتها؟
لدينا فرق تقييم تقوم بالنزول لتفقد المدارس الصيفية للتأكد من حسن سير برامجها وأنشطتها وفق الخطط التي رسمتها، كما يتم قياس نجاح الدورات من خلال مخرجات هذه الدورات في مستوى الوعي والثقافة القرآنية التي يحملها الطلاب وفيما اكتسبه الطلاب من مهارات ومعارف.
ما النتائج الإيجابية التي حققتها الدورات الصيفية؟
تحصين الجيل الناشئ من الحرب الناعمة وشغل أوقاتهم أي النشء والشباب: فيما يفيدهم وينفعهم في الدنيا والآخرة، تعليم الجيل الناشئ القرآن الكريم وثقافة القرآن الكريم التي هي اسمى ثقافة وأرقى ثقافة تجعل من يحملها قادرا على النهوض بدوره الحضاري في تغيير الواقع نحو الأفضل.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


اليمن الآن
منذ 22 دقائق
- اليمن الآن
رئيس الوزراء يرفع برقية الى فخامة رئيس مجلس القيادة الرئاسي بمناسبة الذكرى الـ 35 لإعادة تحقيق الوحدة
[21/05/2025 05:04 عدن- سبأنت رفع رئيس مجلس الوزراء سالم صالح بن بريك، برقية تهنئة إلى فخامة رئيس مجلس القيادة الرئاسي، الدكتور رشاد محمد العليمي، وأعضاء مجلس القيادة الرئاسي، والشعب اليمني العظيم في الداخل والخارج، والابطال الميامين المرابطين في مختلف جبهات الدفاع عن الوطن، بمناسبة الذكرى الـ 35 لإعادة تحقيق الوحدة اليمنية في الثاني والعشرين من مايو 1990م. وقدم دولة رئيس الوزراء التهاني لرئيس وأعضاء مجلس القيادة الرئاسي، والشعب اليمني في الداخل والخارج، باسمه ونيابة عن الحكومة، خالص التهاني والتبريكات بهذه المناسبة الوطنية، التي تعود في ظل مرحلة مصيرية وحرجة يعيشها الوطن، وفي خضم ظروف وتطورات استثنائية في المنطقة والعالم، ما يستوجب المزيد من تكاتف وتلاحم الجهود لاستكمال استعادة الدولة وانهاء الانقلاب الحوثي المدعوم إيرانيا ورفع المعاناة عن الشعب اليمني. واكد ان الحكومة تضع تخفيف معاناة المواطنين في الجوانب الاقتصادية والمعيشية والخدمية على رأس أولوياتها العاجلة، وتعمل بجهد استثنائي وبتوجيهات من مجلس القيادة الرئاسي، على تحقيق ذلك بالتنسيق مع شركاء اليمن من الدول والمنظمات المانحة. وكرر رئيس الوزراء في ختام البرقية، التهنئة الصادقة لرئيس وأعضاء مجلس القيادة الرئاسي وكل ابناء شعبنا اليمني العظيم في الداخل والخارج، بهذه المناسبة..موجهاً تحية خاصة للأبطال الميامين في كافة جبهات القتال ضد المشروع الانقلابي الحوثي الإرهابي..سائلاً الله العلي القدير أن يرحم الشهداء الأبرار، ويشفي الجرحى، ويفك قيد الاسرى، وان يعيد علينا هذه المناسبة وقد تحقق كل ما نصبو اليه من استقرار وأمن وازدهار.


