logo
ترامب في أبوظبي.. والسلام بأيدٍ خليجية

ترامب في أبوظبي.. والسلام بأيدٍ خليجية

الاتحادمنذ 7 ساعات

ترامب في أبوظبي.. والسلام بأيدٍ خليجية
في عالم تتحرك خرائطه على رمال متحركة، وتتقاطع مصالحه بين صراع الأوزان الثقيلة وتقلبات الجبهات الساخنة، جاءت جولة الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى الخليج العربي، ليس بوصفها زيارة بروتوكولية عابرة، بل باعتبارها لحظة فارقة أعادت هندسةَ موازين القوة ورسمت حدوداً جديدةً للنفوذ والشراكة.
لم تكن الجولة مجرد بازار صفقات أو جردة حساب لرئيس يُعنى بمنطق الأرقام أكثر من منطق السياسة، بل كانت اختباراً مفتوحاً لحسن نوايا الأطراف كافة، ولقدرة الخليج على إعادة التموضع كرقم صعب في معادلة الإقليم والعالم. في هذا المشهد بدا واضحاً أن العواصم الخليجية لم تعد تكتفي بردود الأفعال أو التموقع على هامش الأحداث، بل تتقدم اليوم لصناعة المبادرات واستباق السيناريوهات، وهي تتحرك بعقل الدولة، لا بانفعال اللحظة، بعين على التوازنات، وبيد تبني التحالفات.
والإمارات التي قادت هذا التحرك برؤية متجذرة في مدرسة المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، أثبتت مجدداً أنها تتقن لغة التوازن بين المبادئ والمصالح. فبينما تعصف بالمنطقة أجندات الاصطفاف الأعمى ومحاور المغامرة الصفرية، اختارت أبوظبي أن ترسم خريطةَ مصالحها بعيداً عن الانفعالات، مستثمرةً في الذكاء الاصطناعي والطاقة والتكنولوجيا والطيران، ليس فقط كخيارات اقتصادية، بل كأدوات استراتيجية لتعزيز مكانتها كقوة تنموية آمنة ومستقرة. كانت الرسالة واضحة: الإمارات تصنع أمنها من خلال شراكات مدروسة تعود بالنفع على مواطنيها وتفتح آفاقَ التنمية المستدامة لاقتصادها.
لكن الأهم من كل ذلك، أن أبوظبي حملت معها إلى طاولة ترامب خطاباً سياسياً متزناً يبتعد عن الشعارات الرنانة ويقترب من الواقعية الحكيمة، خطاباً يصوغ معادلةً جديدة للسلام عنوانها الاعتدال والجرأة في اتخاذ القرار.
في قلب هذه المعادلة عادت القضيةُ الفلسطينية لتتصدر المشهدَ، لكن بلغة مختلفة هذه المرة. فغزة لم تعد ورقةً للمزايدة ولا منصةً للابتزاز الإقليمي، بل تحولت في الرؤية الخليجية إلى نقطة انطلاق نحو استعادة القرار الفلسطيني من قبضة الجماعات الراديكالية التي حولت القطاعَ إلى رهينة لصراعات الآخرين.
ومن هنا جاء الموقف الخليجي واضحاً وحازماً: غزة يجب أن تعود إلى الشرعية الفلسطينية، وحل الدولتين هو الإطار الواقعي الوحيد الذي يحفظ حقوق الفلسطينيين ويصون أمنَ المنطقة برمتها. إنه موقف ينطلق من قراءة هادئة لمسار الأحداث ومن قناعة راسخة بأن الوقت قد حان لتحرير الفلسطينيين من دوامة الشعارات الفارغة والمزايدات المدمرة. وإذا كانت واشنطن تراهن على واقعية ترامب وحساباته للأرباح والخسائر، فإن العواصم الخليجية أثبتت أنها شريك لا يُستدعى عند الحاجة فحسب، بل رقم ثابت في معادلة الأمن الإقليمي.
ولعل غياب نتنياهو عن هذه الجولة كشف عن تحول حقيقي في مركز الثقل، فإسرائيل التي كانت لعقود مفتاح التحرك الأميركي في الشرق الأوسط وجدت نفسها اليوم خارج غرفة صناعة القرار، فيما تتصدر أبوظبي والرياض والدوحة مشهد هندسة السلام وترتيب الأوراق. اليوم، وأكثر من أي وقت مضى، تبدو الإماراتُ مستعدةً لتحويل هذا الحراك السياسي إلى مشروع استراتيجي متكامل يعيد بناءَ غزة ويطلق مساراً سياسياً جاداً يقود إلى دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس الشرقية.
لكن نجاح هذا المشروع يتوقف على قدرة الفلسطينيين أنفسهم، ومعهم الأشقاء العرب، على تجاوز انقساماتهم وتوحيد صفوفهم واستثمار هذه اللحظة التاريخية. إنها فرصة قد لا تتكرر، فإما أن تتحول إلى نقطة انطلاق نحو شرق أوسط جديد أكثر استقراراً وإنصافاً، أو أن تضيع كما ضاعت فرص كثيرة قبلها. الإمارات قالت كلمتَها ومضت بثبات على طريق السلام، والكرة الآن في ملعب الجميع.
*أمين عام المجلس العالمي للمجتمعات المسلمة

