
روسيا تنفي اتهامات التخلي عن إيران في حرب الـ 12 يوما
رفض الكرملين اليوم الثلاثاء الانتقادات بأنه لم يفعل ما يكفي لدعم إيران، قائلاً إنه اتخذ "موقفاً واضحاً" بالتنديد بالهجمات الأميركية والإسرائيلية على الجمهورية الإسلامية.
وأدان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ما وصفها بالهجمات الأميركية "غير المبررة" على مواقع نووية في إيران التي وقع معها معاهدة تعاون استراتيجي في يناير (كانون الثاني) الماضي، وقال بوتين أمس إن روسيا ستسعى جاهدة لمساعدة الشعب الإيراني من دون أن يخوض في تفاصيل.
وذكرت مصادر إيرانية لـ"رويترز" في وقت سابق من هذا الأسبوع أن طهران ليست راضية عن الدعم الروسي حتى الآن.
وقال الكرملين إن البعض يحاول إفساد الشراكة الروسية- الإيرانية، وذلك رداً على سؤال بشأن المقارنة بين موقف روسيا تجاه إيران وما حدث عند الإطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد العام الماضي عندما رفضت موسكو إرسال قوات أو تقديم دعم جوي إضافي لإبقاء حليفها في السلطة.
وأشار المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف إلى أن "روسيا دعمت إيران بالفعل بموقفها الواضح"، مضيفاً أن وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي قدر موقف موسكو خلال لقائه بوتين أمس، وأضاف بيسكوف أنه لا يزال من السابق لأوانه تقييم مدى الضرر الذي لحق بالمنشآت النووية الإيرانية.
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وقال بيسكوف "بعض المعلومات ترد عبر الجهات المختصة لكن الوقت لا يزال مبكراً للغاية، لا أحد تقريباً يدرك الوضع تماماً في الوقت الراهن".
وعندما سُئل عن تقرير لـ"رويترز" بأن عراقجي حمل رسالة إلى بوتين من الزعيم الأعلى آية الله علي خامنئي، نفى بيسكوف تلقي أي وثيقة مكتوبة، وقال "معلومة وجود رسائل معينة من القيادة الإيرانية صحيحة، لكن تقرير 'رويترز' هذا غير حقيقي".
وأعلن الرئيس الأميركي دونالد ترمب أمس وقفاً تاماً لإطلاق النار بين إسرائيل وإيران مما قد ينهي الحرب الدائرة منذ 12 يوماً والتي شهدت فرار ملايين السكان من طهران وأثارت مخاوف من حدوث مزيد من التصعيد في المنطقة التي عصفت بها الحرب.
وقال بيسكوف "إذا كان من الممكن تنفيذ وقف لإطلاق النار فعلاً، فلا بد من الترحيب به"، مضيفاً أن قطر أسهمت في التوسط في وقف إطلاق النار، وأضاف "هذا ما دعت إليه روسيا الاتحادية منذ بداية الصراع، لذا، نعم، يمكن وينبغي الترحيب بهذا، ونأمل بأن يكون وقفاً مستداماً لإطلاق النار".

