
بعد أكبر عملية اختراق بالإنترنت.. كيف نواجه الخطر؟
الغد-أبراهيم المبيضين
بعدما كشفت تقارير أمنية عالمية حول تسريب هائل وغير مسبوق طال أكثر من 16 مليار كلمة مرور وبيانات اعتماد، اعتبر خبراء محليون أن هذا الأمر يشكل تهديداً مباشراً لمليارات المستخدمين حول العالم إذ يُمكن أن يؤدي إلى موجات ضخمة من الاحتيال الرقمي وسرقة الهوية واختراق الحسابات الشخصية والمهنية.
ويقول الخبراء: "هذا التسريب الأضخم في تاريخ الإنترنت هو بمثابة " جرس إنذار عالمي لأمن حساباتنا الرقمية" ما يستدعي الحذر والتعامل بفطنة وباتخاذ الإجراءات الاحتياطية تجنبا لأي محاولات اختراق يمكن أن تلحق بنا ضررا اجتماعيا أو أمنيا أو اقتصاديا".
وينصح خبراء الأمن السيبراني المستخدمين الأردنيين باتخاذ إجراءات عاجلة، تشمل تغيير كلمات المرور لجميع الحسابات المهمة، وإنشاء كلمات مرور قوية وفريدة، وتفعيل خاصية المصادقة الثنائية، واستخدام أدوات إدارة كلمات المرور لحماية البيانات الشخصية من الوقوع في الأيدي الخاطئة، في وقت تظهر فيه التقديرات أن عدد مستخدمي الإنترنت في الأردن يتجاوز 10.7 مليون مستخدم.
وكان باحثون في الأمن السيبراني كشفوا أخيرا عن تسريب ضخم شمل أكثر من 16 مليار بيانات تسجيل دخول تم الحصول عليها عبر برمجيات خبيثة ما أثار تحذيرات واسعة النطاق بشأن خصوصية وأمان المستخدمين حول العالم
ووفقاً لتقرير نشره موقع "سايبر نيوز" تم العثور على 30 قاعدة بيانات مختلفة تضم معلومات حساسة تشمل أسماء المستخدمين، وكلمات المرور، وروابط المواقع الإلكترونية المرتبطة به، إذ يُعتقد أن هذه البيانات جُمعت عبر برامج تجسس تم زرعها إما في أجهزة المستخدمين أو في مواقع إلكترونية، دون أن تُعرف الجهة المسؤولة حتى الآن، وتشير التحقيقات الأولية إلى أن أكبر قاعدة بيانات من بين الثلاثين تحتوي على 3.5 مليار سجل، معظمها لمستخدمين يتحدثون البرتغالية، في حين ضمت قاعدة بيانات أخرى نحو 445 مليون سجل لمستخدمين روس، شملت البيانات المخترقة حسابات من خدمات شهيرة مثل آبل، وفيسبوك، وتيليغرام، حيث تم تسريب 60 مليون حساب متعلق بتيليغرام وحده.
ووفقا للتقارير العالمية، وعلى الرغم من وجود تكرار في بعض القواعد، لم يُحدَّد حتى الآن العدد الدقيق للأفراد المتضررين من التسريب.
جرس إنذار عالمي
وقال الخبير في مضمار الأمن السيبراني د.عمران سالم إن "هذا الحدث ليس مجرد خرقا عاديا للبيانات ؛ "إنه بمثابة جرس إنذار عالمي يطرق أبواب كل مستخدم للإنترنت"، مؤكداً على أن أمن حساباتنا الرقمية أصبح على المحك أكثر من أي وقت مضى.
وبين سالم أن تسريب 16 مليار كلمة مرور هو "حدث لا يمكن تجاهله"، فهو يذكرنا جميعا بأن الأمن السيبراني ليس مجرد مسؤولية خبراء التكنولوجيا، بل هو واجب جماعي يقع على عاتق كل مستخدم للإنترنت، من خلال اتخاذ خطوات استباقية وواعية، يمكننا جميعاً بناء خط دفاع أقوى وحماية أنفسنا وأصولنا الرقمية في هذا العصر المتطور.
