logo
نتنياهو: لا حصانة لأحد في إيران

نتنياهو: لا حصانة لأحد في إيران

المدنمنذ 7 ساعات

قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، مساء اليوم الخميس، إن العدوان على إيران كان قد يُلغى في اللحظة الأخيرة، وإنه كان عازماً على مهاجمتها حتى لو عارضت الولايات المتحدة ذلك، لكن الأخيرة تساعد إسرائيل. وأكد نتنياهو، في مقابلة مع قناة "كان 11" التابعة لهيئة البث الإسرائيلية، أن أولوية الحرب هي استهداف "التهديد النووي الإيراني"، ومن ثم الصواريخ الباليستية، وأن لا حصانة لأحد في إيران، حين سُئل عن تصريحات وزير الأمن يسرائيل كاتس في وقت سابق اليوم بشأن اغتيال المرشد الأعلى في إيران علي خامنئي.
الهدف إزالة النووي
وقال نتنياهو رداً على سؤال حول إسقاط النظام الإيراني، إن "الهدف الرئيسي هو إزالة التهديد النووي. وثانياً، إزالة تهديد الصواريخ الباليستية. ومن الواضح أنه خلال ذلك سيتزعزع النظام"، مضيفاً أن إسقاط النظام "ليس هدفاً معلناً لكنه قد يكون نتيجة"، وزعم أن هذا "أمر يخص الشعب الإيراني". وأضاف نتنياهو أن "الأعمال، وليس الأقوال، هي من يجب أن تتحدث".
واعتبر أن اغتيال الأمين العام الراحل لحزب الله حسن نصر الله قاد إلى هزيمة محور المقاومة، موضحاً: "قلت إنه في ولايتنا (ولاية الحكومة الحالية) يجب أن نقضي على هذين الهدفين (المحور والنووي الإيراني)، ونحن نسير نحو ذلك"، زاعماً أن "النووي والصواريخ الإيرانية هما تهديدان وجوديان على إسرائيل". وحول الدور الأميركي، قال إن "أميركا تساعدنا في الدفاع بشكل رائع، والطيارين الأميركيين يسقطون المسيّرات معنا... الولايات المتحدة اعترفت بحقنا في الدفاع عن أنفسنا ضد التهديد الوجودي".
منشأة فوردو
ورداً على سؤال حول احتمال استهداف إسرائيل منشأة فوردو وحدها من دون الولايات المتحدة، قال نتنياهو: "لدينا القدرة على ضرب جميع منشآت النووي الإيراني، وأي مساعدة ستسعدنا... قررت أن نحقق جميع أهدافنا والقرار لترامب إن كان سينضم أم لا". ولفت نتنياهو إلى أنه "لم نكن متأكدين أننا سننجح، لكن عرفت أنه لا خيار لدينا"، وأن "أي نتيجة مهما كانت صعبة، لا ترتقي إلى خطر النووي".
وحول المناقشات التي سبقت العدوان، أوضح نتنياهو: "قلت إنني سأتحدث إلى صديقي ترامب، لكن هذا ليس شرطاً لمهاجمة إيران، فحتى لو قال لا كنت سأفعل". وأشار نتنياهو إلى أن ضرب إيران هي مهمة حياته، لكن حكوماته السابقة لم تتح له ذلك. واعتبر أن عدد الصواريخ الإيرانية ليس مهماً بقدر استهداف القاذفات، مضيفاً: "دمرنا نحو نصف منصات إطلاق الصواريخ، ولذلك عدد الصواريخ ليس مهماً".
"أنا أحافظ على وجود إسرائيل"