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


Independent عربية
منذ 35 دقائق
- Independent عربية
تقرير استخباري أميركي يشير إلى أن الضربات لم تدمر البرنامج النووي الإيراني
خلص تقرير استخباري أولي أميركي سري إلى أن الضربات الأميركية على إيران أعادت برنامج طهران النووي بضعة أشهر فقط إلى الوراء، ولم تدمره كما قال الرئيس دونالد ترمب. وأوردت وسائل إعلام أميركية الثلاثاء نقلاً عن أشخاص مطلعين على تقرير وكالة استخبارات الدفاع قولهم إن الضربات التي نفذت الأحد لم تدمر بالكامل أجهزة الطرد أو مخزون اليورانيوم المخصب. ووفق التقرير فقد أغلقت الضربات مداخل بعض من المنشآت من دون تدمير المباني المقامة تحت الأرض. لكن المتحدثة باسم البيت الأبيض كارولاين ليفيت شددت على أن هذا التقييم "خاطئ تماماً وكان مصنفاً سرياً للغاية وعلى رغم من ذلك تم تسريبه". وجاء في منشور لليفيت على منصة إكس أن "تسريب هذا التقييم المزعوم هو محاولة واضحة للنيل من الرئيس ترمب وتشويه سمعة طياري المقاتلات الشجعان الذين نفذوا بشكل مثالي مهمة لتدمير برنامج إيران النووي". وتابعت "الكل يعلم ما يحدث عندما تلقي 14 قنبلة زنة الواحدة منها 30 ألف رطل على نحو مثالي على أهدافها: تدمير كامل". وقصفت قاذفتان من نوع بي-52 موقعين نوويين إيرانيين بقنابل جي بي يو-57 الخارقة للتحصينات الأحد، فيما ضربت غواصة موقعاً ثالثاً بصواريخ موجهة من نوع توماهوك. ووصف ترمب الهجمات الأميركية بأنها "نجاح عسكري باهر"، مؤكداً أنها "دمرت بشكل تام وكامل" ثلاث منشآت نووية في إيران، فيما قال وزير الدفاع الأميركي بيت هيغسيث إن القوات الأميركية "دمرت البرنامج النووي الإيراني". لكن رئيس هيئة الأركان المشتركة للجيش الأميركي الجنرال دان كين كان أكثر تحفظاً إذ قال إن "التقييمات الأولية تشير إلى أن المواقع الثلاثة تعرضت لأضرار وتدمير شديدين". من جهتها، أعلنت الحكومة الإيرانية الثلاثاء أنها "اتخذت الإجراءات اللازمة" لضمان استمرار برنامجها النووي. اقرأ المزيد يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field) وقال رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية محمد إسلامي في تصريحات بثها التلفزيون الرسمي إن "خطط إعادة تشغيل المنشآت كانت معدة مُسبقاً وتقضي استراتيجيتنا بضمان عدم انقطاع الإنتاج والخدمات". وقال مستشار للمرشد الأعلى علي خامنئي إن بلاده لا تزال تحتفظ بمخزونها من اليورانيوم المخصب رغم الهجمات الأميركية، وإن "اللعبة لم تنته". الهجمات ربما أعادت البرنامج النووي للوراء لأشهر فقط قالت ثلاثة مصادر مطلعة لـ "رويترز" إن تقييماً استخياراتياً أميركياً أولياً خلص إلى أن الهجمات الأميركية التي استهدفت المنشآت النووية الإيرانية مطلع الأسبوع أعادت برنامج طهران النووي للوراء لأشهر فقط. وذكر اثنان من المصادر، التي طلبت عدم الكشف عن هويتها ليتسنى لها مناقشة أمور سرية، أن التقرير الأولي أعدته وكالة استخبارات الدفاع، ذراع الاستخبارات الرئيسية لوزارة الدفاع (البنتاغون) وواحدة من 18 وكالة مخابرات أميركية. وقال مسؤول أميركي اطلع على التقييم إنه يتضمن عدداً من التحفظات والاحتمالات، وذكر أنه من المتوقع صدور تقارير أكثر دقة في الأيام والأسابيع المقبلة. وأوضح محللون أنه إذا كان التقييم يستند إلى صور الأقمار الصناعية، فإنه لن يكشف بالضرورة عن مدى الضرر الذي لحق بمنشأة فوردو لتخصيب اليورانيوم المدفونة تحت الأرض. ومن المتوقع أن يكون تقييم الأضرار التي لحقت بالمواقع النووية في فوردو وأصفهان ونطنز مهمة صعبة، ووكالة الاستخبارات الدفاعية ليست الوكالة الوحيدة المكلفة بهذه المهمة. وقال أحد المصادر إن التقييم لم يكن مقبولاً بشكل عام وأثار خلافاً كبيراً. وقال مسؤول أميركي، تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته، إن الولايات المتحدة لا تعرف مدى الضرر حتى الآن. ومع ذلك، أشار التقييم الأولي إلى أن الهجمات ربما لم تكن ناجحة بالقدر الذي تتحدث عنه إدارة ترمب. وقال أحد المصادر إنه لم يتم القضاء على مخزونات اليورانيوم المخصب في إيران، وفي الواقع ربما يكون البرنامج النووي الإيراني قد تراجع شهراً أو شهرين فحسب. ونفت وزارة الدفاع أن يكون الضرر الذي لحق بالبرنامج النووي الإيراني طفيفاً، لكنها لم تنكر وجود تقييم وكالة استخبارات الدفاع. وقد تتغير التقييمات العسكرية الأولية مع ظهور المزيد من المعلومات، ومن الوارد للغاية أن تتباين الآراء بين مختلف وكالات الاستخبارات الأميركية. وأطلقت إسرائيل في 13 يونيو (حزيران) حملة ضربات جوية غير مسبوقة على إيران، مستهدفة مواقع نووية وعلماء وكبار القادة العسكريين في محاولة منها لتعطيل الجهود النووية الإيرانية. وطوال أسابيع فتح ترمب المجال أمام الجهود الدبلوماسية لإيجاد اتفاق بديل لذاك الذي انسحب منه في العام 2018 ونص على رفع العقوبات مقابل كبح البرنامج النووي الإيراني. لكن الرئيس الأميركي قرر في نهاية المطاف التدخل عسكرياً. وقال كين إن العملية العسكرية الأميركية شاركت فيها 125 طائرة بينها قاذفات شبح ومقاتلات وطائرات إمداد جوي بالوقود وغواصة صواريخ موجهة وطائرات استخبارات ومراقبة واستطلاع.