حجم الكارثة الرقمية وأبعادها
ولبيان حجم الحدث، أوضح سالم قائلا: "تخيل حجم البيانات المتداولة: 16 مليار تسجيل دخول! هذا الرقم يتجاوز عدد سكان الكوكب بمرات عديدة، ويعني أن كل واحد منا قد تكون بياناته، أو بيانات أحبائه، ضمن هذه الأكوام الضخمة من المعلومات المكشوفة".
وأضاف سالم، أن الأخطر من ذلك هو أن جزءاً كبيراً من هذه البيانات يُعتقد أنه جديد ولم يُبلغ عنه سابقاً، مما يجعله وقوداً طازجاً للمجرمين السيبرانيين"، مشيرا إلى أن تشمل الحسابات المتأثرة منصاتنا اليومية الحيوية مثل فيسبوك وجوجل وابل اي دي وتيليغرام وخدمات الفي بي إن، وخدمات حكومية رقمية وغيرها ، مشيرا إلى أن الخبر ليس مجرد أرقام، بل هو دليل على أن كلمات المرور التي نستخدمها – حتى لو كانت قوية في نظرنا – قد تكون قد سُرقت بالفعل عبر برامج ضارة متخصصة في سرقة المعلومات والتي تصيب الأجهزة دون علم أصحابها.
وقال: "هذه البيانات المنظمة بعناية فائقة تعد مخططا للاستغلال الشامل وهي تسهل على المهاجمين شن الهجمات وتسهل التصيد الاحتيالي، والاستيلاء الكامل على الحسابات".
تداعيات التسريب
وبين سالم أن تداعيات هذا التسريب تتجاوز مجرد الإزعاج؛ فهي تهدد خصوصيتنا الشخصية بالوصول إلى رسائل البريد الإلكتروني، الصور، المستندات، والمحادثات الخاصة، وتهدد أمننا المالي باختراق الحسابات البنكية، بطاقات الائتمان، ومحافظ العملات الرقمية، وتهدد هويتنا الرقمية باستخدام هوياتنا لارتكاب عمليات احتيال، أو نشر معلومات مضللة، أو الإضرار بسمعتنا، فضلا عن تهديدها أمننا الوظيفي باستغلال حسابات العمل المخترقة للدخول إلى شبكات الشركات والتسبب في خروقات أكبر.
إجراءات عاجلة للتعامل مع الحدث
في مواجهة هذا التهديد، أكد سالم أنه "لا مجال للتأجيل أو التراخي" ، فالسلامة الرقمية تتطلب إجراءات فورية وحاسمة.
ودعا سالم المستخدمين إلى تغيير كلمة المرور بشكل عاجل وقال: "على المستخدم أن يبدأ فوراً بتغيير كلمات المرور لجميع حساباته الحساسة، وعلى رأسها حسابات رئيسة مثل الفيسبوك، جوجل و ابل اي دي وغيرها من الحسابات ثم الانتقال إلى بقية الحسابات".
وأوضح سالم أن على المستخدم " اختيار كلمات مرور جديدة"، مبينا أن قوة كلمة المرور تكمن في تميزها وطولها.
وقال "أنشئوا كلمات مرور فريدة لكل حساب، يجب أن تكون طويلة ( أن تكون مكونة من 12 إلى 16 حرفاً على الأقل)، وتتضمن مزيجاً من الأحرف الكبيرة والصغيرة، الأرقام، والرموز وتجنب استخدام المعلومات الشخصية أو الكلمات الشائعة".
ونصح سالم المستخدمين بتفعيل خاصية المصادقة الثنائية التي وصفها بـ"الدرع الإضافي".
وبين قائلا: "فعلوا المصادقة الثنائية على كل حساب يدعمها هذه الطبقة الأمنية الإضافية تجعل الوصول إلى حساباتكم شبه مستحيل حتى لو تمكن المخترق من معرفة كلمة المرور".
التصيد الاحتيالي
وشدد على أهمية أن ينتبه المستخدم ضد التصيد الاحتيالي، موضحا بأن على المستحدمين أن يكونوا حذرين للغاية من أي رسائل بريد إلكتروني أو رسائل نصية أو مكالمات تطلب منكم معلومات شخصية أو بيانات تسجيل الدخول.
