
لبنان يسير على حبل مشدود فوق «جبل النار» الإسرائيلي
- عون: لبنان يقوم بكل ما التزم به في ما خص تطبيق الـ 1701 ومتمماته
- استكمال انتشار الجيش حتى الحدود يتطلب انسحاب إسرائيل وإعادة الأسرى
عشية دخولِ حرب 13 يونيو، الإسرائيلية - الإيرانية أسبوعَها الثاني، بدا لبنان وكأنه «يرفع رأسَه» من كوةٍ في «مخبأ» محاوِلاً الرؤية بين غبار عاصفة النار من حوله، غير مصدّق أنه حتى الساعة في منأى عن رياحها اللاهبة وعن وليمة الدم والدمار المرشّحة لمزيدٍ من فصولٍ دراماتيكيةٍ في الطريقِ إلى شرقٍ جديد بخريطةِ نفوذٍ انقلبتْ معها الموازين و... الأدوار.
ففي وقت كان المَشهدُ في تل أبيب وطهران وعواصم القرار، مشدوداً إلى ما يَجْري في غرف الأزمات والعمليات وفي المَقرّات المحصّنة، بقي لبنان على «تأثُّر الحد الأدنى» بارتداداتِ «حرب الفيلة» التي تُنْذر بالتمدّد إلى البحار و«جوف الجبال» وسط انتظارٍ ثقيلٍ لمآلات «الموْقعة» الإسرائيلية - الإيرانية وتعاطٍ مع بقاء بلاد الأرز «على الحياد» بإزائه على أنه:
- ليس وليد «مناعة» ذاتية تنبع من قرارٍ للدولة «لا شراكة» فيه مع أحدٍ وينطلق من اعتبارات لبنانية بحت تعكس امتلاك الدولة وحدها قرار الحرب والسلم.
- بل نتيجةً لامتناع «حزب الله» حتى اليوم عن الالتحاق بالحرب، لمقتضياتٍ تتّصل بكيفية إدارة طهران ما بقيَ من أوراقٍ لها في الإقليم، وتحديداً الأذرع والمجموعاتِ التي قامتْ بـ «تخصيبها» على مدى عقود والتي يُعتقد أنه سيتمّ «تفعيل» انخراطِها في المواجهة متى بلغتْ حدّ تهديد النظام الإيراني في ذاته خصوصاً بحال ضغطت واشنطن على زرّ تدمير «أمّ» البرنامج النووي الإيراني ومفتاح التخصيب القابل لتصنيع سلاح نووي، أي قلعة فوردو.
«حزب الله»
وعلى وقع وضْع واشنطن «القنبلة الخارقة» على الطاولة وترقُّب إذا كان وَهْجُها سيحقّق «السلام بالاستسلام غير المشروط» أم أن الولايات المتحدة ستدخل الحربَ لفرْض تدمير النووي الإيراني، بحال لم يُنْتِج البابُ الخلفي للتفاوض الذي بدا أنه أعيد فتْحه أمس ولو مواربةً، لم يكن عابراً اعتبار كتلة نواب «حزب الله» في معرض إدانة «الهجوم العدواني الدموي السافر ضد الجمهورية الإسلامية في إيران» أنّ «قيام الولايات المتحدة بالانخراط العسكري المباشر في الحرب، سيؤدي حكماً إلى تغيير سياق المواجهة كما سيدفع المنطقة برمّتها نحو الانفجار الشامل».
وإذ أكدت الكتلة «أن الحرب العدوانيّة الإسرائيلية ضد الجمهورية الإسلاميّة، ما كانت لتحصل لولا الضوء الأخضر الأميركي، ورهان الصهاينة على جهوزيّة واشنطن لدعمهم»، اعتبرت «أنّ التهديدات المدانة التي يطلقها العدو الصهيوني وأسياده الأميركيون ضدّ شخص المرجع الديني الإمام الخامنئي هي تهديدات عنصريّة حمقاء تمسّ كرامة المكوّن الذي يمثّله هذا المرجع في أنحاء العالم كلّه، كما تدلّل على تشبّع مطلقيها بنزعة البلطجة التي تهدّد فعلا ودائما أمن الشعوب واستقرار الدول».
