
السيسي: نسعى إلى تغيير حال مصر رغم التحديات
حملت كلمة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، الأربعاء، رسائل عدة ركزت بمجملها على «جهود الدولة لتحسين حياة المواطنين»، في ظل ما تواجهه مصر من ظروف اقتصادية «صعبة»، وأوضاع إقليمية مضطربة. وقال: «نسعى إلى تغيير حال مصر رغم التحديات».
وتحدث الرئيس المصري، خلال حفل افتتاح المرحلة الأولى من مدينة «مستقبل مصر الصناعية»، وفعاليات موسم الحصاد بمحور الشيخ زايد بمحافظة الجيزة (محور الضبعة سابقاً)، عن «جهود زيادة الرقعة الزراعية»، كما اقترح تكرار تجربة «العاصمة الإدارية الجديدة» في محافظات أخرى.
وقال إن «الدولة تبذل جهوداً ضخمة لتحويل الأراضي الصحراوية إلى أراضٍ صالحة للزراعة»، وتابع: «نريد أن نستفيد كلنا من مواطنين ومزارعين ورجال صناعة وزراعة وحكومة من تغيير الواقع الحالي، والمزارع الموجودة لدى (جهاز مستقبل مصر)، ولدى وزارة الزراعة قادرة على فعل ذلك».
وشدّد على «ضرورة تكامل عمل مؤسسات الدولة بالمشاركة مع القطاع الخاص في مجال البنية الأساسية الخاصة بالزراعة»، وقال: «أنا أتحدث حالياً للحكومة والمستثمرين وكل من يستطيع أن يسهم معنا لإنجاح الأفكار التي نتحدث عنها، حين نريد إدخال أراضٍ للزراعة، ونواجه تحديات كثيرة ليس لجهة التمويل فقط، ولكن التنفيذ أيضاً».
السيسي يتفقد ثلاجات تخزين ومصنعاً للعلف وآخر للمجففات بمدينة مستقبل مصر الصناعية بمحور الشيخ زايد بمحافظة الجيزة (الرئاسة المصرية)
وأضاف السيسي، موجهاً حديثه إلى القطاع الخاص والمستثمرين: «الأرض متاحة لكم، الدولة قطعت شوطاً كبيراً في تجهيزها، كل المطلوب منكم العمل من أجل أن تدخل الأرض الزراعية مرحلة الإنتاج بعد أن تم توفير البيئة الأساسية لذلك».
وأشار إلى أن تحسين وضع البلاد «ليس سهلاً»، لكنه «سيستمر في السعي». وقال: «نحن نعمل لزيادة الإنتاج وتحسينه، وتحسين حياتنا... أرجوكم ثقوا فينا... نريد أن نكون مع بعض لنغير ونطور ونحسن حالنا».
وسبق أن أكد الرئيس السيسي مراراً على قدرة مصر على تجاوز «الظروف الصعبة»، معولاً على «تماسك وصلابة» المصريين، في مواجهة «تحديات استثنائية» تمر بها المنطقة.
وتعليقاً على مشروع الدلتا الجديدة على مساحة مليوني ونصف المليون فدان، قال السيسي: «نتحدث عن نحو مليوني أسرة أو أكثر سيعيشون على الدلتا الجديدة، والحكومة تعمل بتخطيط متكامل لهذا الشأن». ولفت إلى أن «إضافة مليوني فدان ليس أمراً بسيطاً، حيث ينتج عن ذلك توفير فرص تشغيل للملايين، كما يحتاج المشروع إلى معدات تكلف عشرات المليارات من الجنيهات».
واستعرض الحفل «تطورات مشروع مدينة (مستقبل مصر الصناعية) المتخصصة في مجال التصنيع الزراعي، واستهداف استصلاح 4.5 مليون فدان، بما في ذلك إضافة 800 ألف فدان مستصلحة للرقعة الزراعية المصرية بحلول شهر سبتمبر (أيلول) 2025، ليصبح إجمالي الأراضي القابلة للزراعة في مصر 13.5 مليون فدان بحلول عام 2027، لضمان تحقيق الأمن الغذائي، وزيادة الصادرات من المنتجات الزراعية والغذائية، وتقليل فاتورة استيراد السلع الغذائية، التي تبلغ سنوياً حوالي 20 مليار دولار»، بحسب إفادة رسمية للمتحدث باسم الرئاسة المصرية السفير محمد الشناوي.