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

ترامب يعلن بناء "القبة الذهبية" للدفاع الصاروخي بـ175 مليار دولار
ترامب يعلن بناء "القبة الذهبية" للدفاع الصاروخي بـ175 مليار دولار

البيان

timeمنذ 2 ساعات

  • البيان

ترامب يعلن بناء "القبة الذهبية" للدفاع الصاروخي بـ175 مليار دولار

كشف الرئيس الأميركي دونالد ترامب عن خطط بناء درع صاروخية تحت مسمى "القبة الذهبية" بهدف حماية الولايات المتحدة من هجمات خارجية مؤكدا أنها ستوضع في الخدمة في نهاية ولايته الثانية. وقال ترامب في البيت الأبيض "خلال الحملة الانتخابية وعدت الشعب الأميركي بأني سأبني درعا صاروخية متطورة جدا"، وأضاف "يسرني اليوم أن أعلن أننا اخترنا رسميا هيكلية هذه المنظومة المتطورة". وقال إن الكلفة الإجمالية للمشروع ستصل إلى "حوالى 175 مليار دولار" عند إنجازه.وفي نهاية يناير، وقّع ترامب مرسوما لبناء "قبة حديدية أميركية"، تكون وفق البيت الأبيض درعا دفاعية متكاملة مضادة للصواريخ لحماية أراضي الولايات المتحدة. وكانت روسيا والصين وجّهتا انتقادات لذاك الإعلان الذي رأت فيه موسكو مشروعا "أشبه بحرب النجوم"، في إشارة إلى المصطلح الذي استُخدم للدلالة على مبادرة الدفاع الاستراتيجي الأميركي في عهد الرئيس رونالد ريغان إبان الحرب الباردة. وتسمية "القبة الحديدية" تم إطلاقها على واحدة من المنظومات الدفاعية الإسرائيلية التي تحمي الدولة العبرية من هجمات صاروخية أو بمسيّرات. وهذه المنظومة اعترضت آلاف الصواريخ منذ دخولها الخدمة في العام 2011. ويبلغ معدّل اعتراضها لأهدافها نحو 90 بالمئة، وفق شركة رافائيل الإسرائيلية للصناعات العسكرية التي شاركت في تصميمها. وفي بادئ الأمر طوّرت إسرائيل بمفردها "القبة الحديدية" بعد حرب العام 2006 مع حزب الله اللبناني، لتنضم إليها لاحقا الولايات المتحدة التي قدّمت خبرتها في المجال الدفاعي ودعما ماليا بمليارات الدولارات. وكان ترامب قد أشار بالفعل إلى هذا المشروع خلال حملته الانتخابية، لكن خبراء كثرا يؤكدون أن هذه الأنظمة مصمّمة في الأصل للتصدي لهجمات تشنّ من مسافات قصيرة أو متوسطة، وليس لاعتراض صواريخ بعيدة المدى قادرة على ضرب الولايات المتحدة.