ودعا إلى التحقق من مصدر الرسالة وتوجهوا مباشرة إلى الموقع الرسمي لتسجيل الدخول بدلاً من النقر على الروابط.
واشار إلى إجراء مهم مثل اعتماد مديري كلمات المرور، وقال: " فكروا جدياً في استخدام برامج إدارة كلمات المرور الموثوقة. هذه الأدوات يمكنها إنشاء كلمات مرور قوية جداً وفريدة لكل حساب، وتخزينها بأمان، وتسهيل عملية تسجيل الدخول، مع مطالبتكم بتذكر كلمة مرور رئيسة واحدة فقط".
وأكد أهمية النظر في مفاتيح المرور " باس كييز" إذا كانت المنصة تدعمها، فإن مفاتيح المرور تمثل بديلاً أكثر أماناً وراحة لكلمات المرور التقليدية.
حماية البيانات ضرورة
وأكد الخبير في مجال التقنية والاتصالات وصفي الصفدي أن حماية البيانات الشخصية أصبحت ضرورة لمنع اختراقها واستغلالها.
وقال، "الحدث الأخير يؤكد الحاجة الملحة وفي كل دول العالم لإعطاء الأولوية لمراجعة قوانين حماية البيانات الشخصية وتحديثها، بالإضافة إلى اتخاذ تدابير فعالة لضمان الأمن الرقمي لمواطنيها"، لافتا إلى أن الدول الأوروبية نفذت بالفعل قوانين قوية وفرضت غرامات لتعزيز حقوق الأفراد وحماية البيانات الشخصية.
تكثيف الجهود العالمية
وشدد الصفدي على أنه يجب تكثيف الجهود على مستوى العالم، وعلى الحكومات والشركات على كافة المستويات التنظيمية والتشريعية والرقابية، لتعزيز الأمن السيبراني استجابة لتطور وانتشار استخدام الإنترنت والتطبيقات الذكية في الحياة الرقمية.
وقال: "الأمر يتطلب " نظام أمن سيبراني شامل ومتكامل"، والعمل على إجراء تحديثات مستمرة وإدماج التقنيات المتقدمة مثل الذكاء الاصطناعي وتحليل البيانات الضخمة لاكتشاف التهديدات السيبرانية ومكافحتها في مرحلة مبكرة".
ما المطلوب من الحكومات والمؤسسات؟
ولمواجهة مثل هذه الحوادث وتداعياتها قال الصفدي إن الحكومات إجمالا مطالبة بمراجعة وتطوير القوانين والأنظمة الخاصة بالمجال الرقمي بانتظام لتواكب التطورات التكنولوجية والتهديدات السيبرانية، فضلا عن أهمية تكثيف الجهود الدولية لمكافحة الجرائم السيبرانية وتبادل المعلومات والخبرات.
وقال: "على الحكومات ايضا العمل لحماية البنية التحتية الحيوية عبر إعطاء الأولوية لتأمين الأنظمة والشبكات الحكومية التي تحتوي على بيانات حساسة للمواطنين، مؤكدا على مسؤولية الحكومات أيضا في مجال التوعية والإرشاد من خلال توفير برامج توعية وإرشادات واضحة للمواطنين والمؤسسات حول أفضل ممارسات الأمن السيبراني".
وعلى مستوى الشركات والمؤسسات بين الصفدي أن عليها العمل على إعداد خطة استجابة فورية للحوادث من خلال وضع وتطبيق خطة واضحة ومُختبرة للاستجابة السريعة لأي خرق للبيانات لتقليل الأضرار.
ولفت إلى أن تكون جاهزة لعملية الاحتواء والتقييم، فبمجرد اكتشاف الخرق، يجب احتواؤه فوراً لمنع المزيد من التسرب، وتقييم حجم الضرر ونوع البيانات المتأثرة، والعمل على تحديد وإصلاح سبب الخرق بشكل جذري، وتطبيق التحديثات الأمنية، وتعزيز ضوابط الوصول، وتشفير البيانات، وإعادة تعيين كلمات المرور المخترقة.
