logo
الشارقة توثق تراثها رقمياً... ذاكرة حيّة للأجيال المقبلة

الشارقة توثق تراثها رقمياً... ذاكرة حيّة للأجيال المقبلة

الشارقة 24٢٤-٠٧-٢٠٢٥
وتجسّد هذه الجهود رؤية صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، لبناء منظومة متكاملة لحفظ وصون التراث، من خلال مؤسسات تعمل بتكامل لتحقيق هذا الهدف النبيل.
وفي هذا الإطار تأسس معهد الشارقة للتراث بموجب المرسوم الأميري رقم 70 لسنة 2014؛ ليكون مؤسسة ثقافية علمية تحت رعاية اليونسكو؛ إذ يساهم المعهد في حفظ التراث من خلال تطوير قاعدة بيانات محدثة، وتوثيق العناصر التراثية لدى الجهات المعنية، واعتماد آليات محددة لضمان انتقاله بين الأجيال، إلى جانب تنفيذ مسوحات ميدانية شاملة لحصر التراث المادي وغير المادي وتوثيقهما بالتعاون مع الجهات المختصة.
كما أُنشِئت هيئة الشارقة للآثار بموجب المرسوم الأميري رقم 57 لسنة 2016، بهدف إبراز
والحفاظ على مكتشفاتها الأثرية، وتقوم حالياً بدور محوري في توثيق المواقع الأثرية رقمياً بدقة عالية.
فيما يأتي استعراض للتقنيات والأنظمة المتطورة التي تستخدمها مؤسسات إمارة الشارقة في توثيق التراث رقمياً، وتحويله إلى ذاكرة حيّة تخدم الأجيال المقبلة من خلال حلول تقنية رائدة:
نظام المعلومات الجغرافية الأثرية: تقنيات متطورة تحرس كنوز الماضي
في إطار تعزيز استخدام التكنولوجيا الحديثة في حفظ التراث الثقافي، أطلقت هيئة الشارقة للآثار خلال مشاركتها في معرض جيتكس العالمي 2024 ضمن منصة حكومة الشارقة تحت شعار "نحو مستقبل رقمي مستدام"، نظام "المعلومات الجغرافية الأثرية" المتطور، والذي يوظف تقنيات الأقمار الصناعية، وأجهزة الليزر المتقدمة، والطائرات دون طيار لرصد المعالم الأثرية وتوثيقها بدقة استثنائية.
ويتيح هذا النظام الرقمي المبتكر بناء قاعدة بيانات شاملة ثلاثية الأبعاد لكل معلم أثري، كما يوفر للمختصين أدوات فعالة للمراقبة الدورية الدورية، وحماية المواقع من التعديات، والأضرار الناتجة عن العوامل البشرية والطبيعية.
تصوير رقمي ومسح ثلاثي الأبعاد: شراكة تقنية تحفظ معالم الماضي
ضمن جهودها لحفظ التراث وتوثيقه رقمياً، أطلقت
بالتعاون مع فريق أميركي متخصص مشروعاً شاملاً
يستهدف كافة المعالم التراثية في الإمارة.
وقد تبنى المشروع منهجية علمية متطورة، وتقنيات تصوير عالمية لإنتاج نماذج افتراضية عالية الدقة، بما يتيح توثيقاً ثلاثي الأبعاد يعكس تفاصيل المواقع بدقة متناهية، كما شمل نطاقه الجغرافي مناطق حيوية عدة في الإمارة مثل كلباء، ودبا، وخورفكان، والمنطقة الوسطى، ومليحة، إضافة إلى موقع جبل البحيص، والثقيبة، مما ساهم في إنشاء أرشيف رقمي شامل يحفظ هوية المكان ويوثق تفاصيله الحضارية للمستقبل.
البوابة الإلكترونية لمكنز التراث: تحالف علمي يصون التراث رقمياً
