logo
الشرق الأوسط بعد حرب الـ 12 يوما

الشرق الأوسط بعد حرب الـ 12 يوما

بوابة الأهراممنذ 6 ساعات

بعد الهجمات الأمريكية غير المسبوقة على المنشآت النووية الإيرانية فى فوردو ونطنز وأصفهان فى فجر 22 يونيوً، تلك الهجمات التى تم تخطيطها وتنفيذها بالتعاون مع إسرائيل ونجاح الرئيس الأمريكى دونالد ترامب فى وقف إطلاق النار بين إيران وإسرائيل، تقف منطقة الشرق الأوسط على أعتاب مرحلة جديدةً ومختلفة عما سبقها منذ انتهاء الحرب العالمية الثانية، وقيام دولة إسرائيل فى مايو من عام 1948.
جاءت هذه الهجمات فى إطار حرب الـ12 يوما التى شنتها إسرائيل على إيران فى 13 يونيو بهدف القضاء على البرنامج النووى الإيرانى من ناحية، وبرنامجها لإنتاج صواريخ باليستية من ناحية أخرى . وتعد هذه هى المرة الأولى التى تشارك فيها الولايات المتحدة إسرائيل فى عمليات عسكرية مشتركة ضد دولة من دول الشرق الأوسط، وهذا التطور فى حد ذاته يمثل مدخلا أساسيا لمحاولةً استشراف خريطة توزيع القوى فى الشرق الأوسط لعقود قادمة، وعما إذا كانت التغييرات المتوقعة على هذا الصعيد ستسهم فى استتباب الأمن والاستقرار والسلام فى الشرق الأوسط، والأهم هو: هل ستمثل الإطار المناسب لتسوية القضية الفلسطينية وفقا للمرجعيات الدولية، وتفتح الطريق لتنفيذ حل الدولتين على ارض الواقع؟!
من السابق لأوانه فى المرحلة الراهنةً الجزم بمدى الأضرار التى لحقت بالبرنامج النووى الايراني، فالآراء متضاربة ما بين أنه تم تدميره بالكامل حسبما يؤكد «ترامب» والقيادات العسكرية الإسرائيلية، وتقدير وكالة استخبارات الدفاع الأمريكية من أن الهجمات الأمريكية لم تسفر عن تدميرها بصفة كاملة، وإنما أخرت قدرة إيران على امتلاك سلاح نووى لستة أشهر؛ وإذا أخذنا فى الاعتبار تصريحات «بنيامين نيتانياهو من ان الجيش الإسرائيلى سيواصل استهداف البرنامج النووى الايرانى كلما نجحت إيران فى إعادة استئنافه مجددا ، وبالمقابل تؤكد قيادات فى الحرس الثورى والجيش الإيرانى أن إيران ستستأنف برنامجها النووى خصوصا أنه لم يعرف حتى الآن مصير 400 كجم من اليورانيوم المخصب لنسبة 60% التى كانت تمتلكها إيران قبل نشوب حرب الـ 12 يوما والهجمات الأمريكية، فإننا أمام حرب دون نهايةً مؤكدة فى المستقبل المنظور.
فى ضوء ما تقدم، وحتى يتم الاتفاق بين الولايات المتحدة وإيران حول البرنامج النووى الإيرانى، سيظل اتفاق وقف إطلاق النار هشا، بل إن احتمال انتهاج إسرائيل لسياسة العصا الغليظة تجاه إيران على غرار سياستها تجاه حزب الله اللبناني، أى هجمات عسكرية من آن لآخر على مواقع تابعة له أو اغتيال قياداته كلما سنحت الفرصة يبقى الاحتمال الأكبر، الأمر الذى يعنى أن المنطقة ستكون فى قبضة حرب دائمة تشتعل حينا وتخبو حينا آخر.
لكن هذا الاحتمال يتوقف هو الآخر على التطورات السياسية الداخليةً فى كل من إيران وإسرائيل، لكن بصفة خاصة إيران . فالأخيرة مقدمة على تغييرات كبرى فى نظام الحكم، وفى السياسات الإقليمية والدولية لإيران؛ فألى جانب تداعيات حرب الـ 12 يوما سواء العسكرية والسياسية على المجتمع والنظام السياسى الإيراني، فإنه من المحتمل أن خليفة آية الله خامنئى سيقوم بتغييرات فى القيادات والسياسات والتوجهات لإيران على ضوء تلك التداعيات توحى بالدروس المستفادة من الحرب ، بالإضافة الى الحرب المفتوحة لإسرائيل على عدة جبهات فى الشرق الأوسط وفى سوريا وفى اليمن، وكلها جبهات كان لإيران وجود ودور فيها، وهو الوجود الذى اندثر ،والدور الذى تراجع بشكل كبير على مدى العام ونصف العام الماضى بعد هجمات 7 أكتوبر 2023.
أحد أبرز هذه الدروس هو حتمية انكفاء إيران على ذاتها لسنوات عدةً لإعادة البناء ،ومع مراجعة صادقةً لأهداف السياسة الخارجية الإيرانية فى العالم العربى وتجاه إسرائيل والقضية الفلسطينية ، وأن الوقت قد أزف لأن تتخلى القيادة الإيرانية الجديدة عن توظيف القضية الفلسطينية من اجل الاستمرار فى ترسيخ شرعية الثورة الإيرانية، وربما تؤدى تلك المراجعة الملحة والمطلوبة إلى انتقال إيران من «الثورة» إلى «الدولةً».
وعلى صعيد آخر، يأتى التعاون العسكرى الأمريكى الإسرائيلى فى حرب الـ12 يوما استمرارا لسياسات انتهجها الرئيس ترامب فى أثناء ولايته الأولى من دعم كامل ومطلق لإسرائيل إقليميا وفى كل الأبعاد المختلفةً للقضيةً الفلسطينية، وحتى الاعتراف بالسيادة الإسرائيلية على هضبة الجولان.
ومن سمات الشرق الأوسط الذى قد تتمخض عنه كافة التطورات التى شهدتها منطقة الشرق الأوسط منذ 7 أكتوبر 2023 حتى 22 يونيو 2025 هو ما يتعلق بمصير القضية الفلسطينية ودور إسرائيل فى الإقليم، وبالتالى الدور والموقف العربى من التغييرات المتوقعةً فى الخريطة السياسية المستقبليةً للشرق الأوسط.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

