logo
من هو ألكسندر دوغين "عراب بوتين" الذي يؤيد ترمب؟

من هو ألكسندر دوغين "عراب بوتين" الذي يؤيد ترمب؟

Independent عربية١٢-٠٤-٢٠٢٥

في مقابلة بثتها قناة "سي أن أن" في الـ30 من مارس (آذار) الماضي، أيد ألكسندر دوغين، المعروف أحياناً بلقب "العراب الروحي لبوتين" بسبب تأثيره الأيديولوجي في السياسة الروسية، سياسات دونالد ترمب.
وقال دوغين إن أميركا الترمبية تتقاطع مع روسيا البوتينية في نقاط مشتركة أكثر بكثير مما يعتقده الناس، مضيفاً أن "أنصار عقيدة ترمب ومؤيدي الرئيس الأميركي سيفهمون بوضوح أكبر طبيعة روسيا وشخصية بوتين والدوافع الكامنة وراء سياساتنا".
والحال أن دوغين صنع لنفسه اسماً من خلال اعتناق عقائد قومية وتقليدية روسية – من بينها أفكار معادية للسامية – ومن خلال نشره، على نطاق واسع، مؤلفات عن دور روسيا المحوري في مسيرة حضارات العالم.
ومن ثم قد يُعد هذا التأييد جرس إنذار حول الطبيعة التخريبية للبيت الأبيض في ظل رئاسة ترمب، وفيه إشارة ضمنية إلى أنه بحسب دوغين، تخدم سياسات ترمب المصالح الروسية.