وكالة 2 ديسمبر
منذ ساعة واحدة
- وكالة 2 ديسمبر
عادل الأحمدي يكتب: لماذا اقترن حكم الإمامة بتشطير اليمن؟
عادل الأحمدي يكتب: لماذا اقترن حكم الإمامة بتشطير اليمن؟ تنطلق الفلسفة التي قامت عليها دويلة يحيى بن الحسين وأبنائه في اليمن على أحقية أبناء فاطمة، رضي الله عنها، بالحكم، وبالتالي فدويلة الهادي (التي بدأت في صعدة عام 284هـ) انطلقت من شرعية دينية مغلوطة ذات منحى سلالي اعتمد في حشده للأتباع على ما يسمى "مظلومية آل البيت" واتكأت على إذكاء الخلافات الداخلية بين اليمنيين والقضاء على ثقافة الروح الوطنية باعتبارها، من وجهة نظرهم، من ميراث الجاهلية!! وللأسف لم يحدث هذا الهدم في بواكير الدولة الهادوية فحسب؛ بل امتد طيلة حكمها المتقطِّع حتى أيام بيت حميدالدين، ويذكر المؤرخ محمد بن علي الأكوع الحوالي أن عالم الآثار المصري البروفسور أحمد فخري كان زار اليمن للمرة الثانية 1949م وهاله ما رأى من هدم منظم لآثار مأرب وقال في حديث أدلى به لبعض أصدقائه: "ما هممت أن أقتل أحداً في عمري غير هذا الرجل المجرم عامل مأرب أحمد الكحلاني". يعلق الأكوع: "وكان هذا الموظف الجاهل أزال عدداً كبيراً من المعابد والهياكل وحطم الرسوم والنقوش والكتابة بحفرها وكشطها تعمداً وحقداً"!! (انظر: اليمن الخضراء مهد الحضارة).وكان ضرورياً في نظر الفلسفة الهادوية عزل اليمن عن محيطها العربي والإسلامي حتى لا يتأثر اليمنيون بالحراك السياسي غير المأهول بالدهشة والتبجيل للأسرة العلوية. ساعد في هذه العزلة حالة من الغيبوبة والإهمال طالت حواضر نجد والحجاز، بسبب مشاريع سياسية وكهنوتية مشابهة، ما جعل باقي أرجاء الجزيرة العربية كواقع سياسي راكد، تمثل عامل عزلة إضافي لليمن.في غضون ذلك وعلى مدى قرون متتالية لم يهدأ الصراع في اليمن، ما جعل اليمن ينتقل من حقبة "اليمن السعيد" إلى حقبة "اليمن البعيد".سيناريو التمزيق البريطاني المتوكليبسبب نظرية الخروج في الفكر الهادوي وبسبب عنصرية نظام الإمامة الهادوي ومذهبيته لم تستتب الأوضاع في اليمن؛ فكان يحرص على عدم بسط نفوذه على اليمن كافة. حتى لا يؤدي ذلك إلى اجتماع اليمنيين واتفاقهم عليه. علماً أنه بمجيء الهادي في عام 284هـ عرف اليمن أول إعلان انفصال، وذلك عندما أعلن الهادي انفصاله بصعدة، ثم وقع اليمن، بسبب نظرية الخروج، تحت وطأة الكيانات الانفصالية المتعددة إلى درجة أن أحدهم قد يعلن نفسه إماماً على قرية أو اثنتين.وقد بلغ هذا الوضع الفوضوي أوجه في منتصف القرن الثالث عشر الهجري حينما تداول الحكم ما يقارب عشرين إماماً في أقل من شهر. الأمر الذي دفع ببعض الهادويين إلى الاستنجاد بالأتراك العثمانين الذين دخلوا صنعاء في العام 1849، بدعوة من الإمام المنصور محمد بن يحيى.