logo
متلازمة "التعب المزمن" تطارد المتعافين من كوفيد-19!

متلازمة "التعب المزمن" تطارد المتعافين من كوفيد-19!

سرايا - توصلت دراسة جديدة إلى أنه بعد ستة أشهر أو أكثر من الإصابة بفيروس كورونا المستجد، كان المشاركون أكثر عرضة بنحو 7.5 مرات لتلبية المعايير التشخيصية لمتلازمة التعب المزمن مقارنة بمن لم يصابوا بالعدوى.
التعب المزمن والتهاب الدماغ
كتب باحثو الدراسة، التي قادتها الباحثة سوزان فيرنون المتخصصة في مجال متلازمة التعب المزمن أو التهاب الدماغ والنخاع الشوكي من مركز باتمان هورن في الولايات المتحدة، "تقدم نتائج الدراسة دليلاً على أن معدل وخطر الإصابة بمتلازمة التعب المزمن/التهاب الدماغ في أعقاب الإصابة بفيروس سارس-كوف-2 قد ارتفع بشكل كبير".
العدوى الفيروسية
ويضيف الباحثون أن نتائجهم "مدعمة بدراسات أخرى أشارت إلى تورط عوامل معدية مثل فيروس إبشتاين بار وفيروس نهر روس وأمراض غير فيروسية مثل حمى كيو وداء الجيارديات في مسببات متلازمة التعب المزمن".
في حين أنه لا أحد يعرف ما الذي يسبب متلازمة التهاب الدماغ/النخاع الشوكي، يُعتقد أن العدوى الفيروسية ربما تكون سببًا محتملًا.
أعراض متداخلة
يتشارك مرض كوفيد طويل الأمد ومتلازمة التعب المزمن في العديد من الأعراض المتداخلة، ويشتبه بعض العلماء في أن المرضين مرتبطان بطريقة ما أو ناجمان عن نفس العوامل.
في الواقع، تشير التقديرات الحالية إلى أن ما بين 13 و58% من الأشخاص المصابين بكوفيد طويل الأمد يستوفون المتطلبات التشخيصية لمتلازمة التعب المزمن.
تضاعف أعداد المرضى
قبل جائحة كوفيد عام 2020، قُدِّر العبء الصحي الناجم عن متلازمة التعب المزمن في الولايات المتحدة بأنه ضعف العبء الناجم عن فيروس نقص المناعة البشرية (الإيدز).
والآن بعد أن أثر فيروس كوفيد-19 على أكثر من 18 مليون بالغ، يتوقع بعض الباحثين أن العالم ربما يواجه تضاعف عدد حالات الإصابة بمتلازمة التعب المزمن في المستقبل القريب.
فروق فردية
ويرجح الباحثون أن نتائج الدراسة تشير إلى أن متلازمة التعب المزمن بعد الإصابة بمرض كوفيد-19 "يمثل مجموعة فرعية شديدة المرض" من مرضى كوفيد لفترة طويلة. ولكن هناك حاجة إلى مزيد من البحث لفك الارتباط بين هذين التشخيصين، خاصة وأن كلا المرضين يختلفان بدرجة كبيرة من مريض إلى آخر.
6 أشهر بعد عدوى كوفيد-19
ورغم أن نسبة 4.5% ربما لا تبدو كبيرة، إلا أنها أعلى بعدة مرات من المعدل قبل عام 2020. وعلاوة على ذلك، اعتُبر ما يقرب من 40% من المشاركين المصابين "شبيهين بمتلازمة التعب المزمن"، ما يعني أنهم أظهروا على الأقل أحد أعراض متلازمة التعب المزمن/التهاب الدماغ أو النخاع الشوكي بعد ستة أشهر من الإصابة بفيروس كوفيد-19.
الأعراض الأكثر شيوعًا
وبالمقارنة، فإن 0.6% فقط من المشاركين غير المصابين استوفوا المعايير التشخيصية لمتلازمة التعب المزمن، وكان لدى 16% منهم عرض واحد فقط.
كان الشعور بالضيق بعد بذل مجهود، والذي يحدث عندما تزداد الأعراض سوءًا بعد بذل مجهود، هو الأعراض الأكثر شيوعًا التي أبلغ عنها جميع المشاركين المصابين بمتلازمة التعب المزمن. وكان عدم تحمل الوقوف، حيث يؤدي الوقوف إلى انخفاض ضغط الدم وارتفاع معدل ضربات القلب، هو العرض الأكثر شيوعاً. وفي الوقت نفسه، يميل كوفيد طويل الأمد إلى أن يتميز بأعراض مستمرة لكوفيد-19 نفسه، مثل مشاكل الجهاز التنفسي أو آلام الصدر.
الفئات الأكثر عرضة للخطر
شرحت فيرنون وزملاؤها أنه "بالمقارنة مع أولئك الذين لم يستوفوا معايير متلازمة التعب المزمن أبدًا في المجموعة المصابة، فإن أولئك الذين أصيبوا بها عقب الإصابة بكوفيد-19 كانوا أكثر عرضة لأن يكونوا من ذوي البشرة البيضاء والإناث، وتتراوح أعمارهم بين 46 و65 عامًا، ويعيشون في منطقة ريفية، وأقل احتمالية لتلقي التطعيم عند التسجيل وإكمال الكلية".
إن معرفة سبب تأثر بعض الأشخاص بشكل أكبر بمرض كوفيد أو متلازمة التعب المزمن لفترة طويلة قد يساعد الباحثين في إيجاد طرق جديدة للوقاية من كلا المرضين وعلاجهما.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