زيارة برّاك
في هذا الوقت، يَفترض أن يُجْري المبعوثُ الأميركي الخاصّ إلى سورية توماس برّاك - الذي يحلّ مكان مورغان اورتاغوس وعلى الأرجح مرحلياً - محادثات في بيروت مرجّحة اليوم تتناول ملف سلاح «حزب الله» وأين وصل لبنان الرسمي في التزامه سحْبه، مع حضٍّ متوقَّع على تسريع الخطى في هذا الاتجاه، كما في قضية سلاح المخيمات الفلسطينية وتطبيق كامل مندرجات اتفاق وقف الأعمال العدائية مع إسرائيل (27 نوفمبر الماضي) والقرار 1701.
وفي رأي أوساط مطلعة، أن ملف سلاح «حزب الله» باتتْ له أهمية مُضاعَفة في ضوء انفجار الحرب الإسرائيلية - الإيرانية والخشية من تحويله صاعقاً ينفجر ببلاد الأرز إذا جرّها الحزبُ لحلقة النار المشتعلة، وهي الخشية نفسها التي تنسحب على أي تراخٍ لبناني بإزاء السماح لمجموعات فلسطينية باستباحة الجنوب وإطلاق ولو «رصاصة» على إسرائيل يمكن أن تكون فاتحةَ موجات تدميرية، وسط اقتناعٍ بأن أي توريط للبنان في الحرب سيكون بلا طائل ولن يغيّر في «المكتوب» لإيران، ولا بطبيعة الحال للحزب بعد سكوت المدافع حيث سيضيق الخناقُ أكثر على ما بقيَ من ترسانته.
«اليونيفيل»
وعشية زيارة براك، أبلغ رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون إلى مساعد الأمين العام للأمم المتحدة لإدارة عمليات السلام جان بيار لاكروا الذي زاره مع وفد ضم قائد «اليونيفيل» في الجنوب الجنرال ارولدو لازارو، ان «لبنان متمسك ببقاء القوة الدولية في جنوب لبنان لتطبيق القرار 1701 بالتعاون مع الجيش اللبناني الذي سيواصل انتشاره في الجنوب وتنفيذ الاتفاق الذي تم التوصل اليه في نوفمبر الماضي بكل مندرجاته».
وأشار عون إلى أن «المحافظة على الاستقرار في الجنوب أمر حيوي ليس للبنان فحسب بل لدول المنطقة كلها، ودور«اليونيفيل»أساسي في المحافظة على هذا الاستقرار»، لافتاً إلى أن «التعاون بين الجيش اللبناني والقوات الدولية ممتاز»، ومعرباً عن أمله في أن «تتمكن الدول الممولة لمهمات السلام الدولية من أن توفر التمويل اللازم لعمل«اليونيفيل»كي لا تتأثر سلباً القوات الدولية العاملة في الجنوب»، ولافتاً إلى أن «لبنان سيجري اتصالات مع الدول الشقيقة والصديقة في هذا الاتجاه».
وشدد على أن لبنان «يقوم بكل ما التزم به في ما خص تطبيق القرار 1701 ومتمماته، لكن استكمال انتشار الجيش حتى الحدود يتطلب انسحاب القوات الإسرائيلية من الأراضي التي تحتلها وإعادة الأسرى اللبنانيين المحتجزين في السجون الإسرائيلية، إضافة إلى وقف الأعمال العدائية التي تستهدف الأراضي اللبنانية بشكل دائم».
