
هل تسلك البوليساريو طريق "العمال الكردستاني" وتضع السلاح؟
DR
يستعد حزب العمال الكردستاني للإعلان عن حله. عبد الله أوجلان، الزعيم الرمزي للتنظيم، المعتقل في تركيا منذ عام 1999، طلب قبل نحو ثلاثة أشهر من أنصاره إلقاء السلاح وحل الحزب لتشجيع الحل السياسي للمطالب الكردية في تركيا. وللتذكير، يُصنف حزب العمال الكردستاني كمنظمة إرهابية في تركيا وفي عدة دول أوروبية. هل يمكن أن يلهم هذا التحول الحاسم جبهة البوليساريو، التي تعاني من مأزق منذ سنوات عديدة؟
عبر شريف محمد، العضو السابق في الجبهة الذي انضم إلى حركة صحراويون من أجل السلام، في تصريح لموقع يابلادي عن تشاؤمه قائلا "على عكس حزب العمال الكردستاني، فإن البوليساريو ليست سوى دمية في يد الجزائر. إنها أداة أنشئت خلال الحرب الباردة لإضعاف المغرب. النظام الجزائري، الذي يطمح إلى أن يكون القائد في منطقة المغرب العربي، يمول ويسلح البوليساريو لمصالحه الخاصة وليس لمصلحة الصحراويين".
"حزب العمال الكردستاني أدرك، بعد أكثر من أربعة عقود من الكفاح المسلح، أن هذه الطريق لم تجلب حلاً لشعبه، وقرر بالتالي استكشاف خيارات أخرى. بينما البوليساريو لا يتبع هذا المنطق. على غرار النظام الجزائري، فإنها لا تتسامح مع الآراء المختلفة التي تعلرض سياستها. يتم سجن أصحابها أو قتلهم أو نفيهم. وهذا مستمر منذ 50 عامًا".
بدوره قال البشير الدخيل، أحد مؤسسي البوليساريو أن "حزب العمال الكردستاني حزب مستقل، بينما البوليساريو تعتمد على الجزائر. الجزائر هي التي تقرر في مخيمات تندوف"، وتابع "من الصعب جدًا على البوليساريو أن تتبع يومًا ما نموذج حزب العمال الكردستاني، لأن السلطة الجزائرية غير مستعدة بعد للتخلي عن مشروعها وسلوك طريق الحل السياسي".
"حزب العمال الكردستاني ليس لديه لاجئون مقيمون في بلد آخر. هذه الفئة تمثل مصدر دخل كبير للجزائر والبوليساريو، مما يضمن استمرار النزاع لسنوات عديدة أخرى. جميعهم يقولون إنهم صحراويون، حتى وإن كانت الأغلبية قد جلبت من موريتانيا والجزائر ومالي. السكان الأصليون أقلية في المخيمات".
في تصريحه، أشار البشير الدخيل إلى مثال آخر: منظمة إيتا الباسكية الإرهابية. "حركة حرب عصابات عارضت الدولة الإسبانية، لكنها اضطرت لإلقاء السلاح بعد أن فقدت دعم الفرنسيين، بعد وفاة فرانكو".
بعد وصول الاشتراكيين إلى السلطة في مدريد في دجنبر 1982، بدأت الأجهزة الأمنية الفرنسية في تفكيك قواعد إيتا الخلفية. عملية استمرت حتى عام 2018 مع حل إيتا.
وختم بشير الدخيل "البوليساريو لم تصل بعد إلى هذه المرحلة. لا تزال تستفيد من دعم الجزائر".