وأكد الصفدي أهمية قيام الحكومات والمؤسسات بعملية مراجعة شاملة للأمن والاستثمار في تقنيات الكشف عن التهديدات في الوقت الفعلي، والحماية بجانب تدريب الموظفين بانتظام على بروتوكولات أمن البيانات وأفضل الممارسات لتجنب الأخطاء البشرية، والالتزام بالمتطلبات القانونية لتقديم التقارير والتوثيق الشامل لكل تفاصيل الحادثة والاستجابة لها".
الوعي عامل حاسم
وبخصوص الأفراد، أكد المستشار في مجال الإعلام الرقمي إبراهيم الهندي أن عامل التوعية عامل مهم جدا في مثل هذه الأحداث لأن لها تأثيرا خطيرا على خصوصية المستخدمين الرقمية.
ودعا الهندي في مثل هذه الأحداث أو حتى في الأيام العادية إلى عدم وثوق المستخدم بالروابط المشكوك بها والتي تصله عبر مختلف القنوات سواء عبر الإيميل أو عبر وسائل التراسل والتواصل الاجتماعي وعدم الضغط عليها.
وأكد الهندي أهمية تأكد المستخدم من عناوين المرسلين عبر مختلف القنوات الإلكترونية، والانتباه إلى التنبيهات والرسائل الرسمية التي تصل للمستخدم من الشركات المشرفة على وسائل البريد الإلكتروني ووسائل التواصل الاجتماعي مثل جوحل ومايكروسوفت وفيسبوك وغيرهات.
وشدد الهندي على أن يبني المستخدم ثقافته الرقمية الخاصة وذلك عبر العديد من الخطوات، منها متابعة أخبار الأمن السيبراني، وقال: "هذه الثقافة تبني الوعي وهو خط الدفاع الأول للمستخدم".

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


Amman Xchange
منذ 4 ساعات
- Amman Xchange
بعد أكبر عملية اختراق بالإنترنت.. كيف نواجه الخطر؟
الغد-أبراهيم المبيضين بعدما كشفت تقارير أمنية عالمية حول تسريب هائل وغير مسبوق طال أكثر من 16 مليار كلمة مرور وبيانات اعتماد، اعتبر خبراء محليون أن هذا الأمر يشكل تهديداً مباشراً لمليارات المستخدمين حول العالم إذ يُمكن أن يؤدي إلى موجات ضخمة من الاحتيال الرقمي وسرقة الهوية واختراق الحسابات الشخصية والمهنية. ويقول الخبراء: "هذا التسريب الأضخم في تاريخ الإنترنت هو بمثابة " جرس إنذار عالمي لأمن حساباتنا الرقمية" ما يستدعي الحذر والتعامل بفطنة وباتخاذ الإجراءات الاحتياطية تجنبا لأي محاولات اختراق يمكن أن تلحق بنا ضررا اجتماعيا أو أمنيا أو اقتصاديا". وينصح خبراء الأمن السيبراني المستخدمين الأردنيين باتخاذ إجراءات عاجلة، تشمل تغيير كلمات المرور لجميع الحسابات المهمة، وإنشاء كلمات مرور قوية وفريدة، وتفعيل خاصية المصادقة الثنائية، واستخدام أدوات إدارة كلمات المرور لحماية البيانات الشخصية من الوقوع في الأيدي الخاطئة، في وقت تظهر فيه التقديرات أن عدد مستخدمي الإنترنت في الأردن يتجاوز 10.7 مليون مستخدم. وكان باحثون في الأمن السيبراني كشفوا أخيرا عن تسريب ضخم شمل أكثر من 16 مليار بيانات تسجيل دخول تم الحصول عليها عبر برمجيات خبيثة ما أثار تحذيرات واسعة النطاق بشأن خصوصية وأمان المستخدمين حول العالم ووفقاً لتقرير نشره موقع "سايبر نيوز" تم العثور على 30 قاعدة بيانات مختلفة تضم