وهناك خطأ تأريخي يقع فيه الكثيرون حينما يحسبون مجيء الاستعمار البريطاني إلى عدن 1839م الموافق 1254هـ وكأنه بداية التشطير في اليمن على هيئة شمال وجنوب؛ إذ الأصح أن أحد الأئمة من بيت القاسم (الحسين بن القاسم) هو الذي سبق إلى إعلان الانفصال بعدن (1144هـ). الأمر الذي أفسح المجال للتشرذم ونشوء السلطنات والمشيخات التي عمق وجودها الاسمي الاستعمار البريطاني الذي قام بإضعاف كل تلك الكيانات وسلبها كل أسباب القوة حتى لا تسعى إلى طرده. ومعروف أن الاستعمار لم تستتب له الأوضاع في عدن إلا بعد أن خاض معارك ضارية وغير متكافئة مع سلطان لحج (فضل العبدلي) الذي أبلى بلاءً حسنا. وبسبب شكيمة القبائل اليمنية في جنوب البلاد اكتفى الاستعمار بتواجده في عدن فقط، ولم يتسن له بسط هيمنته السياسية على مناطق جنوب وشرق اليمن إلا بواسطة الدس والخديعة وسياسة "فرق تسد". ولذا فإن الاستعمار مثل الشق الثاني من مقص التشطير في اليمن.. وقد عمل بعد مجيئه على توثيق الروابط بالكيان الانفصالي الموجود في شمال اليمن والمتمثل بالإمامة التي أوشكت أن تموت بفعل الخواء الذاتي، لكنها استعادت شيئاً من الحيوية بعد مجيء الاستعمار وتحالفه مع الإمامة التي تكفلت بوأد أية محاولات تحريرية منطلقة من الشمال.علماً أن نظام الإمامة في شمال اليمن قد أعاق لعدة مرات فرصاً عديدة لتوحيد اليمن، قبل وبعد الاستعمار، منها ما يذكره المؤرخ محمد بن علي الأكوع الحوالي أن إمام صنعاء رفض في القرن التاسع عشر دعوة للوحدة تحت حكم الإمام تقدم بها وفد كبير من أعيان حضرموت. وهو الموقف ذاته الذي فعله الإمام يحيى عشرينات القرن العشرين عندما رفض دعوة عبيدالله السقاف رغم أن الأخير كتب في الإمام قصائد عصماء جمعها في ديوان "الإماميات" ثم رفض الإمام يحيى دعوة مشابهة في ثلاثينيات القرن العشرين؛ عندما رفض دعوة للوحدة يكون فيها إماماً لليمن كله..!! وهي التي تقدم بها سلاطين الجنوب إلى الإمام عبر السياسي والأديب التونسي عبدالعزيز الثعالبي الذي فوجئ برد الإمام ووضع الإمام وعقلية الإمام. ووثق القصة كاملة في كتابه "الرحلة اليمانية".وقد قام الفريقان (الإمامة والاستعمار) بخطوة جريئة كانا يظنان أنها ستمثل آخر مسمار في نعش وحدة اليمنيين. وهي ترسيم حدود دولية بين شطري اليمن 1934، وبموجب تلك الاتفاقية أصبح وكأن اليمن هو الجزء الجغرافي المحصور ضمن سيطرة الإمام بينما الجزء الواقع تحت الاحتلال والانتداب يعد من ممتلكات المملكة المتحدة!! في المقابل قام البريطانيون بعد اتفاقية الحدود مع الإمام بوضع مشروع سياسي وثقافي يهدف إلى بلورة هوية جديدة لجنوب وشرق اليمن؛ ضمن محاولة يائسة لشرخ هويته اليمنية وذلك عن طريق وضع مشروع اتحاد إمارات الجنوب العربي كما قام الاستعمار ببلورة كيانات سياسية وثقافية وإعلامية تتبنى تعميق مثل هذا الطرح، وربط مصالح هذه الكيانات به، وشجع على إصدار صحف عدنية يومية تعمل على ترسيخ صورة اليمن وكأنه الجزء الواقع تحت إدارة الإمامة بينما الباقي هو الجنوب العربي!! لكن مثل هذا الخطاب لم يتعد أفواه تلك الصحف ولم يتجاوز حدود مقراتها، بل أدى إلى ردة فعل حازمة من قبل أبناء اليمن شماله وجنوبه دفعتهم إلى إحياء الفكر الوحدوي اليمني وتعرية المشاريع التشطيرية التي كان يذكيها، كما أسلفنا، الإمام المغتصب لكرسي الحكم في صنعاء والمندوب السامي المغتصب لكرسي الحكم في عدن..! وعندها ربما كان الهاجس الوحدوي لدى الحركة الوطنية هو الذي أدى إلى التعجيل بضرورة تغيير نظام الحكم في صنعاء (الاستعمار السلالي) للتخلص من أحد أطراف المعادلة الانفصالية -وهذا ما حدث عام 1962م- التي سيسهل بعد التخلص منه، تنظيم الجهود والكفاح لإخراج الطرف الآخر وهو الاستعمار البريطاني. - من كتاب الخيوط المنسية *صفحة الكاتب على الفيسبوك