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
لقد بدأ دوغين مسيرته المهنية كناشط مناهض للشيوعية في ثمانينيات القرن الـ20. ولم يكن موقفه هذا ناجماً عن كره أيديولوجي للشيوعية بقدر ما نتج عن رفضه النزعة الأممية التي اعتنقها الحزب الشيوعي. ومن ثم، فهو انتقد الحزب بسبب انشقاقه عن القيم التقليدية – لا سيما الدينية منها.
ويقترح دوغين ما يعتبره "نظرية سياسية رابعة"، وعلى حد قوله، فإن النظريات الثلاث الأولى هي الماركسية والفاشية والليبرالية – وجميعها تنطوي برأيه على عناصر خاطئة، أهمها نبذ التقاليد وانصياع الثقافة للفكر العلمي.
أما النظرية السياسية الرابعة التي وضعها دوغين، فتستسقي بعض العناصر من السياسات الثلاث الأخرى، إنما ترفض في المقابل العناصر التي يعارضها، لا سيما تراجع أهمية الأسرة التقليدية والثقافة، علماً بأن الثمرة النهائية لهذا كله جاءت على شكل مزيج أفكار تبدو تارة ماركسية وطوراً فاشية، لكنها دائماً ما تتمحور حول الدور الحاسم للثقافة الروسية التقليدية.
أما فلسفته التأسيسية فتقوم على الفكر التقليدي، الذي يعتبره موطن قوة روسيا. ومن ثم فقد أصبح من كبار مؤيدي رئيس البلاد فلاديمير بوتين الذي لا ينفك يشدد على أهمية القيم التقليدية الروسية. ويتوافق دوغين مع بوتين في انتقاد الليبرالية الفردية المناهضة للدين، التي تعمل برأي الرجلين على تدمير القيم والثقافة التي تشكل قوام المجتمع وركيزته.
ولا شك في أن بوتين يقيم دوغين لأن هذا الأخير يمضي قدماً بأهداف الرئيس الروسي. ومن ثم، فإن الأهداف الأمنية التي وضعها بوتين تستند في جزء منها إلى مبدأ القوة في الاتحاد السياسي والمفهوم الذي يفيد بأن الانقسام السياسي مرادف للضعف. لذا لو تمكنت روسيا من الإبقاء على وحدتها بأية وسيلة متاحة، فسيظل يُنظر إليها على أنها قوية. ولو انقسمت دولة معترضة على روسيا وتشرذمت من الداخل، فقد ينظر إليها على أنها ضعيفة.
وفي هذا السياق، تدّعي حكومة روسيا أن البلاد تتمتع بوحدة سياسية كاملة. ويؤكد المتحدثون باسم البلاد تلك المزاعم عبر القول مثلاً إن القواعد الانتخابية الروسية توحدت بالكامل خلف بوتين في انتخابات روسيا الرئاسية لعام 2024، حتى إنه كان من الممكن تجنب إجرائها لما يترتب عنها من نفقات غير ضرورية. ومن ثم، زعم المسؤولون الروس أيضاً أن الشعب الروسي بأسره يؤيد حرب أوكرانيا.
ودوغين يعمل على بث الحماسة في قلوب الناخبين لمصلحة بوتين، مستنداً في دعمه الرئيس على الفلسفة القائمة على العظمة الروسية وتفوقها الثقافي، وعلى منظور الوحدة الروسية. ولا شك في أن تأثيره هذا واضح للعيان داخل الحكومة الروسية وفي أرجاء المجتمع. والحال أن دوغين يكتب بغزارة عن الموضوع، ويحاضر في الجامعات والهيئات الحكومية عن مضار ليبرالية الغرب. كذلك عمل مستشاراً لدى سيرغي ناريشكين، المدير الحالي لجهاز الاستخبارات الخارجية الروسية "أس في آر".
