logo
أقرب صور للشمس حتى اليوم تضيء على ألغاز الطقس الفضائي

أقرب صور للشمس حتى اليوم تضيء على ألغاز الطقس الفضائي

جريدة الايام١٧-٠٧-٢٠٢٥
واشنطن-أ ف ب: كشفت وكالة الفضاء الأميركية (ناسا) أخيراً عن صور لانفجارات بلازمية يتراكم بعضها فوق بعض، ولرياح شمسية بأدق تفاصيلها، هي اللقطات الأقرب المتوافرة للشمس، وتُعدّ ثروة ثمينة للعلماء.
والتقط المسبار "باركر" هذه الصور، التي نشرتها ناسا الأسبوع المنصرم، خلال أقرب دنوّ له من الشمس في 24 كانون الأول 2024، ومن المتوقع أن تتيح فكرة أكثر عمقا عن الطقس الفضائي، وأن تُساعد في تحسين حماية الأرض من التهديدات الشمسية.
وقال المسؤول العلمي لمهمة "باركر" نور روافي لوكالة فرانس برس: "كنا ننتظر هذه اللحظة منذ أواخر خمسينات القرن العشرين".
وسبق لمسبارات فضائية أخرى أن درست الشمس، ولكن من مسافة أبعد بكثير.
وأُطلقت هذه المهمة عام 2018، وأُطلِق عليها هذا الاسم تحيةً لعالم الفيزياء الفلكية الأميركي يوجين باركر الذي شرح للمرة الأولى عام 1958 ظاهرة الرياح الشمسية، وهي تدفقات متواصلة لجسيمات منبعثة من الشمس.
ودخل المسبار "باركر" أخيرا مداره النهائي، وأصبح على بُعد نحو 601 مليون كيلومتر من سطح الشمس. وسُجِّل هذا القرب القياسي للمرة الأولى عشية عيد الميلاد عام 2024، وتكرر مرتين مذّاك، في آذار وحزيران، وفق دورة مدتها 88 يوماً.
ولو افترضنا أن المسافة بين الأرض والشمس هي كيلومتر واحد، لكان باركر على بُعد نحو 40 مترا فحسب من الشمس، مما يعطي فكرة عن مدى قرب المسبار من النجم.
والتقطت الكاميرا الوحيدة للمركبة الفضائية وتحمل تسمية WISPR (الأحرف الأولى من عبارة "جهاز التصوير الواسع المجال لمسبار باركر الشمسي" بالإنكليزية)، صورا أثناء استكشاف "باركر" للطبقة الخارجية من الغلاف الجوي للشمس، والتي تُسمى الهالة الشمسية.
وهذه الصور الجديدة التي جرى توليفها في مقطع فيديو قصير مدته بضع ثوانٍ، تكشف للمرة الأولى بدقة عالية عن انبعاثات الكتل الإكليلية، وهي زخات ضخمة من الجسيمات المتأينة التي تؤدي دورا في حدوث ظواهر الطقس الفضائي.
وهذه التوهجات هي التي تسبب الشفق القطبي المذهل الذي شوهد في معظم أنحاء العالم في أيار الفائت.
وقال نور روافي "لدينا الكثير من الانبعاثات الكتلية الإكليلية المتراصة بعضها فوق بعض، وهذا ما يجعلها فريدة من نوعها. من المذهل حقا رؤية هذه الديناميكية خلال حصولها".
وبيّنت الصور أيضا أن الرياح الشمسية التي تظهر في الصور متدفقة من اليسار، تتبع بنية تُسمى صفيحة التيار الشمسي، وهي حدود غير مرئية ينتقل فيها المجال المغناطيسي للشمس من الشمال إلى الجنوب.
ولدراسة هذه الظاهرة أهمية كبيرة نظراً إلى كونها تؤدي دوراً رئيسياً في انتشار التوهجات الشمسية وفي تأثيرها المحتمل على الأرض.
ويمكن أن تكون للطقس الفضائي عواقب وخيمة بالفعل، إذ قد يضع حملاً زائداً على شبكات الكهرباء، ويُعطّل الاتصالات، ويُلحق الضرر بالأقمار الصناعية.
ومع توقع دخول آلاف الأقمار الصناعية الإضافية إلى مداراتها في السنوات المقبلة، يزداد تتبعها ومنع اصطداماتها تعقيداً، وخصوصاً خلال الاضطرابات الشمسية التي قد تؤدي إلى تغيير محدود لمسارها.
وأعرب نور روافي عن حماسته الكبيرة لما هو آتٍ، فيما تتجه الشمس الآن نحو المستوى الأدنى مستويات نشاطها، والمتوقع حدوثه خلال خمس إلى ست سنوات.
وشهدت هذه المرحلة من الهبوط الشمسي بعضا من أشد العواصف الشمسية حدّةً، مثل "عواصف الهالوين" الشهيرة عام 2003، والتي أجبرت رواد الفضاء في محطة الفضاء الدولية على اتخاذ احتياطات إضافية ضد الإشعاع.
واعتبر العالِم أن "التقاط أحد هذه التوهجات الضخمة... سيكون بمثابة حلم يتحقق".
ولا يزال لدى "باركر" وقودٌ أكثر بكثير مما كان متوقعاً في البداية، ويمكنه الاستمرار في العمل عقودا عدة، حتى تتدهور ألواحه الشمسية بحيث لا تعود قادرة على توفير طاقةً كافية للحفاظ على اتجاه المسبار.
وعند انتهاء مهمته، سيتفكك المسبار تدريجا حتى يصبح، وفقاً لنور روافي، "جزءاً من الرياح الشمسية نفسها".
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

