logo
رويترز: ترامب رفض خطة إسرائيلية لاغتيال خامنئي

رويترز: ترامب رفض خطة إسرائيلية لاغتيال خامنئي

الجزيرةمنذ 16 ساعات

قال مسؤولان أميركيان لرويترز، اليوم الأحد، إن الرئيس دونالد ترامب عارض خطة إسرائيلية في الأيام الأخيرة لاغتيال المرشد الأعلى الإيراني آية الله علي خامنئي.
وقال أحد المصدرين، وهو مسؤول كبير في الإدارة الأميركية، "هل قتل الإيرانيون أميركيا حتى الآن؟ لا. إلى أن يفعلوا ذلك، لن نتحدث حتى عن استهداف القيادة السياسية".
وكان رئيس مجلس الأمن القومي الإسرائيلي تساحي هنغبي، قال الجمعة الماضي، إنه لا توجد خطة لاغتيال خامنئي أو كبار المسؤولين في النظام.
وأوضح هنغبي، وفق ما نقلته هيئة البث الإسرائيلية الرسمية، أن العملية العسكرية الحالية ضد إيران "لا تستهدف القيادة السياسية".
وأضاف لا توجد خطة لاغتيال خامنئي، أو كبار المسؤولين في النظام الإيراني، مؤكدا أن الهدف من العملية ضد إيران هو تقليص قدرة طهران على الإضرار بإسرائيل، على حد تعبيره.
وكان خامنئي قد توعّد إسرائيل بمواجهة تداعيات قاسية جراء هجومها الواسع، على عشرات المواقع في إيران، واغتيال عدد من القادة العسكريين البارزين والعلماء النوويين.
وأكد خامنئي -في خطاب تلفزيوني- أن القوات المسلحة الإيرانية ستتعامل بقوة مع إسرائيل، و"ستجعل الكيان الصهيوني الخبيث في حالة يُرثى لها". وشدد المرشد الإيراني على أن "الكيان الصهيوني لن ينجو بسلام من هذه الجريمة".

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

صاروخ "قاسم سليماني" ذراع إيران في عمق المواجهة مع إسرائيل
صاروخ "قاسم سليماني" ذراع إيران في عمق المواجهة مع إسرائيل