وما لا شك فيه أن آراء دوغين تدعم الميول التوسعية الروسية، لا سيما في اتجاه أوكرانيا. وهو يشكك في وجود أوكرانيا بحد ذاته، ويروج للحرب الروسية في البلاد بكل جوارح قلبه. لكن دعمه هذا للحرب كاد يودي بحياته. ففي الـ20 من أغسطس (آب) 2022، انفجرت قنبلة في سيارة يملكها دوغين، مما تسبب في مقتل ابنته داريا، التي كانت تقودها وهي عائدة من مهرجان للفنون التقليدية الروسية.
شتت تسد
تطبق روسيا مبدأ "الاتحاد قوة" مع خصومها أيضاً، لكن عبر اعتماد مسار معاكس. ذلك أن عدداً كبيراً من المفكرين السياسيين الروس يسعون إلى تسليط الضوء على الانقسامات السياسية داخل الدول غير الصديقة، ويبذلون جهدهم لتوسيع نطاق الانقسامات ويدعمون الأحزاب والجماعات السياسية المسببة للاضطرابات.
ولا شك في أن عمليات من هذا القبيل تمنح الحكومة الروسية القدرة على الحط من شأن القوى الخارجية التي تعتبرها روسيا كخصوم لها، عبر جعلها تبدو ضعيفة في نظر شعوبها – والأهم من ذلك في نظر الشعب الروسي.
ودوغين، من جهته، يرسي أسساً فلسفية للأحزاب الأجنبية المعترضة على الاتحاد الأوروبي والليبرالية الغربية، التي من شأنها أن تخل بالوحدة السياسية. والملفت أنه اعتُمدت آراؤه في مجموعات يمينية متطرفة من بينها "الحزب الوطني الديمقراطي" الألماني، و"الحزب الوطني" البريطاني، وحزب "الفجر الذهبي" في اليونان، وحزب "يوبيك" المجري، وحزب "التجمع الوطني" في فرنسا.
من المرجح أن مقابلة دوغين التي أيد فيها سياسات ترامب قد حظيت بموافقة مباشرة من الكرملين. فهو يروج لحملة تأييد لترمب مدعومة من الكرملين، لما لخطابه الانقسامي – وبالتالي المُضعف – من أثر في السياسة الأميركية.
بيد أن خطاب دوغين القومي الروسي المتطرف يتعارض أحياناً مع محاولات بوتين لاستيعاب جميع شعوب روسيا وتقبلها ضمن دولة موحدة قوية، بدلاً من جعل اقتصارها على العرق الروسي وحده. ولأن روسيا دولة متعددة الأعراق، فإن الحصرية العرقية قد تعوق محاولات بوتين لإظهار قوته من خلال الوحدة. إن وصف دوغين بـ"العراب الروحي لبوتين" دقيق في بعض الأحيان فقط.
والحكومة الروسية تستعين بدوغين متى كان يفيد مصالحها، وتنفصل عنه إن لم يعد تطرفه يناسبها. فهو أداة لها حين يصرح عن أمور كثيرة ملائمة ويسهل تحقيق أهداف الكرملين. وعليه، لا بد من النظر إلى تصريحاته المؤيدة لترمب ضمن سياقها المحدد، إذ تحاول روسيا تعزيز قوتها على حساب الولايات المتحدة.
كيفن ريل محاضر في دراسات الاستخبارات والأمن في جامعة "برونيل" في لندن. لقد صدر هذا المقال أساساً في مجلة "ذا كونفرسيشن" The Conversation وأعيد نشره بموجب ترخيص من "كرييتيف كومنوز" Creative Commons.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

