logo
اغتيال يهز موسكو... جبهة أوكرانية أخرى ضد روسيا؟

اغتيال يهز موسكو... جبهة أوكرانية أخرى ضد روسيا؟

النهار٢٨-٠٤-٢٠٢٥

حين كان خارجاً من منزله صباح يوم الجمعة، لم يكن الفريق أول ياروسلاف موسكاليك يدرك أنه ذاهب لمواجهة مصير الجنرال إيغور كيريلوف. قُتل موسكاليك بانفجار سيارة مفخخة. وقُتل كيريلوف بانفجار دراجة كهربائية مفخخة. بالكاد تعدى الفارق الزمني بين الاغتيالين أربعة أشهر.
في حين أن كيريلوف اغتيل بعد 24 ساعة على اتهام كييف له باستخدام أسلحة كيميائية ضد القوات الأوكرانية "بشكل شامل"، جاء اغتيال موسكاليك من دون "سابق إنذار" مشابه. طبعت عمليتي الاغتيال ثلاثُ نقاط مشتركة على الأقل.
في الأمن
كيريلوف (54) وموسكاليك (59) قائدان عسكريان بارزان في القوات الروسية. كان الأول مسؤولاً عن قوات الحماية النووية والبيولوجية والكيميائية. أما الثاني فشغل منصب نائب رئيس مدير العمليات الرئيسية في هيئة الأركان العامة للقوات الروسية. بمعنى آخر، تمثّل مديرية العمليات الرئيسية عقل الجيش الروسي في الحرب ضد أوكرانيا.
النقطة المشتركة الثانية هي أن عمليتي الاغتيال حصلتا في موسكو. قُتل موسكاليك في بلدة بالاشيخا الواقعة في منطقة (أوبلاست) موسكو، وهي تبعد نحو 24 كيلومتراً عن الساحة الحمراء. بينما اغتيل كيريلوف على بعد بضعة كيلومترات من الساحة نفسها. لكن اغتيال موسكاليك جسّد تصعيداً في المخاطرة، إذ تطلب تفخيخَ سيارة كاملة (من نوع فولكس فاغن) عوضاً عن مجرد "سكوتر"، بمتفجرات متشظية ومرتجلة. رمى عصف الانفجار الشخصية المستهدفة أمتاراً عدة بعيداً من موقعها.
الرسالة الأمنية المفترضة من وراء العمليتين هي أن أوكرانيا تستطيع الوصول إلى أعلى القيادات العسكرية الروسية وفي قلب حصنها الاستخباري. (لم تعلق أوكرانيا على الاغتيال).
جرأة أكبر
في النقطة الثالثة، يحضر الطابع السياسي. حصلت عمليتا الاغتيال تحت أنظار الرئيس الأميركي دونالد ترامب. وقعت العملية الأولى في كانون الأول/ديسمبر، خلال المرحلة الانتقالية بين إدارتي بايدن وترامب. في جانب معيّن، كانت أوكرانيا تنغّص على الروس الفرحة المحتملة بفوز المرشح الجمهوري بالانتخابات الرئاسية. حالياً، لا يزال تنغيص فرحتهم جزءاً من الأهداف الأوكرانية – لكن مع جرأة أكبر.
وقع اغتيال موسكاليك في اليوم نفسه لمقابلة موفد ترامب الخاص ستيف ويتكوف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لمواصلة التفاوض حول إنهاء الحرب. وموسكاليك نفسه شارك في محادثات باريس مع أوكرانيا سنة 2015، حين مثّل هيئة الأركان الروسية. أدت تلك المحادثات إلى اتفاقيّة مينسك التي لم تعمّر طويلاً.
وجاء الاغتيال بعد قصف روسي دامٍ لكييف ليل الأربعاء-الخميس، حين قُتل ما لا يقل عن 12 شخصاً وجرح نحو 70 آخرين. كما أتى بعد إعلان واشنطن استعدادها الاعتراف بالقرم أرضاً روسية، وطلبها من كييف التنازل عن المطالبة باستعادتها. على صعيد أشمل أيضاً، حدث الاغتيال بعدما خسرت أوكرانيا كل أو الغالبية الساحقة من البلدات التي احتلتها في منطقة كورسك الروسية بدءاً من أواسط الصيف الماضي.
مجدداً، لم يعترِ الرسالة أي لبس. مهما كانت خطة ترامب والتطورات الميدانية تصب في مصلحة روسيا، فستظل أوكرانيا قادرة على إيذاء موسكو – العاصمة وصناع القرار فيها.
ترامب متفاجئ
لم يبدُ ترامب مطلعاً على الاغتيال، إذ تفاجأ حين سأله أحد المراسلين عن ذلك يوم الجمعة: "أنت تقول لي ذلك للمرة الأولى. أين حصل ذلك؟" وحين أجاب المراسل قائلاً إنه حصل في موسكو، رد ترامب: "هذا (حدثٌ) كبير، نعم". وأضاف أنه سيدرس الموضوع.
ما إذا كان الرئيس الأميركي سيرى في الاغتيال تحدّياً لجهوده ولموفده أمر غير مستبعد. لكن كيفية "معاقبته" لأوكرانيا، إذا فكر بذلك، قضية إشكالية بما أنه يطلب منها أساساً تقديم معظم التنازلات. صحيح أن لقاء ترامب مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في الفاتيكان، على هامش مراسم جنازة البابا فرنسيس، كان "إيجابياً" بحسب الطرفين، لكن ذلك لم يُترجم إلا ببيان من ترامب على "تروث سوشل" يدين فيه، وبصعوبة واضحة، الهجمات الروسية على كييف.
"القصة نفسها"
اعتقلت روسيا مواطناً أوكرانياً من سومي اشتبهت بضلوعه في العملية التي وصفتها بـ "الإرهابية" وقد حمّلت كييف مسؤوليتها. وهكذا فعلت أيضاً في كانون الأول حين اعتقلت سريعاً مشتبهاً بتورطه في اغتيال كيريلوف. تبدو الاعتقالات، بصفتها إجراءات متأخرة لا استباقية، غير كافية كي يفكك الروس مخطط كييف المفترض للاغتيالات.
في المدى المنظور، لن تغير هذه الاغتيالات الواقع السياسي والعسكري الصعب لأوكرانيا. بحسب توصيف مسؤول أمني بريطاني لعملية الاغتيال، إنها "قصةٌ اليوم، مَنسيّة غداً".
ليس إن سرّعت أوكرانيا وتيرة "سردها" لهذا النوع من "القصص".