الجزيرة

timeمنذ 14 دقائق

  • الجزيرة

صاروخ "قاسم سليماني" ذراع إيران في عمق المواجهة مع إسرائيل

طهران- كشفت إيران يوم 20 أغسطس/آب 2020 عن صاروخها الباليستي التكتيكي الموجّه وسمته "الشهيد الحاج قاسم سليماني"، الذي أنتجته منظمة الصناعات الجوية الفضائية التابعة لوزارة الدفاع، ويُعد أول نموذج إيراني يعمل بالوقود الصلب، ويتمتع بقدرة عالية على إصابة الأهداف بدقة ومدى يصل إلى 1400 كيلومتر. ويؤكد المتحدث باسم وزارة الدفاع الإيرانية العميد رضا طلائينيك أن صاروخ "حاج قاسم" صمم خصيصا ليكون جزءا من إستراتيجية الردع في مواجهة إسرائيل، ويصنف ضمن "الأسلحة الموجّهة ضد الكيان الصهيوني". ويحمل الصاروخ اسم قاسم سليماني ، القائد السابق ل فيلق القدس ، ووحدة العمليات الخاصة في الحرس الثوري الإيراني ، الذي قُتل في هجوم أميركي بالعراق في يناير/كانون الأول 2020، خلال الولاية الأولى للرئيس دونالد ترامب. مواصفات تقنية متقدمة يحمل الصاروخ مواصفات تقنية متقدمة تعزز من فعاليته القتالية، منها: الطول: 11 مترا. الوزن الكلي: 7 أطنان. وزن الرأس الحربي: 500 كيلوغرام. نوع الرأس: قابل للانفصال وموجه بدقة نقطوية. المدى: 1400 كيلومتر. سرعة الدخول إلى الغلاف الجوي: 12 ماخ. سرعة الإصابة: 5 ماخ. الوقود: صلب تركيبي. نمط الإطلاق: مائل. عدد الزعانف الخلفية: 8. القُطر: بين 85 و95 سم. نسبة الطول إلى القُطر: من 11.6 إلى 12.4. ويمتاز الصاروخ "حاج قاسم" برأس حربي منخفض البصمة الرادارية، وقدرة على التوجيه حتى لحظة الاصطدام، فضلا عن تصميم يمكنه من تجاوز أنظمة الدفاع الجوي المتقدمة، مما يسمح له بالانطلاق من عمق الأراضي الإيرانية مع الحفاظ على دقة الإصابة والاستقرار في أثناء التحليق. إعلان ويحتل صاروخ "حاج قاسم" مرتبة متقدمة ضمن ترسانة إيران الصاروخية، متفوقا من حيث المدى والدقة على صواريخ "ذو الفقار" و"دزفول"، إذ يحقق ضعف المدى رغم أن طوله لا يزيد عليهما إلا بنحو 70 سم. كما يختصر زمن التجهيز والإطلاق بفضل اعتماده على نظام إطلاق مائل، ويُرجح أن يكون له دور مستقبلي في استهداف الأقمار الصناعية ذات المدارات المنخفضة. استخدام مباشر وفي تطور لافت، كشفت وكالة "فارس" -نقلا عن مصادر مطلعة- عن أن الحرس الثوري الإيراني استخدم صواريخ "حاج قاسم" في الهجوم الأخير على تل أبيب، إذ استخدمت كصواريخ باليستية تكتيكية مزودة برؤوس شديدة الانفجار تعمل بالوقود الصلب. ووفقًا لرئيس بلدية مدينة "بات يام" قرب تل أبيب، فقد أدى الهجوم إلى تضرر 61 مبنى، من بينها 6 مبان تعرضت لدمار جزئي أوصت السلطات بهدمها بالكامل. إستراتيجية تدريجية وفي قراءة لأسباب عدم استخدام إيران ترسانتها الكاملة منذ بداية المواجهة، قال الخبير العسكري الإيراني محمد مهدي يزدي -للجزيرة نت- إن طبيعة التصعيد الحالي تختلف جذريا عن سابقاتها، مشيرا إلى أن "ما يجري اليوم ليس تبادلا محدودا للضربات، بل هو مواجهة مفتوحة قد تمتد لأيام، وربما لأسابيع، دون إمكانية التنبؤ بحجمها". وأوضح يزدي أن القيادة الإيرانية تتبع إستراتيجية تدريجية في استخدام قدراتها العسكرية، وأضاف أنه "من غير المنطقي أن تظهر طهران كل أوراقها دفعة واحدة، هناك قاعدة في العمل العسكري تقول: لا تضع البيض كله في سلة واحدة". وأضاف أن الجيش الإيراني يختار منظومات الصواريخ المناسبة وفقا لطبيعة العمليات، مشيرا إلى أن ترسانة البلاد تضم صواريخ متنوعة مثل "حاج قاسم"، و" عماد"، و"قدر"، و"خيبر شكن"، وكل منها يستخدم حسب نوع الهدف ودرجة التهديد. وختم يزدي بالتأكيد أن "سبب التدرج في استخدام القدرات الهجومية مرتبط بإدارة الموارد العسكرية بدقة على مدى زمني مفتوح، في ظل حرب قد تطول وتتطلب حسابات مدروسة على المستويات كافة".

"الجيل الخامس" يقود أخطر حرب لإيران ضد إسرائيل
"الجيل الخامس" يقود أخطر حرب لإيران ضد إسرائيل