إنجاز تاريخي.. أول صاروخ للإقلاع من المريخ يجتاز اختبارات ناجحة على الأرض
إنجاز تاريخي.. أول صاروخ للإقلاع من المريخ يجتاز اختبارات ناجحة على الأرض

معا الاخبارية

time٢٢-٠٧-٢٠٢٥

  • معا الاخبارية

إنجاز تاريخي.. أول صاروخ للإقلاع من المريخ يجتاز اختبارات ناجحة على الأرض

بيت لحم- معا- نجح أول صاروخ في التاريخ مُصمّم للإقلاع من سطح المريخ في اجتياز اختباراته على الأرض. أكملت شركة "Northrop Grumman" اختبار محرك لـ "Mars Ascent Vehicle (MAV)"، الذي يعد أول صاروخ ثنائي المراحل مصمم للإقلاع من كوكب آخر. وسيكون "MAV" عنصرا محوريا في مهمة "إعادة عينات المريخ (Mars Sample Return)، التي تنفذها وكالة "ناسا" بالتعاون مع وكالة الفضاء الأوروبية. ويقوم الروفر Perseverance حاليا بجمع عينات من التربة المريخية وإغلاقها بإحكام، على أن تقوم مركبة هبوط خاصة مزوّدة بروفرات صغيرة بنقل هذه العينات إلى صاروخ MAV لإطلاقها لاحقًا نحو الأرض. وأكدت الاختبارات الناجحة التي أُجريت في ولاية ماريلاند جاهزية محرك المرحلة الثانية للرحلة الفضائية المرتقبة من المريخ. وخلال الاختبارات، تم تشغيل المحرك بسرعات عالية لمحاكاة ظروف الإطلاق في الغلاف الجوي الرقيق لكوكب المريخ، حيث لا توجد منصات إطلاق تقليدية. ولم يُكشف عن التركيب الدقيق وخصائص الوقود المستخدم، لكنه يُرجّح أن يكون وقودا مركبا يعتمد على بيركلورات الأمونيوم، مع إضافة مسحوق الألمنيوم ومادة بوليمرية شبيهة بالمطاط. ويتعين على صاروخ MAV، الذي يبلغ طوله 3 أمتار، أن يُسرّع الحمولة -والتي تزن نحو 450 كغم- إلى سرعة 4 كيلومترات في الثانية خلال 10 دقائق فقط، ليضعها في مدار المريخ. وهناك، ستقوم مركبة فضائية مدارية بالتقاط الحاوية المحمّلة بالعينات، استعدادا لنقل هذا "الكنز العلمي" الثمين إلى الأرض.

بلجيكا تطلق يرقات من المحار المسطّح في البحر لتعزيز التنوع الحيوي
بلجيكا تطلق يرقات من المحار المسطّح في البحر لتعزيز التنوع الحيوي