وزعم نتنياهو أنه هو من يحمي وجود إسرائيل: "بن غوريون أقام الدولة وأنا أحافظ على وجودها"، مضيفاً: "أنا قلت إننا سنغير وجه الشرق الأوسط، ونحن اليوم نغيّر وجه العالم". وأردف نتنياهو أنه أخفى قضية الهجوم عن عائلته ولم يكن بإمكانه إبلاغها، وأنه تابع جدول أعماله العادي حتى 36 ساعة قبل الهجوم. ولفت إلى أن "الخدعة كادت تنهار. تراكمت مؤشرات (على نية الإقدام على شيء ما) والحملة العسكرية كادت تُلغى". وتابع نتنياهو: "نحن في الطريق لتحقيق انتصار ضخم". واعتبر أن العدوان على إيران يخدم التوصّل إلى صفقة مع حماس بشأن المحتجزين الإسرائيليين في غزة، وأن المحتجزين هم العائق أمام إنهاء الحرب.
وفي تصريحات سابقة من أمام مستشفى سوروكا جنوب إسرائيل، اليوم الخميس، أبقى نتنياهو الباب مفتوحاً أمام إمكانية انضمام الولايات المتحدة إلى المشاركة في العدوان على إيران، قائلاً إنّ القرار بشأن ذلك يعود للرئيس الأميركي، دونالد ترامب. وأضاف نتنياهو للصحافيين في مستشفى سوروكا جنوب إسرائيل "سيفعل (ترامب) ما فيه خير أميركا، وسأفعل ما فيه خير إسرائيل"، معتبراً أنّ الرئيس الأميركي "يعرف اللعبة". وتوعّد نتنياهو إيران بدفع الثمن، قائلاً إنّ "الطغاة الإرهابيين" في إيران أطلقوا هذا الصباح صواريخ على مستشفى سوروكا في بئر السبع وعلى سكان مدنيين في وسط إسرائيل.
جرائم حرب
وزعم نتنياهو بهذا الخصوص: "يريدون (الإيرانيون) إرهاباً نووياً يضع العالم بأسره تحت الابتزاز النووي، وسوف يستخدمون هذه الأسلحة، هذا ما يقولون إنهم سيفعلونه لمحو إسرائيل من الخريطة"، وأردف: "لن ندعهم يفعلون ذلك، ونحن بصدد تحقيق نصر عظيم". وكان لافتاً تنديد الأوساط الإسرائيلية باستهداف المستشفيات والمدنيين باعتبارها جرائم حرب، في وقت تواصل فيه تل أبيب حرب الإبادة على قطاع غزة، واستهداف المدنيين، وخيام النازحين، وطالبي المساعدات الإنسانية، وارتكاب مجازر يومية.
ورغم أنها دمرت مستشفيات قطاع غزة خلال الإبادة الجماعية التي ترتكبها بحق الفلسطينيين منذ 21 شهراً، وتستبيح مستشفيات إيران ضمن عدوان متواصل منذ 7 أيام، ادعت تل أبيب أن إيران قصفت "بشكل مباشر" مستشفى سوروكا. فيما نفت طهران الرواية الإسرائيلية، وأكدت أن القصف الصاروخي استهدف وأصاب "بدقة" مقر قيادة واستخبارات الجيش الإسرائيلي بجوار المستشفى الذي تعرض لأضرار جانبية جراء موجة الانفجار.
إسقاط النظام
من جهة أخرى، لم يستبعد نتنياهو إمكانية اغتيال المرشد الأعلى الإيراني، علي خامنئي، معتبراً أنّ "جميع الخيارات مفتوحة ولا حصانة لأحد". وقال نتنياهو للصحافيين: "لا أحد يتمتع بالحصانة، أفضّل عدم الخوض في عناوين الأخبار وترك الأفعال تتحدث". واعتبر نتنياهو أنّ "إطاحة النظام الإيراني قد تكون نتيجة للحرب ضد إيران، ولكن هذا يتطلب تحرك الشعب الإيراني".
وادعى: "يسألني الناس هل نستهدف إسقاط النظام؟ قد تكون هذه نتيجة، لكن الأمر متروك للشعب الإيراني لينهض من أجل حريته". وتابع: "الحرية تتطلب من هؤلاء المستضعفين (يقصد الإيرانيين) أن ينهضوا، والأمر متروك لهم، لكننا قد نهيئ الظروف التي تساعدهم على ذلك". غير أنه استدرك قائلاً: "هدفنا مزدوج: النووي والصاروخ الباليستي، سنقضي عليهما، نحن بصدد إكمال إزالة هذا التهديد"، وفق زعمه.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