الجزيرة

timeمنذ 29 دقائق

  • الجزيرة

"الجيل الخامس" يقود أخطر حرب لإيران ضد إسرائيل

في تعليقه على سلسلة الاغتيالات التي نفَّذها الجيش الإسرائيلي لعدد من العلماء النوويين والشخصيات البارزة في النظام الإيراني، قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب إن اجتماعا كان من المنتظر أن يُعقد بين إدارته وعدد من القيادات الإيرانية، غير أنه لم يتبق أحد منهم! ومع السخرية الطافحة من هذا التعليق، إلا أن ترامب قد يكون أصاب في شيء واحد، أن طهران ستضطر إلى توريث مشروعها إلى جيل جديد يحمله ويحمي مصالحها في المنطقة من التهديد الإسرائيلي الذي يضرب في العمق منها بعد سنوات من التهديد والوعيد. جاء الرد الإيراني قويا، لكن هذا لا ينفي أن النظام الإيراني ينزف دما ورجالا بعد أن فقد الكثير منهم خلال الأشهر والسنوات الأخيرة، وأن ثمة جيلا جديدا يستلم الراية الآن تحت وهج النيران. ضربة في سويداء القلب تعلم إسرائيل، ولا تُخفي، أنها ليست قادرة على إنهاء المشروع النووي الإيراني عسكريا، وذلك لأن قدراتها لن تتمكن من تفجير جميع النقاط الحيوية التي نثرتها إيران في كامل ترابها وفي أعماق أرضها. لكنها مع ذلك تتبع إستراتيجية موازية قائمة على استهداف الزاد البشري الذي يقود هذا المشروع ومشاريع إيران في المنطقة، في خضم مساعيها لتصبح قوة إقليمية رئيسية، أو القوة الرئيسية الوحيدة بالأحرى. في يوم 13 يونيو/حزيران الجاري جاء الإعلان من علي خامنئي، المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية، يخبر الإيرانيين بأن الانفجارات التي هزت مواقع عديدة في البلاد تسببت في مقتل العديد من القادة العسكريين والعلماء الإيرانيين، مؤكدا أن زملاءهم سيستأنفون مهامهم فورا. عند البحث في قائمة الشخصيات التي اغتالتها إسرائيل داخل إيران، نرى جديا أنها ضربت في سويداء القلب، وأول الذين وصلت إليهم إسرائيل هو حسين سلامي، القائد العام للحرس الثوري الإيراني، واللواء الذي كان من بين الأسماء الواردة في قائمة العقوبات الأميركية في أبريل/نيسان 2019. في القائمة نفسها محمد حسين باقري، القيادي العسكري البارز الذي سطع نجمه خلال الحرب العراقية الإيرانية، وتولى العديد من المناصب العسكرية الرفيعة، وانتهى رئيسا لهيئة أركان القوات المسلحة خلفا للواء حسن فيروز آبادي، بقرار من المرشد الأعلى علي خامنئي، وقد ورد اسمه هو الآخر في سلسلة من العقوبات الدولية بعد اتهامه بالتورط في هجمات في لبنان والأرجنتين. ضمت قائمة القتلى أيضا اللواء غلام علي رشيد، الذي قاد الأركان العامة للقوات المسلحة لمدة 17 عاما، وقائد مقر خاتم الأنبياء المركزي منذ عام 2016، واللواء داوود شيخيان، قائد الدفاع الجوي في القوة الجوفضائية التابعة للحرس الثوري، وأحد الذين شاركوا في تصميم الإستراتيجيات العسكرية لمواجهة التهديدات الجوية، خصوصا عقب اغتيال اللواء قاسم سليماني. ضربة القنصلية قبل 8 أشهر من سقوط نظام الأسد في سوريا، كانت إيران على موعد مع ضربة موجعة للغاية في قلب دمشق، حينما أقدمت إسرائيل على استهداف قنصلية طهران في دمشق. أدى