عمل معهد الشارقة للتراث بالتعاون مع مكتبة الإسكندرية على تطوير بوابة إلكترونية متقدمة لمكنز التراث الثقافي غير المادي في العالم العربي؛ لتمثل هذه المنصة الرقمية خطوة مهمة في توثيق التراث الثقافي وحفظه.
وتستند هذه المنصة الرقمية الشاملة إلى قوالب تقنية متقدمة، وآليات تصنيف دقيقة تتوافق مع المعايير العالمية، وتتيح بناء قاعدة بيانات متكاملة تخدم الباحثين الأكاديميين والمختصين في مجال التراث، كما تضمن واجهة التصفح السلسة والميسرة وصولاً مثالياً للمحتوى المنظم والدقيق لحفظ التراث الثقافي ونشره.
مركز علم الآثار في عالم الميتافيرس: يعيد تشكيل مفهوم التراث الرقمي
أطلقت هيئة الشارقة للآثار "مركز علم الآثار في عالم الميتافيرس" كأول منصة رقمية من نوعها عالمياً في مجال
؛ إذ يدمج بين التقنيات المتطورة والمحتوى التعليمي الثري لتقديم تجربة غامرة تحاكي الواقع بدقة متناهية.
ويوفر المركز للمستخدمين إمكانية التفاعل المباشر مع المواقع الأثرية الحيوية من النقوش الصخرية في خورفكان وكلباء، إلى عمليات التنقيب في مقبرة الجمال، وترميم الكنوز التاريخية في مليحة، بينما يقدم تعليقاً صوتياً تفصيلياً باللغتين العربية والإنجليزية يشرح المعالم والاكتشافات بوضوح، مما يعزز مكانة إمارة الشارقة بكونها مركزاً عالمياً للابتكار في حفظ التراث ونشره.
النقوش الصخرية والتوثيق الرقمي: برنامج يحفظ كنوز الفن الصخري
تبنّت هيئة الشارقة للآثار نهجاً علمياً متقدماً في توثيق الفنون الصخرية، من خلال تنظيم برنامج تدريبي متخصص بالتعاون مع منظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة (إيسيسكو) والمركز الإقليمي العربي للتراث العالمي، وقد ركّز البرنامج على تطوير قدرات الكوادر المحلية في استخدام تقنيات توثيق رقمية للفن الصخري، مما يعكس التزام إمارة الشارقة بتطبيق أحدث الأساليب في هذا المجال.
وقد شملت الجهود توثيق مئات النقوش الصخرية المنتشرة في مواقع بارزة مثل؛ صخور الجابر، وخطم الملاحة في كلباء، ومواقع المديفي، واللؤلؤية، ووادي شي في خورفكان، وتُعدّ هذه النقوش من أقدم الشواهد المكتشفة في جبال الحجر منذ أوائل القرن العشرين، ما يمنحها قيمة استثنائية في تاريخ المنطقة. وتُسهم هذه المبادرات في ضمان صون هذا الإرث النادر، وإتاحته للأجيال القادمة عبر أدوات وتقنيات رقمية متقدمة تسهّل الدراسة والوصول والتفاعل مع هذا التراث الإنساني العريق.
وفي الختام، تُعد تجربة إمارة الشارقة في التوثيق الرقمي للتراث نموذجاً يُحتذى به عالمياً، إذ تُظهر كيف يمكن للتكنولوجيا أن تُسهم في بناء جسور حضارية تربط بين الماضي والحاضر، وتُؤكد أن الاستثمار في التراث استثمار في المستقبل.
المراجع
[1] sih.shj.ae, عن المعهد
[2] saa.shj.ae, تصوير رقمي ومحاكاة
[3] sharjah24.ae, معهد الشارقة للتراث يعرّف ببوابة "مكنز التراث الثقافي غير المادي"
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

