logo
مذكرات إملي نصر الله يمنع الكشف عنها قبل 2050

مذكرات إملي نصر الله يمنع الكشف عنها قبل 2050

الشرق الأوسطمنذ يوم واحد
بعد سبع سنوات على رحيلها لا تزال عائلة الأديبة الراحلة إملي نصر الله تسعى جهدها لإبقاء إرثها حياً. وفي السابع من يوليو (تموز) المقبل، ستقام احتفاليةٌ لتسليم «المكتبة الشرقية» في «الجامعة اليسوعية» في بيروت، جزءاً من أرشيف نصر الله الغني الذي يستحق أن يوضع بين يدي أمينة بحيث تضمن له الحماية من جهة، ويكون في خدمة البحاثة والمهتمين بالأدب العربي من جهة أخرى. جمع هذا الأرشيف احتاج إلى عمل مضنٍ واستلزم سنوات، كي لا يذهب هذا الكنز في غياهب النسيان.
قبل وفاتها بعامين، قررت إملي نصر الله أن تهب «المكتبة الشرقية» في بيروت ما يقارب 17 وثيقة من أرشيفها الأدبي، إضافة إلى مقالاتها الصحافية التي كتبتها طوال 15 عاماً ولم تجمعها في كتاب، وأبحاث ومجموعة دراسات، هذا عدا مقالات نقدية وأخرى تناولت سيرتها، كانت قد احتفظت بها، مرتبة ومصنفة، تم تسليمها خلال حفل تكريمي أقيم في المناسبة.
صناديق الكنوز الأدبية
يومها، وصف رئيس «الجامعة اليسوعية» البروفسور سليم دكّاش تلك المناسبة بأنها «عزيزة على قلب الجامعة»، لأن إملي نصر الله «صوت لبنان الريفي العميق الذي نقل تفاصيل القرى والناس والذاكرة»، وترجم إلى الكثير من اللغات بينها الإنجليزية والإسبانية والألمانية والفنلندية والتايلندية والفرنسية.
«ظننا أن والدتي وهبت كل ما لديها في ذلك الوقت للجامعة اليسوعية» تقول مها نصر الله، ابنة الأديبة لـ«الشرق الأوسط»، «لكننا بعد وفاتها عام 2018 فوجئنا بوجود صناديق لا بل وصناديق كثيرة، ذات محتويات مهمة، فيها مقالات وصور ورسائل ووثائق مختلفة». وشرحت أن «هذا الأرشيف يحوي صوراً عائلية، وكذلك عثرنا على أجندات تحوي يومياتها حيث كانت تحرص على تسجيلها، وتغطي الفترة من 1989 إلى 2014، أي أنها كتبتها على مدى 26 سنة، إضافة إلى مراسلاتها الخاصة».
وتمنت مها، التي رافقت مسار والدتها عن قرب وهي ترسم لها أغلفة كتبها منذ كانت طفلة، لو تستطيع تصوير كل هذه المحفوظات وحمايتها بطريقة رقمية تضمن لها البقاء. لكنها لم تجد من يعينها على ذلك، إلى أن اتصلت بـ«جمعية موريس خير الله» في جامعة «نورث كارولينا» في أميركا التي قدمت دعماً تقنياً، مكنها من تصوير المستندات التي لديها وإرسالها إلى تلك الجامعة، التي تكفلت بالعناية بالأرشيف موثقاً وإتاحته للمهتمين على منصة إلكترونية.
الأرشيف الورقي يليق به الوطن
صحيح أن مها أعطت حقوق النشر الإلكتروني للأرشيف لجامعة «ساوث كارولينا» التي ساعدتها، لكنها ومن باب الحرص، أبقت على الأصول الورقية في حوزتها. «صدقاً، خشيت على هذه الثروة، أن تكون في مكان بعيد عنا، لا أعرف ما يحدث لها. لهذا فضلت استبقاءها في لبنان».
وجاءت الفرصة المناسبة حين اتصل بمها مدير الجامعة اليسوعية المهندس المعماري جوزف رستم من سنتين، يستوضح عما تبقى من الأرشيف، فوجدتها مناسبة أن يصبح ما أرسلته إلى «نورث كارولينا» محفوظاً ورقياً هنا في لبنان ولدى المكتبة الشرقية. وسيحتفى بنقل هذا الأرشيف في حفل يقام بهذه المناسبة الشهر المقبل، بوجود عائلة إملي نصر الله من أبناء وأحفاد، وشقيقها لبيب أبي راشد، كما ستكون هناك كلمات من بينها مداخلة لابنتها مها رئيسة جمعية «بيت طيور أيلول» الذي افتتح بعد وفاة الكاتبة.
سنة ونصف السنة والتواصل قائم بين وريثة إملي نصر الله و«الجامعة اليسوعية» لوضع تصور حول الأرشيف ودوره، وكيف سيعامل. وقد تم الاتفاق على أن يشمل الاهتمام بهذه التركة، إقامة المحاضرات والندوات ونقاشات ودراسات، لكن ربما الأهم، أن تبقى الأجندات، كما المراسلات الخاصة لإملي نصر الله، مخبأة غير موضوعة في التصرف حتى عام 2050. وتضيف مها ضاحكة: «أي لن يكشف عنها قبل أن نكون قد رحلنا جمعنا». هل هذا لأن ثمة أسراراً كبيرة وحساسة، تجيب مها: «لا توجد أسرار، لكن الخصوصية يجب أن تبقى محفوظة، فهذه كتابات حميمة، لم تدون في الأصل ليطلع عليها القراء. أمي كانت تكتبها لنفسها، لا لغيرها، لهذا نرى من المناسب أن لا نكشف عنها في الوقت الحاضر، كي لا نتسبب بأي حساسية لأحد».
