logo
قمة بغداد والتحدي الحقيقي لغزة

قمة بغداد والتحدي الحقيقي لغزة

جهينة نيوز١٨-٠٥-٢٠٢٥

تاريخ النشر : 2025-05-18 - 02:26 pm
منصور البواريد
قمة بغداد في 17 مايو 2025 حملت ملامح إرادة عربية متعثرة في ظل واقع معقد، خصوصًا مع تعدد المليشيات المسلحة التي تحكم المشهد في العراق، ما قلل من فرص تحقيق إنجازات جذرية.
ورغم ذلك، لم تكن القمة مجرد استعراض؛ فإعلان وقف النار، وصندوق ال500 مليون دولار للإعمار، وخصوصًا آلية الاتصال الرقابية العربية الدولية، تشكل خطوات أولى مهمة، لكن المخاوف كبيرة من أن تبقى هذه الآليات حبرًا على ورق دون ضغط دبلوماسي عربي حقيقي وموحد.
فهُنا يبرز دور الأردن الذي استقبل الغزيين المصابين بإصابات بليغة، قدر استطاعته، وسارع بتقديم المساعدات الإنسانية، مؤديًا واجبه الإنساني والعربي والإسلامي قبل أن يكون التزامًا سياسيًّا. فنموذج الأردن هذا يجب أن يكون قدوة للدول العربية لتفعيل دعمها لغزة، ليس فقط ماليًّا بل دبلوماسيًّا وإعلاميًّا.
يبقى الخطر الأكبر أن تسعى حماس لانتزاع الرئاسة الفلسطينية فتضعف السلطة الوطنية ويتعمق الانقسام، ما يهدد بفشل وقف النار وإعادة الإعمار؛ لذا لا بد من وفاق فلسطيني عاجل تضمنه رعاية عربية فاعلة، يقوم على انتخابات موحدة ورقابة شفافة على المساعدات، حتى تتحول مخرجات قمة بغداد إلى واقع لا يتلاعب به تنازع الشرعيات، ومع كل يوم تأخير يزداد العبء الإنساني على غزة وتبهت ثقة الشارع العربي بجدوى القمم.
فوحدة الموقف الفلسطيني هي المفصل الذي يحدد إن كانت قمة بغداد صفحة عابرة أم منعطفًا يعيد رسم توازنات المنطقة.
توقعي أنَّ المرحلة القادمة ستشهد تصعيدًا دبلوماسيًّا عربيًّا بقيادة الأردن، يهدف إلى تحويل مخرجات القمة إلى إجراءات عملية ملموسة، تشمل ضمان وقف النار، وتفعيل صندوق الإعمار، وفتح ممرات إنسانية آمنة مع متابعة دقيقة من الآلية الرقابية؛ وبذلك يمكن للعرب أن ينتقلوا من الشعارات إلى فعل حقيقي يعيد الأمل لغزة ويخفف معاناة أهلها، بمساندة الأردن الذي أثبت مركزه الحيوي في القضية.
لكن التحديات كبيرة، من احتمال تعطيل الآلية الرقابية أو تأخر التمويل، ما يستدعي حوكمة شفافة ومشاركة فاعلة لمنظمات المجتمع المدني لضمان الالتزام والشفافية.
في حال فشل وقف النار، يجب تصعيد الضغط العربي سياسيًّا واقتصاديًّا على إسرائيل، مع تعزيز الدعم الإنساني المباشر وفتح ممرات بديلة، وتوحيد المواقف العربية وتحويلها إلى إجراءات ملموسة تشمل دعمًا سياسيًّا وماليًّا لأهلنا في غزة ولفلسطين عمومًا. وعلى الدول العربية أن يستمروا بدور الوسيط، والضغط الدبلوماسي، مع تصعيد الملف الفلسطيني في المحافل الدولية لضمان حماية المدنيين ووقف العدوان فورًا.
قمة بغداد هي بداية يجب البناء عليها سريعًا، عبر تفعيل الآليات وتوسيع الدعم، لتتحول كلمة التضامن إلى فعل حقيقي ينقذ حياة الناس ويعيد رسم أمل جديد لغزة والمنطقة.
تابعو جهينة نيوز على

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

إعلام إسرائيلي: حماس أعدت آلاف العبوات المتفجرة ونحن سنغوص في وحل غزة #عاجل
إعلام إسرائيلي: حماس أعدت آلاف العبوات المتفجرة ونحن سنغوص في وحل غزة #عاجل

