logo
الصواريخ الإيرانية المطوّرة تغيّر معادلات الردع.. تصعيد تقني يكشف هشاشة الدفاعات الصهيونية

الصواريخ الإيرانية المطوّرة تغيّر معادلات الردع.. تصعيد تقني يكشف هشاشة الدفاعات الصهيونية

المنارمنذ 6 ساعات

في تطوّر نوعي يعكس تحوّلًا استراتيجيًا في معادلات المواجهة، دخلت الجمهورية الإسلامية الإيرانية مرحلة جديدة من الردّ على العدوان الصهيوني، مستخدمة صواريخ مطوّرة ذات قدرة تدميرية عالية وتقنيات تكنولوجية دقيقة. وقد شكّلت هذه الصواريخ، التي استهدفت مواقع استراتيجية داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة، صدمة عسكرية وأمنية داخل كيان الاحتلال، وكسرت جدار الوهم الذي ظلت منظومته الأمنية تتكئ عليه لعقود.
اللافت في هذه الجولة من التصعيد أنّ إيران لم تكتفِ بردود تقليدية، بل استخدمت أسلحة دقيقة ونقطية الاستهداف، مما شكّل اختراقًا غير مسبوق للمنظومات الدفاعية الصهيونية. وقد أعلن حرس الثورة الإسلامية، في بيانه رقم 12 ضمن عملية 'الوعد الصادق 3″، استهداف مركز القيادة والمعلومات التابع لجيش الاحتلال قرب مستشفى 'سوروكا' العسكري في تل أبيب، باستخدام صواريخ استراتيجية وطائرات انتحارية مسيّرة.
الرسالة التي أرادت طهران إيصالها واضحة: القدرة الاستخبارية والتقنية للجمهورية الإسلامية لم تعد موضع شك، وإن منظوماتها الصاروخية باتت قادرة على اختراق عمق العدو بدقة، في ظل عجز تام عن التصدي أو التنبؤ.
وفيما كانت حكومة الاحتلال تروّج، على مدى الأيام السابقة، لانخفاض زخم الهجمات الإيرانية، جاءت هذه الضربة لتنسف تلك المزاعم وتُدخل المؤسسة الأمنية والعسكرية في حالة من الإرباك والذهول. فقد عادت تساؤلات الداخل الصهيوني إلى الواجهة: ماذا أنجز جيش الاحتلال منذ بداية العدوان؟ وأين نتائج غاراته على طهران؟ وما مدى جدوى 'القبة الحديدية' التي لم تستطع إيقاف صواريخ وصلت إلى قلب تل أبيب؟
جبهة داخلية إسرائيلية منقسمة وشعب إيراني موحد
لكن الأمر لا يتوقف عند الضربات فقط، بل يمتد إلى الجبهة الداخلية الاسرائيلية التي تعيش اليوم حالة من الخوف والهلع. فقد تم إجلاء آلاف المستوطنين إلى الفنادق، وتضرّرت عشرات المنازل والمنشآت الاقتصادية، بما فيها بورصة تل أبيب التي هزّ استهدافها ثقة المستثمرين بالاقتصاد الصهيوني.
وفي هذا الإطار، أشار مدير موقع 'الخنادق' الإلكتروني، الدكتور محمد شمص، إلى أن العدوان ساهم في توحيد الداخل الإيراني، في حين أن الجبهة الداخلية لدى الاحتلال تُعاني استنزافًا اقتصاديًا متفاقمًا، خصوصًا بعد استهداف البورصة الإسرائيلية مؤخرًا، وما خلّفه ذلك من نتائج اقتصادية سلبية.
ولفت الدكتور شمص، في مقابلة مع قناة 'المنار'، إلى أن المستوطنين يعيشون في حالة من الرعب داخل الملاجئ، وهو ما يجعل من حرب الاستنزاف عامل ضغط كبير على الاحتلال. وقد بدأت أصوات الاحتجاج تتصاعد، لا سيما عبر وسائل التواصل الاجتماعي، حيث عبّر العديد من الإسرائيليين عن استيائهم من تصريحات رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، الذي وعد بأن تستمر الحرب أسبوعًا أو أسبوعين، وبأن منظومات الدفاع الجوي ستؤمّن الحماية لهم، ليتّضح لاحقًا أن هذه المنظومات عاجزة عن توفير الحماية المطلوبة.
