
الحالة الوطنية الهشة.. في تفكيك الحالة
في جلسة خاصة ضمت مجموعة من المهتمين بالسياسة والشأن الداخلي، فتح باب النقاش حول خيارات الدول في التعامل مع أزمات المنطقة، وكيفية مواجهة سياسات الرئيس الأميركي دونالد ترامب المؤثرة على جميع دول العالم.
اضافة اعلان
كانت هناك طروحات جيدة من قبل أكثر الحاضرين، استندت إلى قراءات عميقة للسياقات، بما فيها تأثيرات دول الإقليم القوية؛ السعودية وتركيا وإيران، ومصر ودول الخليج، وحتى دولة الاحتلال.
الغريب أن المتحدثين لم يذكروا الأردن إلا بشكل موجز، وكلما جاء أحدهم على ذكره تعامل معه بمبدأ "تحصيل حاصل"، ولم يمنحه الأولوية في تنظيراته، وإذا ما أراد الحديث عن دور محتمل له، فإنه لا ينظر إلى أي مصلحة خاصة بالأردن أو شعبه.
نحن هنا لا نتحدث عن جنسيات أخرى، بل عن أردنيين يعيشون بيننا، لكنهم لا ينطلقون من أي شعور بالأولوية الوطنية تجاه بلدهم في رؤيتهم للسياقات الراهنة. إنهم لا يترددون في القفز عن الأردن، وتشريحه نقديا من دون وجه حق، من أجل أن ينحازوا بالرؤية لجهات ودول، أو لمقولات محكومة بالأيديولوجيا، ومتأثرة بمنظور عفا عليه الزمن، وغادرته الأحداث، ونسيه التاريخ.
في دراسة الحال الذي وصلناه في الأردن، لا بد أن نقف مطولا عند "ظاهرة" استسهال انتقاد البلد كدولة، والتشكيك في كل شيء فيها، وكأنه كتب على هذه الدولة أن تبقى رهينة الآراء الهدامة، والأجندات الداخلية والخارجية، ومحصورة في خانة صراعات الخمسينيات والستينيات التي أفرزت "زعامات كرتونية" دمرت مقدرات العالم العربي بمقولات رومانسية لم تستند إلى أي واقع موضوعي، ولم تمتلك سوى الشعارات، وقسمت العرب إلى تقدميين ورجعيين، وهي التقسيمات التي ما يزال العرب مأسورين لها رغم كل عقود الهزائم التي مرت بنا.
صورة الأردن ما تزال محكومة بتلك النظرة الفاسدة، لذلك نهاجم السياسة الأردنية لأن أولويتها مصلحة البلد وأبنائه، كما نتناسى دورها المهم في الإقليم والعالم، ورغم ذلك فإننا نطلب منها ما يفوق قدراتها. نريدها أن تكون قوية اقتصاديا وسياسيا، ولا نكترث للتحديات التي تواجهها، ونطلب منها أن تحارب في كل مكان وكأنها العنوان الأوحد لتحرير الشعوب من جميع أشكال الاستعمار. ندعوها أن تعلن العداء لأميركا وتقضي على دورها بالمنطقة، وأن تدخل في تحالفات وفق أهواء البعض.
بأيدينا نسعى لأن نهدم سنوات طويلة من العمل الجاد في بناء دولة أردنية قوية، ليست بحاجة اليوم سوى لعزيمة أبنائها وأن يتفكروا بمصلحتهم العليا، بعيدا عن الاحتكام للرومانسية التي لم نجنِ شيئا من ورائها.
هناك ظواهر لا يمكن المرور عنها بسلام، فمؤسف جدا أن نتنمر على دعوة رفع العلم الأردني، بينما من يستجيب للدعوة يرفعه على استحياء، وكأنه يخجل من إعلان انتمائه لهذه الأرض، ومن المعيب أن يصل البعض لمرحلة أن لا يكترث في أن يكون بلده مسرحا للخراب والفوضى.
على الأردنيين أن يعلنوا عن أنفسهم، وأن يتوقفوا عن ممارسة السلبية تجاه وطنهم. ممارسة النقد تجاه السياسات حالة صحية ترفع من منسوب الوعي المجتمعي، وتؤدي إلى بقاء وتيرة العمل العام في مسارها الصحيح. لكن معاول الهدم، وإعطاء الأولوية لأي شيء على حساب الوطن سيؤدي في النهاية إلى تمييع الهوية الوطنية الجامعة، وتخريج أجيال فارغة غير مؤمنة بوطنها، وبالتالي ضياع الحالة الوطنية التي ندافع عنها جميعنا.
