
قبيل نهائي دوري الأبطال.. باريس سان جرمان ينتزع أخيرا احترام عشاق الكرة الأوروبية
لطالما ارتبط اسم باريس سان جرمان بجملة من الانتقادات التي تكررت منذ بداية الحقبة القطرية (بعد أن انتقلت ملكيته رسميا إلى سلطة شركة قطر للاستثمارات)، والتي ترى بأنه يبالغ في التركيز على النجوم ويعاني من عدم القدرة على التحرك للأمام والافتقار إلى مشروع رياضي واضح.
لكن بفضل مسيرة مبهرة منذ بداية 2025، نجح النادي الباريسي أخيرا في كسر تلك الصورة النمطية ورسم صورة أخرى تجسّد نقلة جذرية له بعد مسيرة أوروبية "فوضوية".
فرغم غياب نجومه الكبار عن التشكيلة الأساسية وإقحام المدرب لويس إنريكي تشكيلة شابة لكن متماسكة وذات نزعة هجومية، تمكن النادي ليس فقط من بلوغ نهائي دوري أبطال أوروبا للمرة الثانية في تاريخه، بل حتى في تغيير ذلك التصور السائد حوله، سواء داخل أو خارج فرنسا.
دفع هذا التألق مدرب ليفربول أرن سلوت، الذي أُقصي فريقه أمام باريس سان جرمان إلى حد اعتبار الأخير "أحد أفضل الفرق في أوروبا". بدون أن ننسى أن ليفربول كان بمثابة فزّاعة دوري أبطال أوروبا.
كما أن الثناء على أداء لاعبي نادي العاصمة الفرنسية كان منقطع النظير في الصحافة الأجنبية وعلى شاشات تلفزيونات العالم.
في هذا الصدد، قال حارس مرمى مانشستر يونايتد الأسطوري بيتر شمايكل، الفائز بدوري أبطال أوروبا عام 1999، قبل مباراة الباريسيين الأولى ضد أستون فيلا: "هذه أفضل تشكيلة لباريس سان جرمان رأيتها منذ سنوات. هم المرشحون الأوفر حظا في البطولة".
بدوره، يتذكر المحلل الرياضي كزافييه باريت في تصريحات لفرانس24: "راجع باريس سان جرمان مشاريعه ومنح الأفضلية للتناسق الرياضي على حساب اللمعان والتألق. بدأ هذا التحول في سياسته الرياضية منذ عامين بقراره عدم تجديد عقد ليونيل ميسي، وبيع نيمار، ثم السماح برحيل مبابي، وإن كان ذلك قد جرى على مضض إلى حد ما".
من علامة تجارية إلى فريق يحظى بالإحترام
يعتبر لويس إنريكي بمثابة الركيزة والمفتاح لتحقيق هذا التحول الذي بدأ الموسم الماضي. فقد حوّل باريس سان جرمان من مجرد العلامة التجارية إلى فريق يحظى بالاحترام لدى عشاق المستديرة في أوروبا والعالم.
يرى إريك رابساندراتانا، قلب دفاع باريس سان جرمان السابق، بأن الاحترام يُكتسب أولا على أرضية الملعب وفي قلب اللعبة.
ويضيف القائد السابق لنادي العاصمة الفرنسية في تصريحات لإذاعة فرنسا الدولية RFI: "منذ اللحظة التي تفوز فيها على أكبر أندية أوروبا، وبأسلوب لعب مميز، يبدأ الآخرون في النظر إليك".
وتابع: "وضع لويس إنريكي حيز التنفيذ طريقة لعب منهكة للخصوم. مع وجود كثير من التبادلات بين اللاعبين والمراكز، يجعل هذا الأمر جنونيا. هذا تتويجٌ لعمل بدأ العام الماضي وهو يُؤتي ثماره اليوم".
ومن السمات التي كانت غائبة لحد ما في أداء لاعبي النادي خلال المواسم الماضية، بشكل خاص: التضامن، الكرم، والانضباط التكتيكي، والتي باتت تتجلى الآن في كل مباراة لباريس سان جرمان. لعل من أبرز الأمثلة على ذلك، ما يقدمه اللاعب الجورجي خفيتشا كفاراتسخيليا البالغ 24 عاما والذي يجمع براعة النقاء الفني والأداء الهجومي العملاق.
يتساءل كزافييه باريت: "هل كان باريس سان جرمان ليضم لاعبا مثل كفاراتسخيليا في فترة ميسي-نيمار؟ قطعا لا. لكن اليوم، هناك تناسق في سياسة التعاقدات. وهو ما يجعل من التشكيلة ودّية لأنها تلعب جيدا ولأنها شابة".