وتعمّقت الأزمة مع مشروع قانون يناقشه الكنيست، يفرض عقوبات صارمة على من يصوّر مواقع القصف أو الصواريخ الاعتراضية، في محاولة لمنع تسرب الصور التي تعكس هشاشة الواقع الأمني إلى الداخل الصهيوني، أكثر من خشية تسريبها إلى الخارج.
وأكد الدكتور شمص أن العدوان وحّد الإيرانيين، فالشعب الإيراني اليوم، بملايينه، موحّدٌ على قلب رجل واحد، حتى المعارضة الإيرانية، من نخب مثقفة وأكاديمية وجامعية وفنية، خرجت لتقول: 'نحن نختلف مع النظام في بعض القضايا الداخلية، لكننا موحّدون يدًا واحدة في مواجهة العدو الخارجي، نتنياهو'.
وهذا الموقف واقعي وملموس، وفق الدكتور شمص، أما ما يُتداول من أصوات عبر بعض منصات التواصل الاجتماعي، فهي في الغالب تدار من الخارج، ويعبّر عنها أفراد من مجموعات مقيمة خارج البلاد. وأشار، في هذا الإطار، إلى أن العديد من التظاهرات التي خرجت في كندا وعدد من الدول الأوروبية شارك فيها معارضون إيرانيون، عدد كبير منهم خرج دعمًا لإيران في مواجهة العدوان الصهيوني عليها.
مخاوف إسرائيلية حقيقية من حرب استنزاف
من جهة أخرى، تكشف هذه التطورات أن إيران مستعدّة لحرب استنزاف طويلة الأمد، مبنية على بنك أهداف متدرّج ومدروس. وقد أثبتت بالفعل قدرتها على استهداف منشآت استراتيجية، من حيفا إلى بئر السبع، كما كشفت عجز الاحتلال عن السيطرة على المعادلة الميدانية، رغم امتلاكه أحدث منظومات الاعتراض.
وفي السياق ذاته، أكد الدكتور شمص أن الاحتلال الإسرائيلي غير قادر على الاستمرار في هذا المسار لفترة طويلة، نظرًا إلى أن جبهته الداخلية تتصدّع وتتآكل بسرعة، فالمستوطنون اليوم يعيشون تحت الأرض داخل الملاجئ على مدار 24 ساعة، وليس فقط في ساعات الليل، بسبب استمرار الضربات الصاروخية الإيرانية التي باتت تستهدف الأراضي المحتلة، بما فيها تل أبيب، ليلًا ونهارًا.
وعلى عكس الاحتلال، تُعدّ الجمهورية الإسلامية الإيرانية دولة كبيرة وتتمتّع بمقوّمات صمود عسكري واقتصادي ونفسي لفترات طويلة، وقد أعدّت نفسها جيدًا لحرب طويلة الأمد تمتدّ لأشهر، من حيث الجهوزية العسكرية والاقتصادية والمعنوية.
ولفت الدكتور شمص إلى أن حرب الاستنزاف تُلحق ضررًا كبيرًا بالاحتلال على المستويين البشري والمعنوي، إذ إن مفهوم 'الردع' الذي طالما تبجّح به الاحتلال بدأ يتآكل. ويُذكر أن ديفيد بن غوريون قال في ستينيات القرن الماضي: 'عندما يسقط الردع الإسرائيلي، تسقط إسرائيل'.
ومع أن الأصوات في كيان الاحتلال بدأت تنادي بتدخل أميركي مباشر، فإن الغموض لا يزال يلفّ القرار الأميركي، في ظل إدراك حقيقي لصعوبة تحقيق نصر ميداني، ولأن التورط في مواجهة مفتوحة مع إيران قد يُفشل الأهداف السياسية والعسكرية المعلنة للحرب.