هناك اليوم فكر قاصر ينتشر بيننا، وهو بالتأكيد فكر غير وطني محكوم بثقافة رجعية عفا عليها الزمن، والمطلوب نبذ هذا الفكر لمصلحة حالة جامعة ترفض الانقسام وبث السموم في عقول الناس واللعب على وتر العواطف التي كلفتنا الكثير.
للمزيد من مقالات الكاتب

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


منذ 41 دقائق
'التربية': في عيد الاستقلال نستذكر تضحيات القيادة الهاشمية وجيشنا العربي
أكد أمين عام وزارة التربية والتعليم للشؤون التعليمية الدكتور نواف العجارمة، أن عيد الاستقلال مناسبة وطنية عظيمة؛ نستذكر من خلالها البطولات والتضحيات الكبيرة التي بذلتها القيادة الهاشمية وجيشنا العربي وشعبنا الأبي لرفعة الوطن وبناء عزه وفخاره. جاء ذلك خلال كلمة ألأقاها العجارمة في الحفل الكبير الذي نظمته مديرية التربية والتعليم للواء قصبة عمان بمناسبة عيد الاستقلال التاسع والسبعين اليوم الخميس، في ساحة مدرسة عاصم بن ثابت الأساسية للبنين في جبل الزهور، بحضور النائب الدكتور أحمد عشا، وعدد من أبناء الأسرة التربوية والمجتمع المحلي. وأشار العجارمة إلى الإنجازات الكبيرة التي حققتها المؤسسة التربوية في ظل الاستقلال، مؤكدا اعتزاز الوزارة وفخرها بالمعلمين الذين أسهموا في تحقيق هذه الإنجازات على مر السنين. وبين أن المعلم الأردني المتميز هو عماد النظام التعليمي في هذا البلد وسبب رفعة الأنظمة التعليمية في البلاد العربية الشقيقة. ورفع العجارمة باسم أبناء الأسرة التربوية؛ أسمى آيات التهنئة والتبريك لجلالة الملك عبدالله الثاني وسمو الأمير الحسين بن عبدالله الثاني ولي العهد، بمناسبة عيد الاستقلال، مؤكدا أن الأردن سيبقى بقيادته الهاشمية الحكيمة الداعم للقضايا العربية وعلى رأسها القضية الفلسطينية. وأشار الى أن هذا الاحتفال في شبكة مدارس جبل الزهور يمثل بشكل حقيقي الترابط الأسري بين أبناء المجتمع، والتنسيق بين المدارس والتوافق الكبير بين أبناء المجتمع المحلي في المنطقة. من جانبه، أكد النائب الدكتور أحمد عشا، أننا في عيد الاستقلال نحتفل بدخول المئوية الثانية بثقة واقتدار، مشيرا إلى أننا شركاء في بناء الوطن الحبيب، وتعزيز الوحدة الوطنية وبناء الأردن العزيز الشامخ. وأشار إلى الدور الأردني في تعزيز صمود الأشقاء في غزة، وإيصال المساعدات، والمستشفيات الميدانية لهم. بدورها، أكدت مدير التربية والتعليم للواء قصبة عمان إيمان الطهراوي، أن الاستقلال يوم وطني خالد نحتفل فيه بكل مشاعر الألق، مجددين العهد والولاء للقيادة الهاشمية العظيمة، ومستذكرين تضحيات الأباء والأجداد؛ فكان الاستقلال ثمرة كفاح طويل تحت راية الهاشميين. وأضافت: 'نحتفل اليوم بما تحقق من منجزات على الأصعدة كافة، معاهدين الله أن نبقى الجند الأوفياء للوطن الغالي'. من جانبهما، أكد مديرا مدرستي عاصم بن ثابت الأساسية للبنين رائد مسعود، والشيماء الأساسية المختلطة سهير المصري، في كلمتيهما نيابة عن شبكة مدارس جبل الزهور، أننا نقف اليوم أسودا تحت راية الوطن؛ نردد بكل الفخر والاعتزاز أن الاستقلال دم يسري في عروقنا، ومجددين العهد والولاء للقيادة الهاشمية الحكيمة، والوقوف خلف قيادة جلالة الملك عبدالله الثاني الذي حول التحديات إلى انتصارات عظيمة. وافتتح العجارمة خلال الحفل الذي حضره رئيس وأعضاء مجلس التطوير التربوي، وأبناء المجتمع المحلي المعرض الفني بمناسبة عيد الاستقلال، والذي تضمن مجموعة من الأعمال الفنية التي تروي مسيرة الاستقلال وبناء الوطن الغالي. واشتملت فعاليات الحفل على قصائد شعرية وطنية، وفقرة فنية أدتها فرقة أمانة عمان للفنون الشعبية، ومسرحية، وفقرات فنية أداها طلبة المدارس المشاركة في الحفل.