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


مراكش الآن
منذ ساعة واحدة
- مراكش الآن
الدكتور بنطلحة الدكالي يفضح أوهام الانفصال ويكشف خداع 'الدمى والأراجوز'
د. محمد بنطلحة الدكالي – مدير المركز الوطني للدراسات والابحاث حول الصحراء سألني أحد الصحافيين حول قرار الحزب الكردستاني إلقاء السلاح هل ينسف أطروحة' البوليساريو' الانفصالية؟ إن الصحراء المغربية كانت وستظل بقوة الوثيقة الأثرية والمرجع العلمي، وأن قرار حزب العمال الكردستاني(PKK) حل تنظيمه ووقف العمل المسلح ووضع السلاح يبعث إشارات قوية إلى كافة الجماعات الانفصالية المسلحة في العالم، لأنه يأتي في سياق إنهاء المليشيات والتنظيمات الانفصالية المسلحة، وأن الخيار المقبول والمعقول هو الانخراط في مؤسسات الدولة، وهو الحال بالنسبة لإقليم كاتالونيا أو إقليم كردستان العراق، وهو المصير نفسه الذي ينتظر مليشيات البوليساريو، بما أنها تجارب تتقاطع في الارتكاز على أمور واهية، رغم أن عبد الله أوجلان، قائد الحزب الكردستاني، يتسم بالكاريزما واستقلالية الموقف، بينما ابن بطوش يحركه الأراجوز. ضحك الصحافي وهو يحاورني قائلا: من منا لايتذكر الأراجوز أو ما يطلق عليه فن الدمى حين كان يقدم لنا عبارة عن عروض مسرحية في المدارس تشاكس خيالنا البريء. أتفق معك، لكن مر زمن طويل قبل أن نعلم أن شخصيات فن الدمى يتم التلاعب بها من أعلى بواسطة خيوط متصلة بعنصر تحكم، ويطلق على الشخص الذي يقوم بتحريك الدمى في العروض اسم 'محرك الدمى'، ويقوم بذلك من خلف ستائر أو غطاء أسفل أو على المسرح. والدمى أنواع، منها المصنوعة من قماش، ومنها المخلوقة من لحم ودم. ورغم الفارق بينهما، فإنهما يقومان بالدور نفسه، ويخضعان لمحرك من خلف ستار. لقد غمرت المشهد في هذه الأيام جوقة كراكيز يحركها نظام جبان، تردد دون توقف ادعاءات باطلة موغلة في الغرائبية والحقد والحسد تجاه المغرب الأبي ورموزه الشامخة، وتهدف إلى التضليل ونشر المزاعم الكاذبة، تنم عن حملة قذرة لاتراعي عرفا ولاجوارا ولا دما . لقد تغيرت قواعد مسرح العرائس في زماننا (يقول الصحافي)، فإذا كان يطلق على التمثيل في المسرح كلمةPlaying ، أي اللعب، فإنه يراد به أن يلعب الممثلون للجمهور، لا أن يلعبوا عليه، أي أن لا يسعى الممثلون إلى خداع المخرجين بأداء تنكري واستعراض مهارات زائفة. أؤكد كلامك، وأقول لك إن هناك اتجاها عريقا ومختلفا لمسرح الدمى، هو الاتجاه الياباني المسمى 'بونراكو'، وهي أعمال جادة وليست كوميدية، حيث اشتهر المخرج تشيكاماتشو كأعظم مؤلفيها التراجيديين، وفي هذا النوع المسرحي، الذي يحترم مشاهديه، يرى الجمهور دمى ضخمة يحركها بوضوح أمام أنظاره لاعبون ظاهرون للعيان. وماذا عن صاحبنا الأراجوز؟ لقد سقط القناع عن القناع، وما كان يجري خلسة بات الآن يحدث في العلن دون خجل، وتبين أن المسرحية التي تحكي 'قصة الحب' لها نصيب من المأساة، وسط ديكور مأساوي تعرض فيه جماجم الذاكرة المثقوبة ودماء الشهداء.. ليست إلا ملهاة رديئة لمخرج فاشل… ويا لبؤس الأراجوز حين انكشف تحت أضواء الحقيقة المبهرة. وهل عاد الأراجوز إلى صوابه؟ الأراجوز يتبع سلوك المقامر المنهزم الذي تتملكه رغبة لاشعورية في أن يخسر بدل أن يكسب، ويسيطر عليه دافع أن يخسر ويستمر في الخسارة كنوع من العقاب ينزله بنفسه. وماذنب الدمى إذا كان هذا سلوك الأراجوز؟ في كتابه 'نحن والحمير في المنعطف الخطير' يروي الأديب اليمني محمد مصطفى العمراني مأساة واقعية من قلب قريته، حيث كان أهلها يقطعون طريقا محفوفا بالمخاطر للوصول إلى عين الماء، طريق يمر بجانب واد سحيق التهم أرواح أطفال سقطوا فيه مع حميرهم، وهم في رحلة الشقاء اليومية لجلب الماء. مرت سنوات طويلة، كبر الصغار ورحل الضحايا، لكن الخطر ظل على حاله، اجتمع وجهاء القرية ذات يوم في دار أحدهم يتناقشون بجدية عن ذلك 'المنعطف القاتل' وكيف يمكن حل هذه الكارثة المتكررة. سألهم الكاتب، وقد كان أحد أولئك الصغار الذين ذاقوا ألم السقوط في الوادي: 'لماذا لا تسلكون طريقا آخر أكثر أمانا؟'. فجاء الجواب صادما: 'نحن نمشي وراء الحمير، وهي التي تسلك بنا ذلك الطريق'!. وهل من مسلك آخر حتى لا يسقط الجميع؟ المسلك هو استيعاب الدروس التي يلقي بها التاريخ عبر تجاربه. إن المخيمات تعيش على وقع الفوضى المتصاعدة والرعب اليومي، وما يجري مؤشرات أولية على بداية الإفلاس التام، والانهيار الكامل قد يكون وشيكا، أما لعبة الأراجوز فهي من حكايا التاريخ…


LE12
منذ 4 ساعات
- LE12
صفعة للبوليساريو.. 'صحراويون من أجل السلام' تشارك في مجلس الأممية الاشتراكية
صفعة جديدة، تلك التي تلقتها جبهة البوليساريو ومن ورائها النظام في الجزائر، عندما شاركت حركة 'صحراويون من أجل السلام'، برئاسة السكرتير الأول للحركة الحاج أحمد باريكلا، في مجلس الأممية الاشتراكية. الرباط -محمد الركيبي في سابقة هي الأولى من نوعها في تاريخ اجتماعات مجلس الأممية الاشتراكية، شهدت دورة إسطنبول المنعقدة يومي 24 و25 ماي 2025، مشاركة وفد عن حركة 'صحراويون من أجل السلام'، برئاسة السكرتير الأول للحركة الحاج أحمد باريكلا. ويرى مراقبون أن هذه المشاركة تشكل ضربة موجعة لمحاولات جبهة البوليساريو تقديم نفسها لسنوات طويلة بوصفها 'الممثل الوحيد للشعب الصحراوي' داخل المنظمة الأممية، مؤكدين أن هذه الخطوة تنهي مزاعم وكانت حركة 'صحراويون من أجل السلام'، التي تتخذ من مدريد مقرًا لها، قد قدمت طلب عضوية في منظمة الأممية الاشتراكية خلال ولاية رئيسها الحالي، بيدرو سانشيز، وهو الطلب الذي حظي بالقبول الرسمي، ليتوَّج بمشاركتها الفعلية في أشغال المجلس بإسطنبول. ووفق بلاغ للجنة الإعلام والاتصال بالحركة، حصلت جريدة بنسخة منه، فقد عقد وفد الحركة عدة لقاءات ثنائية مع رؤساء وفود مشاركة، من بينهم الكاتب الأول لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية المغربي إدريس لشكر. وتناول اللقاء طبيعة العلاقة بين الاتحاد الاشتراكي والحركة، إلى جانب مناقشة آفاق الحل السلمي لقضية الصحراء الغربية ودور الأمم المتحدة في هذا المسار. كما أجرى وفد الحركة لقاءات مماثلة مع وفود من السنغال، وموريتانيا، وهايتي، وتونس، في إطار مساعيه لتعزيز التفاهم السياسي والتنسيق الإقليمي والدولي حول قضية الصحراء. وفي سياق موازٍ، عرفت الاجتماعات حراكًا دبلوماسيًا لافتًا لمنظمة النساء بحركة صحراويون من أجل السلام، برئاسة ميمونة الدليمي، وعضوية كل من فاطمة داود (رئيسة لجنة المجتمع المدني)، ومختارة لعريبي (عن منسقية وادي الذهب)، وسعداني أهل ابا (عن مركز الدراسات السياسية والاستراتيجية). وأجرت عضوات الوفد النسائي لقاءات مكثفة مع ممثلي أحزاب دولية مشاركة، حيث تم استعراض المشروع السياسي للحركة، الذي يقوم على الدعوة إلى التعددية الحزبية، ونهج الحوار السلمي لحل النزاع في الصحراء، مع تأكيد دور المرأة الصحراوية في قيادة العمل السياسي وصنع القرار داخل الحركة. كما تم تقديم نسخ من كتاب تعريفي بالحركة، يتضمن تفاصيل مشروعها السياسي وخارطة طريق نحو حل سلمي، سبق عرضه خلال ندوتي دكار ولاس بالماس. ولقيت هذه المبادرة تفاعلًا إيجابيًا من عدد من الوفود الحزبية، التي عبرت عن ترحيبها بمقترحات الحركة واستعدادها لتعزيز التعاون المشترك دعمًا لمسار السلام والاستقرار في منطقة الصحراء.