في المقابل، يبرز سؤال استراتيجي يُربك قيادة الاحتلال: كيف ستتصرف واشنطن في ظل هذا التصعيد؟ وهل ستخاطر بالتورط المباشر؟ التردد الأميركي لا يخفى، خاصة مع التحذيرات من أن الانخراط في صراع مباشر مع إيران قد يُشعل جبهات إقليمية متعددة لا ترغب بها إدارة ترامب.
ويتصاعد الجدل داخل الكونغرس الأميركي حول احتمال انخراط الولايات المتحدة عسكرياً إلى جانب إسرائيل في المواجهة المفتوحة مع إيران، في وقت تظهر فيه استطلاعات الرأي معارضة شعبية متزايدة لأي تدخل أميركي مباشر في المواجهة. وفيما يدفع تيار واسع من 'الصقور' الجمهوريين (حزب ترامب) وحلفائهم التقليديين في الحزب الديمقراطي نحو دعم إسرائيل عسكرياً، تقود مجموعة من النواب والشيوخ من كلا الحزبين جهوداً معاكسة لمنع أي تدخل من دون تفويض رسمي من الكونغرس.
إيران تتدرج في الردّ وتُلحق أضرارًا ملموسة بالكيان الإسرائيلي
على الجانب الآخر، تُظهر الجمهورية الإسلامية أنها لم تستخدم كامل ترسانتها بعد، بل تعمل وفق خطة مدروسة ومتصاعدة، في حين يحاول الاحتلال ترميم صورته المهشّمة عبر تصريحات متشنّجة لقياداته، من نتنياهو إلى بن غفير، دون أن ينجحوا في تهدئة ذعر المستوطنين أو استعادة الثقة.
وتعتمد التكتيكات العسكرية التي ينتهجها الجيش الإيراني والحرس الثوري على مبدأ التصعيد التدريجي، أي الرد التصعيدي المتدرّج، مع زيادة الزخم بشكل تصاعدي بهدف إيلام العدو الإسرائيلي بصورة مستمرة. وأوضح الدكتور شمص أن الجمهورية الإسلامية تستخدم عددًا محدودًا من الصواريخ في كل موجة، ما يتيح لها الحفاظ على وتيرة نارية مستدامة لفترة طويلة، خاصة في حال توسّعت المواجهة ودخلت الولايات المتحدة على خط التصعيد، إذ ستكون طهران حينها أمام تحدي إدارة حرب على عدّة جبهات متزامنة.
وبحسب الدكتور شمص، فإن استخدام أسلحة ثقيلة ومتطوّرة، مثل صاروخ 'خرمشهر' وصاروخ 'فتّاح' من الجيل الأول، إضافة إلى استهداف مواقع حساسة — كهيئة الأمن العام (الشاباك)، وجهاز 'الموساد'، ومعهد وايزمان، ومراكز نووية — يكشف عن تطوّر لافت في استراتيجية الردّ الإيرانية، وانتقالها إلى مستوى جديد من المواجهة النوعية.
كما شملت الضربات الإيرانية عشرات القواعد والمطارات العسكرية التابعة للاحتلال، نُفّذت بدقة إصابة عالية، ما يُظهر أن إيران لم تعد في موقع الدفاع فقط، بل باتت صاحبة اليد العليا في الميدان، خصوصًا فيما يتعلق بالسيطرة الجوية والهيمنة على أجواء الأراضي الفلسطينية المحتلة، بحسب ما أكد الدكتور شمص.
الواقع أن الاحتلال يقف اليوم على حافة أزمة وجودية. فالمواجهة المباشرة مع إيران أثبتت أن عقيدة التفوق الأمني والعسكري الصهيوني لم تعد كافية، بل باتت عبئًا يصعب تسويقه خارجيًا. والخسائر الاقتصادية، إلى جانب الفشل الاستخباري والدفاعي، تدفع المستوطنين للهروب من الكيان، ولو في قوارب نحو قبرص.
أما ما ينتظر كيان الاحتلال في المرحلة المقبلة، فمرهون بمدى قراءته لما يحدث، وإدراكه أن المواجهة مع إيران، بشروطها الجديدة، لم تعد معركة توازن ردع، بل تحوّلت إلى معركة كشف هشاشة، وكسر هيبة، وتآكل أسطورة الدولة الآمنة.
المصدر: موقع المنار