بوتين يريد وقف توسع "الأطلسي" شرقا ورفع العقوبات لإنهاء حرب أوكرانيا
بوتين يريد وقف توسع "الأطلسي" شرقا ورفع العقوبات لإنهاء حرب أوكرانيا

Independent عربية

timeمنذ 31 دقائق

  • Independent عربية

بوتين يريد وقف توسع "الأطلسي" شرقا ورفع العقوبات لإنهاء حرب أوكرانيا

قالت ثلاثة مصادر روسية مطلعة إن شروط الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لإنهاء الحرب في أوكرانيا تتضمن الحصول على تعهد كتابي من قادة الغرب بوقف توسع حلف شمال الأطلسي شرقاً، وإلغاء جانب كبير من العقوبات المفروضة على موسكو. وعلى رغم أن الرئيس الأميركي دونالد ترمب عبر مراراً عن رغبته في إنهاء أعنف صراع في أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية، فقد أبدى إحباطاً متزايداً خلال الأيام الماضية حيال أفعال نظيره الروسي، وحذر أول من أمس الثلاثاء من أن الرئيس الروسي "يلعب بالنار" برفضه الانخراط في محادثات لوقف إطلاق النار مع كييف، في وقت تحقق فيه قواته مكاسب في ساحة المعركة. وبعد حديثه مع ترمب لأكثر من ساعتين الأسبوع الماضي، قال بوتين إنه وافق على صياغة مذكرة تفاهم مع أوكرانيا من شأنها أن تحدد معالم اتفاق سلام، بما في ذلك توقيت لوقف لإطلاق النار، وتقول روسيا إنها تعمل على صياغة نسختها من المذكرة، ولا يمكنها تقدير المدة التي سيستغرقها الأمر. وتتهم كييف والحكومات الأوروبية موسكو بالمماطلة، بينما تحقق قواتها تقدماً في شرق أوكرانيا. مستعد للسلام ولكن... وقال مصدر روسي كبير مطلع على طريقة تفكير كبار مسؤولي الكرملين، وطلب عدم الكشف عن هويته، "بوتين مستعد لصنع السلام، ولكن ليس بأي ثمن". وذكرت المصادر الروسية الثلاثة أن بوتين يريد تعهداً "كتابياً" من القوى الغربية الكبرى بعدم توسع حلف شمال الأطلسي بقيادة الولايات المتحدة شرقاً، بما يعني رسمياً استبعاد قبول عضوية أوكرانيا وجورجيا ومولدوفا وغيرها من الجمهوريات السوفياتية السابقة. وأضافت المصادر أن روسيا تريد أيضاً أن تلتزم أوكرانيا بالحياد، وأن يجري رفع بعض العقوبات الغربية المفروضة عليها، والتوصل إلى حل لقضية الأصول السيادية الروسية المجمدة في الغرب، وتوفير حماية للمتحدثين بالروسية في أوكرانيا. وقال المصدر الأول إنه "إذا أدرك بوتين أنه غير قادر على التوصل إلى اتفاق سلام بشروطه الخاصة، فسيسعى إلى أن يظهر للأوكرانيين والأوروبيين من خلال الانتصارات العسكرية أن السلام غداً سيكون أكثر إيلاماً". وقال بوتين ومسؤولون روس مراراً إن أي اتفاق سلام يجب أن يعالج "الأسباب الجذرية" للصراع، وهو الاختصار الذي تستخدمه روسيا للإشارة إلى قضية توسع حلف شمال الأطلسي والدعم الغربي لأوكرانيا. أوكرانيا وسياسة "الباب المفتوح" وقالت كييف مراراً إنه لا ينبغي منح روسيا الحق في رفض تطلعاتها للانضمام إلى حلف شمال الأطلسي، وتقول أوكرانيا إنها بحاجة إلى أن يمنحها الغرب ضمانة أمنية قوية ذات صلاحيات لردع أي هجوم روسي في المستقبل. وقال حلف شمال الأطلسي في الماضي إنه لن يغير سياسة "الباب المفتوح" لمجرد أن موسكو تطالب بذلك، وأوردت وكالة "رويترز" في يناير (كانون الثاني) الماضي أن بوتين يشعر بقلق متزايد من التشوهات الاقتصادية في الاقتصاد الروسي في زمن الحرب، في ظل نقص العمالة وارتفاع أسعار الفائدة المفروضة للحد من التضخم، وانخفض سعر النفط، وهو حجر الأساس للاقتصاد الروسي، على نحو مطرد هذا العام. وحذر ترمب، الذي يفتخر بعلاقاته الودية مع بوتين ويعبر عن اعتقاده بأن الزعيم الروسي يريد السلام، من أن واشنطن قد تفرض مزيداً من العقوبات إذا تأخرت موسكو في جهود التوصل إلى تسوية، وألمح ترمب على وسائل التواصل الاجتماعي يوم الأحد إلى أن بوتين "أصابه الجنون"، بعد أن شن هجوماً جوياً واسع النطاق على أوكرانيا الأسبوع الماضي. بوتين والفرصة السانحة وذكر المصدر الأول أنه إذا رأى بوتين فرصة تكتيكية سانحة في ساحة المعركة فسيتوغل أكثر في أوكرانيا، وأن الكرملين يعتقد أن البلاد قادرة على مواصلة القتال لسنوات، مهما فرض الغرب من عقوبات وضغوط اقتصادية. وقال مصدر ثان إن بوتين صار أقل ميلاً للتنازل عن الأراضي، وإنه متمسك بموقفه العلني بأنه يريد المناطق الأربع بالكامل التي تسيطر عليها روسيا في شرق أوكرانيا، وأضاف "بوتين شدد موقفه" إزاء تلك الأراضي. 