
دعا إلى "ثورة" في المغرب.. "حامي الدين" يفحم "مقري" برد ناري ويفضح تورط الجزائر في مخطط إسرائيلي
في رد قوي ومباشر، وجّه القيادي في حزب العدالة والتنمية "عبد العالي حامي الدين" رسالة نارية إلى السياسي الجزائري "عبد الرزاق مقري"، الرئيس السابق لحركة مجتمع السلم، وذلك على خلفية نشر هذا الأخير رسالة مثيرة دعا فيها الشعب المغربي إلى "الثورة" ضد نظامه السياسي بسبب ما وصفه بـ"الخيانة العظمى المرتبطة بالتطبيع مع إسرائيل".
واعتبر "حامي الدين" أن ما صدر عن "مقري" لا يعدو كونه محاولة صريحة لتأليب الشعب المغربي على نظامه، مؤكداً أن بعض السياسيين في الجزائر يلبسون عباءة النصح وهم في الحقيقة يخفون رياح الفتنة. وقال في هذا الصدد: "خرج علينا السيد عبد الرزاق مقري، من وراء الحدود، برسالة حماسية ظاهرها الغيرة على فلسطين وباطنها بث رياح الفتنة، يدعو فيها الشعب المغربي إلى 'الثورة'... على من؟ على نظامه، على تاريخه، على رموزه على قيمه، وكأن الشعب المغربي أصبح نادلاً في مطعم سياسي تُملَى عليه الوصفات من تندوف أو من باب الوادي في العاصمة الجزائر".
وأضاف المتحدث ذاته أن هذه ليست المرة الأولى التي ينبري فيها "مقري" للتدخل في الشأن السياسي المغربي بطريقة وصفها بـ"الخفيفة والنزقة"، وذكّره بخلفيته الحزبية قائلاً: "السيد مقري هو سياسي جزائري ينحدر من حركة مجتمع السلم التي كان يقودها المرحوم محفوظ النحناح، وهي الحركة التي دشنت مسار التعاون والتحالف مع النظام الجزائري في أسوأ نسخه العسكرية وذهبت في ذلك إلى أبعد الحدود، إلى درجة الدفاع عن النظام السلطوي في مواجهة نتائج الاقتراع التي حملت الجبهة الإسلامية للإنقاذ إلى السلطة، حتى وصل الأمر بزعيم الحركة محفوظ النحناح غفر الله له أن قام خطيبًا في تندوف داعمًا لحركة البوليساريو الانفصالية بعدما كان يعتبر أن الصحراء الغربية مشكلة مفتعلة ويكفي إضافة حرف الميم لمصطلح 'الغربية' وستُحل المشكلة".
وهاجم "حامي الدين" مضامين رسالة "مقري" الأخيرة، التي وصف فيها النظام المغربي بـ"الخائن"، واعتبرها تحريضًا مباشرًا على الدولة والملكية، وقال: "هذا الكلام المستفز الذي يعتبر بمثابة تحريض مباشر للشعب المغربي ضد النظام الملكي، ينم عن جهل كبير بطبيعة العلاقة التي تجمع بين الشعب المغربي والملكية منذ مرحلة الحماية حينما رفض الوطنيون المغاربة مقترح الاستعمار بإقرار دستور للبلاد سنة 1954، واشترطوا قبل ذلك عودة الملك محمد الخامس إلى عرشه، لأنهم كانوا يرون فيه رمزا سياديا لا يتم الاستقلال إلا بوجوده".
وأضاف أن الشرعية في المغرب قائمة على أسس متينة من الرضى الشعبي والدستور، بعكس الأنظمة العسكرية المهزوزة، مشددا على أن "مقري" يحاول أن يصوّر للناس أن الثورة على الملكية هي المدخل لنصرة فلسطين، والحال أن ذلك يخدم أجندات إسرائيلية تهدف إلى تفتيت الدول العربية من الداخل.