من جهته، أكد لاكروا أن «اليونيفيل» مستمرة في أداء مهامها رغم الظروف الصعبة التي تمر بها المنطقة، لافتاً إلى أن«طلب الحكومة اللبنانية بالتمديد للقوة الدولية هو موضع درس من الأمم المتحدة والدول الأعضاء في مجلس الأمن، وثمة وجهات نظر مختلفة في ما خص دور «اليونيفيل» ومهامها يجري العمل على التقريب في ما بينها للتوصل إلى اتفاق في هذا الصدد قبل حلول موعد التمديد نهاية اغسطس المقبل». وشدد على أن«الأمم المتحدة تدعم لبنان في المطالبة باستمرار عمل «اليونيفيل» ولا سيما أن التنسيق بينها وبين الجيش اللبناني يجري بانتظام».
وخلال استقباله لاكروا، أكد رئيس البرلمان نبيه بري«تمسك لبنان بالشرعية الدولية من خلال استمرار قوات اليونيفيل العاملة في الجنوب وأهمية دورها في مستقبل لبنان وأمنه واستقراره واستقرار المنطقة، ودور هذه القوات في رعاية اتفاق الإطار المتصل بالحدود البحرية، كما اتفاق وقف النار الأخير الذي تواصل إسرائيل خرقه يومياً وتستمر باحتلالها لأجزاء من الأراضي اللبنانية في الجنوب».

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


المدى
منذ ساعة واحدة
- المدى
الشيخ قاسم: لن تتمكن أميركا الطاغية وإسرائيل المجرمة أن تُخضعَ الشعب الإيراني وحرس الثورة الإسلامية
صدر بيان عن الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم ضد العدوان الإسرائيلي الأميركي على إيران وجاء فيه: تمثِّلُ الجمهورية الإسلامية الإيرانية الإضاءةَ العالمية البارزة في نُصرة المستضعفين، ودعمِ المقاومة، وتقديمِ الدعم الكامل لتحرير فلسطين والقدس، وهي تجربةٌ إيمانية أخلاقية استقلالية عزيزة. لم يتحمَّل المستكبرون الطغاة وعلى رأسهم أميركا هذا النموذجَ الإنساني الرائد لأحرار العالم، ولا صمودَ إيران الخميني والشعب العظيم ستة وأربعين عامًا في مواجهة كلِّ أشكال العدوان والحصار، ولا نهضةَ إيران السياسية والاقتصادية والعلمية وتحقيقَ مستوى متقدم من القدرات الدفاعية، وذلك بالاعتماد على قواها الذاتية متوكلةً على الله تعالى والتفافِ شعبها حول القيادة الملهَمة والحكيمة والشجاعة المتمثلة بالمرجع الديني الكبير والولي الفقيه الإمام الخامنئي(دام ظله)، ولم يتحمل الطغاةُ أن تُلهمَ إيرانُ المقاومين التوَّاقين إلى تحرير أرضهم وخصوصًا في فلسطين ولبنان والمنطقة، وأنْ تدعمَهم متحملةً كلَّ الأثمان والتبعات لوقوفها إلى جانب الحق وقضية العصر فلسطين. ما هي الحُجَّة الواهية للعدوان الإسرائيلي المقرَّر من أميركا المدعوم منها ومن طُغاة العالم؟ الحُجَّة هي تخصيبُ اليورانيوم وبرنامجُها النووي للأغراض السلمية والذي تُريده لخدمة شعبها وتقدُّمِه، وهو حقُ كفلتهُ القوانين الدولية ومنظمة الطاقة الدولية، وليس فيه أدنى ضررٍ لأحد، بل هو مساهمةٌ علميةٌ عظيمة لتقدُّم إيران والمنطقة بالاعتماد على القدرات الذاتية من دون وصايةٍ أجنبية. لا يريدُ الاستكبارُ العالمي أنْ تكونَ إيران نورًا للإيمان والعلم والأحرار يشعُّ على المنطقة والعالم، ويكون خيرًا لإيران والمستضعفين. إنَّ تهديدَ رئيس أميركا بالعدوان على المرجع الديني الأعلى والولي الفقيه الإمام الخامنئي(دام ظله)، والعدوان على الجمهورية الإسلامية الإيرانية، هو عدوانٌ على كلِّ شعوب المنطقة وأحرار العالم. إنَّ أميركا تأخذ المنطقة إلى الفوضى وعدم الاستقرار، وتأخذ العالم إلى أزمات مفتوحة، ولن ينالها إلَّا الخزي والعار والفشل. من حق إيران أن تدافع عن نفسها، ومن حق شعوب المنطقة وأحرار العالم أن يكونوا مع القائد العظيم ومع إيران في خندقٍ واحد. لسنا على الحياد في حزب الله والمقاومة الإسلامية بين حقوق إيران المشروعة واستقلالها، وبين باطل أميركا وعدوانها ومعها والغُدَّة السرطانية إسرائيل والمستكبرين. نحن إلى جانب إيران في مواجهة هذا الظلم العالمي، لأنَّنا مع استقلالنا وتحرير أرضنا وحريَّة قرارنا وخياراتنا. لسنا على الحياد، ولذا نُعبِّر عن موقفنا إلى جانب إيران وقيادتها وشعبها، ونتصرفُ بما نراه مناسبًا في مواجهة هذا العدوان الإسرائيلي الأميركي الغاشم. إنَّنا ندعو كلَّ الأحرار والمستضعفين والمقاومين والعلماء وأصحاب الرأي السديد إلى رفع الصوت عاليًا، وإبراز مظاهر القوة والشجاعة والدَّعم، بالالتفاف حول القيادة الأشرف والأنبل للإمام الخامنئي(دام ظله)، ومع الشعب الإيراني الشجاع والمعطاء، فاتحادُنا هو السبيلُ لتعطيل مشاريع الهيمنة، وهو الذي يُساهمُ في تعطيلِ أهداف العدوان. لن تتمكنَ أميركا الطاغية وإسرائيل المجرمة أنْ تُخضعَ الشعب الإيراني وحرس الثورة الإسلامية، هذا شعبٌ لا يُهزم، وقد أثبتت أيامُ العدوان الإسرائيلي الماضية صلابةَ هذا الشعب وتحدِّيه لكلِّ الضغوطات. كما أظهرت عجزَ إسرائيل وخسائرها الفادحة التي تُصيبها للمرة الأولى منذ سبع وسبعين سنة لاحتلال فلسطين، ولهاثها إلى طلب دعم أميركا في عدوانها، ومع ذلك فهذا لا يعفينا من مسؤولية أن نكون إلى جانب إيران ومعها بكل أشكال الدعم التي تساهم في وضع حدٍّ لهذا الجبروت والطغيان.


المدى
منذ يوم واحد
- المدى
الجيش الإسرائيلي يعلن أنه قصف موقعًا لإنتاج صواريخ مضادة للدبابات في إيران استُخدم لتسليح حزب الله
The post الجيش الإسرائيلي يعلن أنه قصف موقعًا لإنتاج صواريخ مضادة للدبابات في إيران استُخدم لتسليح حزب الله appeared first on AlMada - أخبار لبنان والعالم.