أيام نتنياهو الأخيرة: هل تكتُب الحرب نهايته السياسية؟
أيام نتنياهو الأخيرة: هل تكتُب الحرب نهايته السياسية؟

الميادين

timeمنذ ساعة واحدة

  • الميادين

أيام نتنياهو الأخيرة: هل تكتُب الحرب نهايته السياسية؟

في خضمّ أعنف موجة تصعيد تشهدها المنطقة منذ عقود، يقف رئيس الحكومة الإسرائيلية نتنياهو أمام مفترق حاسم.. فالرجل الذي وعد الإسرائيليين بضمان الأمن داخل الأراضي المحتلة، والتمدّد خارج فلسطين، إما عبر دَرب التطبيع أو بالقوة العسكرية، بات اليوم يواجه لحظات مفصلية تبدو فيها "أيامه الأخيرة" في الحكم أقرب من أيّ وقتٍ مضى. اليوم تلوح في الأفق نهاية مرحلة كاملة من اليمين الإسرائيلي المتطرّف، ارتبطت اسمياً وفعلياً، بزعيم حزب الليكود، بنيامين نتنياهو؛ فالضغوط الداخلية تتراكم مع نمو الأصوات المعارِضة، وبداية تفكّك تحالف قوى اليمين بشقّيه القومي والحريديمي، أما على المستوى الخارجي، فالعاصمة "تل أبيب" باتت شوارعها صورة مصغّرة من شوارع قطاع غزة، بعد أن أنهكتها الصواريخ الباليستية الإيرانية، وهو المسار العسكري الذي لجأت إليه طهران رداً على الضربة الغادرة التي اغتالت عبرها "إسرائيل" علماء وقادة عسكريين إيرانيين في صباح الثالث عشر من حزيران/يونيو. في آنٍ واحد، يُقاتل "جيش" الاحتلال على جبهتين؛ واحدة في قطاع غزة حيث تواصل آلة القتل الإسرائيلية حصد أرواح الفلسطينيين، من دون أن يمنع ذلك فصائل المقاومة من مواصلة عملياتها؛ وأخرى أشدّ خطورة ضدّ إيران، وقد اندلعت بعد عملية "الأسد الصاعد"، والتي صارت في نظر الشارع الإسرائيلي اليوم بمثابة مغامرة غير محسوبة، كانت لخدمة أجندة نتنياهو الشخصية، وجلبت دماراً واسعاً على المدن والبلدات الإسرائيلية. قليلون من يدركون حجم ما يعنيه قصف "تل أبيب" بالصواريخ، فمنذ النكبة الفلسطينية، كانت "إسرائيل" تحارب خصومها على أراضيهم تقريباً، فمثلاً، حرب السادس من أكتوبر 1973، والتي كان النصر فيها من نصيب العرب، كانت تدور في سيناء المصرية والجولان السورية، أي خارج "إسرائيل" عملياً، لكن اليوم، بات الأمر مختلفاً كلياً. الصواريخ الباليستية التي حملت اسمي الشهيدين "قاسم سليماني" و"عماد مغنية"، تسقط الآن في حيفا المحتلة و"تل أبيب"، والإسرائيليون بالملايين يبيتون ليلهم ويقضون نهارهم في الملاجئ. كلّ ذلك يجري في "بلدٍ" تمّ تسويقه لليهود الأوروبيين باعتباره "الملاذ الآمن"، الذي سيحميهم من "الاضطهاد" و"العنف". الكيان الإسرائيلي، حرفيّاً، أصابه الشلل، وقطاعات كاملة باتت خارج الخدمة، من السياحة، التي هي أكثر المجالات حساسية للاضطراب الأمني، وحتى الزراعة، التي هي أقدم المهن البشرية، مروراً بالصناعة والتجارة، بطبيعة الحال. تسبّبت الصواريخ الإيرانية في خسائر بشرية مؤثّرة، من جرحى ومصابين، بالإضافة إلى تفجيرات ضخمة كما حدث مع استهداف مصافي نفط وشبكات للكهرباء، ذلك مع الأخذ في الاعتبار، أنّ الأخبار المنشورة في الإعلام العبري عن الخسائر تخضع للرقابة العسكرية، وهناك دعوة صريحة أطلقها المتحدّث العسكري الإسرائيلي يوم 14/6/2025/، طالب فيها بعدم تصوير الأماكن التي تضرّرت بفعل الصواريخ الإيرانية. واقع الحال داخل الأراضي