7 ألوية ألمانية في سياق متصل ذكرت ثلاثة مصادر لـ"رويترز" أن حلف الأطلسي سيطلب من ألمانيا توفير سبعة ألوية إضافية، أو ما يعادل نحو 40 ألف جندي لتعزيز دفاعات الحلف، وذلك وفق أهداف جديدة في شأن الأسلحة وأعداد القوات سيتفق عليها وزراء دفاع الدول الأعضاء الأسبوع المقبل. ويزيد الحلف بصورة كبيرة من أهدافه المتعلقة بالقدرات العسكرية، في ظل اعتباره روسيا تهديداً أكبر منذ شنها الحرب الشاملة ضد أوكرانيا في عام 2022. وصرح مسؤول عسكري كبير، طلب عدم كشف هويته، أن العدد المستهدف لإجمالي الألوية التي سيتعين على دول الحلف تقديمها في المستقبل سيرتفع إلى ما بين 120 و130 لواء. وأضاف المصدر أن هذا يعني زيادة بنحو 50 في المئة عن الهدف الحالي البالغ نحو 80 لواء، وقدر مصدر حكومي الهدف عند 130 لواء لجميع دول الحلف. وقال متحدث باسم وزارة الدفاع في برلين إنه لا يستطيع استباق القرارات التي سيتخذها وزراء دفاع حلف شمال الأطلسي الأسبوع المقبل وزعماء الحلف في القمة المقرر عقدها نهاية يونيو (حزيران) المقبل، وأضاف "علاوة على ذلك، مخططات أهداف حلف شمال الأطلسي المتعلقة بالقوات والقدرات سرية لأسباب أمنية". ووصف حلف شمال الأطلسي أهداف القدرات الجديدة بأنها "طموحة"، لكنه لم يحددها كمياً. وقال مسؤول في الحلف رداً على طلب للتعليق، "تستند إلى القوات والموارد التي نحتاج إليها للردع والدفاع، بناء على خططنا الدفاعية الجديدة". اقرأ المزيد يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field) تحد كبير وكانت ألمانيا وافقت في عام 2021 على تقديم 10 ألوية لحلف شمال الأطلسي بحلول عام 2030، ولديها حالياً ثمانية ألوية، وهي بصدد تشكيل لواء تاسع في ليتوانيا ليكون جاهزاً بدءاً من عام 2027. لكن في كل الأحوال سيكون إرسال 40 ألف جندي إضافي تحدياً كبيراً لبرلين، إذ تشير بيانات وزارة الدفاع إلى أن الجيش الألماني لم يحقق بعد هدفه بأن يضم 203 آلاف جندي المحدد عام 2018، ويعاني حالياً نقصاً في عدد القوات النظامية يبلغ نحو 20 ألف جندي. وفي العام الماضي، ذكرت "رويترز" أن حلف شمال الأطلسي سيحتاج ما بين 35 إلى 50 لواء إضافياً لتحقيق خططه الجديدة بالكامل للوقوف في وجه أي هجوم روسي، وأن ألمانيا وحدها ستضطر إلى مضاعفة قدراتها الدفاعية الجوية أربع مرات. لكن مصادر قالت إن أهداف الحلف الجديدة لا تعكس حتى الآن أي تدابير تتعلق بسحب القوات الأميركية من أوروبا، وهو احتمال يثير قلق الأوروبيين، نظراً إلى اعتماد خطط الحلف الدفاعية بصورة كبيرة على الأصول الأميركية. "جرائم ضد الإنسانية" في الموازاة ذكر تقرير استقصائي أعده خبراء من الأمم المتحدة ونشر أمس الأربعاء أن الجيش الروسي ارتكب "جرائم ضد الإنسانية" و"جرائم حرب"، في إطار هجمات بطائرات مسيرة عدة لأشهر على مدنيين في منطقة خيرسون الأوكرانية. وتتهم لجنة التحقيق التي شكلها مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، بعد الهجوم الروسي الواسع ضد أوكرانيا في فبراير (شباط) 2022، القوات الروسية بمهاجمة المدنيين بصورة "منهجية". وتكتسي نتائج التحقيق أهمية خاصة بعد أن نفذت موسكو أخيراً ضربات جوية، بأكبر سرب من المسيرات والصواريخ البالستية منذ بدء هجومها، على مواقع أوكرانية مدنية من بينها العاصمة كييف. ويركز التقرير على منطقة خيرسون (جنوب)، إذ "ارتكبت هذه الأفعال بهدف أساس هو بث الرعب بين السكان المدنيين، في انتهاك للقانون الإنساني الدولي". وكشف التحقيق عن أنه منذ يوليو (تموز) الماضي، قام مشغلو الطائرات المسيرة العسكرية الروسية بضرب المدنيين واستهداف سيارات الإسعاف "بصورة منهجية" على الضفة اليسرى لنهر دنيبر. وأوضح التقرير أن "الصور لا تدع مجالاً للشك حيال نيتهم استهداف المدنيين"، وهو ما يشكل "جريمة حرب". وأضاف أن "تكرار مثل هذه الهجمات منذ أكثر من 10 أشهر، ضد عدد من الأهداف المدنية على مساحة شاسعة، يظهر أنها واسعة النطاق ومنهجية ومدبرة"، وبالتالي تشكل "جرائم ضد الإنسانية". وأشار إلى أن نشر مقاطع الفيديو في ذاته يعد "جريمة حرب وانتهاكاً لكرامة الأشخاص". ورأت اللجنة أن المسؤولين عن هذه الجرائم بإجبارهم آلاف الأشخاص على الفرار ارتكبوا أيضاً "جريمة ضد الإنسانية، تتمثل في دفع السكان إلى النزوح قسراً".