نجل الرئيس الأمريكي يلمح إلى إمكانية ترشحه للانتخابات الرئاسية
نجل الرئيس الأمريكي يلمح إلى إمكانية ترشحه للانتخابات الرئاسية

الوفد

timeمنذ 42 دقائق

  • الوفد

نجل الرئيس الأمريكي يلمح إلى إمكانية ترشحه للانتخابات الرئاسية

أعرب إريك ترامب نجل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أنه يمكنه الترشح لمنصب الرئاسة دون صعوبات تذكر. ونقلت صحيفة "فاينانشال تايمز" عن ترامب الابن قوله: "السؤال هنا هو: هل أريد جر أفراد آخرين من العائلة إلى هذا الأمر؟ هل أتمنى أن يعيش أطفالي التجربة نفسها التي عشتها خلال العقد الماضي؟ إن كانت الإجابة نعم، فأعتقد أن الطريق السياسي (للرئاسة الأمريكية) سيكون سهلا، بمعنى أنني أعتقد أنني قادر على تحقيق ذلك". وأكد إريك ترامب أن أفراداً آخرين من عائلته يمكنهم أيضا الترشح للرئاسة الأمريكية. وعلى عكس شقيقيه الآخرين، دونالد جونيور وإيفانكا ترامب، ابتعد إريك، البالغ من العمر 41 عاما، عن السياسة في أغلب الأحيان، مُركزا على إدارة أعمال العائلة منذ تولي والده الرئاسة عام 2017. ومع ذلك، يبدو أنه ركّز على السياسة طوال هذه الفترة، قائلا إنه وجد نفسه "غير مُعجب تماما بنصف السياسيين" الذين يراهم، وإنه قادر على أداء المهمة "بكفاءة عالية". ومن المتوقع أن يكون نائب الرئيس الأمريكي جي دي فانس، ووزير الخارجية ماركو روبيو، أبرز المرشحين للفوز بترشيح الحزب الجمهوري، ولكن عندما سُئل عما إذا كانت انتخابات 2024 ستكون آخر انتخابات يُرشح فيها ترامب، قال إريك ترامب: "لا أعرف.. سيُظهر الوقت ذلك. لكن هناك أشخاص آخرون غيري". وأضاف: "السؤال هو: هل تريد أن تفعل ذلك؟ وهل تريد أن تُخضع من تُحبهم لوحشية هذا النظام؟ ولست متأكدا مما إذا كنت أستطيع الإجابة عن هذا السؤال بعد". كما تناول نجل الرئيس الانتقادات الموجهة لعائلته بشأن تربحها من الرئاسة. وعندما سُئل عما إذا كان البيت الأبيض قد أصبح وسيلة أخرى لكسب المال لدى عائلته، أصر على نفي ذلك، وقال: "إذا كانت هناك عائلة واحدة لم تستفد من السياسة، فهي عائلة ترامب". وكشف في المقابلة أن ثروة العائلة كانت ستكون أكبر بكثير لو لم يترشح دونالد ترامب للرئاسة، حيث أنفقوا نحو 500 مليون دولار للدفاع عن أنفسهم ضد الاتهامات الزائفة بالتدخل الروسي المزعوم في انتخابات 2016. واختتم قائلا "في الواقع، كنت سأقول إننا كنا سنوفر الكثير من الأصفار لو لم يترشح والدي في المقام الأول. لقد كانت تكلفة الفرصة البديلة، والتكلفة القانونية، والثمن الذي تكبدته عائلتنا باهظا للغاية".