الاستهداف إلى مقتل قائديْن في الحرس الثوري هما محمد رضا زاهدي، أحد قادة فيلق القدس البارزين، ومساعده العميد محمد هادي حاج رحيمي، و5 مستشارين عسكريين آخرين. شكَّل اغتيال زاهدي صفعة لطهران، فقد كان الرجل أحد أبرز قادة الحرس الثوري المكلفين بسوريا ولبنان، وأحد المسؤولين عن ملف التسليح والتنسيق مع حزب الله وحلفاء إيران في المنطقة، لذلك كانت تصفيته ثاني أكبر ضربة تتلقاها إيران منذ اغتيال قاسم سليماني، قائد فيلق القدس السابق، في بغداد مطلع عام 2020 على يد الولايات المتحدة الأميركية. بعد هذا الحادث تغيرت قواعد الاشتباك بين إيران وإسرائيل، إذ خرج آية الله علي خامنئي معزيا ومتوعدا بالثارات، فيما اعتبرت هيئة البث الإسرائيلية هذه الضربة بمنزلة رسالة مباشرة إلى حزب الله اللبناني. فالجيش الإسرائيلي كان دقيقا في هذه العملية، إذ انتظر خروج القنصل الإيراني قبل القصف بناء على عمليات استخباراتية دقيقة. ونتيجة لذلك، قصفت إيران إسرائيل لأول مرة بالصواريخ والمسيرات في عملية أطلقت عليها " الوعد الصادق". لم يستمر التصعيد، لكن الإستراتيجية الإسرائيلية في استهداف رجال طهران المهمين وقادتها البارزين تواصلت بدموية شديدة. ففي 27 سبتمبر/أيلول 2024، أسقطت إسرائيل 80 قنبلة ثقيلة خارقة للتحصينات فوق مبنى في حيّ حارة حريك يحتوي على مقر أرضي تابع لحزب الله. تسبب هذا الهجوم في تدمير المبنى كاملا، وأسفر عن قتل أكثر من 30 شخصا، كان أبرزهم حسن نصر الله، الأمين العام للحزب، ولعله أهم قيادات ما يُعرف بمحور المقاومة، وألد أعداء إسرائيل. ومع "نصر الله"، فقدت إيران رجلا مهما آخر لم يُسلط الضوء كثيرا عليه، وهو اللواء عباس نيلفوروشان، الرجل الثاني للحرس الثوري في لبنان، والقائد عمليا لفيلق القدس هناك. فيما بدا أنه مواصلة لرغبة إسرائيل في تصفية الجيل الرابع من قادة الحرس الثوري، لكن ما الجيل الرابع؟ الحرس الثوري: يد إيران الباطشة لنعد قليلا إلى الوراء لنرسم صورة أكثر وضوحا حول الحرس الثوري وأجياله السابقة حتى نفهم موقع المؤسسة اليوم. بدأ تشكيل الحرس الثوري أو "حرس الثورة الإسلامية" في الثاني من أبريل/نيسان عام 1979 بأمر مباشر من آية الله الخميني، كانت نواة الحرس الأولى من مجموعات ثورية شبابية تعمل على حماية وتأمين بعض المناطق والأحياء في مواجهة قوات الشاه، ثم بعد ذلك أضحت هذه المجموعات مسؤولة عن أمن الإمام الخميني وتلبية احتياجاته بعد استقراره في المدرسة العلوية. تختلف الروايات حول الفترة الأولى التي جرى فيها تشكيل الحرس الثوري، بيد أن الباحثة فاطمة الصمادي، المتخصصة في الشأن الإيراني، تقول إن المرجح أن لجنته التأسيسية الأولى تكونت من 12 شخصا، بعد أن كان الخميني قد أصدر قرارا بتكليف حجة الإسلام لاهوتي بتشكيل هذه المؤسسة، وكان الهدف واضحا، لم يكن الخميني يثق تماما في الجيش، لذلك كان يريد العمل على تشكيل جيش ثانٍ، منافس للجيش النظامي، جيش يتكون من شباب مؤمن بالثورة في الوقت الذي يجري فيه تطهير الجيش الإيراني من مؤيدي الشاه. لذلك كان أعضاء الحرس الثوري الأوائل من الشباب