المفوض الأوروبي للدفاع يحذر من "طلاق غاضب" مع الولايات المتحدة
المفوض الأوروبي للدفاع يحذر من "طلاق غاضب" مع الولايات المتحدة

الشرق السعودية

timeمنذ ساعة واحدة

  • الشرق السعودية

المفوض الأوروبي للدفاع يحذر من "طلاق غاضب" مع الولايات المتحدة

دعا المفوض الأوروبي للدفاع والفضاء، أندريوس كوبليوس، الأربعاء، أوروبا إلى الاستعداد لخفض عدد القوات الأميركية في القارة، وزيادة حجم الإنفاق على التسليح، ومساعدة أوكرانيا ومواجهة روسيا، محذراً مما سماه "الطلاق الغاضب" مع واشنطن. وأضاف في كلمة له خلال منتدى جائزة "شارلمان" الأوروبية: "ليس فقط من الممكن، بل يكاد يكون من المحتم أن نضطر للاعتماد على أنفسنا في المسائل الدفاعية في أوروبا، لأن الأميركيين سينسحبون تدريجياً من القارة". وذكر كوبليوس، أن الولايات المتحدة لن تتخلى عن حلف شمال الأطلسي "الناتو"، لكنها "تحوّل تركيزها باتجاه منطقة الهند والمحيط الهادئ بسبب التهديد العسكري المتصاعد من الصين". تقاسم المسؤوليات وقال المفوض الأوروبي: "لتجنب طلاق عاطفي وغاضب، على الأوروبيين تغيير طريقة تفكيرهم"، مشيراً إلى أهمية أن يقلل الأوربيين "الشكاوى من أنهم يتعرضون للخيانة"، و"الاستعداد لتقاسم المسؤوليات". وأشار إلى أنه، "بالنظر إلى احتمالية الانسحاب الأميركي، واستمرار الحرب في أوكرانيا، والتقارير الاستخباراتية التي تفيد بأن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يزداد عدوانية، فإن أوروبا تواجه الآن العاصفة المثالية، التي قد تقود إلى أزمة عميقة". وأضاف: "في حال وقوع عدوان روسي على دولة عضو في (الناتو) أو الاتحاد الأوروبي، سنواجه جيشاً روسياً خاض معارك، ومزوداً بملايين الطائرات المسيّرة. فهل نحن مستعدون لذلك؟ أشك في ذلك". لكنه شدد على ضرورة أن "يبدأ الاتحاد الأوروبي بالاستعداد بدلاً من الإصابة بالذعر"، وأضاف: "كما يُقال غالباً لا تُضيع الأزمة الجيدة دون اتخاذ قرارات جريئة وتنفيذ إصلاحات". ودعا المفوض، الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي، لتعويض ما وصفه بـ"الفجوة الكبيرة" في الاستعداد الدفاعي، موضحاً أن "الاستعداد المادي يتطلب زيادة هائلة في تطوير وشراء الأسلحة الجديدة، ورفع مستوى الإنتاج الصناعي داخل القارة الأوروبية". وأشار إلى أنه "ولتحقيق ذلك، نحتاج إلى موارد مالية كافية"، لافتاً إلى أن قمة الناتو المقبلة، المقرر عقدها الشهر المقبل في لاهاي "من المرجح أن تطلب من الدول الأعضاء رفع أهدافها المتعلقة بالقدرات العسكرية بنسبة 30%". لكنه حذّر قائلاً: "الحلفاء بالفعل متأخرون بنسبة 30% في الوفاء بالأهداف الحالية". تريليون دولار ولتحقيق الهدف الجديد، يجب على أوروبا تعزيز الإنتاج الصناعي وتقوية ما يُعرف بـ"الممكنات الاستراتيجية"، مثل الاستخبارات الفضائية، ومراكز القيادة والسيطرة، وقدرات النقل الجوي الثقيل، وهي مجالات تعتمد فيها أوروبا بشكل كبير على الولايات المتحدة، بحسب مجلة "بوليتيكو" الأميركية. وأكد كوبليوس، أنه "بلا شك، سيتطلب ذلك الكثير من المال"، مضيفاً أن المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية يقدّر أن كلفة تعويض مساهمة الولايات المتحدة الحالية في الناتو قد تصل إلى تريليون دولار. وبينما تعزز الدول الأوروبية دفاعاتها، من المتوقع أن تواصل أيضاً إرسال الأسلحة والمساعدات إلى أوكرانيا. وأشار المفوض الأوروبي، إلى أن "كلا الهدفين يمكن تمويلهما عبر أداة (الأمن من أجل أوروبا) SAFE"، التي أُقرت مؤخراً بقيمة 150 مليار يورو كقروض مقابل الأسلحة، واصفاً هذه الأداة أو الصندوق بأنها "اختراق كبير في دعمنا لأوكرانيا". وأضاف: "مع امتلاك كييف جيشاً ذا خبرة في المعارك، ووسط الخطر الروسي المتزايد، على أوكرانيا وبريطانيا أن تكون جزءاً أساسياً من الهيكل الأمني الأوروبي الجديد". وطرح المفوض سؤالاً: "هل السلام في أوكرانيا، وهل انتصار أوكرانيا ممكنان بعد الانسحاب الأميركي؟"، وأجاب: "إجابتي هي نعم، إنه ممكن".

