logo
«نون للكتاب» تستحضر تيسير السبول وتعيد قراءة «أنت منذ اليوم»

«نون للكتاب» تستحضر تيسير السبول وتعيد قراءة «أنت منذ اليوم»

الدستورمنذ 7 أيام
نضال برقانفي أمسية ثقافية استثنائية، استضافت مكتبة عبد الحميد شومان مساء السبت، الموافق 26 تموز 2025، الجلسة الواحدة والثلاثين من مبادرة «نون للكتاب»، ضمن برنامجها الجديد «رحلة في الذاكرة»، حيث خُصصت لمناقشة رواية «أنت منذ اليوم» للأديب الراحل تيسير السبول، بحضور لافت لأعضاء المبادرة ونخبة من الكُتّاب والنقّاد والمهتمين بالشأن الثقافي.افتتحت الجلسة الناقدة وداد أبو شنب، مرحبة بالحضور، وقدّمت الإعلامية المبدعة منى الشوابكة التي استعرضت بدورها سيرة السبول، ووقفت عند أبرز محطات حياته الأدبية، قبل أن تنتقل إلى عرض تمهيدي للرواية وموقعها في المشهد السردي العربي. أعقب ذلك حوار معمق أُنجز عبر ثلاثة محاور رئيسة، أدارها الكاتب والناقد أسيد الحوتري.مقدمة غالب هلسا: بين الكشف والتأويل:في المحور الأول، توقف المتحدثون عند مقدمة الكاتب الراحل غالب هلسا، والتي رأى فيها عدد من المشاركين مدخلًا مهمًا لفهم الرواية، لما حملته من تأطير زمني وسياسي للنص، وإضاءات بنيوية ونقدية كشفت عن وظيفة التكرار والغموض، وطبيعة الشخصيات بوصفها «في طور التشكل»، كما قدّمت تأويلاً أيديولوجيًا للرواية. غير أن الروائي مراد سارة رأى أن المقدمة أثقلت النص وفضحت مكنونه، وهو رأي أيدته الدكتورة سلوان إبراهيم، معتبرة أن المقدمة، بلغة نقدية متخصصة، تجاوزت القارئ العادي، وبيّنت أن أصلها مقالة نقدية أُلحقت بالرواية من قبل الناشر، وليست مقدمة بالمعنى التقليدي.تابوهات وصراعات مجتمعية:أما في المحور الثاني، فتم تناول القضايا الإشكالية التي طرحتها الرواية، وعلى رأسها الدين والسياسة والمرأة، إذ رأى المشاركون أن السبول عالج هذه التابوهات بروح نقدية بنّاءة. وقد بيّنت السيدة رانيا أبو شوارب أن الرواية قدّمت نقدًا جريئًا لبعض مظاهر التدين المنفعي، والممارسات القمعية باسم الإيمان، مشيرة إلى شخصية إمام المسجد المنتفع، والمجاهد الذي يعود ليظلم أرحامه، في سياق يعكس رسالة المثقف بوصفه ناقدًا للمجتمع. بالرغم من ذلك، فقد برز رأي مخالف أشار إلى أن هذا النقد انطلق، على ما يبدو، من الفكر اليساري للكاتب.وفيما يتعلّق بالبعد السياسي، رأى الحضور أن الرواية صوّرت الهوة بين السلطة والشعب، وعبّرت عن إحباطات ما بعد النكسة، فيما برزت المرأة ككائن مقموع ومشوّه ومشيّأ، مثلها مثل باقي الشخصيات التي مثّلت الجانب المعتم من مجتمع مأزوم ومهزوم.البناء الروائي: حداثة وتمرد على الكلاسيكية:في المحور الثالث، تم التركيز على البنية الفنية للرواية، حيث أكد المتحاورون أن «أنت منذ اليوم» رواية حداثية نفسية، تخلّت عن أنماط السرد التقليدي، وشخصياتها اتسمت بالقلق والتشظي والاغتراب. الزمن فيها كان لا خطيًا، متقطعًا، يتأرجح بين الاسترجاع والاستبطان، والمكان جاء غامضًا ومفتتًا، موزعًا على مدن لم تُذكر أسماؤها صراحة.أما الحبكة، فلم تكن محكومة بمنطق تسلسلي واضح، بل تشكّلت من مشاهد متداعية وأفكار وأوجاع تنبع من عمق الذات. وكان الراوي مزيجًا فنيًا فريدًا: شخصية «عربي» التي تحدثت بضمير المتكلم، إلى جانب راوٍ غير عليم يُقحم نفسه في النص، ناقدًا ومتسائلًا، في تقنية ما بعد حداثية تُعرف بـ»ما وراء السرد».في الختام عبّر القائمون على مبادرة «نون للكتاب» عن عميق امتنانهم للإعلامية منى الشوابكة على جهدها الكبير في المشهد الثقافي الوطني، وشكرهم للحضور الكريم الذي ساهم في نجاح المناقشة، مشيدين بالدور الرائد الذي تنهض به مكتبة عبد الحميد شومان في دعم الفعل الثقافي والقرائي، وإرساء فضاءات الحوار الحر حول الأدب بوصفه مرآة للذات والواقع.
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