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

صواريخ طهران الجديدة تصل تل أبيب.. ماذا نعرف عنها؟
صواريخ طهران الجديدة تصل تل أبيب.. ماذا نعرف عنها؟

ليبانون 24

timeمنذ ساعة واحدة

  • ليبانون 24

صواريخ طهران الجديدة تصل تل أبيب.. ماذا نعرف عنها؟

كتبت "العربية": فيما لا تزال إسرائيل تحصي الأضرار التي خلفتها الموجة الصاروخية الإيرانية على جنوب تل أبيب ، أعلن الجيش الإسرائيلي ، وأوضح الجيش أن بعضاً من وابل الصواريخ هذا شمل صواريخ تحتوي على رأس حربي متشظٍّ – شبيه بالقنابل العنقودية، وفق ما نقلت هيئة البث الإسرائيلية. كما أشارت إلى أن هذا النوع من الصواريخ مُحمّل برؤوس حربية عدة أشبه بقنابل تزن كل منها 2.5 كغم من المتفجرات، تُطلق على ارتفاع 7 كيلومترات في الجو، وتنتشر في دائرة قطرها 8 كيلومترات، وتنفجر بشكل ارتجاجي عند وصولها إلى الأرض. ونشرت هيئة البث التابعة للجيش الإسرائيلي صورا لتلك الصواريخ. في حين أكدت " قيادة الجبهة الداخلية الإسرائيلية" أن بعض تلك القنابل سقطت في مناطق متفرقة، محذرة من الاقتراب منها. ودعت أي شخص يرصدها إلى استدعاء فرق تفكيك المتفجرات من أجل تحييد الخطر. دمار كبير وكان مستشفى سوروكا في بئر السبع (جنوب إسرائيل) وبلدتا آزور ورامات غان قرب تل أبيب، تعرضت لهجمات صاروخية صباحا، ما أدى إلى إصابة 271 شخصا. فيما أظهرت مشاهد من رامات غان الدمار الكبير الذي لحق بمقر البورصة. أتى ذلك، بعدما أطلقت إيران أكثر من 20 صاروخًا هذا الصباح، نحو حولون، ورامات غان، وسوروكا، وآزور، رداً على غارات إسرائيلية عدة طالت فجراً العاصمة طهران ، فضلا عن أصفهان وكرج ونطنز، بالإضافة إلى مفاعل آراك. ومنذ تفجر المواجهة المباشرة غير المسبوقة بين البلدين في 13 يونيو الماضي، أطلقت إيران أكثر من 450 صاروخاً باليستياً ومئات الطائرات المسيرة على إسرائيل، وفق ما أكد الناطق الرسمي باسم الجيش الإسرائيلي، إيفي ديفرين. فيما شنت إسرائيل غارات جوية عنيفة طالت مواقع مختلفة في شتى الأراضي الإيرانية، استهدفت مواقع عسكرية ومنصات إطلاق صواريخ، فضلا عن مواقع نووية. كما اغتالت عشرات القيادات العسكرية الكبيرة، وأكثر من 10 علماء نوويين.

لاريجاني: إيران ستنتقم من العدوان
لاريجاني: إيران ستنتقم من العدوان

ليبانون 24

timeمنذ 2 ساعات

  • ليبانون 24

لاريجاني: إيران ستنتقم من العدوان

خلال اليوم السابع من المواجهة غير المسبوقة بين إيران وإسرائيل، شدّد علي لاريجاني، مستشار المرشد الأعلى علي خامنئي، على أنّ «أي حديث عن استسلام إيران يُعَدّ خطأً فادحاً وفي غير محلّه». وشدد في تصريحات، اليوم الخميس، على أن بلاده لا ترغب في الحروب. لكنه أكد في الوقت عينه أن الإيرانيين يمرون في مرحلة حاسمة، قائلا 'علينا أن نصمد للدفاع ومعاقبة المعتدين'، وفق ما نقلت وسائل إعلام محلية. كما أشار إلى أن إسرائيل كانت تتصور أنها ستجبر بلاده على التراجع والاستسلام في غضون أيام، لكنها فشلت. إلى ذلك، وجه انتقادات إلى مدير عام الوكالة الدولية للطاقة الذرية، رافاييل غروسي، مؤكدا أنه 'عندما تنتهي الحرب ستحاسبه إيران'. بدوره، شدد وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، على أن 'القوات المسلحة ستواصل قصف المجرمين الذين يستهدفون شعبها حتى يتوقفوا ويدفعوا ثمن عدوانهم الإجرامي على أمتنا'، وفق تعبيره. وأضاف في تغريدة على حسابه في إكس 'أن من يقصف إيران سيدفع الثمن'. كما نفى استهداف القوات الإيرانية لمستشفى سوروكا في بئر السبع (جنوب إسرئيل)، بوقت سابق اليوم، ما أدى إلى إصابة العشرات، وفق الخدمات الإسعافية الإسرائيلية. ودأب الرئيس الأميركي دونالد ترامب خلال الأيام الماضية على التأكيد على أن الشرط الوحيد لتهدئة الصراع يكمن في استسلام إيران غير المشروط. في حين اعتبر المرشد الإيراني تلك التصريحات 'سخيفة وتستهين بتاريخ الشعب الإيراني'، لاسيما أن بلاده تدافع عن نفسها ولم تبدأ الحرب.