منذ 41 دقائق
'عمل الأعيان' تبحث ووزيرة العمل الفلسطينية سبل تعزيز التعاون الثنائي
بحثت لجنة العمل والتنمية الاجتماعية في مجلس الأعيان، برئاسة العين عيسى مراد، خلال لقائها اليوم الخميس، مع وزيرة العمل الفلسطينية الدكتورة إيناس العطاري والوفد المرافق لها، سُبل التعاون بين الجانبين في مجالات العمل والتنمية الاجتماعية. وضمّ الوفد الفلسطيني الأمين العام لاتحاد نقابات عمال فلسطين شاهر سعد، ورئيس اتحاد الغرف الصناعية والتجارية والزراعية عبده إدريس، وأمين سر الاتحاد العام لنقابات فلسطين محمود حواشين، إضافة إلى الأمينة العامة للاتحاد العربي للنقابات الدكتورة هند بن عمار الطراونة. وأكد العين مراد الموقف الأردني الثابت والداعم لفلسطين وقضيتها على المستويين الرسمي والشعبي، لافتًا إلى أهمية اللقاء في تسليط الضوء على التحديات الاقتصادية والاجتماعية التي تواجه الشعب الفلسطيني. وأشار إلى التحركات الدولية الداعمة لحقوق العمال الفلسطينيين، ولا سيما التصويت المرتقب في مؤتمر جنيف في الخامس من شهر حزيران المُقبل، بشأن منح فلسطين صفة 'عضو مراقب' في منظمة العمل الدولية، لتكون ثاني مؤسسة دولية تعترف بها بعد منظمة الصحة العالمية، داعيًا جميع أطراف الإنتاج إلى توحيد الجهود لدعم هذا التوجه. وتطرّق العين مراد إلى جملة من المحاور لتعزيز التعاون المشترك، من أبرزها دعم إنشاء مؤسسة ضمان اجتماعي فلسطينية، وتبادل الخبرات في مجالات التحول الرقمي، والتدريب المهني، وتطوير التشريعات العمالية. وتناول مراد قضية أجور ما يزيد على 200 ألف عامل فلسطيني يعملون داخل إسرائيل، وضرورة تحريك هذا الملف على الساحة الدولية لضمان حقوقهم المالية والاجتماعية، مؤكدًا استعداد الأردن لتقديم الدعم الفني اللازم لتأسيس بنية ضمان اجتماعي متكاملة في فلسطين. من جانبها، عبّرت وزيرة العمل الفلسطينية عن تقديرها العميق للمواقف الأردنية الداعمة للقضية الفلسطينية، واصفة إياها بالمواقف القومية والإنسانية والتاريخية. وأشارت إلى التحديات المتفاقمة التي تمر بها فلسطين، ولا سيما قطاع غزة، الذي أُعلن رسميًا منطقة مجاعة، في ظل ارتفاع نسبة البطالة إلى 52 بالمئة. وأكدت الوزيرة العطاري أهمية تعزيز الشراكة مع الأردن في مجالات التدريب والتشغيل، وتطوير التشريعات العمالية، وإنشاء نظام ضمان اجتماعي يُسهم في حماية القوى العاملة الفلسطينية. وثمّنت جهود الصندوق الفلسطيني للتشغيل في دعم الريادة والمشاريع الصغيرة، رغم محدودية الموارد، مشددة على ضرورة تفعيل المعابر، لما لها من دور محوري في تعزيز الصمود الفلسطيني.


الغد
منذ ساعة واحدة
- الغد
سفارة دولة الإمارات في عمّان تشارك في احتفالات الأردن بعيد الاستقلال الـ ٧٩
اضافة اعلان وتعكس الاحتفالية اعتزاز الأشقاء في دولة الإمارات العربية المتحدة بما يجمعهم مع المملكة الأردنية الهاشمية من علاقات أخوية وثيقة ونموذجية، على المستويات كافة، تحظى برعاية قيادتي البلدين الرشيدتين وتجسد التعاون الكبير والمحبة ووحدة الحال.وقد رفعت البعثة الدبلوماسية الإماراتية في عمّان بهذه المناسبة الوطنية الغالية، الى مقام جلالة الملك عبدالله الثاني والحكومة الرشيدة والشعب الأردني الأصيل، أسمى آيات التهنئة والتبريك، متمنين للمملكة الشقيقة دوام التوفيق والنجاح والازدهار تحت ظل الراية الهاشمية الخفاقة.