اليمن الآن
منذ 5 ساعات
- اليمن الآن
الوحدة ومشاريع التقسيم التي حذر منها الزعيم
الوحدة ومشاريع التقسيم التي حذر منها الزعيم حقق الشعب اليمني وحدته المباركة بعد نضال طويل وشاق لانجازها باعتبارها هدفًا نبيلًا للثورة اليمنية المباركة (سبتمبر و أكتوبر) وكثمرة وطنية غالية تجسد تضحيات شهدائها الأبرار الذين كان لهم الدور الأكبر في إنهاء كل الصراعات الشطرية، وما كان يجري في إطار الشطر الواحد ما نتج عن ذلك من كوارث ومآسٍ عانى منها الشعب اليمني طويلًا من تمزق الأرض، والتفريق مابين الأب وابنه والأخ واخيه، يفصل بينهم برميل شطري من صنيعة الاستعمار البريطاني والأئمة وحكمها الكهنوتي . اليوم بعد مرور 35 عامًا من عمر الوحدة نحتفي بذكرى العزة والكرامة وقوة شعبنا ومستقبل أجياله ولا تزال تحذيرات الرئيس الشهيد علي عبد الله صالح تتردد على مسامعنا من أن الوحدة مستهدفة، ولن يكون هناك شمال وجنوب كالحال قبل 1990 كما يعتقد البعض من عديمي الرؤية بقدر ما سوف تتفتت الدولة الموحدة إلى أكثر من دويلة. قالها "صالح"، وها هي كلماته لا تزال حية في نفوسنا حينما خاطب شعبه : على أولئك الحاقدين أن يدركوا أن أي مساس بالوحدة لا سمح الله، لن يعود الوطن إلى شطرين, كما يعتقد البعض شطر شمالي وشطر جنوبي، بل سيتجزأ، وستكون هناك دويلات ونتوءآت عديدة، وسيتقاتل أبناء الشعب من بيت إلى بيت ومن طاقة الى طاقة، ولن يجدوا طريقًا آمنًا ولا طيرانًا ولا بحرية تبحر, وعليهم أن يأخذوا العبرة مما حدث في دول أخرى". حينها، هناك من اعتقد أن ما حذر منه الزعيم مبالغ فيه، وهو يدعوهم على الحفاظ على دولتهم الموحدة ومنجزاتها من متآمري الربيع العربي ، ودعاة الفوضى، والتمزيق . هناك من اعطوا ظهرهم لزعيم يمتلك رؤية ثاقبة وقراءة للمشهد اليمني، وما قد تؤول إليه الأوضاع إذا ما استمر المضي نحو الفوضى، وها نحن اليوم نعيش الحرب والدمار والخراب. جاءت الحرب الحوثية التي تلوح بالأفق المزيد من الانقسامات وباسم التحرير من المليشيا الإيرانية قسمت البلد الى كنتونات وفصائل عسكرية وتسميات لتكتلات ما جاء الله بها من سلطان، دولة هشة قرارها السياسي مرتهن للخارج. اليوم بماذا نحتفي ونحن أكثر انقسامًا من ذي قبل وانقلاب الحوثي لا يزال جاثمًا على الشعب اليمني، فاتحًا الأبواب على مصراعيها أمام قوى حاقدة للتآمر على يمن موحد مستقر ومزدهر، أصوات النشاز تحاول النيل من الوحدة الوطنية والأمن والاستقرار. الوحدة منجز عظيم ومسؤوليتنا جميعًا أن نحميها ونصونها دون أن نسمح لأي كان أن يستهدفها بمشاريعه الصغيرة والأنانية، ولن يكون ذلك إلا باستعادة الدولة والخلاص من الحوثي واجثتاته بمعركة عسكرية ترفع شعار الوحدة وطي الخلافات وتغليب الحكمة ولغة العقل، فاليمن ملك للجميع والتفريط بأرضه خيانة لا تُغتفر.