المغربية المستقلة
منذ 16 ساعات
- المغربية المستقلة
إسطنبول : في تحول لافت : الأممية الاشتراكية تسقط احتكار 'البوليساريو' للتمثيل الصحراوي وتفتح الباب أمام التعددية
المغربية المستقلة : شهد مؤتمر نساء الأممية الاشتراكية المنعقد بمدينة إسطنبول التركية محطة تاريخية غير مسبوقة في مسار التعاطي الدولي مع قضية الصحراء، حيث تميزت أشغاله بمشاركة متوازنة لكل من جبهة البوليساريو الانفصالية وحركة صحراويون من أجل السلام، دون منح أي منهما صفة 'التمثيل الحصري للشعب الصحراوي' المزعوم، في خطوة اعتبرها المراقبون إسقاطًا فعليًا لادعاء البوليساريو بأنها 'الممثل الوحيد والشرعي'. وقد جلس وفد البوليساريو، ولأول مرة، ضمن الهيئات العادية، بلا رموز 'الجمهورية المزعومة'، إلى جانب وفد حركة صحراويون من أجل السلام، تحت يافطة واحدة تحمل اسم 'Western Sahara' مرفقة باختصارات كلا الطرفين (FP وMSP)، في تأكيد ضمني من المنظمين على أن تمثيل الصحراويين لم يعد حكراً على جهة دون أخرى. الحدث حمل دلالات قوية، خاصة مع الحضور اللافت لنساء من الأقاليم الجنوبية ضمن وفد حركة صحراويون من أجل السلام، ما شكل صدمة وسط ممثلي البوليساريو ومناصريهم، وانعكس في تفاعلات غاضبة على مواقع التواصل الاجتماعي داخل المخيمات. وقد رأى متابعون أن اللحظة تمثل إعلاناً دولياً عن مرحلة جديدة تُكرس مبدأ التعددية وترفض الوصاية السياسية التي فرضتها البوليساريو لعقود. من جهتها، شاركت حركة صحراويون من أجل السلام بوفد نسوي أجرى سلسلة لقاءات مثمرة مع وفود من دول ناميبيا وكوسوفو وتونس، إلى جانب لقاءات مع رئيسة نساء الأممية الاشتراكية السيدة جانيت كميلو، ورئيسة اتحاد الشباب الاشتراكي الدولي السيدة هند مغيث. وقد ساهمت هذه اللقاءات في تعزيز قنوات التواصل والتعاون حول القيم المشتركة كالسلام والديمقراطية والتضامن. وتُعد هذه المشاركة أول ظهور رسمي للحركة في هذا المحفل الأممي منذ انضمامها كعضو كامل في يناير 2025، في خطوة تنسجم مع رؤية الحركة الهادفة إلى إيجاد حلول سلمية عادلة لقضية الصحراء، وتعزيز التعددية السياسية داخل المجتمع الصحراوي. هذا التحول النوعي، الذي يأتي من داخل آخر معاقل الدعم التاريخي للبوليساريو، أي اليسار العالمي، يمثل بداية لتفكيك سردية الانفراد والاحتكار، ويفتح المجال أمام قوى صحراوية بديلة لها امتداد فعلي داخل الأقاليم الجنوبية وفي مخيمات تندوف، للمساهمة في رسم مستقبل يعكس تطلعات كافة الصحراويين بعيدا عن الطروحات الانفصالية الراديكالية.