مؤتمر صحفي للحديث عن أيام شومان الثقافية في محافظة عجلون
مؤتمر صحفي للحديث عن أيام شومان الثقافية في محافظة عجلون

الدستور

timeمنذ 2 ساعات

  • الدستور

مؤتمر صحفي للحديث عن أيام شومان الثقافية في محافظة عجلون

عجلون - علي القضاة ضمن جهودها المتواصلة للتواصل مع المجتمع الأردني في العاصمة وفي المحافظات، وفي سبيل تقديم برنامج ثقافي وفني متكامل يستهد في كافة فئات المجتمع، أطلقت مؤسسة عبد الحميد شومان أيام شومان الثقافية" عبر فعاليات تعكس برامج المؤسسة المانوية، بالتعاون مع جهات ثقافية ووطنية مختلفة. وتهدف هذه الأيام إلى إتاحة الثقافة والفنون والعلوم والمعرفة لجميع فئات المجتمع، من خلال برنامج ثري ومتنوع من الفعاليات المجانية التي تعقد على مدار أربعة أيام في أماكن تهم الشباب والكبار على حد سواء متعددة داخل المحافظة لتكون الثقافة في متناول الجميع، وبأشكالها المختلفة التي تلبي اهتمامات الأطفال واليافعين. وقال موفق ملكاوي من شومان خلال المؤتمر الصحفي جاء اختيار محافظة عجلون لما تتميز به من طابع طبيعي وثقافي فريد، يجمع بين الغابة والتاريخ، وبين القلعة والمجتمع المحلي النشط حيث تشكل عجلون مساحة مثالية لاحتضان الفعاليات المفتوحة، التي تجمع ما بين الطبيعة والمعرفة، في تجربة ثقافية متكاملة تمتد من القلعة إلى الغابة. وتتماشى هذه الخطوة مع توجه المؤسسة إلى توسيع نطاق وصولها إلى المجتمعات المحلية في المحافظات، وتعزيز المشاركة الثقافية خارج العاصمة. واضاف ينفذ البرنامج بالشراكة مع مجموعة واسعة من المؤسسات الوطنية والمجتمعية التي ساهمت في رسم ملامح الفعالية، وهي: وزارة الاتصال الحكومي - الراعي الرسمي، وزارات الثقافة، والداخلية، والسياحة والآثار، والشباب، و التربية والتعليم، والتخطيط والتعاون الدولي، ومحافظة عجلون، وكلية عجلون الجامعية، ومركز عجلون الثقافي، مؤسسة ولي العهد مؤسسة نسيج للتنمية المستدامة، مركز زها الثقافي مركز هيا الثقافي، مديرية شباب عجلون حاضنة أعمال عجلون - إرادة، مساحة عجلون للريادة والابتكار، منتدى نبض المركز الوطني للثقافة والفنون الجمعية العلمية الملكية، مشروع Albers مؤسسة شباب الإبداع بلدية الجنيد، مدرسة كفرنجة الثانوية للبنين والأردنية للمناطق الحرة والتنموية (التلفريك)، محمية عجلون، المتحف الوطني الأردني للفنون الجميلة، المعهد الفرنسي، عينكم ع الشباب، شركة جت، إضافة إلى حضور ثقافي وفني من فرقة أمانة عمان، فرقة كفرنجة، فرقة عمو همام، فرقة ربوع حوران، فرقة أوكتاف. واشار الى انه يواكب الفعاليات عدد من الشركاء الإعلاميين الذين يساهمون في تغطيتها وتسليط الضوء على رسائلها مبينا تتنوع مواضيع البرنامج لتشمل محاور معرفية وثقافية وفنية وعلمية، حيث تتوفر فعاليات موجهة للعائلات، تتضمن أنشطة مجتمعية مفتوحة في الهواء الطلق، وفعاليات للأطفال واليافعين تهدف إلى تنمية مهاراتهم من خلال الألعاب التعليمية والتجريبية، والفنون التعبيرية، والقصص، والتكنولوجيا. واضاف يشتمل البرنامج ايضا معارض للكتاب والفن والحرف، وورشات تدريبية في مجالات الكتابة وصناعة الأفلام والرسم والتصميم والذكاء الاصطناعي. ولقاءات فكرية وأدبية ونقاشات مع كتاب ومبدعين، وعروضا مسرحية وموسيقية وسينمائية تناسب والفن في آن معا. مختلف الأذواق وبذلك تتحول عجلون خلال هذه الأيام إلى مساحة نابضة بالحياة الثقافية، يتفاعل فيها المجتمع مع المعرفة وقال تؤكد مؤسسة عبد الحميد شومان التزامها الراسخ بإيصال الثقافة إلى الناس حيثما كانوا، وبأن المعرفة ليست حكرا على مكان أو جمهور بعينه، بل هي حق للجميع لافتا الى ان أيام شومان الثقافية في عجلون تشكل مثالا حيا على قوة التعاون المجتمعي والثقافي، وعلى إمكانية تحويل المساحات العامة إلى منصات للإبداع والحوار والتعبير وبين جبال عجلون وسهولها، تلتقي الحكاية بالتجربة، ويصير الفعل الثقافي جزءا من نسيج الحياة اليومية. من جانبه اعرب مدير ثقافة عجلون سامر الفريحات عن اعتزازه بإقامة أيام شومان الثقافية في عجلون ما يعزز حضورها على الساحة الثقافية الأردنية لافتا لما تتمتع به المحافظة من ميزات نسبية تحظى باهتمام القيادة الهاشمية وولي العهد . وتخلل المؤتمر الصحفي حوار مفتوح تم فيه الإجابة على أسئلة الزملاء الصحفيين .