المتدين، الذين جُندوا بسرعة لحماية المسار الثوري. وخلال عام واحد، توسعت مهامهم لتشمل الاستخبارات ومكافحة التمرد والتلقين الأيديولوجي. وفي أوائل الثمانينيات، أصبحوا جيشا موازيا ينفذ مهام أمنية وعسكرية كبرى. تذكر فاطمة الصمادي أن أول اجتماع لأعضاء من المجموعات الثورية كان قد جرى في 28 مارس/آذار 1979، في قاعدة "عباس آباد"، خلال هذا الاجتماع اختير "علي دانش منفرد" أول قائد للحرس الثوري قبل تدوين نظامه الأساسي، حسب ما جاء في مذكرات محسن رفيق دوست وزير الحرس الثوري السابق، وبجانب علي دانش، اختير غلام علي أفروز مسؤولا للموارد البشرية، وعلي محمد بشارتي مسؤولا للاستخبارات، ومرتضى الويري مسؤولا للعلاقات العامة. بعد صياغة النظام الأساسي للحرس الثوري، اتُّفِق على أن هذه المؤسسة تعمل تحت إشراف المجلس الثوري على أن يُنَصَّب قائد هذا الجهاز من قِبل المرشد الأعلى مباشرة، وشمل مجلس الحرس الثوري 12 عضوا ذُكرت أسماؤهم في وثيقة النظام الأساسي، وبينهم يرد اسم أكبر هاشمي رفسنجاني، الرئيس لاحقا، باعتباره ممثلا لمجلس الثورة. بعد عملية تدوين النظام الأساسي لحرس الثورة، أُعلِن عن تعيين جواد منصوري أول قائد للحرس الثوري، سيُصدر منصوري في أول مايو/أيار 1979 بيانا يعلن فيه 8 مواد تنظم عمل الحرس الثوري الإيراني، وسيقوده بنفسه حتى فبراير/شباط 1980، ليستقيل بعد ذلك ويعمل في وزارة الخارجية، وجاءت هذه الاستقالة احتجاجا على وصول أبو الحسن بني صدر للرئاسة، إذ لم يثق منصوري في أول رئيس إيراني بعد الثورة، بل اتهمه بالجاسوسية والعمل لصالح أطراف خارجية، لذلك لم يكن على استعداد للعمل معه. ستنتقل قيادة الحرس الثوري بعد ذلك إلى عباس دوزدوزاني، الذي لم يصمد إلا 3 أشهر بسبب خلافات مع الرئيس الإيراني، ثم جاء عباس أقا زماني، الذي استقال هو الآخر بعد شهر واحد، وفي 13 يوليو/تموز 1980، أصدر بني صدر قرارا بتعيين مرتضى رضايي قائدا للحرس الثوري، بيد أن الأخير رفض قبول المنصب، ثم قبل على مضض بعد تكليفه مباشرة من آية الله الخميني، لكنه استقال سريعا للأسباب نفسها. حينها استعان الخميني بعلي خامنئي، المرشد الحالي للثورة الإسلامية، لقيادة الحرس، حتى عُيِّن محسن رضائي الذي تسلم المنصب عقب إقالة الخميني لبني صادر في سبتمبر/أيلول 1981 على خلفية رغبته وقف الحرب العراقية الإيرانية من جانب طهران. وقد استفاد الحرس الثوري كثيرا من الخبرة الفائقة التي تلقاها من الحرب التي استمرت ثماني سنوات مع العراق. تأسست بعدها أفرع الحرس الجوي والبحري والصاروخي، وبدأت ببناء صناعات لوجستية ودفاعية في الداخل. وبحلول 1989، بعد وفاة الخميني، كان الحرس قد ترسخ في الحياة الإيرانية عسكريا، واقتصاديا، وسياسيا. حافظ رضائي خلال فترته على الصبغة الأيديولوجية للحرس الثوري الإيراني، وشهدت المؤسسة توسعا عبر أذرع جديدة من قبيل إنشاء قوات حماية الاستخبارات في الحرس الثوري الإيراني، وإنشاء جامعة الإمام الحسين، وإنشاء جامعة بقية الله للعلوم الطبية، وافتتاح كلية القيادة ومجمع خاتم الأنبياء الذي صار فيما بعد أهم المؤسسات الاقتصادية