إملي رتبت تركتها حتى الورقة الأخيرة
تصف مها والدتها بأنها كانت «شديدة التنظيم، وقد رتبت كل شيء. وما وجدناه لا يمكن إهماله، ويشكل ثروة يتوجب الاهتمام بها». لم تحتفظ بكتاباتها فقط، بل أرشفت بنفسها كل ما كتب عنها بطريقة منظمة للغاية. في السنوات الأخيرة من حياتها، فضّلت أن تتوقف عن الكتابة، وأن تكرس جهدها لتنظيم ما سبق لها وكتبته، وترتيبه بحيث تسهل إدارته. ليس ذلك فحسب. كان من عاداتها أن تصحو باكراً، وتذهب لشراء الصحف وقراءتها، والاحتفاظ بكل ما يكتب عنها مؤرشفاً ومرتباً. هكذا صدر الكتاب الذي يجمع كل ما صدر من مقالات حول كتابها «طيور أيلول»، ويكاد يكون لكل كتاب لها ما يشبه هذا المؤلف. وقد اعتنت بهذه المقالات، ولم تتردد في الاستعانة بمن يساعدها، ويعيد طباعة ما نشر عنها، كي تتمكن من الاحتفاظ به بطريقة تمنع ضياعها.
لا تريد مها أن تحفظ هذه التركة الأدبية فقط، وإنما أن تبقيها حية، متداولة، يستفيد منها الناس، ويعود إليها من يحتاجها في الوقت الذي يشاء. «لا نريد لهذا الإرث أن يبقى حبيس الخزائن، نعرف أنها مواد ثمينة، ونريد لها أن تكون حية باستمرار». ولكن هل هذه كانت وصية الأديبة لأبنائها، أن يهتموا بإرثها، بهذه الطريقة؟ «على الإطلاق، لم تقل شيئاً في هذا الموضوع. اكتفت بما أعطته من مخطوطات للجامعة اليسوعية».
وعما إذا تم العثور على أعمال أدبية غير منشورة، تقول مها: «ثمة ما عثرنا عليه، لن أتحدث عنها جميعها، لكنني وجدت قصة للأطفال بعنوان (الولد) وضعتها أمي قديماً ولم تنشرها. كما عثرت على كاسيت سجلت عليه بصوتها نصاً آخر بعنوان (كوخ جدو تمار)، وهو مسرحية، ولم أعثر لها على مرادف مكتوب، لذا فرّغت الشريط، وهي في طور الطباعة عند (هاشيت - أنطوان)». وحين علمت الفنانة نويل كسرواني بالأمر، تحمست وستقدم فيلم تحريك مستوحى من المسرحية مقروناً بصوت أملي نصر الله، وستضيف عليه بطريقتها. تخبرنا مها أن «هناك قصتين للأطفال ورسائل، وأشياء أخرى. وأذكر من بين المراسلات رسالة جميلة للغاية كتبها لها الفنان التشكيلي عارف الريس، وقد تواصلت مع (دار نلسن) لإصدارها، وقد تبصر النور قريباً».
بيت «طيور أيلول» مهدد باستمرار
يكتب لعائلة إملي نصر الله، تحديداً ابنتها مها، أنها في غياب أي مبادرات حكومية في لبنان لحماية إرث الكتّاب، بقي اهتمامها بما تركته والدتها متواصلاً. فبعد ستة أشهر على غيابها تم إصدار كتابها الأخير الذي لم يمهلها الوقت لتراه منشوراً، وعنوانه: «المكان». تتحدث فيه الأديبة عن سيرتها الذاتية منذ كانت طفلة صغيرة. أما المشروع البديع الذي يحتاج اهتماماً دائماً، فهو «بيت طيور أيلول». هو منزل عائلة والدة إملي القديم في قرية الكفير الجنوبية، يعود عمره إلى مائة سنة، اشترته وهي على قيد الحياة، لأنها تربت فيه بعد أن ولدت في قرية والدها مركباً. ومن الكفير استوحت الكثير من شخصياتها وقصصها. تم تحويل البيت إلى مركز لجمعية تحمل اسم روايتها الأولى «طيور أيلول» وهو أقرب إلى مركز ثقافي ومتحف، ومكان لإقامة فنانين.
الانتقادات لا تعنيها
في البيت بعض مقتنيات الأديبة الراحلة، وفيه مكتبها ومكتبتها، وجهّزت غرفة نوم كي تكون صالحة لاستقبال أي فنّان أو باحث مهتمّ بإملي أو حتى بالمنطقة عموماً، إذ مقدوره الإقامة هنا لإتمام ما يريد إنجازه.
كانت ثمة رغبة من العائلة بنقل الأرشيف كاملاً إلى هذا البيت الجميل لكن المخاطر المحدقة به في الجنوب على الحدود مع إسرائيل حالت دون ذلك.
«حكّاءة الريف» كما أُطلق عليها أو «أم الرواية اللبنانية» أو «روائية المنفى»، ثمة من أخذ عليها هدوءها ورصانتها، في زمن الثورات النسوية، والكتابات الصاخبة التغييرية، فهل كانت تنزعج من ذلك. تضحك مها وتقول: «والدتي لم تكن تحب الاستعراضية، ولم تعبأ بكل هذا الكلام. كانت تكتب بصدق، وبطريقتها، ولا تلتفت للانتقادات، ولا تهتم لها».
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