الأديبة اللبنانية نجوى بركات تقدم شهادة ابداعية في "شومان"
الأديبة اللبنانية نجوى بركات تقدم شهادة ابداعية في "شومان"

أخبارنا

timeمنذ 4 أيام

  • أخبارنا

الأديبة اللبنانية نجوى بركات تقدم شهادة ابداعية في "شومان"

أخبارنا : قدّمت الأديبة اللبنانية نجوى بركات، مساء الاثنين، في منتدى مؤسسة عبد الحميد شومان الثقافي، شهادة إبداعية في ندوة حوارية أدارتها وقدّمتها الأديبة سميحة خريس. وأشارت بركات، في الندوة التي حملت عنوان "محفزات الكتابة: من بيروت إلى باريس"، إلى أن باريس، التي سكنتها منذ أن كان عمرها 19 عامًا، لم تترك بصمات واضحة في الفن الروائي لديها، إلا من خلال كتاب واحد فقط صدر باللغة الفرنسية بعنوان مستأجرة شارع بودو فير. ونوّهت بأن باريس كان لها فضل عليها من خلال امتلاكها لبعض الأفكار والمعلومات، والتعرّف على الآخر، وكذلك التقرّب من ثقافتها ولغتها الأصلية، وهي اللغة العربية. وتحدّثت بركات عن دخولها إلى فن الكتابة حينما انتقلت إلى باريس نتيجة الحرب الأهلية في لبنان آنذاك. كما تطرّقت إلى تجربتها في إطلاق محترفها "كيف تكتب رواية"، والظروف التي رافقته، والتطور الذي طرأ عليه، مبيّنة أن هذه التجربة أخذت الكثير من الوقت والحماس، من خلال العمل مع كتّاب من الشباب في العالم العربي، يحتاجون إلى فرصة. ولُفِت في الندوة، التي حضرها أدباء ومثقفون ومهتمون، إلى أن المحترف، بعد نحو 10 سنوات، أنتج نحو 23 رواية طُبعت في أفضل دور النشر، وحصلت على جوائز مختلفة. وبركات، المولودة في بيروت عام 1966، روائية وصحفية ومترجمة، ومؤسِّسة محترف "كيف تكتب رواية". حصلت على دبلوم دراسات عليا في المسرح، ثم في السينما، من جامعة السوربون الفرنسية، وعملت صحفية حرة في عدد من الصحف والمجلات العربية، وأعدّت وقدّمت برامج ثقافية في إذاعات دولية، كإذاعة فرنسا الدولية والإذاعة البريطانية، إلى جانب إنجازها العديد من السيناريوهات الروائية والوثائقية. وأعدّت أول 15 حلقة من برنامج "موعد في المهجر"، الذي عرضته قناة الجزيرة. وفي عام 1986، صدرت الرواية الأولى لبركات بعنوان المحوِّل، وأتبعتها برواية حياة وآلام حمد بن سلامة، ثم باص الأوادم، ويا سلام، ولغة السر، ومستر نون، وغيبة مي. كما نشرت بالفرنسية رواية بعنوان La locataire du Pot de Fer. ونالت نجوى بركات، في عام 1996، جائزة المنتدى الثقافي في باريس عن روايتها الثالثة باص الأوادم، كما أُدرجت روايتها الخامسة لغة السر، التي صدرت عام 2004، على قائمة جائزة "فيمينا" الفرنسية للأدب المترجَم، ووصلت إلى القائمة القصيرة لجائزة الأدب العربي في فرنسا. --(بترا)