التابعة للحرس. بجانب كل هذه المؤسسات، عرفت فترة رضائي تشكيل إحدى أهم أوراق إيران الخارجية بعد ذلك، فيلق القدس. استقال رضائي عام 1997، وعُيِّن رحيم صفوي مكانه بقرار من الخميني، وهو أستاذ الجغرافيا السياسية، تميزت مرحلته بقرار تعزيز القدرة الصاروخية للحرس الثوري، وعرفت فترة صفوي أيضا توترات داخلية كثيرة وخلافات مع الرئيس الإصلاحي محمد خاتمي، لدرجة أن 24 من قادة الحرس الثوري وجّهوا رسالة للرئيس الإيراني في يوليو/تموز عام 1999 لإخباره بأن صبرهم أوشك على النفاد، لكن رحيم صفوي استمر في منصبه لعشر سنوات. في فترات رفسنجاني وخاتمي الرئاسية في التسعينيات وأوائل الألفية الجديدة، تحوّل الحرس إلى تأسيس التوسع الاقتصادي عبر شبكة حملت اسم "خاتم الأنبياء" للإعمار، وأصبحت الذراع الهندسي الرئيسي للحرس الثوري الإيراني وأحد أكبر المقاولين في المشاريع الصناعية والإنمائية، وتقوم بإدارة مشروعات نفطية، وبناء مشاريع البنية التحتية والاتصالات وغيرها. يمكن القول إن الجيل الثاني للحرس الثوري انتهى مع تعيين محمد علي جعفري، المعروف بـ"عزيز"، قائدا للحرس عام 2007. كان جعفري قد تولى مجموعة مناصب مهمة، منها مسؤول مقر قيادة العمليات المشتركة، ونائب قائد القوات البرية للحرس الثوري مدة 12 عاما، وقائد معسكر ثأر الله في طهران، بجانب تأسيس ورئاسة مركز الأبحاث الإستراتيجية التابع للحرس في 2005. شهدت فترة جعفري، التي امتدت حتى أبريل/نيسان 2019، تعزيزا للدور الخارجي للحرس، حيث تدخلت إيران في عدد من المناطق، وباتت في مناطق منها صاحبة اليد العليا، كما هو الوضع في عراق ما بعد صدام حسين، وسوريا الأسد، واليمن أيضا بالتحالف مع الحوثيين، وفي لبنان الذي ينشط فيه حزب الله، الذراع الأيمن للإيرانيين. بجانب ذلك، شهدت هذه الفترة سلسلة عقوبات مؤلمة على إيران، ثم التفاوض وتوقيع الاتفاق النووي، ثم انسحاب ترامب من هذا الاتفاق، وانتهت فترة جعفري بإعلان الحرس الثوري مؤسسة إرهابية، القرار الذي أصدره ترامب وأكده بايدن لطمأنة قلب إسرائيل. جيل رابع لم يعمر طويلا في أبريل/نيسان عام 2019، أعلن آية الله علي خامنئي تعيين حسين سلامي قائدا عاما للحرس الثوري، وذلك بعد ترفيعه لرتبة لواء. كان سلامي قبل ذلك قد تبوأ مناصب عديدة، منها قيادة سلاح جو الحرس الثوري، وعضو هيئة التدريس في الجامعة العليا للدفاع الوطني، ثم نائب القائد العام للحرس الثوري منذ عام 2009. لا يحدد النظام الأساسي للحرس الثوري أي مُدَد لقائد هذه المؤسسة، بيد أن الباحثة فاطمة الصمادي تقول إن العُرف هو أن يظل القائد 10 سنوات، بيد أن حسين سلامي لم يكمل العقد الذي كان منتظرا، فقد وصلت إليه النيران الإسرائيلية بعد ستة أعوام. إعلان في الواقع، لم تكن هنالك اختلافات جوهرية في التوجهات بين سلامي وبين سلفه جعفري، بل إن الأخير هو الذي طالب بتغيير قيادة الحرس الثوري لضخ دماء جديدة، بيد أن هناك فرقا جوهريا بين الرجلين، هو الحِدّة. لم يكن سلامي يحب التصريحات المنمقة الدبلوماسية، بل كان رجلا يستخدم خطابا تهديديا واضحا وصريحا، فأبرز التهديدات التي صدرت