تذكر صحيفة ليكيب الفرنسية بأن باريس سان جرمان، كونه الفريق الأكثر شبابا في البطولة، قد يصبح السبت (تاريخ نهائي دوري أبطال أوروبا) ثاني أصغر تشكيلة تفوز بالكأس، بعد أجاكس أمستردام في موسم 1994-1995.
ولم يمنع هذا النضج المبكر أن يكون الباريسيون من بين أكثر الفرق خبرة من ناحية عدد المباريات التي خاضوها في دوري أبطال أوروبا. لعل من أبرز رموز هذه الشبيبة الجريئة، ديزيري دويه 19 عاما، أو برادلي باركولا 22 عاما اللاعب الأساسي في خط هجوم باريس سان جرمان مع عثمان ديمبيلي، الذي يعد من جانبه المرشح الأوفر حظا للظفر بالكرة الذهبية في حال تغلب الفريق السبت على إنتر ميلان.
يشرح إريك رابساندراتانا: "حين ننظر إلى هذا الفريق، نرى لاعبين متميزين يعملون سوية ولديهم هدف واحد. تتوافق هذه العقلية الجديدة حتما مع ما تمليه الرياضة الجماعية وعالية المستوى".
لويس إنريكي: "في الرياضة، الأمر الأهم هو القيم"
يمكن لنادي باريس سان جرمان اليوم أيضا أن يعوّل على قدرة لاعبيه وقوتهم الذهنية حتى في أحلك المواقف، مثلما فعلوه عبر قلب تأخرهم خلال الشوط الأول في مواجهة مع مانشستر سيتي.
تقطع هذه الرزانة والسكينة خلال اللعب مع ذكريات مؤلمة سابقة لـ"الريمونتادا (فوز أو نتيجة غير متوقعة") في مارس/آذار 2017 أمام برشلونة، وكذا الهزيمة غير المبررة أمام مانشستر يونايتد لاحقا بعد عامين.
على أية حال، فإضافة إلى تمكنه من تأكيد مكانته وهويته الكروية، قام باريس سان جرمان أيضا بتحسين إدارته المؤسفة سابقا خارج الملاعب، والتي ينتقدها مراقبون بشكل دوري. فاليوم، أثبت مدرب الفريق الباريسي أن أيام "المعاملة التفضيلية" وتقييد المدربين بمطالب المالك القطري قد ولّت، مؤكدا على أنه الآن القائد الوحيد على أرض الملعب.
تعقيبا، اعتبر كزافييه باريت بأن "باريس سان جرمان ترك للويس إنريكي حرية اختيار اللاعبين بالتوافق مع مدير رياضي. ومن هذه الناحية، ينبغي التأكيد على أن لويس كامبوس يقوم بعمل رائع، كما فعل في كل مكان مرّ به في السابق، في موناكو وليل".
بعيدا عن تلك الصورة التي تظهره مغرورا، يبدو أن باريس سان جرمان اليوم يُرسّخ قيما تحظى باهتمام المشجعين: الصرامة، التفاؤل ولكن أيضا شكل من أشكال البساطة، على طريقة لويس إنريكي الذي لا يتردد في ركوب دراجته للذهاب إلى مركز التدريب أو تبادل أطراف الحديث مع الأنصار.
حتى أن لويس إنريكي أكد خلال مؤتمر صحفي عشية مباراة الإياب ضد أرسنال: "هو شيء إيجابي للغاية، لأنها في نهاية المطاف رياضة، وفي الرياضة، الأمر الأهم هو القيم".
لقد بات العديد من أنصار الجيل الجديد من لاعبي باريس سان جرمان على ثقة، بأن سنوات الجفاف التهديفي وخيبات الأمل الأوروبية قد ولّت بلا رجعة.
في هذا الصدد، صرّح أحد رواد ملعب "بارك دي برانس" لوكالة الأنباء الفرنسية: "هذه أول مرة يرغب فيها الناس، ووسائل الإعلام، برؤية باريس سان جرمان يفوز، لأنه أصبح أقل إزعاجا مما كان سابقا. هذه المباراة النهائية، هي اللحظة البارزة أكثر بالنسبة لشركة قطر للاستثمارات الرياضية".
من جهة أخرى، يراهن كزافييه باريت على حماسة الشباب الباريسي أمام فريق إنتر ميلان الأكبر سنا. وقال في هذا الإطار: "هذا العام، لا يمكن أن يخسر باريس سان جرمان. أنا متأكد بأنهم سيفوزون".