الغذاء والدواء تؤكد التزامها بتعزيز ريادة الأردن في الصناعة الدوائية
الغذاء والدواء تؤكد التزامها بتعزيز ريادة الأردن في الصناعة الدوائية

صراحة نيوز

timeمنذ 5 ساعات

  • صراحة نيوز

الغذاء والدواء تؤكد التزامها بتعزيز ريادة الأردن في الصناعة الدوائية

صراحة نيوز ـ أكد مدير عام المؤسسة العامة للغذاء والدواء، الدكتور نزار مهيدات، التزام المؤسسة بمواصلة تطوير الصناعة الدوائية الوطنية وتعزيز مكانة الأردن الريادية في هذا المجال، وذلك خلال لقاء جمعه اليوم الخميس مع ممثلي قطاع الأدوية وعدد من أعضاء مجلس النواب. وشدد مهيدات، بحسب بيان صادر عن المؤسسة، على الدعم الملكي المتواصل لهذا القطاع الحيوي، وأبرز دوره في تحقيق الأمن الدوائي الوطني، مستعرضًا أبرز إنجازات المؤسسة خلال السنوات الماضية، وخاصة خلال جائحة كورونا، التي شهدت تسجيل 10 لقاحات و22 دواءً جديدًا، إلى جانب استحداث 51 مصنعًا للمعقمات و56 مصنعًا للكمامات. وأشار مهيدات إلى أن المؤسسة تجاوزت دورها الرقابي التقليدي، لتصبح داعمًا رئيسيًا للاستثمار الدوائي، من خلال تقديم استشارات علمية عبر وحدة استحدثت خصيصًا لهذا الغرض، وتبسيط إجراءات تسجيل وتسعير الأدوية، ورفع كفاءة منظومة التشريعات المرتبطة بالقطاع. كما تطرق إلى إنجازات المؤسسة على الصعيد الدولي، ومنها اعتمادها كعضو في المجلس الدولي لتنسيق المتطلبات الفنية للأدوية (ICH)، واقترابها من نيل عضوية منظمة التفتيش الدوائي التعاوني (PIC/S)، إلى جانب التعاون المستمر مع منظمة الصحة العالمية لاعتماد الأنظمة التنظيمية الوطنية. وحصلت المؤسسة على العديد من الجوائز المرموقة، منها جائزة الملك عبدالله الثاني لتميز الأداء الحكومي، وجائزة التميز الحكومي العربي كأفضل مؤسسة حكومية عربية لعام 2024، إضافة إلى اختيار الدكتور نزار مهيدات كأفضل شخصية حكومية عربية في قطاع الصحة والأسرة والسكان للعام نفسه. وشهد اللقاء حضور رئيس لجنة الصحة والغذاء النيابية الدكتور شاهر شطناوي وعدد من النواب، ونقيب الصيادلة الدكتور زيد الكيلاني، وممثلي الاتحاد الأردني لمنتجي الأدوية، ومديري شركات ومستودعات الأدوية، وعدد من الجهات المعنية. وثمّن الحضور الجهود التي تبذلها المؤسسة في تطوير قطاع الدواء وتعزيز تنافسيته، مؤكدين دعمهم المتواصل لهذا القطاع الحيوي الذي يُعد ركيزة أساسية للاقتصاد الوطني، ومصدرًا لتوفير فرص العمل.