جريدة الايام

time٢٢-٠٧-٢٠٢٥

  • جريدة الايام

بلجيكا تطلق يرقات من المحار المسطّح في البحر لتعزيز التنوع الحيوي

أوستند - بلجيكا - أ ف ب: يأمل خبراء في مجال البيئة البحرية في أن تؤدي إعادة نشر أعداد من المحار المسطّح وسط حطام سفينة شحن قديمة غارقة في قاع بحر الشمال قبالة الساحل البلجيكي، إلى نشوء محميات للتنوع الحيوي. ففي منتصف تموز، أُنزِلَت 200 ألف يرقة محار معلّقة بمواد قابلة للتحلل الحيوي إلى عمق 30 مترا تحت سطح المياه ووُضِعَت على مستوى حطام السفينة، في منطقة محمية يُحظر فيها الصيد والتجريف. ويهدف هذا المشروع البيئي الذي أُطلِقَت عليه تسمية "بيلريفس" Belreefs، وهو اختصار لكلمتَي "بلجيكا" و"ريفس" بالإنكليزية (تعني الشعاب المرجانية)، إلى إنشاء محمية للتنوع الحيوي من هذه الرواسب، تتمتع بالخصائص المفيدة لشعاب المحار، على ما أوضح القيّمون على المبادرة. حتى نهاية القرن التاسع عشر، كانت مياه بحر الشمال وتلك الأوروبية زاخرة بشعاب المحار المسطحة، لكنّ عوامل عدة تتمثل في الصيد الجائر والتغيّر المناخي إضافة إلى مرض يسببه طفيلي أدت إلى انقراضها، بحسب ما شرحت لوكالة فرانس برس المهندسة فيكي ستراتيغاكي التي عملت على المشروع لحساب مجموعة "جان دو نول" للإنشاءات البحرية. ويرمي المشروع إلى إعادتها تدريجيا، بشكل طبيعي وعفوي، من خلال التعلم من هذه التجربة الاختبارية. وقالت، "إذا بدأنا بـ 200 ألف محارة في مرحلة اليرقات، وهو عدد كبير، فلن يتمكن سوى 30 ألفا منها من بلوغ مرحلة البلوغ والتكاثر". وأوضحت الخبيرة أن "ثمة الكثير من الكائنات المفترسة في البحر، إذ إنها بيئة برية". ولا يسعى المشروع إلى حصادها أو بيعها، بل الفكرة الأساسية هي أن المحار عنصر أساسي في النظام البيئي البحري. ووصفت خبيرة البيئة البحرية في وزارة الصحة والبيئة البلجيكية ميريل أوين إعادة إحياء هذه الشعاب المرجانية بأنها "أولوية، لأنها توفر المأوى والغذاء لكل أنواع الكائنات الحية التي يمكن أن تزدهر هناك، كالأسماك والطحالب وغيرها". ويشكّل إطلاق مشروع "بيلريفس" الحكومي البلجيكي المدعوم بتمويل أوروبي تتويجا لعامين من العمل، اختير خلالهما أفضل موقع لإطلاق يرقات المحار. والموقع المختار هو ذلك الذي غرقت فيه سفينة شحن العام 1906، على مسافة نحو 30 كيلومترا من ساحل أوستند، وقد أصبح مع الوقت بمثابة متحف تحت المياه. وأشارت ميريل أوين إلى أن "كل حطام سفينة يبقى في قاع البحر أكثر من مئة عام، يُصنّف تلقائيا في بلجيكا كموقع للتراث الثقافي. وهذه السفن الغارقة تُثير فضول الغواصين، وتُعدّ كذلك نقاطا مهمة للتنوع الحيوي".

أقرب صور للشمس حتى اليوم تضيء على ألغاز الطقس الفضائي
أقرب صور للشمس حتى اليوم تضيء على ألغاز الطقس الفضائي

