logo
الذكاء الاصطناعي.. هل من مستقبل للعرب؟

الذكاء الاصطناعي.. هل من مستقبل للعرب؟

المصري اليوممنذ 13 ساعات
يدفع السؤال وجهتين نظر متعارضتين للقفز لإجابة فورية، الأولى أنه قد فات الأوان، والثانية أن البعض منا قد حجز لنفسه نصيبًا مهمًا من الكعكة. وما يجمع وجهتي النظر هو التطرف والتعصب والتخندق، والذي بات يشكل أكثر مصادر معاناة الإنسان العربي المعاصر.
وبينما لا يمكن إنكار صحة وجهتي النظر بصفة جزئية، فإن الأمر لا يتوقف على الصحة والخطأ، بل على كوننا بتنا جزء لا يتجزأ من عالم واحد يتزايد تأثرنا به وتأثيرنا فيه بمضي الوقت.
بالفعل، نحن نقع خارج ما يمكن تعريفه بـ«المنتجين» لتقنيات الذكاء الاصطناعي، ونقع بين المتأثرين، وفارق كبير بين أن تكون فاعلًا أو أن تصبح مفعولاً به. وبالفعل أيضًا اتخذت حكومات وصناديق سيادية خطوات جديرة بالاهتمام وبما قارب التريليون دولار أمريكي (بحلول مايو 2025) للحصول على نصيب من كعكة الذكاء الاصطناعي، لكنه نصيب في الربح وليس في الملكية الفعلية.
وبالمخالفة للرأي الآخر القائل بأننا خرجنا من صناعة التاريخ، يجوز القول جزمًا بأنه لا يزال هناك متسع من الوقت، وربما سنوات معدودة، بل والقول أيضًا بأن التحرك الآن باتت له ضرورات أكبر من ذي قبل، حيث برزت شواهد مفزعة تشي بأن التنكيل الخوارزمي بالثقافة العربية الإسلامية بات واضحًا وجليًا، ونظرة سطحية على خوارزميات التواصل الاجتماعي كفيلة بإثبات ذلك، فما بالنا لو بحثنا عميقًا في مثال واحد من نوع تحيزات الذكاء الاصطناعي والعنصرية الخوارزمية في تفضيلات التشغيل والتوظيف على أسس إثنية وثقافية والتي تجلت في بعض الوظائف الدولية.
والأنكى أنه رغم العشرات من المبادرات والفعاليات التي شهدتها بلداننا العربية، فإننا لم نتخذ بعد نسقاً كفيلاً بمعالجة التحديات وتلمس سبل التقدم، لا وطنيًا ولا إقليميًا، وبالرغم من أفكار طيبة شهدتها فعاليات مهمة منذ مطلع العام الماضي 2024 جمعت بين مختلف أصحاب المصلحة من هيئات رسمية وشركات التقنية والمجتمع المدني كنائب عن جماعات المستهلكين، فقد اتجهت الفعاليات التي جرت وقائعها خلال العام الجاري 2025 منحى التحفظ وتقييد خطابها ونتائج أعمالها بما يتناسب مع احتياجات الصناديق السيادية التي ضخت مئات المليارات من الاستثمارات المفاجئة في شركات التقنية العالمية، وشركات التقنية المحلية التي باتت طرفًا قزمًا تابعًا للشركات العالمية في تنفيذ جزء من هذه الاستثمارات العربية، وكلا الطرفين حرص على استبعاد ما يقض مضاجعهما من إجابات منشودة على أسئلة حرجة يُشارك العرب شعوب العالم أجمع في طلب الحصول عليها.
الأسئلة الكبرى
لقد سبق لليونسكو وأن حذرت في العام 2021 من تفاوت السرعات بين تطورات الثورة التقنية وبين وضع الأطر الناظمة التي تضمن أن يلبي التطوير الاعتبارات القانونية والأخلاقية، وذلك قبل أن تقع الثورة الكبرى بميلاد نموذج «تشات جي بي تي» Chat GPT في 2022 وهي ثورة تتعلق بالذكاء الاصطناعي التوليدي والذي تحرك مستخدموه من مليونًا واحدًا في نوفمبر 2022 إلى قرابة 500 مليون مستخدم في منتصف 2025.
تحرك الاتحاد الأوروبي مبكرًا نحو حماية البيانات الشخصية في العام 2016 بما يمنح المستهلك تشكيل البيانات الواردة عنه في قواعد البيانات، ووقعت جهود متفرقة في عديد من دول العالممن خلال لوائح وقواعد استرشادية، بما في ذلك جهود منفردة اتخذتها بعض الولايات في الولايات المتحدة الأمريكية مثل كاليفورنيا لإلزام الشركات بإبلاغ المستهلكين بجمع بياناتهم وأخذ الاذن منهم، واتخذت دول عربية مبادرات شبيهة وشكلت آليات وطنية للنهوض بهذه المسئولية.
لكن هناك العديد من الأسئلة خارج إطار الخصوصية وحماية البيانات الشخصية التي يتطلع البشر للإجابة عليها، ويقفز إلى الذهن في مقدمتها ماهية العلاقة بين الإنسان و«الآلة»، حيث يؤدي الذكاء الاصطناعي التوليدي إلى قدرة البرامج المستحدثة والمرتقبة على تعليم نفسها ذاتياً وجمع وترتيب وتنسيق البينات والمعلومات واستخلاص النتائج، وعلى نحو يُنذر بإمكانية أن ينفلت الزمام نحو هيمنة الآلات على السلطة بما يؤدي ربما إلى إهلاك للبشر أو ربما على الأقل لإمكانية استرقاق البشر.