وانتقد القيادي البيجيدي بشدة عدم توجيه "مقري" أي نقد للنظام الجزائري، قائلاً: "لو كان السيد مقري صادقًا في دعوته وغيرته، لتوجه بها إلى النظام الحاكم في الجزائر لإنهاء دعمه المتواصل للمشروع الانفصالي في تندوف، الذي تحتضنه الجزائر وتوفر له الغطاء السياسي والدبلوماسي المتواصل، وهذا العداء الجزائري للمغرب للأسف الشديد هو حجر الزاوية في خطاب دعاة التطبيع في بلادنا وحججهم للاقتراب من إسرائيل، وبذلك تكون الجزائر مشاركة بطريقة غير مباشرة في هذا الاختيار السياسي الديبلوماسي، مع اختلافي معه".
وأضاف: "كان على السيد مقري إذا كان صادقًا في دعواه أن يتوجه برسالته إلى الشعب الجزائري للثورة على نظام عسكري أوليغارشي يبدد ثروته النفطية لدعم مشروع الانفصال بهدف إضعاف جاره في الغرب ودعم مشروع الاستبداد لإضعاف جاره في الشرق، هذا الإضعاف الذي لا يصب في النهاية إلا في صالح المشروع الصهيوني، لو يعلمون".
واستطرد "حامي الدين" في نقده، قائلاً: "لو كان السيد مقري صادقًا في دعمه للقضية الفلسطينية ومنسجمًا مع نفسه، لتوجه برسالته للنظام الجزائري من أجل السماح للشعب الجزائري بالتظاهر في الشارع لممارسة حقه في التعبير عن تضامنه مع الشعب الفلسطيني في غزة، عوض أن يتوجه للنظام المغربي الذي لم يواجه شعبه بالقمع والعنف، وترك المظاهرات المليونية ترفع الصوت في شوارع الرباط والدار البيضاء وطنجة ومراكش وفي جل الحواضر المغربية، بالإضافة إلى مئات المسيرات والوقفات اليومية المساندة للشعب الفلسطيني والمطالبة بوقف التطبيع، وهو ما شهدت به المقاومة في غزة وحيته أكثر من مرة".
وختم رسالته بلهجة قوية: "جرب يا سيد مقري أن تعيش هذا التضامن الصاعد من قلب الشعب وروحه في الجزائر قبل أن تمر إلى اقتراح المرور إلى الثورة في المغرب، حاول فقط، وناضل على هذه الجبهة وبعدها نتحدث معك عن تصورك وأحلامك وأوهامك عن الأوضاع في المغرب"، مشيرا إلى أن "النضال على جبهة توسيع الحريات ورفع القمع عن الشعب الجزائري سيكون أجدى وأنفع لك وللشعب ولفلسطين، جرب فقط ورد علينا"، قبل أن يؤكد أن "المطلوب من السيد مقري وأمثاله أن يبذلوا جهودهم لتنظيف بيوتهم وترك المغرب وشأنه، فأهل المغرب أولى وأدرى بشعابه وتعقيداته وتحالفاته".

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


بلبريس
منذ 34 دقائق
- بلبريس
الملك محمد السادس يؤدي صلاة عيد الأضحى بمسجد الحسن الثاني بتطوان
بلبريس - ليلى صبحي أعلنت وزارة القصور الملكية والتشريفات والأوسمة أن أمير المؤمنين، صاحب الجلالة الملك محمد السادس، نصره الله، سيؤدي اليوم السبت، 10 ذي الحجة 1446 هـ، الموافق 7 يونيو 2025 م، صلاة عيد الأضحى المبارك. ستقام الصلاة بـمسجد الحسن الثاني بمدينة تطوان. وأوضح بلاغ صادر عن الوزارة أن وقائع صلاة العيد ستبث مباشرة على أمواج الإذاعة وشاشة التلفزة، وذلك ابتداءً من الساعة الحادية عشرة صباحًا.