السيسي خلال حفل افتتاح المرحلة الأولى من مدينة مستقبل مصر الصناعية (الرئاسة المصرية)
وقال الإعلامي وعضو مجلس النواب المصري (البرلمان) مصطفى بكري لـ«الشرق الأوسط» إن «السيسي أكد في كلمته أن وحدة الشعب ضرورية لحماية الدولة وتحقيق التنمية»، مشيراً إلى أن «ما تم افتتاحه من مشروعات وخطط لزيادة الرقعة الزراعية دليل على أن مصر ماضية في الطريق الصحيح لتنفيذ استراتيجيتها بتحقيق الاكتفاء الذاتي من المواد الغذائية الاستراتيجية».
بدوره، عدّ مستشار «مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور عمرو الشوبكي حديث السيسي عن سعي الدولة إلى رفع مستوى معيشة المواطنين «رداً على ما يثار بشأن الأوضاع الاقتصادية الصعبة والغلاء، وغير ذلك من المشكلات المعيشية». وقال لـ«الشرق الأوسط»، إن «كلمات السيسي تستهدف التأكيد على أن ما يتخذ من إجراءات هدفه تحسين مستوى معيشة المواطنين رغم التحديات». وأضاف: «السيسي يستشعر معاناة المصريين، ويؤكد من خلال كلمته صدق النيات في تحسين الأوضاع».
وتعليقاً على افتتاح «مجمع المصالح الحكومية للخدمات الذكية» في محافظة الوادي الجديد، أكد السيسي أن «الدولة تستهدف تعميم هذا النمط من التطوير في مختلف المحافظات. وأن ما تم تنفيذه هو على غرار ما تم في العاصمة الإدارية الجديدة».
وأوضح أن «الفكرة تتضمن إخلاء المباني المقامة على أراضٍ ذات قيمة، ما يتيح للدولة الاستفادة من الأصول العقارية ذات القيمة المرتفعة، التي تُسهم في تغطية جزء كبير من تكلفة التطوير». وقال إن «الفكرة المطبقة في الوادي الجديد سيتم استكمالها في محافظة أسيوط التي تُعد مثالاً جيداً، حيث توجد المديريات والمصالح الحكومية على أراضٍ ذات قيمة عالية، بينما تمتلك المحافظة ظهيراً عمرانياً متمثلاً في (أسيوط الجديدة) يمكن من خلاله إنشاء مجمع خدمي متكامل، مع استغلال الأراضي القديمة بشكل مثمر».
وهنا يقول الشوبكي إن «السيسي يرد بشكل غير مباشر على ما يثار بين الحين والآخر بشأن مشروع العاصمة الإدارية الجديدة»، مؤكداً أن «هذا المشروع كان فرصة لإعادة استغلال مقرات حكومية في أماكن حيوية وسط القاهرة، وهي تجربة يمكن تكرارها في أماكن أخرى». مع التأكيد أنها «لا تمثل عبئاً مادياً على الدولة».
وتقع العاصمة الجديدة على بُعد 75 كيلومتراً تقريباً، شرق القاهرة، وبدأ العمل بها عام 2015، وانتقلت إليها الوزارات والمقرات الحكومية أخيراً. وكان البعض، بينهم برلمانيون، قد نادوا بوقف الإنشاءات في المدن الجديدة نظراً للظروف الاقتصادية «الصعبة». وهي انتقادات رد عليها السيسي مراراً مؤكداً أن «الدولة لم تتحمل أعباء إضافية من مشروع العاصمة الإدارية الجديدة».
وكان الرئيس المصري قد عد افتتاح العاصمة الإدارية الجديدة، بمثابة «ميلاد دولة وجمهورية جديدة». وقال، خلال مشاركته القوات المسلحة الاحتفال بـ«يوم الشهيد» عام 2021، إنه يسعى إلى «تغيير واقع المصريين للأفضل».
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الرياض
منذ 2 ساعات
- الرياض
"البيئة" تطلق خدمة الرخص عبر منصة "نما"
أعلنت وزارة البيئة والمياه والزراعة عن إطلاق خدمة إصدار رخصة ممارسة النشاط الزراعي والحيواني والسمكي، بهدف تمكين الأفراد وقطاع الأعمال ومواطني دول مجلس التعاون الخليجي من مزاولة هذه الأنشطة بشكل نظامي وفعال. وأكدت الوزارة أن الخدمة الجديدة تتيح للمستفيدين إصدار الرخص إلكترونيًا عبر منصة "نما"، بما يسهم في تسهيل الإجراءات ورفع كفاءة الخدمات المقدمة في القطاعات الزراعية والسمكية والحيوانية، وفقًا للضوابط المعتمدة. وأوضحت أن أنواع الأنشطة المشمولة تشمل النشاطات الزراعية المختلفة، ومشاريع الثروة الحيوانية، إلى جانب الأنشطة المرتبطة بالثروة السمكية، وذلك في إطار دعم القطاع التنموي وتحقيق مستهدفات الاستدامة.