وإمعانًا في الخيال، وفي ظل هيمنة الغرب والفجوة المعرفية المتزايدة بين الشمال والجنوب وتنامي الاحتكارات باستحواذ الشركات العملاقة المعدودة على الشركات المتوسطة والصغرى المطورة للبرمجيات ذات الصلة، هل يمكن للمصانع المنتجة للروبوتات التي يتوقع أن تديرها مستقبلًا برامج الذكاء الاصطناعي أن تنتج جيوشاً من الروبوتات المقاتلة التي تقوم بغزو والانتشار الميداني المسيطر في بلدان الجنوب كثيفة السكان للسيطرة على مواردها من مواد خام وأولية لصالح مصانع تقع في الشمال؟.
ومن الأسئلة كذلك ما يتصل بماهية القواعد المتعلقة بالحياة والسلامة الشخصية، بداية من تطبيقات الرقابة والأمن والخصوصية، ووصولًا لما بات يُعرف بـ«الأسلحة ذاتية التشغيل».
ومنها ما يتعلق بتوزيع القوى داخل المجتمعات والسوق، فيما يتعلق بتوزيع الثروة والسلطة، ومنها في الجانب الطبي تحديات التشخيص لنماذج مرتبطة بخرائط جينية معينة وإمكانية الإخفاق في تشخيص أصول جينية مختلفة.
ومنها كذلك سؤال حول تفضيلات وخيارات التضحية التي ستقررها السيارات ذاتية القيادة عند وقوع الحوادث على الطرق أو خلال الكوارث الطبيعية المفاجئة.
وانتهت محاكم أمريكية في يونيو 2025 إلى اعتبار أن استخدام شركات التقنية لمؤلفات في التعلم الذاتي وفي بناء نماذج التشغيل دون إذا المؤلفين ودور النشر لا يعد انتهاكاًًوفق ما هو متعارف عليه في القوانين الأمريكية بمبدأ «الاستخدام العادل»، وهو ما يمثل بذاته أول انتهاك كبير لما استقر عليه العالم في الثلاثين عاماً الأخيرة في حقوق الملكية الفكرية.
لكن حضارة الغرب لن تطلق النار على نفسها
قد تكون هذه الفرضية غير صحيحة على الإطلاق، فالحضارة الغربية التي تقود البشرية حاليًا لطالما تغنت طوال العقود الثماني الأخيرة بأن منجزاتها الحضارية الأعظم ترتبط بالقانون الدولي لحقوق الإنسان والقانون الإنساني الدولي ومنظومة قيم إنسانية يفترض أنها تعبر عن قيم مشتركة لكل الأسرة الإنسانية، بأكثر مما لها علاقة بالإنجازات العلمية والنماذج الاقتصادية وبنهج سياسي ليبرالي، غير أن المقارنة بين سؤالي فلسطين وأوكرانيا ستكون كافية للتدليل على انهيار هذه النظرية.
ومن ناحية أخرى، فإن قسطًا مهمًا من المفكرين الأوروبيين لمرحلة «ما بعد الحداثة» ينظرون إلى الحضارة الغربية باعتبارها الوحيدة المؤهلة بمنهجها المادي للتفوق وقيادة الحضارة العالمية، وينظرون إلى الأمم غير الأوروبية في أصولها باعتبارها عاجزة عن المواكبة أو غير مؤهلة لقيادة المسيرة الإنسانية بالاستناد على ما تملكه من ثقافات روحية، ووفقاً لهذه الرؤية يذهب بعض المفكرين المعاصرين – بما في ذلك مفكرين غربيين، إلى التبشير بأًفول الحضارة الغربية لكونها حضارة تنتحر ذاتيا وتنحر معها الإنسانية بتسليم السلطة للتقنية أو للآلات.
.. وماذا عن العرب؟
لعل في التمييز العنصري الخوارزمي ما يكفي من دلالات تشكل محفزًا للعرب لتحرك سريع مشترك يغتنم الفرصة السانحة عبر تنافس الأقطاب الدولية الفاعلة بما ينحو إلى إنجاز شراكات حقيقية في الملكية والإنتاجية وامتلاك المعرفة، حتى مع التضحية بدرجة أقل من الربحية.
ويمكن البناء على تقدمات مهمة في الثروة البشرية المؤهلة التي توافرت لبعض المجتمعات العربية، على نحو ما جرى في السنوات الخمسة الأخيرة في كل من مصر والمغرب، وربما في غيرهما، ويوفر جيشًا من الطاقات المؤهلة للمساهمة في امتلاك المعرفة والقدرة، وفي تطوير أقسام البحث والتطوير في القطاعات المختلفة وفق معادلة اقتران تقليدية برؤوس الأموال العربية أو على الأقل بالفوائض.
ووفقاً لبعض أبرز الخبراء العرب في مجالات وشركات التقنية العالمية الكبرى، يشكل العرب ما لا يقل عن 12 بالمائة – وقد تصل إلى 18 بالمائة من القوة الفنية المباشرة وغير المباشرة (معامل البحث والجامعات) التي تعتمد عليها شركات التقنية العالمية الكبرى في الإنتاج والتطوير والتشغيل، وتتهددهم مخاطر متزايدة بالاستبعاد استناداً على أصولهم العربية، وتجلى ذلك نسبيًا مع استبعاد المئات منهم في سياق مواقفهم من جريمة الإبادة الجماعية الإسرائيلية في غزة.
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