Independent عربية
منذ 2 ساعات
- Independent عربية
الحياة تعود تدريجا لطهران والقلق من المستقبل قائم
بدأت الحياة بالعودة تدريجاً لطهران اليوم الثلاثاء، وإن لم تستعِد بعد إيقاعها المعتاد، على أمل في أن يصمد وقف إطلاق النار بين إيران وإسرائيل بعد 12 يوماً من حرب خلفت دماراً كبيراً في أنحاء عدة من العاصمة. واختلفت الآراء في سوق تجريش بشمال العاصمة حول فرص صمود وقف إطلاق النار الذي أعلنه الرئيس الأميركي دونالد ترمب خلال الليل، بعد 12 يوماً من الحرب التي أطلقتها إسرائيل، وتخللتها ضربات أميركية على منشآت نووية رئيسة في إيران. ولم يُبلغ عن أية ضربات في طهران منذ الصباح الباكر، بعد ليلة استيقظ خلالها السكان على دوي انفجارات كانت وتيرتها أعلى من الأيام السابقة. وأثرت الأحداث في الحياة الاقتصادية بالعاصمة حيث أَغلقت شركات ومطاعم ومكاتب حكومية أبوابها، بينما هجرت المكاتب في الأحياء الأكثر تعرضاً للقصف. ودمرت الغارات الإسرائيلية مباني عامة جزئياً أو كلياً، خصوصاً المرتبطة منها بالجيش والحرس الثوري أو بأنشطة نووية. كما استهدفت مبانٍ سكنية يقطنها مسؤولون كبار، مما أسفر عن مقتل مدنيين. ومن دون استخدام مصطلح "وقف إطلاق النار"، قدمت السلطات الإيرانية اليوم وقف الضربات على أنه "نصر جعل العدو يندم ويقبل بالهزيمة ويوقف عدوانه من طرف واحد"، مضيفة أن طهران "لا تثق إطلاقاً بالأعداء" و"تبقي إصبعها على الزناد" لتوجيه "رد قاصم يجعل كل من يطلق عدواناً (ضدها) يندم". آمال في التهدئة وعبر إيرانيون عن ارتياحهم للإعلان المفاجئ عن وقف إطلاق النار، وبالنسبة إلى سكان طهران جلب هذا الإعلان آمالاً في بدء عمليات التنظيف وعودة الحياة لطبيعتها وتهدئة القلق من تصعيد جديد أو حرب طويلة الأمد، حتى لو كان ذلك بصورة موقتة. وأعرب عدد كبير من الإيرانيين الذين فروا من الهجمات عن سعادتهم لتمكنهم من العودة لديارهم بعد أن قضوا أياماً صعبة ومكلفة خلال إقامتهم خارج المدينة في مساكن مستأجرة أو عند أقاربهم. اقرأ المزيد يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field) وقبل 24 ساعة فقط، كانت سحب الدخان تتصاعد فوق أجزاء من العاصمة مع استهداف إسرائيل للحرس الثوري الإيراني وقوات "الباسيج" التابعة له، إضافة إلى سجن إيفين الذي يقع أسفل جبال البرز. وحذرت إسرائيل السكان مراراً وطلبت منهم مغادرة مساحات واسعة من المدينة قبل أن تنفذ غاراتها الجوية، مما أدى إلى ازدحام الطرق السريعة التي يسلكها الفارون من طهران. وبدأ كثر منهم بالعودة لمنازلهم حتى قبل الإعلان عن وقف إطلاق النار، بعد أن أنهكهم التعب ونفد مالهم. لا مؤشرات على احتجاجات وشنت إسرائيل هجومها الجوي المفاجئ في الـ13 من يونيو (حزيران) الجاري وقصفت مواقع نووية وقتلت قادة عسكريين في أسوأ ضربة لإيران منذ غزو العراق عام 1980. وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إن الهجمات قد تؤدي إلى تغيير النظام. ومع ذلك، لم تكُن هناك أية