المحتلة على مدار الأيام القليلة الماضية، يؤكّد أنّ نتنياهو قد مرّغ وجه "إسرائيل" في التراب، وأنّ اندفاعه وتهوّره، واستجابته لإلحاح بن غفير وسموتريتش، قد ورّطه في معركة مع خصم، لم يكن يعرفه جيداً، أو على الأقلّ كان يعرف ما لديه من سلاح، لكنه كان جاهلاً بما لديه من عقيدة صلبة. قلّل الإسرائيليون من قدرة إيران على إعادة تنظيم صفوفها بعد أن استهدفوا القيادة العليا للجيش الإيراني وحرس الثورة، وتمكّنوا من اغتيال عدد منهم، حينها توهّموا أنّ الأمور قد دانت لهم، وأنهم نجحوا في تعطيل القيادة والسيطرة داخل طهران، لكنّ الدولة الإيرانية أثبتت صلابة مؤسساتها في ذلك الاختبار. على الفور تمّ امتصاص الصدمة، وترتيب البيت من الداخل، وتصعيد قيادات من الصف الثاني، فانقلبت المعادلة 180 درجة، وجلس الملايين أمام الشاشات، يتابعون الصواريخ الباليستية، وهي تنجح في اختراق جميع طبقات أنظمة الدفاع الجوي الإسرائيلية، بالضبط كلاعب الكرة الماهر، الذي يُوصل كرته إلى مرمى خصمه. "هآرتس" العبرية، والتي تتخذ خطاً معارضاً لسياسيات اليمين بشكل عامّ، باتت تحذّر من فرار الإسرائيليين والأجانب عبر اليخوت إلى قبرص، وتشير إلى أنّ آلاف الدولارات يتمّ دفعها بغرض نقل مجموعات لا يتجاوز عددها عشرة أشخاص من موانئ هرتسيليا وحيفا وعسقلان. المفارقة هنا، أنّ اليمين الإسرائيلي الذي كان يُصارع من أجل تهجير الغزيّين من أراضيهم، سيكون قريباً أمام مهمة إقناع الإسرائيليين أو المقيمين في "إسرائيل" بعدم تركها، والفرار منها! اليوم 00:01 19 حزيران 10:59 المخاطر المتعلّقة بالهجرة العكسية، لطالما أثارت قلق الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة، أما اليوم، ومع وصول الصواريخ إلى قلب "إسرائيل"، بات فرار الإسرائيليين باتجاه دولٍ أخرى (أكثر غنى واستقراراً) كابوساً حقيقياً، سيطارد نتنياهو على مدار الساعات الأربع والعشرين، وسيعجز عن التعامل معه، ما يتسبّب في خسارته مزيداً من الأنصار. وقد طلبت الحكومة، بالفعل، من شركات الطيران عدم السماح للإسرائيليين بالسفر إلى الخارج، في حال عادت خطوط الطيران إلى العمل. قبل اندلاع الحرب، بيوم واحد تقريباً، كان الكنيست الإسرائيلي يصوّت على حلّ نفسه، بطلبٍ من المعارضة ممثّلة في حزبَي "هناك مستقبل" برئاسة يائير لابيد، و"إسرائيل بيتنا" بقيادة وزير الحرب الأسبق أفيغدور ليبرما، ذلك عقب تنامي النزاع حول مشروع قانون لتجنيد المزيد من اليهود المتشدّدين (الحريديم) في "الجيش". لم ينحلّ الكنيست، وضاعت فرصة عقد انتخابات تشريعية مبكرة تُفضي لتشكيل حكومة جديدة، لكن جاءت النتائج لتكشف أنّ 53 نائباً، قد أيّدوا حلّ المجلس، بفارق 8 أصوات فقط عن الرافضين، وما كان هذا ليحصل لولا تكثيف نتنياهو محاولاته للضغط على حزبيّ "شاس"، و"يهدوت هتوراه" من جهة، ورئيس لجنة الخارجية والأمن في الكنيست يولي إدلشتاين من جهة أخرى، بالإضافة إلى الجهد الذي بذله السفير الأميركي، لدى "إسرائيل"، مايك هاكابي، مع قادة من الحريديم للحيلولة دون حلّ الكنيست وإسقاط الحكومة، تخوّفاً من حدوث فراغ في القيادة الإسرائيلية. الأوضاع الاجتماعية والسياسية داخل "إسرائيل"، تؤكّد وجود مشكلة