نتنياهو: لا حصانة لأحد في إيران
نتنياهو: لا حصانة لأحد في إيران

المدن

timeمنذ 2 ساعات

  • المدن

نتنياهو: لا حصانة لأحد في إيران

قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، مساء اليوم الخميس، إن العدوان على إيران كان قد يُلغى في اللحظة الأخيرة، وإنه كان عازماً على مهاجمتها حتى لو عارضت الولايات المتحدة ذلك، لكن الأخيرة تساعد إسرائيل. وأكد نتنياهو، في مقابلة مع قناة "كان 11" التابعة لهيئة البث الإسرائيلية، أن أولوية الحرب هي استهداف "التهديد النووي الإيراني"، ومن ثم الصواريخ الباليستية، وأن لا حصانة لأحد في إيران، حين سُئل عن تصريحات وزير الأمن يسرائيل كاتس في وقت سابق اليوم بشأن اغتيال المرشد الأعلى في إيران علي خامنئي. الهدف إزالة النووي وقال نتنياهو رداً على سؤال حول إسقاط النظام الإيراني، إن "الهدف الرئيسي هو إزالة التهديد النووي. وثانياً، إزالة تهديد الصواريخ الباليستية. ومن الواضح أنه خلال ذلك سيتزعزع النظام"، مضيفاً أن إسقاط النظام "ليس هدفاً معلناً لكنه قد يكون نتيجة"، وزعم أن هذا "أمر يخص الشعب الإيراني". وأضاف نتنياهو أن "الأعمال، وليس الأقوال، هي من يجب أن تتحدث". واعتبر أن اغتيال الأمين العام الراحل لحزب الله حسن نصر الله قاد إلى هزيمة محور المقاومة، موضحاً: "قلت إنه في ولايتنا (ولاية الحكومة الحالية) يجب أن نقضي على هذين الهدفين (المحور والنووي الإيراني)، ونحن نسير نحو ذلك"، زاعماً أن "النووي والصواريخ الإيرانية هما تهديدان وجوديان على إسرائيل". وحول الدور الأميركي، قال إن "أميركا تساعدنا في الدفاع بشكل رائع، والطيارين الأميركيين يسقطون المسيّرات معنا... الولايات المتحدة اعترفت بحقنا في الدفاع عن أنفسنا ضد التهديد الوجودي". منشأة فوردو ورداً على سؤال حول احتمال استهداف إسرائيل منشأة فوردو وحدها من دون الولايات المتحدة، قال نتنياهو: "لدينا القدرة على ضرب جميع منشآت النووي الإيراني، وأي مساعدة ستسعدنا... قررت أن نحقق جميع أهدافنا والقرار لترامب إن كان سينضم أم لا". ولفت نتنياهو إلى أنه "لم نكن متأكدين أننا سننجح، لكن عرفت أنه لا خيار لدينا"، وأن "أي نتيجة مهما كانت صعبة، لا ترتقي إلى خطر النووي". وحول المناقشات التي سبقت العدوان، أوضح نتنياهو: "قلت إنني سأتحدث إلى صديقي ترامب، لكن هذا ليس شرطاً لمهاجمة إيران، فحتى لو قال لا كنت سأفعل". وأشار نتنياهو إلى أن ضرب إيران هي مهمة حياته، لكن حكوماته السابقة لم تتح له ذلك. واعتبر أن عدد الصواريخ الإيرانية ليس مهماً بقدر استهداف القاذفات، مضيفاً: "دمرنا نحو نصف منصات إطلاق الصواريخ، ولذلك عدد الصواريخ ليس مهماً". "أنا أحافظ على وجود إسرائيل" وزعم نتنياهو أنه هو من يحمي وجود إسرائيل: "بن غوريون أقام الدولة وأنا أحافظ على وجودها"، مضيفاً: "أنا قلت إننا سنغير وجه الشرق الأوسط، ونحن اليوم نغيّر وجه العالم". وأردف نتنياهو أنه أخفى قضية الهجوم عن عائلته ولم يكن بإمكانه إبلاغها، وأنه تابع جدول أعماله