معلومات حساسة تشمل أسماء المستخدمين، وكلمات المرور، وروابط المواقع الإلكترونية المرتبطة به، إذ يُعتقد أن هذه البيانات جُمعت عبر برامج تجسس تم زرعها إما في أجهزة المستخدمين أو في مواقع إلكترونية، دون أن تُعرف الجهة المسؤولة حتى الآن، وتشير التحقيقات الأولية إلى أن أكبر قاعدة بيانات من بين الثلاثين تحتوي على 3.5 مليار سجل، معظمها لمستخدمين يتحدثون البرتغالية، في حين ضمت قاعدة بيانات أخرى نحو 445 مليون سجل لمستخدمين روس، شملت البيانات المخترقة حسابات من خدمات شهيرة مثل آبل، وفيسبوك، وتيليغرام، حيث تم تسريب 60 مليون حساب متعلق بتيليغرام وحده. ووفقا للتقارير العالمية، وعلى الرغم من وجود تكرار في بعض القواعد، لم يُحدَّد حتى الآن العدد الدقيق للأفراد المتضررين من التسريب. جرس إنذار عالمي وقال الخبير في مضمار الأمن السيبراني د.عمران سالم إن "هذا الحدث ليس مجرد خرقا عاديا للبيانات ؛ "إنه بمثابة جرس إنذار عالمي يطرق أبواب كل مستخدم للإنترنت"، مؤكداً على أن أمن حساباتنا الرقمية أصبح على المحك أكثر من أي وقت مضى. وبين سالم أن تسريب 16 مليار كلمة مرور هو "حدث لا يمكن تجاهله"، فهو يذكرنا جميعا بأن الأمن السيبراني ليس مجرد مسؤولية خبراء التكنولوجيا، بل هو واجب جماعي يقع على عاتق كل مستخدم للإنترنت، من خلال اتخاذ خطوات استباقية وواعية، يمكننا جميعاً بناء خط دفاع أقوى وحماية أنفسنا وأصولنا الرقمية في هذا العصر المتطور. حجم الكارثة الرقمية وأبعادها ولبيان حجم الحدث، أوضح سالم قائلا: "تخيل حجم البيانات المتداولة: 16 مليار تسجيل دخول! هذا الرقم يتجاوز عدد سكان الكوكب بمرات عديدة، ويعني أن كل واحد منا قد تكون بياناته، أو بيانات أحبائه، ضمن هذه الأكوام الضخمة من المعلومات المكشوفة". وأضاف سالم، أن الأخطر من ذلك هو أن جزءاً كبيراً من هذه البيانات يُعتقد أنه جديد ولم يُبلغ عنه سابقاً، مما يجعله وقوداً طازجاً للمجرمين السيبرانيين"، مشيرا إلى أن تشمل الحسابات المتأثرة منصاتنا اليومية الحيوية مثل فيسبوك وجوجل وابل اي دي وتيليغرام وخدمات الفي بي إن، وخدمات حكومية رقمية وغيرها ، مشيرا إلى أن الخبر ليس مجرد أرقام، بل هو دليل على أن كلمات المرور التي نستخدمها – حتى لو كانت قوية في نظرنا – قد تكون قد سُرقت بالفعل عبر برامج ضارة متخصصة في سرقة المعلومات والتي تصيب الأجهزة دون علم أصحابها. وقال: "هذه البيانات المنظمة بعناية فائقة تعد مخططا للاستغلال الشامل وهي تسهل على المهاجمين شن الهجمات وتسهل التصيد الاحتيالي، والاستيلاء الكامل على الحسابات". تداعيات التسريب وبين سالم أن تداعيات هذا التسريب تتجاوز مجرد الإزعاج؛ فهي تهدد خصوصيتنا الشخصية بالوصول إلى رسائل البريد الإلكتروني، الصور، المستندات، والمحادثات الخاصة، وتهدد أمننا المالي باختراق الحسابات البنكية، بطاقات الائتمان، ومحافظ العملات الرقمية، وتهدد هويتنا الرقمية باستخدام هوياتنا لارتكاب عمليات احتيال، أو نشر