دور مؤتمر الشارقة الدولي للتعليم في تطوير منظومة التعليم الإماراتي
دور مؤتمر الشارقة الدولي للتعليم في تطوير منظومة التعليم الإماراتي

الشارقة 24

timeمنذ يوم واحد

  • الشارقة 24

دور مؤتمر الشارقة الدولي للتعليم في تطوير منظومة التعليم الإماراتي

وتتجلى رؤية صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، في دعمه المستمر لمسيرة التعليم؛ إذ جرى إطلاق النسخة الثانية من المؤتمر الذي عُقد خلال مايو 2025 تحت رعاية سموّه وتوجيهاته، مجسداً بذلك حرصه على ، ورفع كفاءة المؤسسات الأكاديمية في الإمارة. وشهدت النسخة الثانية من المؤتمر مشاركة فاعلة من كل من سمو الشيخ سلطان بن محمد بن سلطان القاسمي، ولي العهد، نائب حاكم الشارقة، ورئيس جامعة الشارقة الذي ترأس فعاليات اليوم الأول في جامعة الشارقة، وسمو الشيخة بدور بنت سلطان القاسمي، رئيسة الجامعة الأميركية في الشارقة التي قادت فعاليات اليوم الثاني في مقر الجامعة الأميركية، وقد عكست هذه المشاركة التكامل بين مؤسسات التعليم العالي في الإمارة، وأسهمت في ترسيخ نموذج رائد للتعاون الأكاديمي المشترك. وفيما يأتي استعراض لدور مؤتمر الشارقة الدولي للتعليم في تطوير منظومة التعليم الإماراتي من خلال محاوره المتنوعة وأهدافه الاستراتيجية: الرؤية الاستراتيجية: تعزيز مكانة الإمارات كمركز تعليمي عالمي يسهم مؤتمر الشارقة الدولي للتعليم في دعم التوجه الاستراتيجي لدولة الإمارات نحو ترسيخ مكانتها كمركز عالمي متميز في مجال التعليم العالي، ويشكّل المؤتمر منصة رائدة لتبادل الخبرات والمعرفة بين مؤسسات التعليم المحلية والدولية، كما يعزز من الشراكات الأكاديمية العابرة للحدود. ويهدف المؤتمر إلى تطوير سياسات تعليمية مستدامة طويلة الأمد، ترتقي بجودة التعليم العالي، وترفع من مستوى تنافسية الجامعات الإماراتية عالمياً من خلال استقطاب نخبة من الباحثين والمتخصصين من مختلف دول العالم. البحث العلمي والابتكار: دعم الإنتاج المعرفي الوطني يلعب المؤتمر دوراً محورياً في والابتكار في المنظومة التعليمية الإماراتية، وذلك من خلال تعزيز الشراكات والتواصل بين المؤسسات التعليمية داخل الدولة وخارجها. ففي دورته الثانية لعام 2025 شهد المؤتمر تقديم أكثر من 90 ورقة بحثية من أكثر من 25 دولة، وبمشاركة نحو 50 مؤسسة أكاديمية، مما وفر فرصة ثمينة لتبادل الخبرات وتعزيز المهارات البحثية للباحثين الإماراتيين، كما أتيح نشر جميع الأوراق العلمية المقبولة في مجلة دورية معتمدة في قاعدة بيانات SCOPUS، ما يعزز من جودة الإنتاج المعرفي الوطني، ويرسخ مكانة الدولة في خريطة البحث العلمي العالمية. التطوير المهني: رفع كفاءة الكوادر التعليمية يركز المؤتمر على تطوير قدرات الكوادر التعليمية في المؤسسات الإماراتية من خلال برامج تدريبية متخصصة وورش عمل تفاعلية؛ إذ يعمل على تعزيز المهارات المهنية والشخصية للمعلمين، وتطوير كفاءاتهم في إدارة الصف و ، ويوفر منصة لتبادل التجارب الناجحة بين المعلمين وأعضاء الهيئات التدريسية، كما يعمل على تعزيز ثقافة التعلم المستمر، والتطوير المهني المستدام في البيئة التعليمية الإماراتية. المناهج والاستراتيجيات: تطوير التعليم لمواكبة التحولات يُعنى مؤتمر الشارقة الدولي للتعليم ، وتطوير استراتيجيات التعليم والتعلم في المؤسسات التعليمية الإماراتية، من خلال مناقشة أفضل الممارسات العالمية وآليات تحسين