مراكش الآن
منذ 41 دقائق
- مراكش الآن
الوالي شوراق يؤدي صلاة العيد بمصلى سيدي اعمارة بمراكش
وحيد الكبوري – مراكش الآن ترأس فريد شوراق والي جهة مراكش آسفي، صباح اليوم السبت، مراسيم تأدية صلاة عيد الأضحى المبارك بمصلى سيدي اعمارة الرسمي. وحضر في الصفوف الاولى لصلاة العيد، الكاتب العام لولاية جهة مراكش اسفي، رئيس مجلس جماعة المشور القصبة، ونائب عمدة مدينة مراكش، ومجموعة من ممثلي المجلس العلمي ومندوبية الشؤون الاسلامية، ومجلس الجهة والمجلس الجماعي لمراكش ومجلس جماعة المشور القصبة، وبعض ممثلي ولاية الجهة، وولاية أمن مراكش والمدرسة الملكية للدرك الملكي والقيادة الجهوية للدرك الملكي، والنيابة العامة، والبعض من رؤساء المصالح الخارجية، وممثلي المجتمع المدني. وقد عرف المصلى الرسمي حضور مئات المصلين لأداء صلاة عيد الأضحى المبارك، وبعد الصلاة ألقى الإمام خطبة صلاة العيد، وختم برفع اكف الضراعة الى العلي القدير بالدعاء الصالح لأمير المؤمنين الملك محمد السادس ولأسرته الكريمة وبالرحمة والمغفرة للمرحومين الحسن الثاني ومحمد الخامس طيب الله ثراهما، والى الشعب المغربي بالخير العميم والامن والازدهار. وتميزت صلاة العيد بجو من الخشوع والروحانية، وعكست هذه المناسبة الدينية السمات الأصيلة للمجتمع المغربي، الذي يجتمع في هذه اللحظات لتبادل التهاني والدعاء والتضرع إلى الله سبحانه وتعالى.


مراكش الآن
منذ 41 دقائق
- مراكش الآن
عامل إقليم شيشاوة يترأس مراسيم صلاة عيد الأضحى بمصلى الساحة الكبرى وسط أجواء روحانية متميزة
توفيق عطيفي – مراكش الآن ترأس بوعبيد الكراب، عامل إقليم شيشاوة، صباح اليوم السبت 10 ذو الحجة 1446هـ الموافق لـ7 يونيو 2025، مراسيم أداء صلاة عيد الأضحى المبارك بمصلى الساحة الكبرى الواقعة عند مدخل مدينة شيشاوة، وذلك في أجواء روحانية عكست عمق التقاليد الدينية المغربية الأصيلة. وقد حضر هذه المناسبة الدينية الرفيعة كل من الكاتب العام لعمالة إقليم شيشاوة، وعبد الرحيم بوستوت رئيس المجلس الإقليمي، إلى جانب عدد من المسؤولين المدنيين والعسكريين، وشخصيات محلية وفعاليات جمعوية، فضلاً عن آلاف المواطنين الذين توافدوا بكثافة على ساحة المصلى، حيث صدحت جنباتها بالتهليلات والتكبيرات منذ ساعات الصباح الباكر. وجرت مراسيم الصلاة في أجواء من الخشوع والتضرع، وفق الطقوس المغربية المتوارثة والمستندة إلى تعاليم المذهب المالكي، حيث صدح الخطيب، فضيلة الدكتور عبد الحق الأزهري، رئيس المجلس العلمي المحلي بشيشاوة، بخطبة عيد الأضحى التي تمحورت حول معاني هذه المناسبة المباركة، مبرزاً أهمية إحياء قيم التسامح والتكافل وصلة الرحم، ومذكراً بفضل الأضحية وما تحمله من دلالات روحية واجتماعية عميقة. ودعا الخطيب جموع المصلين إلى التمسك بالأخلاق الحميدة والعمل لما فيه خير الفرد والمجتمع، مستشهداً بآيات قرآنية كريمة وأحاديث نبوية شريفة تحث على المحبة والتعاون والإحسان إلى الغير. وفي ختام الخطبة، رفع الإمام أكف الضراعة بالدعاء الصالح لأمير المؤمنين صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله، سائلاً الله تعالى أن يمدّه بموفور الصحة والعافية، وأن يبارك في ولي عهده صاحب السمو الملكي الأمير مولاي الحسن، ويشد أزره بشقيقه صاحب السمو الملكي الأمير مولاي رشيد، وسائر أفراد الأسرة الملكية الشريفة، وأن يحفظ الشعب المغربي ويُديم عليه نعمة الأمن والاستقرار. ويُشار إلى أن قرار تجميع مصليات مدينة شيشاوة في مصلى الساحة الكبرى منح المدينة رمزية دينية متميزة، حيث أضفى المشهد العام طابعاً روحياً يزدان بالأصالة المغربية الضاربة في عمق التاريخ، محولاً هذه الساحة إلى محجّ لساكنة المدينة في يوم من أبرز أيام المسلمين.