جدة.. تجارب بحرية نابضة بالحياة
جدة.. تجارب بحرية نابضة بالحياة

الرياض

timeمنذ 3 ساعات

  • الرياض

جدة.. تجارب بحرية نابضة بالحياة

مع انطلاق برنامج "صيف السعودية 2025" تحت شعار "لوّن صيفك"، تتألق مدينة جدة كإحدى أبرز الوجهات السياحية التي تحتضن تجارب بحرية وترفيهية مميزة، تجعل من زيارتها تجربة لا تُنسى لكل أفراد العائلة. و"عروس البحر الأحمر" لا تقدِّم مجرد شواطئ، بل تقدم باقة متكاملة من الأنشطة البحرية، والفعاليات الصيفية، والمنتجعات الفاخرة، ضمن أجواء نابضة بالحياة تمتد حتى سبتمبر المقبل. ويُعد صيف هذا العام فرصة مثالية لاكتشاف جدة من زاوية مختلفة، خاصة مع تنوع الخيارات التي تناسب كافة الفئات، من الباحثين عن الاسترخاء، إلى مُحبي المغامرة والتشويق. وهناك تجارب بحرية فريدة، تجعل من جدة إحدى أهم محطات "صيف السعودية" كوجود شواطئ جميلة ومرافق راقية، من كوكبان بأجوائه العائلية ورماله البيضاء، إلى مدينة الملك عبدالله الاقتصادية ذات المياه الفيروزية والمرافق الحديثة، وصولاً إلى منتجعات خاصة مثل لا بونت وسيال، يجد الزائر أمامه خيارات متكاملة للاستجمام والسباحة، كذلك مغامرات بحرية لعشاق الإثارة، ففي نادي كونا للرياضات البحرية، يمكن تجربة التزلج على الماء، ركوب الجيت سكي، القوارب المطاطية، الفلاي بورد، وحتى ركوب الأمواج بالأجنحة الشراعية. تجارب حماسية تضيف إلى صيفك نكهة المغامرة، إضافةً إلى الرفاهية والاستجمام في نادي جدة لليخوت، فهو وجهة بحرية راقية تطل على المارينا، وتقدم تجربة فاخرة تشمل جلسات بحرية، مراسي لليخوت، مطاعم عالمية، وأنشطة حية، في بيئة تحاكي أرقى الوجهات العالمية. ويوجد ترفيه عائلي في سيان ووتر بارك لعشاق الألعاب المائية، خاصةً العائلات والأطفال، حيث توفر سيان ووتر بارك مساحة مثالية للمرح، مع ألعاب تناسب الجميع، وأجواء آمنة ومسلية، كذلك يوجد جولات بحرية على ضفاف البحر الأحمر من مرسى اللؤلؤة في أبحر الشمالية، وتنطلق رحلات بحرية تمنح الزوار فرصة استكشاف سواحل جدة من منظور مختلف، عبر القوارب السريعة أو الجولات الخاصة عند الغروب. وتشهد شواطئ جدة، هذه الأيام، زخمًا سياحيًا كبيرًا، يتزامن مع فصل الصيف، ومع انطلاق برنامج صيف السعودية الذي يأتي هذا العام تحت شعار "لوّن صيفك"، ويمتد حتى شهر سبتمبر المقبل، في ست وجهات سياحية متنوعة؛ منها الشواطئ والمنتجعات بجوها المعتدل في جدة والبحر الأحمر، والمرتفعات والطبيعة الساحرة والأجواء الباردة في كلٍّ من الطائف والباحة وعسير، كما يتضمّن أكثر من 600 منتج وتجربة سياحية، وعددًا من الفعاليات الكبرى منها كأس العالم للرياضات الإلكترونية -EWC-؛ الذي يُقام في مدينة الرياض خلال الفترة من يوليو حتى أغسطس المقبل، إضافة إلى "موسم جدة" و"موسم عسير" اللذين يضمّان العديد من البرامج والأنشطة والفعاليات والعروض المميزة؛ التي يتم طرحها عبر منصة "روح السعودية".