البرامج الأكاديمية. ويبحث المؤتمر في سبل رفع كفاءة أعضاء الهيئات التدريسية وتبنّي طرائق تدريس حديثة تتماشى مع التطورات الرقمية والتكنولوجية المتسارعة، كما يُسلط الضوء على أهمية إعداد الطلبة لمتطلبات سوق العمل المستقبلي، وتعزيز التعاون بين الجامعات والجهات التعليمية على المستويين المحلي والدولي، بما يسهم في تقديم تعليم عالي الجودة يتناسب مع الاحتياجات المعاصرة. التكنولوجيا والتحول الرقمي: تطوير التعليم عبر الابتكار التقني شهد مؤتمر الشارقة الدولي الثاني للتعليم في عام 2025 تركيزاً بارزاً على أهمية دمج التقنيات الحديثة ضمن منظومة التعليم؛ إذ احتضنت جامعة الشارقة والجامعة الأميركية فعالياته، مع طرح موضوعات ترتبط بالتحول الرقمي وتوظيف التقنيات المتقدمة لتعزيز بيئات التعلم. وجاءت المناقشات حول كيفية الاستفادة من أدوات الذكاء الاصطناعي والتقنيات الرقمية في إثراء التجربة التعليمية، وتحضير الطلبة بشكل أفضل لمتطلبات سوق العمل المتغير بسرعة، كما جرى استعراض السبل التي تمكن المؤسسات التعليمية من تطوير أنظمتها التعليمية عبر تسهم في رفع مستوى الجودة والكفاءة التعليمية. وفي إطار الحرص على الاستخدام المسؤول للتكنولوجيا، تناول المؤتمر الجوانب الأخلاقية لتطبيق الذكاء الاصطناعي في البيئة التعليمية؛ إذ أكد الخبراء على ضرورة وضع ضوابط واضحة تضمن الشفافية والمساءلة، كما شددوا على أهمية حماية خصوصية الطلبة والحفاظ على النزاهة العلمية، بالإضافة إلى تجنب الاعتماد المفرط على التقنيات الذكية مع الحاجة إلى التدريب المستمر للمستفيدين منها. وقد تضمن البرنامج العلمي جولات ميدانية متخصصة أبرزها؛ زيارة أكاديمية الشارقة لعلوم وتكنولوجيا الفضاء والفلك، مما يعكس التزام إمارة الشارقة ببناء مجتمع معرفي مستدام يواكب التطور التكنولوجي المتسارع ويعزز ثقافة الابتكار والبحث العلمي في المجال التقني التعليمي. إعداد الخريجين: مواءمة المخرجات مع احتياجات سوق العمل يهدف المؤتمر إلى استعراض دور مؤسسات التعليم العالي والبحث العلمي في إعداد خريجين قادرين على مواكبة متطلبات سوق العمل المستقبلي على المستويات المحلية والإقليمية والعالمية،؛ إذ يركز على تطوير المهارات الأساسية والتخصصية للطلبة من خلال طرح استراتيجيات متطورة، مع التأكيد على أهمية اكتساب المهارات الرقمية، وتنمية والإبداعي. كما يسلط المؤتمر الضوء على ضرورة مواءمة البرامج الأكاديمية مع احتياجات القطاعات الاقتصادية الناشئة والمتطورة، بما يضمن تخريج كوادر مؤهلة قادرة على المساهمة الفعالة في التنمية الاقتصادية والاجتماعية المستدامة للدولة، وتعزيز قدرتها التنافسية في الاقتصاد المعرفي العالمي. وختاماً، يُعد مؤتمر الشارقة الدولي للتعليم استثماراً استراتيجياً في مستقبل التعليم الإماراتي، من خلال إسهامه في بناء منظومة تعليمية متطورة ومستدامة تواكب التطورات العالمية، وتلبي طموحات القيادة الرشيدة في جعل الإمارات مركزاً عالمياً للمعرفة والابتكار والتميّز الأكاديمي. المراجع [1] تنطلق فعالياته الاثنين المقبل مؤتمر الشارقة الدولي الثاني للتعليم تحت شعار نحو تعليم ذكي مستدام: الذكاء الاصطناعي والتحول الرقمي – تعزيز آفاق الإبداع والابتكار [2] مؤتمر الشارقة الدولي للتعليم يطلق دورته الـ2 الاثنين المقبل [3] مؤتمر الشارقة الدولي الثاني للتعليم [4] نائب حاكم الشارقة يفتتح المؤتمر الدولي لتطوير التعليم