متعلّقة بـ "الحريديم"، فعددهم آخذ في الازدياد، إذ يمثّلون 13% من الإسرائيليين، لكنهم فعلياً 20% من يهود "إسرائيل"، هذا يعني أنّ واحداً من كلّ خمسة "إسرائيليين فعليّين"، لن يخدم في "الجيش"، كما أنّ معتقده بالأساس لا يعترف بالصهيونية، لأنه يربط "عودة اليهود إلى فلسطين، وقيام دولتهم، بظهور المسيح"، كلّ ذلك بالإضافة إلى أفكار الحريديم المناهضة للعصرنة والمدنية والعلم الحديث. تتفاعل تجمّعات الحريديم السياسية مع جهاز "الدولة" الإسرائيلي بنوع من البراغماتية، وتشارك في الكنيست والحكومات، من دون أن تكون معنية بأيّ شيء يتعلّق بالسياسة الداخلية أو الخارجية، فهي، فقط، تهدف إلى الحفاظ على تمويل المدارس الدينية (اليشيفوت)، وضمان الإعفاء من الخدمة العسكرية لطلاب التوراة؛ وعندما يشعر زعماء الحريديم السياسيين أنّ اليمين الصهيوني، والممثّل في "الليكود" و"الصهيونية الدينية" و"العظمة اليهودية"، قد يهادن التيار العلماني، على حساب مكتسباتهم، يصبحون على استعداد لفضّ التحالف، وبالتالي تنفصم عرى اليمين الإسرائيلي، وهو ما كان متوقّعاً أن يحدث قبل أيام، ولا يزال مرشّحاً للحدوث. من جهة أخرى، فإنّ تصاعد الحرب، والأضرار التي سبّبتها الصواريخ الإيرانية، ستسمح لأصوات اليساريين الإسرائيليين بالعلو مجدّداً، فهؤلاء لطالما طالبوا بعقد صفقة مع حركة حماس، لوقف الحرب واستعادة الأسرى، واتهموا نتنياهو بأنه دمّر صورة "إسرائيل" في العالم، وتمادى في جرائمه، ما دفع مختلف المنظّمات الدولية لنبذ الحكومة الإسرائيلية والتعامل معها كنظير معاصر لألمانيا النازية؛ واليوم، ستُضاف تهمة جديدة لنتنياهو، وهو أنه جلب لـ "إسرائيل" الهزيمة على أيادي الإيرانيين، بمعنى آخر سيكون التنكيل السياسي بـ "الملك بيبي" يسيراً للغاية. الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، رجل أعمال في نهاية المطاف، وقد بنى مشروعه الانتخابي على تحسين دخل المواطن الأميركي، عبر حمايته من "المهاجرين" الذين يستفيدون من برامج الدعم الاجتماعي، ويسلبونه وظائفه، بالإضافة إلى تقليل الإنفاق على المجهود العسكري خارج الولايات المتحدة. لهذا تلاسن ترامب أكثر من مرة مع زيلينسكي رئيس أوكرانيا، والذي يطالب بزيادة الدعم الأميركي، كما قرّر سحب قواته من سوريا، وحتى عندما حشد قواته باتجاه باب المندب، وشنّ حرباً على حركة أنصار الله في اليمن، لم يصمد سوى أسابيع معدودة، وسحب قواته، من دون تحقيق أيّ هدف يذكر. هذا لا يعني أنّ واشنطن في معرض التخلّي عن "تل أبيب"، فكلّ ما جرى من وقت اغتيالات طهران، والضربات التي طالت مواقع نووية، كان البيت الأبيض على علم به، لكن ربما الأهداف مختلفة، فإدارة ترامب تريد كسر شوكة الإيرانيين عبر "إسرائيل"، وإرغامهم على القبول بالتوقيع على اتفاق يحظر عليهم تخصيب اليورانيوم، مع القبول ببقاء العقوبات الاقتصادية على حالها. في المقابل تريد "تل أبيب" ما هو أكثر، فهي تدرك أنّ طهران، بمثابة عمود خيمة محور كامل، تنخرط ساحاته في الصراع مع "إسرائيل" بشكل متكرّر من جنوب لبنان إلى العراق إلى صنعاء، وأنها إذا أرغمت إيران على تغيير سياساتها، والتخلّي عن دورها المناصر للحقّ الفلسطيني، فهذا