
قصة زعيم أذابوا جسده وبقيت سنّه تشهد في جيب القاتل
ناضل لومومبا بصلابة من أجل حرية بلاده الكونغو الديمقراطية واستقلالها عن بلجيكا ولم يتمكن السجن الذي زج به من وقفه أو إسكاته.
واجه البلجيكيين وفضح أساليبهم الوحشية الاستعمارية أمام العالم، ولم يوفر مليكهم بودوان الأول الذي جلس على عرش البلاد من عام 1951 حتى وفاته عام 1993. انتقده بشدة في حفل استقلال الكونغو في 30 يونيو 1960 وتحدى تمجيده للاستعمار البغيض.
كان المستعمرون البلجيكيون في الكونغو، كما أي قوة استعمارية أخرى، يصفون أنفسهم بالحضارة والتطور وسكان هذا البلد الإفريقي بالتخلف والوحشية، إلا ان الممارسات على الأرض تعكس تماما طرفي هذه المعادلة المهينة.
لأن باتريس لومومبا قاوم المستعمر ودافع عن حقوق الأفارقة الأساسية، قُتل ظلما وعدوانا ثم دفن قبل أن تستخرج جثته مجددا وتقطع إربا ثم تذاب في حمض الكبريتيك.
لم يبق منه شيء إلا قطعتين من إصبعين وسن مطلية بالذهب احتفظ بها ضابط بلجيكي على مدى عقود طويلة بمثابة "غنائم صيد عسكري"، فمن هو المتوحش يا تُرى؟
قاوم هذا المناضل الإفريقي كل الضغوط وخاض الانتخابات وتمكن من تشكيل ائتلاف وحصل من البرلمان على منصب رئيس الوزراء، إلا أن ذلك لم يرق للبلجيكيين وللأمريكيين. رأوا في موقفه الحازم المعادي للاستعمار والاستغلال الغربي لثروات بلاده، خطرا داهما على مصالحهم، فقرروا التخلص منه بأي ثمن وبأي وسيلة.
بعد أيام من استقلال جمهورية الكونغو الديمقراطية عن الاستعمار البلجيكي وتولي باتريس لومومبا منصب رئيس الوزراء، انفصلت مقاطعة كاتانغا بقيادة مويس تشومبي، وبدعم من شركات التعدين والقوات البلجيكية.
دخلت الاستخبارات الأمريكية على الخط وشاركت في المؤامرة لإقصاء لومومبا الذي طلب مساعدة الاتحاد السوفيتي بعد أن عجزت الأمم المتحدة عن التحرك.
دُفع برئيس جمهورية الكزنغو الديمقراطية "جوزيف كاسا فوبو" إلى عزل لومومبا في سبتمبر 1960، ثم قام العقيد "جوزيف ديزي موبوتو" الذي عُرف فيما بعد باسم "موبوتو سيسي سيكو" بانقلاب دبّرته الاستخبارات المركزية الأمريكية. اعتقل لومومبا وزج به في السجن، ثم أخرج منه وسُلم لقوات المتمردين في كاتانغا.
بحماية مرتزقة بلجيكيين قام متمردو مقاطعة كاتانغا بتعذيب أول رئيس وزراء في جمهورية الكونغو الديمقراطية قبل إعدامه رميا بالرصاص بالقرب من مدينة "لوبومباشي".
فيما بعد، للتأكد من طمس جميع أدلة الجريمة، أشرف مفوض في الشرطة البلجيكية يدعى "جيرارد سويت" على نبش قبر لومومبا واستخراج الجثة وتقطيعها وإذابة أجزائها في حمض الكبريتيك، ثم إحراق ما تبقى من بقايا.
جيرارد سويت اعترف في وقت لاحق بأنه احتفظ بسن مطلية بالذهب وقطعتي أصابع، ووصف فعلته بأنها "انحدار إلى أعماق الجحيم".
هذا البلجيكي كشف علنا عن وجود سن لومومبا الذهبية في حوزته أثناء مشاركته في فيلم وثائقي عام 1999، وقام بعرضها كتذكار صادم. بعد وفاته في عام 2000، ورثت عنه السن ابنته غوديليف وقامت بعرضها على وسائل الإعلام البلجيكية في عام 2016.