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

نتنياهو يبحث مع ترامب مقتل دبلوماسيين إسرائيليين في واشنطن
نتنياهو يبحث مع ترامب مقتل دبلوماسيين إسرائيليين في واشنطن

النهار

timeمنذ 4 ساعات

  • النهار

نتنياهو يبحث مع ترامب مقتل دبلوماسيين إسرائيليين في واشنطن

ذكر بيان صدر عن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن رئيس الوزراء أجرى اتصالا هاتفيا مع الرئيس الأميركي دونالد ترامب اليوم الخميس، وناقشا مقتل اثنين من موظفي السفارة الإسرائيلية في واشنطن. وأضاف البيان أن الزعيمين بحثا أيضا الحرب في غزة، وأن ترامب عبر عن دعمه لأهداف نتنياهو، ومنها إطلاق سراح جميع الرهائن المحتجزين لدى حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس). وقال البيت الأبيض إن ترامب حزين وغاضب من إطلاق النار على موظفين بالسفارة الإسرائيلية. وبحسب البيت الأبيض فقد ناقش ترامب ونتنياهو اتفاقا محتملا مع إيران، وأضاف أن ترامب يعتقد أن الأمور تسير في الاتجاه الصحيح. وكان قد قُتل موظفان بالسفارة الإسرائيلية في واشنطن مساء الأربعاء في إطلاق نار أمام المتحف اليهودي في وسط العاصمة الأميركية، في هجوم اعتبرته الدولة العبرية "عملاً إرهابياً معادياً للسامية" وأوقف منفذه الذي نادى بـ"فلسطين حرّة". للمزيد اضغط هنا

إسرائيل قد تفقد فرصتها لشن ضربة على إيران قريبًا... تقرير يتحدث
إسرائيل قد تفقد فرصتها لشن ضربة على إيران قريبًا... تقرير يتحدث