الرأي
منذ يوم واحد
- الرأي
لبنان يسير على حبل مشدود فوق «جبل النار» الإسرائيلي
- عون: لبنان يقوم بكل ما التزم به في ما خص تطبيق الـ 1701 ومتمماته - استكمال انتشار الجيش حتى الحدود يتطلب انسحاب إسرائيل وإعادة الأسرى عشية دخولِ حرب 13 يونيو، الإسرائيلية - الإيرانية أسبوعَها الثاني، بدا لبنان وكأنه «يرفع رأسَه» من كوةٍ في «مخبأ» محاوِلاً الرؤية بين غبار عاصفة النار من حوله، غير مصدّق أنه حتى الساعة في منأى عن رياحها اللاهبة وعن وليمة الدم والدمار المرشّحة لمزيدٍ من فصولٍ دراماتيكيةٍ في الطريقِ إلى شرقٍ جديد بخريطةِ نفوذٍ انقلبتْ معها الموازين و... الأدوار. ففي وقت كان المَشهدُ في تل أبيب وطهران وعواصم القرار، مشدوداً إلى ما يَجْري في غرف الأزمات والعمليات وفي المَقرّات المحصّنة، بقي لبنان على «تأثُّر الحد الأدنى» بارتداداتِ «حرب الفيلة» التي تُنْذر بالتمدّد إلى البحار و«جوف الجبال» وسط انتظارٍ ثقيلٍ لمآلات «الموْقعة» الإسرائيلية - الإيرانية وتعاطٍ مع بقاء بلاد الأرز «على الحياد» بإزائه على أنه: - ليس وليد «مناعة» ذاتية تنبع من قرارٍ للدولة «لا شراكة» فيه مع أحدٍ وينطلق من اعتبارات لبنانية بحت تعكس امتلاك الدولة وحدها قرار الحرب والسلم. - بل نتيجةً لامتناع «حزب الله» حتى اليوم عن الالتحاق بالحرب، لمقتضياتٍ تتّصل بكيفية إدارة طهران ما بقيَ من أوراقٍ لها في الإقليم، وتحديداً الأذرع والمجموعاتِ التي قامتْ بـ «تخصيبها» على مدى عقود والتي يُعتقد أنه سيتمّ «تفعيل» انخراطِها في المواجهة متى بلغتْ حدّ تهديد النظام الإيراني في ذاته خصوصاً بحال ضغطت واشنطن على زرّ تدمير «أمّ» البرنامج النووي الإيراني ومفتاح التخصيب القابل لتصنيع سلاح نووي، أي قلعة فوردو. «حزب الله» وعلى وقع وضْع واشنطن «القنبلة الخارقة» على الطاولة وترقُّب إذا كان وَهْجُها سيحقّق «السلام بالاستسلام غير المشروط» أم أن الولايات المتحدة ستدخل الحربَ لفرْض تدمير النووي الإيراني، بحال لم يُنْتِج البابُ الخلفي للتفاوض الذي بدا أنه أعيد فتْحه أمس ولو مواربةً، لم يكن عابراً اعتبار كتلة نواب «حزب الله» في معرض إدانة «الهجوم العدواني الدموي السافر ضد الجمهورية الإسلامية في إيران» أنّ «قيام الولايات المتحدة بالانخراط العسكري المباشر في الحرب، سيؤدي حكماً إلى تغيير سياق المواجهة كما سيدفع المنطقة برمّتها نحو الانفجار الشامل». وإذ أكدت الكتلة «أن الحرب العدوانيّة الإسرائيلية ضد الجمهورية الإسلاميّة، ما كانت لتحصل لولا الضوء الأخضر الأميركي، ورهان الصهاينة على جهوزيّة واشنطن لدعمهم»، اعتبرت «أنّ التهديدات المدانة التي يطلقها العدو الصهيوني وأسياده الأميركيون ضدّ شخص المرجع الديني الإمام الخامنئي هي تهديدات عنصريّة حمقاء تمسّ كرامة المكوّن الذي يمثّله هذا المرجع في أنحاء العالم كلّه، كما تدلّل على تشبّع مطلقيها بنزعة البلطجة التي تهدّد فعلا ودائما أمن الشعوب واستقرار الدول». زيارة برّاك في هذا الوقت، يَفترض أن يُجْري المبعوثُ الأميركي الخاصّ إلى سورية توماس برّاك - الذي يحلّ مكان مورغان اورتاغوس وعلى الأرجح مرحلياً - محادثات في بيروت مرجّحة اليوم تتناول ملف سلاح «حزب الله» وأين وصل لبنان الرسمي في التزامه سحْبه، مع حضٍّ متوقَّع على تسريع الخطى