الأديبة اللبنانية نجوى بركات تقدم شهادة ابداعية في "شومان"
الأديبة اللبنانية نجوى بركات تقدم شهادة ابداعية في "شومان"

الرأي

timeمنذ 5 أيام

  • الرأي

الأديبة اللبنانية نجوى بركات تقدم شهادة ابداعية في "شومان"

قدّمت الأديبة اللبنانية نجوى بركات، مساء أمس الاثنين، في منتدى مؤسسة عبد الحميد شومان الثقافي، شهادة إبداعية في ندوة حوارية أدارتها وقدّمتها الأديبة سميحة خريس. وأشارت بركات، في الندوة التي حملت عنوان "محفزات الكتابة: من بيروت إلى باريس"، إلى أن باريس، التي سكنتها منذ أن كان عمرها 19 عامًا، لم تترك بصمات واضحة في الفن الروائي لديها، إلا من خلال كتاب واحد فقط صدر باللغة الفرنسية بعنوان مستأجرة شارع بودو فير. ونوّهت بأن باريس كان لها فضل عليها من خلال امتلاكها لبعض الأفكار والمعلومات، والتعرّف على الآخر، وكذلك التقرّب من ثقافتها ولغتها الأصلية، وهي اللغة العربية. وتحدّثت بركات عن دخولها إلى فن الكتابة حينما انتقلت إلى باريس نتيجة الحرب الأهلية في لبنان آنذاك. كما تطرّقت إلى تجربتها في إطلاق محترفها "كيف تكتب رواية"، والظروف التي رافقته، والتطور الذي طرأ عليه، مبيّنة أن هذه التجربة أخذت الكثير من الوقت والحماس، من خلال العمل مع كتّاب من الشباب في العالم العربي، يحتاجون إلى فرصة. ولُفِت في الندوة، التي حضرها أدباء ومثقفون ومهتمون، إلى أن المحترف، بعد نحو 10 سنوات، أنتج نحو 23 رواية طُبعت في أفضل دور النشر، وحصلت على جوائز مختلفة. وبركات، المولودة في بيروت عام 1966، روائية وصحفية ومترجمة، ومؤسِّسة محترف "كيف تكتب رواية". حصلت على دبلوم دراسات عليا في المسرح، ثم في السينما، من جامعة السوربون الفرنسية، وعملت صحفية حرة في عدد من الصحف والمجلات العربية، وأعدّت وقدّمت برامج ثقافية في إذاعات دولية، كإذاعة فرنسا الدولية والإذاعة البريطانية، إلى جانب إنجازها العديد من السيناريوهات الروائية والوثائقية. وأعدّت أول 15 حلقة من برنامج "موعد في المهجر"، الذي عرضته قناة الجزيرة. وفي عام 1986، صدرت الرواية الأولى لبركات بعنوان المحوِّل، وأتبعتها برواية حياة وآلام حمد بن سلامة، ثم باص الأوادم، ويا سلام، ولغة السر، ومستر نون، وغيبة مي. كما نشرت بالفرنسية رواية بعنوان La locataire du Pot de Fer. ونالت نجوى بركات، في عام 1996، جائزة المنتدى الثقافي في باريس عن روايتها الثالثة باص الأوادم، كما أُدرجت روايتها الخامسة لغة السر، التي صدرت عام 2004، على قائمة جائزة "فيمينا" الفرنسية للأدب المترجَم، ووصلت إلى القائمة القصيرة لجائزة الأدب العربي في فرنسا.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store