الشارقة: خِطط لإبراز القيمة الاستثنائية لوادي الحلو ومليحة
الشارقة: خِطط لإبراز القيمة الاستثنائية لوادي الحلو ومليحة

الإمارات اليوم

timeمنذ 4 أيام

  • الإمارات اليوم

الشارقة: خِطط لإبراز القيمة الاستثنائية لوادي الحلو ومليحة

أكد مدير عام هيئة الشارقة للآثار، عيسى يوسف، أن العمل في الهيئة لا يتوقف بعد الإنجاز العالمي المتمثل بإدراج موقع «الفاية» ضمن قائمة منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة «اليونسكو» للتراث العالمي، كاشفاً عن خطط مستقبلية لإبراز القيمة الاستثنائية لمواقع أخرى، من أبرزها موقع وادي الحلو في المنطقة الشرقية، وموقع مليحة الأثري في المنطقة الوسطى، المدرجان على القائمة التمهيدية لـ«اليونسكو». وأوضح يوسف أن نجاح ملف ترشيح «الفاية» جاء بدعم علمي من 13 دولة من أصل 21 في لجنة التراث العالمي، وهو ما يمثل اعترافاً دولياً بأصالة الموقع وأهميته، مشيراً إلى أن هذا الإنجاز يحقق مكاسب استراتيجية لدولة الإمارات والشارقة، إذ يبرز المنطقة كجزء محوري في التاريخ البشري، ويشجع على جذب سياحة ثقافية متخصصة ومستدامة، ويوفر فرص عمل متنوعة كالإرشاد السياحي المتخصص. وتتحقق هذه الأهداف عبر تعاون مؤسسي وثيق، أبرزه الدور الرائد لهيئة الشارقة للاستثمار والتطوير «شروق» من خلال مركز مليحة للآثار، ودور هيئة البيئة والمحميات الطبيعية عبر «الحديقة الجيولوجية في جبل بحيص» التي تقدم أدواراً علمية متعددة، إلى جانب الدور المهم الذي تضطلع به هيئة الإنماء التجاري والسياحي بالشارقة في تعزيز المراكز السياحية. واستعرض مدير عام هيئة الشارقة للآثار تاريخ الملف، الذي حمل عنوان «المشهد الثقافي لعصور ما قبل التاريخ للفاية»، لافتاً إلى أن أول الاكتشافات انطلق عام 2003 على يد البعثة الألمانية بإشراف الدكتور صباح جاسم، ثم أدرج الموقع في القائمة التمهيدية عام 2012، وفي 2020، تمت إعادة صياغة الملف ليركز على القيمة الاستثنائية للموقع كأقدم صحراء استوطنها الإنسان في العصر الحجري القديم، إذ أثبتت الاكتشافات أن موقع جبل الفاية هو الطريق الجنوبي لشبه الجزيرة العربية من 200 ألف سنة.

إنقاذ محمية «أوكيفينوكي»..انتصار للطبيعة
إنقاذ محمية «أوكيفينوكي»..انتصار للطبيعة