في 10 أشهر يضع طفلا.. الكشف عن أول روبوت حامل في العالم (قادر على الإنجاب)
في 10 أشهر يضع طفلا.. الكشف عن أول روبوت حامل في العالم (قادر على الإنجاب)

المصري اليوم

timeمنذ 3 ساعات

  • المصري اليوم

في 10 أشهر يضع طفلا.. الكشف عن أول روبوت حامل في العالم (قادر على الإنجاب)

كشفت شركة «كايوا تكنولوجي» الصينية عن النموذج الأولي لأول روبوت بشري قادر على حمل جنين لمدة 10 أشهر وإنجاب طفل، في خطوة وصفها البعض بأنها ثورة في مجال التكنولوجيا الطبية. وأفاد موقع «إنتريستينج إنجينيرينج»، أن الجهاز يعتمد على وحدة رحم اصطناعية مملوءة بالسائل الأمنيوسي لمحاكاة الحمل الطبيعي. كيف يعمل الروبوت؟ تحتوي الوحدة الاصطناعية على نظام متكامل لنقل العناصر الغذائية عبر أنبوب خاص، لضمان نمو الجنين بشكل سليم، ويشبه هذا النظام عملية الحمل البيولوجي، حيث يزود الجنين بالمواد الأساسية لنموه طوال فترة الحمل، ما يعكس محاكاة دقيقة للطبيعة البشرية. وبدوره، أكد الدكتور تشانج، مؤسس الشركة ورئيسها التنفيذي، أن الروبوت اجتاز اختبارات ناجحة على الحيوانات، وأنه من المتوقع طرحه في السوق عام 2026 بسعر يُقدّر بنحو 100 ألف يوان صيني، أي حوالي 14 ألف دولار أمريكي، موضحًا أن هذه التقنية تهدف إلى تشجيع الشباب الذين يفضلون تجنب الحمل البيولوجي، والأسر التي تواجه صعوبات في الإنجاب، إضافةً إلى الأفراد غير المتزوجين. جدل واسع على منصات التواصل أثار الإعلان موجة نقاشات واسعة على وسائل التواصل الاجتماعي الصينية، حيث تصدر السؤال حول أول روبوت حامل في العالم نتائج البحث على موقع «ويبو» الشهير في الصين. وانقسمت الآراء بين منتقدين وصفوا التقنية بالقاسية والمخالفة للأخلاق، وبين مؤيدين اعتبروها وسيلة لتحرير النساء من مشقة الحمل الجسدية وتحقيق حلم الإنجاب بطرق مبتكرة. الاحتياجات الاجتماعية والتحديات المستقبلية مع ارتفاع معدل العقم في الصين إلى نحو 18% بحلول عام 2020، وحظر تأجير الأرحام قانونيًا، يُتوقع أن تشهد هذه التقنية طلبًا مرتفعًا، حيث أوضح الخبراء أن الروبوت قد يمنح العديد من الراغبين في الإنجاب فرصة حقيقية لتكوين الأسرة، بينما يفتح الباب أمام نقاشات اجتماعية وأخلاقية حول مستقبل الإنجاب الاصطناعي. ويُتوقع أن يتجاوز ذلك النموذج الأولي لشركة «Kaiwa Technology» مجال الابتكار التكنولوجي، مؤثرًا على المفاهيم الاجتماعية المتعلقة بالعائلة والنسل، مما يضع المجتمع أمام تحديات جديدة في التعامل مع الحدود بين الطبيعة والتكنولوجيا، وبالتالي تزداد المخاوف حول احتلال الذكاء الاصطناعي لحياتنا.