في هذا الاتجاه، كما في قضية سلاح المخيمات الفلسطينية وتطبيق كامل مندرجات اتفاق وقف الأعمال العدائية مع إسرائيل (27 نوفمبر الماضي) والقرار 1701. وفي رأي أوساط مطلعة، أن ملف سلاح «حزب الله» باتتْ له أهمية مُضاعَفة في ضوء انفجار الحرب الإسرائيلية - الإيرانية والخشية من تحويله صاعقاً ينفجر ببلاد الأرز إذا جرّها الحزبُ لحلقة النار المشتعلة، وهي الخشية نفسها التي تنسحب على أي تراخٍ لبناني بإزاء السماح لمجموعات فلسطينية باستباحة الجنوب وإطلاق ولو «رصاصة» على إسرائيل يمكن أن تكون فاتحةَ موجات تدميرية، وسط اقتناعٍ بأن أي توريط للبنان في الحرب سيكون بلا طائل ولن يغيّر في «المكتوب» لإيران، ولا بطبيعة الحال للحزب بعد سكوت المدافع حيث سيضيق الخناقُ أكثر على ما بقيَ من ترسانته. «اليونيفيل» وعشية زيارة براك، أبلغ رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون إلى مساعد الأمين العام للأمم المتحدة لإدارة عمليات السلام جان بيار لاكروا الذي زاره مع وفد ضم قائد «اليونيفيل» في الجنوب الجنرال ارولدو لازارو، ان «لبنان متمسك ببقاء القوة الدولية في جنوب لبنان لتطبيق القرار 1701 بالتعاون مع الجيش اللبناني الذي سيواصل انتشاره في الجنوب وتنفيذ الاتفاق الذي تم التوصل اليه في نوفمبر الماضي بكل مندرجاته». وأشار عون إلى أن «المحافظة على الاستقرار في الجنوب أمر حيوي ليس للبنان فحسب بل لدول المنطقة كلها، ودور«اليونيفيل»أساسي في المحافظة على هذا الاستقرار»، لافتاً إلى أن «التعاون بين الجيش اللبناني والقوات الدولية ممتاز»، ومعرباً عن أمله في أن «تتمكن الدول الممولة لمهمات السلام الدولية من أن توفر التمويل اللازم لعمل«اليونيفيل»كي لا تتأثر سلباً القوات الدولية العاملة في الجنوب»، ولافتاً إلى أن «لبنان سيجري اتصالات مع الدول الشقيقة والصديقة في هذا الاتجاه». وشدد على أن لبنان «يقوم بكل ما التزم به في ما خص تطبيق القرار 1701 ومتمماته، لكن استكمال انتشار الجيش حتى الحدود يتطلب انسحاب القوات الإسرائيلية من الأراضي التي تحتلها وإعادة الأسرى اللبنانيين المحتجزين في السجون الإسرائيلية، إضافة إلى وقف الأعمال العدائية التي تستهدف الأراضي اللبنانية بشكل دائم». من جهته، أكد لاكروا أن «اليونيفيل» مستمرة في أداء مهامها رغم الظروف الصعبة التي تمر بها المنطقة، لافتاً إلى أن«طلب الحكومة اللبنانية بالتمديد للقوة الدولية هو موضع درس من الأمم المتحدة والدول الأعضاء في مجلس الأمن، وثمة وجهات نظر مختلفة في ما خص دور «اليونيفيل» ومهامها يجري العمل على التقريب في ما بينها للتوصل إلى اتفاق في هذا الصدد قبل حلول موعد التمديد نهاية اغسطس المقبل». وشدد على أن«الأمم المتحدة تدعم لبنان في المطالبة باستمرار عمل «اليونيفيل» ولا سيما أن التنسيق بينها وبين الجيش اللبناني يجري بانتظام». وخلال استقباله لاكروا، أكد رئيس البرلمان نبيه بري«تمسك لبنان بالشرعية الدولية من خلال استمرار قوات اليونيفيل العاملة في الجنوب وأهمية دورها في مستقبل لبنان وأمنه واستقراره واستقرار المنطقة، ودور هذه القوات في رعاية اتفاق الإطار المتصل بالحدود البحرية، كما اتفاق وقف النار الأخير الذي تواصل إسرائيل خرقه يومياً وتستمر باحتلالها لأجزاء من الأراضي اللبنانية في الجنوب».