الرشق: الاهتمام بالصحة النفسية للكادر الطبي تُعتَبر "ثقافة غير مُنتشرة"
الرشق: الاهتمام بالصحة النفسية للكادر الطبي تُعتَبر "ثقافة غير مُنتشرة"

الانباط اليومية

timeمنذ يوم واحد

  • الانباط اليومية

الرشق: الاهتمام بالصحة النفسية للكادر الطبي تُعتَبر "ثقافة غير مُنتشرة"

الأنباط - الاحتراق الوظيفي.. الكوادر الطبية على المحك رياض: ضرورة إنشاء الخط الساخن' HOT LINE' لتمكين الطبيب من التواصل الفعَّال مع وزارة العمل الصوالحة: تقليل حِدّة الاحتراق الوظيفي "ضرورة" باعتبارها مسؤولية تقع على عاتق الأفراد والمؤسَّسات الأنباط - كارمن أيمن لأنَّ مِهنة الطِّب تندرج ضمن مِهن المتاعب، فإنَّ الأطباء يبذلون قُصارى جُهدِهم لساعات طويلة لإنقاذ حياة المرضى بشتى السُبل مُتناسين الآثار النَّفسية المُتراكمة عليهم نتيجة الإفراط في تأدية المهام التي رُبَّما تفوق طاقاتهم وقدراتهم، لتصل بهم إلى حالة "الاحتراق الوظيفي". ففي الآونة الأخيرة تزايدت الشكاوى الواردة من الأطباء نظرًا للأعداد الهائلة التي تشهدها المستشفيات، ما دفع وزارة الصحة لإعادة حساباتها للتخطيط طويل الأمد فيما يصبّ بمصلحة الأطباء والمرضى على حدٍّ سِواء، إذ شملت استحداث مراكز طبية في مناطق نائية لتخفيف العبء عليهم. ووِفقًا للمُختصّين، فإنَّ الأردن حتَّى هذه اللحظة يفتقر لأهمية نشر ثقافة التأهيل النفسي للأطباء وكيفية مواجهة ضغوطهم أو الفصل بين حياتهم الخاصّة عن العمل، في ظل حساسيّة وظائفهم التي يتصدرها في المقام الأوَّل تقديم الدعم المعنوي والنَّفسي للمرضى، ما يؤثِّر على جودة الرعاية الصحية ودقِّة اتِّخاذ القرارات الصائبة. ولأنَّ حياة الإنسان هي أغلى ما نملك، فإنَّ إجراء العمليات الجراحية في وقتٍ قد لا يكون الطبيب بحالة جيِّدة يُعتبر خرقًا لأخلاقيات المهنة، إذ أنَّه من الضروري تشديد الرقابة على مدى تطبيق قانون العمل وإنشاء خط ساخن يُشكِّل حلقة وصل بين الكادر والوزارة في حالات الضرورة. وبحسب الدراسات الصادرة عن المجلَّات العلميّة المُحكَّمة فإنَّ الاحتراق الوظيفي في تزايدٍ ملحوظ خاصّةً بعد جائحة كورونا، ويرجع ذلك نتيجة عوامل عِدَّة أبرزها المناوبات الليلية المُتَكرِّرة وعدد المرضى الكبير، إضافةً إلى القيود البيروقراطية والإدارية التي تُفرض عليهم. خطط طويلة الأمد لتحسين الرعاية الصحية وفي هذا السياق، أشارت مديرة مديرية تنمية القوة البشرية في وزارة الصّحّة الدكتورة رائقة الّلوَّاما أنَّ إفراط الطبيب في استخدام طاقاته لتلبية متطلبات العمل الزائدة عن قدراته ستٌقلِّل من جودة عمله وستؤثِّر على الإجراءات الطّبّيّة المُقدَّمة للأفراد بما فيها التشخيص ووصف الدواء. وأضافت أنَّ لِعدد المرضى دورًا محوريًّا يؤثِّرعلى جودة الخدمات المُقدَّمة، إذ أنَّ شكاوى الكوادر الطبية ازدادات في الآونة الاخيرة نتيجة الضغوط النَّاجمة عن أعداد المراجعين، لافتةً إلى أنَّ وزارة الصّحّة تعمل على خطط طويلة الأمد لتُحسِّن جودة الرعاية الصّحّية حتى لا يصل الطبيب لمرحلة الاحتراق الوظيفي. وتابعت أنَّ الخطط تشمل