جو 24

timeمنذ 2 ساعات

  • جو 24

إعلام إسرائيلي: حماس أعدت آلاف العبوات المتفجرة ونحن سنغوص في وحل غزة #عاجل

جو 24 : قال محللون إن تعميق العملية العسكرية في غزة سيؤدي إلى غوص إسرائيل في وحل غزة، ووصفوا العملية التي قتل فيها 3 جنود بتفجير لغم بمركبتهم في جباليا شمال قطاع غزة بالحدث الصعب جدا. واعترف جيش الاحتلال الإسرائيلي بمقتل 3 جنود برتبة رقيب أول في معارك شمال قطاع غزة الاثنين المنصرم، إثر استهداف عربة عسكرية من طراز هامر كانوا يستقلونها في جباليا، كما أصيب اثنان من رجال الإطفاء بجروح. وأورد مراسل الشؤون العسكرية في القناة "I24″، إينون شلوم يتح تفاصيل ما جرى بالقول، إن قوة عسكرية في مركبة طراز هامر كانت شرق جباليا بعد الساعة السادسة والنصف مساء، وعندما وصلت القافلة إلى أحد الشوارع صعدت مركبة الهامر على عبوة فانفجرت فيها، مؤكدا مقتل 3 جنود من لواء غفعاتي وإصابة 2 من الجنود بجروح متوسطة، ووصف ما جرى بالحادث الصعب. وقال مراسل القناة 12، نيتسان شابيرا إن "حادثة جباليا تضاف إلى تهديد العبوات المتفجرة، أحد أخطر التهديدات على قوات الجيش داخل القطاع". وحسب مراسل الشؤون العسكرية في القناة "ماكو"، شاي ليفي، فإن تهديد العبوات المتفجرة ليس مفاجئا، مشيرا إلى أن "حركة المقاومة الإسلامية (حماس) أعدت بشكل أساسي آلاف العبوات المتفجرة". في حين يرى مراسل الشؤون العسكرية في القناة 12، نير دفوري أنه "كلما تعمقت العملية البرية يصطدم الجيش بمخربين". الضغط على المدنيين وفي تعليقه على الخسائر التي مني بها الجيش الإسرائيلي، قال الرئيس السابق لما يسمى مجلس الأمن القومي، اللواء احتياط غيورا آيلاند "طالما لا يوجد اتفاق مع حماس، فإننا كما يبدو سنواصل العملية العسكرية"، منتقدا من قال إنهم يتحدثون عن "الانتصار المطلق". وتابع يقول "لم يحددوا لنا شكل الانتصار المطلق، فمتى سنعرف أننا حققناه، وماذا سيحدث ميدانيا؟، وخلص غيورا آيلاند إلى أن "إسرائيل ستغوص في الطين الغزي أكثر بكثير مما كنا نظن". ومن جهة أخرى، أشار رامي إيغرا، رئيس شعبة الأسرى والمفقودين في جهاز الموساد سابقا إلى أن "الضغط على السكان المدنيين الذي يبث للعالم يخدم حماس"، مشيرا إلى أن "النهج الذي يتبناه أشخاص في الحكومة والجيش بأن الضغط العسكري هو الذي سيؤدي إلى إطلاق سراح المخطوفين وسيؤدي إلى استسلام حماس يدل على عدم فهمنا للعدو". وذكر أن "هؤلاء الأشخاص هم أنفسهم لم يفهموا العدو في السابع من أكتوبر/تشرين الأول"، في إشارة إلى عملية طوفان الأقصى التي شنتها المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة على إسرائيل فجر السبت السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023. المصدر: الجزيرة تابعو الأردن 24 على