يعني انفراط عقد المحور، ويثمر ذلك خلو منطقة الشرق الأوسط من الأعداء، فتكون الحقبة الإسرائيلية قد بدأت، ويمكن لحكومة الاحتلال لها أن تسود وتسوس كيفما تشاء. الطموح الإسرائيلي، من حيث المبدأ، لا يحظى بمعارضة أميركية، فواشنطن أيضاً تريد تغيير كلّ ما ترتّب على الثورة الإيرانية منذ عام 1979، لكنّ إدارة ترامب، تدرك جيداً أنّ تلك المحاولة، تعني وضع القيادة الإيرانية أمام تهديد وجودي، سيُرغمها على الإضرار بالمصالح الأميركية على نحوٍ غير مسبوق، ولدى إيران القدرة على فعل ذلك وأكثر، سواء عبر خلاياها الاستخباراتية ومؤيّديها خارج حدودها، أو عبر ترسانتها الصاروخية، التي هي الأكبر والأكثر تنوّعاً في الشرق الأوسط، مع الآلاف من الصواريخ الباليستية وصواريخ كروز، التي تمّ تطويرها بالاعتماد على النماذج السوفياتية، وبقدرات ذاتية، وبالتعاون مع دولٍ تتبنّى نهجاً معارضاً للهيمنة الأميركية، مثل كوريا الشمالية، ذلك وفقاً لتقرير صدر عام 2021 عن مشروع Missile Threat التابع لمركز الدراسات الاستراتيجية والدولية - CSIS. وتملك القوات الإيرانية أنواعاً متقدّمة من الصواريخ، مثل "فتّاح 2" و"سجيل" و"خرمشهر" التي يصل وزنها إلى 2 طن، وبعضها مُجهّز بمركبات قابلة للمناورة، ومزوّد بزعانف تحكّم ونظام ملاحة دقيق عبر الأقمار الاصطناعية. والمؤكّد، باعتراف الخبراء العسكريين الإسرائيليين أنفسهم، أنّ إيران لم تستخدم بعد أسلحتها الأكثر تطوّراً، ومن المرجّح أنها تدخّرها لمراحل لاحقة أو لضربة قاضية. المعلومات المتعلّقة بالإمكانات العسكرية الإيرانية، تعني أنّ التصعيد الأميركي، والدخول المباشر في حرب، على طريقة جورج بوش، سيُفضي، من دون شكّ، إلى اندلاع حرب إقليمية واسعة، ثم عالمية، ستنخرط فيها كلّ الدول الكبرى، حتى تلك التي تحاول النأي بنفسها عنها. والواضح، بمراقبة طريقة عمل الإدارة الأميركية الحالية، أنه سيكون من الصعب عليها أن تستجيب للمتطرّفين الإسرائيليين، وأفكارهم الانتحارية، التي تنشد النصر حتى لو استدعى الأمر "هدم المعبد على رؤوسهم ورؤوس أعدائهم على طريقة شمشون". ضاق العالم بالحكومة الإسرائيلية الحالية، ولم يعد هناك استعداد لتحمّل بقائها حتى انتهاء فترة ولايتها نهاية العام المقبل، والتصريحات الصادرة عن العواصم الأوروبية أكدت ذلك طوال الشهور الماضية، فهناك رؤية عامّة تؤكّد أنّ عودة الهدوء إلى المنطقة، بات مرهوناً بتحجيم نشاط اليمين الصهيوني داخل "إسرائيل"، إذ لم تقتصر صراعات قياداته على مدار الأعوام الثلاثة الماضية، مع خصوم الكيان التقليديّين، بل امتدت إلى دول "الاعتدال العربي"، والتي لديها اتفاقيات لتطبيع العلاقات مع "إسرائيل"، منها مصر والأردن، خاصة مع تصاعد الحديث عن تهجير الفلسطينيين إلى دول الجوار، خلال العام الفائت. إنّ سقوط حكومة نتنياهو، ووقف الحرب في غزة، بالإضافة إلى ضمان حقّ إيران في استكمال مشروعها النووي السلمي، وعدم الرضوخ للشروط الأميركية، سيكون بمثابة انتصار كبير لمحور المقاومة، فرضته صواريخ طهران الباليستية، التي عبرت لمسافة أكثر من ألف كيلومتر، وهبطت في الأراضي المحتلة، فأصبحت للمرة الأولى، صور الدمار تُنقل من "تل أبيب"، لا غزة.