العادي حتى 36 ساعة قبل الهجوم. ولفت إلى أن "الخدعة كادت تنهار. تراكمت مؤشرات (على نية الإقدام على شيء ما) والحملة العسكرية كادت تُلغى". وتابع نتنياهو: "نحن في الطريق لتحقيق انتصار ضخم". واعتبر أن العدوان على إيران يخدم التوصّل إلى صفقة مع حماس بشأن المحتجزين الإسرائيليين في غزة، وأن المحتجزين هم العائق أمام إنهاء الحرب. وفي تصريحات سابقة من أمام مستشفى سوروكا جنوب إسرائيل، اليوم الخميس، أبقى نتنياهو الباب مفتوحاً أمام إمكانية انضمام الولايات المتحدة إلى المشاركة في العدوان على إيران، قائلاً إنّ القرار بشأن ذلك يعود للرئيس الأميركي، دونالد ترامب. وأضاف نتنياهو للصحافيين في مستشفى سوروكا جنوب إسرائيل "سيفعل (ترامب) ما فيه خير أميركا، وسأفعل ما فيه خير إسرائيل"، معتبراً أنّ الرئيس الأميركي "يعرف اللعبة". وتوعّد نتنياهو إيران بدفع الثمن، قائلاً إنّ "الطغاة الإرهابيين" في إيران أطلقوا هذا الصباح صواريخ على مستشفى سوروكا في بئر السبع وعلى سكان مدنيين في وسط إسرائيل. جرائم حرب وزعم نتنياهو بهذا الخصوص: "يريدون (الإيرانيون) إرهاباً نووياً يضع العالم بأسره تحت الابتزاز النووي، وسوف يستخدمون هذه الأسلحة، هذا ما يقولون إنهم سيفعلونه لمحو إسرائيل من الخريطة"، وأردف: "لن ندعهم يفعلون ذلك، ونحن بصدد تحقيق نصر عظيم". وكان لافتاً تنديد الأوساط الإسرائيلية باستهداف المستشفيات والمدنيين باعتبارها جرائم حرب، في وقت تواصل فيه تل أبيب حرب الإبادة على قطاع غزة، واستهداف المدنيين، وخيام النازحين، وطالبي المساعدات الإنسانية، وارتكاب مجازر يومية. ورغم أنها دمرت مستشفيات قطاع غزة خلال الإبادة الجماعية التي ترتكبها بحق الفلسطينيين منذ 21 شهراً، وتستبيح مستشفيات إيران ضمن عدوان متواصل منذ 7 أيام، ادعت تل أبيب أن إيران قصفت "بشكل مباشر" مستشفى سوروكا. فيما نفت طهران الرواية الإسرائيلية، وأكدت أن القصف الصاروخي استهدف وأصاب "بدقة" مقر قيادة واستخبارات الجيش الإسرائيلي بجوار المستشفى الذي تعرض لأضرار جانبية جراء موجة الانفجار. إسقاط النظام من جهة أخرى، لم يستبعد نتنياهو إمكانية اغتيال المرشد الأعلى الإيراني، علي خامنئي، معتبراً أنّ "جميع الخيارات مفتوحة ولا حصانة لأحد". وقال نتنياهو للصحافيين: "لا أحد يتمتع بالحصانة، أفضّل عدم الخوض في عناوين الأخبار وترك الأفعال تتحدث". واعتبر نتنياهو أنّ "إطاحة النظام الإيراني قد تكون نتيجة للحرب ضد إيران، ولكن هذا يتطلب تحرك الشعب الإيراني". وادعى: "يسألني الناس هل نستهدف إسقاط النظام؟ قد تكون هذه نتيجة، لكن الأمر متروك للشعب الإيراني لينهض من أجل حريته". وتابع: "الحرية تتطلب من هؤلاء المستضعفين (يقصد الإيرانيين) أن ينهضوا، والأمر متروك لهم، لكننا قد نهيئ الظروف التي تساعدهم على ذلك". غير أنه استدرك قائلاً: "هدفنا مزدوج: النووي والصاروخ الباليستي، سنقضي عليهما، نحن بصدد إكمال إزالة هذا التهديد"، وفق زعمه.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store