مؤشرات على اندلاع احتجاجات كبيرة في الشوارع ضد النظام. وقال إيرانيون لـ"رويترز"، ومن بينهم بعض ممن يعارضون السلطات واحتجوا على سياستها في الماضي، إن الهجمات الجوية دفعت المواطنين إلى الوقوف صفاً وحداً في مواجهة ما اعتبروه عدواناً أجنبياً. ومع ذلك، لا يزال عدد كبير من الإيرانيين يشعرون بالغضب تجاه كبار قادة البلاد. وبالنسبة إلى العائدين للوطن فإن واقع الاقتصاد المتضرر من العقوبات لا يزال قائماً. وعلى رغم استهداف إسرائيل لقادة عسكريين ومنشآت تابعة للحرس الثوري الإيراني، أعلنت وسائل إعلام رسمية عن اعتقال مئات الأشخاص على خلفية اتهامهم بالتجسس. وشوهدت سيارات سوداء تابعة للأمن في شوارع طهران، وعبر منتقدون عن مخاوفهم من حملة قمع من جانب السلطات لمنع أية محاولة لتنظيم احتجاجات حاشدة.


Independent عربية
منذ 2 ساعات
- Independent عربية
تحرك ترمب ضد إيران نذير سوء لـ"الأنظمة الاستبدادية"
عندما وصل وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي إلى موسكو لتنسيق رد طهران على الضربات الأميركية الهائلة التي استهدفت المنشآت النووية لم يلتقِ نظيره سيرغي لافروف، بل اجتمع بالرئيس فلاديمير بوتين نفسه. وهذا في حد ذاته يحمل دلالات كبيرة على مدى اتساع تداعيات التدخل العسكري الذي أمر به دونالد ترمب. التصعيد الكبير وتورط الولايات المتحدة المباشر في إيران، إلى جانب الصراع المتواصل بين إيران وإسرائيل، وتصريحات ترمب العلنية حول تغيير النظام، كلها عوامل تضع الزعيم الروسي في موقف صعب. فقد اضطر إلى إدانة الغارات الأميركية، فيما كانت قواته تمطر أهدافاً مدنية في أوكرانيا بالقنابل. ومهما كانت المطالب التي يحملها عراقجي إلى موسكو، فإن الأخيرة ستجد نفسها مضطرة إلى موازنة مصالح متعارضة عدة، قبل أن تلتزم بأي موقف يتجاوز الخطاب السياسي. العلاقة بين طهران وموسكو يمكن وصفها، في أفضل الأحوال، بأنها غير متكافئة. فمنذ أن أطلقت روسيا غزوها الشامل لأوكرانيا، أصبحت إيران شريكاً بالغ الأهمية. ويعود كثير من نجاحات بوتين المبكرة في الحرب التي دخلت عامها الثالث إلى تزويد إيران لروسيا بأسلحة زهيدة الكلفة، خصوصاً آلاف الطائرات المسيرة من طراز "شاهد" التي لعبت دوراً محورياً في الغارات الجوية الروسية على أوكرانيا. أما في كييف فتتحدث بعض المصادر عن التفاؤل الحذر بأن إيران قد تتوقف عن تزويد روسيا بالأسلحة، نظراً إلى حاجتها لهذه الأسلحة في حربها ضد إسرائيل. وهو ما قد يدفع كوريا الشمالية إلى سد هذا النقص بتوفير مزيد من الجنود والصواريخ، مما يعمق اعتماد بوتين على بيونغ يانغ. صحيح أن بوتين ندد علناً بالضربات الأميركية والإسرائيلية على إيران، بيد أنه يدرك، أكثر من أي زعيم آخر تقريباً، أن التصريحات وحدها لا تجدي. فقد استمع لغالب الدول الغربية وهي تندد بغزوه لأوكرانيا على مدى أكثر من ثلاث سنوات، لكن وفي غياب قوة رادعة تواكب الأقوال، واصل بوتين هجماته على دولة ذات سيادة بلا عوائق. ومن المرجح أن