ترامب: الولايات المتحدة لن تتسامح مع مواصلة محاكمة نتنياهو
ترامب: الولايات المتحدة لن تتسامح مع مواصلة محاكمة نتنياهو

الوفد

timeمنذ 42 دقائق

  • الوفد

ترامب: الولايات المتحدة لن تتسامح مع مواصلة محاكمة نتنياهو

قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب السبت إن الولايات المتحدة "لن تتسامح" مع مواصلة محاكمة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بتهم فساد. وكتب ترامب على منصة "تروث سوشال" التابعة له "تنفق الولايات المتحدة الأميركية مليارات الدولارات سنويا، أكثر بكثير من أي دولة أخرى، على حماية إسرائيل ودعمها. لن نتسامح مع هذا". ووصف ترامب نتنياهو بأن "بطل حرب"، مضيفا أن رئيس الوزراء الإسرائيلي "قام بعمل رائع بالعمل مع الولايات المتحدة لتحقيق نجاح كبير في التخلص من التهديد النووي الخطير في إيران. والأهم من ذلك، أنه الآن بصدد التفاوض على صفقة مع حماس، والتي ستتضمن استعادة الرهائن". ويوم الخميس الماضي، أبدى ترامب استياءه من محاكمة نتنياهو في بلاده، داعيا إلى إلغاء هذه المحاكمة. وذكر ترامب في منشور على "تروث سوشال"، أن "الولايات المتحدة أنقذت إسرائيل، والآن ستكون هي من ينقذ بيبي نتنياهو"، كما يحب أن يسمي رئيس الوزراء الإسرائيلي. وأضاف الرئيس الأميركي: "صدمت لسماع أن دولة إسرائيل، التي شهدت للتو واحدة من أعظم لحظاتها في التاريخ، والتي يقودها بقوة نتنياهو، تواصل حملتها السخيفة ضد رئيس وزرائها في زمن الحرب العظمى".

ترامب يسعى لإنهاء الحرب في غزة ونتنياهو يخطط لزيارة واشنطن لبحث السلام
ترامب يسعى لإنهاء الحرب في غزة ونتنياهو يخطط لزيارة واشنطن لبحث السلام

مستقبل وطن

timeمنذ ساعة واحدة

  • مستقبل وطن

ترامب يسعى لإنهاء الحرب في غزة ونتنياهو يخطط لزيارة واشنطن لبحث السلام

أفادت صحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية، نقلًا عن مصدر سياسي رفيع، بأن الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب أبدى رغبته في إنهاء الحرب في قطاع غزة في أقرب وقت ممكن، في إطار محاولاته للعب دور سياسي فاعل على الساحة الدولية، مع اقتراب الاستحقاقات الانتخابية الأمريكية. وأشار المصدر إلى أن هناك مقترحًا بتقليص الإطار الزمني الخاص بخطة المبعوث الأمريكي ستيف ويتكوف بشأن الوضع في غزة، وذلك لتسريع التوصل إلى حل سياسي أو تهدئة طويلة الأمد. الجيش الإسرائيلي: العملية البرية توشك على الانتهاء في تطور ميداني لافت، نقلت القناة 13 الإسرائيلية عن مسؤولين عسكريين أن: العملية البرية في غزة "شارفت على نهايتها". مواصلتها في هذا التوقيت قد تعرض حياة الأسرى الإسرائيليين في غزة للخطر. هذا الموقف يعكس تغيرًا في أولويات المؤسسة العسكرية، خاصة مع تصاعد الضغوط الداخلية في إسرائيل. نتنياهو سيبحث "وقف الحرب" واتفاقات سلام في واشنطن نقلت القناة نفسها عن مسؤولين سياسيين أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو: يعتزم زيارة البيت الأبيض خلال الأسبوعين المقبلين. سيتناول خلال الزيارة مسألة إنهاء القتال في غزة. كما سيبحث سبل التوصل إلى اتفاقات سلام جديدة في المنطقة. هذه التصريحات تأتي وسط ضغوط دولية وأمريكية متزايدة لإنهاء الحرب، بالتوازي مع تحركات شعبية داخل إسرائيل.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store