وسط ضعف القدرات الدفاعية.. أوكرانيا تتأهب لهجوم روسي واسع خلال الصيف
وسط ضعف القدرات الدفاعية.. أوكرانيا تتأهب لهجوم روسي واسع خلال الصيف

الشرق السعودية

timeمنذ 4 ساعات

  • الشرق السعودية

وسط ضعف القدرات الدفاعية.. أوكرانيا تتأهب لهجوم روسي واسع خلال الصيف

توقع مسؤولون عسكريون أوكرانيون ومحللون، أن تشن روسيا هجوماً واسع النطاق هذا الصيف على إقليم دونيتسك شرقي أوكرانيا، وهو الإقليم الذي تسعى موسكو للسيطرة عليه منذ بداية الحرب، حسبما أفادت صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية، الأربعاء. وتزامنت التحذيرات من الهجوم المرتقب، والذي يقول بعض المحللين إنه بدأ بالفعل، مع تعثر مسار السلام الذي تتوسط فيه الولايات المتحدة، إذ اقتصر حتى الآن على اجتماعات غير حاسمة ولم يفضِ إلى نتائج ملموسة. في المقابل، رفضت روسيا مراراً دعوات أميركية وأوروبية إلى وقف فوري لإطلاق النار، بينما تحدث الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، عن حشد روسي لـ50 ألف جندي قرب منطقة سومي شمالي أوكرانيا. وقال محللون أميركيون إن الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، يبدو واثقاً من قدرته على حسم الحرب عسكرياً، رغم أن العقوبات الغربية والخسائر البشرية الفادحة بدأت تُضعف آلة الحرب الروسية تدريجياً. ويرون أن أشهر الصيف الحالية ربما تكون فرصته الأخيرة لشن هجوم واسع النطاق. وتمثل السيطرة الكاملة على دونيتسك، أولوية لروسيا منذ بداية الحرب في عام 2022. وفي سبتمبر من العام نفسه، أعلن بوتين ضم دونيتسك وثلاثة أقاليم أوكرانية أخرى إلى الاتحاد الروسي، رغم أن أياً منها لم يكن تحت سيطرة قواته بالكامل حينها. مكاسب ميدانية وتأتي التحليلات التي تشير إلى سعي روسيا لكسب المزيد من الأراضي في وقت تؤكد فيه موسكو اهتمامها بمناقشة السلام، لكنها تشدد على أن وقف الأعمال القتالية لا يمكن أن يتحقق إلا من خلال معالجة "الأسباب الجذرية" للنزاع. وعقب المحادثات المباشرة التي جرت بين روسيا وأوكرانيا في إسطنبول في 16 مايو الجاري، اتفق الطرفان على صياغة مذكرة تتضمن مبادئ كل منهما لأي اتفاق محتمل. وفي الأثناء، شنت روسيا خلال نهاية الأسبوع واحدة من أكبر موجات القصف الجوي على أوكرانيا منذ بداية الحرب. وإلى جانب الهجوم الرئيسي على دونيتسك، التي تسيطر روسيا على نحو 70% منها، يخطط الكرملين لتنفيذ هجمات أصغر على طول الحدود الشمالية الشرقية لأوكرانيا في منطقتي سومي وخاركيف، بهدف زيادة الضغط على القوات الأوكرانية المنتشرة بكثافة على خطوط المواجهة، وفقاً لمحللين. وقال ميكولا بيلييسكوف، الباحث في المعهد الوطني للدراسات الاستراتيجية في أوكرانيا، إن خطة روسيا تقوم على "محاولة تثبيت القوات الأوكرانية على طول خط الجبهة، بما في ذلك في منطقتي سومي وخاركيف، لكنها