لاريجاني: إيران ستنتقم من العدوان
لاريجاني: إيران ستنتقم من العدوان

بيروت نيوز

timeمنذ ساعة واحدة

  • بيروت نيوز

لاريجاني: إيران ستنتقم من العدوان

خلال اليوم السابع من المواجهة غير المسبوقة بين إيران وإسرائيل، شدّد علي لاريجاني، مستشار المرشد الأعلى علي خامنئي، على أنّ «أي حديث عن استسلام إيران يُعَدّ خطأً فادحاً وفي غير محلّه». وشدد في تصريحات، اليوم الخميس، على أن بلاده لا ترغب في الحروب. لكنه أكد في الوقت عينه أن الإيرانيين يمرون في مرحلة حاسمة، قائلا 'علينا أن نصمد للدفاع ومعاقبة المعتدين'، وفق ما نقلت وسائل إعلام محلية. كما أشار إلى أن إسرائيل كانت تتصور أنها ستجبر بلاده على التراجع والاستسلام في غضون أيام، لكنها فشلت. إلى ذلك، وجه انتقادات إلى مدير عام الوكالة الدولية للطاقة الذرية، رافاييل غروسي، مؤكدا أنه 'عندما تنتهي الحرب ستحاسبه إيران'. بدوره، شدد وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، على أن 'القوات المسلحة ستواصل قصف المجرمين الذين يستهدفون شعبها حتى يتوقفوا ويدفعوا ثمن عدوانهم الإجرامي على أمتنا'، وفق تعبيره. وأضاف في تغريدة على حسابه في إكس 'أن من يقصف إيران سيدفع الثمن'. كما نفى استهداف القوات الإيرانية لمستشفى سوروكا في بئر السبع (جنوب إسرئيل)، بوقت سابق اليوم، ما أدى إلى إصابة العشرات، وفق الخدمات الإسعافية الإسرائيلية. ودأب الرئيس الأميركي دونالد ترامب خلال الأيام الماضية على التأكيد على أن الشرط الوحيد لتهدئة الصراع يكمن في استسلام إيران غير المشروط. في حين اعتبر المرشد الإيراني تلك التصريحات 'سخيفة وتستهين بتاريخ الشعب الإيراني'، لاسيما أن بلاده تدافع عن نفسها ولم تبدأ الحرب.

الصراع الاسرائيلي- الايراني الى اين...هل ينتحر حزب الله؟
الصراع الاسرائيلي- الايراني الى اين...هل ينتحر حزب الله؟