استحداث مراكز صحّيّة إضافية في مناطق تقل فيها المراكز وتكوين فرق طبّيّة فيها لرعاية الحالات البسيطة التي لا تحتاج اختصاص، ما يُسهم في تخفيف العبء على الكوادر في المستشفيات ويُحسِّن جودة الحياة. وأكدت الّلوَّاما على أنَّ الوزارة عقدت ورشة لـ120 شخصًا من جميع الكوادر لتدريبهم على كيفية إدارة عملهم، وستعقد خلال الشهر القادم ورشة من مستوى آخر لتصل كافّة كوادرالمملكة، بالإضافة إلى دورات مهارات التواصل مع المرضى. واختتمت حديثها لـ"الأنباط" بأنَّهم يعملون على إنشاء منصّةٍ إلكترونية عبر الفيسبوك ستتضمَّن تدريبات مُسجَّلة ومختصَّة بالصّحّة النفسية للكوادر الطّبّيّة. من جانبها، بينت مسؤولة قسم الباطنية والجراحة في إحدى المستشفيات الخاصَّة دُنى الرشق أنَّه قد تزيد عدد ساعات العمل عن الـ9 ساعات، ويكون ذلك وِفقًا لطبيعة الحالات القادمة للمستشفى، مشيرةً إلى أنَّ الأثر النَّفسي والجسدي الذي يتعرَّض له المُمرِّضين قد ينعكس عليهم وعلى المرضى نتيجة ضغط العمل. وتابعت أنَّه على الرغم من ذلك، إلَّا أنَّه في حالات نادرة جدًّا قد يؤثِّرالضغط النفسي أو الجسدي على جودة الرعاية الصّحّيّة لدى المرضى، لأن الطبيب في هذه الحالات يفوِّض الطبيب المُساعد لاتِّخاذ القرارات الَّلازمة لمعالجة المرضى، لاسيما أنَّهم بحاجة لِـدعم نفسي مُكثَّف. وأكَّدت أنَّ المستشفيات تفتقر لوجود دورات تدريبية لتحسين الصّحّة النفسية للكادر الطّبّي، ويعود ذلك كونها "ثقافة غير مُنتشرة"، منوِّهةً على أنَّ الجامعات أغفلت في تدريسها آلية فصل الكوادر لحالاتهم النفسية والخاصّة عن العمل. وأوضحت أنَّه وِفقًا لصلاحيات عملها، فإنَّها تمنح المُمرّضين فرصة أخذ استراحة لاسيما أنَّ عملهم متواصل، وتقترح عليهم أخذ إجازات عند حالات الإرهاق الجسدي والتعب النفسي، بالإضافة إلى الاستماع لمشكلاتهم ومحاولة طرح الحلول المُلائمة. وأضافت أنَّها تعرَّضت كرئيسة قسم للضغط النفسي نتيجة تأثُّرها بحالة إحدى المُصابات التي كان يصعُب معالجتها نتيجة فقدانها الوعي، ورغمًا من عدم قدرة المريضة على الكلام إلَّا أنَّها تحسَّنت واستطاعت الحديث في ظل وجود الكادر الطّبّي وذويها إلى جانبها، لافتةً إلى أنَّ الدعم المعنوي هو أساس عملهم. وفي السياق، أوضح استشاري الأمراض النسائية والتوليد الطبيب عبد الرؤوف رياض أنَّ العمل في القطاع الخاص مُرهِق أكثر من القطاع الحكومي، فعلى الرغم من اعتمادهم على كم أقل من المرضى إلَّا أنَّهم مُستعدين على مدار الساعة، لافتًا إلى أنَّ طبيعة التعب تختلف من قطاعٍ لآخر. وتابع أنَّ الطبيب يتعرَّض بكثرة لعوامل التعب والإرهاق، لكن حتّى يتفادى التّشخيص الخاطئ أو اتِّخاذ قرارت غير صائبة فإنَّه يجب ألَّا يُكلِّف نفسه فوق طاقته، أو إجراء عمليات جراحية بعد عمل يستمر لأكثر من 48ساعة. وأكَّد الرياض خلال حديثه لـ"الأنباط" أنَّ هذا ما يجري في بعض المستشفيات التعليمية، موضِّحًا أنَّ معالجة المرضى عند شعور الطبيب بأنَّه ليس بحالة جيِّدة سواءً من الناحية النفسيّة أو الجسدية، لا يُعتبر من أخلاقيات