يوافقه هذا الرأي إريك رابيساندراتانا: "لو كانت هناك لحظة لفوز باريس سان جرمان بدوري أبطال أوروبا فهي الآن". وأردف قائلا: "لكن لا شيء مضمون بشكل قطعي. لسنا في مأمن من بطاقة حمراء، إصابة، أو أي شيء آخر. ففي كرة القدم، أحيانا، لا توجد أية جدارة".
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


فرانس 24
منذ 2 ساعات
- فرانس 24
باريس سان جرمان: من خيبات دوري الأبطال إلى التتويج التاريخي... كيف تحقق الحلم؟
شكل تتويج باريس سان جرمان بلقب دوري أبطال أوروبا 2025 محطة مفصلية أنهت سلسلة إخفاقات قارية امتدت لأكثر من عقد. أنفق النادي مبالغ طائلة على تعاقدات لامعة دون أن ينجح في كسر الحاجز الأوروبي، وخرج مرارا من أدوار متقدمة أمام أندية كبرى مثل برشلونة، ريال مدريد، بايرن ميونيخ ومانشستر سيتي. لكن تحت قيادة لويس إنريكي ، ومع مجموعة لاعبين أعادوا تشكيل هوية الفريق، رفع باريس سان جرمان الكأس القارية للمرة الأولى في تاريخه. في ما يلي، رصد لأبرز المحطات التي سبقت التتويج: 2013 – برشلونة يرد في كامب نو بعد تعادل إيجابي في الذهاب، تقدم الفريق في الإياب بهدف باستوري. لكن دخول ميسي في الشوط الثاني قلب المباراة، وأسفر عن هدف التعادل الذي أخرج النادي من ربع النهائي. 2014 – ضربة ديمبا با في لندن فوز 3-1 في "بارك دي برانس" لم يكن كافيا. هدف قاتل من ديمبا با في الإياب أطاح بآمال التأهل. 2015 – نيمار يضاعف الآلام ثنائية نيمار في كامب نو تحسم عبور برشلونة وتقصي باريس من ربع النهائي للموسم الثالث تواليًا. 2016 – دي بروين يحسمها لسيتي بعد تعادل في باريس، حسم مانشستر سيتي التأهل إيابا بفضل هدف كيفن دي بروين، لتنتهي مغامرة الفريق في ربع النهائي مجددا. 2017 – الريمونتادا أقسى لحظات النادي على الإطلاق. فوز 4-0 على برشلونة في الذهاب انقلب إلى خسارة 6-1 في الإياب، في "ريمونتادا" تاريخية أعادت تشكيل سياسات النادي. 2018 – بداية نيمار ومبابي… ونهاية أمام ريال مدريد بداية الجيل الجديد انتهت بخروج صريح من ثمن النهائي بعد سيطرة واضحة لريال مدريد في الذهاب والإياب. 2019 – ريمونتادا مانشستر يونايتد انتصار 2-0 في أولد ترافورد لم يصمد أمام سقوط مفاجئ على أرض باريس وركلة جزاء مثيرة للجدل في الدقيقة الأخيرة. 2020 – خسارة النهائي أمام بايرن أقرب اللحظات إلى التتويج ضاعت بهدف كينغسلي كومان في نهائي جرى دون جمهور بسبب الجائحة. 2021 – سقوط جديد أمام مانشستر سيتي الفريق يخرج من نصف النهائي بعد هزيمتين واضحتين، رغم امتلاكه ميسي ونيمار ومبابي. 2022 – بنزيمة يقلب الطاولة تقدم في الذهاب والإياب لم يصمد أمام ثلاثية كارثية من كريم بنزيمة في الشوط الثاني على ملعب سانتياغو برنابيو. 2023 – بايرن يُقصي الفريق من جديد نسخة أخرى من الخروج المبكر. الفريق فشل في التسجيل بمباراتين أمام بايرن، وخرج من ثمن النهائي. 2024 – خيبة دورتموند في آخر موسم لمبابي، بدا الطريق إلى النهائي مفتوحًا. لكن بوروسيا دورتموند يفوز ذهابًا وإيابًا 1-0، ويغلق الباب مجددًا. ميونيخ 2025: يوم تحقق الحلم نهائي استثنائي توّج سنوات من المحاولات: 5-0 ضد إنتر ميلان الإيطالي. لكن خلف النتيجة العريضة، لاعبون صنعوا الفرق. صناع التتويج: من أعاد باريس إلى المجد الأوروبي؟ عثمان ديمبيليه 33 هدفا، 13 تمريرة حاسمة، وتحول تكتيكي إلى "قلب هجوم وهمي". الرجل الذي ملأ غياب مبابي وسحب البساط بأدائه الحاسم. جانلويجي دوناروما بعد موسم متقلب، تألق في ركلات الترجيح أمام ليفربول، وأنقذ الفريق في لحظات حاسمة أمام أستون فيلا وأرسنال. ديزيريه دويه عمره 19 عاما فقط، وسجل هدفين وصنع الثالث في النهائي.الوجه الجديد لمستقبل باريس. فابيان رويس استعاد مكانته في الوسط بفضل تمريراته الدقيقة ورؤيته الحادة، وسجل هدفا حاسما أمام أرسنال. أشرف حكيمي 8 أهداف، 14 تمريرة حاسمة، وهدف افتتاحي في النهائي.أحد أكثر المدافعين تأثيرًا في أوروبا هذا الموسم. خفيتشا كفاراتسخيليا صفقة شتوية تحولت إلى أحد أعمدة الهجوم. سحر، سرعة، والتزام دفاعي واضح. ويليان باتشو صفقة غير لامعة، لكنها شكلت أساسا ثابتا في خط الدفاع. تمركزه وثباته جعلاه عنصرا لا غنى عنه. وبتتويجه في ميونيخ، أنهى باريس سان جرمان مسارا طويلا من المحاولات الفاشلة، وفتح فصلا جديدا في تاريخ النادي في البطولات الأوروبية.


فرانس 24
منذ 6 ساعات
- فرانس 24
إنريكي يقود باريس سان جرمان إلى لقب تاريخي بدوري الأبطال.. ثورة مدرب صارم حوّلت هوية الفريق
توج لقب دوري أبطال أوروبا في كرة القدم التاريخي الذي حققه باريس سان جرمان الفرنسي، الرجل الأقوى بشخص مدربه الإسباني لويس إنريكي بعدما نجح من خلال أساليبه الصارمة والطموحة في تغيير كل شيء في نادي العاصمة، وذلك بعد 10 سنوات من انتصاره الأول مع برشلونة. حل باريس سان جرمان في الماضي القريب على صورة الثلاثي الأرجنتيني ليونيل ميسي، البرازيلي نيمار وكيليان مبابي ، بينما طغت السبت على الفريق صبغة مدربه إنريكي. أصبح الإسباني البالغ 55 عاما، حتى قبل فوز السبت التاريخي على إنتر الإيطالي 5-0 في ميونيخ، الوجه الرئيس للفريق خلال الموسمين الماضيين. دفعت مساهمته الساحرة في مساعدة باريس سان جرمان على الفوز بالكأس ذات الأذنين الكبيرتين بعد 24 شهرا من وصوله إلى منحه بُعدا جديدا، إلى مجرة أعظم مدرب في تاريخ النادي وأحد أفضل المدربين في العالم. عانى إنريكي، المهاجم السابق الذي ارتدى قميصي الغريمين ريال مدريد وبرشلونة، من عدم الاعتراف به كمدرب من الطراز الرفيع، كونه اعتمد على الثلاثي الذهبي "أم أس أن" (ميسي – الأوروغوياني لويس سواريس – نيمار) ليفوز بدوري الأبطال في عامه الأول كمدرب للنادي الكاتالوني عام 2015. قال إنريكي قبل النهائي الثاني له، بعد عشر سنوات: "كان العمل الذي قدمته في برشلونة استثنائيا، وأجرؤ على قول ذلك"، مضيفا "قال الناس إنه من السهل الفوز بدوري أبطال أوروبا مع ذلك الفريق، لكننا رأينا أن الأمر ليس كذلك". لم تكن في باريس سان جرمان مسألة إدارة فريق وأسلوب لعب وصل إلى مرحلة عالية من النضج، بل مُنح مدرب "لا روخا" السابق حرية مطلقة لإجراء تعديلات جذرية خلال وصوله في صيف 2023. سئم النادي حينها من النجوم والجدل حولهم وتذبذب الأداء، وأراد أن يُحدث ثورة خاصة به. اعتمد الرئيس القطري ناصر الخليفي والمدير الرياضي البرتغالي لويس كامبوس، لقيادة هذه الثورة، على ابن خيخون، رجل ذو خبرة وشخصية قوية، ما منحه القوة والحرية اللتين لم يتمتع بهما أحد قبله. بعث باريس سان جرمان عند وصول إنريكي رسالة واضحة مفادها: "المدرب هو أفضل من يجسّد المشروع، فهو