سارعت السلطات البلجيكية إلى مصادرة "السن الذهبية"، وقامت ابنة لومومبا بحملة ضغط على مدى سنوات لاستعادته.
في عام 2002 وفي سابقة هي الأولى، عبّر الملك فيليب عن "اسفه العميق" لاستغلال الكونغو!، فيما أقر رئيس الوزراء ألكسندر دي كرو بـ"المسؤولية الأخلاقية" لبلجيكا في مقتل لومومبا خلال حفل رسمي في بروكسل أعيدت فيه رسميا "السن الذهبية".
وضعت السن المطلية بالذهب في نعش نُقل جواء إلى عاصمة الكونغو الديمقراطية كينشاسا، حيث دفنت في ضريح في الذكرى 62 لاستقلال البلاد في 30 يونيو 2022.
سعي مدعون عامون بلجيكيون في يونيو 2025 إلى محاكمة آخر مشتبه به في هذه القضية لا يزال على قيد الحياة، وهو دبلوماسي سابق يدعى إتيان دافينيون ويبلغ من العمر 92 عاما. جلسة الاستماع في هذه القضية حددت في 20 يناير 2026.
بنهاية المطاف، وبعد الفوضى العارمة المزمنة والتمردات والحروب المتواصلة التي جُرت إليها جمهورية الكونغو الديمقراطية، زائير في فترة حكم الدكتاتور موبوتو، لم يعد يثق أبناء لومومبا في أحد حتى أن نجله جاي باتريس عارض إعادة "سن" والده خشية من أن يستغلها "السياسيون لتسجيل نقاط" لصالحهم.
المصدر: RT
وجه الزعيم السوفيتي يوسف ستالين في 3 يوليو 1941 أول خطاب للشعب السوفيتي منذ بدء الغزو الألماني النازي. في تلك اللحظات العصيبة، أعلن ستالين الصراع الجاري "حربا وطنية عظمى".
قبل ساعات من تنفيذ المهمة، اعتلى المقدم طيار بول تيبيتس ظهر طائرته، وكتب عليها اسم أمه "إينولا غاي تيبيتس". بعد ساعات انطلق إلى سماء مدينة "هيروشيما"، ونزل الموت كالصاعقة.
علّق أحد الكتاب على فرار "خوانيتا"، شقيقة الزعيم الكوبي فيدل كاسترو من كوبا في 29 يونيو 1964، بنفس الطريقة التي وردت على لسان يوليوس قيصر، وكتب يقول: "حتى أنت يا أختي"!
نظروا إلى القنبلة النووية على أنها حسناء فاتنة. أطلقوا عليها اسم "غيلدا"، وكتبوا على غلافها "ريتا هايورث"، وهو اسم ممثلة الإغراء التي لعبت دورها في فيلم بنفس الاسم.
كان اغتيال رئيس جمهورية الكونغو الديمقراطية لوران كابيلا حدثا صادما يعكس الفوضى العارمة في هذا البلد الواقع وسط إفريقيا، والذي يعد ثاني أكبر دولة فيها من حيث المساحة بعد الجزائر.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


روسيا اليوم
منذ 7 ساعات
- روسيا اليوم
قلق إسرائيلي من امتلاك مصر سلاح صينيا بتقنية روسية
وفي تقرير نشرته مجلة "يسرائيل ديفينس" العسكرية التي تصدر عن الجيش الإسرائيلي، جاء فيه أن مصر وافقت مؤخرًا على شراء ونشر نظام الدفاع الجوي الصيني HQ-9B، وهو نظام أرض-جو بعيد المدى مصمم لتعزيز القدرات الدفاعية للبلاد في مواجهة التهديدات الإقليمية المتزايدة. وكان قد كشف اللواء والمحلل العسكري والإستراتيجي المصري سمير فرج، في مقابلة تلفزيونية أن منظومة الدفاع الجوي المصرية قيد التحديث، وأنها تضم الآن النظام الصيني الجديد، الذي قارنه بمنظومة الدفاع الروسية إس-400، التي تُعتبر من أكثر المنظومة تطورًا في العالم. ويتميز نظام