معلومات مضللة، أو الإضرار بسمعتنا، فضلا عن تهديدها أمننا الوظيفي باستغلال حسابات العمل المخترقة للدخول إلى شبكات الشركات والتسبب في خروقات أكبر. إجراءات عاجلة للتعامل مع الحدث في مواجهة هذا التهديد، أكد سالم أنه "لا مجال للتأجيل أو التراخي" ، فالسلامة الرقمية تتطلب إجراءات فورية وحاسمة. ودعا سالم المستخدمين إلى تغيير كلمة المرور بشكل عاجل وقال: "على المستخدم أن يبدأ فوراً بتغيير كلمات المرور لجميع حساباته الحساسة، وعلى رأسها حسابات رئيسة مثل الفيسبوك، جوجل و ابل اي دي وغيرها من الحسابات ثم الانتقال إلى بقية الحسابات". وأوضح سالم أن على المستخدم " اختيار كلمات مرور جديدة"، مبينا أن قوة كلمة المرور تكمن في تميزها وطولها. وقال "أنشئوا كلمات مرور فريدة لكل حساب، يجب أن تكون طويلة ( أن تكون مكونة من 12 إلى 16 حرفاً على الأقل)، وتتضمن مزيجاً من الأحرف الكبيرة والصغيرة، الأرقام، والرموز وتجنب استخدام المعلومات الشخصية أو الكلمات الشائعة". ونصح سالم المستخدمين بتفعيل خاصية المصادقة الثنائية التي وصفها بـ"الدرع الإضافي". وبين قائلا: "فعلوا المصادقة الثنائية على كل حساب يدعمها هذه الطبقة الأمنية الإضافية تجعل الوصول إلى حساباتكم شبه مستحيل حتى لو تمكن المخترق من معرفة كلمة المرور". التصيد الاحتيالي وشدد على أهمية أن ينتبه المستخدم ضد التصيد الاحتيالي، موضحا بأن على المستحدمين أن يكونوا حذرين للغاية من أي رسائل بريد إلكتروني أو رسائل نصية أو مكالمات تطلب منكم معلومات شخصية أو بيانات تسجيل الدخول. ودعا إلى التحقق من مصدر الرسالة وتوجهوا مباشرة إلى الموقع الرسمي لتسجيل الدخول بدلاً من النقر على الروابط. واشار إلى إجراء مهم مثل اعتماد مديري كلمات المرور، وقال: " فكروا جدياً في استخدام برامج إدارة كلمات المرور الموثوقة. هذه الأدوات يمكنها إنشاء كلمات مرور قوية جداً وفريدة لكل حساب، وتخزينها بأمان، وتسهيل عملية تسجيل الدخول، مع مطالبتكم بتذكر كلمة مرور رئيسة واحدة فقط". وأكد أهمية النظر في مفاتيح المرور " باس كييز" إذا كانت المنصة تدعمها، فإن مفاتيح المرور تمثل بديلاً أكثر أماناً وراحة لكلمات المرور التقليدية. حماية البيانات ضرورة وأكد الخبير في مجال التقنية والاتصالات وصفي الصفدي أن حماية البيانات الشخصية أصبحت ضرورة لمنع اختراقها واستغلالها. وقال، "الحدث الأخير يؤكد الحاجة الملحة وفي كل دول العالم لإعطاء الأولوية لمراجعة قوانين حماية البيانات الشخصية وتحديثها، بالإضافة إلى اتخاذ تدابير فعالة لضمان الأمن الرقمي لمواطنيها"، لافتا إلى أن الدول الأوروبية نفذت بالفعل قوانين قوية وفرضت غرامات لتعزيز حقوق الأفراد وحماية البيانات الشخصية. تكثيف الجهود العالمية وشدد الصفدي على أنه يجب تكثيف الجهود على مستوى العالم، وعلى الحكومات والشركات على كافة المستويات التنظيمية والتشريعية والرقابية، لتعزيز الأمن السيبراني استجابة لتطور وانتشار استخدام الإنترنت والتطبيقات الذكية في الحياة الرقمية. وقال: "الأمر يتطلب " نظام أمن سيبراني شامل ومتكامل"، والعمل على إجراء تحديثات مستمرة وإدماج التقنيات المتقدمة مثل الذكاء الاصطناعي وتحليل البيانات الضخمة لاكتشاف التهديدات السيبرانية ومكافحتها في مرحلة مبكرة". ما المطلوب من الحكومات والمؤسسات؟ ولمواجهة مثل هذه الحوادث وتداعياتها قال الصفدي إن الحكومات إجمالا مطالبة بمراجعة وتطوير القوانين والأنظمة الخاصة بالمجال الرقمي بانتظام لتواكب التطورات التكنولوجية والتهديدات السيبرانية، فضلا عن أهمية تكثيف الجهود الدولية لمكافحة الجرائم السيبرانية وتبادل المعلومات والخبرات. وقال: "على الحكومات ايضا العمل لحماية البنية التحتية الحيوية عبر إعطاء الأولوية لتأمين الأنظمة والشبكات الحكومية التي تحتوي على بيانات حساسة للمواطنين، مؤكدا على مسؤولية الحكومات أيضا في مجال التوعية والإرشاد من خلال توفير برامج توعية وإرشادات واضحة للمواطنين والمؤسسات حول أفضل ممارسات الأمن السيبراني". وعلى مستوى الشركات والمؤسسات بين الصفدي أن عليها العمل على إعداد خطة استجابة فورية للحوادث من خلال وضع وتطبيق خطة واضحة ومُختبرة للاستجابة السريعة لأي خرق للبيانات لتقليل الأضرار. ولفت إلى أن تكون جاهزة لعملية الاحتواء والتقييم، فبمجرد اكتشاف الخرق، يجب احتواؤه فوراً لمنع المزيد من التسرب، وتقييم حجم الضرر ونوع البيانات المتأثرة، والعمل على تحديد وإصلاح سبب الخرق بشكل جذري، وتطبيق التحديثات الأمنية، وتعزيز ضوابط الوصول، وتشفير البيانات، وإعادة تعيين كلمات المرور المخترقة. وأكد الصفدي أهمية قيام الحكومات والمؤسسات بعملية مراجعة شاملة للأمن والاستثمار في تقنيات الكشف عن التهديدات في الوقت الفعلي، والحماية بجانب تدريب الموظفين بانتظام على بروتوكولات أمن البيانات وأفضل الممارسات لتجنب الأخطاء البشرية، والالتزام بالمتطلبات القانونية لتقديم التقارير والتوثيق الشامل لكل تفاصيل الحادثة والاستجابة لها". الوعي عامل حاسم وبخصوص الأفراد، أكد المستشار في مجال الإعلام الرقمي إبراهيم الهندي أن عامل التوعية عامل مهم جدا في مثل هذه الأحداث لأن لها تأثيرا خطيرا على خصوصية المستخدمين الرقمية. ودعا الهندي في مثل هذه الأحداث أو حتى في الأيام العادية إلى عدم وثوق المستخدم بالروابط المشكوك بها والتي تصله عبر مختلف القنوات سواء عبر الإيميل أو عبر وسائل التراسل والتواصل الاجتماعي وعدم الضغط عليها. وأكد الهندي أهمية تأكد المستخدم من عناوين المرسلين عبر مختلف القنوات الإلكترونية، والانتباه إلى التنبيهات والرسائل الرسمية التي تصل للمستخدم من الشركات المشرفة على وسائل البريد الإلكتروني ووسائل التواصل الاجتماعي مثل جوحل ومايكروسوفت وفيسبوك وغيرهات. وشدد الهندي على أن يبني المستخدم ثقافته الرقمية الخاصة وذلك عبر العديد من الخطوات، منها متابعة أخبار الأمن السيبراني، وقال: "هذه الثقافة تبني الوعي وهو خط الدفاع الأول للمستخدم".