يملك المفاتيح والنسخة الأخرى ويتمتع بشرعية ومعرفة حقيقية، ويعرف ما يريد". تركت بصمات إنريكي أثرها سريعًا، فيما تعرفت عليه الجماهير الفرنسية بفضل مزاجه، وخصائصه، وأفكاره في اللعب المبنية على الاستحواذ والضغط عند خسارة الكرة، ورغبته في أن يكون "قويًا مع الأقوياء"، رافضًا أن يكون أي لاعب فوق الفريق، حتى المهاجم مبابي، الذي أثبت نفسه بشكل طبيعي رمزًا للنادي. طالب إنريكي فور وصوله وحصل على "جهاز بقيمة 15 ألف يورو يرصد جميع المعايير الفزيولوجية، ويخضع اللاعبون للاختبار مرة أو مرتين في الأسبوع"، حسب مصدر مقرّب من النادي. لاحظ المدرب تأرجح أداء المدافع نوردي موكييلي، فأجبره على الرحيل إلى باير ليفركوزن الألماني الصيف الماضي. ظهر إنريكي في الفيلم الوثائقي الذي تم بثه على التلفزيون الإسباني في الخريف، وهو يلقي محاضرة على مبابي غير المبالِ لإقناعه بالمساهمة في الدفاع بشكل أكبر. لم يتردد إنريكي بعد الإعلان عن رحيل مبابي إلى ريال مدريد الإسباني، في إبقاء مهاجم منتخب فرنسا على مقاعد البدلاء بانتظام خلال النصف الثاني من موسم 2023-2024. تابع المصدر المذكور: "أن يتعايش لاعبون من الطراز الرفيع مع لويس إنريكي، فهذا أمر صعب". تسببت الخلافات مع عثمان ديمبيليه في بداية الموسم، بسبب التأخير عن التمارين، في تهديد إمكانية مشاركة جناح برشلونة وبوروسيا دورتموند الألماني السابق. تم منع ديمبيليه من السفر إلى لندن في تشرين الأول/أكتوبر، ثم تعرّض لانتقاد لاذع علني بعد طرده في ميونيخ. وصف ديمبيليه في نيسان/أبريل أسلوب الضغط المستمر الذي يعتمده المدرب: "ظل المدرب يقول لنا: إذا لم تضغطوا أو تدافعوا، سيأخذ شخص آخر مكانكم، لذلك نحن جميعا ندافع". خفف إنريكي أيضا من حدة نبرته تجاه ديمبيليه، الذي يلعب دورا محوريا، فقرر استخدامه كمهاجم وهمي اعتبارا من كانون الأول/ديسمبر 2024. كان من الضروري التفكير في الأمر، وتكليف ديمبيليه بمهمة بناء وإنهاء الهجمات، وهو الذي كان يفتقر في كثير من الأحيان إلى الدقة أمام المرمى. علّق أحد المقربين من النادي بالقول: "لويس إنريكي قادر على تطوير أي نوع من اللاعبين"، سواء كانوا صغار السن أو أصحاب خبرة، مضيفا "يتحدث +لوتشو+ إلى الجميع تقريبا كل يوم، وغالبا ما يكون برفقته الطبيب النفسي خواكين فالديس". أثنى كارليس مارتينيس نوفيل، مدرب تولوز، في شباط/فبراير على عمل مواطنه قائلا: "نرى أن لويس إنريكي يتمتع بعلاقة قوية ومتنامية مع لاعبيه. الجميع يبذلون قصارى جهدهم، ويؤدون دورهم". قال قائد باريس سان جرمان البرازيلي ماركينيوس: "عندما وصل، أضاف حمضه النووي. شيئا فشيئا، نجح في تحسين أدائنا". أردف قائلا: "لقد عمل أيضا بجد على الجانب الذهني والتحفيز والتحضير وسلوك اللاعبين. إنه ليس مجرد مدرب يُملي علينا فعل هذا أو ذاك. لقد أرانا الطريق. إنه لا يتحدث عن كرة القدم فحسب، بل أكبر من ذلك". تعكس حصص التمارين هذه الكلمات، حيث الأجواء الرائعة المسيطرة على اللاعبين الذين يتبعون بحماس قائدهم. أقرّ إنريكي، مدركا أن أسلوبه لم يحظ دائمًا بإجماع الآراء، إن كان خلال مروره مع روما الإيطالي (2011-2012) أو منتخب بلاده (2018-2022)، قائلا: "هوسي هو مساعدة اللاعبين قدر الإمكان. هناك أوقات لم أنجح فيها". بات نجاح هذا المدرب مدويًا الآن.