المركزية

timeمنذ ساعة واحدة

  • المركزية

الصراع الاسرائيلي- الايراني الى اين...هل ينتحر حزب الله؟

المركزية - في اليوم السابع من الحرب الإسرائيلية الإيرانية، وردا على الصواريخ الايرانية الصباحية التي أصابت مستشفى سوروكا، قال رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو ان إيران ستدفع ثمن هجمات هذا الصباح، معتبرا ان أذرع الإرهاب التابعة لإيران أطلقت صواريخ على مستشفى سوروكا وعلى السكان المدنيين وسط إسرائيل . وأكدت صحيفة "معاريف"، أنّ الأوساط العسكرية والسياسية في تل أبيب تتحدث عن إسقاط النظام الإيراني، وليس تدمير البرنامج النووي فقط خلال العمليات العسكرية المتواصلة ضد طهران. في المقابل، أكد رئيس الأركان الإيراني، عبد الرحيم موسوي، أن بلاده ستواصل مهاجمة أي هدف تابع لإسرائيل. وأوضح أن لا "قيود أمام القوات المسلحة". وحذر نائب وزير الخارجية الإيراني كاظم غريب آبادي الولايات المتحدة اليوم من مغبة التدخل في الحرب دعما لإسرائيل، مضيفا أن بلاده مستعدة للدفاع عن نفسها في حال التصعيد. الى ذلك، تستمر حالة الترقب بشأن الموقف الأميركي من التدخل في الحرب دعما لإسرائيل، حيث أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب أنه لم يتخذ قرارا نهائيا، وأنه يفضل اتخاذ قراراته في اللحظات الأخيرة. وذكرت "بلومبرغ" ان مسؤولين أميركيين يستعدون لضربة على إيران في الأيام المقبلة، ونقلت شبكة "سي أن أن" ان حاملة الطائرات الأميركية الثالثة "يو أس أس فورد" ستدخل المنطقة في غضون أيام. فإلى أي مدى ممكن أن يصل الصراع بين ايران واسرائيل؟ وهل تدخل الولايات المتحدة على الخط؟ هل يمكن إسقاط النظام الايراني؟ وما تداعيات ذلك؟ النائب السابق والعميد المتقاعد وهبي قاطيشا يؤكد لـ"المركزية" ان "اسرائيل والولايات المتحدة الاميركية وضعتا هدفًا أوليًا وأساسيًا هو تدمير السلاح النووي الايراني والصواريخ، سلمًا أو حربًا. إذا وافقت ايران يعقدون عندها صفقة، وفي حال لم توافق سيدمرونه".ويضيف: "إذا استمر النظام الايراني في إرسال الصواريخ واستهداف المدنيين خاصة في اسرائيل، فإن مخطط إسقاط النظام سيكون حاضرًا، لكن هذا لا يعني أنه سيسقط خلال أيام. لا يمكن التكهن متى سيسقط لأنه يحتاج إلى إجراءات عديدة. قد يسقط من خلال ثورة شعبية وفي هذه الحالة سيطول الأمر أو من خلال تحرّك قوى عسكرية من الجيش الايراني، تستلم السلطة وتعطي الثقة للمواطنين. وأكبر دليل ان اسرائيل تستهدف قوات الحرس الثوري فقط وحيّدت الجيش الايراني عن هذه العملية، لأن الجيش هو من سيمسك زمام الأمور في حال حصول تطور لإسقاط النظام، لأنه موضع ثقة على عكس الحرس الثوري. عندها تلتف الاقليات والشعب الفارسي والاكراد والآذري,ن والبلوش والعرب، حول الجيش الايراني. لذلك، الامر مرتبط بالنظام الايراني، فإذا اتفق مع الاميركيين على الاستسلام وبأنه لم يعد يريد النووي والصواريخ يطول عمره قليلا. وفي حال لم يوافق، يقصر عمره ويحصل حمام دم في ايران لإسقاطه". حول مدى إمكانية اسرائيل على الصمود، خاصة ان شعبها غير معتاد على هذا النوع من الحروب، يقول قاطيشا: "كل الشعوب غير معتادة لأن تُقتل وتُدمَّر، وبالتالي لا يمكن القول إلى أي مدى ستصمد. اللبنانيون صمدوا 60 عامًا وما زالوا صامدين رغم كل الدمار والتهجير والشهداء. يقولون بأن الاسرائيليين يتركون البلاد، صحيح لكن في ايران أيضًا يترك البعض البلاد سيرًا على الأقدام عبر الحدود التركية، والسبب ان المواطن الغني يفضّل ترك البلاد فترة ريثما تهدأ الأوضاع. مضى عامان واسرائيل تخوض حربًا متواصلة، لذلك من يراهن على صمود اسرائيل، أقول له بأنه يمكنها الصمود طويلا، خاصة وأنها تستند على مخازن ذخيرة الولايات المتحدة كلها، وهي دولة قوية والدخل القومي لديها بين 500 و600 مليار دولار، وبالتالي هي قادرة ان تخوض حربًا طويلة كي تنقذ نفسها من الإبادة، لأن ايران في حال صنعت القنبلة النووية فلن تكون اسرائيل في الشرق". وعن إمكانية دخول الولايات المتحدة على خط الصراع بشكل مباشر، يقول قاطيشا: "شروط الولايات المتحدة قاسية: إما ان تستسلم ايران وإما ستدخل الحرب، لكنها لم تدخل بعد لأنها الوحيدة التي تخوض مفاوضات مع ايران، وفي حال دخلت الحرب فلن يعود هناك أي مفاوِض، آنذاك ستكون الحرب طويلة حتى استسلام ايران، وقد تدخل باسم الامم المتحدة لأن ايران تخالف القوانين الدولية والاتفاقات الدولية حول النووي، لذلك يصبح استهدافها شرعيًا أمميًا"، معتبرًا ان "ايران كانت تماطل في المفاوضات لكنها اليوم شعرت بالوجع وبأن اسرائيل يمكنها إنزال جيش على أراضيها والقيام بعملية كومندوس خاصة في منشأة فوردو، في ظل السيطرة الجوية لاسرائيل على الأجواء الايرانية، ويمكن لاسرائيل خلال خمسة أيام تفكيك وتدمير المنشأة ". هل يمكن أن يقحم "حزب الله" نفسه في الحرب، يجيب: "يجوز، لأن ايران تحرق كل أوراقها، لكن "حزب الله" إذا دخل هل سيغير المعادلة بين الولايات المتحدة وايران؟ إذا أحب "الحزب" ان ينتحر بما تبقّى فليكن، لكن دخوله الى الحرب كمن ينتحر ويرمي نفسه على صخرة الروشة، خاصة وأن إمكانياتهم نفدت".

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store