مشهد الشرق الجديد... من يرسمه؟
مشهد الشرق الجديد... من يرسمه؟

العرب اليوم

timeمنذ 2 ساعات

  • العرب اليوم

مشهد الشرق الجديد... من يرسمه؟

«الشرق الأوسط الجديد ليس حلماً... عندما تُريده، يصبح حقيقة». هكذا استخلص الكاتب الإسرائيلي آدم سكوت بيلوس في مقالة له بجريدة «يديعوت أحرونوت» الإسرائيلية تحت عنوان: «البنّاؤون ضد المدمّرين: لماذا رفض الشرق الأوسط الجديد نهاية العالم؟». يزعم الكاتبُ أن هجوم «حماس» في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) كان يشبه هجوم الشابّ الصربي المتطرف على أرشيدوق النمسا فرانتز فرديناند وقتله عام 1914. هذا الحادث الذي دفع أوروبا والعالم إلى إشعال الحرب العالمية الأولى، وكذلك كان هجوم «حماس» في 7 أكتوبر، حسب الكاتب الإسرائيلي، كان من المفترض أن يشعل هجوم السابع من أكتوبر انفجاراً إقليمياً كارثياً؛ لعكس مسار التاريخ وإشعال حرب مقدسة جديدة، حسب قوله. بدلاً من الانهيار في الفوضى - والكلام ما زال لصاحبه - «أدركت الحكومات العربية - وشعوبها - أن السابع من أكتوبر كان بمثابة النَفَس الأخير للآيديولوجيات التي استعبدت المنطقة لقرنٍ من الزمان. من الدماء والركام، تُرسم الآن خريطة جديدة. الشرق الأوسط الجديد يُبنى على يد أولئك الذين اختاروا العقل على التعصب، والابتكار على الظلم، والكرامة على دور الضحية الدائم». ومع ذلك يرى الكاتب أن الهيكل الأمني الجديد في الشرق الأوسط، هشٌّ، يواجه تحديات، أبرزها محاولات متوقعة من إيران وتركيا وبقايا الحركات الإسلامية لمقاومته، وسعي آلات الدعاية المتطرفة إلى تأجيج المظالم القديمة. هذه خلاصة رأي من النخبة الإسرائيلية، ومهم أن نعرف كيف يرى العقل الإسرائيلي طبيعة المشهد في منطقتنا، هكذا تصل إلى التصور الصحيح، وتبني على الشيء مقتضاه. نعم صحيح، أن محور الممانعة وتوابعه بقيادة إيران، شيعياً، والإخوان سُنيّاً، وبينهما أوشابٌ من بُقعٍ ثورية علمانية هنا وهناك، هذا المحور «تعوّر» وأُصيب بجروح بالغة، وتراجع زخمه وموقعه، لكنه - بالمناسبة - لم يمت. غير أنه مَن قال إن البديل سيكون كما تصوره الكاتب الإسرائيلي؟! الواقع أن «عقلاء» العرب منذ أيام الزعيم التونسي بورقيبة إلى أنور السادات والملك فهد ثم الملك عبد الله، وغيرهم، قدّموا جملة من مشاريع السلام وإنهاء المعضلة في فلسطين وإسرائيل. جُوبهت هذه المشاريع النبيلة والعاقلة، بجبهتي رفض: الأولى عربية بقيادة أناس مثل صدّام حسين والقذافي وحافظ الأسد، وفلسطينيين مثل أحمد جبريل وجملة من «الأبوات»، ناهيك طبعاً عن «حماس» و«الجهاد»، وكل أصوليّي السياسة. الثانية عتاة الغلّو العقائدي السياسي الإسرائيلي، بل إن أحد شبابهم اغتال رئيس الوزراء إسحاق رابين بسبب ذلك، واليوم يمثّل نتنياهو وبن غفير وأمثالهما، حائط صدّ يمنع تحقيق السلام وإنهاء الصراع، بسبب خرافاتهم العقائدية، ورعونتهم السياسية، وغرور القوة. إذن، حتى يقوم شرق أوسط جديد، ونقي من جماعات التخريب والغلو، فليست المسؤولية فقط على مَن ذكرهم الكاتب الإسرائيلي في مقاله، بل على إسرائيل أيضاً. رقصة التانغو كما يقولون تحتاج لطرفين.

الدولار يتراجع مع ترقب السوق بيانات توظيف أميركية
الدولار يتراجع مع ترقب السوق بيانات توظيف أميركية

الوكيل

timeمنذ 2 ساعات

  • الوكيل

الدولار يتراجع مع ترقب السوق بيانات توظيف أميركية

الوكيل الإخباري- تراجع الدولار، اليوم الأربعاء، مع ترقب السوق بيانات توظيف أميركية والتطورات في مفاوضات الرسوم الجمركية التي يجريها الرئيس دونالد ترمب مع شركاء تجاريين رئيسيين. اضافة اعلان وبحسب وكالة "بلومبيرغ" الاقتصادية، استقر مؤشر الدولار، الذي يقيس أداء العملة الأميركية مقابل الين و اليورو وأربع عملات أخرى، عند 99.159. وفي وقت مبكر اليوم الأربعاء، انخفض الدولار 0.09 بالمئة إلى 143.82 ين. وارتفع اليورو 0.13 بالمئة إلى 1.1385 دولار. ولم يطرأ تغير يذكر على الدولار الأسترالي الذي سجل 0.6460 دولار أميركي قبل صدور بيانات الناتج المحلي الإجمالي. وارتفع الوون الكوري الجنوبي بنحو 0.2 بالمئة إلى 1375.25 مقابل الدولار بعد فوز المرشح الليبرالي لي جيه-ميونج في الانتخابات الرئاسية.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store