الاتحاد

timeمنذ 5 أيام

  • الاتحاد

إنقاذ محمية «أوكيفينوكي»..انتصار للطبيعة

إنقاذ محمية «أوكيفينوكي»..انتصار للطبيعة يبدو أن الأمل لم ينعدم بعدما شهدناه في منطقة أوكيفينوكي. فعندما اشترت شركة «توين باينز»، وهي شركة تعدين مقرها ولاية ألاباما الأميركية، قطعة أرض كبيرة مجاورة لمحمية أوكيفينوكي الوطنية للحياة البرية في جنوب شرق ولاية جورجيا، وأعلنت عن خططها لبناء منجم لاستخراج ثاني أكسيد التيتانيوم هناك، أطلق نشطاء البيئة وممارسو التجديف وصيادو السمك ناقوس الخطر. فالمنجم المقترح يقع فوق تكوين جيولوجي يُعرف باسم «ترايل ريدج»، والذي يعمل كنوع من السد الترابي الطبيعي يحافظ على استقرار مياه أكبر مستنقع بيئي متكامل للمياه السوداء في أميركا الشمالية. وتمتد منطقة أوكيفينوكي الشاسعة على مسافة مئات الأميال، لكنها ضحلة، إذ لا يتجاوز عمقها في كثير من المواضع قدمين فحسب، كما أنها لا تتغذى من أي مجار مائية. فالمطر هو المصدر الوحيد لتغذيته. ووصف بيل ساب، المحامي البارز في مركز القانون البيئي الجنوبي، خبر إنشاء منجم مقترح على أعتاب نهر أوكيفينوكي بأنه «بمثابة ضربة قوية... حتى التغيرات الطفيفة في منسوب المياه يمكن أن تُحدث تأثيراً هائلاً»، إذ إن إنشاء منجم على تريل ريدج يشكل خطراً وجودياً على نظام بيئي مُهدد بالفعل بتغير المناخ والتلوث وتفسير الجمهوريين المُتقلب لقوانين حماية البيئة. ولطالما كانت النظم البيئية للأراضي الرطبة مُعقدة، لكن ضخامة حجم نهر أوكيفينوكي يزيدها تعقيداً، إذ تشمل موائله العديدة المستنقعات والغابات المرتفعة والبراري وشبكة متعرجة من الممرات المائية. كما يحتضن أكثر من 600 نوع من النباتات، إضافة إلى عشرات الأنواع من الثدييات والزواحف والبرمائيات، و234 نوعاً مُذهلاً من الطيور. ويعتبر مكاناً نابضاً بالحياة، أقرب ما يكون إلى النقاء والجمال البدائي للطبيعة في القرن الـ21. ويُعد هذا المكان بالغ الأهمية أيضاً للبشر الذين يعيشون بالقرب منه. فهو يستقطب مئات الآلاف من الزوار سنوياً، ويدعم مئات الوظائف، ويساهم بنحو 65 مليون دولار في الاقتصاد المحلي. ومنذ عام 2019، كانت معركة إنقاذ أوكيفينوكي شرسة لا هوادة فيها. و عاد ممثلون عن «أمة موسكوغي»، وهم السكان الأصليون الذين أُجبروا على مغادرة المنطقة خلال القرن الـ 19، من أوكلاهوما للدفاع عن وطنهم الأصلي. ورشحت إدارة بايدن أوكيفينوكي للنظر في إدراجها على قائمة اليونسكو للتراث العالمي، وفي حال الموافقة عليها، ستنضم إلى غراند كانيون وجزر غالاباغوس، من بين مواقع أخرى، كموقع ذي أهمية عالمية. وإذا جمعنا أعضاء جميع المنظمات البيئية التي تُشكل «تحالف حماية أوكيفينوكي»، نجد أن هناك أكثر من خمسة ملايين شخص منخرطون رسمياً في هذه المعركة لإنقاذ المستنقع. لكن هذه المعركة تحديداً قد انتهت الآن، ففي الشهر الماضي، أعلنت «صندوق الحفاظ على البيئة»، منظمة غير ربحية تشتري الأراضي المعرضة للخطر لحماية النظم البيئية الهشة، أنها اشترت ما يقرب من 8000 فدان قرب مستنقع أوكيفينوكي، إضافة إلى حقوق التعدين المرتبطة بها، من شركة «توين باينز». وأصبح موقع المنجم محمياً إلى الأبد. وبالمعنى الدقيق، لم يُنقذه جميع الحاضرين في الاجتماعات العامة، أو أكثر من 100 ألف تعليق على الموقع الإلكتروني، أو حملات كتابة الرسائل، أو وقفات الصلاة، أو الاتصالات الموجهة إلى سياسيي جورجيا. ولم تنقذه الدعاوى القضائية أو التعاون الحزبي في المجلس التشريعي للولاية. ولم يُنقذه حتى الدعم الساحق من سكان جورجيا لحماية