ليبانون 24

timeمنذ 4 ساعات

  • ليبانون 24

إسرائيل قد تفقد فرصتها لشن ضربة على إيران قريبًا... تقرير يتحدث

كشف موقع "أكسيوس"، نقلا عن مسؤول إسرائيلي، اليوم الخميس، أن تل أبيب تعتقد أن فرصتها لضرب قدرات إيران النووية "قد تضيع قريبا بسبب تهديد طهران بنقل المواد النووية إلى مواقع غير معلنة". في الوقت نفسه، أشار "أكسيوس"، نقلا عن مسؤول أميركي، إلى أن إدارة دونالد ترامب تشعر بالقلق من أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو"قد يقدم على ضرب إيران من دون موافقة الرئيس الأميركي". في غضون ذلك، قال وزير الخارجية الإيراني ، عباس عراقجي، الخميس، إنه "إذا أرادت الولايات المتحدة إنهاء تخصيب اليورانيوم الإيراني فلن يكون هناك اتفاق نووي". وتابع: "لا تزال هناك خلافات جوهرية مع واشنطن"، مبرزا: "لدينا القدرة على صنع سلاح نووي، ولكن ليست لدينا رغبة في القيام بذلك". وأوضح عراقجي: " الاتفاق النووي لعام 2015 لم يمت بعد ولكن لا يمكن إحياؤه". وأكد أنه "على الأميركيين البحث عن خطة بديلة إذا فشلت المحادثات، وإيران ستواصل مسارها". كما كشف أن "فكرة كونسورتيوم لتخصيب اليورانيوم ليست سيئة لكنها لن تحل محل التخصيب على الأراضي الإيرانية". وكان وزير الخارجية الإيراني وجه، في وقت سابق الخميس، رسالة إلى الأمين العام للأمم المتحدة ، أنطونيو غوتيريش، مفادها أن إيران ستعتبر "أميركا متورطة في أي هجوم إسرائيلي على المنشآت النووية". وكانت مصادر إسرائيلية قد قالت، إن جهاز الاستخبارات الإسرائيلي غير موقفه خلال الأيام القليلة الماضية، من الاعتقاد بأن الاتفاق النووي وشيك إلى الاعتقاد بأن المحادثات قد تنهار قريبا. وبناء على احتمال فشل المحادثات النووية، تستعد إسرائيل لتوجيه ضربة سريعة، إذا أعطى ترامب الضوء الأخضر لها، حسب مصادر عديدة. ونقل "أكسيوس" عن مصدر مطلع، أن إسرائيل تعتقد أن الوقت المتاح لشن ضربة ناجحة ضد إيران ينفد. وسيعقد عراقجي والمبعوث الأميركي إلى البيت الأبيض ، ستيف ويتكوف، جولة خامسة من المحادثات النووية في روما، الجمعة، بوساطة وزير خارجية سلطنة عمان. وكانت المفاوضات قد وصلت إلى طريق مسدود بسبب إصرار إيران على توقيع اتفاق يسمح لها بامتلاك قدرة على التخصيب المحلي، في حين أن الولايات المتحدة أعلنت أن التخصيب هو خط أحمر. وقال مسؤولان إسرائيليان إن وزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلي، رون ديرمر، ومدير جهاز الموساد الإسرائيلي، ديفيد برنيا، سيلتقيان ويتكوف في روما، الجمعة، على هامش المحادثات النووية. وقالت إسرائيل، الخميس، إن ترامب ونتنياهو قد اتفقا على ضرورة ضمان عدم حصول إيران على أسلحة نووية. على صعيد متصل ذكرت المتحدثة باسم البيت الأبيض أن ترامب ونتنياهو ناقشا "الاتفاق المحتمل مع إيران الذي يعتقد الرئيس (ترامب) أنه يسير في الاتجاه الصحيح". وأضافت: "قد ينتهي هذا بحل دبلوماسي

عراقجي: "خلافات جوهرية" ما زالت قائمة مع الولايات المتحدة
عراقجي: "خلافات جوهرية" ما زالت قائمة مع الولايات المتحدة

المدن

timeمنذ 5 ساعات

  • المدن

عراقجي: "خلافات جوهرية" ما زالت قائمة مع الولايات المتحدة

أعلن وزير الخارجية الإيرانية عباس عراقجي اليوم الخميس، أن "خلافات جوهرية" ما زالت قائمة مع الولايات المتحدة، عشية جولة جديدة من المحادثات النووية في روما بوساطة سلطنة عمان.وقال عراقجي للتلفزيون الرسمي: "لا تزال هناك خلافات جوهرية بيننا"، محذراً من أنه إذا أرادت الولايات المتحدة منع إيران من تخصيب اليورانيوم "فلن يكون هناك اتفاق".كما حمل عراقجي الإدارة الأميركية مسؤولية أي هجوم إسرائيلي على المنشآت النووية الإيرانية قائلاً: "إن الولايات المتحدة ستتحمل المسؤولية القانونية في حالة شن إسرائيل هجوماً على المنشآت النووية الإيرانية".وكتب عراقجي على منصة "إكس" بعد أن وجّه رسائل إلى مسؤولي الأمم المتحدة: "لقد دعوت المجتمع الدولي إلى اتخاذ إجراءات وقائية فعالة ضد استمرار التهديدات الإسرائيلية، والتي إن لم تُكبح فستجبر إيران على اتخاذ تدابير خاصة للدفاع عن منشآتها وموادها النووية".وأضاف "ستتوافق طبيعة ومحتوى ومدى إجراءاتنا مع الإجراءات الوقائية التي تتخذها هذه الهيئات الدولية وتتناسب معها وفقاً لواجباتها والتزاماتها القانونية".من جهته، قال الحرس الثوري الإيراني اليوم إن إسرائيل ستتعرض لـ"رد مدمر وحاسم" إذا هاجمت إيران.يأتي ذلك إثر تقرير لشبكة "سي إن إن" أول أمس الثلاثاء، أفاد بأن الولايات المتحدة "لديها معلومات استخباراتية جديدة تشير إلى أن إسرائيل تجري استعدادات لضرب المنشآت النووية الإيرانية".واليوم الخميس، قال البيت الأبيض إن الرئيس الأميركي دونالد ترامب ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ناقشا اتفاقاً محتملاً مع إيران في اتصال هاتفي، وأضاف أن ترامب يعتقد أن الأمور تسير في الاتجاه الصحيح.وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارولين ليفيت في إفادة صحفية إن ترامب ونتنياهو ناقشا أيضاً مقتل اثنين من موظفي السفارة الإسرائيلية في واشنطن.في غضون ذلك، أفاد موقع "أكسيوس" الأميركي بأن وزير الشؤون الإستراتيجية الإسرائيلي رون ديرمر ورئيس الموساد ديفيد برنياع سيلتقيان مع المبعوث الأميركي ستيفن ويتكوف غداً الجمعة في روما على هامش الجولة الجديدة من المحادثات مع إيران.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store