يكون الكرملين في الوقت الحالي في وضع ترقب وانتظار، ريثما تتضح مآلات التصعيد بين الولايات المتحدة وإيران. وفي هذا الصدد أخبرني مسؤول أمني غربي أنه على رغم عدم توقعه أي دعم روسي ملموس أو مباشر لإيران في المستقبل القريب، فإنه يخشى في المقابل أن تفتقر إدارة ترمب إلى "المتابعة الدبلوماسية القادرة فعلاً على تحويل هذه الضربات إلى نجاح طويل الأمد". ومن الطبيعي أن تتعدد السيناريوهات المحتملة خلال الأيام المقبلة، بدءاً من دعم أميركي صريح لتغيير فوري في النظام، وصولاً إلى خرق دبلوماسي مفاجئ ينهي القتال ويقود إلى اتفاق في شأن البرنامج النووي الإيراني. لكن المصدر الأمني يرجح أن يكون الواقع أقرب إلى منطقة وسطى، حيث يستمر القتال، ويصبح مستوى اهتمام ترمب بالتطورات هو العامل الحاسم في تحديد مدى استمرار هذا الوضع، وهنا تبدأ التعقيدات. اقرأ المزيد يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field) وفي سياق متصل يكثر الحديث عن "محور الاستبداد" الجديد الذي يضم إيران وروسيا والصين وكوريا الشمالية. ويؤكد عدد من الدبلوماسيين ومسؤولي الاستخبارات أن هذا المحور أشبه بـ"زواج مصلحة"، لا بتحالف تقليدي. وصحيح أنه لا توجد أيديولوجيا موحدة تجمع بين هذه الدول الأربع سوى كراهيتها للنظام العالمي الذي تقوده الولايات المتحدة، لكن هذا وحده كان كافياً لتعاونها في نزاعاتها الجيوسياسية، سواء عبر الدعم الاقتصادي، أو العسكري المباشر، أو في حال كوريا الشمالية، من خلال إرسال جنود للقتال إلى جانب روسيا. وقد نكون نعيش اليوم في زمن باتت فيه التحالفات التقليدية القائمة على القيم والمبادئ المشتركة - وخصوصاً تلك التي يقودها زعيم مقلق مثل ترمب - أقل استقراراً من تحالفات بين أنظمة استبدادية لا يجمعها سوى عدو مشترك ومصالح ذاتية. ومن شبه المؤكد أن الصين وروسيا ترغبان في استقرار الوضع في إيران في أسرع وقت ممكن. وستتقدم غريزتهما في الحفاظ على الذات ونفورهما من أي نقاش علني في شأن تغيير الأنظمة على أي رغبة محتملة في مساعدة حليف يمر بأزمة. ولعل هذا هو السبب الذي دفع الولايات المتحدة إلى مناشدة الصين، التي تستورد النفط من إيران أكثر من أي دولة أخرى، للضغط على طهران كي تبقي مضيق هرمز، هذا الممر البحري الحيوي، مفتوحاً، تفادياً لأزمة اقتصادية عالمية. ويبدو أن واشنطن تفترض أن الصين، في الوقت الراهن في الأقل، ترى أن الاستقرار والقدرة على توظيف النفوذ الإقليمي أهم من الوقوف إلى جانب إيران. لكن، كلما ازدادت الصورة تعقيداً، قد يتغير هذا الحساب. فإذا لم يمتلك ترمب الحنكة الدبلوماسية اللازمة لاستثمار ضرباته الجوية، فإن سلوكه السابق يوحي بأن غرائزه الترمبية – المستمدة من شعار "جعل أميركا عظيمة مجدداً" – قد تدفعه إلى الانسحاب وترك الآخرين يتولون تداعيات الفوضى من بعده. وعندها، قد لا تمانع إيران وروسيا والصين وكوريا الشمالية في تولي مهمة احتواء الفوضى وتوجيه مسار الأحداث العالمية بما يخدم مصالحها الخاصة.