HQ-9B بتقنيات متطورة تُمكّنه من اكتشاف طائرات الشبح واعتراض الذخائر الموجهة بدقة عالية، كما تنضم هذه الخطوة المصرية إلى مشتريات أخرى من الصين في السنوات الأخيرة، بما في ذلك طائرات WING-LOONG-9D بدون طيار، والاهتمام بطائرات الشبح المقاتلة صينية الصنع. ووفق المجلة العسكرية الإسرائيلية، فقد سعت القاهرة في السنوات الأخيرة إلى تنويع مصادر تسليحها العسكري، ويعود ذلك جزئيًا إلى القيود التي فرضتها الدول الغربية، فعلى سبيل المثال، تمنع الولايات المتحدة مصر من شراء صواريخ جو-جو متطورة لطائراتها من طراز F-16، وترفض فرنسا تزويد مصر بصواريخ لطائراتها من طراز الرافال، كما رفضت ألمانيا توريد بطاريات الدفاع الجوي IRIS-T. بينما النظام الصيني الذي اشترته مصر مزود برادار متطور، وهو قادر على تتبع أهداف متعددة في وقت واحد واعتراض التهديدات في طبقتين دفاعيتين مختلفتين. كما تم بيع أنظمة HQ-9B إلى دول أخرى في آسيا وأفريقيا، بما في ذلك أوزبكستان وتركمانستان وباكستان والمغرب. ووفق المجلة الإسرائيلية فأن الصواريخ في النظام ثنائية المراحل، وهي مبنية على تقنية روسية، حيث يُركّب على شاحنات 8×8، وتبلغ سرعة اعتراضها حوالي 4.2 ماخ، مما يمنح النظام القدرة على الاستجابة السريعة لمجموعة واسعة من التهديدات الجوية.وفي السياق نفسه، قال تقرير لموقع "ناتسيف" الإخباري الإسرئايلي، إن تحول القاهرة نحو الصين كمورد للمعدات الأمنية في عهد الرئيس عبد الفتاح السيسي، يعكس استراتيجية واضحة تهدف إلى تقليل الاعتماد على الولايات المتحدة وأوروبا، اللتين حدّت سياساتهما الصارمة في تصدير الأسلحة بشدة من القدرات التكنولوجية وترسانة الصواريخ للقوات الجوية المصرية. وأشار إلى أن القاهرة بدأت رسميًا تشغيل نظام الدفاع الجوي الصيني بعيد المدى HQ-9B، مما يُمثل تحولًا جذريًا في اعتماد القاهرة طويل الأمد على المعدات العسكرية الغربية. وقد تم تطُوّير نظام HQ-9B من قِبَل شركة الصين لاستيراد وتصدير الآلات الدقيقة (CPMIEC) التابعة لشركة علوم وصناعة الفضاء الصينية (CASIC)، ويُقارَن غالبًا بنظام الدفاع الجوي الروسي S-400 Triumf نظرًا لمداه الأوسع وقدرته على إصابة أهداف متعددة في آنٍ واحد. ولفت الموقع إلى قرار الجيش المصري باعتماد نظام HQ-9B يبث رسالة واضحة مفادها أن القاهرة تعتزم مواجهة التهديدات الإقليمية، لا سيما في ظل تصاعد التوترات مع خصوم محتملين يمتلكون تكنولوجيا الصواريخ المجنحة والباليستية. ويقول الخبراء وفق الموقع العبري، إن رادار المصفوفة المرحلية النشط للنظام، بمدى كشف يتجاوز 300 كيلومتر، يُحسّن بشكل كبير شبكة الدفاع الجوي المتكاملة في مصر. ويسمح نظام الرادار المتقدم ونظام التحكم في النيران في النظام بتتبع عشرات الأهداف في وقت واحد، بدءًا من الطائرات المقاتلة والطائرات منخفضة الارتفاع وصولًا إلى صواريخ الكروز والصواريخ الباليستية متوسطة المدى، مما يوفر درعًا متعدد الطبقات لحماية البنية التحتية الوطنية الحيوية. وتمتد قدرة الاعتراض