المهنة. وأشار إلى أنَّ التقليل من تأثيرات الطبيب النفسية والجسدية على جودة الرعاية الصحّيّة يكمن في تطبيق قانون العمل بشكلٍ رسمي ورقابي من خلال وجود خط الساخن' HOT LINE' يُمكَّن الطبيب من التواصل الفعَّال مع الوزارة وتقديم الشكوى المُتعلِّقة بالعمل لِساعات إضافية دون التصريح المُباشر باسم الطبيب. يُذكرأنَّ الدراسة المنشورة في مجلة "JAMA Network Open" عام 2022 كشفت أنَّ ما يقارب 63% من الأطباء في الولايات المتحدة أبلغوا عن عَرَض واحد على الأقل من أعراض الاحتراق الوظيفي في عام 2021، وهي زيادة كبيرة مقارنة بالسنوات السابقة، وتفاقمت بشكلٍ واضح بعد جائحة كوفيد-19 التي وضعت ضغوطًا غير مسبوقة على الأنظمة الصحية والعاملين فيها. في هذا الإطار، أشار الطبيب النفسي أشرف الصالحي إلى أنَّ الاحتراق الوظيفي لدى الكوادر الطّبّيّة ليس مُجرَّد شعور بالتعب أو الإرهاق العابر بعد يوم عمل شاق، مُستنِدًا إلى وصف مُنظَّمة الصّحّة العالميّة (WHO) في تصنيفها الدولي للأمراض أنَّه "متلازمة يُنظر إليها على أنَّها ناتجة عن إجهاد مُزمن في مكان العمل لم تتم إدارته بنجاح". وأوضح أنَّها تتضمَّن ثلاثة أبعاد رئيسية تكمُن في الشعور بانعدام الكفاءة والإنجاز، الإرهاق العاطفي والجسدي، وتبلُّد المشاعر والسُخرية، إذ يَفقد الطبيب تعاطفه مع المرضى ويعاملهم كأرقام أو كحالات مرضية مُجرَّدة. وفسَّر الصالحي وجود عوامل مُسبِّبة تعود لعبء العمل المفرط، ففي دراسة حديثة في "The Lancet" (2023) أشارت إلى أنَّ كل ساعة عمل إضافية فوق الـ 40 ساعة أسبوعيًا تزيد من خطر الاحتراق الوظيفي بشكلٍ ملحوظ لدى الأطباء، بالإضافة لعامل فقدان السيطرة والاستقلالية ونقص التقدير، ضعف العلاقات بين الزملاء وغياب الدعم الاجتماعي في بيئة العمل، والشعور بالعزلة. وتابع أنَّ التعرُّض المُستمر لمعاناة المرضى وصدماتهم يُمكن أن يؤدي إلى استنزاف عاطفي عميق، خاصّة في تخصصات مثل طب الطوارئ، العناية المركزة، والأورام، ففي دراسة في "Journal of Traumatic Stress" (2021) أوضحت العلاقة القوية بين التعرُّض للصدمات الثانوية وزيادة معدلات الاحتراق لدى العاملين في المجال الصحي. ودعا الصالحي خلال حديثه "للأنباط" إلى ضرورة تقليل حِدّة الاحتراق الوظيفي باعتبارها مسؤولية تقع على عاتق الأفراد والمؤسَّسات من خلال إتاحة الوصول السرّي والسهل لخدمات الاستشارة النفسية، وإقامة ورش عمل حول إدارة الإجهاد وتعزيز المرونة النفسية، إذ أظهرت دراسة "Mayo Clinic Proceedings" (2022) أنَّ المؤسسات التي تستثمر في رفاهية الأطباء تشهد معدلات احتراق أقل. ودعا إلى تدريب ذوي الاختصاص لتحديد علامات الاحتراق لدى فِرَقِهم وتقديم الدعم المناسب، بالإضافة إلى قياس ومتابعة مستوياته بانتظام عبر استبيانات موثوقة لتقييم الوضع بشكلٍ دوري واتِّخاذ الإجراءات التصحيحية بناءً على النتائج، لافتًا إلى أهمّيّة وضع الطبيب حدود للطلبات الإضافية التي تفوق طاقته والفصل بين الحياة المهنيّة والشخصيّة، وأخذ إجازات منتظمة، فضلًا عن الاهتمام بالصّحّة الجسدية.