تقرير: إسرائيل تستعد لضرب إيران بشكل منفرد
تقرير: إسرائيل تستعد لضرب إيران بشكل منفرد

سكاي نيوز عربية

timeمنذ 2 ساعات

  • سكاي نيوز عربية

تقرير: إسرائيل تستعد لضرب إيران بشكل منفرد

وأضافت الشبكة نقلا عن المسؤولين أنه لم يتضح بعد ما إذا كان القادة الإسرائيليون قد اتخذوا قرارا نهائيا. ويأتي ذلك في الوقت الذي تسعى فيه إدارة ترامب إلى إبرام صفقة دبلوماسية مع طهران ، حسبما أفاد عدة مسؤولين أميركيين مطلعين على أحدث المعلومات لشبكة "سي.إن.إن". وقال المسؤولون الأميركيون إن مثل هذه الضربة ستكون خروجًا صارخًا عن سياسة الرئيس دونالد ترامب ، كما يمكن أن تؤدي إلى اندلاع صراع إقليمي أوسع في الشرق الأوسط وهو ما تحاول الولايات المتحدة تجنبه منذ أن أثارت الحرب في غزة التوترات في 2023. وحذر المسؤولون من أنه ليس من الواضح ما إذا كان القادة الإسرائيليون قد اتخذوا قرارًا نهائيًا، وأن هناك خلافات عميقة داخل الحكومة الأميركية بشأن احتمال قيام إسرائيل بالتحرك في نهاية المطاف. ومن المرجح أن يعتمد توقيت وطريقة الضربة الإسرائيلية على تقييم إسرائيل للمفاوضات الأميركية مع طهران بشأن برنامجها النووي. وقال شخص آخر مطلع على المعلومات الأميركية بشأن القضية: "ارتفعت فرص الضربة الإسرائيلية على منشأة نووية إيرانية بشكل كبير في الأشهر الأخيرة". وأضاف: "احتمالية التوصل لاتفاق بين الولايات المتحدة وإيران برعاية ترامب لا يزيل كل اليورانيوم الإيراني تجعل احتمال الضربة أكبر". وترجع المخاوف المتزايدة ليس فقط إلى الرسائل العلنية والخاصة من كبار المسؤولين الإسرائيليين الذين يدرسون مثل هذه الخطوة، بل وأيضًا إلى الاتصالات الإسرائيلية التي تم اعتراضها ومراقبة تحركات الجيش الإسرائيلي التي قد توحي بضربة وشيكة، وفقًا لعدة مصادر مطلعة على المعلومات الاستخباراتية. ومن بين التحضيرات العسكرية التي رصدتها الولايات المتحدة، حركة ذخائر جوية وإنهاء تمرين جوي، حسبما قال مصدران. لكن هذه المؤشرات نفسها قد تكون ببساطة محاولة إسرائيل للضغط على إيران للتخلي عن نقاط رئيسية في برنامجها النووي من خلال إرسال إشارة بالعواقب في حال عدم التراجع، مما يبرز التعقيدات المتغيرة التي تواجهها إدارة البيت الأبيض. مهلة ترامب وقد هدد ترامب علنًا باتخاذ إجراء عسكري ضد إيران إذا فشلت جهود إدارته في التفاوض على اتفاق نووي جديد للحد من أو القضاء على البرنامج النووي الإيراني، لكنه وضع أيضًا حدًا زمنيًا لمدة المفاوضات الدبلوماسية. وفي رسالة إلى المرشد الإيراني علي خامنئي في منتصف مارس، حدد ترامب مهلة 60 يومًا لنجاح تلك الجهود، حسب مصدر مطلع على الرسالة. والآن مرت أكثر من 60 يومًا منذ تسليم الرسالة، و38 يومًا منذ بدء الجولة الأولى من المحادثات. وقال دبلوماسي غربي رفيع التقى بالرئيس في وقت سابق من هذا الشهر إن ترامب أوضح أن الولايات المتحدة ستمنح هذه المفاوضات بضعة أسابيع فقط قبل اللجوء إلى ضربات عسكرية، لكن حتى الآن، سياسة البيت الأبيض هي الدبلوماسية. وضع إسرائيل وقال جوناثان بانكوف، مسؤول استخباراتي سابق متخصص في المنطقة: "هذا وضع إسرائيل بين المطرقة والسندان". وتابع: "رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو يتعرض لضغوط لتجنب اتفاق بين الولايات المتحدة وإيران لا يعتبره مرضيًا، وفي نفس الوقت عدم إغضاب ترامب، الذي سبق وأن اختلف مع نتنياهو في قضايا أمنية رئيسية في المنطقة". وأضاف بانكوف: "في نهاية المطاف، سيكون قرار إسرائيل مبنيًا على تحديدات السياسة الأميركية والإجراءات، وعلى ما يوافق عليه أو لا يوافق عليه الرئيس ترامب مع إيران". وأوضح أنه لا يعتقد أن نتنياهو سيكون مستعدًا لخوض مخاطرة بتفكيك العلاقة مع الولايات المتحدة تمامًا عبر شن ضربة دون موافقة ضمنية على الأقل من واشنطن.