فرانس 24
منذ 6 ساعات
- فرانس 24
"باريس عاصمة أوروبا الليلة".. ماكرون يهنىء باريس سان جرمان بعد التتويج بلقب أبطال أوروبا
توالت ردود الفعل من داخل فرنسا وخارجها عقب تتويج باريس سان جرمان بلقب دوري أبطال أوروبا للمرة الأولى في تاريخه، بعد فوزه الكاسح على إنتر ميلان 5-0 في نهائي ميونيخ. المشاعر تنوّعت بين دموع الفرح، كلمات الامتنان، والفخر باللحظة التاريخية التي عاشها النادي وجماهيره. في ما يلي أبرز التصريحات: الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أشاد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بتتويج باريس سان جرمان بلقب دوري أبطال أوروبا للمرة الأولى في تاريخه، واصفًا الإنجاز بأنه "مرحلة تاريخية لكرة القدم الفرنسية". وقال ماكرون، الذي سيستقبل أبطال أوروبا في قصر الإليزيه الأحد: "يوم مجيد لباريس سان جرمان! برافو، كلنا فخورون. باريس عاصمة أوروبا الليلة. يُمثّل هذا النجاح مرحلة تاريخية لكرة القدم الفرنسية على الساحة الأوروبية، ويتوّج التزام نادٍ بأكمله وجماهيره". المدرب الإسباني لباريس سان جرمان لويس إنريكي: "كان صنع التاريخ هدفنا منذ بداية الموسم الماضي. شعرت بهذا الارتباط مع اللاعبين والجماهير، كان قويًا جدًا، ورأيناه طوال الموسم. من الصعب جدًا لعب مباراة سهلة مثل هذه، لقد تمكنا من إدارة التوتر والإثارة بأفضل طريقة. حان وقت الاحتفال". قائد باريس سان جرمان البرازيلي ماركينيوس: "لم أعد أملك القوة، بذلتُ كل ما في وسعي. تمنيت هذا بشدة. لقد عانينا، لقد مرت اثنا عشر عامًا. هذا يُظهر قيمة النادي، والرغبة التي يمتلكها. انظروا إلى كل من هنا ومن في بارك دي برانس! طاقتكم هي التي منحتنا ما حققناه اليوم. أود فقط أن أشكركم وأحبكم. أنا مغرم بهذا الفريق، بما يقدمونه على أرض الملعب، لديهم فلسفة حقيقية. أعتقد أن الجماهير فخورة. استمتعوا يا رفاق! أحبكم. سنكون معًا غدًا. إنها (الكأس) لنا، وسنعيدها إلى الديار". لاعب الوسط البرتغالي لباريس سان جرمان فيتينيا: "هذا الفوز يعني الكثير. إنه حلمي، حلمنا. إنه أمر مذهل. النتيجة ليست سحرًا. أنا سعيد لأننا حققناها بهذه الطريقة، والآن سأحتفل". جناح باريس سان جرمان ديزيريه دويه، صانع الهدف الأول ومسجل الثاني والثالث: "لا أجد الكلمات المناسبة. شكرًا لبارك دي برانس، شكرًا باريس. لقد أصبح الحلم حقيقة. إنه أمر رائع. إنه فقط أمر مذهل، أنا سعيد جدًا". جناح باريس سان جرمان الدولي عثمان ديمبيليه: "كانت المباراة النهائية استثنائية، وكان مشوارنا استثنائيًا أيضًا، حتى وإن كان صعبًا في البداية. اكتسبنا زخمًا، وأعتقد أننا استحقينا هذا الفوز". "أخيرا، جاء اليوم المنتظر. نصر يُجسّد روح النادي بأكمله. تهانينا لباريس سان جرمان". حارس مرمى إنتر الدولي السويسري يان سومر: "بالطبع نشعر بخيبة أمل لا تُصدّق، لكن علينا أن نقولها بوضوح: باريس سان جرمان فاز بجدارة اليوم. علينا أن نتقبل الأمر. إنه مؤلم. مؤلم جدًا، لقد كانت فرصة كبيرة للفوز بلقب عظيم. لكنني فخور جدًا بالفريق. لقد قدمنا موسمًا رائعًا في دوري أبطال أوروبا".