المستنقع، أو مئات الآلاف من الزوار الذين يأتون لتجربة جماله الآسر كل عام. وبالتأكيد لم تُنقذها الوكالات الفيدرالية والولائية المُكلفة بحماية البيئة. ومن وجهة نظر معينة، يمكن القول إن من أنقذ أوكيفينوكي هو المال، ببساطة ووضوح. ولم يكن حتى مبلغاً كبيراً من المال، فقد دفع «صندوق الحفاظ على البيئة» ما يقل قليلاً عن 60 مليون دولار مقابل أرض «توين باينز» وحقوقها المعدنية. وقد لا نصدق مدى الضرر الذي قاربنا على إلحاقه بنظام بيئي ضخم وقديم مثل أوكيفينوكي مقابل ثمن يعادل قصراً واحداً في بالم بيتش. وكيف يُمكن تحديد سعر لنظام بيئي لا يُعوض، ناهيك عن سعرٍ زهيدٍ كهذا؟ هل تتوقف حماية النظم البيئية، لأنفسنا وللأنواع الأخرى العديدة التي تدعمها، على قدرة دعاة حماية البيئة على جمع ما يكفي من المال لشرائها مباشرة؟ هل مستقبل الأراضي العامة، التي تُحبها وتدعمها غالبية ساحقة من الأميركيين، محفوف بالمخاطر إلى هذه الدرجة؟ الإجابة المختصرة هي نعم. من الممكن أن نفقد بعضاً من أعظم كنوزنا الطبيعية إلى الأبد بسبب خلل نرجو أن يكون مؤقت في المشهد السياسي. وقد نفقد الغابات والمراعي والأراضي الرطبة والصحاري، وقد نفقد الحماية الصحية التي نتمتع بها من نفس الإجراءات التي تحميها، قبل أن تصبح هذه الإدارة المتهالكة مجرد حبر على ورق. لكن الإجابة الحقيقية أكثر تعقيداً وإلهاماً. ففي مجال الحفاظ على البيئة، لا شيء يعتمد على المال وحده. فقد قال «صندوق الحفاظ على الطبيعة»: «لقد أمكننا تنفيذ هذا الشراء بفضل الدعم الهائل الذي قدمته مؤسسة «هولد فاست كولكتيف»، ومؤسسة «كوكس»، وغيرهما الكثير، في قائمة طويلة من منظمات الحفاظ على البيئة على مستوى الولايات، التي «ساعدت في حشد مئات الآلاف من الأصوات المؤيدة لحماية المستنقع». ولإنقاذ أوكيفينوكي، كان على هذا التحالف أن يجد طريقة لجعل بقية سكان الولاية، بل وسكان البلاد، يهتمون بمستنقع في الركن الجنوبي الشرقي من ولاية جورجيا، وجلب الاهتمام لما كنا على وشك خسارته، وإلهام الجهات المانحة التي جعلت الاستحواذ على أرض «توين باينز» ممكناً. أشك في وجود ما يكفي من المال في جميع المنظمات غير الربحية المعنية بالحفاظ على البيئة لإنقاذ كافة الأراضي العامة المحمية حالياً والمهددة من قبل إدارة ترامب، ناهيك عن جميع الأراضي الخاصة في المناطق العازلة المحيطة بها. غير أن ما حدث مع أوكيفينوكي، ومع محاولات بيع أراض عامة في الغرب الأميركي، يجعلني أعتقد أن الخسارة لم تحدث بعد، نتيجة ارتفاع أصواتنا بشدة لمواجهة التهديدات التي تتعرض لها أراضينا العامة، وإرغام المسؤولين المنتخبين والمؤسسات والمتبرعين على الاعتراف بحبنا لهذه الأماكن. في الوقت الحالي، أوكيفينوكي آمنة، لكنها لا تزال عرضة للخطر، حيث وصف جوش ماركس، رئيس منظمة «جورجيون من أجل أوكيفينوكي»، شراء صندوق الحفاظ على البيئة بأنه «انتصار هائل» لمناصري أوكيفينوكي. لكن التهديد لم ينتهِ بعد، ولا يزال من الممكن استكشاف أراضٍ أخرى مملوكة للقطاع الخاص تحيط بالمستنقع بحثاً عن فرص التعدين، ولم يفعل سياسيو جورجيا شيئاً لمنع ذلك. إلا أن دعاة الحفاظ على البيئة في جورجيا يتابعون الأمر. وقد اختتم تحالف حماية أوكيفينوكي إعلانه عن شراء صندوق الحفاظ على البيئة بالقول: «الخطوة التالية هي حماية منطقة تريل ريدج بأكملها». *كاتبة أميركية متخصصة في قضايا البيئة. ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست لايسنج آند سينديكيشن»

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store