ترامب يطلق حرب نجوم جديدة ويسميها "القبة الذهبية" بتكلفة تصل إلى نحو 175 مليار دولار
ترامب يطلق حرب نجوم جديدة ويسميها "القبة الذهبية" بتكلفة تصل إلى نحو 175 مليار دولار

البوابة

timeمنذ 2 ساعات

  • البوابة

ترامب يطلق حرب نجوم جديدة ويسميها "القبة الذهبية" بتكلفة تصل إلى نحو 175 مليار دولار

أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أن الولايات المتحدة اتخذت القرار بشأن تصميم منظومة الدفاع الجوي الصاروخية "القبة الذهبية"، والتي ستتضمن أيضا صواريخ اعتراضية تطلق من الفضاء. وقال ترامب خلال حديثه في البيت الأبيض مع وزير الدفاع الأمريكي بيت هيغسيث: "يسعدني أن أعلن أننا حددنا رسميا تصميم هذا النظام المتقدم، الذي سيستخدم تقنيات الجيل القادم على الأرض وفي البحر وفي الفضاء، بما في ذلك أجهزة الاستشعار الفضائية والصواريخ الاعتراضية". وردا على سؤال أحد الصحفيين حول المدة التي سيستغرقها تنفيذ المشروع، أجاب ترامب: "نعتقد أن الأمر سيستغرق أقل من ثلاث سنوات بقليل". وأضاف: "نعتقد أن النظام سيكون جاهزا للتطبيق خلال عامين ونصف العام إلى ثلاثة أعوام". وتابع: "التكلفة الإجمالية لهذا النظام عند اكتماله من المرجح أن تبلغ 175 مليار دولار". وأكد ترامب أنه "سيتم دمج مشروع القبة الذهبية مع قدراتنا العسكرية الحالية، وينبغي أن يصبح جاهزا للعمل بشكل كامل بحلول نهاية ولايتي". مشيرا إلى أن كندا مهتمة بالتعاون مع الولايات المتحدة لتغطية أراضيها في النظام الجديد. وكان ترامب قد وقع في 28 يناير الماضي مرسوما يقضي بتطوير نظام الدفاع الصاروخي الوطني "القبة الحديدية الأمريكية" (Iron Dome America). وكشفت صحيفة "فاينانشال تايمز" أن النظام يتضمن نشر أنظمة اعتراض في الفضاء مزودة بأسلحة ليزر لتدمير الأسلحة النووية. وأشار التقرير إلى أن ترامب كلف وزير الدفاع بيت هيغسيث بتقديم خطة لنشر هذا النظام خلال 60 يوما.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store