صراحة نيوز
منذ 12 ساعات
- صراحة نيوز
إعلانات واتساب تُربك الخصوصية: هل يفقد التطبيق هويته؟
صراحة نيوز- يُشكّل قرار 'واتساب' ببدء عرض الإعلانات تحولًا جذريًا في مسار تطبيق لطالما تميّز بالبساطة والخصوصية، وابتعد عن نهج منصات التواصل الاجتماعي الأخرى. عندما استحوذت 'فيسبوك' (التي أصبحت لاحقًا 'ميتا') على 'واتساب' عام 2014 مقابل 19 مليار دولار، كان التطبيق يعتمد نموذجًا فريدًا، يفرض رسومًا سنوية رمزية لا تتجاوز دولارًا واحدًا، مقابل تجربة خالية تمامًا من الإعلانات. وفي عام 2016، ألغيت هذه الرسوم، ليُصبح 'واتساب' مجانيًا بالكامل، لكنه بدأ تدريجيًا ببناء نموذج ربحي عبر تقديم خدمات موجهة للشركات. وبحسب تقرير لموقع 'ذا كونفرزيشن'، فإن أكثر من 700 مليون شركة تستخدم حاليًا 'واتساب للأعمال' في خدمات مثل الردود الآلية والتحديثات الترويجية. علامات تجارية شهيرة مثل 'زارا' و'أديداس' تستفيد من المنصة للتواصل مع العملاء وتقديم تجربة تسوق مخصصة. لكن هذه العوائد ما تزال ضئيلة مقارنة بالأرباح الهائلة التي تحقّقها 'ميتا' من الإعلانات على 'فيسبوك' و'إنستغرام'، والتي تشكل الجزء الأكبر من إيراداتها السنوية البالغة نحو 160 مليار دولار. لذلك، لم يكن غريبًا أن تبدأ 'ميتا' بالنظر إلى جمهور 'واتساب' – الذي يضم نحو 3 مليارات مستخدم – كمصدر دخل إضافي. وفي ظل هذا التوجه، بدأت تطبيقات أخرى مثل 'سناب شات' و'تيليغرام' أيضًا استكشاف طرق للربح، ما يعكس توجّهًا عامًا في السوق الرقمية. لكن ما يجعل خطوة 'واتساب' مثيرة للجدل هو هويته المختلفة. التطبيق لا يُستخدم كمجرد منصة منشورات عامة، بل يُعد مساحة شخصية يستخدمها الناس لتبادل معلومات خاصة وحساسة. ورغم أن الإعلانات قد لا تعتمد على محتوى الرسائل نفسه، إلا أن 'ميتا' تملك كمًا هائلًا من البيانات من 'فيسبوك' و'إنستغرام'، ما يجعل الإعلانات الموجهة في 'واتساب' أكثر حساسية وإثارة للقلق. فإذا كنت تتحدث عن فريقك الرياضي أو تخطط لعطلتك، ثم تبدأ برؤية إعلانات حول ذلك، فقد يبدو الأمر وكأنه اختراق لمساحتك الخاصة. ويُضاف إلى ذلك، أن 'واتساب' لا يزال يتعافى من تداعيات أزمة الخصوصية التي شهدها في 2021، عندما واجه انتقادات حادة بعد تحديث سياسات مشاركة البيانات مع 'فيسبوك'، ما دفع ملايين المستخدمين إلى تحميل تطبيقات بديلة مثل 'سيغنال' و'تيليغرام'. وبالرغم من أن بعض الدراسات تشير إلى تقبّل الجيل الجديد للإعلانات المخصصة، إلا أن الثقة الرقمية تظل هشّة. فإذا شعر المستخدمون أن خصوصيتهم باتت مهددة، أو أن التطبيق أصبح منصة تجارية بحتة، فقد يهجرونه بسهولة نحو بدائل أخرى،


أخبارنا
منذ 19 ساعات
- أخبارنا
تهكير (واتس أب) مدير عام المؤسسة العامة للغذاء والدواء د. نزار المهيدات
أخبارنا : نشر مدير عام المؤسسة العامة للغذاء والدواء د. نزار مهيدات على صفحته الخاصة في شبكة التواصل الاجتماعي "فيسبوك' عن نجاح محاولة تهكير حسابه على برنامج (الواتس آب) ودعى اصدقائه لعدم الرد على أي رسالة او طلب من خلال هذا البرنامج كما وأكد على الامتناع عن اجابة لأي طلب من الممكن ان يتم . المهيدات ذكر ايضاً ان الجهات الرسمية تعمل الآن على استعادة الحساب وتحميل كامل المسؤولية للمنفذين خصوصا إذا كان هذا العمل المشين من داخل الأردن . ــ الشريط الاخباري