ستركز بشكل أساسي على بوكروفسك وكوستيانتينيفكا"، في إشارة إلى المدينتين الواقعتين في دونيتسك، واللتين تحاول روسيا السيطرة عليهما منذ قرابة عام. وأضاف أن مدينة كوستيانتينيفكا، ليست على وشك السقوط حالياً، لكنها تُعد هدفاً "واعداً" بالنسبة للروس في الوقت الراهن، نظراً لقدرتهم على مهاجمتها من ثلاث جهات مختلفة. الدفاعات الأوكرانية كان محللون قد توقعوا في صيف العام الماضي أن تسقط المدينتان بحلول ديسمبر الماضي، إلا أن تعثر روسيا في السيطرة عليهما يعكس حجم الجهود الهائلة التي تبذلها أوكرانيا في الدفاع عنهما. ومع ذلك، لا تزال كييف تواجه صعوبات في التجنيد وتوفير القوة النارية، ما يعني أن الأشهر المقبلة ستكون تحدياً جديداً لها. وفي المقابل، تجاوزت روسيا أهدافها في عمليات التجنيد العسكري، لكنها لا تزال تفتقر إلى الأعداد اللازمة لتنفيذ عدة هجمات ناجحة في آنٍ واحد، وفقاً لما قاله محللون ومسؤولون عسكريون أوكرانيون لـ"واشنطن بوست". وقال بيلييسكوف: "أتوقع أن يركزوا على منطقة دونيتسك، وكل ما عدا ذلك سيكون مجرد تشتيت للموارد والانتباه الأوكراني"، مضيفاً أن إعطاء الأولوية لمنطقتي سومي أو خاركيف لن يمنح الروس مساحة الأراضي التي يسعون إلى السيطرة عليها. احتاجت روسيا إلى 80 ألف جندي للسيطرة على مدينة أفدييفكا الصغيرة في دونيتسك في فبراير 2024، بعد حصار مرهق. وفي الوقت الراهن، ينتشر نحو 125 ألف جندي روسي على حدود منطقتي سومي وخاركيف، وهو عدد لا يكفي للسيطرة على عاصمتين إقليميتين، بحسب أرقام أوردتها الاستخبارات العسكرية الأوكرانية. ورجح أندريي تشيرنياك، ممثل الاستخبارات العسكرية الأوكرانية، أن تُستخدم هذه القوات لاحتلال أجزاء صغيرة من الأراضي الأوكرانية على طول الحدود. "مناطق عازلة" وكانت روسيا قد أعلنت بالفعل أنها تسعى إلى إنشاء "مناطق عازلة" على طول الحدود لمنع أي توغلات أوكرانية جديدة في منطقتي كورسك أو بيلجورود الروسيتين. مع ذلك، قال تشيرنياك إن القوات الروسية ستستغل هذه الجيوب الجديدة داخل الأراضي الأوكرانية للضغط على العاصمتين الإقليميتين، وخصوصاً مدينة سومي. وقد استولت القوات الروسية بالفعل على أربع قرى حدودية، وفق ما كتبه حاكم سومي، أوليه هريهورو، على فيسبوك، الثلاثاء. وتفتقر أوكرانيا حالياً إلى الأعداد الكافية من الجنود والعتاد لتنفيذ هجوم، لذلك ستستمر في تبني الاستراتيجية الدفاعية التي اعتمدتها منذ عام 2024، من خلال التمسك بخطوط المواجهة وجعل استيلاء قوات موسكو على أي أرض مكلفاً قدر الإمكان. ويُعد استمرار تدفق الأسلحة الأجنبية عنصراً أساسياً في تلك الاستراتيجية، وهو أمر غير مضمون من جانب الولايات المتحدة. أما أوروبا، فقد سعت في الآونة الأخيرة إلى تعزيز مساهماتها في هذا الجانب.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store