الصحة توضح طبيعة انتشار "جدري الماء" وتعلن عن إدخال المطعوم ضمن برنامج التطعيم الوطني
الصحة توضح طبيعة انتشار "جدري الماء" وتعلن عن إدخال المطعوم ضمن برنامج التطعيم الوطني

عمان نت

timeمنذ 2 أيام

  • عمان نت

الصحة توضح طبيعة انتشار "جدري الماء" وتعلن عن إدخال المطعوم ضمن برنامج التطعيم الوطني

تشهد بعض المدارس في مناطق مختلفة من المملكة ارتفاعًا ملحوظًا في حالات الإصابة بمرض جدري الماء (الحماق) بين الطلبة، ما دفع وزارة الصحة إلى التأكيد على أهمية الوقاية والتوعية المجتمعية، والإعلان عن إدخال المطعوم الخاص بالمرض ضمن برنامج التطعيم الوطني بدءًا من شهر كانون الأول المقبل. وأوضح الدكتور أيمن المقابلة، مدير إدارة الأوبئة في وزارة الصحة، في حديث لراديو البلد أن الفئات العمرية الأكثر عرضة للإصابة تتراوح بين خمس سنوات إلى أربعة عشر عامًا، مشيرًا إلى أن المرض فيروسي سريع الانتقال عن طريق الجهاز التنفسي، ويتميز بنسبة عدوى عالية. وقال المقابلة إن الأعراض تبدأ بارتفاع في الحرارة، يليه صداع وألم في المفاصل، ثم يظهر طفح جلدي على شكل بقع حمراء تتحول إلى حويصلات، لافتًا إلى أن المرض يمنح المصاب مناعة دائمة بعد الإصابة. وبين أن فترة الحضانة للفيروس تمتد بين 10 إلى 20 يومًا من لحظة التعرض، فيما تمتد فترة العدوى من يومين قبل ظهور الطفح الجلدي وحتى أسبوع بعد ظهوره، ما يعني أن المصاب يظل معديًا لمدة تصل إلى تسعة أيام. ووفق بيانات دائرة الإحصاءات العامة، فقد شهد العام 2023 ارتفاعًا بنسبة 178% في عدد الإصابات، مقارنة بالعام الذي سبقه، إذ سجلت أكثر من 19 ألف حالة. وفي عام 2024، ارتفع الرقم إلى 28 ألف إصابة، ويُعزى ذلك إلى العودة إلى الاختلاط المجتمعي بعد فترة الحجر والإجراءات الاحترازية المرتبطة بجائحة كورونا. وأكد المقابلة أن الوزارة ستبدأ بتطعيم الأطفال بعمر سنة واحدة ضد جدري الماء مع بداية شهر كانون الأول 2025، مشيرًا إلى أن الجرعة الواحدة توفر حماية بنسبة 87%، كما أن المطعوم يقلل من شدة الأعراض لدى النسبة القليلة التي قد تصاب رغم التطعيم. وأوضح أن الفئات ذات الاختطار العالي مثل حديثي الولادة وكبار السن هم الأكثر تأثرًا بمضاعفات المرض، مؤكدًا أن الوزارة تدرس إمكانية توفير المطعوم لبعض الأطفال من ذوي الحالات الصحية الخاصة كاستثناءات. وختم الدكتور المقابلة بالتأكيد على أن جهود وزارة الصحة متواصلة لتأمين المطاعيم الأكثر أهمية وانتشارًا ضمن البرنامج الوطني، مع تقديمها مجانًا لجميع الأطفال المقيمين على أرض المملكة، انطلاقًا من التزامها بالصحة العامة.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store