للنظام إلى ارتفاعات تتراوح بين 500 متر و30 كيلومترًا، مع مدى إطلاق يصل إلى 260 كيلومترًا حسب نوع التهديد. وذكرت وسائل إعلام إسرائيلية في شهر أبريل الماضي أن الأقمار الصناعية رصدت حركة غير مسبوقة على الحدود المصرية، وخاصة على طريق فيلادلفيا. وقال موقع nziv الإخباري الإسرائيلي، إنه دخلت أعداد كبيرة من الدبابات المصرية والمعدات العسكرية الثقيلة لأول مرة منذ توقيع اتفاقية كامب ديفيد، حيث أن هذه الخطوة تثير المخاوف وتبدو غير عادية، وتعكس استعدادا عسكريا غير عادي، من ضمنها صواريخ 9A84 و 9A83 وهي صواريخ "إس - 300" أو "أنتاي - 2500". وفي أبريل الماضي، تصدرت القوات الجوية المصرية والقوات الجوية لجيش التحرير الشعبي الصيني عناوين الصحف عندما أجرتا أول مناورة جوية مشتركة بينهما، والتي أُطلق عليها اسم "نسور الحضارة 2025". وفي هذه المناورة، نشرت الصين طائرات مقاتلة من طراز J-10C، وطائرة صهريج للتزود بالوقود جوًا من طراز YU-20، وطائرة إنذار مبكر ومراقبة من طراز KJ-500 - وجميعها من أحدث المعدات التي تمتلكها القوات الجوية الصينية الحديثة. وصفت وزارة الدفاع الصينية هذه المناورة بأنها فرصة "لتعزيز التعاون العملي وتوطيد الصداقة والثقة المتبادلة"، مؤكدةً على الأهمية الرمزية والعملية للمناورات. وزعم التقرير العبري أن هذه الصفقة ستُغضب الإدارة الأمريكية، التي تُقدّم لمصر مليارات الدولارات كمساعدات سنوية، ولن يروق لهم قطع مصر لعلاقاتها العسكرية معها والتوجه نحو عدوّهم الأكبر، وستؤدي هذه الصفقة بلا شك إلى فرض عقوبات أمريكية على مصر وجيشها، مما سيزيد من غضب الرئيس السيسي ويدفعه إلى أحضان الصين. المصدر : يسرائيل ديفينس + ناتسيف نت + وزارة الدفاع الصينية


روسيا اليوم
منذ 21 ساعات
- روسيا اليوم
بوتين بقمة بريكس: أحادية القطب انتهت
هذه المجموعة الواعدة يرى بوتين أنها تشكِّلُ إحدى أهمِّ دعائمِ العالم متعدِّدِ الأقطاب، على ضوء نموذجِ التعاونِ القائمِ على احترامِ خصوصيةِ الدول الأعضاء.. أما أثناء مشاركته في منتدى "الجبهة الشعبية الروسية" فيدقُّ بوتين جرسَ الإنذار للدولِ الغربية، بأنها ستفشل في أوكرانيا، وأن عليها أن تعودَ إلى العقلانية قبل فواتِ الأوان. خطابانِ إذاً للرئيس الروسي في مناسبتين مختلفتين في المكان والزمان، لكن المضمون واحد، العالم يتغيَّر، والغربُ فقدَ المبادرة وعليه أن يعترفَ بذلك عاجلاً أم آجلاً. وفي هذا السياق لا بدَّ من الإضاءة على بعض ما يعنيه تشكُّلُ العالم متعدِّدِ الأقطاب، وكيف تستفيد الدول النامية من هذا التحول، بعد أن عانت من قروناً من الاستعمار بكافةِ أشكالِه خدمةً لما يسمى المليارَ الذهبي. ومتى تتحوَّلُ بريكس إلى عاملٍ مؤثر في الملفاتِ والأزماتِ الدولية، بشكلٍ يعيدُ تثبيت قواعِدِ النظامِ على أساسٍ عادل؟


روسيا اليوم
منذ 3 أيام
- روسيا اليوم
عقوبات أوروبية ضد المؤثرة نتالي يومب
ذلك بتهمة دعم السياسات الروسية في إفريقيا وتوظيف المعلومات بما يقوض أمن واستقرار دول التكتل.