عسير.. موسم سياحي استثنائي
عسير.. موسم سياحي استثنائي

الرياض

timeمنذ 3 ساعات

  • الرياض

عسير.. موسم سياحي استثنائي

برعاية كريمة من أمير منطقة عسير صاحب السمو الملكي الأمير تركي بن طلال بن عبدالعزيز، شهدت عسير السهل والجبل مجموعة من الفعاليات الثقافية الترفيهية ورزنامة من البرامج المتنوعة التي تستلهم جمال الطبيعة البكر لعاشقة العطر والمطر بإشراف ومتابعة من هيئة تطوير منطقة عسير، والتي تسعى جاهدة لتسليط الأضواء على الإرث الثقافي التراثي للمنطقة من خلال كوكبة من البرامج المتمثلة في عدد من الفعاليات التراثية والتاريخية. وشملت البرامج جملة من الفعاليات المتنوعة التي خصصت لعشاق الطبيعة والتخييم، واستحدثت هيئة تطوير عسير أيضاً تنظيم برامج وتجارب عائلية متجددة، كما وجهت الهيئة الدعوة للقطاع الخاص لدعم وتنشيط الحركة السياحية داخل المحافظات والمراكز والقرى من خلال تعزيز جودة الخدمات والتجارب المقدمة للسواح بما يواكب تطلعات الزائر المحلي والدولي. وفي إطار تسهيل اكتشاف عسير العطر والمطر أطلقت الهيئة «اكتشف عسير» الخريطة الإلكترونية التفاعلية، التي تهدف إلى رسم وتحديد كافة المواقع السياحية للمنطقة ومنها المواقع التاريخية والمتاحف والمراكز الثقافية مع تحديد دقيق لأهم المنتزهات والحدائق العامة، ودمج هذه التجربة السياحية للسائح والزائر من خلال تخصيص زيارات ماتعة لعدد المزارع السياحية المنتشرة على سفوح عسير وداخل مدينة أبها الحالمة. وسعت الهيئة إلى إشراك الأسواق الشعبية والمراكز التجارية والترفيهية في المخرجات السياحية الفاعلة للخروج بتجربة سياحية فريدة للمنطقة. هذا وكان أمير عسير رئيس هيئة تطويرها، قد أكد مع الانطلاقة لهذه الفعاليات غرة شهر محرم لهذا العام على أهمية التعاون المتكامل بين القطاعات، الذي عده أحد ركائز نجاح استراتيجية منطقة عسير في التحول إلى وجهة سياحية عالمية على مدار العام، موضحاً سموه أننا في رحلة الصعود نحو مستقبل عسير لتكون بالصورة التي تضمنتها استراتيجية القمم والشيم، منوهاً أن هذا الموسم يأتي مباشرة بعد منتدى الاستثمار الثاني الذي وصفه بالانطلاقة القوية لوجهة عسير السياحية على خارطة العالم.