الرياض
منذ 2 ساعات
- الرياض
أمير القصيم يطلع على مبادرات المركز الوطني للنخيل والتمور
تسلّم صاحب السمو الملكي الأمير د. فيصل بن مشعل أمير منطقة القصيم، التقرير السنوي للمركز الوطني للنخيل والتمور لعام 2024م، متضمنًا أبرز الإحصاءات والمخرجات التي تسهم في تعزيز قطاع النخيل والتمور على مستوى المملكة عمومًا، ومنطقة القصيم على وجه الخصوص. وقد جاء ذلك خلال استقبال سموه أمس بمكتبه بديوان الإمارة بمدينة بريدة الرئيس التنفيذي للمركز د. عبدالعزيز السهلاوي، بحضور مدير عام فرع وزارة البيئة والمياه والزراعة بالقصيم م. سلمان الصوينع، والرئيس التنفيذي لكرنفال بريدة للتمور د. خالد النقيدان. وأشاد أمير منطقة القصيم، بما تضمنه التقرير من جهود نوعية تسهم في دعم هذا القطاع الحيوي، وتعزيز التنافسية محليًا وعالميًا، مؤكدًا أن منطقة القصيم تُعدُّ من أبرز المناطق إنتاجًا وجودة في مجال النخيل والتمور، بفضل الله ثم ما تحظى به من دعم القيادة الرشيدة -أيدها الله-. من جهة ثانية، ترأس سموه بمقر الإمارة بمدينة بريدة، اجتماعًا لاستعراض مبادرات المركز الوطني للنخيل والتمور، بحضور الرئيس التنفيذي للمركز، وعددٍ من مسؤولي الجهات ذات العلاقة واطّلع سموه خلال الاجتماع على تفاصيل المبادرات التي يتبناها المركز الوطني للنخيل والتمور، التي اشتملت على أربعة مسارات: مسار الجودة، ومسار الدعم والإعانات، ومسار التسويق المحلي، ومسار التسويق الدولي كما تطرق الاجتماع إلى جهود تطوير ودعم كرنفال بريدة للتمور للإسهام في تعزيز تسويق التمور محليًا ودوليًا، حيث بلغت نسبة قيمة صادرات التمور من منطقة القصيم نحو 24 % من إجمالي صادرات التمور في المملكة. وأكد أمير منطقة القصيم، أهمية قطاع النخيل والتمور باعتباره أحد المرتكزات الرئيسة في رؤية المملكة 2030، مشيدًا بجهود المركز الوطني للنخيل والتمور ومبادراته الرامية إلى تطوير هذا القطاع الحيوي، ورفع كفاءته وتعزيز قدرته التنافسية في الأسواق العالمية. وقال: "كرنفال بريدة للتمور أصبح منظومة اقتصادية متكاملة يسهم في رفع الناتج المحلي، ويوفر الفرص الاستثمارية، ويعزز من الحراك الزراعي والتجاري بالمنطقة، ويبرز جودة التمور في المملكة؛ ليفتح آفاقًا أوسع للتصدير وزيادة العوائد الاقتصادية، وتحقيق مستهدفات رؤية المملكة 2030 في القطاعين الزراعي والاقتصادي" من جانب آخر، ترأس سموه بمقر ديوان الإمارة بمدينة بريدة، اجتماع الجمعية العمومية العادية وغير العادية، بحضور أعضاء الجمعية وممثلي اللجان التنفيذية وشهد الاجتماع استعراض الأهداف الإستراتيجية للجمعية، وأدوار اللجان العاملة، إضافة إلى إقرار الميزانية للعام المالي الماضي، واعتماد البرامج والمشاريع والخطة المستقبلية للجمعية. كما جرى مناقشة أبرز إنجازات الجمعية خلال العام الجاري، التي تضمنت توفير السكن لأكثر من 1500 فردٍ من الأسر المحتاجة، وتدريب 72 مستفيدًا ضمن برامج الجمعية التدريبية الهادفة إلى تمكين الأسر وتنميتها. وأشاد أمير القصيم بالدور التنموي والإنساني الذي تضطلع به الجمعية، مثمنًا جهود مجلس إدارتها ومنسوبيها كافة في تنفيذ برامجها وفق رؤية واضحة تستهدف توفير السكن المناسب، وتحقق الاستقرار الاجتماعي للأسر المستحقة. وأكد سموه أهمية تعزيز الشراكات المجتمعية وتكامل الجهود مع الجهات الحكومية والقطاع الخاص والقطاع غير الربحي، بما يسهم في توسيع أثر الجمعية واستدامة مشاريعها، ويحقق مستهدفات رؤية المملكة 2030 في تمكين القطاع غير الربحي ودعم برامج الإسكان التنموي.