عن الحرس الثوري، حتى في عهد جعفري، صدرت على لسان سلامي نفسه، فقد هدد بإغلاق مضيق هرمز في 4 مايو/أيار 2016، كما هدد إسرائيل بالزوال وعدم إيجاد مكان لدفن القتلى إذا ما واصلت حماقاتها. أما أحد أبرز معالم مسيرة سلامي، فقد كان دوره الفاعل في البرنامج الصاروخي الإيراني ، لذا كان تعيينه رسالة واضحة من طهران إلى أعدائها. هدَّد سلامي الأوروبيين أيضا، ففي فبراير/شباط 2019 كان قد وجَّه عبر التلفزيون الرسمي تحذيرا قال فيه إن أوروبا إنْ قررت الإصرار على نزع السلاح الصاروخي لإيران، فهذا سيدفع طهران إلى تغيير إستراتيجيتها، وبعد الهجمات التي عرفتها إيران في الأحواز عام 2018 وأسفرت عن مقتل 25 من العسكريين والمدنيين، أصدر سلامي تهديدات صريحة لدول في المنطقة. جيل خامس يحمل الصواريخ وعبء الثورة الآن، بعد اغتيال القادة الإيرانيين في طهران، سارع خامنئي إلى الإعلان عن تعيين محمد باكبور قائدا جديدا للحرس الثوري، وهو أستاذ حاصل على دكتوراه في الجغرافيا السياسية، وسبق أن شغل منصب قائد القوات البرية في الحرس، وشارك في الحرب الإيرانية العراقية، كما تولى قيادة عدة فرق ميدانية. عيّن المرشد أيضا علي شادماني قائدا جديدا لمقر خاتم الأنبياء المركزي، المسؤول عن تنفيذ العمليات المشتركة والتخطيط والتنسيق بين الجيش والحرس الثوري، وذلك خلفا للواء غلام علي رشيد. وعلى مستوى الجيش، اختار خامنئي اللواء سيد عبد الرحيم موسوي رئيسا لهيئة الأركان العامة للقوات المسلحة خلفا للجنرال محمد باقري، وقد كان الرجل من قدامى ضباط الجيش الإيراني، وشارك في الحرب الإيرانية العراقية، كما سبق أن شغل رئاسة أركان الجيش وقيادة الدفاع الجوي. هذه التعيينات إذن قد أدخلت إيران وحرسها الثوري خصوصا في ما أسمته فاطمة الصمادي بالجيل الخامس من القيادة، في هذه المرة لم يكن التغيير عقب قرار داخلي، بل هجمات إسرائيلية أثبتت اختراقات عميقة في النظام الإيراني. سيكون مصير الحرس مرهونا بتماسك القيادة الجديدة. ففي أعقاب تصفية جزء كبير من قيادته، تسعى طهران إلى إعادة تجميع هيكل القيادة: محمد باكبور يخلف سلامي، بينما يتولى علي شادماني إعادة تنظيم العمليات، ويقود عبد الرحيم موسوي العلاقات بين الجيش النظامي والحرس. يواجه هؤلاء الثلاثة تحديا مزدوجا: استعادة الروح المعنوية، وضبط التوجهات التقنية والأيديولوجية للحرس. نجاحهم في ضبط الأداء العسكري وتجديد الثقة بين الضباط والجنود -وسط إحساس بالاختراق وضعف الثقة الاستخباراتية- سيحدد إن كان الجيل الخامس قادرا على إعادة بناء الثقة رغم مخاوف التصدع الداخلي. لذلك فإن الإيرانيين على موعد مع تحدٍّ كبير؛ رد العدوان الإسرائيلي، ومعالجة المشكلات الاستخباراتية، وإعادة بناء المؤسسة على ضوء التوجهات الجديدة بقيادة خامنئي، آية الله، ومرشد الثورة الذي حذَّر الإسرائيليون من أنه لن يكون خارج نطاق الاستهداف. نعم، الآن يتقلد أبناء الجيل الخامس الرتب القيادية، لكنهم لا يحملون على ظهورهم الصواريخ الباليستية فحسب، بل عبء الثورة الإسلامية التي تدخل اليوم أكثر مراحلها التاريخية تعقيدا وتهديدا.