جريدة الايام

time١٧-٠٧-٢٠٢٥

  • جريدة الايام

أقرب صور للشمس حتى اليوم تضيء على ألغاز الطقس الفضائي

واشنطن-أ ف ب: كشفت وكالة الفضاء الأميركية (ناسا) أخيراً عن صور لانفجارات بلازمية يتراكم بعضها فوق بعض، ولرياح شمسية بأدق تفاصيلها، هي اللقطات الأقرب المتوافرة للشمس، وتُعدّ ثروة ثمينة للعلماء. والتقط المسبار "باركر" هذه الصور، التي نشرتها ناسا الأسبوع المنصرم، خلال أقرب دنوّ له من الشمس في 24 كانون الأول 2024، ومن المتوقع أن تتيح فكرة أكثر عمقا عن الطقس الفضائي، وأن تُساعد في تحسين حماية الأرض من التهديدات الشمسية. وقال المسؤول العلمي لمهمة "باركر" نور روافي لوكالة فرانس برس: "كنا ننتظر هذه اللحظة منذ أواخر خمسينات القرن العشرين". وسبق لمسبارات فضائية أخرى أن درست الشمس، ولكن من مسافة أبعد بكثير. وأُطلقت هذه المهمة عام 2018، وأُطلِق عليها هذا الاسم تحيةً لعالم الفيزياء الفلكية الأميركي يوجين باركر الذي شرح للمرة الأولى عام 1958 ظاهرة الرياح الشمسية، وهي تدفقات متواصلة لجسيمات منبعثة من الشمس. ودخل المسبار "باركر" أخيرا مداره النهائي، وأصبح على بُعد نحو 601 مليون كيلومتر من سطح الشمس. وسُجِّل هذا القرب القياسي للمرة الأولى عشية عيد الميلاد عام 2024، وتكرر مرتين مذّاك، في آذار وحزيران، وفق دورة مدتها 88 يوماً. ولو افترضنا أن المسافة بين الأرض والشمس هي كيلومتر واحد، لكان باركر على بُعد نحو 40 مترا فحسب من الشمس، مما يعطي فكرة عن مدى قرب المسبار من النجم. والتقطت الكاميرا الوحيدة للمركبة الفضائية وتحمل تسمية WISPR (الأحرف الأولى من عبارة "جهاز التصوير الواسع المجال لمسبار باركر الشمسي" بالإنكليزية)، صورا أثناء استكشاف "باركر" للطبقة الخارجية من الغلاف الجوي للشمس، والتي تُسمى الهالة الشمسية. وهذه الصور الجديدة التي جرى توليفها في مقطع فيديو قصير مدته بضع ثوانٍ، تكشف للمرة الأولى بدقة عالية عن انبعاثات الكتل الإكليلية، وهي زخات ضخمة من الجسيمات المتأينة التي تؤدي دورا في حدوث ظواهر الطقس الفضائي. وهذه التوهجات هي التي تسبب الشفق القطبي المذهل الذي شوهد في معظم أنحاء العالم في أيار الفائت. وقال نور روافي "لدينا الكثير من الانبعاثات الكتلية الإكليلية المتراصة بعضها فوق بعض، وهذا ما يجعلها فريدة من نوعها. من المذهل حقا رؤية هذه الديناميكية خلال حصولها". وبيّنت الصور أيضا أن الرياح الشمسية التي تظهر في الصور متدفقة من اليسار، تتبع بنية تُسمى صفيحة التيار الشمسي، وهي حدود غير مرئية ينتقل فيها المجال المغناطيسي للشمس من الشمال إلى الجنوب. ولدراسة هذه الظاهرة أهمية كبيرة نظراً إلى كونها تؤدي دوراً رئيسياً في انتشار التوهجات الشمسية وفي تأثيرها المحتمل على الأرض. ويمكن أن تكون للطقس الفضائي عواقب وخيمة بالفعل، إذ قد يضع حملاً زائداً على شبكات الكهرباء، ويُعطّل الاتصالات، ويُلحق الضرر بالأقمار الصناعية. ومع توقع دخول آلاف الأقمار الصناعية الإضافية إلى مداراتها في السنوات المقبلة، يزداد تتبعها ومنع اصطداماتها تعقيداً، وخصوصاً خلال الاضطرابات الشمسية التي قد تؤدي إلى تغيير محدود لمسارها. وأعرب نور روافي عن حماسته الكبيرة لما هو آتٍ، فيما تتجه الشمس الآن نحو المستوى الأدنى مستويات نشاطها، والمتوقع حدوثه خلال خمس إلى ست سنوات. وشهدت هذه المرحلة من الهبوط الشمسي بعضا من أشد العواصف الشمسية حدّةً، مثل "عواصف الهالوين" الشهيرة عام 2003، والتي أجبرت رواد الفضاء في محطة الفضاء الدولية على اتخاذ احتياطات إضافية ضد الإشعاع. واعتبر العالِم أن "التقاط أحد هذه التوهجات الضخمة... سيكون بمثابة حلم يتحقق". ولا يزال لدى "باركر" وقودٌ أكثر بكثير مما كان متوقعاً في البداية، ويمكنه الاستمرار في العمل عقودا عدة، حتى تتدهور ألواحه الشمسية بحيث لا تعود قادرة على توفير طاقةً كافية للحفاظ على اتجاه المسبار. وعند انتهاء مهمته، سيتفكك المسبار تدريجا حتى يصبح، وفقاً لنور روافي، "جزءاً من الرياح الشمسية نفسها".

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store