أخبار التكنولوجيا : روبوت حمل بشرى برحم اصطناعى يثير جدلا واسعا فى الصين.. صور
أخبار التكنولوجيا : روبوت حمل بشرى برحم اصطناعى يثير جدلا واسعا فى الصين.. صور

نافذة على العالم

timeمنذ 4 ساعات

  • نافذة على العالم

أخبار التكنولوجيا : روبوت حمل بشرى برحم اصطناعى يثير جدلا واسعا فى الصين.. صور

السبت 16 أغسطس 2025 11:50 صباحاً نافذة على العالم - أثارت الصين جدلًا واسعا بعد الإعلان عن اقتراب اكتمال أول روبوت حمل بشرى فى العالم، فالجهاز الجديد تطوره شركة "كايوا تكنولوجى"، وهى شركة ناشئة متخصصة فى الروبوتات، ويرأسها الدكتور تشانغ تشيفنغ الحاصل على درجة الدكتوراه من جامعة نانيانغ التكنولوجية فى سنغافورة. وفى مقابلة نُشرت منذ أيام عبر مؤسسة "كواى كى تشي" الإعلامية الصينية للعلوم والتكنولوجيا، كشف تشيفنغ أن شركته بصدد الانتهاء من تطوير روبوت قادر على محاكاة تجربة الحمل البشرى بشكل كامل، الروبوت مزود بوحدة بطن تحوى حاضنة اصطناعية متطورة، يزعم أنها قادرة على حمل جنين لمدة 10 أشهر وإنجاب طفل حى تماما كما يحدث لدى النساء. نموذج الروبو يعتمد الروبوت على رحم اصطناعى يتضمن سائلا أمنيوسيا يُزرع فيه الجنين، فيما يحصل على التغذية عبر أنبوب متصل بالحبل السرى، ووفقا لتشيفنغ، أثبتت التقنية نجاحها بالفعل فى التجارب على الحيوانات، ومن المقرر أن يُطرح الروبوت فى الأسواق خلال عام واحد بسعر أقل من 100 ألف يوان، أى نحو 14 ألف دولار، بحسب oddity central. وأوضح تشيفنغ أن تكنولوجيا الرحم الاصطناعى وصلت إلى مرحلة النضج، وأن التحدى الحالى يتمثل فى دمجها داخل بطن روبوت يمكنه التفاعل مع البشر من أجل إتمام عملية الحمل، لكنه لم يقدم تفاصيل دقيقة بشأن كيفية تخصيب البويضات وزرعها فى الرحم الاصطناعى، وهو ما زاد من تساؤلات الجمهور. صورة تخيلية بالذكاء الاصطناعي الخبر أثار موجة جدل كبيرة على وسائل التواصل الاجتماعى فى الصين، كثير من المنتقدين وصفوا التقنية بأنها "غير طبيعية"، معتبرين أن حرمان الجنين من التواصل مع أمه أمر قاسٍ وغير أخلاقى، فى المقابل، رأى آخرون أنها فرصة ذهبية للأشخاص الذين يواجهون صعوبة فى الحمل الطبيعى أو حتى عبر التلقيح الاصطناعى، بل ووسيلة لتحرير المرأة من الأعباء الجسدية للحمل. وعبّر بعض المستخدمين عن حماستهم الشديدة للفكرة، أحدهم كتب قائلا: "إذا كان السعر نصف راتبى السنوى فقط، فسوف أشتريه فورا"، بينما قال آخر: "حاولت التلقيح الاصطناعى 3 مرات وفشلت جميعها، الآن لدى فرصة حقيقية لإنجاب طفل". ورغم التفاؤل الشعبى، حذر خبراء طبيون من المبالغة فى تقدير قدرة هذه التقنية، وأكدوا أن الروبوت قد لا يتمكن من محاكاة عناصر أساسية من الحمل البشرى مثل إفراز الهرمونات، تفاعل الجهاز المناعى، والتطور العصبى الذى يحدث داخل رحم الأم، وأضافوا أن هذه العمليات لا تزال غامضة إلى حد كبير، ما يجعل استنساخها بشكل اصطناعى شبه مستحيل.