كيف علق مغردون على مشاهد هروب الإسرائيليين من الصواريخ الإيرانية؟
كيف علق مغردون على مشاهد هروب الإسرائيليين من الصواريخ الإيرانية؟

الجزيرة

timeمنذ 29 دقائق

  • الجزيرة

كيف علق مغردون على مشاهد هروب الإسرائيليين من الصواريخ الإيرانية؟

تداول نشطاء فلسطينيون وعرب على نطاق واسع مقاطع فيديو وصورًا تُظهر آلاف المستوطنين الإسرائيليين وهم يفرّون إلى الملاجئ، عقب الضربات التي شنتها إيران فجر الاثنين على مدينتي تل أبيب و حيفا. وأسفرت الضربات عن مقتل 8 إسرائيليين على الأقل وإصابة أكثر من 100 آخرين، جراء سقوط صواريخ إيرانية على وسط إسرائيل، حيث نجح بعضها في اختراق أنظمة الدفاع الجوي وضرب مواقع حساسة في تل أبيب وحيفا. وقد أثارت هذه المشاهد تفاعلا واسعا واحتفاء كبيرا على منصات التواصل الاجتماعي، ودفعت كثيرين إلى المقارنة بين لحظات القلق التي عاشها الإسرائيليون، وما يتعرض له الفلسطينيون في قطاع غزة منذ أكثر من 20 شهرا من العدوان المتواصل. واعتبر مغردون أن ما حدث في تل أبيب لا يُقارن بما تشهده غزة يوميا من قصف عنيف ودمار ونزوح جماعي، في ظل غياب أي ملاجئ أو أماكن آمنة، بينما يواصل السكان صمودهم على أرضهم رغم الحرب الإسرائيلية الشرسة. وكتب أحد المغردين: "كم أقلقوا منام أهل غزة، وكم فزع الأطفال تحت ركام البيوت التي سقطت ليلا بلا رحمة. واليوم، ها هم يذوقون طعم القلق، يترقبون كل صفارة، كل اهتزاز، كل ثانية قد تحمل نهايتهم إلى الجحيم". إعلان واعتبر كثيرون أن المشاهد القادمة من تل أبيب "تشرح الصدر"، في ظل ما وصفوه بالعدوان الإسرائيلي المستمر على غزة منذ ما يزيد عن عام ونصف، بما في ذلك ارتكاب المجازر بحق المدنيين، وتدمير المنازل فوق رؤوس ساكنيها، وتهجير مئات الآلاف قسرا. وكتب ناشط آخر "هذه ليلة تفرح فيها غزة وأطفالها، الذين يشاهدون الصواريخ تسقط بعيدا عن رؤوسهم، ولأول مرة منذ عشرين شهرا، تضرب رأس قاتلهم وخاصرته". في سياق متصل، أشار عدد من المعلقين إلى أن توجيه الإسرائيليين إلى الملاجئ جاء بناءً على إنذار بهجوم إيراني وشيك، قبل أن يتضح لاحقا أن طهران تعمّدت إرسال إنذار كاذب في إطار عملية أمنية تهدف إلى تعقّب مصدر اختراق داخل منظومتها الدفاعية. ورأى مغردون أن هذه الخطوة كشفت ضعف الجبهة الداخلية الإسرائيلية، في ظل عدم توفر ملاجئ كافية أو فعّالة في العديد من المدن، وخاصة تل أبيب، حيث اضطر كثيرون للاختباء في أنفاق المترو ومحطات القطارات، وهو ما يتعارض مع صورة الدولة المتقدمة التي تحرص إسرائيل على تصديرها. وقال أحد النشطاء "المشكلة في الشعب اليهودي المتورّط داخل علبة السردين المسماة إسرائيل، سيعيش طول عمره في الملاجئ وأنفاق المترو". وكتب آخر "لن تذوقوا الأمن أبدا ما دمتم في أرض ليست أرضكم". إعلان واعتبر البعض أن الضربة الإيرانية اتخذت طابعا نفسيا وإعلاميا أكثر من كونها عملية عسكرية مباشرة، حيث عاش الإسرائيليون نحو 3 ساعات في الملاجئ بانتظار صواريخ لم تصل، وهو ما وصفه ناشطون بـ"الحرب النفسية الناجحة"، مؤكدين أن آثارها المعنوية كانت كفيلة بإرباك الجبهة الداخلية وإضعاف الثقة بالمؤسسة الأمنية والعسكرية. وعلّق أحد المغردين بالقول "ما أجمل شعور الفرح حين نرى الفوضى والدماء والطوارئ تعمّ بؤرة الشرور في العالم، تل أبيب". وتوقّف نشطاء عند المفارقة بين سلوك الفلسطينيين والإسرائيليين عند دوي صفارات الإنذار، مشيرين إلى أن "الإسرائيليين يهرولون إلى الملاجئ، بينما الفلسطينيون يصعدون إلى أسطح المنازل"، في دلالة على عدم امتلاكهم أي خيارات حقيقية للحماية.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store