متحف «تيم لاب بـلا حدود» يحتفي بعامه الأول في جدة
متحف «تيم لاب بـلا حدود» يحتفي بعامه الأول في جدة

الرياض

timeمنذ 3 ساعات

  • الرياض

متحف «تيم لاب بـلا حدود» يحتفي بعامه الأول في جدة

يحتفي متحف «تيم لاب بلا حدود» هذه الأيام بمرور عام على افتتاحه في جدة التاريخية، أحد المواقع المسجلة في قائمة «اليونسكو» للتراث العالمي، بصفته أول متحف دائم للفنون الرقمية في المملكة، ويُقدّم تجربةً استثنائية تمزج بين الفن والتقنية، ضمن بيئةٍ تفاعلية تتغير باستمرار، وتمنح الزائر دورًا فاعلًا في تشكيل التجربة. واستقطب المتحف خلال عامه الأول زوارًا يمثّلون أكثر من 25 جنسية، خاصة من فئة الشباب ومحبي الفنون الرقمية، والذين وجدوا في هذا الفضاء الإبداعي تجربة معاصرة تستجيب لتطلعاتهم، وتفتح أمامهم آفاقًا جديدة للتفاعل مع الفن، ويتميّزُ المتحف بعدم وجود خرائط أو مسارات محددة؛ مما يتيح للزائر حرية التجوّل والاكتشاف بنفسه، والانخراط المباشر في الأعمال الفنية، وتستجيب المعروضات لحركته وتتغير معها بمرور الوقت، مما يجعل كل زيارة مختلفة عن الأخرى، ويُشكّل هذا الطابع الاستكشافي جزءًا أساسيًا من تجربة المتحف، ويُسهم في رغبة الزائر بالعودة مرات متعددة لاكتشاف جوانب جديدة في كل مرة. وتتغير الأعمال الفنية داخل المتحف بانسجامٍ مع إيقاع المواسم؛ ففي عملٍ مثل «تكاثر الحياة الهائلة» تتبدل الزهور شهريًا، في حين تتحول تكوينات «غابة المصابيح»، و»أزهار في الشفافية اللانهائية» بحسب الفصول الأربعة، في الوقت الذي يحافظ فيه عمل «ذاكرة التضاريس» على مشهدٍ ثابتٍ ظاهريًا، يتغير من الداخل بإيقاع دقيق، ويمنح كل لحظةٍ طابعًا خاصًا. ويأتي متحف «تيم لاب بلا حدود» ضمن جهود وزارة الثقافة في تحويل المواقع التاريخية إلى منصاتٍ تفاعلية للفن المعاصر، وتفعيل الاقتصاد الإبداعي عبر التجارب التي تجمع بين الابتكار البصري والحس الجمالي والبعد المعرفي؛ انسجامًا مع مستهدفات رؤية المملكة 2030 في دعم الصناعات الإبداعية، وتعزيز حضور المملكة عالميًا في مجالات الفن والتقنية، حيث يُجسّد المتحف هذا التوجّه بوصفه نموذجًا فريدًا لمتحفٍ حيٍّ يُعيدُ تشكيل الفن باستمرارٍ، ويمنح الزائر تجربة شخصية لا تتكرر.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store