أختراع 'روبوت' صيني قادر علي محاكاة تجربة الحمل البشري
أختراع 'روبوت' صيني قادر علي محاكاة تجربة الحمل البشري

الزمان

timeمنذ 4 ساعات

  • الزمان

أختراع 'روبوت' صيني قادر علي محاكاة تجربة الحمل البشري

أثارت الصين جدلًا واسعا بعد الإعلان عن اقتراب اكتمال أول روبوت حمل بشرى فى العالم، فالجهاز الجديد تطوره شركة "كايوا تكنولوجى"، وهى شركة ناشئة متخصصة فى الروبوتات، ويرأسها الدكتور تشانغ تشيفنغ الحاصل على درجة الدكتوراه من جامعة نانيانغ التكنولوجية فى سنغافورة. وفى مقابلة نُشرت منذ أيام عبر مؤسسة "كواى كى تشي" الإعلامية الصينية للعلوم والتكنولوجيا، كشف تشيفنغ أن شركته بصدد الانتهاء من تطوير روبوت قادر على محاكاة تجربة الحمل البشرى بشكل كامل، الروبوت مزود بوحدة بطن تحوى حاضنة اصطناعية متطورة، يزعم أنها قادرة على حمل جنين لمدة 10 أشهر وإنجاب طفل حى تماما كما يحدث لدى النساء. يعتمد الروبوت على رحم اصطناعى يتضمن سائلا أمنيوسيا يُزرع فيه الجنين، فيما يحصل على التغذية عبر أنبوب متصل بالحبل السرى، ووفقا لتشيفنغ، أثبتت التقنية نجاحها بالفعل فى التجارب على الحيوانات، ومن المقرر أن يُطرح الروبوت فى الأسواق خلال عام واحد بسعر أقل من 100 ألف يوان، أى نحو 14 ألف دولار، بحسب oddity central. وأوضح تشيفنغ أن تكنولوجيا الرحم الاصطناعى وصلت إلى مرحلة النضج، وأن التحدى الحالى يتمثل فى دمجها داخل بطن روبوت يمكنه التفاعل مع البشر من أجل إتمام عملية الحمل، لكنه لم يقدم تفاصيل دقيقة بشأن كيفية تخصيب البويضات وزرعها فى الرحم الاصطناعى، وهو ما زاد من تساؤلات الجمهور. الخبر أثار موجة جدل كبيرة على وسائل التواصل الاجتماعى فى الصين، كثير من المنتقدين وصفوا التقنية بأنها "غير طبيعية"، معتبرين أن حرمان الجنين من التواصل مع أمه أمر قاسٍ وغير أخلاقى، فى المقابل، رأى آخرون أنها فرصة ذهبية للأشخاص الذين يواجهون صعوبة فى الحمل الطبيعى أو حتى عبر التلقيح الاصطناعى، بل ووسيلة لتحرير المرأة من الأعباء الجسدية للحمل. وعبّر بعض المستخدمين عن حماستهم الشديدة للفكرة، أحدهم كتب قائلا: "إذا كان السعر نصف راتبى السنوى فقط، فسوف أشتريه فورا"، بينما قال آخر: "حاولت التلقيح الاصطناعى 3 مرات وفشلت جميعها، الآن لدى فرصة حقيقية لإنجاب طفل". ورغم التفاؤل الشعبى، حذر خبراء طبيون من المبالغة فى تقدير قدرة هذه التقنية، وأكدوا أن الروبوت قد لا يتمكن من محاكاة عناصر أساسية من الحمل البشرى مثل إفراز الهرمونات، تفاعل الجهاز المناعى، والتطور العصبى الذى يحدث داخل رحم الأم، وأضافوا أن هذه العمليات لا تزال غامضة إلى حد كبير، ما يجعل استنساخها بشكل اصطناعى شبه مستحيل.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store