العربية
منذ 4 ساعات
- العربية
مواجهة محتدمة بين ترامب ورئيس جنوب أفريقيا حول قتل مزارعين بيض
استغل الرئيس الأميركي دونالد ترامب اجتماعه برئيس جنوب أفريقيا سيريل رامافوسا في البيت الأبيض، الأربعاء، ليتهم جنوب أفريقيا بالفشل فى مواجهة قتل المزارعين البيض. وقال ترامب: "إن الأشخاص يفرون من جنوب أفريقيا حفاظا على سلامتهم "، وخفض أضواء المكتب البيضاوي ليشغل مقطعا مصورا لسياسي شيوعي يذيع أغنية مناهضة للفصل العنصري ومثيرة للجدل تتضمن كلمات عن قتل مزارع. وأضاف ترامب: "أراضي البيض تُصادر، ويتم قتلهم في كثير من الحالات". ورفض رامافوسا اتهامات ترامب. وحاول الرئيس الجنوب أفريقي توضيح الأمور وإنقاذ علاقة بلاده بالولايات المتحدة. واحتدمت المحادثات المطولة بين ترامب ورامافوسا بعد عرض ترامب للمقطع الذي أظهر عمليات قتل مسيسة في جنوب أفريقيا. وأشار ترامب إلى أن المقطع يعني أنه يتم استهداف المزارعين البيض، لكنه ذكر مرارا أنه "لم يقرر" ما إذا كانت عمليات القتل تمثل إبادة عرقية. وبعد الاجتماع ، من المقرر أن يتحدث رامافوسا وترامب على انفراد ويتناولان الغذاء. وتم قتل بعض المزارعين البيض في اقتحامات عنيفة للمنازل، لكن حكومة جنوب أفريقيا تشير إلى أن إدارة ترامب لا تدرك السبب. وأوضحت الحكومة أن عمليات القتل هذه تأتي في إطار مشكلة خطيرة مع الجريمة، وأن قتل البيض ليس مدفوعا بمسألة العرق، وأشارت إلى أنه تم أيضا قتل مزارعين من أصحاب البشرة السمراء. وأكدت الحكومة أن مزاعم ترامب مبنية على معلومات مضللة. وقال وزير الزراعة الجنوب أفريقي جون ستينهاوزن، وهو أبيض وعضو بحزب سياسي غير الذي ينتمي إليه رامافوسا، في تصريح لوكالة أنباء "أسوشيتد برس" أنه لم تتم مصادرة أراض من مزارعين وأن مزاعم الإبادة العرقية خاطئة. كانت حكومة ترامب قد قررت تجميد المساعدات إلى جنوب أفريقيا وأرجعت قرارها إلى قانون جديد يسمح بمصادرة الأراضي، في بعض الحالات، إذا كان هذا من أجل مصلحة عامة. كما طردت الولايات المتحدة في شهر مارس (آذار) السفير الجنوب أفريقي من أراضيها بسبب قوله أثناء نقاش عبر الإنترنت إن سياسة ترامب و حركة "لنجعل أمريكا عظيمة مجددا" كانت نتيجة لـ "غريزة الإيمان بتفوق العرق (الأبيض)" جزئيا. وكانت جنوب أفريقيا اتهمت إسرائيل بارتكاب إبادة عرقية في غزة أمام محكمة العدل الدولية. ومن ناحيته، قال رامافوسا إنه "يشعر بسرور حقيقي" أن يكون في البيت الأبيض، ويرغب في استغلال الفرصة "لإعادة ضبط " العلاقات بين الدولتين. وأشار إلى أنه يأمل في المزيد من التبادل التجاري مع الاقتصاد الأميركي الذي يفوق اقتصاد بلاده بشوط واسع. وعلق رامافوسا: "نحن هنا في الأساس لإعادة بناء العلاقات بين الولايات المتحدة وجنوب أفريقيا".